الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. اللهم افتح على شيخنا وبارك فيه. امين قال العلامة ابن قال العلامة ابن سعدي رحمه الله تعالى في القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن. القاعدة الثالثة والعشرون. ارشادات القرآن على نوعين احدهما ان يرشد امرا ونهيا وخبرا الى امر معروف شرعا. او معروف عرفا كما تقدم. والنوع الثاني ان يرشد الى استخراج الاشياء النافعة من اصول معروفة. ليعمل الفكر في استفادة المنافع منها وهذه القاعدة شريفة جليلة القدر. اما النوع الاول فاكثر ارشادات القرآن في الامور الخبرية والامور الحكمية داخلة فيها واما النوع الثاني وهو المقصود هنا فانه دعا عباده في اية كثيرة الى التفكر في خلق السماوات والارض. وما خلق الله فيها من والى النظر فيها واخبر انه سخرها لمصالحنا ومنافعنا. وانه انزل الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس. وسخر ولكم ما في السماوات وما في الارض جميعا منه. ونبه العقول على التفكر فيها واستخراج انواع العلوم والفوائد منها. وذلك اننا اذا فكرنا فيها ونظرنا حالها واوصافها وانتظامها ولاي شيء خلقت ولاي فائدة ابقيت وماذا فيها من الايات وما احتوت عليهم المنافع افادنا هذا الفكر فيها علمين جليلين. احدهما اننا نستدل بها على مال الله من صفات الكمال والعظمة. وما لهم من الواسعة والايادي المتكاثرة. وعلى صدق ما اخبر به من الميعاد والجنة والنار. وعلى صدق رسوله وحقية ما جاءوا به. وهذا النوع قد اكثر منه اهل العلم وكل ذكر ما وصل اليه علمه. فان الله اخبر ان الايات انما ينتفع بها اولو الالباب. وهذا اجل العلمين واعلى ليس عليكم جناح ان تقصروا من الصلاة ان خفتم ان يفتنكم الذين كفروا. مع ان الخوف ليس بشرط لصحة القصر والمشروع يده بالاتفاق. ولما اورد هذا على النبي صلى الله عليه وسلم قال في جوابه صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته واكملهما. والعلم الثاني اننا نتذكر فيها ونستخرج منها المنافع المتنوعة. فان الله سخرها لنا وسلطنا على استخراج جميع ما لنا فيها من المنافع والخيرات الدينية والدنيوية فسخر لنا ارضها لنحرثها ونزرعها ونغرسها ونستخرج معادنها وبركتها واجعلها طبع علومنا واعمالنا لنستخرج منها صناعات نافعة. فجميع فنون الصناعات على كثرتها وتنوعها وتفوقها لا سيما في هذه الاوقات كل ذلك داخل في تسخيرها لنا. وقد عرفت الحاجة بل الضرورة في هذه الاوقات الى استنباط المنافع منها وترقية الصنائع الى ما حد الى ما لا حد له. وقد ظهر في هذه الاوقات من موادها وعناصرها امور فيها فوائد عظيمة للخلق. وقد تقدم انا في قاعدة اللازم لا تتم به الامور المطلوبة فهو مطلوب. وهذا يدل على ان تعلم الصناعة والمخترعات الحديثة من الامور المطلوبة كما هي مطلوبة لازمة عقلا. وانها من الجهاد في سبيل الله ومن علوم القرآن. فان القرآن نبه العباد على انه جعل الحديث فيه بأس شديد ومنافع للناس. وانه زخر لهم ما في الارض فعليهم ان يسعوا لتحصيل هذه المنافع من اقرب الطرق الى تحصيلها. وهي معروفة من تجارب وهذه من وهذا من ايات القرآن وهو اكبر دليل على سعة علم الله وحكمته ورحمته بعباده. فان بان ابا جميعا نعم ويسر لهم الوصول اليها بطرق لا تزال تحدث وقتا بعد وقت. وقد اخبر في عدة ايات انه تذكرة يتذكر بها العباد كل ما ينفعهم فيسلكونه وما يضرهم فيتركونه وانه هداية لجميع المصالح. هذه القاعدة عظيمة في التطبيق آآ في الامر الاول اللي ذكره الشيخ انه يرشد امرا ونهيا وخبرا الى امر بالمعروف شرعا او معروف عرفا كما تقدم في القاعدة اللي قبله لكن النوع الثاني انه يرشد الى استخراج الاشياء النافعة من اصول معروفة. ويعمل الفكر في استفادة المنافع هذه القاعدة قسطرة فيها المسلمون ولو انهم طبقوها لامتازوا وسبقوا الناس فمثلا المسلم عندما يقرأ قوله جل وانزلنا الحديد فيه بأس بشيء كان المنبغى عليهم ان يهتموا بالحديد ايجادا واستخراجا وصناعة وتقلبا قال والنا له الحديد. كان المنبغى عليهم ان يفكروا في الانة الحديد بالطرق المتنوعة المختلفة فيصل الى اختراعات قبل ان يصل اليه الغام لما يقرأوا القرآن قال وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون. كان عليهم ان يتخذوا مصانع ويجعله المصانع هذه سابقة على ما لصانع الغرب لما يقرأون قوله جل وعلا يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر. كل يجري لاجل مسمى كان عليه كما فعلوا وهذا ما قصروا فيه كما فعلوا في وضع النظام الدقيق للازمنة والاوقات من حيث الزرع من حيث نزول المطر من حيث البوارح والسوارح والى اخره هذا باب عظيم هذا الباب لا لا نهاية لها حقيقة في القرآن الكريم. لان باب الاخبار كله يمكن ان تستنبط منه اشياء واشياء واشياء لكن يحتاج الى اعمال الفكر. نعم. احسن الله اليكم. قال القاعدة الرابعة والعشرون. القرآن يرشد الى التوسط الامور ويدوم التقصير والغلو ومجاوزة الحد. قال تعالى ان الله يأمر بالعبد وقال قل امر ربي بالقسط والايات الامرة بالعدل والناهية عن ضده كثيرة. والعدل في كل الامور لزوم الحد فيها والا يغلب وان يتجاوز الحد. كما لا يقصر واذا بعض الحق ففي عبادة الله امر بالتمسك بما عليه النبي صلى الله عليه وسلم في ايات كثيرة ونهى عن مجاوزة ذلك وتعدي الحجة في ايات كثيرة وذم المقصرين عنه في ايات كثيرة. فالعبادة التي امر الله بها ما جمعت الاخلاص للمعبود والمتابعة للرسول وما فقد فيه الامران او احدهما فهي من الاعمال اللاغية. وفي وفي حق الانبياء والرسل صلى الله وسلم عليهم امر بالاعتدال وهو الايمان بهم ومحبتهم المقدمة على محبة الخلق. وتوقيرهم واتباعهم ومعرفة اقدارهم ومراتبهم التي اكرمهم الله بها. ونهى عن الغلو في ايات كثيرة وهو ان يرفعوا فوق منزلتهم التي انزلهم الله. ويجعل لهم من من حقوق الله التي لا يشاركه فيها مشارك شيء كما نهى عن التقصير في حقهم في الايمان بهم ومحبتهم وترك توقيرهم وعدم اتباعهم وذم الغالين فيهم. وذم الغالين فيهم كالنصارى ونحوهم في عيسى في ايات كثيرة كما ذم الكافيين لهم كاليهود حيث قالوا في عيسى ما قالوا وذم من فرق بينهم فامن ببعض دون بعض واخبر ان هذا هذا كفر بجميعهم. وكذلك يتعلق هذا الامر في حق العلماء والاولياء يجب محبتهم معرفة اقدارهم. ولا يحل الغلو فيهم واعطائهم شيئا من حق الله وحق رسوله الخاص ولا يحل جفاؤهم وعداوتهم فمن عادى لله وليا فقد بارزه بالحرب. وامر بالتوسط بالنفقات والصدقات انا هعمل الامساك والبخل والتقطير كما نهى عن الاسراف والتبذير. وامر بالقوة والشجاعة بالاقوال والافعال ونهى عن الجبن وذم الجبناء واهل الخور وضعف النفوس كما ذم المجاورين الذين يلقون بانفسهم وايديهم الى التهلكة. وامر وحث على صبره في ايات كثيرة ونهى عن الجزع والهلع والسخط. كما نهى تدبر وعدم الرحمة والقساوة في ايات كثيرة. وامر باداء حقوق من له حق عليك من الوالدين والاقارب والاصحاب ونحوهم والاحسان اليهم قول وفعلا من قصر في حقهم او اساء اليهم قولا وفعلا كما ذم من غلا فيهم وفي غيرهم حتى قدم رضاهم على رضا الله وطاعتهم على طاعة الله وامر بالاقتصاد بالاكل والشرب واللباس ونهى عن السرف والتلف كما نهى عن التقصير الضار للقلب والبدن. وبالجملة فما امر الله بشيء الا اكان وسطا بين خلقين ذميمين تفريط او افراط. ما الذي نستفيد من هذه القاعدة الذي نستفيده في هذه القاعدة هو كيف نتعامل في القرآن ينبغي ان نتعامل في القرآن بطريقة ليس فيها غلو ولا جفاء. كيف؟ يعني بعض الناس يعمل عقله بغلو فيجفوا من النصوص وبعض الناس يهمل عقله بافراط فلا يستنبط شيئا وهذا هذه من اعظم ما ينبغي ان ندرك ان التوسط مطلوب ولذلك قال علي رضي الله عنه الا فهما يعطيه الله لعبد من عباده في كتابه كذلك هذا التوسط في حياتك كيف تعيش انت الانسان لابد ان يعيش بعيدا عن الافراط والتفريط فانه اذا غلا انكسر واذا تساهل اوكي فلابد ان يكون متوسطا في حياته مع نفسه اعط كل ذي حق حقه ان لربك عليك حق ولنفسك عليك حق ولزوجك عليك حقا ولزورك عليك حقا فاعط كل ذي حق حقه هاي قاعدة عظيمة في العلم وفي العمل. وفي العبادات كذلك لا تغلوا حتى يكون وقتك كله في العبادة ثم تنقطع ولا تجفوا حتى يصبح الدنيا في قلبك واللهو واللعب احب شيء فتترك العباد هذه قاعدة نافعة في العلم وفي العمل وفي التعامل في العبادات في الاخلاق في البيوع والشراء وغير ذلك. نعم لكن مهم تطبيقه في القرآن. تطبيقه في القرآن لا تقدس العقل تقديسا غاليا ولا تجفيه فتهمل العمل به والتفكر به في القرآن. نعم. قال القاعدة الخامسة وعشرون حدود الله قد امر بحفظها ونهى عن تعرضها وقربانها قال تعالى والحافظون لحدود الله وقال تلك حدود الله لا تعتدوها وقال تلك حدود الله فلا تقربوها. اما حدود الله فهي ما حده لعباده من الشرائع الظاهرة والباطنة التي امرهم بفعل والمحرمات التي امرهم بتركها. فالحفظ لها اداء الحقوق اللازمة وترك المحرمات الظاهرة والباطنة. ويتوقف هذا الفعل وهذا الترك على ما الحدود على وجهها ليعرف ما يدخل في الواجبات والحقوق فيؤديها على ذلك الوجه كاملة غير ناقصة. وما يدخل في المحرمات ليتمكن من تركها ولهذا ذم الله من لم يعرف حدود ما انزل على رسوله واثنى على من عرف ذلك. وحيث قال تعالى تلك حدود الله فلا تعتدوها كان المراد بها ما احله لعباده وما خص له من الشرائع فانه نهى عن مجاوزتها وامر بملازمتها كما امر بملازمة ما احله من الطعام والشراب واللباس والدين ولها من تعد ذلك الى ما حرر منها من الخبائث وكما امر بملازمة ما شرعه من الاحكام في النكاح والطلاق والعدد وتوابع ذلك. ونهى عن بذلك الى فعل ما لا يجوز شرعا وكما امر بالمحافظة على ما فصله من احكام المواريث ولزوم حده. ونهى عن تعدي ذلك وتوريث من لا يرثه احدا وتب لي لما فرطه وفصله بغيره. واحد قال تلك حدود الله فلا تقربها كان المراد بذلك المحرمات. فان قوله فلا تقربوا نهي عن فعلها ونهي عن مقدماتها واسبابها الموصلة اليها والموقعة بها. كما نهاهم عن المحرمات على الصائم وبين له وقت الصيام فقال كيف هذا شيء عجب كل القرآن بهذه الطريقة المحترزات الذهنية ها التي انت في دينك ما يأتي السؤال الا وجوابه يأتيك مباشرة مثلا انت تقرأ في قوله يا ايها الناس اعبدوا ربكم يأتي السؤال تلك حدود الله فلا تقربوها. وكما حرم على الازواج ان يأخذوا مما اتوا ازواجهم شيئا الا ان يأتي من فاحشة مبينة. قال تلك حدود والله لا تقربوها. وكما صرح بالمحرمات بقوله ولا تقربوا الزنا وقال ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي احسن فالخير هو السعادة والفلاح في معرفة حدود الله والمحافظة عليها. كما ان اصل الشر واسباب العقوبات الجهل بحدود الله او ترك المحافظة عليه او الجمع بين الشرين والله اعلم. هذه القاعدة في التطبيق العملي ان حدود الله عز وجل كيف نحافظ عليها؟ نحافظ عليها بامرين اي حد سواء كان هذا الحد من حدود الله امرا كالصلاة والصوم والزكاة والحج او نهيا او كان حدا بالمعنى الفقهي التي تسمى بالعقوبات من القصاص والقتل وكذا كيف نحافظ على هذه الحدود في العبادات في الاخلاق في المعاملات ان كان فعلا وجوديا فلا نتعداها يعني لا نأتي بها على وجه القلوب وان كان امرا عدميا فلا نقربها طيب ايش اللي استفدنا من الان؟ ان الحدود الوجودية كل ما نحتاج الى ايجادها على وجه مالي بدون تعد فهو مطلوب في الامر فمثلا لما قال اقيموا الصلاة اذا اردنا ان نقيم الصلاة على الوجه المطلوب فمعناه ان نبتعد عن المشوشات يعني تسكر تلفونك اذا هذا مطلوب شرعا لان اقامة الحد بدون تعدي لا يمكن الا بهذا لا يمكن الا بهذا ولما قال في المنهيات تلك حدود الله فلا تقربوها يمكن ان الانسان يعلم ان ابنته اذا كبرت لا يمكن ان تلبس الحجاب اذا من الصغر يعودها على الحجاب يجب ليش قلتم يجب صغيرة قلنا يجب لانك اذا كبرت كبرت ما تقدر تلزمها وانت عارف نفسك وجربت مع بنتك الاولى بدر اذا هذه قاعدة عظيمة في كيفية المحافظة على الحدود ان كان امرا فلا نتعدى فيها الحد. وان كان نهيا فلا نقربها اصلا وكل ما يوصل الي فنغلقه كل ما يوصل الى المحرم نغلق بابه لو جاك شخص وقال يا اخي انا انظر الى النساء قل هذا محرم. ليش محرم قل لانه وسيلة الى المحق والوسائل تأخذ احكام الغايات. نعم. احسن الله اليكم. قال القاعدة الثالثة والعشرون. الاصل ان الايات الايات التي فيها قيود لا تثبت احكامها الا بوجود تلك القيود الا في ايات يسيرة. وهذه قاعدة لطيفة فانه متى رتب الله في كتابه تكمل على شيء وقيده بقيد او شرط لذلك شرطا. تعلق الحكم به على ذلك الوصف الذي وصفه الله تعالى. وهذا بالقرآن لا حصر له ايا كان قتل النبي لا يمكن ان يكون الا بالبطلان بالباطل. اذا ما الفائدة بغير حق؟ اذا تبحث عن الفائدة. فلما قال وربايبكم اللاتي في بحجوركم الفائدة يجب ان تعامل الربيبة كما تعامل ابنتك التي في حجرك هو انما المقصود ذكر المستثنى من هذا الاصل الذي يقوله كثير من المفسرين اذا تكلموا عليها هذا قيد غير مراد. وفي هذه العبارة نظر فان كل لفظة في كتاب الله فان الله ارادها وفيها فائدة قد تظهر للمتكلم. وقد تخفى. وانما مراده بقولهم غير مراد لحكمي بها فاعلم ان الله تعالى يذكر الاحكام الشرعية من اصول وفروع. ويذكر على حالة يبرزها فيها لعباده ليظهر لهم حسنها ان كانت مأمورا بها او قبحها ان كانت منهيا عنها. وعند تأمل هذه الايات التي بهذا الصدد يظهر لك انهاء عيالنا فمنها قوله تعالى ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به. ومن المعلوم ان من دعا مع اله اخر فانه كافر وانه ليس له برهان وانما قيدها الله بهذا القيد بيانا لشناعة الشرك والمشرك. وان الشرك قال ليس له دليل شرعي ولا عقلي. والمشرك ليس بيده ما ما يسوغ له شيئا من ذلك. ففائدة هذا القيد التشنيع البليغ على المشركين بالمواعدة بالمعاندة ومخالفة البراهين الشرعية والعقلية وانه ليس بايديهم الا اغراض نفسية ومقاصد سيئة وانهم لو التفتوا ادنى التفات لعرفوا ان ما هم عليه لا يستجيزه من له ادنى ايمان ولا معقول. ومنها قوله تعالى الذي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن. مع ان كونها في حجره او غير حجره ليست شرطا بتحريمها فانها تحرم مطلقا. ولكن ذكر الله هذا القيد تشنيعا لهذه الحالة. وانه من القبيح اباحة الربيبة التي هي في حجر الانسان بمنزلة بنته فذكر الله المسألة متجلية بثياب قبحها لينفر عنها لينفر عنها ذوي الالباب. مع ان التحريم لم يعلق بمثل هذه الحالة فالانثى اما ان تكون مباحا مطلقا او محرمة مطلقا سواء كانت عند الانسان ام لا كحالة بقية النساء المحلات والمحرمات. ومنها قوله تعالى ولا تقتلوا اولادكم من املاق وقوله وخشيته خشية الا مع انه من معلوم النهي عن قتل الاولاد في هذه الحالة وغيرها. فالفائدة بذكر هذه الحالة انها حالة جامعة للشر كله كونه قتلا بغير حق وقتل من جبلت النفوس على شدة الشفقة التي لا نظير لها عليه. وكون ذلك صادرا عن التساخط بقدر الله واساءة الظن بالله. فهم تبرموا من فقر هذا التبرم يؤساه ظنونه بربهم حيث ظنوا انهم ان ابقوا ان ابقوهم زاد فقرهم واشتدت ضرورتهم فصار الامر بالعكس. وايضا فان اذا كان منهيا عن قتلهم في هذه الحالة التي دفعهم اليها خشية الافتقار او حدوثه. ففي غير هذه الحالة من باب اولى واحرى. وايضا ففي هذا للحالة الموجودة غالبا عندهم فالتعرض لذكر الاسباب الموجودة في الحادثة يكون اجلى واوضح للمسائل. واما قول وتعالى في راجعة وبعولتهن احق بردهن في ذلك ان ارادوا اصلاحا. فمن العلماء من قال انه من هذا النوع انه يستحق ردها سواء اراد الاصلاح او وانه سواء اراد الاصلاح او لم يرد. فيكون ذكر هذا القيد حثا على لزوم ما امر الله به من الاصلاح وتحريما لردها على وجه المضارة. وان كان يملك ردها كقوله تعالى فامسكوهن بمعروف او سريحوهن بمعروف. ومن علماء من جعل هذا القيد على الاصل العام وان الزوج لا يستحق رجعة زوجته في عدتها الا اذا قصد الاصلاح. فاما اذا قصد ضد ذلك فلا حق له في رجب وهذا هو الصواب. ومنها قوله تعالى وان كنتم على سفر ولم تجدوا كذبا فريها مقبوضا. مع ان الرهن يصح حظرا وسفرا. ففائدة هذا القيد ان الله ذكر اعلى الحالات واشد الحاجات مرة. وهي هذه الحالة في السفر والكاتب مفقود والرهن مقبول فاحوج ما يحتاج الانسان للرهن في هذه الحالة التي تعثر فيها التوثقات الا بالرهن المقبوض. وكما قاله الناس في قيد السفر فكذلك على الصحيح في قيده بالقبض وادنى قبضه ليس شرطا لصحته وانما ذلك للاحتياط وزيادة الاستيقاق وكذلك فقد الكاتب. ومنها قوله تعالى جيدين من رجالكم فان لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء مع ان يثبت برجله المرأتين ولو ولو مع وجود رجلين. لكن ذكر الله اكمل حالة يحصل بها الحفظ للحقوق بدليل ان النبي صلى الله عليه وسلم قضى الشاهد الواحد مع اليمين والاية ليس فيها ذلك لهذه الحكمة وهو ان الاية ارشد الله فيها عباده الى اعلى حالة يحفظون بها حقوقهم لتمام راحتهم وحسم اختلافهم ونزاعهم. واما قوله تعالى فذكر ان نفعت الذكرى فانها من اصل القاعدة. ويظن بعض او الناس انها من هذا النوع وانه يجب تبكير نفعته او لم تنفع لكن هذا غلط. فنفع الذكر اذا كان يحصل بها الخير او بعضه او يزول بها الشر كلها بعضه فاما اذا كان ضرر التذكير اعظم من نفعه فإنه منهي عنه في هذه الحال. كما نهى الله عن سبب آلهة المشركين اذا كان وسيلة لسبيل الله وكما ينهى عن الامر بالمعروف اذا كان يترتب على ذلك شر اكبر او فوات خير اكثر من الخير الذي يؤمر به. وكذلك النهي عن المنكر ذات عليه ما هو اعظم منه شرا وضررا. فالتذكير في هذه الحال غير مأمور به بل منهي عنه. وكل هذا من تفصيل قوله تعالى ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة. فعلم ان هذا قيد مراد ثبوت الحكم بثبوته. وانتفاء الحكم لانتفائه والله اعلم ومنها قوله تعالى ويقتلون النبيين بغير الحق مع انه لا يقع قتلهم الا بغير حق فهذا نظير ما ذكره في الشرك واما هذا تشنيع لهذه الحالة التي لا شبهة لصاحبها بل صاحبها اعظم الناس جرما واشدهم للاساءة. واما قوله تعالى ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق فليست منا هذا النوع. وانما هي من النوع الاول الذي هو الاصل والحق الذي قيده الله به جاء مفسرا في قوله صلى الله عليه وسلم النفس بالنفس والزاني المحصن والتارك لدينه المفارق للجماعة. ومنها قوله تعالى وان كنتم ثم ارضه على سفر او جاء احد منكم من الغائط او لمستم النساء فلم تجدوا ما فتيمموا مع ان فقد الماء ليس من شرطه وجود السفر. فانه اذا فقد جاز التيمم حضارا وسفرا لكن ذكر السفر بيان لكن ذكرى السفر لكن ذكرى السفر بيان للحالة الغالبة الموجودة التي يفقد فيها الماء. اما الحضر فانه يندر فيه عدم الماء ومن هذا السبب ظن بعض العلماء ان السفر وحده مبيح للتيمم وان كان الماء موجودا. وهذا في غاية ضعف وهدي الرسول صلى الله وحبي الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه والمسلمين مخالف لهذا القول. ومن ذلك قوله تعالى واذا ضربتم في يعني وصدقة الله واحسانه في كل زمان ومكان. لا تقيد بخوف ولا غيره. ومن العلماء من قال ان هذا القيد من القسم الاول وان القسم اردت ان وهو قصر العدد وقصر الاركان والهيئات. شرطه الجماع السفر والخوف كما في الاية. فان وجد الخوف وحده لم يقصر عدد الصلاة وانما فتوصلوا هيئاتها وصفاتها وان وجد السفر وحده لم تقصر هيئتها وشروطها وانما يقصر عددها ولا ينافي هذا كلام النبي صلى الله عليه وسلم فانهم انما سألوه عن قصر العدد فاجابهم بان الرخصة به عامة في كل الاحوال. وهذا تقرير مليح وافق للآية غير مخالف لحديث الرسول فيتعين الاخذ به. اه هذه القاعدة جليلة المنافع كثيرة الفوائد في طالب العلم وليس المقصود البحوث الفقهية وانما البحث انك انت يا طالب العلم عندما تقرأ القرآن لا بد وان تعتقد ان القيود الوصفية والقيود الحالية في الخطاب لا تخرج عن ثلاثة احوال. انت لازم تفهم هذا الاول ان القيد مطلوب ومشروط ولابد منه فهذا نوع لا بد ان تميزه عن غيره لما تقرأ من نسائكم اللاتي دخلتم بهن الان انت اسأل نفسك الان ربايبكم اللاتي في حجوركم لاحظ الان اولا قال في حجوركم هذا قيد من نسائكم قيد بالاضافة اللاتي دخلتم بهن ايد اخر الان انت تطبق هذه القاعدة تعلم ان هناك قيود معتبرة فمثلا في هذه الاية الدخول معتبر بالاجماع لتحريم البنات. لاحظ الان النساء اذا عقدت على امرأة ودخلت بها حرمت عليك ابنتها من غيرك سواء كان قبل الزواج او بعد الطلاق ايا كان محرما عليه. حتى لو تزوجت امرأة ثم طلقتها ثم راحت وتزوجت وجابت بنت هم هي ربيبتك محرمة عليك ليش؟ لان الله قال دخلتم به طيب هذا قيد مطلوب خلصنا طيب هناك النوع الثاني قيد غير معتبر في الحكم. هذا النوع موجود هنا ليس بحثنا في الفقه هل هو قيد معتبر في المسألة وليس معتبر قيدنا في الفائدة وهذا هو التطبيق لهذه القاعدة في القرآن ما الفائدة من ايرادها ربايبكم اللاتي في حجوركم. اذا كان الحجرية ليس شرطا فقهيا عند جمهور الصحابة خلافا لعلي رضي الله عنه وباتفاق الفقهاء بعد ذلك على القول واجماعهم. اذا الان السؤال الذي انت تستفيد منه لتطبيق هذه القاعدة ما الفائدة من ايراد القيد لاحظت هذا النوع الثاني قيد غير معتبر بالاتفاق لكن انت ماذا تفعل؟ تبحث عن الفائدة لا برهان له به. الشرك لا يمكن ان يكون له برهان في احسان اليها في تربيتها في تعليمها هي عندك ولا مو عندك تحسن اليها قد الفائض القسم الثالث من القيود هي المختلف فيها بين الفقهاء. هل هي معتبرة او غير معتبرة؟ مثل الان هذه الاية اللي ذكرتها وربايبكم اللاتي في حجوركم قلنا الحجور هذا قيد غير معتبر صح ولا لا؟ لكن بحثنا عن الفائدة هذا تطبيق القاعدة. وقلنا دخلتم بهن قيد معتبر صح طيب من نسائكم هل هذا القيد معتبر او غير معتبر؟ اذا اختلف العلماء في بعض القيود هنا نبحث عن الحكمة ايضا مثلا الان اذا كان ربيبة المرأة النصرانية هل يأخذ هذا الحكم او لا يأخذ هذا الحكم شوفوا الفوائد العظيمة اللي انت تستنتجها لما قال جل وعلا وبعولتهن احق بردهن في ذلك ان ارادوا اصلاح الشرط الان في سياق الخطاب هل هو معتبر او غير معتبر من القيود الاختلافية؟ لكن انت ماذا تستفيد في تفسيرك لكلام الله انت تستفيد في تفسيرك لكلام الله ان تقول ايها الازواج اتقوا الله خافوا الله لا ترد المطلقة الرجعية الا وفي نيتكم وفي قلبكم الاصلاح وليس مجرد التلاعب او الاستمتاع او او الى اخره اذا حتى القيود الاختلافية انت تستفيد منها وتطبيق مثل ما ذكر الشيخ امثلة كثيرة وانما نكتفي بهذين المثال. نعم. فتح الله عليكم. قال القاعدة السابعة والعشرون المحترزات بالقرآن تقع في كل المواضع في اشد الحاجة اليها وهذه القاعدة جليلة نفع عظيمة الوقت. وذلك ان كل موضع الله فيه حكما من الاحكام او خبرا من الاخبار فيتشوف الذهن فيه الى شيء اخر. الا وجدت الله قد قارن به ذلك الامر الذي يعلق من الاذهان فيبينه احسن بيان وهذا اعلى انواع التعليم الذي لا يلقي اشكالا الا ازاله ولا احتمالا الا وضحه. وهذا يدل على علم الله وحكمته وذلك بالقرآن كثير جدا. ونذكر بعض امثلة توضح هذه القاعدة وتحسن للداخل الدخول اليها. طيب قبل ما يذكر الامثلة ونسأل انفسنا سؤالا ما الذي نحن نستفيده من هذه القاعدة المحترازات في القرآن تأتي ايه عندما يقرأ الانسان الكلام بتأمل فيرد على ذهنه وماذا اذا كان كذا؟ وماذا اذا كان كذا؟ فتجد ان الجواب جاء ما الذي نستفيده نحن؟ هنا قضية مهمة جدا وهي ان هذه القاعدة تجلي لنا كيف انه كتاب يتكلم معك كانه كانه يحس بشعورك وهذا لا يمكن ان يوجد في اي كتاب اخر كتاب يكلمك الله عز وجل به وهو يعلم ما الذي يدور في خلدك ما الذي يرده في ذهنك فتأتي مباشرة القيود التي انت تحتاجوها اذا نستطيع ان نقول عند اعمال هذه القاعدة القرآن كلام الله يخاطب الله به العباد حي كما قال النبي كما جاء في حديث آآ عمر رضي الله عنه او غيره قال غظا طريا كما انزل ها كانه الان انزل يكلمك سبحان الله شيء عجب! اسمعوا الان الى هذه الامثلة في الاحترازات الذهنية التي ترد على ذهن المتكلم الواعي. نعم قال فمن ذلك قوله تعالى انما امرت ان اعبد رب هذه البلة التي حرمها لما خصها بالذكر ربما وقع في بعض الاهالي تخصيص ربوبيته بها ازال هذا الوهم بقوله وله كل شيء. ومنها قوله تعالى فلا تكن في مرية مما يعبدها هؤلاء كان قد يقع في ذهنه انهم على حجة وبرهان. فابانا بقوله ما يعبدون الا كما يعبد اباؤهم من قبل انهم ضلال اقتدوا بمثلهم ثم لما كان قد يتوهم المتوهم انهم في طمأنينة من قولهم وعلى يقين من مذهبهم ولربما توهم ايضا ان الالياف الا تبسط لهم الدنيا احترز من ذلك بقوله. وانا لموفوهم نصيبهم غير منقوص الى قوله وانهم لفي شك منه مريب. ولما قال تعالى لا يستوي القاعدون من المؤمنين. ربما يظن الظن انهم لا يستوون المجاهدين ولو كانوا معذورين لزال هذا الوهم بقوله غير اولي الضرر. وكذلك لما قال تعالى لا يستوي منكم من انفق قبل الفتح وقاتل اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا. ربما توهم احد ان المغضوب ما ليس لهم عند الله مقام ولا مرتبة. ازال هذا الوهم بقوله وعد الله الحسنى. ثم لك ثم لما كان ربما يتوهم ان هذا الاجر يستحق بمجرد العمل المذكور ولو خلا من الاخلاص ها ازال هذا الوهم بقبره خبير ومنها قوله تعالى وكان في المدينة تسعة رهطا يفسدون في الارض ربما وقع في الذهن انهم يفسدون وقد يصلح ما زال هذا الماء وهم ما بقوله ولا يصلحون اي لا خير فيهم. اصلا مع شرهم العظيم. ومنها انه قال في عدة مواضع ولا تسمعوا ربما يتوهم احد انه وان لم يسمعوا فانهم يفهمون الاشارة. ازال هذا الاحتمال بقوله اذا ولوا مدبرين. فهذه لا تقبل سماعا ولا رؤية لتحصل الاشارة. وهذا نهاية الاعراض. ومنها قوله تعالى ولكن الله يهدي من يشاء ربما تواهم احد ان هدايته تقع جزافا من غير سبب ازال هذا بقوله وهو اعلم بالمهتدين اي بمن يصلح يأتي لزكائه وغيره ممن ليس كذلك هدايته تابعة لحكمة التي هي وضع الاشياء مواضعها ومن كان حسنا الفهمي رأى من هذا النوع شيئا كثيرا. حقيقة هذه القاعدة تجعلك تعيش مع كلام الله عز وجل سواء في جهة المحترازات في القرآن التي تأتي في مواظيعها عندما تقرأ بتمعن او في حل الاشكالات في حل الاشفاء. انت لما تقرأ الحمد لله رب العالمين. مباشرة الانسان اللي يقرأ بتأمل يأتي سؤال ما الربوبية الرحمن الرحيم. كونه اعطاك السمع البصر هذا دليله ربوبيته. فلما تقرأ الرحمن يأتيك سؤال ما دام رحمن رحيم ايش الداعي اني انا اعمل؟ مالك يوم الدين تخاف طيب الان خفت يأتيك السؤال الان كيف اجت اياك نعبد واياك نستعين. طيب عبدت الله عز وجل واستعنت. كيف اعرف الطريق؟ اهدنا الصراط المستقيم ايش طريق من؟ صراط الذين انعمت عليهم. طيب في ناس ايضا يدعون انهم على الصغار غير المغضوب عليهم ولا الضالين الضالين. يأتي السؤال من هم المغضوب عليهم؟ البقرة كلها في تفسير المغضوب عليهم. الان الامران كله في تفسير الضالين ما وصفه؟ ما فعله؟ الجواب كمل الذي خلقكم ها الذي خلق السماوات رزقكم ايات كثيرة يعطيك الجواب يعطيك وهذا هذا الاحتراز هذا لا ينتهي في القرآن نهائيا لقد جاءكم رسول من انفسكم. طيب ايش نستفيد؟ عزيز عليه ما عنتم يعز عليه ان يقع في العلن ويعز عليه جالس لا حريص عليكم طيب يحرص علينا بشدة ولا بغلظة؟ بالمؤمنين رؤوف رحيم. شف كل ما يقع في دينك سؤال تجده الجواب او كتاب حلم كلام يخاطبك الله كأنه امامك ويعرف ما الذي يدور في خلدك تجد الجواب. لكن مشكلتنا ايش؟ انا لا نفكر نقرأ كاننا يعني مع الاسف سردا كما قال ابن مسعود لما قال له رجل او امرأة اني ختمت القرآن في ليلة قال هزا كهدي الشعر ها؟ هذه مصيبة. نعم قال رحمه الله تعالى القاعدة الثامنة والعشرون في ذكر الاوصاف الجامعة التي وصف الله بها المؤمن لما كان الايمان اصل الخير كله والفلاح كل وبفقده يفقد كل خير ديني ودنيوي واخروي اثار الله من ذكره في جدة امرا به ونهيا عن رده وترغيبا فيه. وبيان اوصاف اهله وما له من الجزاء الدنيوي والاخروي. فاما اذا كان المقام مقام خطاب للمؤمنين بالامر والنهي او مقام اثبات الاحكام الدنيوية بوصف الايمان فانها تتناول كل مؤمن سواء كان متمما لواجبات الايمان واحكامه او ناقصا في شيء منها. واما ان كان المقام مقام مدح وثناء وبيان الجزاء الكامل للمؤمن فان انما المراد بذلك المؤمن حقا. الجامع لمعاني الايمان وهذا هو المراد المراد بيانه هنا. فنقول وصف الله المؤمن في كتابه باعترافه وتصديقه بجميع عقائد الدين. وبارادة ما يحبه الله ويرضاه. وبالعمل بما يحبه الله ويرضاه بترك جميع المعاصي وبالمبادرة بالتوبة مما صدر منه منها. وبان ايمانهم اثر في اخلاقهم واقوالهم وافعالهم الاثار طيبة فوصف المؤمنين بالايمان بالاصول الجامعة وهو الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره وانهم يؤمنون بكل ما اوتيه بكل ما اوتيه الرسل كلهم ويؤمنون بالغيب ووصفهم بالسمع والطاعة. والانقياد ظاهرا وباطنا ووصفهم بانهم اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون اولى اولئك هم المؤمنون حقا. ووصفهم بان جنودهم تقشعر وعيونهم تفيض من الدمع وقلوبهم تلين وتطمئن الله وذكره وبانهم يخشون ربهم بالغيب والشهادة وانهم يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون. ووصفهم خشوع في احوالهم عموما وفي الصلاة خصوصا. وانه مع اللغو معرضون وللزكاة فاعلون وفروجهم حافظون. الا على او ما ملكت ايمانهم وانهم بشهاداتهم قائمون ولاماناتهم وعهدهم مراعون. ووصفهم باليقين الكامل الذين لا ريب فيه والجهاد باموالهم وانفسهم في سبيل الله ووصفهم بالاخلاص لربهم بكل ما يأتون ويذهبون ووصفهم بمحبة المؤمنين والدعاء اخوانهم من المؤمنين السابقين واللاحقين. وانهم مجتهدون في ازالة الغل من قلوبهم على المؤمنين وبانهم يتولون الله ورسوله وعباده المؤمنين ويتبرأون من موالاة جميع اعداء الدين وبانهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويطيعون الله ورسوله في كل احوال فجمع الله لهم بين العقائد الحقة واليقين الكامل والانابة التامة التي اثارها الانقياد لفعل المأمورات وترك المنهية والوقوف على الحدود الشرعية. فهذه الاوصاف الجليلة وهي وصف مؤمن وهي وصف المؤمن المطلق الذي سلم من العقاب واستحق الثواب. ونال كل خير اطب على الايمان فان الله رتب على الايمان في كتابه من الفوائد والثمرات ما لا يقل عن لم يأت فائدة كل واحدة منها خير من الدنيا وما فيها. واتبع على الايمان نيل رضاه الذي هو اكبر من كل شيء. ورتب عليه دخول الجنة والنجاة من النار والسلامة من عذاب القبر. ومن صعوبات القيامة وتعسر لاحوالها والبشرى الكاملة في الدنيا وفي في الحياة الدنيا وفي وفي الاخرة والثبات في الدنيا على الايمان والطاعات وعند الموت وفي القبر على الايمان والتوحيد والجواب النافع السديد. وارتب عليه الحياة الطيبة في الدنيا والرزق والحسنة وتيسير العبد لليسرى وتجني به للعزرى وطمأنينة القلوب. وراحة النفوس والقناعة التامة وصلاح الاحوال وصلاح الذرية. وجعلهم قرة عين للمؤمن والصبر عند المحن والمصائب. وحمل الله عنهم الاثقال ومدافعة لله عنهم جميع الشرور والنصر على الاعداء. رفع المؤاخذة عن الناس والجاهل والمخطئ منهم وان الله لم يضع عليهم الاثار بل الهوى لم يحملهما لا طاقة لهم فيه. ومغفرة الذنوب بايمانهم والتوفيق للتوبة. فالايمان اكبر وسيلة للقرب من الله والقرب من ونيل ثوابه. واكبر وسيلة للمغفرة الذنوب وازالة الشدائد او تخفيفها. وثمرات الايمان على وجه التفصيل كثيرة من الجملة خيرات الدنيا والاخرة مرتبة على الايمان. كما ان الشرور مرتبة على فقده والله اعلم هذه القاعدة في الحقيقة تثمر زيادة الايمان في القلب ان الانسان يتأمل في القرآن وكيف انه اذا ذكر الايمان انما يذكر الاوصاف الكامنة والكاملة التي ينبغي ان تكون في المؤمن ويرتب الثمرات على الايمان الكامل لان الحديث في القرآن عن الايمان والثمرات انما هو حديث عن التمام والكمال ونادرا ما تجد ان ان يكون الايمان عن الايمان الادنى او ان يكون ذكر الثمرة عن ثمرة اقل الثمرات هذا لا تجده في القرآن لان المقصود شحن الهمم الى الايمان التام للحصول على ثمرات الدهب ولهذا يعني تجد ان اه الشفاعة ثابتة لاهل الكبائر وين؟ في السنة. وهو في القرآن طريقة القرآن يخاطب الناس لايجاد الكمال والسنة بينت فيما لو حصل نقصان ما الذي سيحصل للانسان نعم احسن الله اليكم. قال القاعدة التاسعة والعشرون في الفوائد التي يجتنيها العبد في معرفته وفهمه بناس علوم القرآن وهذه القاعدة تكاد ان تكون هي المقصود الاعظم في علم التفسير وذلك ان القرآن مشتمل على علوم متنوعة اصناف جليلة من العلوم فعلى العبد ان يعرف المقصود من كل نوع منها ويعمل على هذا ويتبع الايات الواردة فيه فيحمله فيحصل المراد منها علما وتصديقا وحالا وعملا. علوم القرآن كما ذكرت في كتاب التبيان في انواع علوم القرآن ما بقاشي ما يلاقيش ما يدير علوم مقصودة لذاتها وهذا جل القرآن فيه كمعرفة الله والايمان به توحيد معرفة الرسل الكتب معرفة اليوم الاخر القدر واعمال اهل الايمان هذا النوع من العلوم هو جل القرآن. وعلوم ليست مقصودة لذاتها. وانما يأتي الحديث عنها لان الحديث يكون عن الايمان فيأتي ذكر هذا تبعية وهذا النوع وهذا النوع لو جمع يحصل عندنا شيء كثير وقد يسر الله تبارك وتعالى لي ان جمعت في التبيان ان شاء الله في المرة القادمة ان كان في العمر بقية نقرأ كتاب التبيان ذكرت فيه اكثر من ستين ومئتي نوع العلوم المقصودة لذاتها والعلوم المقصودة لغير ذاتها. نعم. احسن الله اليكم. قال اجل علوم القرآن على الاطلاق علم التوحيد ما لله من صفات الكمال فإذا مرت عليه الآيات في توحيد الله واسمائه وصفاته اقبل عليها فإذا فهمها وفهمها ما المراد بها اثبتها لله على وجه الله يماثله فيه احد. وعرف انه وعرف انه كما ليس لله مثيل في ذاته فليس له مثل في صفاته وامتلأ قلبه من محب من معرفة ربه وحبه بحسب علمه بكمال الله وعظمته. فان القلوب مجبولة على محبة الكمال فكيف بمن له كل الكمال؟ ومنه جميع النعم الجزال. يعرف ان اصل الاصول هو الايمان بالله وان هذا الاصل وهو يكمل بحسب معرفة العبد بربه وفهمه لمعاني صفاته ونعوته. وامتلاء القلب من معرفتها ومحبتها وايضا يعرف انه بتكميله هذا العلم تكمل علومه واعماله. فان هذا هو اصل العلم واصل التعبد. ومن علومه القرآن ومن علوم ومن قرآن صفات الرسل واحوالهم وما جرى لهم وعليهم ما عملوا افاقهم وخالفهم وما هم عليه من الاوصاف الراقية. فاذا مرت عليه هذه الايات عرف بها وازدادت معرفته بهم ومحبتهم. وعرف ما هم عليه من الاخلاق والاعمال. خصوصا امامهم وسيدهم محمد صلى الله عليه وسلم ليقتدي باخلاقهم واعمالهم بحسب ما يقدر عليه ويفهم ان الايمان بهم تمامه وكماله. ويفهم ان الايمان به تمام هو كماله معرفته التامة باحوالهم ومحبتهم واتباعهم. وفي القرآن من عندهم الشيء الكثير الذي يحصل به تمام الكفاية ويستفيد ايضا ابتداء بتعليماتهم العالية وارشاداتهم للخلق وحسن خطابهم ولطف جوابهم وتمام صبرهم. فليس القصد من قصاص ان تكون سمرة وانما الغص ان تكون عبرا. ومن علوم القرآن علمها للسعادة والخير واهل الشقاوة والشر. وفي معرفته لهم ولاوصافهم فوائد الترغيب في الاقتناء بالاخيار والترهيب من احوال الاشرار والفرقان بين هؤلاء وهؤلاء. وبيان صفات وطرق التي بها هؤلاء الى دار النعيم واولئك الى دار الجحيم. ومحبة هؤلاء الاتقياء ان الايمان كما ان بغض اولئك من الايمان وكل ما كان العبد اعرف لاحواله تمكن من هذه المقاصد. ومن علوم القرآن علم الجزاء في الدنيا والبرزخ والاخرة على اعمال الخير واعمال الشر وفي ذلك مقاصد جليلة الايمان بكمال عبد الله وسعة فضله والايمان باليوم الاخر. فان تمام الايمان بذلك يتوقف على معرفة ما يكون فيه وتغيب وترهيب برغبة والترغيب وترهيب بالرغبة في الاعمال التي رتب الله عليها الجزاء الجزيل والرهبة من ضدها. ومن علوم القرآن والنهي وفي ذلك مقاصد جليلة معرفة حدود ما انزل الله على رسوله. فان المكلفين مكلفون بمعرفة ما امروا به وما نهوا عنه بالعمل بذلك والعلم ويقول للعمل وطريق ذلك اذا ما مر عليه نص ام امر فيه شيء ام امر بشيء عرفه وفهم ما يدخل فيه وما لا يدخل وحسب نفسه وهل هو قائم بذلك كله او بعضه او تاركه؟ فان كان قائما به فليحمد الله ويسأله الثبات وزيادة للخير وان كان مقصرا فيه فليعلم انه مطالب به وملزوم به فليستعن الله على فعله. وليجاهد نفسه على ذلك. وكذلك في النهي ليعرف ما يراد منه. وما يدخل في ذلك الذي نهى الله عنه ثم لينظر الى نفسه فان كان قد ترى ذلك فليحمد الله على ذلك ويسأله ان يثبته على ترك المناهي كما يسأله الثبات على فعل الطاعات على ترك امتثال طاعة الله ليكن تركه عبادة كما كان فعله عبادة. وان كان غير تارك له فليتوب الى الله منه توبة جازمة فليباد ولا تمنعه الشهوات الدنية عن مجانبة ما تدعوه اليه النفس الامارة بالسوء. فمن كان عنده هذه المطالب وغيرها عملا على هذه الطريقة فانه ماجد صراط المستقيم وطريقته المسافين عليه من لبس الاسترشاد بكتاب الله وحصل له بذلك علم غزير وخير كثير اختصر في هذه القاعدة على ذكر العلوم المقصودة لذاتها واما العلوم غير المقصودة لذاتها فهي كثيرة جدا علم العشاق علم الحيوانات مثلا علم الاعداد شيء عجيب جدا علم الهندسة علم الطب في القرآن تجد الشيء الكثير فيه حتى وانا كنت اكتب ما يتعلق بعلم العدد والحساب والجبر كأن القرآن كتاب يعلمك الحساب لكن عندما تتأمل في ذكر لك الاعداد مذكرة واحد اثنين ثلاثة اربعة خمسة ستة سبعة ثمانية تسعة ومؤنثة ويذكر المثنى ويذكر المركب يذكر العقود وعقود العقود ويذكر الالوف ويذكر الجمع والطرح والقسمة وهذي ما كانت موجودة عند العرب سبحان الله شيء عجب ويذكر التضعيف ها ويذكر التثليث والتوصيف وو لما تجمع تقول هذا كتاب علمك الحساب خلاص انتهى هذا مثال واحد فقط نعم مع ان هذا ليس مقصودا لذاته انما جاءت تبعيته نعم احسن الله اليكم. قال القاعدة الثلاثون اركان الايمان بالاسماء الحسنى ثلاثة. ايماننا بالاسم وبما يدل عليه من المعنى وبما ويل لكل همزة لمزة. هذا ذنب تتضمن هذا النهي وهذا الوعيد ها حفظ اللسان وهكذا افتح على نفسك ابواب العلم تبت يداها ابي لهب وتبة ما اغنى عنه ما له وما كسب. تضمن ما اغنى عنه ماله وما كسب به من الآثار وهذه القاعدة العظيمة خاصة باسماء الرب وبالقرآن من الاسماء الحسنى ما عن ثمانين اسما كررت في ايات متعدلة بحسب ما تناسب المقام كما تقدم بعض الاشارة الى المناسبة بها. وهذه القاعدة تنفعك بكل اسم من اسمائه بحسن المتعلقات بالخلق والامر والثواب العقاب فعليك ان تؤمن بانه عليم وذو علم عظيم محيط بكل شيء قدير ذو قدرة وقوة عظيمة ويقدر على كل شيء رحيم وذو رحمة عظيمة ورحمته وسعت كل شيء. والثلاثة متلازمة. فالاسم دل على الوصف وذلك دل على المتعلق فمن نفى هذا من هذه الامور الثلاثة فانه لم يتم ايمانه باسماء الرب وصفاته الذي هو اصل التوحيد. ولنكتفي بهذا الانموذج لعرفاء ان الاسماء كلها على هذا النمط. طبعا القاعدة هذه تطبق في الاسماء المتعدية اما الاسماء اللازمة فانها مقتصرة على الامرين الايمان بالاسم وبما دل عليه من المعنى مثل من اسماء الله الواحد فالواحد اسم من اسمائه. دل على الفردانية. لكن ليس لا يتعلق به اثر اه لما تقول من اسماء الله الحي الحي اسم من اسماء الله. والحياة صفة من صفاته. لكن لا يتأثر لا ليس هناك علاقة اه يتعلق بالعباد بهذا الاسم الا من طريق اللزوم كما سبق معنا وان عرفنا. وباب اللزوم غير هذا الباب. الشيخ يقصد الان هنا اركان الاسم. اي اسم من متعدي فانه لا يصح ايمانك به الا اذا اثبت هذه الثلاث الرحيم اسما والرحمة وصفا ورحم ويرحم العباد هذا فعل تعدى الاثار القدير اسما والقدرة وصفا والمخلوقات التي اوجدها بقدرته هذا الاثر العليم اسما والعلم وصفا وعلم هذا الاثر وهكذا نعم احسن الله اليكم. قال القاعدة الحادية والثلاثون ربوبية الله في القرآن على نوعين عامة وخاصة كثر بالقرآن ذكره هوية الرب لعباده ومتعلقاتها ولوازمها وهي على نواع ربوبيات عامة تدخل فيه المخلوقات كلها برها وفاجرها بل مكلفها وغير المكلفين حتى الجمادات وهي انه تعالى المنفرج بغلقها ورزقها وتدبيرها واعطائها ما تحتاجه تضطر اليه في بقائها وحصول منافعها ومفاصلها فهذه التربية يخرج عنها احد. ونوع الثاني في تربيته لاصفيائه واوليائه فيربيهم بالايمان الكامل وينفقهم لتكميله ويكملهم بالاخلاق الجميلة ويدفع عنه الاخلاق رذيلة وييسر من اليسرى ويجنبهم العسرى وحقيقة التوفيق لكل خير والحفظ من كل شر. وانها لتلمح العادلة والأدلة وصرف المكروهات العادلة والآجلة. فحي اطلقت ربوبيته تعالى فإن المراد بالمعنى الأول مثل قوله رب العالمين وقوله وهو رب كل شيء ونحو ذلك وقد وحيث قيدت بما يحبه ويرضاه او وقع السؤال بها من الانبياء واتباعه فان المراء فانما المراد بها النوع الثاني وهو متضمن للنوع الاول. ولهذا تجد اسئلة الانبياء واتباع في القرآن بلفظ الربوبية غالبا فان مطالبهم كلها داخلة تحت ربوبيته الخاصة. ليلحظ العبد هذا المعنى النافع. يعني في القرآن الانبياء كلهم يقولون ربنا ربنا ابتداء من ادم عليه السلام قالا ربنا ظلمنا انفسنا وانتهاء بمحمد صلى الله عليه وسلم وصحبه اذا لماذا لم لا يقولون يا الله مثلا؟ سؤال مهم جدا لان نداء الله بالربوبية هو نداء له بالوصف العام. الذي هو ينطبق على من اتى بما هو محبوب الا وعلى من لم يأت بما هو محبوبا فلما يقول ربنا يكون نداء صادق ولا بد اما اذا قال يا الله يمكن هو قام بالتعبد لله يمكن ما قام فيكون في قوله يا الله لفظا وواقعا غير موجود فكيف تسأل الله بشيء انت في واقع الامر مقصر فيه الانسان عادة يسأل احدا ما شيئا بشيء يرى انه مو انا اللي دافعت مو انا اللي سويت مو معقول انك تقول انا اسألك لاني انا انحشت من من امرك مو معقول هذا الكلام اذا السبب ان هذه النداء باسم ربنا ربنا لانه صادق في كل الاحوال فله ربوبية على كل احد واما يا الله فهذه جاءت في بعض المواضع مثل اللهم اه اه اللهم رب هذه الدعوة التامة اللهم اني اسألك كلمة اللهم يا الله واما كلمة اللهم على قول بعض اه الشراح ان معناه يا ربنا هذا غير صحيح نعم احسن الله اليكم. قال ونظير هذا المعنى الجليل ان الله اخبر في عدة ايات ان الخوف كلهم عباده وعبيده. ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا. فكلهم ماليكه وليس له من الملك والامر شيء. ويخبر في بعض الايات ان عباده بعض خلقه قوله وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا. ثم ذكر صفاتهم الجليلة اليس الله بكاف عبده وفي قراءة عبده وفي قراءته اليس الله بكاف ثم ذكرنا صفاتهم الجليلة بقوله اليس الله بكاف عباده وفي قراءة عبده وفي وقوله سبحا الذي يسرى بعبده وقوله وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا. فالمراد بهذا النوع من قاموا بعبودية الله واخلصوا له الدين على خلاف طبقاتهم في العبودية الاولى يدخل فيها البر والفاجر والعبودية الثانية صفات الابرار. ولكن الفرق بين الربوبية والعبودية ان الربوبية ربي وفعله والعبودية وصف العبيد وفعلهم يعني الفائدة من هذه القاعدة ان الانسان يحرص على ايجاد صفات الربوبية صفات تحصيل الربوبية الخاصة في نفسه اما يقرأ القرآن نعم قال القاعدة الثانية والثلاثون. اذا امر الله بشيء كان ناهيا عن ضده واذا نهى عن شيء كان امرا بضده. واذا اثنى على وعلى اولياءه واصفيائه بنفي شيء من النقايص كان ذلك اثباتا للكمال. وذلك بانه لا يمكن امتثال الامر على وجه الكمال الا بترك ضده فاذا امر بالتوحيد والصلاة والزكاة والصوم والحج وبر الوالدين وصلة الارحام والعبد كان نهيا عن الشرك وعن ترك الصلاة وترك الزكاة وترك الصوم وترك الحج وعلى العقوق والقطيعة وحيثنا من الشرك والصلاة الى اخر المذكورات كان عامرا بتوحيد وفعل الصلاة الى اخرها. واحد امر بالصبر والشكر واقبال القلب على الله ومحبة وخوف ورجاء كان نهيا عن الجزع والسخط وكفران النعم واعراض القلب عن الله في تعلق هذه الامور بغيره كفراد النعم وغفلة القلب كان امرا بالصبر الى اخر المذكورات. وهذا ضرب مثل والا فكل الاوامر والنواهي على هذا النمط. وكذلك المدح لا يكون كما لا يتحدث اثنى على نفسه وذكر تنزها وعن النقائص والعيوب كالنوم والسيلة واللغب والموت واخفاء شيء في العالم من الاعيان والصفات والاعمال وغيرها وظلمه فلتظمن ذلك الثناء عليه بكمال حياته وكمال قيوميته وقدرته وسعة علمه وكمال عدله. لان العدم المحض لا كمال فيه حتى ينفى تكميلا للكمال. وكذلك اذا نفى الله عن كتابه الريب او الاختلاف او الشكوى والاخبار بخلاف الواقع كان ذلك من كمال دلالته على اليقين في جميع المطالب واشتماله على الاحكام والانتظام التام والصدق الكامل الى غير ذلك من صفات كتابه. وكذلك اذا نفع رسوله الكذب والتقول والجنون والسحر والشعر ونحوها كان ذلك ليد اثبات كمال صدقه. وانه لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى ولكمال عقله ولزوال كل ما يخضع بكمال نبويه ورسالته فاتى بطل لهذه القاعدة بكل ما يمر عليك من الايات القرآنية في هذه الامور وغيرها تنال خيرا كثيرا والله اعلم اي قاعدة عظيمة يا اخوة تفيدك علوما كثيرة اذا امر الله بشيء كان ناهيا عن ضده اي امريكا فلو ان انسان قال الله مثلا لو جاك إنسان وقال الله ما امرنا ما نهانا عن آآ ترك الصيام نقول له الامر بالصيام يقتضي النهي عن ترك الصلاة يجي ناس اليوم نسمع بعضهم حتى يكتبون مقالات يقول ليش الله ما قال ان الخمر ها محرم صريح ما يفهم القاعدة البلاغية لما قال انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه فكأنه يقول لا تشربوا بس انت ما تفهم ايش يسوي حنا فيك هذه قضية مهمة فاذا امر الله بشيء كان نهينا ضده واذا نهى عن شيء كان امرا بضده. واذا اثنى على نفسه او على غيره بوصف كان ها كمال الظد منفيا كمال ان كان ضد منفية فلما يقول عن مثلا عبده نوح انه كان عبدا شكورا عليه السلام تماما مباشرة يتصور انه لم يقع منه كفره النعمة لم يقع منه الكفران او لم يقع منه عدم الشكر على القدر. مباشرة نعم العبد انه اواب. لما قال عن ايوب عليه السلام وكذلك عن آآ ابراهيم عليه السلام. فنعلم علم اليقين ان انه لما قال نعم العبد انه اواب لا يخطر ببالك انه جاء لحظة في مرضي ما قال يا رب انتبه بعظ الناس يظن انه ما دعا ما كان يدعو لا يدعو يدعو اواب فهذه قضية مهمة يفتح عليك مفاتيح عظيمة في في لما قال ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات. فانت تفهم مباشرة ان نفس الايمان نفس الايمان الا الذين استثناء مدح وان الكفر ذم العمل الصالح مدح والعمل السيء ذم تواصي بالحق مدح تواصي بعدم الحق ذم تواصي بالصبر مدحه تظمن انك انت ينبغي ان تنتبه كيف تجعل مالك يغنيك كيف تجعل كسبك يغنيك بالصلاح والاصلاح نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى القاعدة الثالثة والثلاثون. المرض بالقرآن مرض القلوب نوعان مرض شبهات وشكوك ومرض شهوات المحرمات والطريق الى تمييز هذا من هذا مع كثرة ورودهما في القرآن يدرك من السياق فان كان السياق في ذم المنافقين والمخالفين في شيء من امور الدين كان هذا مرض وشبهات وان كان سياق في ذكر المعاصي والمن اليها كان مرض شهوة ووجه انحصار المرض في هذين النوعين ان مرض القلب خلاف وصحة القلب الكاملة في شيء. كمال علمه ومعرفته ويقينه وكمال ارادته ما يحبه الله ويرضاه. فالقلب صحيح هو الذي يعرف الحق وتبعه وعرف الباطل وتركه. فان كان علمه شكا وعنده شبهات يعارض ما اخبر الله به من اصول الدين وفروعه كان علمه منحرفة وكان مرض قلبه قوة وضعفا بهذه الشكوك بحسب هذه الشكوك والشبهات. وان كانت ارادته ومحبته مائلة لشيء من معاصي الله ذلك انحرافا في ارادته ومرضه. وقد يجتمع الامران فيكون القلب منحرفا في علمه وفي ارادته. فمن النوع الاول قوله تعالى عن المنافقين في قلوبهم مرض وهي الشكوك والشبهات المعارضة لرسالة محمد صلى الله عليه وسلم فزادهم الله مرضا عقوبة على ذلك المرض الناتج عن اسباب متعددة كلها منهم وهم فيها غير معذورين. ونظر هذا قوله واما الذين في قلوبهم فزادتهم رجسا الى رجسهم. وكذلك قوله تعالى ليجعل ما يلغي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم. فان من رضا القلب بالشكوك وضعف العلم اقل شيء يريبه ويؤثر فيه ويفتتن به. ومن الثاني قوله تعالى لا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض. اي مرض شهوة وارادة وارادة للفجور. اقل شيء من اسباب الافتتان وقوع يوقعوا في الفتنة طمعا او فعلا. فكل من اراد شيئا من معاصي الله فقلبه مريض مرض شهوة ولو كان صحيحا لاتصف بالصفات الازكياء ابرياء الاتقياء الموصوفين بقوله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق او العصي اولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة. فمن كان قلبه على هذا الوصف الذي ذكره الله فليحمده على هذه النعمة الذي لا يقاومها شيء من النعم. وليسأل الله الثبات على ذلك والزيادة من فضل الله ورحمته. نسأل الله ان يطهر قلوبنا من نوع المرض من الشينين الشينين شين الشبهات وشين الشهوات فما اضرهما على قلب الانسان اولا وعلى نفسه وبدنه ثانية ومرض الشبهات اخطر لان فيه قد يكون زوال الدين بالكلية وينبغي على العبد بالتخلص من هذين المرضين ان يعتصم بالله عز وجل. قل يا رب يا رب ويعمم دعاءه كره الينا الكفر والفسوق والعصيان اللهم انا نعوذ بك من الشقاق وسوء المنقلب والاخلاق. امين. طهر قلوبنا من جميع الامراض. نعم فتح الله عليك. قال رحمه الله تعالى القاعدة الرابعة والثلاثون دل القرآن في عدة ايات ان من ترك ما ينفعه مع الامكان ابتلي بالاشتغال بما يضره وحرم الامر الاول. وذلك انه ورد في عدة ايات ان المشركين لما زادوا في عبادة الرحمن ابتلوا بعبادة الاوثان ولما استكبروا علينا القيادة للرسول بزعمهم انهم بشر ابتلوا بالانقياد لكل مارد العقل والدين. ولما عرض عليهم الايمان اول مرة بعرفوه ثم تركوه غلب الله قلوبهم وطبع عليها وختم فلا يؤمنون حتى يروا العذاب الاليم. ولما بين لهم الصراط المستقيم وزاغوا عنه اختيارا واردا بطريق الغي على طريق الهدى عوقبوا بان الله ازغ قلوبهم وجعلهم حائرين في طريقهم. ولما هانوا ايات الله رسله واهانه الله بالعذاب المهين. ولما استكبروا عن الانقياد للحق اذلهم الله في الدنيا والاخرة. ولما منعوا مساجد الله يذكر فيها اسمه واخربوها ما كان لهم بعد ذلك ان يدخلوها الا خائفين. ومنهم من عاهد الله لان اتانا من فضله لنصدقن ولنكون ان من الصالحين. فلما اتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون. فاعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه بنا اخلفوا الله ما وعده وبما كانوا يكذبون. والايات في هذا المعنى كثيرة جدا يخبر فيها ان العبد كلما قال الى ذلك بصدد ان يهتدي وان يسلك الطريق المستقيمة. ثم اذا ترك هذا ثم اذا تركها بعد ان عرفها وزهد فيها بعد ان سلكها انه يعاقب ويصير الاهتداء غير ممكن في حقه جزاء على فعله كقوله عن يهود نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كانهم لا يعلمون. واتبعوا ما تتلوا الشياطين ملك سليمان فانهم تركوا اجل الكتب وانفعها واصدقها فابتلوا باتباع افضلها واكذبها واغرها. والمحاربون لله ورسوله تركوه انفاق موالي في طاعة الرحمن وانفقوها في طاعة الشيطان. هذه قاعدة تخوف والله يا اخوان يقول دل القرآن في عدة ايات ان من ترك ما ينفعه مع الامكان ابتلي بالاشتغال بما يمر يعني عندك وقت فراغ يمكنك ان تحفظ ان تتعلم ان تذاكر وتقرأ ثم لا تفعل تبتلى باشغال الوقت في غير ذلك رزقك الله حفظا وفهما ثم لا تشتغل بالحفظ ولا بالفهم يشغلك الله بشيء يضرك ولا ينفعك قاعدة عظيمة سبحان الله وهذا يذكرني بقول الحسن البصري قال ما اوتي قوم الجدل الا تركوا العمل هذه عقاب ترى دقيقة انسان اذا ترك المأمور وخاض في المنهي عوقب بترك المأمور ونحن نهينا عن الجدل في كثير من الايات حتى مع اهل الكتاب الا بالتي هي احسن فكيف بغيره ولذلك تجد في منصوصات كتب العقائد ولا نجادل ولا نرى الميراث ولا الخصومات ليش؟ اذا فعلنا ذلك كمل هذه الاية فبظلم من الذين هادوا ها حرمنا عليهم طيبات احلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا. واخذهم الربا وقد نهوا عنه واكلهم اموال الناس بالباطل اذا لماذا حصل هذا الشيء؟ تركوا ما ينفعهم فابتلوا بما يضر قال الله عز وجل عن النصارى قال فلما نسوا حظا مما ذكروا به لم ينشغلوا بما هو مطلوب منهم وهو حفظ المنزل بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء. فلما نسوا حظا مما ذكروا به اغرينا بينهم العداوة والبغضاء قاعدة نعم احسن الله اليكم. قال القاعدة الخامسة الثلاثون في سقط والسلام. الخامسة والثلاثة. والثلاثون. نعم. لان الاعداد المركبة ما ما يصح بدون الواو اه اذا كان بعد بعد العشرين من العقود. نعم اذا كان مع الالف واللام اما اذا كان بدون الف واللام ما في بأس خامسا وثلاثون او خمس وثلاثون نعم قال من القرآن عدة ايات يلحث على اعلى المصلحة وتقديم اهون المفسدتين ومنع ما كانت مفسدته ارجح من مصلحته وهذه قاعدة جليلة نبه الله عليها في ايات كثيرة مثل من الاول المفاضلة بين الاعمال وتقديم الاعلى منها كقوله انفق من قبل الفتح الاية وكقوله اجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن امن بالله واليوم الاخر وجاهد في سبيل الله وكقوله لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله الاية. ومن الثاني قوله تعالى وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام واخراج اهله منه اكبر عند الله والفتنة اكبر من القتل نتعالى ان ما لقاهمه الكفار على المسلمين من قتال في الشهر الحرام انه وان كان مفسدة فما انتم عليه من الصد عن سبيل الله والكفر بالله وبالمس الحرام واخراج اهله منه اكبر عند الله من القتل. وقوله ولولا رجالهم مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلمهم ان تطأوهم الايات. فكفاهم الله اعين القتال في المسجد الحرام مع وجود المقتضين الكفار خوف المفسدة المترتبة على ذلك من طابت المؤمنين والمؤمنات من معرة الجيش ومضراته. وكذلك جميع ما جرى في الحديبية من هذا الباب من التزام تلك الشروط التي ظاهرها ضرر على المسلمين ولكن صارت هي عين المصلحة لهم ومن هذا امره بك في الايدي قبل ان يهاجر الرسول الى المدينة. لان الامر بالقتال بذلك الوقت اعظم ضررا من الطبري والاخلاد الى السكينة والعلامين هذا مفهوم قوله. يعني فان ضرت فترك تذكير الموجب لضرر الكثير والمتعين والايات في هذا النوع كثيرة جدا. ومن الثالث قوله تعالى يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع الناس واسمهما اكبر من نفعهما. هذا كالتالي التام. كهذاك التعليل العام لان كلما كانت مضرته واثمه اكبر من نفعه فان الله من حكمته لابد ان يمنع منه عباده ويحرمه عليهم. وهذا الاصل العظيم كما انه ثابت شرعا فانه هو المعقول بين الناس المفطورين عن استحسانه اي والعمل به في الامور الدينية والدنيوية. والله اعلم. يعني بالنسبة للمفاضلة بين المصالح اذا تعددت وتنوعت لا شك ان الانسان يطلب اعلى المصلحة واذا تعارض مصلحة ومفسدة فهنا لا شك ان الانسان يقدم غلق باب المفسدة فباب المفاسد غلقها اولى من جلب المصالح والحفاظ على رأس المال اولى من جلب الربح وهذه مسائل مهمة عظيمة جدا الشيخ انما ذكر امثلة في المفاضلة بين الاعمال وذكر امثلة اه تقديم اهون المفسدتين وكذلك فيما مفسدته ارجح من مصلحته والا فالباب اكثر من هذا واحسن من فصل في هذا الباب هو الشاطبي رحمه الله تعالى فالشاطبي فصل القول بهذه المصالح والمفاسد تفصيلا دقيقا اه يكاد لم يسبقه اليه احد وقاربه ابن القيم رحمه الله في اعلام الموقعين لما ذكر قضية المفتي ماذا يرجح عند تعارض المفسدة والمرجع النبي عليه الصلاة والسلام كان يرى بعض اصحابه وهم يقتلون ويضربون ويسجنون ومن فوق لكن هي مفسدة لكن المفسد الاعظم انه لو بالليل قام خمسة من الصحابة وقتلوا اه صناديد قريش. ما الذي سيحصل في الصباح؟ ابادة جماعية لكل المسلمين هذا الذي كان سيحسنه فكانت يعني البقاء على اقل المفسدتين كان اخف الضرر على المسلمين نعم احسن الله اليكم. قال القاعدة الثالثة والثلاثون طريقة القرآن اباحة الاقتصاص من المعتدي ومقابلته بمثل عدوانه والنهي عن ظلمه والندب الى العفو والاحسان. وهذا في ايات كثيرة كقوله وان اعاقة فعاقبوه بمثل ما عوقبتم به ولئن ان صبرتم له خير للصابرين. وقوله وجزاء سيئة سيئة مثلها. فمن عفا واصبح فاجره على الله انه لا يحب الظالمين. ذكر المراتب الثلاث. ولما كان القتال في المسجد الحرام محرما قال تعالى فان قاتلوا فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين الى قوله. فان اتاؤوا فلا عدوان الا على الظالمين. الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص وهو كل ما حرم وكل ما حرمه الله وامر باحترامه. فمن انتهكه فقد اباح الله الاقتصاص منه بقدر ما اعتدى به لا اكثر. وقوله فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله وقوله يا ايها الذين امنوا كتب عليكم القصاص بالقتلى حروب العري والعبد بالعبد والانثى بالانثى الاية وقوله وكتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس الاية وقولهم من قتل قلوبنا فقد جعلنا لوليه سلطانه فلا يسرف في القتل. انه كان منصورا. وقوله لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم. والايات في هذا المعنى كثيرة والله اعلم. هذه قاعدة عظيمة جدا في التعامل سواء مع الناس المسلمين الذين ربما يظلمونك او حتى الكفار من المقابلة الاعتداء بمثله لكن لنحذر من امرين الاول ما ذكره الشيخ وهو النهي عن الظلم. فان الظلم محرم مع اي شخص كان الثاني المقابلة العدوان بمثله لكن بشرط ان يكون مثله ليس محرما في الشرع فمثلا لو انهم مثلوا في موتانا لا يجوز ان نمثل في موتاهم لان التمثيل محرم في الشرع لو انهم زنوا ما يجوز للمسلمين المجاهدين ان يزنوا لو انهم قتلوا الاطفال لا يجوز في مقابل الانتقام ان المسلم يقتل الاطفال مثلا فان المسلم لا يتنازل عن اخلاقه ومبادئه لان الكافر ليس عنده خلق ولا مبادئ والمسلم يبقى على مبادئه واخلاقه بل لا يجوز رمي الكفار وقتل من ليس من المقاتلة الا عند الضرورة القصوى وهي التي يقول عنها العلماء مسألة يعني آآ اي التترس نعم مسألة التترس عند الفقهاء معروف هي الصورة الوحيدة التي يجوز فيها للمسلم المجاهد ان يقتل من ليس من المقاتلة وهي ايضا صورة مصغرة مباحة على بشروط وفي صور معينة. نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى القاعدة السابعة والثلاثون. اعتبر الله القصد والارادة في تركب الاحكام في الاحكام على اعمال العباد. وهذا الاصل العظيم سرى به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله انما الاعمال بالنيات. والمقصود هنا انه ورد ايات كثيرة جدا في هذا الاصل. فمنها وهو اعظمها انه رتب حصول الاجر العظيم على الاعمال بارادة وجهه لما ذكر الصدقة والمعروف والاصلاح ما بين الناس قال ومثل الذين ينفقون اموالهم ابتغاء مرضات الله. وفي مقابله قال ووصف الله نبيا وخيار خلقه من الصحابة رضي الله واعلموا بانهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا. وقال تعالى في الرجعة وبعولتهن احق بردهن في ذلك ان اراهن اصلاحا وقال لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم ولكني يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم. وقال تعالى من بعد وصية تين يوصى بها او دين غير مضار. وقوله فان طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه غنيئا مريئا وقوله لا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل الا ان تكون تجارة عن تراض منكم قوله وان تخالطهم فاخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح. وفي دعاء المؤمنين ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا اذا او اخطأنا قال الله قد فعلت. وقوله وليس عليكم جناح فيما اخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم. وذكر الله قتل الخطأ ترتب عليه الدية والكفارة ثم قال ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله وعليه ولعنه واعد له عذابا عظيما. وقال في الصيد ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل نعم وقال واعلموا ان الله يعلم ما في انفسكم فاحذروه. الى غير ذلك من الايات الدالة على ان اعمال الابدان واقوال اللسان وفسادها وتراتب اجرها او ازرها بحسب ما قام بالقلب. الكلام هذا في الكلام في هذه القاعدة يطول لكن خلاصته آآ ان عندنا شيء اسمه الاخلاص الاخلاص شرط في قبول العبادات انتبه لهذه القاعدة وليس وليس آآ القصد والارادة شرطا في تحصيل المنافع المترتبة على العبادة فمثلا انسان صلى مخلصا لله ولكنه لا يتذكر ولا يقصد ولا يعلم ما هي الاجور المترتبة على الصلاة فانها كلها ترتب على فعله لمجرد بالاخلاص الموجود عندك هنا لا يشترط القصد يعني ما يجي انسان يقول انا بتصدق علشان الله يشافي مريضي لا هذا القصد غير مطلوب. المهم ان تتصدق لوجه الله عز وجل لله سبحانه وتعالى ثم الثمرات المترتبة على الصدقة تأتي ولو لم يكن القصد موجودا هذه في العبادات هذه في ايش؟ العبادات. اما في المباحات فلا بد في لتحصيل لتحصيل الاجر لابد فيه من قصد ارادة ارادة وجه الله انت مثلا تريد ان تأكل تريد ان الله يأجرك لا بد ان تقصد انه يقول يا ربي اكل لاستطيع القيام على الطاعة اشرب عشان ما يجيني النوم وادرس مثلا فاؤجر ولا مجرد المباحات مجرد الفعل ها لا يمكن فيه اجر انما الاجر مع القصد كذلك في الاثم في الاثم اذا فعل الانسان المباحات قاصدا اثم طيب غير قاصد خاطئا مخطئا لا يأثم فترتيب الاحكام على اعمال العباد مرتب على القصد والارادة هذا في المباحات في المحرمات اما في العبادات فلا بد فيها من الاخلاص لله عز وجل. نعم احسن الله اليكم. قال القاعدة الثامنة والثلاثون. قد دلت ايات كثيرة على جبر خاطر المنكسر قلبه. ومن تشوفت نفسه من الامور ايجابا او استحبابا. وهذه قاعدة لطيفة اعتبرها الباري وارشد عباده اليها في عدة ايات منها المطلقة. فانها فلما كانت في الغالب منكسرة القلب حزينة على فراق بعلها امر الله متعتها على الموسع قدره وعلى المقتن قدره متاعا وكذلك من مات زوجها عنها فان من تمام جبر خاطرها ان تمكث عند اهله سنة كاملة وصية ومتعة. مرغب فيها وكذلك اوجب والله للزوجة على الزوج النفقة والكسوة في مدة العدة اذا كانت رجعية او كانت حاملا مطلقا. وقال تعالى واذا حضر ذو القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولا معروفا. ويدخل الواجب والمستحب في مثل قوله واتوا حقه ويوم حصاده. وكذلك اخباره عن عقوبة اصحاب الجنة الذين اقوامه لا يصرمن مصبحين وتواصوا الا يدخلن اليوم عليكم مسكين وقال تعالى اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا هذا النهار هما وقل لهما قولا كريما. واغفر لهما جناح الذل من الرحمة الى قوله. وآت ذا القربى حقه والمسكين وبنى السبيل. وقد ذكر الله جبره لقلوب انبيائه واصفيائه اوقات الشدات. واجابته لاجريتهم اوقاتهم الحاجات والضرورات وامر عباده بانتظار الفرج عند الازمات فهذا اصل قد اعتبره الله وارشد اليه. فينبغي للعبد ان يكون على باله في وقت مناسب ويعتبره عند وجود سببه. هذه القاعدة قاعدة عملية تستفيد منها في جبر الخواطر فاذا كان الله جل وعلا في اوقات الشدات يجبر خواطر انبيائه واوليائه. فانت من باب اولى انك تجبر خواطر تقتدي بربك تبارك وتعالى وبانبيائه ورسله فتجبر خواطر الناس امر اعطاءه حقه يوم الحصى لان الاعين كلها تشوف الزهرة كلها لذلك هذه من الفوائد الان لو قال لك قائل لو قال لك قائل لماذا في الزكاة والزروع العشر او نصف العشر وفي الاموال اثنين ونصف بالمئة اثنين ونصف بالمئة اكثر ولا العشر ونصف العشر ها؟ اجيبه. العشر اكثر. ليش؟ لان الاعين قد تشوفت للحصاد والزرع الانعام فكان النصاب فيها اكثر اما الاموال هي مخفية انت شدراك فلان شنو عنده فلوس عرفت ولا لا؟ هذا ايضا من من الفوائد نعم احسن الله اليكم. قال القاعدة التاسعة والثلاثون في طريقة القرآن في احوال السياسة الداخلية والخارجية. طريقة القرآن في هذا على طريقك واقرب الى حصول جميع المصالح الكلية والى دفع المفاسد. ولو لم يكن في القرآن من هذا النوع الا قوله تعالى وشاورهم في الامر واخبار المؤمنين ان امرهم شورى بينهم فالامر مفرد مضاف الى المؤمنين. وفي الاية الاولى قد دخلت عليه المفيدة للعموم والاستغراق يعني ان ان جميع امور المؤمنين وشؤونهم واستدلال مصالحهم واستدفاع نظرهم معلق بالشورى. والتراود على تعيين الامر الذي يجرون عليه. وقد اتفق العقلاء ان الطريقة الوحيدة للصلاح الديني والدنيوي هو طريقة الشورى. فالمسلمون قد ارشدهم الله الى ان يهتدوا الى مصالحهم وكيفية الوصول اليها باعمال افكارهم فاذا تعينت المصنع بطريق سلكوا واذا تعينت المضرة بطريق تركوه. واذا كان ذلك في واذا كان في ذلك مصلحة ونظرة رجل نظروا الى ايها اقوى واولى واحسنوا عاقبة. واذا روى امرا من الامور هو المصلحة ولكن ليست اسبابه عتيدة عندهم ولا لهم قدرة عليها نظروا اي شيء تدرك تلك الاسباب وباي حالة تنال على وجه لا يضر. واذا رأوا مصارعا تتواقف عن الاستدلال بالفنون الحديثة والاختراعات الباهرة سعوا لذلك بحسب اقتدارهم ولم يملكهم اليأس والاتكال على غيرهم الملقي الى التهلكة واذا عرفوا وقد عرفوا ان السعي لاتباع الكلمة وتوحيد الامة هو الطريق الاقوم للقوة المعنوية جدوا في هذا واجتهدوا. واذا رووا المصلحة في المقاومة والمهاجمة او في المسالمة ومدافعة بحسب الامكان سلكه ما تعينت مصلحته. فيقدمون في موضع الاقدام ويحجمون في موضع الاحجاب بالجملة لا يدعوا الى مصلحة لا يدعون مصلحة داخلية ولا خارجية دقيقة ولا جليلة الا تشاوروا فيها وفي طريق تحصيلها وتنميتها ودفع ما يضادها وينقصها. فهذا النظام العجيب الذي ارشد اليه القرآن هو النظام الذي يصنع في كل زمان ومكان وفي كل في امة ضعيفة او قوية. ومن ذلك قوله تعالى واعدوا لهم ما استطعتم من قوة فهذه الاية نص صريح بوجوب الاستعداد لاعداد ما استطاعه المسلمون من قوة عقلية ومعنوية ومادية مما لا يمكن حصر افراده. وفي كل وقت يتعين سلوك ما يلائم ذلك الوقت يناسبه. ومن ذلك قوله تعالى يا ايها الذين امنوا خذوا حذركم ونحوها من الايات التي ارشد الله فيها الى التحرز من الاعداء. فكل طريق ان هو سبب يتحرز به من الاعداء فانه داخل في هذا ولكل وقت لبوسه. ومن عجب ما نبأ عليه القرآن من النظام الواحد ان الله عاتب المؤمنين وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل. افإن مات او قتل انقلبتم على اعقاب فارشد عباده الى انه ينبغي ان يكونوا بحالة من جريان الامور على طرقها لا يزعزعهم عنها فقد رئيس وان عظم ومداك الا بان يستعدوا لكل وامر من امورهم الدينية والدنيوية بعدة اناس اذا فقد احد احدهم قام به غيره وان تكون الامة واحدة وعزمها ومقاصدها وجميع شؤونها. قصدهم جميعا ان تكون كلمة الله هي العليا وان تقوم جميع ان تقوم جميع بحسب قدراتهم. وقالتا وقال تعالى فاتقوا الله ما استطعتم ان يتقوا غضبه وعقابه بما امر به من كل ما فيه الخير لكم جماعة ومنفردين. فكل مصلحة امر الله بها وهي متوقفة في حصولها وفي كمالها على امر من الامور السابقة او اللاحقة فانه يجب رصيدها بحزم الاستطاعة. فلا يكلفهم الله ما لا يطيقون. وكذلك كل مفسدة ومضرة لا يمكن اجتنابها الا بسلوك بعض الطرق سابقة او اللاحقة فانها داخلة بتقوى الله تعالى. وذلك ان لازم الحق حق والوسائل لها احكام المقاصد. ومن الايات الجامعة قوله تعالى ان الله نعم ما يعظكم به. والاية التي بعدها فالامانة يدخل فيها اشياء كثيرة. من اجلها الولايات الكبيرة والصغيرة والمتوسطة الدينية والدنيوية اقدم الله ان تؤدى الى اهلها بان يجعل فيها الاكفاء لها وكل ولاية لها اكفاء مخصوصون. فهذا الطريق الذي امر الله به في الولاية ان من اصبح الطرق لصلاح جميع الاحوال فان صلاح الامور بصلاح المتولين والرؤساء فيها والمدبرين لها والعاملين لها. ويجب تولية الامثل فالامثل ان خير من استأجرت القوي الامين. فصلاح المتولين للولايات الكبرى والصغرى عنوان صلاح الامة وضده بضده ثم ارشده الى الحكم بين الناس بالعدل الذي لما قامت السماوات والارض الا به. فالعدل قوام الامور وروحها وبفقده تفسد الامور والحكم العدل من لازمه معرفة العدل في كل امر من الامور. فاذا كان المتولون لولاياتكم الكمل من الرجال والاكفاء للاعمال. وجرى التدابير لمتجنبين للظلم والفساد. وصلحت احوالها وتمام ذلك في الاية الاخرى التي امر الله فيها بطاعة ولاة الامور. فهل يوجد اكمل اعلى من هذه السياسة الحكيمة التي عواقبها احمد العواقب. ومن الايات المتعلقة بسياسة شرعية دنيا وما شراه الله من حدود على الجرائم والعقوبات على المتجرئين على حقوقه وحقوق عباده. وهي في غاية العدالة والحسن وردع المجرمين للشر والفساد وفيها صيانة لدماء الخلق واموالهم واعراضهم والايات التي فيها الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والتكلم بالحق مع من فكانوا في اي حال من الاحوال وكذلك ما فيه من النهي عن الظلم فيه ارشاد للحرية النافعة التي معناها التكلم بالحق. وفي الامور التي لا محظور فيها. كما ان الحدود والعقوبات والنهي. يعني الكلام القبيح والفعل القبيح بها رد الحرية الباطلة. فان ميزان الحرية الصحيحة النافعة هو ما ارشد اليه القرآن واما يطلق عنان الجهل والظلم والاقوال الضارة للمجتمعة للمجتمع المحللة للاخلاق. فانها والفساد وانحلال الامور والفوضية المحضة فنتائج الحرية الصحيحة احسن النتائج. ونتائج الحرية الفاسدة النتائج فالشارع فتح الباب للاولى واغلقه عن الثانية تحصيلا للمصارف ودفعا للمضاد والمفاسد. والله اعلم طريقة القرآن الارشاد الى السياسة الشرعية من اكمل الطرق وهي مبنية على خمسة امور اشار اليها الشيخ بدون التعدي. الاول الشورى امرهم شورى بينهم. هم. وشاورهم في العون. الثاني السمع والطاعة بالمعروف. اطيعوا الله واطيعوا الرسول. واولي الامر بالمعروف وليس طاعة عمياء مطلقة الثالث اقامة العدل. ان يكون المقصود من جميع المتولين اقامة العدل على انفسهم وعلى من ولوا وهذا امر مطلوب شرعي الرابع اداء الامانات ويدخل في ذلك تولية القوي الامين قامت اداء الامانات والعدل اكمل من المساواة اللي ينادي بها الناس المساواة نسبية ما يمكن اما العدل ليس نسبيا العدل واضح جل اما المساواة غير ممكن المساواة انك تعطي هذا لقمة وهذا لقمة طيب هذا ما يشبع بلقمة هذا يشبع بلقمة شلون تساوي بينهم لكن العدل ان تعطي هذا ما يشبعه وهذا ما يشبعه. هذا هو العدل العدل يمكن ظبطه والشباب ما يمكن ظبطه الخامس الذي ذكره الشيخ وهو المناصحة وحسن القول والحرية في قول الحق فليس احد يقول لا انا ما ما يمكن ان تقول امامي شيء مؤمنون ومؤمنات بعظهم اولياء وبعظ ايش؟ يأمرون. يأمرون بالمعروف والنهي عن المنكر تناصحونه من ولاه الله امركم والمؤمنون نصحة وليسوا فظح هذه هي اصول السياسة الشرعية. وقد نبه عليها شيخ الاسلام في السياسة الشرعية من انفس ما كتبه شيخ الاسلام ابن تيمية وهذه الرسالة عظيمة انصحكم بكراهة نعم احسن الله اليكم قال القاعدة الاربعون في دلالة القرآن على اصول الطب. اصول الطب ثلاثة حفظ الصحة باستعمال الامور والحمية عن الامور الضارة ودفع ما عرف للبدن من المؤذيات ومسائل الطب كلها تدور على هذه القواعد. وقد نبه القرآن عليها في قوله تعالى في حفظ الصحة ودفع المؤذي وكلوا واشربوا ولا تسرفوا. فامر بالاكل والشرب الذي لا تستقيمون ابدا الا بهما واطلق ذلك ليدل على ان المأكول والمشروب بحسب ما يلائم الانسان وينفعه في كل وقت وحال. ونهى عن الاسراف في ذلك اما زيادة لكثرة المأكولات والمشروبات واما بالتخليط وهذا حميد عن كل ما يؤذي الانسان فاذا كان القوت الضروري من الطعام والشراب اذا صار بحالة يتأذى منه البدن ويتضرر يعملوا بها كيف بغيره. وكذلك اباح الله للمريضة انه اذا كان استعمال الماء يضره حمية له عن المضرات كلها. واباح للمحرم الذي به هذا برأسيا يحلقه يفدي وهذا من باب الاستفراغ وازالة ما يؤذي البدن. فكيف بما ضرره اكثر من هذا ونهى عن الالقاء باليد الى التهلكة سيدخل في ذلك استعمال كل ما يتضرر به الانسان من الاغذية والادوية ودفع ما يضر بمدافعة الذي لم يقع والتحرز عنه. وبمعالجة في الحادث بالطريقة الطبية النافعة وكذلك ما ذكره الله في كتابه من الاعمال كلها كالجهاد والصلاة والصوم والحج وبقية الاعمال والاحسان الى الخلق فانها وان كان المقصود الاعظم منها نيل رضا الله وقربه وثوابه والاحسان الى عبيده. فان فيها صحة للابدان وتبرينا لها ورياضة وراحة فرحة لنفسه وفرحا للقلب واسرارا خاصة تحفظ الصحة وتنميها. وتزيل عنها المؤذيات وبالجملة فان جميع الشرائع ترجع الى القلوب والارواح والاخلاق والابدان والاموال والدنيا والاخرة والله اعلم. كيف نستفيد من هذه القاعدة؟ دلالة القرآن على وصول نقطة كل ما ترى امرا يأمرك الله به فاعلم انه من باب الامور النافعة للبدن والروح وكل ما نهاك الله عز وجل عنه فاعلم انه من باب الحمية للروح والبدن واما ما يتعلق بدفع ما عرض للبدن من المؤذيات فهي الكفارات هذه مؤذيات وردت عليك التوبة الاستغفار وهكذا تطبق نعم. احسن الله اليكم. قال القاعدة الحادية والاربعون يرشد الله عباده في كتابه من جهة العمل قصر نظره من الحالة الحاضرة التي هم فيها. ومن جهة الترغيب فيه والترهيب من ضده الى ما يترتب عليها من المصالح. ومن جهة النعم الى النظر الى وهذه القاعدة الجليلة تدل عليها القرآن في ايات عديدة وهي من اعظم ما يدل على حكمة الله ومن اعظم ما يرضي العاملين اذا خير الى خير الى خير ديني ودنيوي. فان العمل اذا كان منشغلا بعمله الذي هو وظيفة وقته فان قصر فكره فان فان قصر فكره ونظر وظاهره وباطنه عليه نجح واتم بحسب حاله. وان الظرابة شوقت نفسه الى اعمال اخرى لم يحن وقتها بعد فترة عزيمة وانحلت همته وصار نظره الى الاعمال الاخرى ينقص من اتقان عمله الحاضر وجمع الهمة عليه. ثم اذا جاءت وظيفة العمل الاخر رجاءه وقضعفت همته وقل نشاطه. ربما كان الثاني متوقفا عن الاول في حصوله او تكميله فيفوت الاول والثاني. بخلاف مشينا ندوي معه قلبه وقالبه وصار اكبر همه القيام بعمله الذي هو وظيفة وقته. فانه اذا جاء العمل الثاني فاذا هو قد استعد له بقوة ونشاط وتلقاه بشوق وصار قيامه بالاول معونة على قيامه بالثاني ومن هذا قوله تعالى مصرح بهذا المعنى الم تر الى الذي قيل لهم كفوا ايديكم واقيموا الصلاة واتوا الزكاة. فلما كتب عليهم القتال اذا فريق منهم يخشون الناس خشية الله وهو اشد خشية. فانظر كيف الحال كيف حالهم الاولى وامنيتهم وهم مأمورون بكف الايدي. فلما جاء العمل الثاني ضعفوا كل ضعف ونظير هذا ما اتاب الله به اهل وحدهم في قوله وقد كشف هذا المعنى كل الكشف قوله تعالى او يخرجوا من دياركم ما فعلوه الا قليل منهم. ولو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم واشد لتثبيت لان للعمل الاول وتثبيتا من الله وتمرنا على العمل الثاني ونظيره قوله تعالى ومنهم من عاهد الله ليناته فلما اتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون. فاعقبهم في قلوبهم. فالله ارشد عبادا يكونوا ابناء وقتهم وان يقوموا بالعمل الحاضر ووظيفته. ثم اذا جاء العمل الاخر صار وظيفة ذلك الوقت اجتمع تلك الهمة والعزيمة عليه وصار القيام بالعمل الاول معينا على الثاني وهذا المعنى في القرآن كثير. واما الامور المتأخرة فان الله يرشد العاملين الى ملاحظتها على العمل المثمر للمصالح والخيرات. وهذا كالترغيب المتنوع من الله على اعمال الخير والترهيب من افعال الشر بذكر عقوباتها مرضيات دميمة فاعرف الفرق بين النظر الى العمل الاخر الذي لم يجيء وقته وبين النظر الى ثواب العمل الحاضر الذي كلما فجرت همة صاحبه وتأمل ما يترتب عليه من الخيرات استجد نشاطه وقوي عليه وهانت عليه مشقته كما قال تعالى ان كونوا تعلمون فانهم يعلمون كما تعلمون وترجون من الله ما لا يرجون. واما يرشاد من جهة النعم التي على العبد من الله بالنظر الى طبية ليعرف قدرها ويزداد شكره لله. ففي القرآن منه كثير يذكر عباده نعمته عليهم بالدين والاسلام. وما ترتب على ذلك من النعم كقوله لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا الى قوله وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين. وقوله واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا وكنتم على شذى حفرة من النار فانقذكم منها. كذلك يبين الله لكم اياته لعلكم تهتدون. اي الى الزيادة لشكر نعم الله. وقوله واذكروا اذ انتم قليل مستضعفون في الارض تخافون ان يتخطفكم الناس فاواكم وايدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لكم تشكرون وقوله قل ارأيت من جعل الله عليكم الليل سرمدا الى يوم القيامة الى اخر الايات. حيث يذكرهم ان ينظروا الى الدماء فيه من النعم والخير ليعرفوا قدر ما هم فيه. وهذا الذي ارسل اليه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال انظروا الى من هو اسفل منكم ولا تنظروا الى من فوقكم فانه اجدر الا تزدروا نعمة الله عليكم. وقوله تعالى فاذكروا اعناء الله لعلكم تفلحون وقوله الم يجدك يتيما فاوى ووجدك ضالا فهدى ووجدك عائلا هنا الى اخرها. هذه القاعدة لطيفة منيفة ونافعة في تربية النفس ان الانسان يعمل بعمل الوقت ولا يتشوه الى الحال الثاني فان كان لابد من التشوف فليتشوف الى الثمرات والفضائل ثم لا ينقطع عن النظر الى الاحوال السابقة فان انقطاعه عن نظر الاحوال السابقة يجعله يغتار فعليه بهذه الامور الثلاثة اشغال النفس بعمل الوقت وتشغيل الفكر بثمرات فضائل الاعمال الحالية والمستقبلية واشغال النفس بالنعم السابقة وكيف صار هو الى ما هو احسن نعم احسن الله اليكم. قال القاعدة الثانية والاربعون في ان الله قد ميز في كتابه بين حقه الخاص وحق رسوله الخاص والحق المشترك الحقوق ثلاثة حق لله وحده لا يكون لغيره وهو عبادته وحده لا شريك له بجميع انواع العبادات. وحق لرسول صلى الله عليه وسلم خاص وهو التعزير والتوقير والقيام بحقه اللائق والاقتداء به. وحق مشترك وهو الايمان بالله ورسوله وطاعة الله ورسوله محبة الله ورسوله وقد ذكر الله الحقوق الثلاثة في ايات كثيرة من القرآن فاما حقه فكل اية فيها الامر بعبادته واخلاص العمل وترغب في ذلك وهذا شيء لا يحصى وقد جمع الله ذلك في قوله لتؤمنوا بالله ورسوله هذا مشترك وقوله ودعاء فهذا خاص بالرسول وقوله وتسبحوه بكرة واصيلا فهذا حق لله وحده وقوله اطيعوا الله واطيعوا الرسول في ايات كثيرة. وكذلك هذا القول على احد التفاسير لتؤمنوا بالله ورسوله مشترك وتعزروه وتؤقروه خاص بالرسول على احد الاقوال القول الثاني ان هذه كلها مشتركة لتؤمنوا بالله ورسوله ظاهر. وتعزروه مثل قوله ان تنصروا الله ينصركم فان تنصروا الله ينصركم. هذا داخل في تعزروا اي تنصروه. يعني معنى تعزروه فانصروه عزرت وعززت بمعنى واحد. قويت كيف تقوي الله؟ مثل قول تنصر الله سبحانه وتعالى وتوقروا فالله لا بد ان يوقره وان نجله وان نعظمه والرسول ننصره والرسول نوقه ونجله فهذا القول الثاني. لكن الشيخ رحمه الله على القول آآ الاول نعم احسن الله اليكم. وكذلك قوله تعالى امنوا بالله ورسوله وكذلك قوله هو الله ورسوله احق ان يرضوه. وقال تعالى سيؤتيه الله من فضله ورسوله فهذا مشترك. وقوله انا الى الله راغبون. هذا مختص بالله تعالى. ولكن ينبغي ان كيف نعبد ان نلحق المشيرة ليس معناه ان ما لله منه يثبت نظيره من كل وجه لرسوله بل المحبة والايمان بالله والطاعة لله لابد والتعظيم لله والخضوع. واما المتعلق بالرسول من ذلك فانه حب في الله وطاعة لاجل من ان من اطاع الرسول فقد اطاع الله تلحق الرسول على حمته من حق الله تعالى فيقوم المؤمن بامتثالا لامر الله وعبودية له. وقياما بحق رسوله طاعة له وانما قيل له حق الرسول لتعلقه بالرسول. والا فجميع ما امر الله به وحث عليه من القيام بحقوق رسوله وحقوق الوالدين ايها الاقارب وغيرهم كله حق لله تعالى. فيقوم به العبد امتثالا لامر الله ولا عبدا له وقياما بحق ذي الحق واحسانا اليه الا الرسول فان الاحسان منه كله الى امته فما وصل اليهم خير الا عليهم الا على يديه صلى الله عليه وسلم تسليما. اللهم صلي وسلم حقيقة هذا هذا الاصل وهذه القاعدة مهمة لطالب العلم مهمة في الدعوة الى الله. مهمة في توجيه الناس. ان يعرف ما هي حقوق الله ان يعرف ما هي حقوق الرسل وان يعرف ما هي حقوق العباد حتى لا يخلط الامور فمتى ما مايز وقع منه التفصيل الذي لا يؤدي الى اشكال نعم وكانت لي محاضرة بعنوان حقوق الله عز وجل. وذكرت الحقوق العشرة الخاصة به تبارك وتعالى نعم احسن الله اليكم. قال القاعدة الثالثة والاربعون يأمر الله بالتثبت وعدم العجلة في الامور التي يخشى من عواقبها وهو يحث على المبادرة على امور الخير التي يخشى فواتها. وهذه القاعدة بالقرآن كثير قال تعالى بالقسم الاول يا ايها الذين امنوا اذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا في قراءة فتثبتوا وقال تعالى يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة. وقد عاتب الله المتسرعين الى اذاعة الاخبار التي يخشى من اذاعتها فقال واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم الاية وقال تعالى بل كذبوا بها لم يحيطوا بعلمه. ومن هذا الباب الامر بالمشاورة في الامور واخذ الحذر والا يقول الانسان ما لا يعلمه في هذا ايات كثيرة واما القسم الثاني فقوله وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض. الايات. فوق قوله فاستبقوا الخير وقوله اولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون. وقبله والسابقون السابقون اي السابقون في الدنيا الخيرات هم السابقون في الاخرة الى الجنة والكرامات. والايات كثيرة في هذا المعنى وهذا الذي ارسل الله عباده اليه هو الكمال ان يكونوا حازمين لا يفوتون فرص الخيرات وان يكونوا متثبتين خشية وقوع المكروهات والمضرات من الله حكما لقومه يوقنون. هذه القاعدة نحتاجها في مثل هذه الايام. ان الانسان يتثبت لا يتعجل لا سيما الفتن فانه يخشى من عواقب ما يقول ورب انسان يقول كلمة يعين بها على باطل او يقول كلمة يؤدي الى فرقة وشقاق وتنازع يترتب على ذلك امور كثيرة فكم من كلمة اهدرت دمه؟ وكم من كلمة اسفكت دماء واما في الامور التي ظاهرة وجلية فالمطلوب منها المسابقة الى الخيرات قاعدة عظيمة لان الامور لا بد ان تكون على قسمين امور ظاهرة جلية في الخيرات فالمطلوب المسابقات امور غير ظاهرة ولا جلية فالمطلوب التثبت والنظر في المآلات نعم احسن الله اليكم قال القاعدة الرابعة والاربعون عندما عندما النفس او خوف ميلانها الى ما لا ينبغي ذاكرها الله يذكرها الله ما يفوزها من الخير وما يحصل لها من الضرر. وفي هذا وهذا في القرآن كثير. وهو من الاشياء في عصور الاستقامة لان الامر والنهي المجرد لا يكفي اكثر الخلق به. عما لا ينبغي حتى يقرن بذلك ما يفوت من المحبوبات التي تزيد مضاعفة على المأكول التي تزيد وضعفا مضاعفة على المحبوب الذي يكرهه الله وتميل اليه النفس وما يحصل من المكروه المرتل عليه كذلك قال تعالى واعلموا انما اموالكم واولادكم فتنة. فهنا لما ذكر فتنة الاموال والاولاد التي مالت باكثرها وللخلق عن الاستقامة قالوا مذكرا لهم ما يفوتهم ان افتوت هو ما يحصل له من سلموا من الفتنة. وان الله عند واجر عظيم. وقال تعالى ها انتم هؤلاء جادلتم مع انهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة من يكون عليه وكيلا. وقال تعالى من كان يريد حرث الاخرة نزد له في حرثه انه ما له في الاخرة من نصيب. وقال تعالى افرأيت ان متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما عنهم ما كانوا يمتعون. والآيات في هذا المعنى الجليل كثيرة جدا. فاذا بان للناظر اصلها وقاعدتها سولى عليه تنزيل كل ما منها على الاصل المتقرر والله اعلم. هذه قاعدة عظيمة جدا نافعة للانسان للسير الى الله جل وعلا. اولا ثم لمعرفة كيفية الدعوة الى الله بالترغيب والتريب فكلما مالت نفسك الى الدعة ذكرها بما يفوتها من الخيرات فانت تعلم انك اذا نمت وكسلت ها سبقك الناس بالعلم تذكر نفسك انك اذا عصيت حتى ولو تبت ها ذكرها كيف تقابل الرب حتى لو تبت مثلا فالانسان ينبغي عليه دائما عندما يلاني لنفسي الى الدعة او الى المعاصي ان يذكرها بالعواقب اذا ذكرت نفسك بها فانت تعلم ان ما يفوتك من الخير ولو صفح الله عنك وتجاوز عنك وغفر لك اضعاف اضعاف اضعاف ما اقدمت عليه من النوم او ما اقدمت عليه من التعب او ما اقدمت عليه من اللذة ومن المعصية لا يساوي شيئا ولذلك الانسان يتحسر يوم القيامة على ماذا؟ يتحسر على فوات الخيرات بسبب دعته وعلى عدم رفع الدرجات بسبب اقدامه على ملذات فانية لعلنا نكتفي بهذا القدر وانه مضطرين نكمل غدا بعد صلاة الفجر ان شاء الله سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك