اه آآ نسيتوا اسم الصحابي لكن في مسند الامام احمد وفي صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ قل اعوذ برب الفلق قل اعوذ برب الناس في سفرة ومن حفظ الله عز وجل للقرآن انه كان ينهاهم عن ان يكتبوا شيئا مع القرآن حتى كلامه صلى الله عليه وسلم بل كان يأمر بمحو كل شيء غير القرآن مما يكون مع القرآن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد هذا هو اللقاء الثالث والاخير في هذه الدورة المباركة التي هي بعنوان تساؤلات وشبهات متعلقة بالقرآن الكريم و كما ذكرت فان هذه التساؤلات وهذه الشبهات يزداد طالب العلم علما ويعلم بعد البحث عن جوابها ان هذا القرآن هو كلام الله جل وعلا لا سيما اذا لم يجد السؤال على التساؤل ورد الشبهة الا بالرجوع الى اهل العلم الراسخين فيجد الجواب المبين ومن التساؤلات التي ربما يتساءلها البعض وهي من شبهات الملبسين انهم يقولون ان التوراة انزل مكتوبة والانجيل انزله الله مكتوبا واما القرآن فوحي اوحاه الله جل وعلا ولم يكن مكتوبا ويريدون من وراء ذلك ويريدون من وراء ذلك امرين احدهما لماذا ليس القرآن كالكتب السابقة وثانيهما ان في عدم انزاله مكتوبا ربما يكون سببا في نقصه عياذا بالله تعالى او زيادته واما الجواب عن الشق الاول وهو ان القرآن الكريم لم ينزله الله مكتوبا كالكتب السابقة فبين الله جل وعلا الحكمة في ذلك بقوله وقالوا لولا انزل عليه القرآن جملة واحدة يعني دفعة واحدة مكتوب اياتها وسورها قال جل وعلا في سورة الفرقان مبينا الفرقان الذي من اجله لم ينزل الله القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا فكون القرآن انزل شيئا فشيئا كان ذلك سببا في تثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين وكان في ذلك تيسيرا عليهم في تلاوته شيئا فشيئا بل كان ذلك من اعظم اسباب حفظه في الصدور فحفظه الصحابة رضوان الله تعالى عليهم ثم نقول ان الله جل وعلا انزل الكتب السابقة جملة واحدة مجموعا مكتوبة ما الذي حصل من اهل الكتابين الذي حصل من اهل الكتابين انهم بعدما استحفظوا الكتابين ضيعوا الكتابين لانهم اعتمدوا على المكتوب ولم يهتموا بحفظه وحينئذ سهل على من اراد نسخ التوراة او الانجيل ان يزيد فيه حرفا او حرفين او ينقص منه حرفا او حرفين او اكثر فتتغير المعاني وهذا هو احد الاسباب انا نجد الاختلافات بين نسخ التوراة ونسخ الانجيل اما القرآن الذي انزله الله جل وعلا شيئا فشيئا فان الصحابة رضوان الله تعالى عليهم كان جل اعتمادهم وعظم ما مهم هو بحفظه في الصدور ثم ان الله جل وعلا وهذا جواب على الشق الثاني من التساؤل لماذا لم ينزل الله عز وجل القرآن جملة واحدة مكتوبا فانهم يزعمون ان الصحابة اذا كتبوه ربما زاد عنده شيء او نقص ونحن نجاوب على هذا من ثلاثة اوجه الوجه الاول ان الله جل وعلا هو الذي تولى حفظ القرآن جمعا وكتابة وذلك في قوله ان علينا جمعه وقرآنه وكلمة ان علينا جمعه يتضمن جمع القرآن بعد ما انزل مفرقا ويتضمن كتابة القرآن كلما نزل منه شيء فهيأ الله من جمع القرآن وهيأ الله من كتب القرآن من علماء الصحابة واجلتهم وحفاظهم وكتابهم ولذلك نجد انه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فلا يمكن لاحد من البشر ان يثبت ان هذه الاية سقطت من النسخة المطبوعة في الصين وهي موجودة في النسخة الغربية مثلا او يقول هذه نسخة زائدة عن النسخة التي كانت في القرن الثالث او الرابع او الخامس او السادس الهجري مثلا ونسخ القرآن كلها من زمن الصحابة رضوان الله عليهم عندما كتبوا المصحف في المصحف الامام الى يومنا هذا لم يزد لم يزد لم يزد فيه حرف ولم ينقص منه حرف ولو رامى احد من الناس او قصدت التحريف بزيادة او النقصان لفضحه الله جل وعلا بين الانس والجان بل نقول لكل من يشكك في حفظ القرآن بسبب جمعه او كتابته نقول يا ناطحا جبلا يوما ليوهنها اشفق على الرأس لا تشفق على الجبل فان القرآن اذا اخطأ فيه امام المسجد يرد عليه صبيان المسلمين وليس هو ككتبكم التي لا يحفظها الا القلة النادرة من فطاحلكم ولو اخطأ انسان ما في القرآن في مسجد لرد عليه صبيان المسلمين فضلا عن حفاظهم فظلا عن علمائهم وهذا بخلاف التوراة والانجيل والزبوري وبخلاف كتب البراهمة او كتب الهندوس وغيرهم واذا كان الله جل وعلا تولى جمع القرآن الكريم فانا ننظر الى الطريقة الحسنى التي الهم الله الصحابة فجمعوا فيها القرآن ونحن نعلم كما مر معنا في الدرس السابق ان في القرآن الكريم ما هو ناسخ ومنسوخ فكيف ابقوا ايات منسوخة الحكم باقية التلاوة ولم يكتبوا اية او ايات باقية الحكم منسوخة التلاوة اذا نظرنا الى هذا نستيقنه ان ما في المصحف هو الجمع المراد من الله تعالى من الذي الهم الصحابة وهم امة امية لم يسبق لهم ان كتبوا كتابا ولهذا نجد في تراث العرب قبل الاسلام لا نجد كتابا مدونا غاية ما عندهم صحيفة ورقة طخرها مكتوب عليها اشياء بل لم يكونوا يعرفون الكاغد الورق ولم يكونوا يعرفون الجلود ليكتبوا عليها الا شعرا او نثرا في احاد من الناس يشار اليهم وامة امية اهتدت الى طريقة عظيمة بديعة في القرآن الكريم لجمعه نجزم بان هذه اية من ايات الله وبرهان من البراهين الدالة على ان القرآن كلام الله يسر هؤلاء الامة الامية فجمعوها جمعوها بحيث انهم لم يكتبوا بين الدفتين الا ما كان في العرظة الاخيرة وما كان قبل ذلك متلوا فهو اذا لم يوجد في المصحف فهو منسوخ اما حكما وتلاوة وهو الاكثر واما منسوخ تلاوة دون الحكم وهو الاقل. والنادر اما القرآن المكتوب وهو القرآن المعروف في العرظة الاخيرة كما قالت عائشة رضي الله تعالى عنها وغيرها من الصحابة والصحابيات كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض القرآن في رمضان على جبريل كل سنة مر فلما كان العام الذي توفي فيه عرضه مرتين وفي هذه العرظة وبعدها كان من اخص الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم هو زيد ابن ثابت الذي كان رئيسا للكتبة في جمعه القرآن نقول لم يجمع القرآن في مكان واحد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم والسبب في ذلك لان القرآن كان ينزل شيئا فشيئا وينسخ الله منه ما يشاء فلم يجمع لهذه العلة فلما توفي النبي صلى الله عليه وسلم زال السبب ووجد الداعي لجمع فجمع بعد وفاته صلى الله عليه وسلم وهذه هي القاعدة في المصالح المرسلة ما هي القاعدة في مصالح المرسلة الشرعية انه متى ما وجد الداعي و وجد السبب وزال المانع فانه ينبغي العمل بهذه القاعدة وهذا القرآن الذي جمعه الصحابة رضوان الله عليهم كان مكتوبا كله ليس عند واحد من الصحابة بل عند عدد من الصحابة يبلغون مبلغ التواتر بالاجماع فكتاب الصحابة الذين يكتبون القرآن بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم جاوزوا الثلاثين ولنتأمل الان ان هناك ثلاثين من الصحابة كانوا يكتبون عن النبي صلى الله عليه وسلم كلما يأمرهم بكتابة شيء من القرآن ولو تصورنا ان كل واحد من هؤلاء الكتاب يكتب عنه اثنين من الصحابة فسيبلغ عدد الكتاب كم ثلاثين ثم في اثنين يعني تسعين صاروا وهذا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر الكتاب ان يكتبوا القرآن الكريم فكانوا يكتبونه فيما تيسر مما كان متاحا في زمانهم من ادوات النسخ والكتابة وكان من حرصه عليه الصلاة والسلام ولهذا الاحاديث التي فيها النهي عن كتابة الحديث ينبغي ان يحمل على هذا المحمل ينبغي ان يحمل على هذا المحمل اذا القرآن كله مكتوب في زمن الصحابة كتبه عدد من الصحابة فلما كان مكتوبا فلا يأتي احد ويقول لماذا القرآن لم يكتب الا متأخر. يقول القرآن مكتوب في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ما ينزل اية الا ويأمر فلانا وفلانا يكتبونه ثم يعلم البقية فكل كاتب منهم يذهب الى بيته او يجد شيئا يكتب عليه فيحفظه ومن هنا جاء ما يعرف بمصاحف الصحابة رضوان الله تعالى عليهم فكان لابن مسعود بصحة ولجيد المصحف ولعلي رضي الله عنه مصحف ولعثمان رضي الله عنه مصحف ولعبد الرحمن ابن عوف مصحف ولابي بن كعب المصحف كل واحد منهم كان بحسب قدرته واستطاعته يكتب ما يكتبه من ما يسمع من القرآن في اللحاف والجلود و آآ في اللي خافي والجلود العظام ونحوها مما يمكنهم اذا القرآن كله مكتوب في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فان قال قائل فما دام القرآن كله مكتوب. فكيف تقولون ان الجمع انما كان في عهد الصبية. الجواب ان المكتوب عند الصحابة رضوان الله تعالى عليهم هو مكتوب ما سمعوه سواء كان المكتوب منسوخا ولم يعلموا بنسخه في العرضة الاخيرة او كان المكتوب معه بعض التفاسير حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك اذن بالكتابة فربما احدهم كان يكتب في حاشية ما كتب تفسيرا او حديثا ونحو ذلك ولهذا نقول ان جمع القرآن في عهد الصديق رضي الله عنه كان قائما على امرين الامر الاول خلو هذا الجمع من اي شيء غير القرآن فاهملوا فيه ما كان من التفاسير واهملوا ما كان مكتوبا فيه من الاحاديث والامر الثاني ان هذا الجمع كان خلوا من كل اية منسوخ تلاوته وحكمه وكان لهذا الجمع سبب في عهد الصديق هو موت كثير من القراء في حروب الردة كما جاء ذلك حديث زيد ابن ثابت رضي الله عنه في الصحيحين لا سيما في غزوة اليمام اشار عمر رضي الله عنه عن الصديق بجمع القرآن الكريم في مكان واحد في مكان واحد اذا المقصود الان بهذا الجمع ان يكون في مكان واحد بدال ما كان في اه جلد عند فلان وعظم عند فلان ولخاف عند فلان يجمع في مكان واحد لا سيما بعدما تعرفوا على الاوراق وعلى الكاغذ الذي كان في بلاد فارس وكان من مقاصد هذا الجمع حتى يكون مرجعا للامة لو مات القراء يكون الكتاب القرآن مكتوبا يحفظون منه القرآن وينسخون منه القرآن فتكون هي النسخة الام التي يتصدرون عنها فيصبح هذا القرآن المكتوب الذي اشار به عمر رضي الله عنه وجمع في عهد الصديق بمثابة ما يعرف اليوم بمثابة ما يعرف اليوم في الدول المتقدمة بالجريدة الرسمية للدولة فصار المصحف الامام المصحف الذي اليه المرجع هو المصحف الذي جمع في عهد الصديق رضي الله عنه فتحقق بهذه المشورة العمرية واخذ بها الصديق رضي الله عنه فتحقق وعد الله الصادق في قوله ان علينا جمعه وقرآن فصار بعد ذلك هذا المصحف عند ابي بكر فلما مات ابو بكر صار هذا المصحف عند عمر فاذا ما وقع ظنوا في حفظ بعض الصحابة او التابعين يرجعون الى ما في هذا المصحف اذا لم يجدوا من يرجعوا اليه من الصحابة الحفاظ فيعتمدونه وهنا يأتي السؤال هل كان هذا المصحف مرتبا الجواب لم يكن هذا المصحف مرتب. يعني كل سورة كتبت في مكان لكن هذه السور لم تكن مرتبة. في الجمع الاول في زمن ابي بكر رضي الله تعالى عنه وقال بعض العلماء وقال بعض العلماء بل انه كان مرتبا بل انه كان مرد. لكن حديث عثمان رضي الله عنه لما سأله بعض الصحابة لماذا عمدتم الى الانفال والتوبة فلم تكتبوا بينهما بسم الله الرحمن الرحيم فقال عثمان رضي الله عنه يا ابن اخي انا كنا نكتب كما نسمع اذا حتى عدم كتابة البسملة توقيفية فهذا دليل على ان عثمان رضي الله عنه انما هو الذي رتب هذا الترتيب للمصحف وهل هذا الترتيب الذي صار في عهد الصحابة رضوان الله عليهم في عهد عثمان توقيفي او اجتهادي الجواب ان جله توقيفي بالنص اليس عندنا في الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم اقرأوا الزهراوين البقرة وال عمران فهذا نص من النبي صلى الله عليه وسلم بترتيب البقرة وال عمران اليس النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ ويقرن بين السورتين ولما ننظر الى هذه السور المقرونة نجدها مرتبة بهذا الترتيب الموجود في المصحف وكان ابن مسعود رضي الله تعالى عنه يقول انهن من التلاد الاول. ويذكر هذه السور مقرونة بحسب ما هو مرتب في المصحف كذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بالاعلى والغاشية مرتب يقرأ بالسجدة والانسان بترتيب المصحف يقرأ عليه الصلاة والسلام بقل يا ايها الكافرون وقل هو الله احد مرتبا بترتيب المصحف يقرأ عليه الصلاة والسلام يقول اعوذ برب الفلق قل اعوذ برب الناس كما في حديث وقرأ في الاولى بالمعوذة بقل هو الله بالفلق. وفي الثانية بقول اعوذ برب الناس وهكذا غيرها من السوء قال شيبتني هود واخواته فلما سئل عنها ذكرها عليه الصلاة والسلام كما في الحديث بالترتيب الذي بين ايدينا في المصحف وما لم يأتي فيه نص فانه ايضا توقيفي قد يقول قائل كيف يكون توقيفيا ولم يأتي فيه النص. الجواب ان التوقيف يعلم من جهته الجهة الاولى النص من الاية او من الحديث والجهة الثانية الاجماع فالاجماع حجة في التوقيف بل هو اعظم حجة واجماع الصحابة على هذا الترتيب حجة قاطع فان عثمان رضي الله عنه لما انتشر المسلمون ووصلوا الى ارمينيا وذربيجان وهناك وقع نوع نزاع بين المسلمين فكل كان يرجح قراءته وكل كان يرجح ترتيبه فجاء حذيفة رضي الله عنه وطلب من عثمان رضي الله عنه وهو خليفة المسلمين في السنة الثانية والثلاثين من الهجرة النبوية جمع الناس على مصحف وطلب من عثمان رضي الله عنه جمع الناس على مصحف يكون مرجعا لا يخرج عنه المسلمون لا في الترتيب ولا في القراءة ولا في الاداء ولا في التحمل فاستشار عثمان رضي الله عنه الصحابة الموجودين ومن ضمنهم علي وعبدالرحمن بن عوف وطلحة والزبير وسعد بن مالك وسعد بن ابي وقاص هؤلاء العشرة الموجود العشرة المبشرين بالجنة ممن بقي منهم واخرين من الصحابة وابي ابن كعب وزيد ابن ثابت وغيرهم رضوان الله تعالى عليهم ممن كانوا في المدينة فلما استشارهم كلهم رأوا انه لا بد من جمع الناس على مصحف واحد مرتبا وان يرجعوا الى هذا المصحف يكون اليه المرجع والمآب فكتبوا وجمعوا كتبوا المصحف على ترتيب العرظة الاخيرة وارسلوا الى كل مصر نسخة يعتمد عليها واحرقوا النسخ الاخرى التي كانت مخلوطة بالتفسير او بالمنسوخ او بالقراءات التي لم تكن في العرظة الاخيرة فاصبح مصحف الامام المصحف العثماني خلوا اصبح المصحف الامام المصحف العثماني خلوا من التفسير و ليس فيه ذكر المنسوخ تلاوته وليس فيه ذكر الاحرص التي ليست في العرظة الاخيرة وهذا المصحف الامام المصحف العثماني هو الذي عليه اعتماد الامة بالاجماع مكتوب بلغة قريش ومن توهم انه مكتوب خطأ فهو وهم منه فان المصحف الامام عرض على حفاظ الصحابة والتابعين وما قال احد منهم فيه خطأ فعلمنا ان الرسم المحفوظ هو المعتمد وما كان للصحابة رضي الله عنهم ان يقرأوا بغير ما سمعوا ولا ان يكتبوا بغير ما يريده الله تعالى ومن هنا لابد ان ندرك ان كتابة المصحف انما اصبح في عهد عثمان بلغة قريش وهذه ميزة اخرى من ميزات المصحف الامام حتى قال عثمان للنفر الذين يكتبون بين يديه قال اذا اختلفتم انتم واياهم فاكتبوه بلغة قريش فانه اول ما نزل نزل بلغة قريش فمراعاة خط المصحف حين كتابة القرآن الكريم امر متفق عليه وذلك لكون التلاوة طريقها الاتباع ولكون رسم المصحف يحمل شيئا من الاحرف السبعة ولذلك كتبت بلغة قريش وهنا انبه ان ما ينقل عن بعض الصحابة كابن مسعود او علي رضي الله عنه او ابي بن كعب انه كان في مصاحفهم كذا وكذا فنقول ان هذا كان قبل العرظة الاخيرة وما ليس في المصحف العثماني المجمع عليه من الصحابة ومن بعدهم من التابعين فانه يعامل معاملة الحديث فانه يعامل معاملة الحديث سواء قلنا انه مرفوع او قلنا انه موقوف فمثلا في قراءة ابن مسعود فصيام ثلاثة ايام متتابعات نعتبر كلمة متتابعات تفسيرا من ابن مسعود او مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم وليس من المصحف فان قال قائل فان بعض الصحابة رضوان الله تعالى عليهم اه اخذوا على عثمان عدم مشاركته في الكتاب كابن مسعود رضي الله عنه نقول ان كون عثمان رضي الله عنه اختار زيد ابن ثابت والكتب الاخرين انما تم على مرأى ومنظر ومسمع من العشرة المبشرين بالجنة الموجودين منهم فحينئذ اعتراض ابن مسعود رضي الله عنه ليس في محل وهو اجتهاد منه وهو معذور في ذلك. لكن لكن لابد ان ننتبه ان ما ينقل عن ابن مسعود مما في صحيح البخاري وغيره معلقا انه آآ انكر ان تكون المعوذتان من القرآن نقول هذا محمول من على علمه قبل علمه بالعرضة الاخيرة الموجودة في المصحف الامام والا فان ابا عبدالرحمن السلمي وهو احد الذين اليهم المرجع في القراءات من التابعين فان في روايته عن ابن مسعود اثبات المعوذتين وهي قراءة متواترة عن ابي عبد الرحمن السلمي عن عبد الله بن مسعود فلا نترك المتواتر لحديث صحيح نقول لحديث صحيح وانما نأخذ بالمتواتر والحديث الصحيح نحمله على وجه يمكن قبوله كقولنا انه كان منه قبل علمه باجماع الصحابة الذين كانوا في المدينة في زمن عثمان حين كتبوا المصحف الامام او قبل علمه بالعرظة الاخيرة ولذلك قال علي رضي الله تعالى عنه قال ايها الناس لا تقولوا في عثمان الا خيرا. وقال هذا الكلام في خلافته وقال هذا الكلام في خلافته قال لا تقولوا في عثمان الا خيرا فوالله ما فعل الذي فعل الا على مرأى ومسمع منا يعني ما احرق المصاحف الا باتفاق من الصحابة رضوان الله تعالى عليهم وخيرا قد فعل رضي الله تعالى عنهم اجمعين فهم والله كانوا احرص منا على الدين وكانوا اعلم منا بالمصالح فان قال قائل فان في احراق المصاحف الاخرى فواتا لعلم نقول كل علم بل كل اية وكل حديث فضلا عن علوم الصحابة مما لم يصل الينا فان ذلك هو الخير واما ما تقوم به الحجة فانها محفوظة باقية الى قيام الساعة ونقول اختم الحديث ايها الاخوة بالطريقة البديعة المسبوكة في جمع الصحابة القرآن فزيد رضي الله عنه الذي تولى كتابة المصحف في المرة الاولى في زمن ابي بكر في المرة الثانية ترأس اللجنة العلمية في زمن عثمان ما كان يقبل مصحفا بمجرد حفظه او حفظ من معه من الذين كانوا معه في اللجنة او حفظ اجلة الصحابة بل كان لا يقبل شيئا الا بحفظ موافق للعرظة الاخيرة وكتابة موافقة للعرظة الاخيرة فلله درهم ما اجل علمهم وما اعظم عملهم في خدمة كتاب الله تبارك وتعالى ثم ايها الاخوة ان الذي ينظر بانصاف الى هذا القرآن الذي كتب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ثم نقي مما لم يكن ثم جمع في مكان واحد في عهد الصديق ثم رتب ونقي في زمن عثمان من كل ما ليس في العرضة الاخيرة ليستيقن ان هذا القرآن بهذا الجمع المبارك هو تحقيق لوعد الرحمن. ان علينا جمعه وقرآنه ليستيقن انه تحقيق لوعد الله انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. كيف هدى الله الامة الامية الى هذه الطريقة المبتكرة التي لا يستطيعها الا نادرا في المجتمعات حتى اليوم لو نتأمل اليوم نجد ان اللجان العلمية التي تنظر في الكتب لا تكاد تزيد عن ثلاث وان زادت الى اربع بينما اللجنة العلمية التي كونها عثمان رضي الله عنه وكان هو رئيسها المباشر و زيد ابن ثابت رضي الله تعالى عنه كان هو الكاتب ورئيس الكتبة ثم معه ثلاثة اخرون واثنان منهم كان من اهل قريش حتى يكتب القرآن بلغة قريش وواحد منهم كان من اهل الانصار الذين نزل في دورهم آآ اواخر القرآن وما كان في العرضة الاخيرة ثم كيف انهم جميعا اذعنوا لامر عثمان فلم يخبئوا مصاحفهم واتوا بها الى عثمان رضي الله عنه في المدينة و احرقوها هذا كله دليل على انهم كانوا طيبي الانفس مطيبين بما يفعلون والا يمكن احدهم ان يغل مصحفه وما روي عن ابن مسعود انه كان يقول ايها الناس غلوا مصاحفكم فانه من يغلل يأتي بما غل يوم القيامة نقول هذا قبل علمه باتفاق الصحابة واجماعهم وموافقة علي وعبد الرحمن ابن عوف وسعد ابن ابي وقاص وسعد ابن مالك وبقية العشرة كطلحة والزبير رضوان الله تعالى عليهم بهذا الاتفاق والا فلا يتصور من مثل ابن مسعود علما وامامة ان يخالف هؤلاء الاجلة وان يخالف الاجماع نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح هذا ما تيسر الكلام عنه ثماني في ختام هذه الدورة اشكر الاخوة القائمين على هذه الدورة المباركة في مركز سرج للمذاهب الفكرية المعاصرة فجهودهم مشكورة واعمالهم مبرورة وشكر الله لهم وبارك فيهم شكر الله لكم حسن الاستماع وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته