بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد مجلسنا هذا اليوم في شرح الحديث السابع والتسعين بعد المئتين من صحيح الامام البخاري يرحمه الله تعالى ويرحم امة محمد صلى الله عليه وسلم اجمعين قال الامام البخاري باب قراءة الرجل في حجر امرأته وهي حائض اي حال كونها حائض الامام البخاري عند اسمه هذا الباب وقبل صياغته الخبر المسند ساق خبرا معلقا ونحن نعلم ان المعلقات في صحيح الامام البخاري تعداده الف واربع مئة وواحد وثلاثين معلقا فيها المرفوع وهو قليل وفيها الموقوف والمقطوع وهذا من المقطوع اي ما من اقوال التابعين قال البخاري وكان ابو وائل وابو وائل وشقيق ابن سلمة الكوفي التابعي المعروف وهذا الاثر اسنده ابن ابي شيبة بسند صحيح كما قال الحافظ ابن حجر يقول وكان ابو وائل وهو شقيق ام سلمة كما قلت يرسل خادمة اي جارية والخادم يطلق على الذكر والانثى وهي حائض الى ابي رزين وهو التابعين مشهور الثقة مسعود ابن مالك في اثري فتأتيه بالمصحف فتمسكه بعلاقته والعلاقة الخيط الذي يربط به كيس المصحف وهذا الاثر الذي علقه عن ابي وائل انه كان يرسل خادمه وهي حائض الى ابي رزين فتأتيه بالمصحف فتمسكه بعلاقته فيه دليل على انه يجوز للحائض ان تحمل المصحف لكنها لا لا تمسهم لانه لا يمس القرآن الا ظاهر ووجه القياس انه نظر حمل الحائض العملاقة التي فيها المصحف بحمل الحائض المؤمن الذي يحفظ القرآن بانه حامله في جوفه وهذا الاجتهاد موافق لاجتهاد ابي حنيفة. مثلا مسائل وافق فيها اجتهاد البخاري اجتهاد ابي حنيفة لانه يتبع الدليل والنظر ومنع الجمهور ذلك وفرقوا وفرقوا بين هذا الاجتهاد بين الذي يحمل المصحف في صدره وبين الذي يحمله بعلاقة او غيرها وقالوا بان هذه الحمل مخل بالتعظيم ثم ساق البخاري فقال حدثنا ابو نعيم الفضل ابن دكيم وهو الفضل ابن دكيم عمرو بن حماد بن زهير القرشي التيم الطلحي مولاهم الاحول يكنى لابي نعيم الملائي الكوفي وهو مشهور بكنيته ولد عام ثلاثين ومئة وتوفي عام ثماني عشر ومئتين وقيل اثنى عشر ومئتين بالكوثر. روى له البخاري ومسلم وابو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجة قال عنه الحافظ في التقرير ثقة تم وقال الذهبي في السير الحافظ الكبير شيخ الاسلام الفضل بن عمرو بن حماد بن زهير بن درهم التيمي الطلحي القرشي مولاهم الكوفي الملائي الاحول مولى ال طلحة بن عبيد الله وكان شريكا لعبدالسلام ابن حرب الملائي كانا في حانوت بالكوفة يبيعان الملاء وغير ذلك وكان كذلك غالب علماء السلف انما ينفقون من كسلهم. اللهم اجعلنا ننفق من كسبنا ولا تحوجنا الى احد من خلقك يا ارحم الراحمين. نعم وقلبوا فمن قال عن ذهب اذ روى عنه عبد الله ابن المبارك مع تقدمه فانتم تعلمون ان ابن المبارك التي نهيت يرحمه الله قد توفي عام احدى وثمانين ومئة قال ابو حاتم قال ابو نعيم شاركت الثوري في اربعين او خمسين شيخا واما حنبل ابن اسحاق فقال قال ابو نعيم كشفت عني في مائة شيخ ممن كتب عنهم سفيان وقال احد ابن ابن الحسن الترمذي سمعت ابا عبدالله يقول اذا مات ابو نعيم صار كتابه اماما اذا اختلف الناس في شيء فزعوا اليه وقال يعقوب الفساوي اجمع اصحابنا ان ابا نعيم كان غاية في الاتقان وكان ابو نعيم يحفظ حديث الثوري حفظا جيدا. وهو ثلاثة الاف وخمسمئة حديث ويحفظ حديث مسعى وهو خمس مئة حديث وكان لا يلقن نسأل الله ان يرحمه وان يجعل عمله وعملنا باقيا الى يوم الدين انه سمع زهيرا هكذا تقرأ انه سمع زهيرا وهو زهير ابن معاوية ابن الحديب ابن الرحيل ابن زهير ابن هيثم ابو خيثم الجعف الكوفي اخو حديدي ابن معاوية والظفير ابن معاوية الموجودة عام مئة عام اثنتين وسبعين وقيل ثلاث وسبعين وقيل اربع وسبعين ومئة فرج له الجماعة قال عنه الحافظ التقريب ثقة سب وفي الجاهز الذهبي الحافظ ثقة حجة وقال عنه في السير الحافظ الامام المجود محدث الجزيرة ثم نقله فقال شعيب ابن حنبل يقول كنت مع زهير ابن معاوية بالبصرة فقال يا شعيب انا لا اكتب حديثا الا بنية شوف النية يا ايها الاخوة جده بالنعم حتى الخلايا التي في اجسادكم وجميع العصب والعظم والاشياء. ينوي بها الانسان ان يجعلها في طاعة الله. ولذلك اصل في السنة وسوف نبين هذا في كتابنا باذن الله شرح معاني الطلاق. يقول فاقمنا بالبصرة فما كتبنا الا حديثا واحدا قال يحيى ابن ايوب سمعت خمير الرؤسي يقول كان زهير اذا سمع الحديث من المحدث مرتين كتب عليه فرض اي يعني فرغ منه فكانوا يسمعون الحديث من الرواية ثم يعاودون السماء وقال معاذ ابن معاذ اذا سمعت الحديث من زهير لا ابالي ان لا اسمعه من سفيان الثوري وقال يحيى ابن ايوب العابد حدثنا شعيب ابن حرب يوما بحديث عن الزهري وشعبة فقيل له تقدم زهيرا على شعبة قال كان زهير احفظ من عشرين مثل شعبة ثم قال جاء زهير الى شعبة فسأله عن حديث فيه طول ان يمله عليك فابى جعبة وقال انا اردده عليك حتى تحفظه فقال زهير انا ارجو ان احفظه ولكن الى ان ابلغ البيت يعرض الشك قال فان لم تكن كذا فارحني واسترح مني قال يقول في علا والله لا تملني بلسان الثق فقال احمد بن حنبل زهير بن معاوية من معادن العلم نسأل الله الرحمة لنا ولهم لامة محمد اجمعين عن منصور ابن صفية طبعا هذا نسب لامه لانه يروي عنها واشتهر بها وانما هو منصور ابن عبدالرحمن ابن طلحة ابن الحارث العبدلي الحجري المكي اخو محمد ابن عبد الرحمن الحجري وامه هي صفية بنت شيبة نسي عن سبع وثلاثين ومئة وقيل ثمان وثلاثين ومئة خرج له البخاري ومسلم وابو داوود والنسائي وابن ماجة قال عنه الحافظ في التقليد ثقة اخطأ ابن حزم في تضعيفه فقال عن مجاهري في الكاشف قال ابو حاتم صالح وكان خاشعا وكان خاشعا فكاء عابدا وقد احسن احمد الثناء عليه وكما قصدنا ابو حاتم لان ابا حاتم قال عنه صالح الحديث وقال النسائي فقه وقال ابن عيينة كان يبكي عند كل صلاة يكثر القيامة والموت وقلن هنا يروي قلنا ان امه وهي صفية بنت شيبة ابن عثمان ابن ابي طلحة القرشي العبدلي امها ام عثمان برأ بنت سفيان بن سعيد بن قانط السلمي وهي لها رؤية وقد خرج حديثها البخاري ومسلم وابو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجة قال عنه الحافظ ابن حجر لها رؤية وقال الذهبي في الكاشف لها رؤية لها عن النبي صلى الله عليه وسلم. واراه مرسلا وقال في السير الفقيهة العالمة ام منصور القرشية العبدلي المكية الحجرية يقال لها رؤية ان النبي المعاشر اذا حديثه عن السيدة عائشة فهو متصل ان عائشة حدثتها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يتكئ في حجري وانا حائر طبعا هذه جملة حالية ثم يقرأ القرآن هذا موضع دلالة الحديث على ما تلزم له الامام البخاري ويتكئ على وزن يفتعل من الاتكاء وهو الجلوس. متمكنا او الميل في القعود مع الاعتماد على شيء. والمراد هنا انه صلى الله عليه وسلم كان يضع رأسه في حجرها. حجري اي حضني وهو ما دون الابل الى الكشك وهو ما بين الفاصلة الى الضلع الخلف نعم وهذا الحديث فيه من الفوائد وثمة مسألة مهمة باعتبار اننا في كتاب متنوعة تتعلق بالحائض والنفساء والمستحاضة فحكم النفساء حكم الحائض في جميع ما يحرم عليها ويسقط عنها قال ابن قدامة في المغني يرحمه الله تعالى وحكم النفساء حكم الحائض في جميع ما يحرم عليها ويسقط عنها لا نعلم في هذا خلافه وكذلك تحريم وطئها وحل مباشرتها والاستمتاع بها دون الفم ثانيا من الاحكام السادحة والنفساء للاحرام. وفي حديث جابر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اغتسلي واستثري بثوب واحرم. فالحائض النفساء عند الاحرام تسلم وقالت وثمة مسألة مهمة جدا هل يحق للمرأة ان تأخذ بعض الادوية لتأخير الحيضة اذا كان هذا غير مضر قال في المغني جزء اول صفحة خمس مئة وثلاث وسبعين صفحة ثلاث مئة وخمس وسبعين يقول روي عن احمد رحمه الله انه قال لا بأس ان تشرب المرأة دواء يقطع عنها الحيض اذا كان دواء معروفا اي دواء معروفا بعدم المضرة من الاحكام جهود الحائض العيدين ودعوة المسلمين واعتزاله المصلى في حديث ام عطية الطويل وفيه سمعنا يقول يخرج العواتق وذوات الخدور والفيظ ويشهدن الخير ودعوة المؤمنين. ويعتزل فيظ المصلى قراءة الرجل في حجر امرأته وهي حائض كما في حديث الباب هذا بغسل الحاء برأس زوجها وجرجير كما تقدم عندنا ايضا يعني لا حرج من سؤر الحائط ومواكبتها فعن عائشة تقول كنت اشرب انا خائر ثم اناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع ظهره على موضع فيهم في شرب واتعرق العرق وانا حائض للعظم ثم النبي صلى الله عليه وسلم فيضع طاه على موضع فيه وايضا من حديث عبد الله بن سعد حينما قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مؤازلة الحائض فقال واكلها والترمذي قال عن هذا قال هو قول عامة اهل العلم لم يروا بمواكبة الحائض بأسا فقال ابن سيد الناس لشرح هذا اجمع هذا اجمع الناس عليه. وهكذا نقل الاجماع محمد ابن جرير الطبري وفي باب التفسير لقوله فاعتزلوا النساء في المحيض فالمراد احتزنوا يعني وطأ النساء مما مر قوله باب قراءة الرجل في حي امرأته وهي حائض تجري بفتح المهملة وسكون الجيم يجوز كسر اوله اي حضن قوله يرسل خادمه جاريته والخادم يطلق على الذكر والانثى قوله علاقة بكسر العين اي الخيط الذي يربط به كيسه وذلك مصير منهما الى جواز حمل الحائض المصحف لكن من غير مسجد ومناسبته لحديث عائشة من جهة انه نظر حمل الحائض العلاقة التي بها المصحف بحمل الحائض المؤمن الذي يحفظ القرآن لانه عامله في جوفه وطبعا هذا يشبه لدينا شخص كثير ما يسأل يقول انا لدي الجوال وفي داخل الجوال مصحف هل ادخل فيه مورد نقول له نعم اخذا بهذا القياس وهذا هو موافق مذهب ابي حنيفة ومنع الجمهور ذلك وفرقوا بين الحمد لان الحمل مخل بالتعظيم والاستكاء لا يسمى في العرف حملا كما ذكر ذلك الحافظ ابن حجر ومن قبله البرماوي وغيره قوله ثم يقرأ القرآن وذكرنا ام كتاب التوحيد الامام البخاري رحمه الله تعالى ساق هذا الخبر في كتاب التوحيد ومر عندنا الخبر حينما شرحنا الخبر في العرض الثالثة نسأل الله ان يتمم لنا هذه العرض الثانية والشيخ الاسلامي في كتاب التنفيذ برقم سبعة الاف وخمس مئة واثنين واربعين يقول حدثنا قبيل فقال حدثنا سفيان عن منصور وهو منصور ابن عبد الرحمن عن امه وهي صفية عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن ورأسه في حجره وانا هائل وهذه قلنا في تواضعه صلى الله عليه وسلم بوضع رأسه على اهله ففيه حصن العشرة وفيه قراءة القرآن ايضا وهو مضطجع وقلنا ايضا فيه انه كان يسعى ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يسعى بكل ما يجلب المودة في البيت وفيه تواضعه وفيه ايضا اناثه لاهله فاذا تقدموا هذا الخبر عندنا طبعا قال بدقيق العيد في هذا الفعل اشار الى ان الحائض لا تقرأ القرآن لان قراءتها لو كانت جائزة لما توهم امتناع القراءة في حجرها حتى احتيج الى التنقيق عليها وهذا النظر من ابن دقيق العيد يخالف نظر ابن بطال فقد ذهب الى العكس لا اكثر ونحن نرى جواز قراءة الحياة في القرآن وهو مذهب المالكية بل قال صاحب كتاب التوضيح شيخ مختصر بن حاجب واما قراءتها القرآن فجائزة اتفاقا لخوف نسيانها ونحن نضيف لذلك ايضا لعدم صحة الدليل من منع الحائض من قراءة القرآن وفيه جواز ملامسة الحائض وان ذاتها وثيابها على الطهارة ما لم يلحق شيئا منها نجاسة وهذا مبني على منع القراءة في المواضع المستحضرة وفيه جواز القراءة بقرب محل الاذى كما قال النبوي وغيره. فيه جواز اتشاء الرجل في حجر زوجته الحائض فيه ان طاهرة البدن والثياب فيه جواز قراءة القرآن في حجر الحائط وعندها واستماعها له فيه ايضا تعظيم القرآن وهو ان الانسان يقرأ كتاب الله في جميع احواله في السيارة وعلى الدابة وغيرها. وان الاناث عظيم في كتاب الله تعالى بحيث ان الانسان لا يهجر هذا الكتاب نسأل الله ان يجعلنا من الذين يعظمونه غاية التعظيم