فلو بحث الناس عن اي مادة للحياة لحياة النبات في الارض لا يجدونها ثم ينزل الله المطر فتخرج النبات كذلك الخروج المثال الثاني في قوله عز وجل ليس كمثله شيء فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون اذا معنى هذا الذي ليس ساهيا عن صلاته له عكس الويل ما هو عكس الويل الثواب الجزيل الحسنى الجنة هذه قاعدة عظيمة نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فهذا هو المجلس الثالث ونحن في عصر الثلاثاء السابع والعشرون من شهر شعبان عام ثمانية وثلاثين واربع مئة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم في قراءتنا وتعليقنا على الرسالة الماتعة القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وكنا قد وقفنا على القاعدة الثانية القاعدة الثانية والعشرون في مقاصد امثلة القرآن فنبدأ على بركة الله الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولمشايخه وللمسلمين والمسلمات يا رب العالمين قال الشيخ العلامة عبدالرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتاب القواعد الحسان القاعدة الثانية والعشرون في مقاصد امثلة القرآن اعلم ان القرآن الكريم احتوى على اعلى واكمل وانفع المواضيع التي يحتاج الخلق اليها في جميع الانواع فقد احتوى على احسن طرق التعليم وايصال المعاني الى القلوب بايسر شيء واوضحه. فمن انواع تعاليمه العالية ضرب الامثال. وهذا النوع يذكره الباري في الامور المهمة كالتوحيد وحال الموحد والشرك وحالة اهله ليه والاعمال العامة الجليلة ويقصد بذلك كله توضيح المعاني النافعة. وتمثيل وتمثيل وتمثيلها بالامور المحسوسة. ليصير كأنه يشاهد معانيها رأي عين. الحقيقة ان هذه القاعدة وهي مقاصد امثلة القرآن اذا يمكن ان نجعل هذه القاعدة عبارة عن قاعدتين الاولى بفهم امثلة القرآن الثانية مقاصد امثلة القرآن والله جل وعلا ذكر الامرين قال وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم لعلهم يعقلون قال وما يعقلها الا العالمون لعلهم يتذكرون وهنا لابد ان ننبه قبل ان نستطرد في الامثلة اللي يريدها الشيخ انه ما من مثال مذكور في القرآن الا والمقصود به القياس والوصف ما المقصود به القياس والوصف وهذه الامثلة في القرآن الكريم ربما يكون كلمة المثل موجودة وربما تكون محذوفة وربما تكون كلمة المثل منطوقا به وربما تكون بحرف الكاف المؤدي للمثل ثم ما من مثل يضربه الله الا المقصود به احد الامرين الشيخ ذكر احدهما وتمثيلها بالامور المحسوسة ليصير القلب كأنه يشاهد معانيها رائعة اذا هذا كيف يضرب المثل بامر محسوس لتقريب المعنى غير المحسوس هذا النوع الاول من مقاصد الامثلة لماذا يضرب الله الامثال ليقرب المعاني غير المحسوسة ويمثلها بالامور المحسوسة لتعلم الامر الثاني العكس وهو انما يذكر الله المثل ويضرب له المثل بشيء متصور عقلا متصور عقلا لترسيخه لترسيخه علما وهذه طريقة اخرى في امثلة القرآن الكريم حقيقة الامثلة في القرآن الكريم قاربت الستين وقد ذكرنا لها فصلا كاملا في انزلة القرآن الكريم في كتابنا امتاع ذوي العرفان واللي علامة ابن القيم كتاب مستقل في هذا الباب بعنوان امثلة القرآن وكان بعض السلف اذا قرأ الامثلة ولم يفهمها بكى ويقول ان هذه الامثلة للعلماء وما انا بعالم فيبكي على حال نفسي والله يقول وما يعقلها الا العالمون فاذا لا بد ان نجتهد في فهمها ومعرفة المراد بها نعم قال رحمه الله وهذا من عناية الباري بعباده ولطفه فقد مسنا الله الوحي والعلم الذي انزله على رسوله في عدة ايات بالغيث والمطر النازل من السماء. وقلوب الناس في الاراضي وقلوب الناس بالاراضي والاودية. وان عمل الوحي والعلم في القلوب كعمل الغيث والمطر في الاراضي فمنها ارادت فمنها اراض طيبة تقبل الماء. وتنبت الكلأ والعشب الكثير. كمثل القلوب التي تفهم عن الله ورسوله وحيه وكلامه وتعقله وتعمل به. سواء قلت كمثل او كمثل هذا الامر ما فيه بأس لان المقصود كمثل اي كقياس وكمسل اي مماثل وهو قياس ايضا نعم قال التي تفهم عن الله ورسوله وحيه وكلامه وتعقله وتعمل به علما وتعليما بحسب حالها الاراضي بحسب حالها. ومنها اراض تمسك الماء ولا تنبت الكلأ فينتفع الناس بالماء الذي تمسكه فيشربون ويسقون مواشيهم واراضيهم كالقلوب التي تحفظ الوحي من القرآن والسنة وتلقيه الى الامة. ولكن ليس عندها من الدراية والمعرفة بمعانيهما عند الاولين. وهؤلاء على خير ولكنهم دون اولئك قال ومنها اراض لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ. كمثل القلوب التي لا تنتفع بالوحي لا علما ولا حفظا ولا عملا ومناسبة الاراضي القلوب كما ترى في غاية الطهور. واما مناسبة تشبيه الوحي بالغيث فكذلك بان الغيث فيه حياة الأرض والعباد وارزاقهم الحسية. والوحي فيه حياة القلوب والأرواح ومادة ارزاقهم المعنى ولنتأمل في هذا المثل مرة اخرى ظرف الماء هو الارظ وظرف العلم هو القلب تأمل معي وعمل الارظ الزرع وعمل القلب وعمل القلب الفهم وثمار الارض هو ثمار الزرع وثمرة تعقل القلب هو العمل ثم من اين نزل المطر؟ ومن اين يأتي العلم؟ كلاهما من وحي السماء هذا وحي من الله العلم والمطر انبات من الله ينزل المطر بامره سبحانه وتعالى تأمل هذا الشيء العجيب ووجه المناسبة البديعة الرائعة ابتداء من الانزال وانتهاء بالثمار وهي الغاية المقصودة نعم احسن الله اليكم قال وكذلك مثل الله كلمة التوحيد بالشجرة الطيبة التي تؤتي اكلها كل حين لربها فكذلك شجرة التوحيد ثابتة بقلب صاحبها معرفة وتصديقا وايمانا وارادة لموجبها وتؤتي اكلها وهو منافعها كل وقت من النيات الطيبة والاخلاق الزكية والاعمال الصالحة والهدي استقيم ونفع صاحبها وانتفاع الناس به وهي صاعدة الى السماء لاخلاص صاحبها وعلمه ويقيني. والكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة وقيل هي النخلة كما في تفسير النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يرمونه الناس بالحجر وترميهم بالثمر هذا شيء عجيب سبحان الله شامخة الرأس لا تهزها الرياح العاتية ولا ولا تجففها اه الحرارة الشديدة ولا تؤثر فيها البرودة القارصة هذا هو المؤمن اخضر دوما لا يتأثر وانما ثابت بكلمة التوحيد. ولو جينا نظرب وجوه الاقيسة بين الشجرة الطيبة النخلة وبين الايمان في القلب لطالبنا المقام لكن هذا فقط مجرد تقريب نعم قال ومثل الله الشرك والمشرك بان من اتخذ مع بان من اتخذ مع الله الها يتعزز به ويزعم منه النفع ودفع الضرر في ضعفه ووهمه كالعنكبوت اتخذت بيتا وهو اوهن البيوت واوهاها فما ازدادت باتخاذه الا ضعفا الى ضعفها. كذلك المشرك ازداد باتخاذه وليا ونصيرا من دون الله الا ضعفا. لان قلبه انقطع عن الله ومن انقطع قلبه عن الله حله الضعف من كل وجه وتعلقه بالمخلوق زاده وهنا الى وهنه. فانه اتكل وظن منه حصول المنافع فخاب ظنه وانقطع امله. ابن القيم كلام ماتع في هذا المثل وانه هنا البيوت لبيت العنكبوت العنكبوت التي تبني البيت هي الانثى والله يقول في القرآن الكريم ما يعبدون من دونه الا اناثا تأملوا الان وان اوهن البيوت لبيت العنكبوت ثمان هذه الانثى بيتها من اوهى ما هو راء لا يمكن ان ترى بيت اوهن من بيت العنكبوت بالعين المجردة واذا تزوجت تقتل زوجها ثم اذا انجبت الاولاد يأكلون امهم فاي بيت اوهن من هذا البيت هذا حال المشركين وهذا حال الكافرين في الدنيا قبل الاخرة نعم قال واما المؤمن فانه قوي بالله بقوة ايمانه وتوحيده وتعلقه بالله وحده الذي بيده الامر نفع ودفع الضرر وهو متصرف في احواله كلها كالعبد الذي على صراط مستقيم في اقواله وافعاله منطلق الارادة حرا عن رق المخلوقين غير مقيد غير مقيد لهم بوجه من الوجوه بخلاف المشرك انه كالعبد الاصم الابكم الذي هو كل على مولاه اينما يوجهه لا يأتي بخير. لان قلبه للمخلوقين مفترق لهم ليس لهم طلاق وتصرف في الخير فمثله ايضا كالذي خر من السماء فتخطف تته الطيور ومزقته ومزقته كل ممزق. مشترق لهم حطوا عليها شدة ليس مشترق مشترق من الاشتراق وهو السرقة وانما المقصود هنا مسترق اي اصبح عبدا نعم احسن الله اليكم قال وهؤلاء الذين زعموا انهم الهة ينفعون ويدعون. لو اجتمعوا كلهم على خلق اضعف المخلوق لم يقدروا باجتماعهم على خلقه فكيف ببعضهم؟ فكيف بفرد من مليات الالوف منهم وابلغ من ذلك ان الذباب لو يسلخهم شيئا لم يقدروا على استخلاصه منه ورده. فهل فوق هذا الضعف ضعف وهل اعظم من هذا الغرور الذي وقع فيه المشرك شيء؟ وهو مع هذا الغرور وهذا الوهم والضعف منقسم القلب بين عدة الهة كالعبد الذي بين الشركاء المتشاكسين. لا يتمكن من ارضاء احدهم دون الآخر فهو معهم في شر دائم وشقاء متراكم. فلو استحضر المشرك بعض هذه الاحوال الوخيمة لربأ بنفسه ما هو عليه ولعلم انه قد اضاع عقله ورأيه بعدما اضاع دينه قال واما الموحد فانه خالص لربه لا يعبد الا هو ولا يرجو ولا ولا يرجو ويخشى الا هو وقد اطمئن قلبه واستراح وعلم انه على الدين الحق. وان عاقبته احمد العواقب ومآله الخير والفلاح والسعادة الابدية فهو في حياة طيبة ويطمع في حياة اطيب منها. نسأل الله ان يميتنا على التوحيد الموحد في سعادة في قلبه ولو كان في خلوة مع نفسه ولو كان في سجن تحت السياط ولو كان فقيرا مذلولا لكنه في سعادة ما يعلمها الا الله جل في علاه نعم قال ومثل الله الاعمال بالبساتين فذكر العمل الكامل الخالص له الذي لم يعرض له ما يفسده كبستان في سن المواضع واعلاها تنتابه الرياح النافعة وقد ضحى وبرزل وقد ضحى وبرزن او للشمس للمشمس او للشمس كله ايش قال وقد ضحى وبرز للشمس وفي خلاله الانهار الجارية المتدفقة فان لم تكن غزيرة فانها كافية له للذي ينزل من السماء ومع ذلك فارضه اطيب الاراضي وازكاها. فمع توفر هذه الشروط لا تسأل عن ما هو عليه من زهاء الاشجار وطيب الضلال ووفور الثمار فصاحبه في نعيم ورغد متواصل. وهو امن عن انقطاعه وتلفه فان كان هذا البستان لانسان قد كبر وضعف عن العمل وعنده عائلة ضعاف المساعدة منهم ولا كفاءة وقد اغتبط وقد اغتبط به وقد اغتبط به حيث كان مادته ومادة عائلته. ثم انه جاءته افة واعصار احرقه. واتلفه عن اخره فكيف تكون حسرة هذا المغرور؟ وكيف تكون مصيبته وهذا هو الذي جاء بعد العمل بما يبطن عمله الصالح من الشرك او النفاق او المعاصي المحرقة. فيا ويحه بعدما كان بستانا زاكيا زاهيا اصبح تالفا. قد ايس من عوده وبقي بحسرته مع عائلته هذا من احسن الامثال وانسبها. فقد ذكر الله صفة بستان فقد ذكر الله صفة بستان من ثبته الله على الايمان والعمل وبستان من ابطل من ابطل عمله بما ينافيه فيضاده ويؤخذ من ذلك ان الذي لم يوفق للايمان ولا للعمل اصلا انه ليس له بستان اصلا قال ووجه تشبيه الاعمال بالبساتين ان البساتين تمدها المياه وطيب المحل وحسن الموقع. فكذلك الاعمال يمدها الوحي النازل حياة القلوب الطيبة وقد جمع العامل جميع شروط قبول العمل من الاجتهاد والاخلاص والمتابعة فاثمر عمله كل زوج بهيج قال وقد مثل الله عمل الكافر بالسراب الذي يحسبه الظمآن ماء فيأتيه وقد اشتد به الظمأ وانهكه الإعياء فيجد ثوابا ومثله بالرماد الذي احرق فجاءته الرياح فذرته فلم تبق منه باقية. وهذا مناسب لحاله وبطلان عمله فان كفره ومعاصيه بمنزلة النار المحرقة وعمله بمنزلة الرماد والسراب الذي لا حقيقة وهو كان يعتقده نافعا له فاذا وصله ولم يجده شيئا تقطعت نفسه حسرات ووجد الله عنده فوفاه حسابه كما مثل نفقات المخلصين بذلك البستان الزكي الزاهي. ومثل نفقات المرائين بحجر املس عليه شيء من تراب فاصابه مطر شديد تركه صلدا لا شيء فيه. لان قلب المرائي لا ايمان فيه ولا اخلاص بل هو قاس الحجر فنفقته حيث لم تصدر عن ايمان بل رياء وسمعة لم تؤثر في قلبه حياة ولا زكاة هذا المطر الذي لم يؤثر في هذا الحجر الاملس شيئا قال وهذه الامثال اذا طبقت على ممثلاتها وضحتها وبينتها وبينت مراتبها من الخير والشر والكمال والنقصان ومثل الله حال المنافقين بحال من هو في ظلمة فاستنقذ نارا من غيره ثم لما اضاءت ما حوله وتبين الطريق ذهب نورهم وانطفأ ضوءهم فبقوا في ظلمة عظيمة اعظم من الظلمة التي كانوا عليها اولا وهكذا المنافق استنار بنور الايمان. فلما تبين له الهدى غلبت عليه الشقوة. واستولت عليه الحيرة فذهب عنه نوره احوج ما هو اليه. وبقي في ظلمة متحيرا. فهم لا يرجعون. لان سنة الله في عباده ان من بان له الهدى واتضح له الحق. ثم رجع عنه انه لا يوفقه بعد ذلك للهداة بانه رأى الحق فتركه وعرف الضلال فاتبعه. وهذا المثل ينطبق على المنافقين الذين تبصروا ثم غلبت عليهم الاغراض الضارة فتركوا الايمان. والمثال الثاني هو قوله او كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق. يجعلون اصابعهم في اذانهم من صواعق حذر الموت. والله محيط بالكافرين. ينطبق على المنافقين الضالين من المتحيرين الذين يسمعون القرآن ولم يعرفوا المراد منه. واعرضوا عنه وكرهوا سماعه اتباعا لرؤسائهم قال ومثل الله الحياة الدنيا وزهرتها والاغترار بها بحالة زهرة الربيع تعجب الناظرين وتغر جاهلين ويظنون بقائها ولا يأملون زوالها فلهوا بها عما خلقوا له. فأصبحت عنهم زائلة واضحوا لنعيمها مفارقين في اسرع وقت. كهذا الربيع اذا اصبح كهذا الربيع اذا اصبح بعد نشيما وبعد الحياة يبسا رميما. وهذا الوصف قد شاهده الخلق. واعترف به البر والفاجر ولكن سوق الشهوات وضعف قال ولكن سكر الشهوات وضعف داع الايمان اقتضى ايثار العاجل على الآجل. ونضرب مثلين لنرسخ اهمية العلم بمقاصد الامثال لما ذكر الله عز وجل ان باته للارض قال كذلك الخروج الكاف هنا المقصود به ظرب المثل اي مثل الذي ذكرناه الخروج وهنا يوجد مثل وهناك ممثل به تأمل معي المثل المراد ادراكه وتصوره ذهنيا هو خروج الناس من القبور الى الحشر والنشور الممثل به خروج النبات خروج الزرع والنخل باسقات لها طلع نظيد رزقا للعباد واحيينا به بلدة ميتا كذلك الخرج. اداة التشبيه اداة المثل هو الكاف هذا شيء عجيب سبحان الله يتأمله الانسان يجده في غاية المطابقة وهو السميع البصير الان المثل الما مضروب الان سواء قلنا ان الكاف هو اداة التشبيه فيكون المثل بمعنى ليس كقياسه شيء فكل ما ترونه من المحسوسات وكل ما تنظرونه من المرئيات وكلما تسمعونه من المسموعات او تتخيلونه من المتخيلات فالله فوق ذلك ليس كمثله شيء ليس كقياسه شيء. وهذا تفسير حسن والتفسير الاخر ان المثل بمعنى الذات والكاف هو بمعنى المثل او المثل المضروب اي ليس قياس ذاته شيء فكيف تقيسون عليه ذوات المخلوقات او افعال المخلوقات او صفات المخلوقات او اه اي شيء يتعلق بحقوق المخلوقات تجعلون ذلك كحق الله لا يمكن ذلك ومهما تأملنا في الامثلة القرآنية نستيقن ان القرآن كلام الله ولا يمكن لعبد من العباد ان يأتي بمثل هذه الامثال العجيبة البليغة الماتعة التي توصل الى الامر الغير محسوس بمثال محسوس باقرب طريقة وايسر اسلوب هذا لا وجود له الا في القرآن نعم احسن الله اليكم ثم قال رحمه الله القاعدة الثالثة والعشرون ارشادات القرآن على نوعين احدهما ان يرشد امرا ونهيا وخبرا الى امر معروف شرعا او معروف عرفا كما تقدم. والنوع الثاني ان يرشد الى استخراج اشياء النافعة من اصول معروفة. ويعمل الفكر في استفادة المنافع منها وهذه القاعدة شريفة جليلة القدر. اما النوع الاول فاكثر ارشادات القرآن في الامور الخبرية والامور الحكمية داخلة فيها قال واما النوع الثاني وهو المقصود هنا فانه دعا عباده في ايات كثيرة الى التفكر في خلق السماوات والارض وخلق الله فيها من العوالم والى النظر فيها. واخبر انه سخرها لمصالحنا ومنافعنا وانه انزل الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وسخر لكم ما في السماوات وما في الارض جميعا منه ونبه العقول على التفكر فيها واستخراج انواع العلوم والفوائد منها وذلك اننا اذا فكرنا فيها ونظرنا حالها وانتظامها ولاي شيء خلقت ولاي فائدة ابقيت وما في وماذا فيها من الايات وما احتوت عليه من من المنافع افادنا هذا الفكر فيها علمين جليلين احدهما اننا نستدل بها على مال الله من صفات الكمال والعظمة. وما له من النعم الواسعة والايادي المتكاثرة على صدق ما اخبر به من المعادي والجنة والنار. وعلى صدق رسله واحقية ما جاءوا به. وهذا النوع قد اكثر منه العين وكل كل ذكر ما وصل اليه علمه. وكل ذكر ما وصل اليه علمه فان الله اخبر ان الايات انما ينتفع بها اولوا الالباب وهذا اجل العلمين واعلاهما واكملهما قال والعلم الثاني اننا تفكروا فيها ونستخرج منها المنافع المتنوعة فان الله سخرها لنا وسلطنا على استخراج جميع ما لنا فيها من المنافع والخيرات الدينية والدنيوية. فسخر لنا ارضها لنحرفها ونزرعها ونغرسها ونستخرج معادنها وبركتها وجعلها طوع علومنا اعمالنا لنستخرج منها الصناعات النافعة. فجميع فنون الصناعات على كثرتها وتنوعها وتفوقها لا سيما في هذه كل ذلك داخل في تسخيرها لنا وقد عرفت وقد يعني الان الايات المضروبة التي امر الله فيها بالاعتبار في الامم السابقة على هذا القول نستفيد على هذه القاعدة نستفيد من الاعتبار فيها فائدتين نستفيد من الاعتبار فيها فائدتان الاولى ان نحمد الله عز وجل على ان انجانا واجعلنا مؤمنين حتى لا نهلك كما هلك وهذا هو الذي يدندن عليه كثير من المفسرين والثاني هو ان ننظر الى ما وصلوا اليه والى ما تعلموا حتى نأخذ من ذلك العلوم النافعة ونترك العلوم الضارة ومثل هذا الان لما يقول الله عز وجل قل سيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين فقط مجرد نسير في الارض لننظر كيف كان عاقبة المكذبين فنثبت على التوحيد هذا المراد الاساس وهو الاول الثاني ان ننظر ماذا عملوا من الشر فنبتعد عنه. وماذا كان عندهم من الخير وليس عندنا فنجتهد في تحصيله. سواء من كان في امور الدين او كان في امور الدنيا. والامم الكاذبة لا خير فيها دينيا وقد يكون فيها نوع من الخير الدنيوي ومثل هذا لما يقول الله عز وجل والسماء بنيناها بايد وانا لموسعون والارض فرشناها فنعم الماهرين على هذه القاعدة الاولى ان نحمد الله على الالاء والنعم الثانية ان نتفكر فيها وان نستفيد منها فيما ينفعنا في دنيانا كما اننا تفكرنا فيها لنستفيد منها في اخرانا والاول هو حال كثير من المفسرين والثاني تأخر فيه كثير من المسلمين ولو اننا عملنا في الثاني كما عملنا في الاول لما فاقنا احد ولكن هذه القاعدة عظيمة ينبغي لنا ان نتأمل فيها. لما يقول جل وعلا وفي انفسكم افلا تبصرون على هالقاعدة هذه نوع من الفكر فنشكر الله على آلائه ونعمه فينا وعلى القاعدة الثانية ان نتأمل في انفسنا كيف خلق الله السم كيف خلق الله البصر كيف يمكن معالجة البصر كيف يمكن آآ مداواة البصر؟ كيف كيف الى اخره؟ لابد ان نتفكر في هذه الامور هذا كله مجال لتطبيق هذه القاعدة نعم قال وقد عرفت الحاجة بل الضرورة في هذه الاوقات الى استنباط المنافع منها وترقية الصنائع الى ما لا حد له. وقد ظهر في هذه الاوقات من موادها وعناصرها امور فيها فوائد عظيمة للخلق. وقد تقدم لنا في قاعدة اللازم ان ما لا تتم به الامور المطلوبة فهو مطلوب. ما لا تتم به الامور المطلوبة الا به فهو مطلوب هذه ساقطة ما لا تتم الامور المطلوبة الا به فهو مطلوب هذا مثل القاعدة اللي درسناها في آآ القواعد الفقهية ما لا يتم الواجب الا به فهو واجب وما لا يتم المطلوب الا به فهو مطلوب من هذا الباب اذكر اني ذكرت مرة اه احد مشايخنا في التفسير بقوله جل وعلا عن قومي عاد قال وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون العظة والعبرة الفائدة الاولى ان نتأمل كيف كان عاقبة هؤلاء المكذبين الفائدة الثانية ان ندرك ان هؤلاء اتخذوا مصانع مو مصنع مصانع لماذا يبحثون عن الخلود في الارض يعني هم قبل هؤلاء الذين يبحثون اليوم عما يسمى باكسير الحياة او عن ما يسمى بماء الحياة او ما يسمى اه اه كيفية في البقاء على الشباب ابدا قد سبقنا اليه اقوام لكن لا مفر من ذلك ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم قطع هذا الباب ما في فائدة منه. صرف الاموال في هذا الباب لعلكم تخلدون ما في قال صلى الله عليه وسلم انزل ما من داء الا وانزل الله له دواء الا الا الهرم او الا السام في رواية نعم قال وهذا يدل على ان تعلم الصناعات والمخترعات الحادثة من الامور المطلوبة شرعا كما هو كما هي مطلوبة لازمة تنعقل وانها من الجهاد في سبيل الله ومن علوم القرآن فان القرآن نبه العباد على انه جعل الحديد فيه بأس شديد ومنافع الناس وانه سخر لهم ما في الارض فعليهم ان يسعوا لتحصيل هذه المنافع من اقرب الطرق الى تحصيلها وهي وهي معروفة بالتجارب وهذا من ايات القرآن وهو اكبر دليل على سعة علم الله وحكمته ورحمته بعباده. وبان اباح له هم جميعا نعم ويسر لهم الوصول اليها بطرق لا تزال تحدث وقتا بعد وقت. وقد اخبر في عدة آيات انه تذكرة يتذكر بها العباد كل ما ينفعهم فيسلكونه وما يضرهم فيتركونه وانه هداية لجميع المصالح وتعطيل المسلمين هذا الجانب ادى بهم الى التأخر ولو انهم عملوا بهذا الجانب لكانوا يعني سباقين في الامم حتى من الناحية الدنيوية نعم قال رحمه الله تعالى القاعدة الرابعة والعشرون القرآن يرشد الى التوسط والاعتدال في الامور ويذم التقصير والغلو ومجاوزة الحد. قال تعالى ان الله يأمر بالعدل. وقال قل امر ربي بالقسط والآيات الآمرة بالعدل والناهية عن ظده كثيرة. والعدل في كل الأمور لزوم الحد فيها والا يغلو والا يغلو ويتجاوز الحد كما لا كما لا يقصر ويدع بعض الحق ففي عبادة الله امر بالتمسك بما عليه النبي صلى الله الله عليه وسلم في ايات كثيرة ونهى عن ونهى عن مجاوزة ذلك وتعدي الحدود في ايات كثيرة وذم المقصرين عنه في ايات كثيرة فالعباد التي فالعبادة التي امر الله بها ما ما جمعت الاخلاص للمعبود والمتابع وما فقد فيها الامران او احدهما فهي من الاعمال اللاغية قال وفي حق الانبياء والرسل صلى الله عليهم وسلم امر بالاعتدال وهو الايمان بهم ومحبتهم المقدمة على محبة الخلق وتوقيرهم واتباعهم ومعرفة اقدارهم ومراتبهم التي اكرمهم الله بها ونهى عن الغلو فيهم في كثيرة وهو ان يرفع فوق منزلتهم التي انزلهم الله ويجعل لهم من حقوق الله التي لا يشاركه فيها مشارك شيء كما نهى عن التقصير في حقهم في الايمان بهم ومحبتهم وترك تنقيرهم وعدم اتباعهم وذم الغالين فيهم كالنصارى ونحوهم في عيسى في آيات كثيرة. كما ذم الجافين لهم كاليهود حيث قالوا في عيسى ما قالوا. وذم من فرق وبينهم فامن ببعض دون بعض واخبر ان هذا كفر بجميعهم وكذلك يتعلق هذا الامر في حق العلماء والاولياء يجب محبتهم ومعرفة اقدارهم ولا يحل الغلو فيهم واعطاؤهم شيئا من حق الله وحق رسوله الخاص ولا يحل جفاؤهم وعداوتهم فمن عادى لله وليا فقد بارزه تحارب قال وامر بالتوثق بالنفقات والصدقات ونهى عن الامساك والبخل والتقطير كما نهى عن الاسراف والتبذير وامر بالقوة والشجاعة بالاقوال والافعال ونهى عن الجبن وذم الجبناء واهل الخور وضعف النفوس. كما ذم المتهورين الذين حين يلقون بانفسهم وايديهم الى التهلكة. ما الفائدة من هذه القاعدة ان نعلم ان القرآن يرشد الى التوسط والاعتدال في الامور ويذم التقصير والغلو ومجاوز الفائدة هي ان اذا علمت بهذه القاعدة تعلم علم اليقين ان كل اوامر الشرع مبناه على العدل والتوسط وكل مناهي الشرع انما هو من بابين اما من باب ان فيه تقصيرا واخلالا واما انه من باب ان فيه غلوا ها ومجاوزة للحد هذه فائدة عظيمة وبهذا نعرف ان جميع الاوامر الشرعية كلها منتظمة في باب التوسع في باب الاعتدال في باب العدل في باب القسط في باب الخير الذي لا شر فيه نعم قال وامر وحث على الصبر في ايات كثيرة ونهى عن الجزع والهلع والسخط. كما نهى عن التجبر وعدم الرحمة والقساوة في آيات كثيرة وامر بأداء حقوق من له حق عليك من الوالدين والأقارب والأصحاب ونحوهم والإحسان اليهم قولا وفعلا وذم من قصر في حقهم او اساء اليهم قولا وفعلا كما ذم من غلا فيهم وفي غيرهم حتى قدم رضاهم على رضى الله وطاعتهم على طاعة الله قال وامر بالاقتصاد من الاكل والشرب واللباس ونهى عن السرف والترف كما نهى عن التقصير الضار للقلب والبدن. وبالجملة فما الله بشيء الا كان وسقا بين خلقين ذميمين. تفريط او افراط. دين الله وسط في الامور كلها وكذلك جعلناكم امة وسطا كيف وسط واحنا اخر الامم ها امة وسطا عدلا خيارا في جميع ابواب الشرع عدلا خيارا في جميع الاعمال في جميع الاقوال في جميع الاعتقادات في جميع الامور الحاضرة والغائبة نعم قال رحمه الله تعالى القاعدة الخامسة والعشرون حدود الله قد امر بحفظها ونهى عن تعديها وقربانها قال تعالى والحافظون لحدود الله وقال تلك حدود الله فلا تعتدوها. وقال تلك حدود الله فلا تقربوها. اما حدود الله فهي ما حده لعباده من الشرائع الظاهرة والباطنة التي امرهم بفعلها والمحرمات التي امرهم بتركها. فالحفظ لها اداء الحقوق اللازمة. وترك المحرمات الظاهرة والباطنة قال ويتوقف هذا الفعل وهذا الترك على معرفة الحدود على وجهها. ليعرف ليعرف ما ليعرف ما يدخل الواجبات ليعرف ما يدخل في الواجبات والحقوق فيؤديها على ذلك الوجه كاملة غير ناقصة. وما يدخل في ومات يتمكن من تركها. ولهذا ذم الله من لم يعرف حدود ما ما انزل ما انزل على رسوله. واثنى على من عرف ذلك يعني لابد من حفظ حدود الله لابد من حفظ حدود الله لاجل الامتثال وهذا لا يتأدى لا يتأتى الا بامرين الاول العلم بها والثاني عدم التعدي فيها وعدم قربان المخالفة فيها. نعم وحيث قال تعالى تلك حدود الله فلا تعتدوها. كان المراد بها ما احله لعباده وما فصله من الشرائع فانه نهى عن مجاوزاتها وامر بملازمتها كما امر بملازمة ما احله من الطعام والشراب واللباس والنكاح ونهامنت ونهى من تعدي ذلك الى ما حرم منها من الخبائث. وكما امر بملازمة ما شرعه من في النكاح والطلاق والعدد وتوابع ذلك. ونهى عن تعدي ذلك يا فعل ما لا يجوز شرعا. وكما امر بالمحافظة على وما فصله من احكام المواريث ولزوم ولزوم حده. ونهى عن تعدي ذلك وتوريث من لا يرث. وحرمان من يرث لماذا فرضه وفصله بغيره؟ وحيث قال تلك حدود الله فلا تقربوها. كان المراد بذلك فان قوله فلا تقربوها. نهي عن فعلها ونهي عن مقدماتها واسبابها الموصلة اليها والموقعة بها كما نهاهم عن المحرمات عن الصائم وبين لهم وقت الصيام فقال تلك حدود الله فلا تقربوها وكما حرم على الازواج ان يأخذوا مما آتوا ازواجهم شيئا الا ان يأتين بفاحشة مبينة قال تلك حدود الله فلا تقربوها. وكما صرح بالمحرمات في قوله ولا تقربوا الزنا. وقال ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي احسن. الخير والسعادة والفلاح في معرفة حدود الله ايها المحافظة عليها. كما ان اصل الشر واسباب العقوبات الجهل بحدود الله. او ترك المحافظة عليها الجمع بين الشرين والله اعلم. يعني حيثما جاء كلمة فلا تعتدوا ولا تعتدوا وفإن المقصود هو التزام الامر من غير مجاوزة وحيثما جاء الامر فلا تقربوها ولا تقربوا فالمقصود البعد عن المحرم المقصود البعد عن المحرم وكما ذكرنا هذا وهذا لا يتأتيان الا بمعرفتهما اولا ثم التزام الامر بلا تعد والتزام النهي بلا قربان. نعم احسن الله اليكم ثم قال رحمه الله القاعدة السادسة والعشرون الاصل ان الايات التي فيها قيود لا تثبت احكامها الا بوجود تلك القيود الا في ايات يسيرة يعني هذه القاعدة يمكن ان نعبر عنها بلفظ اخر فنقول ان الاوصاف المقيدة للحكم معتبرة الاوصاف المقيدة للحكم معتبرة الا في ايات يسيرة نعم قال وهذه قاعدة لطيفة فانه متى رتب الله في كتابه حكما على شيء وقيده بقيد او شرط لذلك شرط وتعلق الحكم به على ذلك الوصف الذي وصفه الله تعالى وهذا في القرآن لا حصر له. وانما المقصود ذكر تفنى من هذا الاصل الذي يقول كثير من المفسرين اذا تكلموا عليها هذا قيد غير مراد. وفي هذه العبارة نظر فإن كل لفظة في كتاب الله فإن الله ارادها وفيها فائدة قد تظهر للمتكبر للمتكلم وقد تخفى هذه قاعدة لابد ان ان يعني نتأصل فيها وان نثبت عليها ليس في القرآن ليس في القرآن شيء يصح ان نقول ان هذا غير مراد. هذا لا يجوز لا حرف ولا كلمة ولا جملة كل حرف في محله مراد بنفسه وكل كلمة في محلها مقصودة لذاتها او لغيرها وكل جملة فهي مراده ما يجي انسان يقول هذه جملة معترضة لا آآ ليس لها معنى ولا يجي انسان يقول هذه هذا وصف غير مراد ولا يأتي انسان ويقول هذا حرف زائد او صلة كما يخففه بعضهم يستحي يقول فيه شيء في القرآن زايد يقول صلة ما في لابد تعتقد ليس في القرآن ليس في كلام الرحمن شيء زائد بل كل حرف في محله كل كلمة في محلها كل جملة في مقامها مراد لمعنى لابد ان ننتبه لها طيب قد يأتي الان السائل ويقول القيود التي قلت انها غير مرادة المعنى لم جيء بها الان نجاوبك عليها نحن نقول ان الايات التي فيها قيود لا تثبت احكامها الا بقيود الا في مواضع يسيرة فان قال قائل هذه المواضع اليسيرة ما فائدة القيود فيها؟ اذا لم تكن مراده نقول لها فوائد وان لم تكن مراده في تخصيص الحكم لكن لها معنى اخر نعم قال وانما مرادهم بقولهم غير مراد ثبوت الحكم بها. وعلى هذا فلا يكون في اشكال في عبارتهم ولكن اذا عنوا انه غير مراد يعني مطلقا فهذا فيه نظر. نعم قال فاعلم ان الله تعالى يذكر الاحكام الشرعية من اصول وفروع. ويذكر اعلى حالة يبرزها فيها عباد قال ويذكر اعلى حالة يبرزها فيها لعباده ليظهر لهم حسنها ان كانت مأمورا بها او قبحها ان كانت منهيا عنها وعند تأمل هذه الآيات التي بهذا الصدد يظهر لك منها عيانا قال فمنها قوله تعالى ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به. ومن المعلوم ان من دعا مع الله الها اخر فانه كافر. وانه ليس له برهان وانما قيدها الله ليس له برهان لان الشرك لا يمكن لعقلا ولا فطرة ولا نقلا ان يكون له برهان ولذلك بعظ المفسرين يقول لا برهان له به هذا غير مراد يعني المعنى ومن يدعو مع الله الها اخر ها؟ فانه فانما حسابه عند ربي انه لا يفلح الكافر غاية الضعف وهدي الرسول واصحابه والمسلمين مخالف لهذا القول لا شك ان لا يجوز استخدام التيمم في السفر مع وجود الماء لذلك فلم تجدوا معا هذا قيد ولكن ليس قيدا في السفر وانما قيد مطلق طيب وقيد لا برهان له به ايوة وانما قال وانما قيدها الله بهذا القيد بيانا لشناعة الشرك والمشرك وان الشرك قطعا ليس له دليل شرعي ولا اعقلي والمشرك ليس بيده ما يسوء له شيئا من ذلك. ففائدة هذا القيد التشنيع البليغ على المشركين بالمعاندة مخالفة البراهين الشرعية والعقلية وانه ليس بايديهم الا اغراض نفسية ومقاصد سيئة. وان وانهم لو التفتوا ادنى التفات لعرفوا ان ما هم عليه لا يستجيزه من له ادنى ايمان ولا معقول. يعني لما يفكر الانسان لا برهان قال له به كيف يشرك بدل ما عنده برهان ولا يتصور وجود البرهان فهو نفي للواقع نفي للواقع لبيان شناعة هذا الامر انه لا يمكن ان يكون هناك برهان على الشرك فكيف يشركون؟ نعم قال ومنها قوله تعالى اللاتي دخلتم بهن. مع ان كونها في حجره او غير حجره ليس شرطا لتحريمها فانها تحرم مطلقة على قول جمهور العلماء من الائمة من الائمة الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين ومن بعدهم وهو قول الائمة اربعة ورواية عن آآ ابن عن علي رضي الله عنه وبعض الصحابة ان هذا القيد مراد معناه مخصوص الحكم به فعلى قولهم ان الربيب ان كانت في الحجر فهي محرمة وان لم تكن في الحجر فهي ليست محرمة لكن جمهور العلماء من السلف والخلف على خلاف هذا القول قالوا ان الربيب محرم مطلقا والربيبة هي بنت الزوجة او بنت بنت الزوجة او بنت ابن الزوجة وهكذا هذي تسمى الربيبة. نعم قال ولكن ذكر الله هذا القيد تشنيعا لهذه الحالة. وانه من القبيح اباحة الربيبة التي هي في حجر الانسان بمنزلة فذكر الله المسألة متجلية بثياب قبحها لينفر عنها ذوي الالباب. مع ان التحريم لم يعلق بمثل هذه حالة فالانثى اما ان تكون مباحة مطلقة او محرمة مطلقا سواء كانت عند الانسان ام لا كحالة بقي النساء المحللات والمحرمات. ما في شيء في قياس ما في انثى ان كانت عندك فهي محرمة ان كانت بعيدة عنك فهي محللة هذا لا قياس له اذا وربايبكم اللاتي في حجوركم هذا القرب والبعد ليس قيدا في الحكم وانما هذا القرب لبيان انها منزلة منزلة من هي في حجرك وهي البنت الاصيلة الصليبة نعم قال ومنها قوله تعالى ولا تقتلوه اولادكم من املاقا. وخشية عملاقة مع انه من المعلوم النهي عن قتل الاولاد في هذه الحالة وغيرها. فالفائدة في ذكر هذه الحالة انها حالة للسر كله كونه قتلا بغير حق وقتل من من جبلت النفوس على شدة الشفقة التي لا نظير لها عليه وكون ذلك صادرا عن التسخط لقدر الله واساءة الظن بالله. فهم تبرموا بالفقر هذا التبرم واساءوا بربهم حيث ظنوا انهم ان ابقوهم زاد فقرهم واشتدت ضرورتهم. فصار الامر بالعكس ايضا فانه اذا كان منهيا عن قتلهم في هذه الحال التي دفعهم اليها خشية الافتقار او حدوثه. ففي ففي غير الحالة من باب اولى واحرى. وايضا ففي هذا بيان للحالة الموجودة غالبا عندهم فالتعرض لذكر الاسباب الموجودة الحادثة فالتعرض لذكر الاسباب الموجودة الحادثة يكون اجلى واوضح للمسائل. قتل الاولاد محرم مطلق سواء كان يوجد املاق او لا يوجد فقيد من املاق لبيان انه اذا كان في شدة هذه الحالة محرم قتلهم فما دون ذلك من باب اولى هذه فائدة هذا الوصف مع ان القتل محرم مطلقا وايضا من الفوائد ما اشار اليه الشيخ وهو ان من املاق ان هذا كان حال الكفار انهم يقتلون اولادهم بسبب الاملاء. نعم قال واما قوله تعالى في الرجعة وبعولتهن احق بردهن في ذلك ان ارادوا اصلاحا. فمن العلماء من قال انه من هذا النوع وانه يستحق ردها. سواء اراد الاصلاح او لم يرده. فيكون هذا القيد حثا على لزوم ما امر الله به من قصد الاصلاح وتحريما لردها على وجه المضارة. وان كان يملك ردها كقوله تعالى فامسكوهن بمعروف او سرحوهن بمعروف ومن العلماء من جعل هذا القيد على الاصل العام وان الزوج لا يستحق رجعة زوجته في عدتها الا اذا قصد الاصلاح فاما اذا قصد فاما اذا قصد ضد ذلك فلا حق له في رجعتها وهذا هو الصواب. الاول هو قول الجمهور والثاني قول لبعض العلماء وهو رواية عن الامام احمد على كل حال بهذا يتحصل عندنا ان اوصاف المقيدة للاحكام منقسمة الى ثلاثة اقسام. الاصل ان الاوصاف تقيد الاحكام الواردة معها هذا هو الاصل الثاني بالاتفاق الوصف غير مقيد للحكم مثل ربائبكم ومثل من يدعو مع الله الها اخر ومثل وقتهم الانبياء بغير حق. الثالث متنازع فيه هل هذا الوصف مقصود مرتب عليه الحكم او ليس مقصودا مثل هذه الاية وبعولتهن احق بردهن في ذلك ان ارادوا اصلاح نعم قال ومنها قوله تعالى وان كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان مقب مع ان الرهن يصح حضرا وسفرا. ففائدة هذا القيد ان الله ذكر اعلى الحالات واشد الحاجات للراهن وهي هذه الحالة في السفر والكاتب مفقود والرهن مقبوض فاحوج ما يحتاج الانسان للرهن في هذه الحالة التي فيها التوثقات الا بالرهن المقبوض. وكما قاله الناس في قيد السفر فكذلك على الصحيح في قيده بالقبر وان قبضه ليس شرطا لصحته وانما ذلك للاحتياط وزيادة الاستيثاق وكذلك فقد الكاتب. نعم صحيح انه لا يشترط للرهان لا سفر ولا القبظ ولا عدم وجود الكاتب لكتابة الدين. يصح الرهن في جميع الاحوال نعم قال ومنها قوله تعالى واستشهدوا شهيدين من رجالكم فان لم يكونا رجلين فرجل امراتان ممن ترضون من الشهداء. مع ان الحق يثبت بالرجل والمرأتين ولو مع وجود الرجلين لكن ذكر الله اكمل حالة يحصل بها الحفظ للحقوق بدليل ان النبي صلى الله عليه وسلم قضى شاهد الواحد مع اليمين. والاية ليس فيها ذلك لهذه الحكمة. وهو ان الايات ارشد الله فيها عباده الى اعلى يحفظون بها حقوقهم لتمام راحتهم. وحسم اختلافهم ونزاعهم. يعني القيد فان لم يكونا رجلين. هذا القيد ليس اه قيدا في قبول شهادة المرأتين مع الرجل فاذا لماذا جيء بها؟ جيء بها لبيان الحالة الاكمل ببيان الحال اكمل الاكمل هو ان تشهد رجلين لانهم يستطيعون يذهبوا الى المحاكم والى القضاء والى كذا والى كذا والى كذا. نعم واما قوله تعالى فذكر ان نفعت الذكرى فانها من اصل القاعدة. ويظن بعض الناس انها من هذا النوع وانه يجب التذكير نفعت او لم تنفع لكن هذا غلط. هلا ان نفعت الذكرى فذكر هذا امر ان نفعت الذكرى هل الامر مقيد بالوصف؟ ان نفعت الذكرى على قول الشيخ ان كلمة ان نفعت الذكرى هذا قيد للامر وعلى قول بعض المفسرين ان هذا ليس قيدا له وانما ذكرت لبيان حال الاكمل اذا هذا من المتنازع فيه نعم قال فنفع الذكرى اذا كان يحصل بها الخير او بعضه او يزول بها الشر كله او بعضه. فاما اذا كان ضرر التذكير اعظم من نفعه فانه منهي عنه في هذه الحال. كما نهى الله عن سب الهة المشركين اذا كان وسيلة لسب الله وكما ينهى عن الامر بالمعروف اذا كان يترتب على ذلك شر اكبر او فوات خير اكثر من الخير الذي يؤمر به وكذلك النهي عن المنكر اذا ترتب عليه ما هو اعظم منه شرا وضررا. فالتذكير في هذه الحال غير مأمون به بل منهي عنه وكل هذا من تفصيل قوله تعالى ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة فعلم ان هذا مراد فعلم ان هذا قيد مراد الحكم بيسبوك فعلم ان هذا قيد مراد ثبوت الحكم بثبوته وانتفاء الحكم لانتفائه والله اعلم. ادع الى سبيل ربك بالحكمة معنى هذا الكلام لا يجوز ان الانسان يدعو الى سبيل الله بدون حكمة اذا يكون هذا القيد مرادا في فعل الامر. نعم قال ومنها قوله تعالى ويقتلون النبيين بغير الحق. مع انه لا يقع قتلهم الا بغير حق فهذا نظير ما ذكره في الشرك وان هذا تشنيع لهذه الحالة التي لا شبهة لصاحبها بل صاحبها اعظم الناس واشدهم اساءة. وكان ينبغي ان تذكر بعد الاول بعد قوله ومن يدعو مع الله الها اخر. ينبغي ان تذكر هناك نعم قال واما قوله تعالى ولا تقتلن النفس التي حرم الله الا بالحق. فليست منها هذا النوع وانما هي من النوع الاول الذي هو الاصل. والحق الذي قيدها الله به جاء مفسرا في قوله صلى الله عليه وسلم ام النفس بالنفس والزاني المحصن والتارك لدينه المفارق للجماعة قال ومنها قوله تعالى منكم من الغائط او لامستم النساء فلم تجدوا. فلم تجدوا ما فتيمموا. مع ان فقد الماء ليس من شرطه وجود السفر. فانه اذا فقد جاز التيمم نظرا وسفرا لكن ذكر السفر بيان للحالة الغالبة الموجودة التي يفقد فيها الماء. اما الحضر فانه يندر فيه عدم الماء جدا. ومن هذا السبب ظن بعض العلماء ان السفر وحده مبيح للتيمم. وان كان الماء موجودا وهذا في ان كنتم مرضى او على سفر ذكر السفر لبيان اغلب حالات التي لا يجد الناس فيها ماء نعم قال ومن ذلك قوله تعالى واذا ضربتم في الارض فليس عليكم جناح ان تقصروا من الصلاة ان خفت يفتنكم الذين كفروا. مع ان الخوف ليس بشرط لصحة القصر ومشروعيته بالاتفاق. ولما اريد هذا على النبي صلى الله عليه وسلم قال في جوابه صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته. يعني صدقة الله واحسانه في كل زمان ومكان لا لا تقيدوا بخوف ولا غيره. ومن العلماء من قال ان هذا القيد من القسم الاول وان وان القسم التام وهو قصر العدد وقصر الاركان والهيئات شرطه اجتماع السفر والخوف كما في الاية. فان وجد الخوف وحده لم يقصد عدد الصلاة وانما تقصر صفاتها وصفاتها وان وجد السفر وحده لم تقصر هيئاتها وشروطها وانما يقصر عددها هذا القول بان هذا القيد مقصود وان واذا ضربتم في الارض فليس عليكم جناح ان تقصروا من الصلاة ان خفتم اذا قلنا ان خفتم قيد مقصود في القصر فالمقصود بالقصر هنا القصر المطلق الذي يشمل العدد ويشمل الهيئة طيب اذا لم يوجد الخوف ووجد الظرب في الارض فالقصر يكون محصورا على العدد نعم قال ولا ينافي هذا كلام النبي صلى الله عليه وسلم فانه منا سألوه عن قصر العدد فقط فاجابهم بان الرخصة في فيه عامة في كل الاحوال. وهذا تقرير مليح موافق للآية. غير مخالف لحديث الرسول فيتعين الاخذ ومن هنا ندرك ان الخوف في حال الحظر ليس مبيحا لقصر العدد ولكنه مبيح لقصر هيئة الصلاة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى القاعدة السابعة والعشرون المحتجزات في القرآن تقع في كل المواضع في اشد الحاجة اليها قال وهذه القاعدة جليلة النفع عظيمة الوقع. وذلك ان كل موضع يسوق الله فيه يسوق الله فيه حكما من الاحكام او وخبر من الاخبار فيتشوف الذهن فيه الى شيء اخر الا وجدت الله قد قرن به ذلك الامر الذي يعلق في الاذهان فيبينه احسن بيان وهذا اعلى انواع التعليم الذي لا يبقي اشكالا الا ازاله ولا احتمالا الا وضحها وهذا يدل على سعة علم الله وحكمته وذلك في القرآن كثير جدا. ولنذكر بعض امثلة توضح هذه القاعدة وتحسن للداخل الدخول اليها. يعني لو قال لنا قائل ما فائدة المحترزات في القرآن؟ يمكن ان نجمعها في في الكلمتين اللتين ذكرهما الشيخ لا يبقي اشكالا الا ازاله ولا احتمالا الا وضح. هذه فائدة المحترزة المحترزات تدفع الاشكالات وتوضح الاحتمالات نعم قال فمن ذلك قوله تعالى انما امرت ان اعبد رب هذه البلدة التي لما خصها بالذكر ربما وقع في بعض الاذهان تخصيص ربوبيته بها ازال هذا الوهم بقوله وله كل شيء. هذا كلام عجيب لما يقرأ الانسان انما امرت ان اعبد رب هذه البلدة الذي حرمها كان يتوهم ربما في احتمال بعض العقول ان الله رب هذه البلدة فقط لذلك رفع هذا الاحتمال بقوله وله كل شيء هذا شيء تأملوا الان الثانية لو قال قال انما امرت ان اعبد رب هذه البلدة الذي حرمها. لماذا احترز بقوله الذي حرمها لان كلمة الذي حرمها فيه دلالة كما انه حرم هذه البلدة يستحق العبادة لذلك اعبده لا اعبد غيره الناس ما يستطيعون ان يحرموا بلدة ما الله حرمها نعم قال ومنها قوله تعالى فلا تكن في مرية مما يعبدها لما كان قد يقع في الذهن انهم على حجة وبرهان فابان بقوله ما يعبدون الا كما اعبدوا ابائهم من قبل انهم ضلال اقتدوا بمثلهم ثم لما كان قد يتوهم قد يتوهم المتوهم انهم في طمأنينة من قولهم. وعلى يقين من مذهبهم ولربما توهم ايضا ان الاليق الا تنبسط لهم الدنيا احتوز من ذلك بقوله وانهم لفي شك منه مريب. محترجات في القرآن باب عظيم يفتح العلم لما انت تقرأ في القرآن وتدعو في الفاتحة اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم مباشرة لو ان الانسان وقف الى هذا الحد يأتي السؤال ما حال اليهود والنصارى فجاء الجواب غير المغضوب عليهم ولا الضالين كل هذا دفع يعني ما من احتراز في القرآن الا وهو لازالة الاشكال او لتوظيح الاحتمال نعم قال ولما قال تعالى لا يستوي القاعدون من المؤمنين. ربما يظن الظن انهم لا يستوون مع المجاهدين ولو كانوا معذورين ازال هذا الوهم بقوله غير اولي الضرر قال وكذلك لما قال تعالى لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح يقاتل اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا وربما توهموا ربما توهم احد ان المفضولين ليس لهم عند الله مقام ولا رتبة. ما زال هذا الوهم بقوله وكل وعد الله الحسنى. ثم لما كان ربما يتوهم ان هذا الاجر يستحق بمجرد العمل المذكور ولو خلا من الاخلاص ازال هذا الوهم بقوله والله بما تعملون خبير. وبهذا استدل كما ان الصحابة كلهم الانصار والمهاجرون ومن اسلم بعد الفتح وهم مسلمة الفتح كلهم موعودون بالجنة وكلا وعد الله الحسنى حسن الجنة الحسنى حسن المئاب الحسنى طيب الحال وطيب المآل. نعم قال ومنها قوله تعالى وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الارض. ربما وقع في الذهن انهم مفسدون وقد يصلحون ازال هذا بقوله ولا يصلحون اي لا خير فيهم اصلا مع شرهم العظيم ومنها انه قال في عدة مواضع ولا تسمعوا ربما ربما يتوهم احد انهم وان لم يسمعوا فانهم يفهمون الاشارة ازال هذا الاحتمال بقوله اذا ولوا مدبرين فهذه حالة لا تقبل سماعا ولا رؤية لتحصل الاشارة وهذا نهاية الاعراض قال ومنها قوله تعالى ولكن الله يهدي من يشاء. ربما توهم احد اظن ان هدايته تقع جزافا من غير سبب ازال هذا بقوله. وهو اعلم بالمهتدين. اي بمن يصلح للهداية في زكائه وخيره ممن ليس كذلك. فابان ان هدايته تابعة لحكمته التي هي وضع الاشياء مواضعها. ومن كان حسن الفهم رأى من هذا النوع شيئا كثيرا قال رحمه الله تعالى القاعدة الثامنة والعشرون في ذكر الاوصاف الجامعة التي وصف الله بها المؤمن. لما الايمان اصل الخير كله والفلاح وبفقده وبفقده يفقد كل خير ديني ودنيوي واخروي. اكثر الله من ذكره في القرآن جدا امرا به ونهيا عن ضده وترغيبا فيه وبيان اوصاف اهله وما لهم من الجزاء الدنيوي والاخروي. فاما اذا كان المقام مقام خطاب للمؤمنين بالامر والنهي او مقام اثم ذات الاحكام الدنيوية بوصف الايمان فانها تتناول كل مؤمن سواء كان متمما لواجبات الايمان واحكامه او ناقصا في شيء منها. واما ان كان مقام مدح وثناء وبيان الجزاء الكامل للمؤمن فانما المراد بذلك المؤمن حقا الجامع لمعاني الايمان. وهذا هو المراد بيانه هنا. يعني المخاطبات في القرآن بحق اهل الايمان على ثلاث مراتب المرتبة الاولى اه اذا كان متعلقا بالامر والنهي فالخطاب لكل مؤمن زاد ايمانه او نقص واذا كان المقام مقام مدح مطلق فهو يعلق بالايمان التام وهو يعلق بالايمان التام وبين الايمان التام الايمان المطلق ومطلق الايمان مراتب وهي الثالثة نعم قال رحمه الله فنقول وصف الله المؤمن في كتابه باعترافه وتصديقه بجميع عقائد الدين وبارادة ما يحبه الله وبالعمل بما يحبه الله ويرضاه. وبترك جميع المعاصي وبالمبادرة بالتوبة مما صدر منه منها. وبان ايمانهم اثر في اخلاقهم واقوالهم وافعالهم وافعاله وبان ايمانهم اثر في اخلاقهم واقوالهم وافعالهم الاثار الطيبة. فوصف المؤمنين بالايمان بالاصول الجامعة وهو الايمان بالله ملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره. وانهم يؤمنون بكل ما اوتيه الرسل كلهم ويؤمنون بالغيب وصفهم بالسمع والطاعة والانقياد ظاهرا وباطنا ووصفهم بانهم اذا ذكر الله وجلت قلوبهم. واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون. الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفق هم المؤمنون حقا ووصفهم بان جنودهم تقشعر وعيونهم تفيض من الدمع وقلوبهم تلين وتطمئن لايات الله وذكره. وبانهم يخشون ربهم ربهم في الغيب والشهادة وانهم وانهم يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون. ووصف هم بالخشوع في احوالهم عموما. وفي الصلاة خصوصا. وانهم عن اللغو معرضون وللزكاة فاعلون وفروجهم حافظون الا على ازواجهم او ما ملكت ايمانهم وانهم بشهاداتهم قائمون ولاماناتهم وعهدهم مراعون. ووصفهم باليقين الكافيين ومن الذي لا ريب فيه وبالجهاد باموالهم وانفسهم في سبيل الله ووصفهم بالاخلاص لربهم في كل ما يأتون ويدهون ووصفهم بمحبة المؤمنين والدعاء لاخوانهم من المؤمنين السابقين واللاحقين انهم مجتهدون في ازالة الغل من قلوبهم على المؤمنين وبانهم يتولون الله ورسوله وعباده المؤمنين ويتبرأون من موالاة جميع اعداء الدين وبانهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويطيعون الله ورسوله في كل احوالهم فجمع الله لهم بين العقائد الحقة الكامل والانابة التامة التي اثارها الانقياد لفعل المأمورات وترك المنهيات والوقوف على الحدود الشرعية قال فهذه الاوصاف الجليلة وهي وصف المؤمن المطلق الذي سلم من العقاب واستحق الثواب ونال كل خير رتب على الايمان. فان الله ظهرت تبع الايمان في كتابه من الفوائد والثمرات ما لا يقل عن مئة فائدة. كل واحدة منها خير من الدنيا وما فيها رتب على الايمان رضاه الذي هو اكبر من كل شيء ورتب عليه دخول الجنة والنجاة من النار. والسلامة من عذاب القبر ومن صعوبات وتعسر احوالها والبشرى الكاملة في الحياة الدنيا وفي الآخرة. والثبات في الدنيا على الايمان والطاعات وعند الموت وفي القبر على الايمان والجواب النافع السديد ورتب عليه الحياة الطيبة في الدنيا والرزق والحق والحسنة يعني الشيخ رحمه الله له مؤلف مستقل بعنوان شجرة الايمان ذكر فيها ثمرات الايمان المئة نعم قال ورتب عليه الحياة الطيبة في الدنيا والرزق والحسنة وتيسير العقل اليسرى وتجنيبه للعسر وطمأنينة القلوب وراحة النفوس والقناعة وصلاح الاحوال وصلاح الذرية وجعلهم قرة عين للمؤمن والصبر عند المحن والمصائب وحمل الله عنهم الاثقال ومدافعة عنهم جميع الشرور والنصر على الاعداء ورفع المؤاخذة عن الناس والجاه والمخطئ منهم. وان الله لم يضع عليهم الا صار بل ازالها ولم يحملها ولم يحملهم ما لا طاقة لهم فيه. ومغفرة الذنوب بايمانهم والتوفيق للتوبة. فالايمان اكبر وسيلة للقرب من الله. والقرب من رحمته ونيل ثوابه واكبر وسيلة لمغفرة الذنوب وازالة الشدائد او تخفيفها. وثمرات الايمان على وجه التفصيل كثيرة وبالجملة خيرات الدنيا والآخرة مرتبة على الإيمان كما ان الشرور مرتبة على فقده والله اعلم قال رحمه الله تعالى القاعدة التاسعة والعشرون في الفوائد التي يجتنيها العبد في معرفته وفهمه لاجناس علوم القرآن وهذه تكاد ان تكون هي المقصود الاعظم في علم التفسير. وذلك ان القرآن مشتمل على علوم متنوعة واصناف افي جليلة من العلوم فعلى العبد ان يعرف المقصود من كل نوع منها ويعمل على هذا ويتبع الآيات الواردة فيه فيحصل المراد منها علما وتصديقا وحالا وعملا. وقد ذكر علماء علوم القرآن انواع علوم القرآن فقد ذكر الزركشي ما يقرب من خمسين نوعا وزاد السيوطي على ذلك لكن مع الاسف ان ما ذكره الشيخ هنا من انواع علوم القرآن هم لم يذكروه وهو المقصود الاعظم من علوم القرآن هذا الذي ذكره الشيخ هنا من انواع علوم القرآن هو المقصود الاعظم فكان ينبغي ان يقدم وكان ينبغي ان يذكر ويؤصل له لكن علوم القرآن اقول كما قال شيخ الاسلام رحمه الله كل كل عالم قال في القرآن بما وصل اليه علمه والقرآن لا منتهى له نعم قال فاجل علوم القرآن على الاطلاق علم التوحيد وما لله من صفات الكمال فاذا مرت عليه الايات في توحيد الله واسمائه وصفاته اقبل عليها. فاذا فهمها وفهم المراد بها اثبتها لله على وجه لا يماثله فيه احد عرف انه كما ليس لله مثيل في ذاته فليس له مثيل في صفاته. وامتلأ قلبه من معرفة ربه وحبه بحسب علمه كمال الله وعظمته فان القلوب مجبولة على محبة الكمال فكيف بمن له كل الكمال ومنه جميع النعم الجزال ويعرف ويعرف ان وان ويعرف ان اصل الاصول هو الايمان بالله وان هذا الاصل يقوى ويكمل بحسب لمعرفة العبد بربه وفهمه لمعاني صفاته ونعوته. وامتلاء القلب من معرفتها ومحبتها. وايضا يعرف انه بتكميله في هذا العلم تكمن علومه واعماله. فان هذا هو اصل العلم واصل التعبد قال ومن علوم القرآن صفات الرسل واحوالهم صفات الرسل واحوالهم وما جرى لهم وما جرى لهم وعليهم مع من وافقهم قال فهم وما هم عليه من الاوصاف الراقية. فاذا مرت عليه هذه الايات عرف بها اوصافهم. وازدادت معرفته به ومحبته وعرف ما هم عليه من الاخلاق والاعمال خصوصا امامهم وسيدهم محمدا صلى الله عليه وسلم. فيقتدي باخلاقهم مالهم بحسب ما يقدر عليه ويفهم ان الايمان بهم تمامه وكماله معرفته التامة باحوالهم ومحبتهم واتباعهم وفي القرآن من نعوتهم الشيء الكثير الذي يحصل به تمام الكفاية ويستفيد ايضا الاقتداء بتعليماتهم العالية وارشاداتهم للخلق وحسن خطابهم ولطف جوابهم وتمام صبرهم فليس القصد من قصصهم ان تكون سمرا وانما القصد ان تكون عبرة نرى قال ومن علوم القرآن علم اهل السعادة والخير واهل الشقاوة والشر. وفي معرفته لهم ولاوصافهم ونعوتهم فوائد الترغيب في الاقتداء بالاخيار والترهيب من احوال الاشرار. والفرقان بين هؤلاء وهؤلاء وبيان الصفات والطرق التي وصل بها هؤلاء الى دار النعيم واولئك الى دار الجحيم ومحبة هؤلاء الاتقياء منهم ومحبة هؤلاء الاتقياء من الايمان كما ان بغض اولئك من الايمان وكلما كان العبد اعرف لاحوالهم تمكن من هذه المقاصد قال ومن علوم القرآن علم الجزاء في الدنيا والبرزخ والاخرة على اعمال الخير واعمال الشر وفي ذلك مقاصد جليلة الايمان بكمال عدل الله وساعة فضله والايمان باليوم الاخر فان تمام الايمان بذلك يتوقف على معرفة كما يكون فيه والترغيب والترهيب بالرغبة في الاعمال التي رتب الله عليها الجزاء الجزيل والرهبة من ضدها قال ومن علوم القرآن الامر والنهي. وفي ذلك مقاصد جلية معرفة حدود ما انزل الله على رسوله. فان المكلفين مكلفون بمعرفة ما امروا به وما نهوا عنه وبالعمل بذلك والعلم والعلم والعلم سابق للعمل وطريق ذلك اذا مر عليه نص فيه امر بشيء عرفه. وفهم ما يدخل فيه وما لا يدخل وحاسب نفسه هل هو قائم بذلك كله او بعضه او تاركه؟ فان كان قائما به فليحمد الله ويسأله الثبات والزيادة من الخير ان كان مقصرا فيه فليعلم انه مطالب به وملزوم به. فليستعن فليستعن الله على فعله وليجاهد سهوا على ذلك وكذلك في النهي ليعرف ما يراد منه وما يدخل في ذلك الذي نهى الله عنه ثم لينظر في الى نفسه فان كان قد ترك ذلك فليحمد الله على ذلك ويسأله ان يثبته على ترك الملاهي كما يسأله الثبات على فعل الطاعات. وليجعل الداعي له على الترك امتثال طاعة الله. ليكن تركه ليكن تركه عبادة كما كان فعله عبادة وان كان غير تارك له فليتب الى الله منه توبة جازمة وليبادر. ولا تمنعه الشهوات الدنيئة عن مجانبة ما تدعو اليه النفس الامارة بالسوء. فمن كان عند هذه المطالب وغيرها عاملا على هذه الطريقة. فانه على الصراط المستقيم والطريقة المثلى فيما عليه من الاسترشاد بكتاب الله وحصل له بذلك علم وزير كثير. الحقيقة ان هذا هذه القاعدة الدالة على هذه العلوم اه الخمسة هي اعظم مقاصد القرآن الكريم لو قال لنا قائل ما هو اعظم مقصد من انزال القرآن؟ لقلن اعظم مقصد من انزال القرآن هو ايصال البشر الى العلم بهذه الامور الخمسة العلم بالله العلم برسل الله العلم بدين الله العلم باهل اه الايمان وظدهم والعلم بثواب الله وعقاب الله. هذه هي العلوم الخمسة هو المقصد الاساس من انزال القرآن الكريم ومع الاسف الذين كتبوا في علوم القرآن تركوا هذه الخمس وبدأوا يتكلمون في امور اخرى غير هذه العلوم الخمس الاساسية نعم احسن الله اليكم ثم قال رحمه الله القاعدة الثلاثون اركان الايمان بالاسماء الحسنى ثلاثة ايمان هنا بالاسم وبما دل عليه من المعنى وبما تعلق به من الاثار وهذه القاعدة العظيمة خاصة باسماء وفي القرآن من الاسماء الحسنى ما ينيف عن الثمانين اسما كررت في ايات متعددة بحسب ما يناسب المقام كما تقدم بعض الاشارة الى المناسبة بها قال وهذه القاعدة تنفعك في كل اسم من اسمائه الحسنى المتعلقة بالخلق والامر والثواب والعقاب فعليك ان تؤمن بانه عليم وذو علم عظيم محيط بكل شيء قدير ذو قدرة وقوة عظيمة ويقدر على كل شيء ورحيم ودود رحمة عظيمة ورحمته وسعت كل شيء. والثلاثة متلازمة فالاسم دل على الوصف. وذلك دل على المتعلق. فمن نفر واحدا من هذه الامور الثلاثة فانه لم يتم ايمانه باسماء الرب وصفاته. الذي هو اصل التوحيد ولنكتفي بهذا الانموذج ليعرف ان يعرف ان الاسماء كلها على هذا النمط هذا بالنسبة لاسماء الحسنى فان اه المعرفة بها او فهمها او تفسيرها لا يتم الا بهذه الامور الثلاث الايمان بالاسم او معرفة الاسمية ثم معرفة الوصفية المتضمنة آآ الاسم عليها ثم الاثر المتعلق بهذا الوصف وهذه القاعدة في الحقيقة ما ادري ما هو سبب تخصيص الشيخ لهذه القاعدة باسماء الرب لان هذه القاعدة منطبق على اسماء المعظمات الان لو قال لنا قائل الجنة الفردوس مثلا عدن لو قال لنا قال القرآن الكتاب الفرقان هذه اسماء المعظمات فيها هذه الامور الثلاثة ايماننا بالاسم وبما دل عليه والاثر المترتب عليه فالقرآن اسم لهذا الكتاب والوصف الذي دل عليه انه مقروء والاثر المترتب عليه ان نقرأه لما نقول الكتاب اسم لهذا القرآن والمعنى الذي دل عليه الكتاب هو الوصف كونه مكتوب او كونه يكتب والاثر المترتب ان نكتبه لنحفظه ولا نضيعه لمن يقول الفردوس الاعلى نؤمن بهذا الاسم وما تضمنه من المعنى والاثر ان ندرك انه اعلى الجنان فنعمل له نعم لكن هذا مطرد في اسماء الله غير مطرد في اسماء غير الله نعم احسن الله اليكم ثم قال رحمه الله القاعدة الحادية والثلاثون. الله في القرآن على نوعين عامة وخاصة كثر في القرآن ذكر ربوبية الرب لعباده ومتعلقاتها ولوازمها وهي على نوعين ربوبية عامة تدخل فيه المخلوقات كلها برها وفاجرها. بل مكلفوها وغير المكلفين حتى الجمادات. وهي انه تعالى المنفرج خلقها ورزقها وتدبيرها واعطائها ما تحتاجه. او تضطر اليه في ابقائها وحصول منافعها ومقاصدها. فهذه تربيتنا يخرج عنها احد لا يخرج عنها احد ابدا يدخل فيه عموم الخلق جنهم وانسهم مكلفهم وغير مكلفين هذي ربوبية عامة نعم قال والنوع الثاني في تربيته لاصفيائه واوليائه فيربيهم بالايمان الكامل ويوفقهم لتكميله. ويكملهم بالاخلاق ويدفع عنهم الاخلاق الرذيلة وييسرهم لليسرى ويجنبهم العسرى وحقيقتها التوفيق لكل خير والحفظ من كل شر وانالة المحبوبات العاجلة والآجلة وصرف المكروهات العاجلة والآجلة بحيث اطلقت ربوبيته تعالى فإن المراد بها المعنى الاول مثل قوله ونحو ذلك وحيث قيدت بما يحبه ويرضاه او وقع السؤال بها من الانبياء واتباعهم فان المراد بها النوع الثاني وهو متضمن للنوع الاول ولهذا تجد اسئلة الانبياء واتباعهم في القرآن بلفظ الربوبية غالبا فان مطالبهم كلها داخلة تحت ربوبيته الخاصة ليلحظ العبد هذا المعنى النافع. يعني لماذا يقول الانبياء ربنا ربنا ولا يقولون الهنا هذا السؤال يرد لان دعاء الله بالربوبية العامة سؤال من الله متوسلين بفعله وهذا سواء انتوا اه وجد منك شيء تستحق او لم توجد فانت تسأل الله بافعاله هذا امر من اكمل ما يكون واما اذا قال الانسان الهنا فهو يسأل الله بفعله اي عبدناك فاعطناه. يمكن عبوديتك ناقصة فما تستحق العطاء لذلك لا يسألون الله بكلمة الهنا وانما يسألون الله بكلمة ربنا ربنا ربنا. نعم قال ونظير هذا المعنى الجليل ان الله اخبر في عدة ايات ان الخلق كلهم عباده وعبيده السماوات والارض الاتي الرحمن عبدا. فكلهم مماليكه وليس لهم من والامر شيء ويخبر في بعض الايات ان عباده بعض خلقه كقوله وعباد الرحمن الذين يمشون على ارض هونا ثم ذكر صفاتهم الجليلة. اليس الله بكاف عباده؟ وفي قراءة عبده سبحان الذي اسرى بعبده وقوله وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فالمراد بها بهذا النوع من قاموا بعبودية الله واخلصوا له الدين على اختلاف طبقاتهم فالعبودية الاولى يدخل فيها هو الفاجر والعبودية الثانية صفة الابرار ولكن الفرق بين الربوبية والعبودية ان الربوبية وصف وفعله والعبودية وصف العبيد وفعلهم قال رحمه الله تعالى القاعدة الثانية والثلاثون اذا امر الله بشيء كان ناهيا عن ضده واذا نهى عن شيء كان آمرا بضده واذا اثنى على نفسه او على اوليائه واصفيائه بنفي شيء من النقائص كان ذلك اثباتا للكمال وذلك لانه لا يمكن امتثال الامر على وجه الكمال الا بترك ضده. فحيث امر بالتوحيد والصلاة والزكاة والصوم والحج وبر وصلة الارحام والعدل كان نهيا عن الشرك وعن ترك الصلاة وترك الزكاة وترك الصوم وترك الحج وعن العقوق والقطيعة وحيث نهى عن الشرك والصلاة الى اخر المذكورات كان امرا بالتوحيد وفعل الصلاة الى اخرها. وحيث امر بالصبر والشكر واقبال القلب الله انابة ومحبة وخوفا ورجاء كان نهيا عن الجزع والسخط وكفران النعم واعراض القلب عن الله. في تعلق هذه الامور غيره وحيث نهى عن الجزع وكفران النعم وغفلة القلب كان امرا بالصبر الى اخر المذكورات وهذا ضرب مثل والا فكل الاوامر والنواهي على هذا النمط وكذلك المدح لا يكون الا باثبات الكمالات. فحيث اثنى على نفسه وذكر تنزهه عن النقائص والعيوب كالنوم والسنة والنهوب والموت وقف اي شيء في العالم من الاعيان والصفات والاعمال وغيرها والظلم. لذلك الثناء عليه بكمال حياته وكمال يا قيوميته وقدرته وسعة علمه وكمال عدله. لان العدم المحض لا كمال فيه حتى ينفى تكميلا للكمال وكذلك اذا نفى الله عن كتابه الريب والاختلاف والشك والاخبار بخلاف الواقع كان ذلك لكمال دلالته على اليقين في جميع واستماله على الاحكام والانتظام التام والصدق الكامل. الى غير ذلك من صفات كتابه وكذلك اذا نفع الرسول الكذب والتقول والجنون والسحر والسعة والغلق ونحوها. كان ذلك لاجل اثبات كمال صدقه وانه لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى ولكمال عقله ولزوال كل ما يقدح في كمال نبوته ورسالته. فتفطن لهذه هذه القاعدة في كل ما يمر عليك من الايات القرآنية في هذه الامور وغيرها تنل خيرا كثيرا. والله هذه القاعدة فائدتها انك تستطيع ان تستخلص من كل امر نهيا عن ضده وان تستخلص من كل نهي امرا بكمال ظده هذه قاعدة عظيمة فانت حينما تقرأ ولا تقرب الزنا تقول اذا يجب المحافظة على الاعراض انت لما تقرأ والسارقة والسارق والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما تقول يجب المحافظة على الاموال. منين استفدت هذا من ان كل نهي يتضمن الامر بكمال ظده وكل نهي وكل امر يتضمن النهي عن ضده فهذا هذه مسألة عظيمة لما قال واقيموا الصلاة اذا لا تضيعوها لا تضيعوها واتوا الزكاة اي لا تبخلوا بها هاي مسائل مهمة احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى القاعدة الثالثة والثلاثون المرض في القرآن مرض القلوب نوعان مرض شبهات كوك ومرض شهوات المحرمات. الطريق الى تمييز هذا من هذا مع كثرة ورودهما في القرآن يدرك من السياق ان كان السياق في ذم المنافقين والمخالفين في شيء من امور الدين كان هذا مرض الشكوك والشبهات. وان كان السياق في ذكر المعاصي اليها كان مرض شهوة ووجه انحصار المرض في في هذين النوعين ان مرض القلب خلاف خلاف صحته وصحة القلب الكامنة بشيئين كمال علمه ومعرفته ويقينه وكمال ارادته ما يحبه الله ويرضاه. فالقلب الصحيح هو الذي عرف الحق واتبعه وعرف الباطل وتركه. فإن كان علمه شكا وعنده شبهات تعارض ما اخبر الله به من اصول الدين وفروعه كان علمه منحرفا. وكان مرض قلبه قوة وضعفا بحسب هذه الشكوك والشبهات. وان كانت ارادته هبته مائلة لشيء من معاصي الله كان ذلك انحرافا في ارادته ومرضا. وقد يجتمع الامران فيكون القلب منحرفا في وفي ارادته. فمن النوع الاول قوله تعالى عن المنافقين. في قلوبهم مرض وهي الشكوك والشبهات معارضة لرسالة محمد صلى الله عليه فزاده الله مرضا عقوبة على ذلك المرض الناتج عن اسباب متعددة كلها منهم وهم فيها غير معذورين. ونظير هذا قوله الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا الى رجسهم. وكذلك قوله تعالى يجعل اما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم. فان مريض القلب بالشكوك ضعف العلم اقل شيء يريبه ويؤثر فيه ويفتتن به. ومن الثاني قوله تعالى فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض اي مرض شهوة وارادة للفجور. اقل شيء من اسباب الافتتان يوقعه في الفتنة طمعا او فعلا فكل من اراد شيئا من معاصي الله فقلبه مريض مرض شهوة ولو كان صحيحا لاتصف بصفات الاذكياء الابرياء ياء الموصوفين بقوله ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم. وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان فضلا من الله ونعمة فمن كان قلبه على هذا الوصف الذي ذكره الله فليحمده على هذه النعمة التي لا يقاومها شيء من النعم. وليسأل الله الثبات على ذلك والزيادة من فضله لله ورحمته. هذه القاعدة نافعة ان امراظ المنافقين من جنس مرض الشبهات والشكوك وكذلك مرض الكفار والمشركين واما مرض اهل المعاصي فهي من امراض الشهوة وعلاج هذا وهذا في القرآن ولذلك قال جل وعلا فيه شفاء للناس. اي من الشكوك والشبهات وقال فيه شفاء للمؤمنين اذا شفاء للمؤمنين اي من المعاصي لان المؤمن ما عنده شكوك وشبهة بقي ايش؟ المعاصي ومن هنا ندرك انه ما في تعارض بين الايتين ما في تعارض بين الايتين. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى القاعدة الرابعة والثلاثون. دل القرآن في عدة آيات ان من ترك ما ينفع مع الامكان ابتلي بالاشتغال بما يضره وحرم الامر الاول وذلك انه ورد في عدة ايات ان المشركين لما زهدوا في عبادة الرحمن ابتلوا بعبادة الاوثان. ولما استكبروا عن الانقياد بزعمهم انهم بشر اقتنوا بانقياد لكل مارج العقل والدين. ولما اعرض عليهم الايمان اول مرة فعرفوه ثم تركوه قلب الله قلوبهم وطبع عليها وختم فلا يؤمنون حتى يروا العذاب الاليم. ولما بين لهم الصراط مستقيم وزاغوا عنه اختيارا ورضا بطريق الغي عن طريق الهدى عوقبوا بان ازاغ الله قلوبهم وجعلهم حائرين في طريقهم ولما اهانوا ايات الله ورسله انهم الله بالعذاب المهين. ولما استكبروا عن الانقياد للحق قيادة لهم في الحياة الدنيا ولما منعوا مساجد الله ان يذكر فيها اسمه واقربوها ما كان لهم بعد ذلك ان يدخلوها الا طائفين ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولكونن من صالحين فلما اتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون اعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه بما اخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون والآيات في هذا المعنى كثيرة جدا يخبر فيها ان العبد كان قبل ذلك بصدد ان يهتدي. وان يسلك الطريق مستقيمة ثم اذا تركها بعد ان عرفها وزهد فيها بعد ان سلكها. انه يعاقب ويصير الاهتداء غير ممكن في حقه جزاء على فعله كقوله عن اليهود نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب كتاب الله ورأى ظهورهم كأنهم لا يعلمون. واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان فانهم تركوا اجل الكتب وانفعها واصدقها فابتلوا باتباع ارذلها واكذبها واضرها والمحاربون لله ورسوله تركوا انفاق اموالهم في طاعة الرحمن وانفقوها في طاعة الشيطان. هذه القاعدة لعظيمة ينبغي للانسان ان ينظر اليها كيف ان القرآن يعالجها الانسان الذي يشتغل بالمباحات فانه يشتغل بشيء مباح لكن اذا ترك الاشتغال بما يقدر عليه من العبادات وماله الى المباحات ادى ذلك الى وقوعه في المحرم ولنحذر من هذا فالاشتغال بالمباح بالمباح لا ينبغي ان يصار اليه الا عند عند عدم الامكان عند عدم امكان الاشتغال بالعبادة او الطاعة ولنضرب على هذا مثلا لو ان انسانا امكنه ان يكسب رزقه مع العبادة فالمنبغاء لا يترك هذا العمل وان لا يلتفت الى رزق اوسع فيه كسب الرزق دون العبادة فانه سيبتلى هذه قاعدة عظيمة ايها الاخوة نسأل الله ان يبصرنا واياكم بخبايا انفسنا وزوايا الخبايا الموجودة في قلوبنا وان يصلح قلوبنا. نعم احسن الله اليكم ثم قال رحمه الله تعالى القاعدة الخامسة والخامسة والثلاثون في القرآن عدة ايات فيها الحث على اعلى المصلحتين وتقديم وتقديم اهون المفسدتين ومنع ما كانت مفسدته وارجح من مصلحته. وهذه قاعدة نبه الله عليها في ايات كثيرة فمن الاول المفاضلة بين الاعمال وتقديم الاعلى منها كقوله لا يستوي منكم من انفق منه من قبل الفتح الآية وقوله اجعلتم سقاية وعمارة الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله. الآية او القاعدون من المؤمنين غير اولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله. الاية ومن الثاني قوله تعالى وصدوا عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام واخراج اهله منه اكبر والفتنة اكبر من القتل. بين تعالى ان ما نقمه الكفار على المسلمين من ثان في الشهر الحرام انه وان كان مفسدة فما انتم عليه من الصد عن سبيل الله والكفر به. وبالمسجد الحرام واخراج اهله منه اكبر اقتلوهم كذلك جزاء الكافرين. الى قوله فإن انتهوا فلا عدوان لا على الظالمين. الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص وهو كل ما حرمه الله وامر باحترامه. فمن انتهكه فقد اباح الله الاقتصاص منه بقدر ما اعتدى به لا اكثر عند الله من القتل وقوله ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم ان تطأوهم الآيات فكفهم الله عن القتال في المسجد الحرام مع وجود المقتضي من الكفار خوف المفسدة خاتمة على ذلك من اصابة المؤمنين والمؤمنات من معرة الجيش ومضراته وكذلك جميع ما جرى في الحديبية من هذا الباب من التزام تلك الشروط التي ظاهرها ضرر على المسلمين. ولكن صارت هي عين هي عين المصلحة لهم. ومن هذا امر ومن هذا امره بكف الايدي قبل ان يهاجر الرسول الى المدينة. ومن هذا امره بكف بايديهم قبل ان يهادينا الرسول الى المدينة لان الامر بالقتال في ذلك الوقت اعظم ضررا من الصبر والاخلاد الى السكينة. ولعل منها هذا مفهوم قوله فذكر ان نفعت الذكرى يعني فإن ضرت فترك التذكير الموجب للضرر الكثير هو والآيات في هذا النوع كثيرة جدا قال ومن الثالث قوله تعالى يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس واثمهما اكبر من نفعهما. هذا كالتعليل العام ان كل ما كانت مضرته واثمه اكبر من نفعه فإن الله من حكمته لابد ان يمنع منه عباده ويحرمه عليهم. وهذا الأصل العظيم كما انه ثابت شرعا فانه هو المعقول بين الناس المفقودين على استحسانه والعمل به. في الامور الدينية سوى الدنيوية والله اعلم. يعني هذه القاعدة تعلمنا ببيان ان طريقة القرآن الحث على اعلى المصلحتين وتقديم عند الاضطرار تقديم اهون المفسدتين ومنع ما كانت مفسدته ارجح من مصلح طيب هنا يأتي السؤال كيف نعرف المصلحة وكيف نعرف المسكنة؟ المفسدة المصلحة ايها الاخوة قد تكون مصلحة اصلية المصلحة الاصلية هذا مأمور به في كل زمان خلاص انتهينا منه قد تكون مصلحة زمانية فيأمر بها في ذلك الزمان دون غيره قد تكون مصلحة مكانية فيؤمر بها في ذلك المكان دون غيره قد تكون المصلحة حالية فيؤمر بها في ذاك الحال دون غيره. نضرب مثال الان الايمان بالله مصلحة في نفسها. مأمور به في كل وقت ولا يمكن التنازل عنه لكن لو نظرنا لا يستوي منكم ان انفق من قبل الفتح وقاتل اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعده وقال. الان علق المصلحة الزمانية المتقدمة كانت اعظم من المصلحة زمانية المتأخرة فعلق الفضل بالمصلحة الزمانية الانفاق في نفسه كله خير كذلك المكان قد يجوز شيء في مكان دون غيره لذلك نحن لو قال لنا قائل كيف يشرع الله شيئا في دين موسى وعيسى ثم ينسخه؟ نقول قل للزمان والمكان الزمان والمكان. اما الايمان بالله مصلحة مطلقة لا يمكن نسخه ولا في اي دين واظح هذا ولا لا؟ كذلك المصالح المكانية المصالح الحالية عفوا هذه ينظر فيها بحسب احوالها فمتى ما وجد نفس الحال كان مأمورا بها متى ما انعدم نفس الحال لم يكن مأمورا به. مثلا فان لم تجدوا ماء فتيمموا هذه المصلحة متعلقة بهذا الحال في اي زمان في اي مكان كذلك المفسدة المفسدة ما هو مفسدة في نفسه مطلقا؟ هذا لا يمكن ان يباح في اي وقت او يأمر الله به في اي وقت ابدا وان ابيح في حال الاضطرار لكن لا يأمر الله به يبيحه ولا يأمر به مثل الكفر والشرك الله ما قال اذا اضطررت اكفر لاحظ ماذا قال؟ الا من اكره وقلبه اذا دل على الاباح لكن قال الا ما اضطررتم اليه معناه كلوا واشربوا اذا ما كان مفسدة في نفسها لا يأمر الله به وان اباحه في حال الاضطرار وما كان مصلحة مفسدة زمانية فهذه تحرم في زمان دون زمان وما كان مفسدة مكانية تحرم في زمان دون زمان وما كان مفسدة حالية يحرم في زمان دون زمان هنا اذا تعارظت انتبه المصالح الخالصة مقدمة. المفاسد الخالصة يجب تركها ما كان فيه مصلحة من وجه ومفسدة من وجه فحينئذ ما كانت مفسدته ارجح فهو المقدم نعم احسن الله اليكم ثم قال رحمه الله تعالى القاعدة السادسة والثلاثون طريقة القرآن اباحة الاقتصاص من المعتدي ومقابلته بمثل عدوانه والنهي عن ظلمه والندب الى العفو والاحسان قال وهذا في ايات كثيرة كقوله وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن ان صبرتم لهو خير للصابرين. وقوله وجزاء سيئة سيئة مثله فمن عفا واصلح فاجره على الله. انه لا يحب الظالمين فذكر المراتب الثلاث ولما كان القتال في المسجد الحرام محرما قال تعالى فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله وقوله يا يا ايها الذين امنوا كتب عليكم القصاص في القتلى. الحر بالحر والعبد بالعبد والانثى بانثى الآية وكتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس الاية ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا. وقوله لا يحب الله الجهر بالسوء من القول والآيات في هذا المعنى كثيرة والله اعلم. واهل الإيمان على هذه المراتب فاهل الاحسان والتقى على مرتبة العفو والاحسان والظالمين لانفسهم يعتدون في في القصاص والمقابلة والمقتصدين جزاء سيئة سيئة مثلها فجاءت الاحوال على الثلاث وانت اختر لنفسك ما تريد هل تريد ان تكون من السابقين؟ فاختر العفو والاحسان دائما وابدا تريد ان تكون من المقتصدين جزاء سيئة سيئة اما المرتبة الثالثة مقابلة الظلم بالظلم فهذا هذه مرتبة الظالمين. نسأل الله السلامة والعافية. نعم احسن الله اليكم ثم قال رحمه الله القاعدة السابعة والثلاثون اعتبر الله القصد والارادة في ترتب الاحكام على اعمال العباد وهذا الاصل العظيم صرح به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله انما الاعمال بالنيات والمقصود هنا انه ايات كثيرة جدا في هذا الاصل. فمنها وهو اعظمها انه رتب حصون الاجر العظيم على الاعمال بارادة وجهه لما ذكر الصدقة والمعروف والاصلاح بين الناس قال ومن يفعل ذلك بابتغاء مرضات الله فسوف نؤتي فيه اجرا عظيما. وقال ومثل الذين ينفقون اموالهم ابتغاء طاعة الله وفي مقابله قال وصف الله نبيه وخيار خلقه من الصحابة رضي الله عنهم بانهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا. وقال تعالى في الرجعة وبعولتهم ما حق بردهن في ذلك ان ارادوا اصلاحا. وقولهم لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم وقال تعالى من بعد وصية يوصى بها او دين غير وقوله فان قبل لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا لا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل الا ان تكون تجارة عن تراب ان منكم وقال تعالى وان تخالطوهم فاخوانكم والله يعلم المفسد من المسلم وفي دعاء المؤمنين ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا واخطأنا قال الله قد فعلت وليس عليكم جناح فيما اخطأتم به ولكن ما قلوبكم وذكر الله قتل الخطأ ورتب عليه الدية والكفارة ثم قال ومن يقتل مؤمن من متعمدا فجزاءه جهنم خالدا فيها وغضب الله الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما. وقال في الصيد ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم الاية وقال احذروه الى غير ذلك من الآيات الدالة على ان اعمال الابدان واقوالا اللسان صحتها وفسادها اجرها او وزرها بحسب ما قام بالقلب لا مؤاخذة الا بارادة ونية الله لا يؤاخذ العباد الا على ارادة منهم ونيات نعم احسن الله اليكم ثم قال رحمه الله القاعدة الثامنة والثلاثون قد دلت ايات كثيرة على جبر خاطر المنكسر ومن تشوفت نفسه لامر من الامور ايجابا او استحبابا. وهذه قاعدة لطيفة اعتبرها الباري وارشدها عباده اليها في عدة آيات منها المطلقة فإنه لما كانت في الغالب منكسرة القلب حزينة على فراق بعلها امر الله بمتعتها على الموسي قدره وعلى المقتن قدره متاعا بالمعروف. وكذلك من مات عنها فان من تمام جبر خاطرها ان تمكث عند اهله سنة كاملة وصية ومتعة موظب فيها وكذلك اوجب الله للزوجة على الزوج النفقة والكسوة في مدة العدة اذا كانت رجعية او كانت املا مطلقا. وقال تعالى واذا حضر القسمة اولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم انه وقولوا لهم قولا معروفا. طيب ولو قال لكم قائل واحدة طلقت وهي اللي طلبت الطلاق ليش نعطيها متعة الطلاق هي هي اللي طلب الطلاق ما في جبر كسر ولا هي حزينة على بعلها لماذا نعطيها متعة الطلاق يقال الجواب يعطى مطلق الطلاق متعة الطلاق لانها ستجلس العدة فيجبر في مدة جلوسها للعدة بهذه النفقة. نعم قال ويدخل الواجب والمستحب في مثل قوله واتوا حقه يوم حصاده وكذلك اخباره عن عقوبة اصحاب الجنة الذين اقسموا ليصرمنها مصبحين. وتواصوا الا يدخل لا يدخلنها اليوم مسكين وقال تعالى اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما افلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما. واخفض لهم جناح الذل من الرحمة. الى قوله وات ذا القربى حقه والمسكين وبنسه نبيل وقد ذكر الله جبره لقلوب انبيائه واصفيائه اوقات الشدات واجابته لادعيتهم اوقات الحاجات وامر عباده بانتظار الفرج عند الازمات فهذا اصله فهذا اصل قد اعتبره الله وارشد اليه فينبغي للعبد ان يكون على باله في وقت المناسبات ويعتبره عند وجود سببه. ينبغي للانسان ان يجبر خاطر اخيه قاطرة جارية خاطرة صاحبته وهي زوجته قاطر اولاده خاطر ابائه وامهاته. لان هذه قاعدة الله امر بجبر خواطر المنكسرين نكتفي بهذا ان شاء الله وارجو من الاخوة ان يستعدوا لان غدا تكون عندنا الجلسة الختامية نمدها مدا ولو الى المغرب فتكونوا مستعدين ان شاء الله نسأل الله عز وجل العلم النافع والعمل الصالح سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك