اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية ايات وتفسير برنامج من اعداد وتقديم الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده قل لا اسألكم عليه اجرا للعالمين وما قدروا الله حق قدره اذ قالوا ماء انزل الله على بشر من شيء كل من انزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم ثم ذرهم في خوضهم يلعبون الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى اما بعد بعد ان ذكر الله عز وجل انه كان من فضل الله على ابراهيم عليه السلام وما جزاه به على طاعته لله واخلاصه التوحيد له ويقينه في نصر الله لانبيائه ورسله انه وهب له اسحاق ويعقوب وجعل في ذريته النبوة والكتاب لتثبيت فؤاد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتأكيد انه ليس بدعا من الرسل. وندد بالمشركين الذين محبة ابراهيم عليه السلام وهم يناقضون مذهبا. وبين عز وجل ان الشرك يحبط كل عمل صالح وبشر نبيه صلى الله عليه وسلم بانتصار الاسلام الذي هو دين جميع الانبياء والمرسلين اكد هنا ان اولئك الانبياء والمرسلين هم المستقيمون على منهج الهدى وامر نبيه صلى الله عليه وسلم بسلوك منهجهم والاقتداء بهداهم في الاستمساك بشريعة الله والوقوف عند حدود الله واجتناب الشرك بالله وطلب من رسوله صلى الله عليه وسلم ان ينبه المشركين الى حجة ظاهرة نثبت ان محمدا هو رسول الله حقا وصدقا وتدحض حجتهم وباطلهم حيث انتصب صلى الله عليه وسلم لدعوتهم الى الهدى والنجاة. والفوز بالحياة الطيبة في الدنيا والاخرة. وهو لا يسألهم على كذلك اجرا. وهو قد جاءهم بالدين الذي يحصل لمن يستمسك به. جاءهم بالدين الذي يحصل لمن يتمسك به الشرف الرفيع مهما كان جنس او لونه او مكانه او زمانه. وهو تذكير للعالمين. وليس على رسول الله صلى الله عليه وسلم الا البلاغ ثم وبخ المشركين واليهود الذين ينكرون الرسالة ويزعمون ان الله عز وجل ما انزل كتابا ولا وحيا على بشر وامر رسوله صلى الله عليه وسلم ان يسألهم من انزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس ولن يستطيع احد من هؤلاء المشركين واليهود ان ينكر نزول التوراة على موسى فانهم جميعا مقرون بذلك لا يستطيعون انكاره بحال. وفي ذلك يقول تبارك وتعالى اولئك الذين هدى الله فبهداهم مقتضى. قل لا اسألكم عليه اجرا ان هو الا ذكرى للعالمين. الى قوله تبارك وتعالى والذين يؤمنون بالاخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون والاشارة في قوله تبارك وتعالى اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتضى. الى الانبياء المشار اليهم بقوله عز وجل اولئك الذين اتيناهم الكتاب والحكم والنبوة. ومعنى هدى الله ومعنى هدى الله. ومعنى هدى الله. اي هداهم الله فهو وفقهم الى الصراط المستقيم. وصانهم من الانحراف عن دينه القويم. وجعلهم ائمة الهدى. ومعنى قوله عز فبهداه مقتضى اي فانهج منهجه واتبع سبيلهم والزم هداهم في الاستمساك بشريعة الله والوقوف عند حدود فيما يوحى اليك كما التزموا بحدود الله فيما اوحى اليهم. وما شرع لهم. كما قال عز وجل شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليه وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى نقيم الدين ولا تتفرقوا فيه ولا خلاف عند اهل العلم في ان الانبياء متفقون في اصول الشريعة وان لكل رسول من رسل الله صلى الله عليه وسل عليهم وسلم منهجا يلائم امته كما قال عز وجل لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا فما ثبت نسخه من شرائع الانبياء السابقين فانه ليعمل به بعد النسخ وقد اقتضى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بداوود عليه السلام في السجدة. فقد قال البخاري في تفسير سورة الانعام حدثني ابراهيم بن موسى اخبرنا هشام ان ابن جريج اخبرهم قال اخبرني سليمان الاحول ان مجاهدا اخبره انه لو سأل ابن عباس افي صاد سجدة؟ فقال نعم. ثم تلا ووهبنا له اسحاق ويعقوب الى قوله فبهداه مقتضى ثم قال هو منهم زاد يزيد ابن هارون ومحمد ابن عبيد وسهل ابن يوسف عن العوام عن مجاهد قلت لابن عباس فقال نبيكم صلى الله عليه وسلم ممن امر ان يقتدي به. وقال البخاري في تفسير سورة صاد حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة علي العوام قال سألت مجاهدا عن السجدة في صاد قال سئل ابن عباس فقال اولئك الذين هدى الله في هداه مقتدى. وكان ابن عباس يسجد فيها حدثني محمد بن عبدالله حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي عن العوام قال سألت مجاهدا عن سجدة صاد عن صجات الصاد فقال سألت ابن عباس من اين سجدت؟ فقال اوما تقرأ ومن ذريته داوود وسليمان اولئك الذين هدى الله فبهداهم مقتدى فكان داود ممن امر نبيكم صلى الله الله عليه وسلم ان يقتدي به فسجدها داوود عليه السلام فسجدها رسول الله صلى الله عليه وسلم انت وقوله تبارك وتعالى قل لا اسألكم عليه اجرا ان هو الا ذكرى للعالمين هو كقوله عز وجل وما تسألهم من اجر ان هو الا ذكر للعالمين والاحتجاج على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدم سؤاله اجرا على تبريغ على تبليغ الرسالة قد سلكه المرسلون قبله صلى الله عليه وسلم. كما ذكر عز وجل ذلك في مواضع من كتابه الكريم حيث يقول عن نوح عليه السلام ويا قومي لا اسألكم ما عليه مالا. ويا قومي لا اسألكم عليه مالا ان اجرى الا على الله في سورة هود ويقول عنه في سورة الشعراء وما اسألكم عليه من اجر ان اجري الا على رب العالمين ويقول عن هود عليه السلام وما عليه من اجر. ان اجري الا على رب العالمين. ويقول عن صالح عليه السلام وما اسألكم عليه من اجر. ان اجري الا على رب العالمين. ويقول عن لوط عليه السلام وما اسألكم عليه من اجر. ان اجري الا على رب العالمين. ويقول عن عليه السلام وما اسألكم عليه من اجر. ان اجري الا على رب العالمين. ولا شك ان من ينتصب للدعوة لاقامة في اقوم المناهج واحسن اساليب الحياة الطيبة التي تجلب عز الدنيا وسعادة الاخرة ويحفظ للناس انفسهم واموالهم واعراضهم وعقولهم دون ان يطلب منهم اجرا في مقابلة عمله هذا مع تعرضه تكذيب المكذبين وعناد المعاندين وافتراء المفترين واذى السفهاء الجاحدين. لابد وان يكون صادقا وقوله تبارك وتعالى وما قدروا الله حق قدره اذ قالوا ما انزل الله على بشر من شيء بيان لجهل المشركين واليهود بالله عز وجل. وعدم معرفتهم لاسمائه الحسنى وصفاته العلى. ونفيهم لرحمة الله واحسانه وجوده حيث زعموا انه لم ينزل كتابا ولم يرسل رسولا ولا شك ان انكار الرسالة طعن في الله تبارك وتعالى. ونسبة له الى الظلم والسفه والعبث وعدم الاحسان الى خلقه. بترك عباده سدى. يتخبطون في معايشهم مع ان الناس في حاجة الى النبوة والرسالة والكتاب اشد من حاجتهم الى الطعام والشراب لان الانسان مدني بالطابع كما يقرر علماء الاجتماع فلا يستغني عن الناس ولا يستغني الناس عنه. ولو ترك الناس لانفسهم لسلب القوي والغني الفقير والعزيز الذليل. ولصاروا كحيوانات الغابات. لذلك كانوا في امس الحاجة الى نظام يكفل لكل ذي حق حقه. والبشرية تعجز عن وضع مثل هذا النظام لخضوع الانسان للمؤثرات البيئية والنفسية لذلك اقتضت حكمة ارحم الراحمين. ورب العالمين الخبير ان يبعث في كل امة نذيرا ارسم له يرسم لها منهج سعادتها وعزها في الدنيا والاخرة. فمن زعم ان الله لم يرسل رسولا ولم ينزل كتابا على بشر فهو جاهل بالله عز وجل حاقد على الناس. ومعنى وما قدروا الله حق قدره. اي وما عظموا الله حق عظيمة وما عرفوه باسمائه الحسنى وصفاته العلى. وقد وصف الله تبارك وتعالى في هذا المقام من انكروا الرسالة بانهم ما قدروا الله حق قدره. كما وصف من اتخذ ندا لله عز وجل بانه ما قدر الله حق قدره حيث قال في سورة الحاج يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له. ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه. ضعف الطالب والمطلوب ما قدروا الله حق قدره. ان الله لقوي عزيز كما قال عز وجل في سورة الزمر قل افغير الله تامروني اعبد ايها الجاهلون. ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك ان اشركت ليحبطن عملك. ولتكونن من الخاسرين. بل الله فاعبد وكن من الشاكرين. وما قدروا الله حق قدره والارض عن قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه. سبحانه وتعالى عما يشركون. فيجب على من يريد السعادة لنفسه ان يقدر الله عز وجل حق قدره. كما يجب عليه ان يتقي الله حق تقاته. وان يجاهد فيه حق جهاده كما قال عز وجل وجاهدوا في الله حق جهاده. وقال اتقوا الله حق تقاته. والمراد من حق قدره وحق وحق طقاته ما كان مأمورا به. اي حق جهاده الذي امركم به. وحق تقاته التي امركم بها. واقدروه قدره الذي بينه لكم وامركم به. فصدقوا الرسول صلى الله عليه وسلم فيما اخبر. واطيعوه فيما اوجب وامر. على قدر استطاعته لانه عز وجل لا يكلف نفسا الا وسعها. اما ما يخرج عن طاقة البشر فذلك لا يذم احد على تركه. اما ما يخرج عن البشر فذلك لا يذم احد على تركه كالاحاطة بالثناء على الله واحصاء ذلك فانه خارج عن طاقة البشر ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعائه وهو ساجد لا احناء عليك انت كما اثنيت على نفسك. فقد روى مسلم في صحيحه. من حديث الصديقة بنت الصديق ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم اني اعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك واعوذ بك منك لا احصي ثناء عليك. انت كما اثنيت على نفسك وقوله تبارك وتعالى قل من انزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس نقد لما لما زعمه المشركون واليهود قوله تبارك وتعالى قل من انزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس. نقد لما لما زعمه المشركون واليهود المغررون بالمشركين الذين ادعوا ان الله تعالى ما انزل على بشر من شيء وقطع لشبهتهم على اكمل وجه والزام لهم بما لا سبيل لهم الى انكاره اصلا. فان المشركين كانوا مقرين بنزول التوراة على موسى عليه السلام. وكانوا يقولون لو انا انزل علينا الكتاب لكنا اهدى منهم كما ان اليهود اذا انكروا نزول التوراة على موسى. كما ان اليهود اذا انكر اذا كما ان اليهودي اذا انكر نزول على موسى كان خارجا عما يدعيه من اليهودية. ووصف الكتاب بكونه نورا وهدى للناس. لزيادة التقريع والتوبة وقوله تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا انتم ولا اباؤكم على اليهود الذين حرفوا التوراة وغيروا فيها. وزيادة وزيادة توبيخ لهم بسوء صنيعهم حيث كانوا يظهرون من اجزاء التوراة ما يشتهون ما يشتهون. حيث كانوا يظهرون من اجزاء التوراة ما يشتهون ويخفون ما لا يشتهون قد كتموا صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم واخفوا احكام الرجم وحد السرقة ونحوهما واتبعوا تعاليم تلمود العنصرية التي وضع وضعها لهم احبار السوء مما لا وجود لها في التوراة كما اشار الى ذلك قوله تبارك تعالى يا اهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير. وقوله قل امر لرسول الله صلى الله عليه وسلم بان يجيب عنهم اشعارا بتعيين الجواب بتعين الجواب الذي واعلاما بانهم افحموا ولم يقدروا على النطق بالجواب خجلا. اي قل لهم الله الذي انزل الكتاب الذي جاء به موسى وقوله عز وجل ثم ذرهم في خوضهم يلعبون. قال ابن كثير رحمه الله اي ثم دعهم في جهلهم وضلالهم يلعبون حتى يأتيهم من الله اليقين فسوف يعلمون الهم العاقبة ام عباد الله المتقين انتهى والى الحلقة التالية ان شاء الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله الله وبركاته ايات وتفسير برنامج من اعداد وتقديم الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد