وقفنا على الفصل الخامس طيب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعد فهذا هو المجلس الثالث من مجالس القراءة والتعليق على كتاب الفرقان بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان العلامة شيخ الاسلام ابن عباس ابن تيمية رحمه الله وكنا قد وقفنا على قوله فصل واذا كان اولياء الله عز وجل هم المؤمنين المتقين والناس يتفاضلون في الايمان الى اخره فنبدأ على بركة الله تعالى ونسأله جل وعلا العون والسداد والتوفيق والهدى والرشاد نعم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده اللهم صلي وبعد فاللهم اغفر لشيخنا ولوالدينا وللمسلمين. قال العلامة شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه الفرقان بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان قال رحمه الله ومثال ذلك ان هذه الامور المذكورة وامثالها قد توجد في اشخاص لا لا ما هو غني فصل وعندنا الخامس الفصل الخامس واذا كان اولياء الله عز وجل نسختك غير نسخة اي نعم قال رحمه الله الفصل الخامس واذا كان اولياء الله عز وجل الظاهر انك ترقيم الفصول جول الخامس سادس ليس من شيخ الاسلام وانما هذا من بعض النساخ. نعم. هو يقول فصل نعم قال واذا كان اولياء الله عز وجل هم المتقين والناس يتفاضلون في الايمان والتقوى فهم متفاضلون في ولاية الله بحسب ذلك كما انهم لما كانوا متفاضلين في الكفر والنفاق كانوا متفاضلين في عداوة الله بحسب ذلك واصل الايمان والتقوى هو الايمان برسل الله وجماع ذلك الايمان بخاتم الرسل محمد صلى الله عليه وسلم. الايمان به يتضمن ايمانا بجميع كتب الله ورسله واصل الكفر والنفاق هو الكفر بالرسل وبما جاءوا به فان هذا هو الكفر الذي يستحق صاحبه العذاب في الاخرة. فان الله تعالى اخبر في كتابه انه لا يعذب احدا بعد لا يعذب احدا الا بعد بلوغ الرسالة. قال تعالى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا. وقوله تعالى انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده ووحينا الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وعيسى وايوب ويونس وهارون وسليمان اتينا داوود زاكورا ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما رسلا مبشرين ومنذرين لان لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما فقال وقال تعالى عن اهل النار كلما القي فيها فوج سألهم خزنتها الم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء ان انتم الا في ضلال كبير. فاخبر انه كلما القي في النار فوج اقروا بانهم جاءهم النذير فكذبوه. فدل ذلك على انه لا يلقى فيها الا من كذب النذير. وقال تعالى في خطابه لاملأن جهنم منك وممن تبعك منهم اجمعين. اخبر انه يملؤها بإبليس ومن اتبع فاذا ملئت بهم لم يدخلها غيرهم. وعلم انه لا يدخل النار الا من اتبع الشيطان. وهذا يدل على انه لا يدخلها من لا ذنب له فانه ممن لم يثق ممن لم يتبع الشيطان ولم يكن مذنبا وما تقدم يدل على انه لا يدخلها الا من قامت عليه الحجة بالرسول هذه هي المسألة من المسائل العقدية المتكررة عند اهل السنة والجماعة ان الناس يتفاضلون في ولاية الله تبارك وتعالى كتفاضل الكفار والمنافقين في عداوتهم لله عز وجل فليست ولاية وليست ولاية الله للمؤمنين بمرتبة واحدة فذلك بغض الله للكافرين ليست في مرتبة واحدة هناك المنافقون في الدركات السفلى وهناك الكفار المعاندون الائمة ائمة الكفر وهناك عامة الكفار فاذا تقرر هذا فانه ينبغي لنا حينئذ ان ندرك ان ولاية الله عز وجل انما هي بحسب الايمان وبحسب التقوى واصل الايمان والتقوى وحقيقته ولبه وجوهره وعليه المرجع واليه الحكم هو الايمان بالرسل فالايمان برسل الله يدخل فيه كل مسائل الاعتقاد الايمان برسل الله يدخل فيه كل مسائل الاعتقاد الايمان بالرسول ايمان بمرسله ايمان برسالته ايمان بما يتضمن من الوعد والوعيد الذي جاء به من مسائل القدر واليوم الاخر والكتب السابقة والرسل السابقة وغيرهم واصل الكفر والنفاق والكفر بالرسل لذلك حتى من نجده يؤمن ببعض الرسل ويكفر ببعض الرسل نجد عنده نوع كفر وهو الكفر ببعض الرسل والكفر بالرسل اصل الكفر والنفاق ولذلك ما كانت المؤاخذة من الناحية الشرعية للافراد الا بعد الاقامة اقامة الحجة الرسالية ولا يمكن ان الله جل وعلا الحكيم العليم ان يؤاخذ اناسا لم يأتهم شيء من دين الله عز وجل ولم يصلهم شيء من كتب الله تبارك وتعالى وما كنا معذبين حتى نبعث رسول ولاية عامة تشمل الافراد والمجتمعات وفي قصة نوح عليه السلام والرسل من بعده في سورة النساء قال عز وجل رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعده مفهوم المخالفة انه اذا وجد ثم من لم يسمع بالرسل ولا برسالات الرسل فان له حجة عند الله تبارك وتعالى ومثاله من الناحية العقلية ان الانسان لو انه وضع في مكان لاداء وظيفة ما ولم يأتيه من يبين له ما وظيفته ولم يعطوا له رسالة فيها وبيان وظيفته في نهاية الشهر خصموا عنه لماذا خصمتم عني؟ قال ما اديت كذا وكذا وكذا. قال ما علمت جعلتوني موظفا ها هنا ما جعلتم احدا يعلمني ولا ارسلتم لي رسالة. فكيف تؤاخذونني وانا المداوم فلا يمكن للحكيم العليم جل وعلا الذي عدله ظاهر في العيان ورحمته سابق على بني الانسان والجان ان يعذبهم بدون بلوغ الحجة الرسالة ولذلك الله جل وعلا لما حكى عن الكفار وانهم عذبوا في النار قال لهم خزنتها الم يأتكم رسل منكم سؤال مهم لماذا هذا السؤال بالذات؟ لانه اصل الايمان والتقوى قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافر وفي اية الملك قالوا بلى. قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء ولهذا يقول ابن عباس ان ثلاثة انواع يبتلون يوم القيامة منهم رجل في الجزائر في جزر من الجزائر رجل من اهل الفتح في غابة من الغابة رجل في مكان لم يسمع بالنبي ولا بالرسالة ومجنون الكفار وصغار الكفار فيقول صاحب الفترة اي ربي لم يأتني شيء ويقول مجنون اي ربي جاء رسولك وما كنت اعقل ويقول الطفل من الكفار الذي مات بين ابوين كافرين في ربي لم ابلغ حتى ادرك رسالتك قال ابن عباس فيبتليهم الله عز وجل حكمة من الله سبحانه وتعالى هذه قاعدة متكررة ان الله لا يعذب الا بعد اقامة الحجة الرسالة وهنا يأتي سؤال كبير جدا ماذا لو وصلت الرسالة او وصلت الحجة الرسالية الى الناس مشوشة نقول هؤلاء امرهم الى الله عز وجل الاصل ان الكفار الاصل ان الكفار لا يعذبهم الله في الاخرة ولا في الدنيا بعذاب عام الا بعد اقامة الحجة الرسالية نعم قال رحمه الله الفصل السادس ومن الناس من يؤمن بالرسل ايمانا عاما مجملا. واما الايمان المفصل فيكون قد بلغه قد بلغه كثير مما جاءت به الرسل فان به فامن به ايمانا مفصلا ولم يبلغه بعد ذلك فيؤمن بما بلغه عن الرسل اما لم يبلغه لم يعرفه ولو بلغه لامن به ولكن امن بما جاءت به الرسل ايمانا مجملا فهذا اذا عمل بما علم بما علم ان الله امره به مع ايمانه وتقواه فهو من اولياء الله تعالى له من ولاية الله بحسب ايمانه وتقواه ما لم تقم عليه الحجة به فان الله تعالى لم يكلفه معرفته والايمان المفصل به فلا يعذبه على تركه لكن يفوته من كمال ولاية الله بحسب ما فاته من ذلك. امثال ذلك الذين ماتوا من الصحابة رضوان الله عليهم قبل فرض الصلاة والصوم والزكاة والحج. قطعا لا يؤاخذهم الله لماذا؟ لانهم ماتوا قبل بلوغ ذلك الزمن الذي فرظ الله فيه هذه الامة وايمانهم بالرسل الايمان المجمل والمفصل الموجود عندهم يتقرر معه انه اذا جاءهم امر الله بالصلاة والصوم والزكاة والحج فانهم لها عاملون فمن بلغه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم فعمل به ولم يبلغوا اشياء مع هذه مسألة مهمة مع عدم تقصيره فانه لا يؤاخذ اذا متى يؤاخذ يؤاخذ اذا قصر ولا يؤاخذ اذا كان التقصير خارجا عن ارادته قصر ما طلب قال انا امشي على دين ابوي وجدي وعادتي والفي وقومي وقبيلتي وبلدي وخلاص ما بحث عن عما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ورجل اخر بحث لم يقع بين يديه الا فرضا لم يقع بين يديه من احاديث النبي صلى الله عليه وسلم الا كتاب واحد بحث يمنة ويسرة لم يجد الا هذا الكتاب فرظ الانسان وقع بين يديه وهو يعيش في الصين مختصر صحيح البخاري فعمل بهذا المختصر ولم يعمل ان هناك احكام واحاديث اخرى لا يؤاخذ ما دام انه لم يقصر متى يؤاخذ اذا قصر قال رحمه الله فمن علم بما جاء قال فمن علم بما جاء به الرسول وامن به ايمانا مفصلا وعمل به فهو اكمل ايمان وولاية لله ممن لم يعلم ذلك مفصلا ولم يعمل به وكلاهما ولي لله تعالى والجنة درجات متفاضلة تفاضلا عظيما. واولياء الله المؤمنون المتقون في تلك الدرجات بحسب ايمانهم رواه قال الله تعالى من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن واولئك كان سعيهم مشكورا كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك بك محظورا. انظر كيف انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض. وللاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا. فبين الله سبحانه وتعالى انه يمد من يريد الدنيا ومن يريد الاخرة من عطائه. وان عطاءه مكانة محفورا من بره ضر ولا فاجر ثم قال تعالى انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا فبين الله سبحانه ان اهل الاخرة فضلول فيها اكبر مما يتفاضل الناس في الدنيا. وان درجاتها اكبر من درجات الدنيا. وقد بين تفاضل او وقد بين تفاضل انبيائه عليهم السلام كتفاضل سائر عباده المؤمنين. فقال تعالى تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض. منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات واتينا عيسى ابن مريم البينات وايدناه بروح القدس. وقال تعالى ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض ان داوود زبورا. اذا فضل الله بعض النبيين على بعض وبعض المرسلين على بعض دل على ان اه اتباع الانبياء ايضا يتفاضلون فليست هذه الامة المرحومة امة محمد صلى الله عليه وسلم في الفضل كالامم السابقة هي افضل الامم السابقة ثم سبب تفاضل الانبياء يرجع الى امرين احدهما راجع الى نفس النبي وما قام به من وظائف الرسالة والنبوة والعبودية والثاني راجع الى نفس الرسالة فان الله جعل في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم من الفضائل بكرمه وجوده ما لم تكن في الامم السابقة ويمكن للانسان من احاد الامة بقدر اقتدائه للنبي وبقدر اتباعه للرسالة ان يتفاضل وبقدر ترك الاتباع وترك التمسك بالرسالة تنزل درجته اذا اذا كانت الانبياء والرسل اذا كان الانبياء والرسل يتفاضلون فاتباع الانبياء والرسل يتفاضلون ولذلك ذكر الله تفاضلهم كما مر معنا والسابقون السابقون اولئك المقربون. ثلة من الاولين وقليل من الاخرة نعم قال في صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ان اصابك شيء فلا تقل لو اني فعلت ولا تقل فلا تقل لو اني فعلته لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فان لو تفتح عمل الشيطان. يعني في هذا الحديث بيان واضح ان المؤمن القوي والمؤمن الضعيف في كل خير لكن المؤمن القوي خير واحب اذا فيه خير وفيه احب هذا فيه خير وهذا فيه خير لكن هذا احب هذا محبوب هذا محبوب لكن هذا احب هذا فيه خير وهذا فيه خير لكن هذا اخير اذا الناس اهل الايمان والتقى يتفاضلون في تحصيلهم للخيرات من جهة افعالهم وفي تحصيلهم ليه اه المراتب العلية من جهة ربهم من الحب والمعية والرضا ونحو ذلك وهما متلازمان نعم قال وفي الصحيحين عن ابي هريرة وعمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا اجتهد الحاكم فاصابه فله اجران واذا اجتهد فاخطأ فله اجر وقد قال الله تعالى لا يستوي منكم من انفق من قبل فتح وقاتل اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله حسنا. وقال تعالى لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله باموالهم وانفسهم فظل الله المجاهدين باموالهم وانفسهم على القاعدين درجة قل وعد الله الحسنى ففضل الله المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما درجات منه مغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما. وقال تعالى جعلتم سقاية كالحاج وعمارة المسجد الحرام كمن امن بالله واليوم الاخر وجاهد في سبيل الله فلا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين الذين من وهاجر وجاهدوا في سبيل الله باموالهم وانفسهم اعظم درجة عند الله. واولئك هم الفائزون. يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم من مقيم خالدين فيها ابدا ان الله عنده اجر عظيم. وقال تعالى امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه. قل هل يسوء الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر اولو الالباب فقال تعالى اعلاه الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير. دلت اية النساء على ان القاعدين من المؤمنين لا يستوون مع المجاهدين الا ان كان قعودهم عن عذر وهذا فيه دلالة آآ قياسية في التفضيل ثم فيه نص على التفظيل فظل الله المجاهدين باموال انفسهم على القاعدين على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى اذا اين التفاضل ما دام الكل موعود بالحسنى؟ الحسنى الجنة كل موعود بالحسنى فاين التفاضل؟ التفاضل في درجات الجنة التفاضل في درجات الجنة. واكد هذا المعنى بقوله وفضل الله المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما وفي اية التوبة مقارنة بين عملين عمل سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام وعمل الايمان بالله واليوم الاخر والجهاد في سبيل الله لا شك ان سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام اعمال خيرية لكنها بدون الايمان لا تساوي شيئا بمقابل الايمان بالله واليوم الاخر والجهاد في سبيله. لذلك قال لا يستوون عند الله ثم بين بان الذين امنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله باموال وانفسهم اعظم درجة عند الله اعظم درجة وهذا نص بالتفظيل معناته اعظم درجة ان في درجة دنيا في درجة عليا في درجة اقل في درجة اعلى وفي اية الزمر فيه النصر بالمقارنة هل الذي يكون قانتا لله اناء الليل ساجدا وقائما يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه ها يكون مثل الذي نايم؟ ما يمكن هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟ لا يمكن اذا كان العالم لا يساوي الجاهل فالعامل لا يساوي الباطل البطال اذا العابد لا يساوي البطال النايم كذلك العالم لا يساوي لا يساوي الجاهل الذي لا يعلم ثم في اية المجاهدة المجادلة في بيان لرفع درجات المؤمنين عموما ثم خص اهل العلم جعلنا واياكم منهم والذين اوتوا العلم درجات ولهذا قال بعض المفسرين الانبياء العلماء ورثة الانبياء بنص الحديث قالوا هم بعد الانبياء مباشرة حتى قال جمع من اهل العلم انهم فوق الشهداء وفسر بعضهم قول قوله عز وجل آآ ان الذين امنوا بالله ورسله اولئك هم الصديقون. فسر الصديقين بالعلماء وهذا معنى صحيح. نعم قال رحمه الله للفصل السابع واذا كان العبد لا يكون وليا لله الا اذا كان مؤمنا تقيا لقوله تعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون. قال في صحيح البخاري الحديث المشهور وقد تقدم يقول الله تبارك وتعالى فيه لا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه قال ولا يكون مؤمنا تقيا حتى يتقرب الى الله بالفرائض فيكون من الابرار اهل اليمين ثم بعد ذلك لا يزال يتقرب اليه بالنوافل حتى يكون من السابقين المقربين فمعلوما ان احدا من الكفار والمنافقين لا يكون وليا لله وكذلك من لا يصح ايمانه وعبادته وان قدر وان قدر انه لا اثم عليه مثل قال الكفار ومن لم تبلغه الدعوة ونحوهم. وان قيل انهم لا يعذبون حتى يرسل اليهم فلا يكونون من اولياء الله اذ لم يكونوا من المؤمنين المتقين. هذه المسألة مفروغ منها ان احدا من الكفار والمنافقين لا يمكن ان يكون وليا لله عز وجل هذه المسألة لا نزاع فيها البتة ومن زعم من غلاة المتصوفة امكانا ان يكون الامر كذلك في واقعه فهذا خيال والا في واقع الامر ونص النصوص الشرعية وواقع الحال يدل على ان هذا لا يمكن كذلك من لا يصح منه الايمان والعبادة لا يمكن ان يكون كمن صح منه العبادة والايمان معنى هذا الكلام ان المجنون والصغير من الكفار لو اظهر الايمان لو اظهر الطاعة لا يمكن ان يكون في درجة المؤمن التقي الذي يصح منه الايمان والتقى ومن هنا ندرك غلط كثير من الذين يزعمون بان البطالين والمجانين والبلة يمكن ان يكونوا اولياءنا بحجة انه لا ذنب عليه ومن الذي زعم ان من شرط الولاية من الذي قال ان من شرط الولاية ان لا يكون على على الشيء ذنب من شرط الولاية الايمان والتقوى. ما هو الذنب ولذلك مر معنا لو تذكرون انه ليس من شرط الولي ان لا يذنب لكن من شرط الولي الا يصر على الذنب نعم قال فمن لم يتقرب الى الله لا بفعل الحسنات ولا بترك السيئات لم يكن من اولياء الله وكذلك المجانين والاطفال فان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال يرفع القلم عن ثلاثة. عن المجنون حتى يفيق وعن الصبي حتى يحتلم وعن النائم حتى يستيقظ قال وهذا الحديث قد رواه اهل السنن من حديث علي وعائشة رضي الله عنهما واتفق اهل المعرفة على تلقيه بالقبول. ما دام اهل المعرفة تلقوا وبالقبول فظعف اسانيده المنفردة لا يدل على ظعفه بمجبونه فان المعنى قد دل عليه الكتاب والسنة ومقتضى عمل يرفع القلم عن ثلاث عن المجنون حتى يفيق وعن الصبي حتى يحتلم وعن النايم حتى يشتد نعم. قال لكن الصبي المميز تصح عبادته ويثاب عليها عند جمهور العلماء. وهو الصواب وهو الصلاة انه يثاب عليها ولكن لا تسقط عنه الفرض اذا بلغ فمثلا اذا حج الصبي الصغير تكتب له اجر هذه الحجة ولكن لا يسقط عنه حج الفرض لا يسقط عنه حج الفرق نعم قال واما المجنون الذي رفع عنه القلم فلا يصح شيء من عبادته باتفاق العلماء ولا يصح منه ايمان ولا كفر ولا صلاة ولا غير ذلك من العبادات بل لا يصح هو عند عامة العقلاء لامور الدنيا كالتجارة والصناعة فلا يصح ان يكون بزازا ولا عطارا ولا حدادا ولا نجارا ولا تصح عقوده باتفاق العلماء؟ الا يصح بيعه ولا شراؤه ولا نكاحه ولا طلاقه ولا اقراره ولا شهادته ولا غير ذلك من اقواله بل اقوال كلها لغو لا يتعلق بها حكم شرعي. ولا ثواب ولا عقاب بخلاف الصبي المميز. فان له اقوالا معتبرة في مواضع النص والاجماع وفي مواظيع فيها نزاع واذا كان المجنون لا يصح منه الايمان ولا التقوى ولا التقرب الى الله بالفرائض والنوافل وامتنع ان يكون وليا لله فلا يجوز لاحد ان يعتقد انه ولي الله لا سيما ان تكون حجته على ذلك اما مكاشفة سمعها منه او نوع تصرف مثل ان يراه قد اشار الى احد فمات او صرع. فانه قد علم ان الكفار والمنافقين من المشركين واهل الكتاب لهم مكاشفات وتصرفات شيطانية كالكهان والسحرة وعباد وعباد المشركين واهل الكتاب. فلا يجوز لاحد ان يستدل بمجرد لذلك على كون الشخص وليا لله وان لم يعلم منه ما يناقض الى ولاية الله فكيف اذا علم منه ما يناقض ولاية الله مثل ان يعلم انه لا يعتقد وجوب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم باطنا وظاهرا بل يعتقد انه يتبع الشرع الظاهر دون حقيقة الباطنة او يعتقد ان لاولياء الله طريقا الى الله غير طريق الانبياء عليهم الصلاة والسلام. او يقول ان الانبياء في الطريق او هم قدوة العامة دون الخاصة ونحو ذلك مما يقوله بعض من يدعي الولاية فهؤلاء فيهم من الكفر ما يناقض الايمان ما لا فضلا عن ولاية الله عز وجل. فمن احتج بما يصدر عن احدهم من خرق عادة على ولايتهم كان اظل من اليهود والنصارى. وكان المجنون وكذلك المجنون. فان ان كونه مجنونا يناقض ان يصح منه الايمان والعبادات التي هي شرط في ولاية الله. ومن كان يجن احيانا ويفيق احيانا كان اذا كان في حال فاقته مؤمنا بالله ورسوله ويؤدي الفرائض ويجتنب المحارم فهذا اذا جن يكن جنونه مانعا من ان يثيبه الله على ايمانه وتقواه الذي اتى به في حال افاقته ويكون له من ولاية الله بحسب ذلك وكذلك من طرى عليه الجنون بعد ايمانه وتقواه فان الله يثيبه ويأجره على ما تقدم من ايمانه وتقواه ولا وهو بالجنون الذي ابتلي به من غير ذنب فعله. والقلم مرفوع عنه في حال جنونه. فعلى هذا فمن اظهر الولاية وهو لا يؤدي الفرائض ولا يجتنب المحارم بل قد يؤدي بل قد يأتي بما يناقض ذلك لم يكن لاحد ان يقول هذا ولي الله فان هذا فان لم يكن مجنونا بل كان متولها من غير جنون او كان يغيب عقله بالجنون تارة ويفيق اخرى وهو ولا يقوم بالفرائض بل يعتقد انه لا يجب عليه اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فهو كافر. ومن اعتقد ان هذا ولي لله فهو هو كافر ايضا وان كان مجنونا باطنا وظاهرا قد ارتفع عنه القلم فهذا وان لم يكن معاقبا عقوبة الكافرين فليس هو مستحب حقا لما يستحقه اهل الايمان والتقوى من كرامة الله عز وجل. الا يجوز على التقديرين ان يعتقد فيه احد انه ولي لله ولكن ان كان له حالة في افاقته كان فيها مؤمنا بالله متقيا كان له من ولاية الله بحسب ذلك. وان كان له حال في افاقة فيه كفر او نفاق او كان كافرا او منافقا ثم طار عليه الجنون فهذا فيه من الكفر والنفاق ما يعاقب عليه وجنونه لا يحبطه عنه لا يحبط عنه ما يحصل منه حال افاقته من كفر او نفاق. هذا يعني خلاصة هذا الكلام ان ولاية الله عز وجل لا يمكن ان يناله المجنون ولا من يطرأ عليه الجنون ولكن الفرق بين المجنون ومن يطرأ عليه الجنون ان من طرأ عليه الجنون فان اعماله السابقة الحسنة هي من ولاية الله له وتبقى ولا تحبط كذلك لو كان منافقا او كافرا ثم جن فانه يؤاخذ على ما سبق كما لو كان كافرا او منافقا ثم اصيب بالزهايمر يؤخذ على ما سبق فاذا كان الامر كذلك فالمتولية المتولية هم الذين يزعمون انهم غرقوا في حب الله بزعمهم واصبحوا يقولون في ولههم هذا وهي درجة من درجات الحب اصبحوا يقولون في ولهم هذا وحبهم المزعوم هذا اقوالا ويفعلون افعالا مشينا مزرية فهؤلاء المتولهة ان كان في حال تولهم قد فقدوا عقولهم واصبحوا يقولون بما لا يعرفون معناه او فقدوا عقولهم لدرجة انهم اصبحوا يفعلون ما لا يدركون معناه فحينئذ اصبح حكمهم حكم المجانين في هذا الوقت واذا كان هذا الفعل بكسب منهم يؤاخذون عليه. هذا هو الراجح مثل انسان يهز رأسه هزا حتى يذهب عقله ويصاب بالارتجاج في المخ ثم لا يدري ما الذي يفعله او ما الذي يقوله ويظن ان هذا كرامة وولاية من الله لا هذا ارتجاج في المخ فحصل منه ما حصل مثل ما يقولون عن بعضهم عياذا بالله من العبارات الكفرية والاقوال الكفرية حال تمايلهم الواحد يستحي من ذكره لا يمكن ان يكون هؤلاء اهل ولاية الله وهم على البدع والشرك كيف يكون اهل ولاية؟ لو فرضنا انهم ليسوا على بدعة ولا على شرك ولكنهم في حال يقظتهم عندهم اعمال طيبة ثم يصابون بالولا فيقولون ما يقولون فهذه المرتبة التي يصابون بها تنزلهم عن مرتبة ولاية الله عز وجل ما سبب انزاله من مرتبة الله؟ كونهم هم باشروا اعمال ادى بهم الى ما يسمى بسكر العقول شكر العقول ذهاب العقول ذهاب العقول اما يذهب بمواد كالخمر والهيروين والمخدر والمخدرات واما انه يذهب لماذا يذهب بغير المواد يذهب بما يسميه الناس العشق مجنون ليلى كان يمشي ولا يرى الناس يمشي ويرى ولا يرى الناس من لان في باله مشغول بحبيبته حتى من من العجائب انه انه يعني مر امام ناس وهم يصلون فلما انتهوا من الصلاة قال له احدهم صدق من سماك ميجونا قالوا ليش قال كيف تمشي من امام الناس وهم يصلون؟ ولا تصلي معهم؟ قال ما رأيتكم قال كيف ما رأيتنا؟ قال ما رأيتكم يقول فقال لهم وانتم تصلون رأيتموني؟ قالوا نعم انتم تحبون الله؟ قال نعم. قال انتم كذابين انا احب ليلى ما شفتكم انتم تحبون الله شلون شفتوني هذا اذا كان الانسان وصل الى هذه المرتبة انه اصبح لاجل معشوقته لا يرى اصبح في حبه لله لدرجة يغيب عقله هذا مثل المجانين هذه ليست مرتبة محمودة يظن بعض الناس انها مرتبة من الولاية. هذه مرتبة ليست ولاية لان العقل فقط هذا مثل الذي يفقد عقله بالطبل او مثل الذي تعرفون المغول وغيرهم بعض القبائل القديمة كان عندهم انواع من الطرب يفقد معه صاحبه عقله مثل لي يسميه في الكويت الزار تعرفون الزرع الجار اذا ضرب الزار ظرب ظرب ظرب فجأة تجد واحد طاح مشروع ايش فيه؟ قال صرع بالزار ويرقص ويتمايل الناس يرقصون ساعة يتعبون هذا يرقص للفجر ما يتعبون يبون يوقظونه مو راظي يقوم يجيبون سطل ماي يكبون عليه يلا يقوم كيف اصيب بهذا السكر بسبب هذه الالات التمايل والطبول والمزامير والحركات والاصوات تؤثر في ذهاب العقول لكنها لا تنتج ولاية الله بل تنزل العبد عن درجة ولاية الله نعم قال رحمه الله الفصل الثامن وليس لاولياء الله شيء يتميزون به عن الناس في الظاهر من الامور المباحات الا يتميزون بلباس دون لباس اذا كان كلاهما مباحا ولا بحلق شعر او تقصيره او ظفره اذا كان مباحا كما قيل كم من صديق في قبة؟ وكم من زنديق في عباء بل بل يوجدون في جميع اصناف الامة امة محمد صلى الله عليه وسلم. اذا لم يكونوا من اهل البدع الظاهرة والفجور ايوجدون في اهل القرآن واهل العلم ويوجدون في اهل الجهاد والسيف ويوجدون في التجار والصناع والزراع. يعني هذه مسألة مهمة ان ليس من شرط ولي الله ان يتميز عن الناس باللباس او بالمآكل او بالمشارب بعظ الناس يظن ان ولي الله لازم يكون لابس مرقع هذا غلط هذا في حد ذاته بدعة يخرج الانسان من ولاية الله عز وجل بعض الناس يظن ان ولي الله لازم ما يأكل الا ايدام وخبز يابس هذا منين جبته قد اكل سيد الاولياء والانبياء والاتقياء والمرسلين امام الانبياء خيرة الاولين والاخرين محمد صلى الله عليه وسلم اكل اللحم المشوي كيف يقول هؤلاء لا وفي القرآن عن إبراهيم الخليل وهو خليل الله جاء بعجل حنيذ فقربه اليه ولذلك لا يجوز ان يقال ان الولي شرطه ان يكون لباسه طوف خشن يلبس آآ يلبس يلبس عباية من الشيخ يلبس كمر من الشيخ يلبس طاقية من الشيخ عمامة من الشيخ عشان يصير ولي الله. متى كان هذا هذه الامور علامة اولياء الله؟ هذه ليست علامة اولياء الله ثم قوله رحمه الله ان اهل البدع الظاهرة والفجور لا يكونون من اولياء الله. هذه قاعدة كما ان الكفار والمشركين لا يكونون من اهل ولاية الله مطلقا فاهل البدع والفجور لا يكونون من اهل الولاية الا الكم ابدا. لبدعهم وفجورهم لهم نوع ولاية وولاية الاسلام لهم نوع ولاية ولاية الاسلام اما الولاية المطلقة لا يمكن لو كان من اعبد الناس واعلم الناس ما دام على البدعة لا يمكن ان ينال ولاية الله لانه مبتدئ مبتدع مخالف للشرع والولاية لا تنال من مخالفة الشرع وانما تنال بموافقة الشخص فاذا كان الرجل موافقا للشرع فسواء كان من المعلمين الناس القرآن او كان من المفسرين او كان من عموم اهل العلم او كان من العباد تعنينا للقرآن او كان من العباد الصوام او كان من اهل الجهاد او كان من التجار المصلحين وهو كان من الصناع المراقبين لله عز وجل او كان من الزراع المخرجين الزكاة هؤلاء فيهم اهل ولاية الله عز وجل. نعم قال وقد قال وقد ذكر الله اصناف امة امة محمد صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى ان ربك يعلم انك تقوم وادنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه هو طائفة من الذين معك الله يقدر الليل والنهار علم ان لم تحصوه فتاب عليكم اقرؤوا ما تيسر من القرآن علما سيكون منكم مرضى واخرون يضربون في الارض يبتغون من فضل الله يقاتلون في سبيل الله اقرأوا ما تيسر منه واقيموا الصلاة واتوا الزكاة ويقرضوا الله قرضا حسنا او ما تقدموا لانفسكم من خير تجدوه عند الله هو خير واعظم اجرا واستغفروا الله ان الله غفور رحيم. قال وكان السلف يسمون اهل الدين والعلم القراء. فيدخل فيهم العلماء والنساك ثم بعد ذلك اسم الصوفية والفقراء. يعني كلمة الصوفية او كلمة الفقراء او الدراويش هذه ما كانت موجودة لا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولا في زمن الصحابة رضوان الله تعالى عليهم ولا في زمن التابعين كالحسن البصري وغيره. وانما وجد بعد ذهاب القرون المفضلة. نعم. قال واسم الصوفية هو نسبة الى لباس الصوف. هذا هو الصحيح. وقد قيل انه نسبة الى صوفة وقيل الى صوفة ابن مر ابن طابخة قبيلة من العرب كانوا يعرفون بالنسك وقيل الى اهل الصفة وقيل الى اهل الصفاء وقيل الى الى الصفوة وقيل الى الصف المقدم بين يدي الله تعالى. وهذه اقوال ضعيفة فانه لو كان كذلك لقيل صفي او صفائي او صفوي او صفي ولم يقال ولم يقل صوفي. اذا يعني الصواب لماذا يقال لهم الصوفية نسبة الى كونهم يتزهدون لا يلبسون الا لباس الصور. لا يلبسون القطن ولا اللباس الناعم. وانما يتخشلون في لباسهم. هذه بدعة فيها عن الناس باللباس هذي اول البدع فاذا الصواب ان الصوفي نسبة الى لبس الصوف ومن قال ان آآ ان الصوفية نسبة الى صوفة فهذا قول ضعيف وايضا نسبة الى الرجل صوفة ابن مراد او قبيلة هذا ايضا قول ضعيف لانه لو كان الى صوفة القفا او صوفة ابن مراد لكان النسبة صفوي طيب واما قولهم بانه نسبة الى اهل الصفة فهذا هذا ايضا ضعيف لانه لو كان الى اهل الصفة لكان النسبة صفي صفة صفي ولو كان نسبة الى اهل الصفاء لكان صفوي لان الهمزة تقلب الى واو. صا فاويا الالف يقبل الى واو صفاوي ولو كان نسبة الى الصفوة لكان النسبة فيها صفي او الى الصف المتقدم صفي او صفائي بالنسبة للصفاء وصفوي بالنسبة الى الصفوة او صفي بالنسبة للصف المتقدم ولم يقل او لم يقل يعني من قبل الناس صوفي دل على ان نسبة الى الصوف وهذا ليس مدحا النبي عليه الصلاة والسلام لبس ما تيسر كان صوفا او كتانا او غيره نعم. قال وصار اسم الفقراء يعني به اهل السلوك. يعنى به اهل السلوك. هذا عرف حادث فقد تنازع الناس ايهما افضل مسمى الصوفي او مسمى الفقير ويتنازعون ايضا ايهما افضل الغني الشاكر او الفقير الصابر وهذه المسألة فيها جاع قديم بين الجنيد وبين ابي العباس ابن عطاء فقد روي عن احمد بن حنبل فيها روايتان والصواب في هذا كله فيما قال الله تعالى يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم. قال في الصحيح هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه سئل اي الناس اكرم؟ قال اتقاهم قيل له ليس عن هذا نسألك فقال يوسف نبي الله ابن يعقوب نبي الله ابن اسحاق نبي الله ابن ابراهيم خليل الله فقيل له ليس عن هذا نسألك قال مع المعادن العربي تسألوني الناس معادن كمعادن الذهب والفضة خيارهم في الجاهلية خيارهم في الاسلام اذا فقهوا اذا فقهوا او اذا فقهوا على الروايتين ديارهم في الاسلام اذا فقهوا يعني اذا طلبوا الفقه او اذا فقهوا يعني صاروا فقهاء. نعم قال فدل الكتاب والسنة على ان اكرم الناس عند الله اتقاهم. وفي السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا فضل لعربي على اعجمي ولا لاعجمي هي على عربي ولا لاسود على ابيض ولا لابيظ على اسود الا بالتقوى. كلكم لادم وادم من تراب. وعنه ايضا صلى الله عليه وسلم قال ان الله تعالى اذهب عنكم عدية الجاهلية وفخرها بالاباء الناس رجلان مؤمن تقي وفاجر شقي. قال فمن كان من هذه الاصناف اتقى قال فمن كان من هذه الاصناف اتقى الله فهو اكرم عند الله. واذا استوى رجلان في التقوى استويا في الدرجة. ولو لفظ الفرق في الشرع يراد به الفقر من المال ويراد به فقر المخلوق الى خالقه كما قال تعالى انما الصدقات للفقراء والمساكين. وقال تعالى ايها الناس انتم الفقراء الى الله وقد مدح الله تعالى في القرآن صنفين من الفقراء اهل الصدقات واهل الحي وقال في الصنف الاول من فقراء الذين في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الارض يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس الحاحا. وقال في الصنف الثاني وهم افضل والصنفين للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم واموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله اولئك هم الصادقون. وهذه صفة المهاجرين الذين هجروا السيئات وجاهدوا اعداء الله باطلا وظاهرا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن من ان من امن امنه الناس احسن الله اليك. قوما امنه اما امنه او امنه. قال قال صلى الله عليه وسلم المؤمن من امنه الناس على دمائهم واموالهم. والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه. والمجاهد من جاهد بنفسه في طاعة الله قال وما الحج الذي يرويه بعض من هو قال في غزوة تبوك رجعنا من الجهاد الاصغر الى الجهاد الاكبر فلا اصل له ولم يرويه احد من اهل المعرفة باقوال النبي صلى الله عليه وسلم وافعاله وجهاد الكفار من اعظم الاعمال بل هو افضل ما تطوع به الانسان الله تعالى لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الضرر والمجاهدون باموالهم وانفسهم في سبيل المجاهدون في سبيل الله والمجاهدون في سبيل الله باموالهم فضل الله المجاهدين باموالهم وانفسهم على القاعدين درجة وكل وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما. وقال تعالى جعلتم سقايا الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن امن بالله واليوم الاخر وجاهد في سبيل الله. لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين. الذين امنوا وهجروا وجاهدوا في سبيل الله باموالهم وانفسهم اعظم درجة عند الله واولئك هم الفائزون. يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات له فيها نعيم مقيم. خالدين فيها بدا ان الله عنده اجر عظيم. قال وثبت في صحيح مسلم وغيره عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال رجل ما ابالي الا اعمل بعد الاسلام الا ان اسقي الحاج. وقال اخر ما ابالي ان اعمل عملا بعد الاسلام الا ان اعمر المسجد الحرام وقال علي بن ابي طالب الجهاد في سبيل الله افضل مما ذكرتم. فقال عمر لا ترفعوا اصواتكم عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن اذا قضيت الصلاة سألته فسأله فانزل الله تعالى هذه الاية اجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام الاية قال في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله اي الاعمال افضل عند الله عز وجل؟ قال الصلاة على وقتها قلت ثم اي؟ قال بر الوالدين قلت ثم اي؟ قال الجهاد في سبيل الله. قال حدثني بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولو استزدته لزادني. قال في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم منه سئل اي الاعمال افضل؟ قال ايمان بالله وجهاده في سبيله. قيل ثم ماذا؟ قال حج مبرور. قال وفي الصحيحين ان رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله اخبرني بعمل يعدل الجهاد في سبيل الله. قال لا تستطيعه او لا تطيقه. قال فاخبرني به. قال هل تستطيع اذا خرج اذا خرج المجاهد ان تصوم ولا تفطر وتقوم ولا تفتر. قال في السنن عن معاذ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه وصاه لما بعثه الى اليمن فقال يا معاذ اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالقها الناس بخلق حسن. وقال يا معاذ اني لاحبك. فلا تدع ان تقول في دبر كل صلاة اللهم اعني على ذكرك وشكرك حسن عبادتك فقال له وهو رديفه وهو رديفه وهو رديفه يا معاذ اتدري ما حق الله على عباده؟ قلت الله ورسوله اعلم قال حقه عليهم ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا. اتدري ما حق العباد على الله اذا فعلوا ذلك؟ قلت الله ورسوله اعلم. قال حقهم عليه الا يعذبهم. فقال ايضا لمعاذ رأس الامر الاسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله قال يا معاذ الا اخبرك بابواب البر؟ الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وقيام الرجل في جوف الليل ثم قرأ جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون. فلا تعلم نفس ما يخفي لهم من قرة اعين الجزاء بما كانوا يعملون. ثم قال يا معاذ الا اخبرك بما هو املك لك من ذلك فقال امسك عليك لسانك هذا فاخذ بلسانه قال يا رسول الله وانا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال ثكلتك امك فيا معاذ وهل يكب الناس في النار على مناخرهم الا حصائد السنتهم وتفسير هذا ما ثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم انه قال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت. فالتكلم بالخير خير من السكوت عنه والصمت عن الشر خير من التكلم به. اما الصمت الدائم فبدعة نهى عنها وكذلك الامتناع عن اكل الخبز واللحم وشرب الماء. فكذلك من البدع المذمومة ايضا. كما ثبت لا يمكن للانسان ان ينال الى ولاية الله عز وجل بالصمت الدائم ولا يمكن ان ينال الانسان ولاية الله عز وجل بالامتناع عن المأكولات والمشروبات وانما ينال الانسان ولاية الله تعالى بالتكلم بالخير او الصلاة عن الشر لان هذه عبادة وهذه عبادة ينال الانسان اولاية الله عز وجل في المأكولات والمشربات والمشروبات بالامتناع عن اكل المحرمات وبترك المشتبهات اما ترك الاكل اكلين الخبز او اللحم او شرب الماء البارد او شيء من الطيبات مطلقا والزعم بان ذلك يؤدي الى ولاية الله فهذا في حد ذاته بدعة تبعد الانسان عن ولاية الله. نعم. قال كما ثبت في صحيح البخاري عن ابن رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا قائما بالشمس فقال ما هذا؟ فقالوا ابو اسرائيل نذر ان يقوم في الشمس ولا يستظل ولا تكلم ويصوم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم مروه فليجلس وليستظل. وليتكلم وليتم صومه قال وثبت في الصحيحين الحديث امره بان يترك ما لا يتقرب الى الله قال فليجلس وليستظل وليتكلم وامره بان يتم عبادته وليتم صبره ما لا يمكن التقرب الى الله نهاه عنه مرور فليجلس وليستظل وليتكلم وما هو قربة الى الله امره باتمام نذره فاذا كان النذر في الامور المباحات اذا نذرها الانسان لله لا ليس له ان يفي بها وهل فيها الكفارة؟ الصواب فيها الكفارة هذا شيء اخر لكن لا يتقرب الى الله بالنذر بالمباح او بالنذر بترك المباح عندما يتقرب الى الله بنذره بترك المحرمات او بترك المشتبهات او بفعل الطاعات والمندوبات. نعم. قال وثبت في الصحيحين عن انس ان اولا ان رجالا سألوا عن عبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكأنهم تقالوها. فقالوا واينا مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال احدهم اما انا فاصوم ولا افطر فقال الاخر اما انا فاقوم ولا انام وقال اخر اما انا فلا اكل اللحم وقال اخر اما انا فلا اتزوج النساء. فقال صلى الله عليه وسلم ما بال رجال يقول احدهم كذا وكذا ولكني اصوم وافطر واقوم وانام واكل اللحم واتزوج النساء. فمن رغب عن سنتي فليس مني. فقوله من رغب عن سنتي فليس مني اي من سلك غيرها ظانا ان غيرها خير منها امن كان كذلك فهو بريء من الله ورسوله. بل يجب على كل مسلم ان يعتقد ان خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم كما ثبت عنه في الصحيح انه كان يخطب بذلك كل يوم جمعة يعني في حديث جابر رضي الله عنه وهذا الحديث من رغب عن سنتي فليس مني السنة المقصود بها الطريقة والهدي الذي يعتقد ويسلك في السلوك وفي اصلاح النفس في التقرب الى الله هو نص في ان من سلك طريقا غير هدي رسول الله يريد التقرب الى الله يعني البدع لا يمكن ان يكون من اهل ولاية هذا نص رغب عن سنتي فليس مني ما دام ليس من رسول الله فكيف ينال ولاية الله المطلقة ولاية الله الكاملة ما يمكن ما يمكن البتة وهذا نص على ان اهل البدع لا يمكن ان يكونوا اولياء الله ولو كانوا من اعلم الناس ومن اعبد الناس اي نعم كما ذكرنا ونكرر لهم نوع ولاية وهي ولاية الاسلام فقط فمن اراد ومن رام ولاية الله تعالى فعليه باتباع النبي صلى الله عليه وسلم قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين