الحمد لله رب العالمين نحمده سبحانه وحد بين المسلمين بكلمة التوحيد وجعلها شعارا للموحدين اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وبعد فلا زلنا في ذكر اسباب الافتراق والاختلاف التي تستنبط من تبويبات امام المحدثين امير المؤمنين ابي عبدالله محمد بن اسماعيل البخاري رحمه الله قد ذكرنا في محاضرات ماظية بعض الاسباب اليوم نبدأ السبب الواحد والعشرين السبب الواحد والعشرين لهذه الاسباب ترك الاهداء او عدم قبول الهدايا فهذا السبب من اسباب نفرة القلوب واستوحاش الصدور. ولهذا حث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم على الاهداء فقال عليه الصلاة والسلام يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرس نشاة هذا الحديث الذي رواه البخاري من اظهر الادلة على ان الاهداء من اسباب الوفاق وان ترك الاهداء من اسباب الجفاء والافتراق وحث النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم على قبول الهدية ولو كانت هذه الهدية صغيرة محتقرة في نظر الناس فقال عليه الصلاة والسلام لو دعيت الى ذراع او كراع لاجبته هذا بالنسبة للوليمة ثم قال ولو اهدي الي ذراع او كراع فلقبلت ذراع او كراع لقبلت ومعلوم ان الكراعين عند الناس شيء يسير شيء غير مقبول حتى في بعض الاعراف لكن هذا الحديث الذي اورده البخاري رحمه الله في كتاب الهبة قال باب القليل من الهبة لكي يرشدنا رحمه الله الى اهمية قبول الهدية وان ترك ذلك من اسباب الاختلاف وقد اقتدى الصحابة رضوان الله عليهم والائمة من بعدهم بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم فكانوا لا يردون الهدايا لا سيما الهدايا التي نص الشارع على انها لا ترد فقد قال عزرة ابن ثابت الانصاري دخلت على ثمامة ابن عبد الله فناولني طيبا وحدثني قال تأملوا الان ان تبع التابعي يعطيه التابعي طيبا ويحدث قال وحدثني قال كان انس رضي الله عنه لا يرد الطيب قال وزعم انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يرد الطيب اورده البخاري تحت باب لا يرد من الهدية باب ما لا يرد من الهدية اذن هذا سبب وجيه الاهداء وقبول الهدايا سبب عظيم من اسباب تقوية الصلات بين المسلمين وردها وعدم قبولها وترك الاهداء سبب عظيم من اسباب التفرقة بين المسلمين وحث النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم على المنيحة ورغب فيها والمنيحة نوع اهداء بل هو اهداء عظيم يجعل الممنوح له يكون شاكرا للمانح ابدا ما دام يرى المنيحة ما دام يرى المنيح المقصود بهذا تقوية الصلة بين المانح والممنوح له بهذه المنيحة يقول عليه الصلاة والسلام نعم المنيحة اللقحة الصفي منحة نعم المنيحة يعني من احسن العطايا هذا في زماني قال والشاة الصفي تغدو باناء وتروح باناء فهذا الحديث يدلنا على ان المنايح وهي العطايا التي تعطى الهدايا التي توهب اذا كانت على صورة هبة باقية العين منتفعة ممنفعتها كان افضل لان النبي صلى الله عليه وسلم وصفها بقوله نعمة بينك وبين انسان شيء اعطه هدية تبقى معه قلم ساعة بينك وبين جارك شي اعطه منيحة تبقى عنده ينتفع بها لان بقاء ذلك يجعله يتذكر المانح ويتذكر احسانه اليه ومما يزيد من الاخوة الاسلامية ترابطا ويقوي اللحمة الاجتماعية تماسكا ان يثيب المهدى له في مقابل الهدية اذا اعطاك انسان هدية فلا تكن جافيا اقبله واذا قبلته لا تكن سلبيا اهدي في مقابل الهدية وهذا معنى الاثابة ولا ريب ان الانسان اذا اعطي هدية ثم هو في مقابل الهدية اهدى ان ذلك من من اسباب تقوية المجتمعات وبقائها متآلفة متحاببة اورد البخاري رحمه الله حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها يقبل الهدية ويثيب عليها ومعنى يثيب عليها اي انه يعطي الجزاء في مقابلها او الثواب في مقابلها. لذلك اورد البخاري هذا الحديث تحت باب المكافأة في الهبة باب المكافأة بالهبة بل كان عليه الصلاة والسلام يقبل هدايا المشركين لماذا يقبل هدايا المشركين قال العلماء لان في ذلك ميلا لقلوبهم اليه صلوات ربي وسلامه عليه فقبول الهدية من المشرك من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما المقصود من ذلك قال العلماء رجاء تليين قلوبهم وتأليف نفوسهم فكان لا يرد هداياهم ولذلك قال البخاري رحمه الله باب قبول الهدية من المشركين هذا امر عظيم يا اخوة وكان عليه الصلاة والسلام يهدي للمشركين ايضا. قد يقول قائل لماذا يهدي للكافر او يهدي للمشرك تمييلا لقلوبهم وترغيبا لهم في دين الله عز وجل او ردا لكيدهم او تخفيفا من عداوتهم ولذلك قال البخاري رحمه الله باب الهدية للمشرك باب الهدية للمشركين اي باي نية يهدي ولماذا يهدي فالهدية ايها الاخوة اثرها عظيم تذهب وغر الصدر وتشرح النفس وتقوي الصلة ومن المهم التنبه على ان الهبة اذا كانت بغرض الرشوة او لمن هو في مكان المسؤولية او لتسهيل معاملة وهدايا العمال او لاجل التباهي فان تلكم الهدايا ترد يقول لا اصل في الهدايا انها لا ترد لكن الهدايا التي تقدم لاجل هذه المعاني الفاسدة يجب ردها وعدم قبولها لان في ذلك افسادا للمجتمعات يصبح الرجل ما يمشي المعاملة الا ان تأتيه الهدية يصبح الرجل لا يعمل بجد الا ان يعرف انه سيهدى له فهذه الهدايا يجب ردها لان المراد من ورائها ليس مقصدا شرعيا ولا ولا فيها تقوية للترابط الاجتماعي بل فيها قطع لصلات المجتمع والمراد من هذه الهدايا السيئة المقاصد الوصول الى باطل او وصول الى الحق بطريق باطل وهذا كله مردود لهذا ايها الاخوة ينبغي لنا ان ننتبه لمن يهدي لنا ونحن في العمل ولذلك بوب البخاري بابا عظيما يدخل تحته ما ذكرته كله قال باب رد باب من لم يقبل الهدية لعلة باب من لم يقبل الهدية لعلة واورد تحته حديثا السبب الثاني والعشرون السبب الثاني والعشرين من اسباب الافتراق والاختلاف في الامة عدم اعطاء المؤلفة قلوبهم فان المؤلف قلبه اذا لم يعطى يزداد نفرته بل ان عدم اعطاء المؤلفة قلوبهم شيء من متاع الدنيا من الاسباب الجسيمة التي تؤدي الى نفرة قلوبهم وبعدها عن المجتمعات وركونها الى بعض الزوايا والتحزبات والمؤامرات عياذا بالله تبارك وتعالى بل ربما يكون ممن اذ يكونوا مع المتآلبين ولهذا ينبغي لمن اعطاه الله جل وعلا مسئولية ولمن اعطى الله جل وعلا له مكانة ان يهدي للمؤلفة قلوبهم وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم وغيرهم من الخمس ونحوه وبوب عليه البخاري باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلفة وجاء اليه رجل وقال له يا رسول الله انك تعطي فلانا وفلانا وفلانة يعني به اناسا كانوا من صناديد الكفر وتوهم اسلموا وتدعنا ونحن سبقنا الى الاسلام يرحمك الله فقال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم كلمة عظيمة اني لاعطي اناسا اؤلف قلوبهم واكلوا ناسا الى ايمانهم النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في موضع الحكم في موضع الحاكم يعطي المؤلفة قلوبهم وقال مجاهد رحمه الله يبين سبب اعطاء النبي صلى الله عليه وسلم المؤلفة قلوبهم الخمس من المغنم قال يتألفهم بالعطية وفي حديث ابي سعيد الخدري الذي رواه البخاري قال بعث الى النبي صلى الله عليه وسلم بشيء فقسمه بين اربعة وقال اتألفهم فقال له رجل ما عدلت فقال صلى الله عليه وسلم يخرج من ضئضي هذا قوم يمرقون من الدين لان الذي يعترض على الحاكم في عطيته هو لا ينظر الا لشيء واحد ايش معنى عطاه فلان ما عطاني لا يعرف نظرة ولي الامر الواسعة لذلك يقول العلماء رحمهم الله نظروا ولي الامر اوسع من نظر غيره فاذا ينبغي للانسان اذا رأى اخا له ضعيفا في الاستقامة ضعيفا في الدين لتوه اسلم يعطى شيء من المال حتى نقوي صلته الايمانية نقوي قوته الدينية نثبته نربط على قلبه فهذا من اسباب التآلف وعكسه من اسباب التنافر السبب الثالث والعشرون عدم التسوية في الحقوق العامة السبب الثالث والعشرون عدم التسوية في الحقوق العامة الاصل في ولي الامر والحاكم ومن له منصب وولاية انه يساوي في العطية بين من تحت يده في الحقوق العامة ولا يميز الا لعلة حتى الاب في بيته والاخ في عطاياه لاخوته والانسان في عطياته لجيرانه الاصل انه يسوي بينهم. ولا يميز الا لمقصد فان عدم التسوية في الحقوق العامة مطلقا سبب من اسباب نفور القلوب وانشاء التحزبات على ولي الامر وانشاء التحزبات بين المجتمعات ووجود الخصومات لو ان ولي الامر او الحاكم او المسؤول او ولي الامر في البيت عامل الكل بالتسوية في الحقوق العامة لكان ذلك ادعى الى اجتماعهم عليه وعدم نفورهم عنه ومن جملة هذه الحقوق العامة التي يذكرها العلماء حق التعليم حق المسكن حق الرعاية الصحية ونحو ذلك وهذا مشاهد ولله الحمد في هذه الدولة المباركة نسأل الله جل وعلا ان يديم امنها واجتماعها والفتى ومحبتها فنرى انهم يسوون في الاعطيات للمواطنين وفي التعليم الحقوق متساوية للمواطنين. وهكذا في حقوق الرعاية الصحية يدخل فيه بالحقوق العامة ان ذمة المسلمين وجوارهم ان ذمة المسلمين وجوارهم واحدة يسعى بها ادناهم هذه ايضا من الحقوق العامة التي حث الشارع عليها. قال صلى الله عليه وسلم ذمة المسلمين واحدة فمن اخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين. لا يقبل منه صرف ولا عدل. رواه البخاري رحمه الله وهنا لا بد من التنبيه ان الحقوق العامة اذا اراد ولي الامر ان يميز انسانا فيها لعلة ان ليعلم الناس سبب تمييزه حتى لا يصبح في قلوبهم شيء لا بد اذا من الاستئذان فيها او بيان العلة اذا اراد ان يتجاوز احدا لعلة او سبب ومما ومما يدل على هذا المعنى حديث سهل بن سعد رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اوتي بشراب فشرب منه وهذا فيه دلالة ان من طلب الشيء يعطى مباشرة مو يعطى من اليمين. واحد طلب ما تعطيه اياه بعدين هذا الذي اخذ الشراب هو يعطيه الى من؟ على يميني قال اوتي بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام وعن يساره الاشياء وفي بعض الروايات تصريح وعن يساره ابو بكر هذه من الحقوق العامة تقديم اليمين هل الحقوق العامة تقديم اليمين سواء كان صغيرا او كبيرا وهذا يرفع عندنا اشكالات كثيرة بعض الناس اذا جاء في مسائل التي تكون فيها اليمين مقدم يقول كبر كبر لا ما دام حق اليمين اذا تعارض حق اليمين مع الكبر فحق اليمين مقدم لكن بشرط ان يكون هنا الحق لليمين. لان بعظ الناس يظن ان كل شي فيه حق اليمين هذا غلط هذا ليس بصواب فيقول سهل رضي الله عنه وعن يمينه غلام وعن يساره الاشياخ والغلام عند فقه فقال للغلام اتأذن لي ان اعطي هؤلاء فقال الغلام والله يا رسول الله لا اوثر بنصيبي منك احدا. انت شارب وانا بشرب بعدك مباشرة وهذا حقي ما اتنازل هذا فقه قال فتله رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده قال بعض العلماء تله كالمنكر وقال بعض العلماء تله كالمبين الى انه موفق اذ لم يؤثر حقه من رسول الله صلى الله عليه وسلم لاحد هذا الحديث رواه البخاري رحمه الله باب هل يستأذن الرجل من عن يمينه في الشرب ليعطي الاكبر اذا هذه مسائل مهمة التسوية تريد ان صلة اولادك يتقوى اه صلة تتقوى في البيت عندك اساوي في العطية تريد ان العمال عندك في المحل يجتهدون وتتقوى بينهم الصلات يساوي في الاعطيات. تريد ان جيرانك يحبونك ساوي بينهم في العطايا. الا لمزية. كأن يكون احد الجيران قريبك وايضا جارك كان يكون احد الابناء يحتاج الى عون اكثر من غيرهم فحينئذ تميزه فتبين للاخرين سبب تمييزك اياه السبب الرابع والعشرون من اسباب الافتراق والاختلاف عدم صون اهل الذمة والعهد يعني اذا وجد في ديار المسلمين كحالنا في الكويت الان في ناس يأتون بعهد امان تأشيرة في هذا الزمان يعتبر عهد امان تأشيرة لما يعطى لانسان تأشيرة الدخول تأشيرة الزيارة الاقامة هذا معناها عهد امان فاذا اعطي ولو كان كافرا فاعطي له العهد واعطي له الامان فلا يجوز حينئذ الغدر بل ان عدم الصون اهل العهد واهل الذمة في عهودهم وذممهم سبب من اسباب تفرق المسلمين وتحزبهم ويحصل وما يحصل من الغدر في حق اهل الذمة والعهد والامان هذا مشاهد اليوم وفيها تفرقة للمجتمعات تجد ان احد المفسدين في الارض يقتل المعاهدين ليش تقتلهم؟ قال مو انا اللي عاهدتهم طيب يا اخي اما تعلم ان ذمة المسلمين واحدة يسعى بذمتهم ادناهم يعني لا هذا ما اعترف فيه ركب رأسه ثم افسد في الارض وفجر قتل اهل الذمة قتل اهل العهد اهل الامان ما الذي يحصل؟ يحصل هناك تفرقة في المجتمع بعض الناس قد يقفون بحسن نية او بسوء نية مع هذا المفسد وبعض الناس يقفون ضده فيتشيع قوم لهؤلاء المفسدين ويتشيعون اخرون على هؤلاء المفسدين فتحصل الفرقة في مجتمعات المسلمين بسبب عدم صون اهل الذمة ولذلك يذهب بعض المسلمين بعض الطوائف المسلمين لنصرة المظلوم الذمي وطائفة اخرى يكونون ممن ضيع حقهم فيصبح المسلمين في اختلاف وتنافر ولهذا جاءت الوصايا باهل الذمة باهل ذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال البخاري رحمه الله باب الوصايا باهل ذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي بهم وبين عليه الصلاة والسلام اثم من قتل معاهدا بغير جرم فقال عليه الصلاة والسلام من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة يعني ما راح يشم يراه يعني يشم ما لم يرح رائحة الجنة. وان ريحها ريح الجنة توجد من مسيرة اربعين عاما وهنا اسألكم سؤالا اذا كان هذا حال من يقتل اهل الذمة او اهل العهد او اهل الامان من الكفار فكيف بمن يقتل ويفجر المسلمين ويفسد في الارض؟ ماذا يكون حاله هذا اشد ولهذا حرم الاسلام الغدر مطلقا اسألكم سؤال هل يوجد احد اشد ايقاعا للتعذيب والظرر على المسلمين من كفار مكة على النبي صلى الله عليه وسلم اوقعوا جميع انواع الاضرار على النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة حتى كان اخر هذه الانواع ان هموا بايش؟ بقتله صح ولا لا فاوحى الله عز وجل اليه بما ارادوا اوحى الله اليه بما ارادوا وامره بالهجرة والنبي صلى الله عليه وسلم ظرب لنا افظل واروع مثال في النهي عن الغدر هؤلاء طربوه شبوا شتموا قاطعوا ظربوا اصحابه قتلوا اصحابه هجروا اصحابه في الاخير يريدون قتلى ومع ذلك ما قال والله فرصة ما دام الله امرني خلني اجر اجمع فلوسهم والامانات اللي هم اعطوني اياها كلها ها حطوا على ناقتي واسافر لا من درى ولا من شاف لان الغدر ليس من سمات اهل الاسلام فظلا عن نبي الاسلام صلى الله عليه وسلم. حرم الاسلام الغدر وهؤلاء المفسدين في الارض يدخلون الى بلاد المسلمين مجرد الدخول هذا عهد امان يدخل بعهد امان ثم يفسد في الارض بل اقول لكم شيئا يجب ان ننتبه الى هذا الشيء من دخل من المسلمين الى بلاد الكفار بتأشيرة امان او بتأشيرة عمل او باي نوع مما يدل على انهم اعطوه الامان لا يجوز له ان يغدر فيه لا يجوز له ان يغدر فيهم او ان يقتلهم ولو كانوا حربيين ولو كانوا ايش حربيين مو مهم اهل عهد ولا لكن انت اللي عاهدتهم انت اللي رحت لهم ما يجوز ان تغدر فيهم ولو كانوا حربيين. فحال الذاهب الى بلاد الكفار المحاربين بعهد امان حاله كحال الرسل. الذين كان يرسلهم النبي الكريم صلى الله عليه لا يجوز لهم ان يتصرفوا في تلكم البلاد باي غدر حرم الاسلام الغدر بجميع انواعه ولو كان مع اهل الذمة والعهد والامان الغدر كان اشد فان الغدر ليس من خصال خصال اهل الاسلام وذلك لان الغدر ينتج في المجتمعات الافتراء ويوجد الخوف الشديد والشقاق ويذهب الامن والوفاق فكل يخاف ان يغدر به. اذا اذا جاء انسان وغدر ببعض المسلمين الاخرين كلهم سيخافون يقع بينهم فرقة ونزاع. وكل لا يأمن على نفسه ولا ريب في معلومية اثم من عاهد ثم غدر قال البخاري باب اثم من عاهد ثم غدر ها يضع عليه باب ثم اورد فيه حديث النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم قال لكل غادر لواء يوم قيامة لكل غادر لواء يوم القيامة ينصب يوم القيامة يعرف به في غير البخاري هذه غدرة فلان ابن فلان مكتوب على لوائه على العلم ماله وفي بعض الروايات قال ينصب عند استه ليش ينصب عنده يشتهي هاي نكتة لطيفة من نكات العلم قال بعض العلماء لانه قال بعض مشايخنا لانه يخرج الفسوة من استهي غدرا لا يريد ان يلتفت اليه احد. فهو وغدر بهذه الطريقة فاستحق ذلك يا اخواني هذا اثم عظيم وهو سبب من اسباب تفرقة المسلمين ولذلك يجب التنبه الى الغادرين وغلق الباب عليهم لتفرقة مجتمعات المسلمين وان نكون يدا واحدة ضدهم السبب الخامس والعشرون من اسباب الافتراق والاختلاف التنافس على الدنيا فوالله ما من سبب الا وهذا السبب له وجه وذكر فيه. من اعظم الاسباب المؤدية الى النزاع وانتم ترون اليوم الاخ قاطع اخاه ترون النزاع بين الابناء ترون النزاع بين الاخوات ترون النزاع بين الاعمام ترون النزاع بين الجيران ترون النزاع بين اصحاب المهنة الواحدة في المكان الواحد ماذا يريد التقدم وهذا يريد التقدم؟ ما هو السبب؟ التنافس على الدنيا فان التنافس على الدنيا من الاسباب المؤدية للتنازع والمنشئة للتحزب وهو مشاهد في الاعيان مدرك في وقائع الايام ولهذا ايها الاخوة قال عليه الصلاة والسلام محذرا مو محذرا لنا فقط؟ لا محذرا خيرة الخلق بعده من التنافس على الدنيا. يحذر اصحابه تلامذته فكيف بنا نحن قال عليه الصلاة والسلام واني قد اعطيت مفاتيح واني قد اعطيت خزائن مفاتيح الارض واني والله ما اخاف بعدي ان تشركوا اذا الصحابة لن يقع منهم الشرك واني ما والله ما اخاف بعدي ان تشركوا. ما يخاف النبي صلى الله عليه وسلم عليهم الشرك الله اعلم انهم سيثبتوا ويقاتلون المرتدين اذا يخاف عليهم من ماذا؟ قال ولكن اخاف ان تنافسوا فيها اخاف تنافسون على الدنيا فهذا سبب عظيم ايها الاخوة وكم من انسان يقطع الصلة بانسان لاجل دنيا لاجل منصب لاجل لاجل موقف سيارة حتى بعض الناس احد الناس اتصل علي قال ان اخي يقول انا لا اريد ان ارى وجهك واذا رأيت وجهك في اي مكان ساتفل عليك ماذا افعل قلت له لعلك فعلت شيء اغضب اخاك اذهب اليه واستسمح منه قال له رحت لعشرين مرة وجبت لفلان وفلان وفلان. طيب وش المشكلة هل هي مشكلة دينية؟ لا ما هي المشكلة؟ المشكلة الدنيوية سبحان الله على الدنيا على الدنيا هذه القطيعة فهل عسيت من توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم اولئك الذين لعنهم الله فاصمهم واعمى فما الذي سيترتب بعد هذا الصمم والعمى الذي يكون بين القاطعين السبب السادس والعشرون من اسباب التفرق والاختلاف السؤال عن اشياء تجلب الاختلاف السؤال عن اشياء تجلب الاختلاف تلقى ناس جالسين في ديوانية عوام ولا مستقيمين يدخل بينهم واحد يسأل سؤال كأنه شيطان اعوذ بالله هذولا يقولون لا هذا اللي يقول اي لا ايه وسب وشتم وضرب قاموا كلهم بسبب سؤال واحد يدخل انسان بين طلاب العلم فيسأل سؤال يوقع بينهم العداوة والبغضاء ولهذا يحذر الانسان من الاسئلة المفرقة اسميها الاسئلة المفرقة وانما يسأل طالب العلم عن الاسئلة الجامعة للمسلمين على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وفق فهم السلف الصالح فكون السؤال عن اشياء تجذب الاختلاف هذا كثير ولو تأملنا في ذلك لوجدناه منتشرا جدا. حتى قال علي رضي الله عنه لو سكت الجاهل لو سكت الجاهل لما وجد الاختلاف. وينقل عنه العلم نقطة كثرها الجاهلون المقصود بالعلم هنا علم دين محمد صلى الله عليه وسلم وهو العلم مطلقا كثرها الجاهلون بأسئلتهم بتعليلاتهم السوفستائية باختلافاتهم فهناك طوائف وجدت بسبب اسئلة سألوها لبعض العلماء جاء رجل والحسن البصري الامام من ائمة التابعين في الكوفة من اشهر الفقهاء والعلماء في زمن التابعين في البصرة والتلامذة حوله جاء رجل فسأله عن من ارتكب كبيرة هل هو مسلم او كافر فسكت الامام يريد ان يتأمل في هذا السؤال الذي لم يسبق ان سئله احد بلغتنا العامية قام فز واحد من الطلاب قال اما انا فاقول ليس بمسلم ولا كافر تعجب الحسن البصري وش الجواب هذا؟ الناس يا اما مسلمين يا اما كفار منين جبت هذا قال قم لا تجلس تأتي بشيء مبتدع محدث في الجواب لا تجلس في حلقتي فقام واصل بن عطاء الغزال من مجلس الامام الحسن البصري الى ناحية المسجد الكوفة وجلس اليه ناس فكان نشأة المعتزلة من سؤال يا اخوان من سؤال ولو تأملنا في نشوء الفرق لوجدنا كل ذلك كذلك ولذلك ما ينبغي التنطع في اسئلة لا في امور الدنيا ولا في امور الدين ولا ينبغي السؤال عن شيء لم يقع بعد فان ذلك ايضا من اسباب التفرقة بعض الناس يجي يدخل في حلقة علم يسأل الشيخ يا شيخ الاعمال ركن ولا شر للعمل فربما ان الشيخ يكون متعب او يكون الشيخ يظن ان الموجودين يفهمون كلامه فيقول ان الاعمال شرط او يقول الاعمال ركن فيختلف الطلاب فيما بينهم بسبب السؤال ولو ان هذا السائل ما سأل هذا السؤال وانما قال ما منزلة الاعمال من الايمان لقال الشيخ الاعمال من الايمان لا يتصور وجود ايمان بلا عمل اما عمل القلب وعمل الجوارح وعمل اللسان هذه مسألة مهمة لذلك ايها الاخوة لا ينبغي ان نسأل اسئلة نوقع المسلمين في حرج واختلاف ولا نوقع طلبة العلم في اسئلة عياذا بالله تفرق الحال الاجتماعية هناك نسأل الله السلامة والعافية قد يندس بعض الناس لايجاد اسئلة مفرقة من مخابرات لا تظن ان الامر هين والله لا تستبعد ان يكون وراها مخابرات صهيونية ومخابرات ها غربية وشرقية ليش لانهم يعلمون ان هؤلاء على الحق والحق يسود بنفسه ولا طريق الى منعه الا بتفرقة اهله لذلك يسعون جاهدين ليعملوا هذا المعول في الهدم فالحق لا يقوم الا باهله. واذا تفرق اهله بقي الحق في افراد او في قلة وحينئذ لا يكون له نظارة ولهذا ايها الاخوة يقول ابن عباس رضي الله عنهما كان قوم يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم استهزاء فيقول الرجل من ابي؟ ويقول الرجل تظل ناقته اين ناقتي؟ فانزل الله فيهم هذه الاية يا ايها الذين امنوا لا تسألوا عن اشياء ان تبد لكم تسؤكم. وان تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبدى لكم عفا الله عنها والله غفور حليم. قد سألها قوم من قبلكم ثم اصبحوا بها كافرين. حتى فرغ من الايات كلها السبب السابع والعشرون من اسباب الافتراق والاختلاف بين المسلمين اشاعة الفاحشة وهذا السبب من اسباب تحزباتهم فان الفاحشة اذا اشيعت يصبح الناس ثلاثة اقوام كما ذكر الله عن قوم اهل السبت قوم يشيعونها وقوم ينكرونها وقوم يسكتون عنها فصار اهل البلد ثلاث طوائف ولهذا ينبغي على من له الامر والنهي ان يمنع اشاعة الفاحشة باي طريقة كانت ولما تولى المنافقون في زمن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم اشاعة الفاحشة كذبا في حق ام المؤمنين. رضي الله عنها المبرأة من فوق سبع سماوات اصبح الناس كم قسم ثلاثة اقسام كما ذكر الله في القرآن اصبح الناس تفرقوا اصبحوا ثلاثة اقسام وحزبوا الى فئاتهم المؤمنون الذين تيقنوا صون عرض رسول الله وهم الاكثر وهم الاكثر حتى قالت زوجة ابي ايوب لابي ايوب اوما سمعت الناس ماذا يقولون فقال ابو ايوب لها ارأيتي لو كنت مكانها ان كنت تفعلين قالت لا والله فقال ابو ايوب فوالله ان عائشة خير منك تأملوا كيف القياس اللي عندهم يعلمون ان ايمان عائشة اعظم من ايمان زوجة ابي ايوب ثم الصنف الثاني قوم من ضعاف الايمان او ممن ابتلاهم الله عز وجل بهذه الفتنة فدخل في قلوبهم الشك والريب في هذه القضية بعينها القسم الثالث المنافقون الذين كانوا وقودا لهذه الفتنة فاصبحوا يشيعونها ويكررونها وتلوك السنتهم غير مراعين حرمة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فيها ولا مبالين بالتثبت في قضيتها وهذا حتى اليوم يقوم بعض من لا خلاق لهم فيتهم ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها بهذه التهمة التي برأها الله من فوق سبع سماوات بنص القرآن فيفرق اهل الكويت ويريدوا تفرقة كلمتهم فيصبح ناس يدافعون عن ام المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها لانها امهم وحق لهم ذلك واناس يقفون مع هذا المفرق واناس يسكتون فاذا اشاعة الفاحشة من اسباب تفرقة المسلمين. ولهذا لا ينبغي ترك المفسدين يشيعون الفاحشة بين المؤمنين. الثامن والعشرون السخرية بالمسلمين والاستهزاء واستهزاء بعضهم ببعض هذه من اسباب تفرقة المسلمين وهذا امر معروف لانه يسبب شحن القلوب بالبغض وتوقع ويوقع النفوس في النفرة وينتج عن الافتراق والتحزب فكيف اذا انظاف الى السخرية والاستهزاء اللمز واللمز كيف اذا انظاف الى السخرية والاستهزاء؟ الظن السيء والتحسس والغيبة ها يدخل على مجموعة من الناس وفي قلبه ظن سيء عليهم ويتحسس منهم يجي عند فلان بس يبيه شنو يقول يظحك بفلان ليعلم فلان ماذا يقول؟ ثم ينقل هذا فيصبح تفرقة بين المسلمين ولذلك يقول الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن ولا تلمزوا انفسكم ولا تنابزوا بالالقاب. بئس الاسم الفسوق بعد الايمان. ومن لم يتب فاولئك هم الظالمون. يا يا ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم. ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا. ايحب احدكم من يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله ان الله تواب رحيم وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم ان الله حرم عليكم دماءكم واموالكم واعراضكم هذه الامور محرمة كحرمة يومكم هذا في شهر كم هذا وفي بلدكم هذا التاسع والعشرون من اسباب التفرقة بين المسلمين النجوى والتناجي ووجود الجلسات السرية والحلقات المغلقة بدون اذن ولي الامر فان النجوى بين اثنين يوغر صدر الثالث والرابع ووجود الجلسات السرية بدون علم ولي الامر هذا يوجد عياذا بالله الانحياز والتحزب والتآمر فكل ذلك سبب لنشوء الافتراء ووجود التحزب فانه اذا كان حقا فلا ينبغي ان يكون سرا. الحق ليش تسره هو شيء يخصك هذا شيء ما في مشكلة انك تخص به احد لكن ما دام انه شيء عام لماذا تخص ولهذا ايها الاخوة يقول العلماء ان الله جل وعلا نهى عن النجوى وهو بين اثنين فكيف اذا كانت تناجي بين جماعة ظد الدولة او كان التناجي بين جماعة وحزب ضد عموم المسلمين هذا اشد واشد يقول الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا اذا تناجيتم فلا تتناجوا بالاثم والعدوان ومعصية الرسول وقال جل وعلا انما النجوى من الشيطان ليحزن الذين امنوا يريد ان يدخل الحزن على المؤمنين فالتناجي هذه مصيبة تؤدي الى ادخال الشيطان الحزن على قلوب المسلمين فقال عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا كانوا ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث هذا الحديث رواه البخاري وهو في صحيح الامام مسلم الثلاثون وهو السبب الاخير في هذه المحاضرة عدم اعطاء حق الطريق فان ذلك من اسباب الوقوع وقوع النفرة بين المسلمين. الطريق معلوم انه يريده كثير من الناس فانت في الطريق اذا ما اعطيت حق الطريق تمشي وتاخذ الحارتين تجد من يأتي ويسبك ويتفل عليك فيصبح بينك وبين رد وبغضاء انت تأتي وتوقف سيارتك بمكان لا تعطي الطريق حقه تغلق على المسلمين فيأتي اخر ويسبك ويشتمك ويصبح هناك بغظاء ولهذا كان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يحث على اعطاء الطريق حقه بل حث على عدم الجلوس على الطريق وان كان ولا بد فلا بد مع اداء الحقوق. فعن ابي سعيد الخدري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اياكم والجلوس على الطرقات هذا ينبغي على الانسان ان لا يوقف سيارته في مكان في طريق يغلق على الناس طريقهم قال اياكم والجلوس بالطرقات. فقالوا يا رسول الله ما لنا من مجالسنا بد نتحدث فيها هذه دكتنا جلستنا امام الدار وين نجلس؟ فقال صلى الله عليه وسلم فاذا ابيتم الا المجلس فاعطوا الطريق حقهم قالوا وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال غض البصر هذه واحدة وكف الاذى ورد السلام والامر بالمعروف والنهي عن المنكر فهذه ايضا اذا اعطى الانسان حق الطريق ذلك يزيد الالفة والمحبة بين المسلمين. اسأل الله جل وعلا ان يديمه الفتن واجتماعنا وان يحفظ هذه البلدة المباركة امنة مطمئنة وسائر بلاد المسلمين رخاء سخاء صلي اللهم وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين