من ثقلت موازينه اعطي كتابه بيمينه ومن خفت موازينه اعطي كتابه بشماله والعصاة امرهم الى الله الذين ماتوا على المعاصي والسيئات امرهم الى الله. من شاء سبحانه عفا عنه ادخله الجنة وصار من اهل اليمين بسم الله الرحمن الرحيم. يسر مشروع كبار العلماء ان يقدموا لكم الدرس الثاني. قال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله في كتاب الدروس المهمة الى عامة الامة سورة الزلزلة بسم الله الرحمن الرحيم. اذا زلزلت الارض زلزالها واخرجت الارض اثقالها وقال الانسان ما لها. يومئذ تحدث اخبارها ربك اوحى لها يومئذ يصدر الناس اشتاتا ليروا اعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرعية يره الشرح سئل الشيخ رحمه الله ارجو ان تتفضلوا بشرح الايات التالية بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره هاتان الايتان الكريمتان على ظاهرهما وسماها النبي صلى الله عليه وسلم الاية الفاذة الجامعة. يعني انها جمعت الخير والشر ففيها الترغيب والترهيب والحث على الخير والتحذير من الشر. وان العبد لا يضيع عليه شيء من عمله الصالح وان سيئاته سوف يلقاها ويراها الا ان يتوب الله عليه ويعفو عنه ولهذا قال سبحانه فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره وهذا يدل على انه لا يضيع هناك شيء من اعمالك الصالحة. بل تحصى لك وتكتب لك وتوفاها يوم القيامة كما قال عز وجل في اية اخرى ان الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها ويؤتي من لدنه اجرا عظيما فهو لا يظلم احدا مثقال ذرة بل هو سبحانه وتعالى الحكم العدل. يعطي كل عامل من عمله ولا يظلم ربك احدا سبحانه وتعالى وان كانت بخير ضوعف مثلها ومن عمل صالحا يعني وان تكن الفعلة متى فعل الانسان حسنة ضاعفها الله له ويؤتي من لدنه اجرا عظيما فانت يا اخي عليك ان تحذر السيئات دقيقها وجليلها صغيرها وكبيرها والا تحتقر شيئا فان معظم النار يكون من مستصغر الشرر. فلا تحقر سيئة ابدا وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اياكم ومحقرات الذنوب فانها تجتمع على العبد حتى تهلكه وفي لفظ فان لها من الله طالبا فعلى كل مؤمن وعلى كل مؤمنة الحذر من جميع السيئات. كما انه ينبغي لكل مؤمن ولكل مؤمنة الاست الاكثار من الحسنات والحرص على فعل الخير وان كان قليلا ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة وصح عن عائشة رضي الله عنها انها قالت جاءت امرأة ومعها ابنتان تشحت اي تسأل فاعطيتها ثلاثة تمرات فاعطت كل واحدة من ابنتيها تمرة ورفعت الثالثة لتأكلها فنظر اليها ابنتاها يستطعمانها الثالثة. فشقت بينهما ولم تأكل شيئا فاعجبني امرها فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم اخبرته بشأنها فقال ان الله اوجب لها بذلك الجنة هذه شق تمرة ورحمة من والدة لابنتيها حصل لها في ذلك الوعد بالجنة على هذه الرحمة هذا الاحسان وهذه الشفقة بشيء قليل فينبغي للمؤمن الا يحقر شيئا من الحسنات. فاذا وجد شيئا يجود به على الفقير والمحتاج فلا يحقره درهم نصف درهم اقل اكثر. فالمحتاج ينفعه كل شيء. وتجتمع عنده التمرات والاشياء القليلة من النقود وتنفعه فهذا معنى الاية الكريمة الحث على تحصيل الخيرات ولو قليلة ولو دقيقة. والحذر من الشرور وان كانت قليلة فانها تجتمع حتى تهلك العبد كما ان الخير وان قل يجتمع حتى ينفع العبد في اخرته وفي دنياه فالله جل وعلا يحكم بين عباده يوم القيامة ويجازيهم باعمالهم ان خيرا فخير وان شرا الشر كما قال جل وعلا ولله ما في السماوات وما في الارض ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى وقال جل وعلا فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره وقال سبحانه ان الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها ويؤتي من لدنه اجرا عظيما ويقول سبحانه ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين فجميع اعمال العباد يوفون اياها ان خيرا فخير وان شرا فشر تنصب الموازين يوم القيامة. وتوزن فيها اعمال العباد فهذا يثقل ميزانه وهذا يخفض ميزانه فاما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية. واما من خفت موازينه فامه هاوية وما ادراك ما هي؟ نار حامية من اهل النجاة والسعادة ومن شاء سبحانه ادخله النار بذنوبه ومعاصيه. ثم بعد التطهير والتمحيص يخرجه الله من النار ويلتحق باخوانه في الجنة واهل الجنة فيها منعمون ابد الاباد. لا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون. بل في نعيم دائم من وخير دائم وهذا الطعام والشراب جشع ورشح. لا بول ولا غائط ولا مخاط ولا بساق واهل النار في عذاب وبلاء ابد الاباد. نسأل الله العافية يريدون ان يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها. ولهم عذاب مقيم كذلك يريهم الله اعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار وسقو ماء حميما فقطع امعائهم هذه نهاية الناس هذه النهاية فجدير بالعاقل ان تكون هذه النهاية على باله والا يغفلها. فلا بد منها ومن مات فقد قامت قيامته. فليحذر العبد ان يغفل وان يجازف في الامور. فيندم غاية الندامة ليعد لهذا اليوم عدته. وليحرص قبل ان يهجم عليه الاجل على العدة الصالحة على الزاد الصالح من طاعة الله ورسوله والقيام بحقه والاستقامة على دينه. وذلك بفعل اوامر الله وترك نواهيه هذه العدة الصالحة ان تستقيم على دين الله. وان توحد ربك وتخصه بالعبادة وان تؤدي فرائضه من صلاة وغيرها وان تنتهي عن نواهيه وان تقف عند حدوده ترجو ثوابه وتخشى عقابه. هذه العدة الصحيحة هذه العدة التي انت مأمور بها ومخلوق لها. ان تعبد ربك وحده تشهد انه لا اله الا الله لا معبود بحق الا الله وان محمدا عبد الله ورسوله وتؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره وتؤدي ايضا الله التي فرضها عليك باخلاص له سبحانه ورغبة فيما عنده ومحبة وتنتهي عن نواهي الله عن ايمان وصدق واخلاص. وتقف عند حدود الله مؤمنا بالله ورسله ومنى بان الله قدر الاقدار وشاء ما شاء سبحانه وتعالى فعليك ان تؤمن بالقدر خيره وشره ان تعلم ان الله علم الاشياء وكتبها وانه الخالق لكل شيء وان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن سبحانه وتعالى. المكتبة الصوتية سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز. رحمه الله