بحبي دال ابي بكر كحبنا للائمة مثل الامام احمد بالبخاري. وربما نبغض انسانا ولم ياتي الينا من جهته اي لما علمنا من فسقه وظلمه وجوره او بدعته كبغضنا للحجاج او بغضنا لعمرو بن عبيد وامثالهم من اهل البدع. نعم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه وبعد. فنكمل ان شاء الله حيث وقفنا على قوله فصل ولا يتم الاسلام الا بالبراءة مما سواه وهو معنى لا اله الا الله. نعم. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه قال رحمه الله فصل ولا يتم الاسلام الا بالبراءة مما سواك ما قال الله تعالى عن ابراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم. وقال ابراهيم لابيه وقومي ان لي براء مما تعبدون الا الذي فطرني فانه سيهدين وجعلها كلمة وجعلها كلمة باقية في عقبه. لعلهم يرجعون. وبين ان لنا اسوة حسنة وقال تعالى قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم انا برءاء منكم مما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدأ كفرنا ثم بدأ بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده. وقال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء اتلقون اليهم بالمودة قد كفروا بما جاءكم من الحق. وقال تعالى يا ايها الذين امنوا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء. بعضهم اولياء وبعضهم من يتولهم منكم فانه منهم ان الله لا يهدي القوم الظالمون فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى ان تصيبنا دائرة فعسى الله ان يأتي بالفتح وامر من عنده فيصبح على ما اسروا في انفسهم نادمين وقال تعالى لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا ابائهم وابنائهم واخوانهم وعشيرتهم اولئك كتب في قلوبهم الايمان ويد بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها نار وخالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه اولئك حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون. والبراءة نوعان البراءة براءة من عمل الثاني براءة من عام. فاما البراءة من العمل فتجب من كل عمل محرم. سواء كان كفرا ام دونه المؤمن من الشرك والزنا والشرب وشرب الخمر ونحو ذلك بحيث لا يرضاه ولا يقره ولا يعمل به لان الرضا بذلك او لان الرضا بذلك او اقراره او العمل به مضادة لله تعالى ورضا ورضا بما لا يرضاه. وما البراءة من العامل فان كان عمله كفر وجبت البراءة منه بكل حال من كل وجه بما سبق من الاية الكريمة ولانه لم يتصف بما يقتضي بما يقتضي ولاءه وان كان عمله دون الكفر وجبة البراءة منه من وجه دون وجه فيوالى بما معه من الايمان والعمل الصالح ويتبرأ منه بما معه من المعاصي لان الفسوق لا ينافي اصل الايمان قد يكون في الانسان خصال فسوق وخصال طاعة وخصال ايمان وخصال كفر كما قال الله تعالى وان طائفتان من المؤمنين فاصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبكي حتى تفيء الى امر الله. فان فات فاصلحوا بينما بعد واقصدوا ان الله يحب المقصودين انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم. فجعل الله تعالى الطائفتين المقتتلتين اخوة للطائفة المصلحة وصفهم بالايمان مع ان القتال المؤمن لاخيه من خصال الكفر قول النبي صلى الله عليه وسلم تباب المسلم فسوق القتال والكفر ولم تكن هذه الخاصة الكفرية منافية لاصل الايمان ولا رافعة للاخوة الايمانية ولا رغبة للاخوة الايمانية مقتضبة للمحبة والولاية والولاية ومقتضاها بحسب قوة الايمان والاستقامة. وهذا الاصل اعني انه قد اسلم الانسان خاصة الايمان وخاصة كفر وهو هو ما دلت عليه الكتاب والسنة وكان عليه والائمة تكون المحبة والولاية تابعة والولا بفتح الواو كسر الواو الولاية يعني الامارة والحكم. واما الولاية بالفتح معناه المحبة والاتباع. نعم. احسن الله اليكم فتكون المحبة والولاية تابعة لما معه من خصال الايمان والكراهة والعداوة تابعة لما عنده من خصال الكفر. وكلما كان ولاءه هل الانسان بقدر ما عنده من ايمان وبرائتك من انسان بقدر ما عنده من فسق او كفران فهذا دليل على قوة الايمان عندك فربما تحب انسانا حبا عظيما ولا تعرفه ولا تلتقي به ولم ولم تتصل به بما تعلم من قوة ايمانك قال رحمه الله فصل المؤمن مأمور بفعل المأمور وترك المحظور والصبر على المقدور قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون. وقال انه من يتق ويصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين. وقال عن لقمان يا بني اقم الصلاة وامر بالمعروف وانهى عن المنكر واصبر على ما اصابك ان ذلك من عزم الامور وقال وبشر الصابرين ومأمور في جانب الطاعة بالاخلاص والاستغفار. قال الله تعالى فاعلم انه لا لا اله الا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات وقال الا وقال الا تعبدوا الا الله انني لكم منه نذير وبشير وان استغفروا ربكم ثم توبوا اليه. وقال تعالى قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي انما الهكم اله واحد. فاستقيموا اليه واستغفروه وقال النبي صلى الله عليه وسلم يا ايها الناس توبوا الى ربكم فاني اتوب اليه في اليوم مئة مرة وقال انه ليغان على قلبي واني لاستغفر الله في اليوم مئة مرة اخرجهما مسلم. ورواه البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول والله اني لاستغفر الله واتوب اليه في اليوم في اكثر من سبعين مرة والجامع لهذا انه لا بد في في الامر من اصلين ولابد في القدر من اصلين ايضا. اما الاصل ان في الامر فهما اصل اصل قبل العمل او مقارن له وهو الاجتهاد بالامتثال علما وعملا فيجتهد في العلم بالله تعالى واسمائه وصفاته واحكامه ثم يعمل بما يقتضي ذلك العلم من تصديق الاخبار والعمل بالاحكام فعلا للمأمور وتركا للمحظور والثاني اصل بعد العمل هو الاستغفار والتوبة من التفريط في المأمور او التعدي في المحظور. ولهذا كان من المشروع ختم الاعمال بالاستغفار كما قال الله تعالى والمستغفرين بالاسحار فقاموا الليل وختموه بالاستغفار. وكان النبي صلى الله عليه وسلم اذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثا. واخر سورة نزلت عليه سورة النصر اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا. فكان ان يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي. وكان نزولها ايذانا بقرب اجله صلى الله عليه وسلم قال ابن عباس رضي الله عنهما في مجلس امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بمحظر من الصحابة فاقره عمر رضي الله عنه قال ما اعلم منها الا ما تقول وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها انها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر ان يقول قبل ان يموت سبحانك وبحمدك استغفرك واتوب اليك فجعل الاستغفار توبة خاتمة العمر كما جعلتا خاتمة العمل واما الاصلان في القدر فهما اصل قبل المقدور وهو الاستعانة بالله عز وجل والاستعاذة به ودعاؤه رغبة ورهبة فيكون معتمدا على ربه متجأ اليه في المطلوب بدفع المكروه والثاني بعد المقدور وهو الصبر على المقدور حيث يفوت مطلوبه او يقع مكروه فيوطن نفسه عليه بحيث يعلم ان ما اصابه من يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه وان الحال لا يمكن ان تتغير عما قدره الله تعالى فيرضى بذلك ويسلم وينشرح صدره ويذهب عنه ندموا والحزن كما قال الله تعالى ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه. والله بكل شيء عليم. قال ابن عباس رضي الله عنهما قلبه لليقين في علم ان ما اصابه لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه. وقال علقمة في الاية هو الرجل تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم. فاذا راعى الامر والقدر على الوجه الذي ذكر ذكرنا كان عابدا لله تعالى مستعينا به متوكلا عليه من الذين انعم الله عليهم وقد جمع الله بين هذين الصنف اكثر من موضع كقوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين وقوله فاعبده وتوكل عليه وقوله وما توفيقي بالله عليه توكلت واليه ينيب. ولو عمل العبد بالقدر ولو عمل العبد بالشرع ورضي بالقدر لما وجد حزنا ابد الا على فوات الشرع ولهذا علامة الايمان الكامل انك تحزن لا لان جارك قد اذاك. وانما تحزن لان جارك خالف امر الله ان تحزن لا لان اولادك قد عصوك. وانما لانهم خالفوا امر الله. ان تحزن لا لان زوجتك قد خالفت امرك ولكن لانها خالفت امر الله. من وصل الى هذه المرتبة حصل الايمان الكامل شرعا والرضا تام قدره نعم. قال رحمه الله فصل والناس في هذا المقام مقام مقام الشرع والقدر اربعة اقسام. الاول من حقق من حققوا هذه اصول الاربعة اصلي الشرعي واصلي القدر وهم المؤمنون المتقون الذين كان عندهم من عبادة الله تعالى والاستعانة به ما تصلح به احوالهم فكانوا لله وبالله وفي الله وهؤلاء اهل القسط والعدل الذين شهدوا مقام الربوبية والالوهية وهم اعلى الاقسام فان هذا مقام الذين انعم الله عليهم من النبيين والشهداء والصالحين الثاني من فاته من التحقيق في اصله القدر فكان عنده من عبادة الله تعالى والاستقامة في شرعه ما عندهم. لكن ليس عندهم قوة في الاستعانة بالله والصبر والصبر على احكامه الكونية والشرعية فيصيبهم عند العمل من العجز والكسل ما يمنعه من العمل او كمال او اكماله. ويلحقهم بعد العمل من العجب والفخر ما قد يكون سببا لحبوط عملهم خذانهم وهؤلاء اضعف ممن سبقهم وادنى مقاما واقل عدلا. ان شهودهم مقاما الالهية غالب على شهود مقام الربوبية. الثالث من فاتهم التحقيق في اصله الشرعي فكان الضعفاء في الاستقامة على امر الله تعالى ومتابعة شرعه. لكن عندهم قوة في الاستعانة بالله والتوكل عليه. لا ولكن قد يكون ذلك في امور لا يحبها الله تعالى ولا يرضاها ويعان ويمكن له بقدر حاله ويحصل له من المكاشفات والمتأثيرات ما لا يحصل للقسم الذي قبله. لكن ما يحصل له من هذه الامور يكون من نصيبه العاجلة من نصيب العادلة الدنيا. اما عاقبته فعاقبة سيئة. لانه ليس من المتقين وانما العاقبة للمتقين. قال الله تعالى فاذا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين. فلما نجاهم الى البر اذا هم يشركون ليكفروا بما اتيناهم وليتمتعوا فسوف يعلمون. والله تعالى يعلم هؤلاء سيشركون بعد ان ان ننجيهم لكن لما كانوا في البحر كانوا مخلصين في دعائهم لله تعالى ان ينجيهم كانوا مخلصين في دعائهم بدعائهم الله تعالى ان ينجيهم من الصادقين في تفويض الامر اليه حصل مرادهم ولما لم يكن لهم عبادة لم يستقم امرهم وكان عاقبة امرهم خسرا. فالفرق بين هؤلاء بين القسم الذين قبلهم ان الذين قبلهم كان لهم دين ضعيف لضعف استعانتهم بالله وتوكلهم عليه لكنه مستمر باق ان لم يفسده صاحبه بالعدل والجزا وهؤلاء لهم حال وحال وقوة لكن لا يبقى لهم الا ما وافقوا فيه الامر واتبعوا فيه السنة. القسم الرابع من فاتهم تحقيق واصله الشرعي واصله القدر وان ليس عندهم عبادة لله تعالى والاستعانة به ولا لجوء اليه عند الشدة فهو مستكبرون عن عبادة الله مستغنون بانفسهم عن خالقهم ربما لجأوا في الشدائد لادراك مطالبهم الى الشياطين فاطاعوها فيما تريد واعانتهم واعانتهم فيما يريدون فيظن الظان ان هذا من باب الكرامات وهو من باب اهانات لان عاقبتهم الذل والهوان وهذا القسم شر الاقسام قال رحمه الله فصل في المفاوضات والمقارنة بين ارباب البدع نظار قبل البيان المفاضلة والمقارنة بين اهل البدع احب ان انبه على امر وهو ان الولاية العامة الولاية الخاصة التامة الكاملة لا يمكن ان ينالها لعن ابدا لا يمكن ان ينالها مبتدع ابدا. ما لم ينزع من بدعته. ولا يمكن ان ينالها عاص ابدا ما لم ينزع من معصيتي. وانما الولاية التامة الكاملة العالية الخالصة من الله عز وجل هي للمتقين وعلامتهم الاخلاص والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وما يزعمه بعض اهل البدع من الكرامات لانفسهم اكثرها من الخرافات. لماذا؟ لان علامة الكرامة منفية عنهم بدليل سيرهم على بدليل سيرهم على البدعة. ولكن هذا لا يعني ان اهل البدع ليس عندهم الولاية العامة. التي هي ولاية الاسلام ومن هذا الباب هم يتفاضلون وهم يختلفون. نعم قال رحمه الله فصل في المفاضلة والمقارنة بين ارباب البدع اظار المتكلمين الذين يدعون التحقيق وينتسبون الى السنة يرون التوحيد عبارة عن تحقيق توحيد الربوبية وطوائف من اهل التصوف الذين ينتسبون التحقيق والمعرفة غاية التوحيد عندهم شهود توحيد الربوبية ومعلوم ان هذا هو ما اقر به المشركون ان الرجل لا يكون به مسلما فضلا عن ان يكون وليا من اولياء الله او من سادات اولياء الله تعالى. ما معنى شهود توحيد الربوبية؟ معنى شهود توحيد الربوبية ان لا ترى ان لا ترى ساكنا ولا متحركا ولا فاعلا ولا معطيا ولا مانعا لا تراه الا من الله عز وجل. هذا حقيقة شهود توحيد الربوبية وهذه مرتبة عالية قد لا يصل اليها الا المحققون لمعنى الايمان بالقدر. نعم. وطائفة اخرى تقرر هذا التوحيد مع مع نفي الصفات فيقعون في التقصير والتعطيل وهذا شر من حال كثير من المشركين. والجهم بن صفوان امام الجهمية نفاة الصفات يغلو في القضاء والقدر. فيقول بالجبر فيوافق المشركين في قولهم لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء. لكنه يثبت الامر والنهي في المشركين الا انه يقول بالارجاع فيضعف الامر فيضعف الامر والنهي والعقاب عنده لان فاعل كبيرة عنده مؤمن كامل الايمان غير للعقاب والنجاري اتباع الحسين ابن محمد النجار والضرار يتبع ضرار ابن عمرو وحفص الفرض يقربون من في مسائل القدر والايمان مع مقاربته له ايضا في نفي الصفات. طبعا النجارية هم طائفة من طوائف المعتزلة كذلك الظرارية الظرارية طائفة من طوائف المعتزلة. نعم. والكلابية اتباع عبدالله بن سعيد بن كلاب والاشعرية المنتسبون لابي الحسن الاشعري خير من هؤلاء في باب الصفات انهم يثبتون لها الصفات العقلية ويا اما وائمتهم يثبتون الصفات الخبرية في الجملة واما في القدر ومسائل الاسماء والاحكام فاقوالهم متقاربة واصحاب ابن كلاب كالحارث المحاسبي خير من الاشعرية في هذا وهذا والكرامية اتباع محمد ابن كرام قولهم في الصفات اصحاب ابن كلاب كالحارث المحاسب ونحوي خير من الاشعرية. خير من الاشعرية المتأخرين. لان الطلابية يثبتون الخبريث بدون الوجه والعلو واليد لله سبحانه وتعالى. اما الاشعرية المتأخرون فلا يثبتون الصفات الخبرية فلا يثبتون الصفات الخبرية بل ولا يثبتون ما عدا صفات السبع الكلابية كانوا كان النفي عندهم منصب على شيء واحد في باب الصفات وهو نفي صفات الافعال وليس الصفات الذاتية عرفتوا كيف؟ نفي صفات الافعال. نعم. والكرامية اتباع محمد بن كرام قولهم في الصفات والقدر والوعد والوعيد اشبه من اكثر طوائف اهل كامل التي في اقوالها مخالفة للسنة. واما في الايمان فقول منكر لم يسبقهم اليه احد آآ فانهم جعلوا الايمان قول اللسان فقط لم يكن معه تصديق القلب. فالمنافق عنده مؤمن ولكنه مخلد في النار. معتزلة اتباع واصل بن عطاء الذي اعتزل مجلس الحسن البصري. يقاربون قول الجهمين في الصفات فيقولون بنفيها واما في القدر والاسماء والاحكام فيخالفونه ففي القدر يقولون ان العبد مستقل بعمله كامل الارادة فيه ليس لله في تقدير ولا خلق وفيهم نوع من الشرك ومن هذا الباب. وجهم يقول ان العبد مجبر على عمله وليس له ارادة فيه وفي الاسماء والاحكام يقول المعتزلة ان فاعل الكبيرة خارج عن الايمان غير داخل في الكفر فهو في منزلة بين بين منزلتين ولكنه مخلد في النار ويقول جهم انه مؤمن كامل الايمان غير مستحق لدخول النار والمعتزلة خير من الجهمية فيما خالفوهم فيه من القدر والاسماء والاحكام. فان اثبات الامر والنهي والوعد والوعيد مع نفي القدر خير من اثبات القدر مع نفي الامر والنهي والوعد والوعيد. ولهذا لم يوجد في زمن الصحابة والتابعين من ينفي الامر والنهي. والوعد والوعيد ووجد في زمنهم القدرية والخوارج الحرورية. وانما يظهر من البدع اولا ما كان اخف وكلما ضعف من يقوم بنور النبوة قويت البدعة. وكلما كان الرجل من السلف والائمة اقرب كان قوله اعلى وافضل الذين يشهدون الحقيقة الكونية مع اعراضهم عن الامر والنهي شر من القدرية المعتزلة ونحوهم. ان هؤلاء يشبهون المشركين الذين قالوا لو اللهم اشركنا القدرية يشبهنا المجوس الذين قالوا ان للعالم خالقين والمشركون شر من المجوس. واما الصوفية الذين عندهم شيء من التعظيم الامر والنهي مع المشاهدة توحيد واقرانهم بالقدر فهم خير من المعتزلة لكنهم معتزلة من وجه اخر حيث جعلوا غاية التوحيد مشاهدة توحيد الربوبية والفناء فيه واعتزلوا بذلك جماعة المسلمين وسنتهم وقد يكون ما وقعوا فيه من البدعة شرا من البدعة اولئك المعتزلة. وكل هذه الطوائف عندها من الضلال والبدع ما بقدر ما فارقت به جماعة المسلمين وسنتهم ودين الله تعالى ما بعث به رسله رسله وانزل به كتبه وهو الصراط المستقيم طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه غير الامة التي هي خير الامم وقد امرنا الله تعالى ان نقول في صلاتنا اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير غير المغضوب عليهم ولا الضالين. المغضوب عليهم كاليهود عرفوا الحق فلم يتبعوه الضالون ممكن النصارى عبدوا الله بغير علم وكان يقال تعوذوا بالله من فتنة العالم الفاجر والعابد الجاهل. قال ابن مسعود رضي الله عنهم بطلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا بيده ثم قال هذا سبيل الله مستقيما وخطايا يمينه وشماله ثم قال فهذه السبل ليس منها سبيل الا عليه شيطان يدعو اليه ثم قرأ ان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السورة وتفرق بكم عن سبيله. العالم الفاجر يبيع علمه بعرظ من الدنيا ولذلك يجب الانسان ان يتعوذ بالله من فتنة العالم الفاجر. والعابد الجاهل يزله ابليس بادنى شبهة نعم وقال حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه يا معشر القراء استقيموا وخذوا طريق من قبلكم فوالله لئن اتبعتموهم قد سبقتم سبقا بعيدا. ولئن اخذتم يمينا وشمالا قد ضللتم ضلالا بعيدا. وقال ابن مسعود عبدالله بن مسعود رضي الله عنه من كان منكم مستندا فليستنى بمن مات فان الحي لا تؤمن عليه الفتنة اولئك اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ابر هذه الامة قلوبا واعماقها علما واقلها تكلف قوم اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم واقامة دينه. فاعرفوا لهم حقهم وتمسكوا بهديهم فانهم على الهدى المستقيم نسأل الله تعالى ان يجعلنا منهم. وان لا يزيغ قلوبنا بعد اذ هدانا والحمد لله رب العالمين. الحمد لله الذي نعمتي تتم الصالحات والله نسأل ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح. وقبل ان ننهي المجلس اخ يسأل يقول مقادير الخلايا قبل ان يخلق السماوات والارض خمسين الف سنة. وهو في الحديث الذي مر معنا اربعين سنة فكيف التوفيق؟ خمسين الف سنة قبل خلق السماوات والارض هذا التقدير العام الشامل الكلي. وقبل خلق ادم باربعين سنة ما يتعلق ادم وذريته فهذا تقدير خاص فلا تعارض بين التقديرين. آآ ايضا احد الاخوة يقول انك اخطأت في تعريف النقيضين نعم الظاهر اني اخطأت في تعريف النقيضين. النقيضان لا يمكن رفعهما ولا اجتماعهما. اما ضد ان فهما اللذان لا يمكن لا يمكن اجتماعهما ويمكن رفعهما. واما الممتنع فهو ما لا يمكن ايجاده. آآ يقول الاخ هذا ينبه ان بعض الناس يوقف سيارته بطريقة عرضية فيضايق الناس فنرجو من الجميع اذا جاؤوا ان يقفوا بطريقة صحيحة وان لا يظايقوا الناس والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد الملتقى غدا مع القواعد المثلى وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد شكر الله لك