وكيف اجنحته ان كان يحترم نفسه وعقله فسيقول لا اعلم لماذا لا تعلم انت اثبت له الاجنحة وهو معنى ولم تثبت له الكيف والكم قال لان الاول جاء به النص والله جل وعلا لا ند له لانه فرد في جنسه فلا يتصور الندي من جنسه ولان غيره مخلوق فلا يتصور الندية من المخلوق للخالق سبحانه وتعالى اذا كان لا سمي له ولا كفؤ له ولا ند له ولا ضد له بقي الان سؤال واحد هل يقاس بخلقه جاء الجواب من الشيخ رحمه الله بقوله ولا يقاس بخلقه امتثالا لقول الله جل وعلا فكل ممسل فهو مكيف وليس كل مكيف يكون ممثلا فمسلا قول القائلين ان من المتقولين الافاكين ان يد الله اربعين شبرا من شبر نفسه هذا تكييف وان لم يكن تمثيلا الحمد لله رب العالمين احمده سبحانه ولي الصالحين المتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه واختفى اسره الى يوم الدين وبعد قوله ومن الايمان بالله الايمان بما وصف به نفسه في كتابه العزيز من هنا في قوله ومن الايمان بالله من بيانية ويصح ان يكون تبعيضية اي ان الايمان بالله من منه الايمان بما وصف به نفسه منه الايمان بما وصف به نفسه هذا اذا قلنا ان من تبعيضية واذا قلنا ان من بيانية فمعناه الايمان بالله هو الايمان بما وصف به نفسه والثاني محتمل والاول محتمل فالايمان بالله عز وجل حتى يكون صحيحا وتاما بعد ان ذكرنا اركانه نبين هنا ان الكيفية الصحيحة للايمان بالله هي الواردة في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فان قال قائل هل الايمان بالله تعالى بابه عقلي او بابه نقلي فان المعتزلة ومن سار على نهجهم واتبع طريقتهم الخلفية زعموا ان الايمان بالله تبارك وتعالى باب عقلي وهذا الذي اوردهم المهالك واما اهل السنة والجماعة فانهم يقولون الايمان بالله تبارك وتعالى باب عقلي ونقلي جمله ابتداء مسائله يمكن للعقل ان يدركه من حيث الاجمال لان العقل يحكم بان الاثر لا بد له من مؤثر وان السبب لابد له من مسبب ان المخلوق لا بد له من خالق لكن حينما ينظر العقل الى جمال المصنوع يستدل على جمال الصانع لكن لا يستطيع ولا يقدر ان يعرف صورة جماله وكيفية جماله ما لم يكن ثم الصبر ولهذا من الفروقات العظيمة بين بين اهل السنة وغيرهم من الفرق ان اهل السنة يرون ابواب الايمان الاصل فيه البناء على المنقول كما قال جل وعلا اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم والفرق ترى ان الاصل في هذا الباب المعقول ومن الفرق من قد توافقنا من الفرق من قد يوافقنا في ابتداء المسألة فيقولون باب من قولي لكنهم يزعمون انه المنقول الذي يفهمه شيخ الطريقة او السيد او الامام ومن الايمان بالله الايمان بما وصف به نفسه قد سبق بيان ان المقصود بالايمان الاقرار والاذعان والقبول والعمل فنقر ونذعن بما وصف الله به نفسه في كتابه العزيز سواء كان الوصف الذي جاء مثبتا فنثبته او منفيا فننفيه فنقول هو الحي القيوم اثباتا لا تأخذه سنة ولا نوم مثل كيفياته غيبية صفة وجه الله جل وعلا وذاته سبحانه وتعالى ويده سبحانه وتعالى وعينه جل في علاه ونحو ذلك فالتعطيل هو الايمان باللفظ دون الايمان بالمعنى ومن هنا ندرك نافية الايمان بما وصف به نفسه وصف نفسه بالغني وغيره بالفقر وصف نفسه بالقيوم والقيام وغيره بالمقوم والمحتاج وصف نفسه بالخالق فغيره مخلوق والمقصود بكتابه العزيز يعني القرآن والقرآن عزيز لانه منيع يعز على احد ان يزيد فيه حرفا او ينقص منه حرفا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد فانت تقول هذا قصر عزيز اي منيع ويصح ان نقول ان القرآن هو الكتاب العزيز بمعنى نادر ليس له مثيل في الوجود فان قال قائل اليس قد انزل الله كتبا غيره؟ الجواب نعم لكنها غيرت وبدلت فبقيت عزة الكتاب وندرته في القرآن لانه الكتاب الوحيد الذي حفظه الله وابقى وايضا يصح ان نقول في كتابه العزيز العزيز بمعنى القوي وهو قوي على كل كتاب وعلى كل علم وكل علم في الوجود الدنيوي فالقرآن يحويه بل وفيه من علوم الاخرة ما لا تدركه العقول فهو عزيز بالمعاني الثلاثة العزة عز يعز اذا ندر وعز يعز اذا قوي وعز يعز اذا صار منيعا وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم فباب الايمان بالله بني على المنزل قرآنا كان او سنة وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وهذه ايضا من الفروقات الجلية العظيمة التي حبى الله بها الطائفة المنصورة الناجية اهل السنة والجماعة اذ انهم يستدلون في هذا الباب باحاديث النبي صلى الله عليه وسلم بخلاف غيرهم من الفراق فانهم يهملون الاحاديث اهمالا ويزعمون انها احاد وان كانت مشهورة يزعمون انها دون المتواتر فحينئذ لا تجدوا في كتبهم العقدية الا ما نذر من الاستدلال بالاحاديث النبوية لكن هذا الايمان بالله عز وجل بما جاء في كتاب الله وبما جاء في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيه ومن غير تكييف ولا تبذل هذه الضلالات الاربعة هي التي تعتري احوال الكلام فان الكلام يخرج عن المقصود اذا دخله التحريف او دخله التعطيل او دخله تكييف من السامع او دخله تمثيل من السامعين هذا في مطلق كلام الناس فكيف بكلام الله عز وجل واذا كان تحريف كلام الناس محرما وتعطيل كلام الناس عن المعاني محرما وتكييف كلام الناس عما لم يريدوه محرما وتمثيل كلام الناس عما لم يقصدوه اثما فكيف اذا وقعت هذه الضلالات الاربعة مع كلام الله عز وجل او مع كلام رسوله صلى الله عليه واله وسلم فحينئذ ندرك ان الامر اخطر وان الخطب جليل ومعنى قوله من غير تحريف غير بمعنى دون من دون تحريف والتحريف تفعيل من حرف حرف يحرف تحريفا فهو مصدر ومعنى حرف يمكن ان يعدى بفيه فيقال حرف في الشيء وهنا حرف في الكلام ويمكن ان يكون وصفا للفاعل فيقال حرف عن الكلام اي في العمل فاهل السنة والجماعة يؤمنون بما وصف الله به نفسه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يحرفون في كلم الله ورسوله ولا يحرفون عن كلم الله ورسوله فيلتزمونه علما وعملا ويقبلونه لفظا ومعنى واصل التحريف معناه التغيير والتبديل كما قال جل وعلا يحرفون الكلمة عن مواضعه وهذا التحريف انواع منه ما يكون تحريفا معنويا كقول بعضهم بل يداه مبسوطتان يعني قدرتاه وقد يكون تحريفا لفظيا كقول اليهودي في حطة حنطة بزيادة نون وكقول المؤولة في استوى على العرش استولى على العرش بزيادة اللام وقد يكون التحريف بتقديم او تأخير فالتحريف انواع والواجب الحذر منها كلها ولا تعطيل والتعطيل مصدر من عطل يعطل تعقيلا وعطل الشيء عن معناه اذا جعله مفرغا ومنه قوله جل وعلا وبئر معطلة معطلة يعني فارغة لا دلو فيها ولا ماء لان الناس هجروا والبئر اذا لم ينزح يجف كما هو معلوم فاهل السنة والجماعة يؤمنون بما وصف الله به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يفرغون معاني كلام الله عن محتواه فلا يقولون هذه الكلمة لا معنى لها ولا يقولون هذه الكلمة لا نفهم معناها لان الله خاطبنا بلسان عربي مبين والقرآن مبين وهدى للعالمين فكيف يكون فيه ما لا يفهم معناه كل ما في القرآن والسنة مفهوم المعنى حتى ما كان غيبا لكن الذي ربما لا يكون مفهوما هو الكيفيات بعض الغيبيات كيفيات الغيبيات ان هذا التعطيل خطير لانه يفرغ الكلام عن محتوى ويجعل الكلام غير مفهوم مثل الالغاز فالواجب هو الايمان والقول بالنص لفظا ومعنى وكما ان الله جل وعلا حفظ القرآن لفظا ونقل الينا لفظا من غير زيادة حرف ولا نقص فقد حفظ الله لنا الوحي معنى فنقل الينا تفاسير السلف حتى لا يقول متقول من الخلف في الاية مما لا يدل على معناه الكلمة من غير تحريف ولا تعطيل ومن هنا ندرك ان اهل البدع في موقفهم من النصوص انقسموا الى قسمين قسم حرفوا بزيادة او نقص فقسم عطلوا ومن غير تكييف ولا تمثيل التحريف والتعطيل غالبا ما يتعلق بالالفاظ والتكييف والتمثيل غالبا ما يتعلق بمعاني الالفاظ حينما يسمع الانسان معنى اليد فلو كان عاقلا عالما لم يتخيل كيفه لماذا لان اليد ما يتناول به لكن كيف هذا اليد يقول لا اعلم حتى تضيفه الى موصوفه فانظر هل اعلم كيفيتها او لا اعلم فان قلنا له يد الباب في علم ان المقصود ما به نحرك الباب فنفتحه فعلم المعنى وعلم الكيف واذا قلنا يد النملة تصور معنى اخر في الكيف واذا قلنا يد الفيل تصور معنى اخر في الكيف واذا قلنا ليس للطاهر يد تصور معنى اخر واذا قلنا يد الانسان تصور معنى اخر واذا قلنا يد الملك جبريل توقف قال لا اعلم كيف هي لانه غيب فمن باب اولى انه لا يعلم يد الرب جل وعلا وان كان يعلم المعنى من غير تكييف والتكييف مصدر من كيف الشيء يكيفه تكييفا اي جعل له كيفية معينة في ذهنه وانتم تعلمون ان العرب اليوم يسمونه مكيف الهواء مكيف لماذا مكيف؟ لانه يعدل المزاج والتكييف هو انطباع صورة في الذهن عن معنى كلم عن معنى كلام ولا تمثيل التمثيل مصدر من مثل يمثل تمثيلا ومثل الشيء جعل له مثيلا او قاسه بمثيل او اعتقد ان له نظيرا المثل هو المساوي للشيء سواء كان في شيء معين كالاصبع الخنصر مشابه للبنصر مشابه للابهام في كونهما من الاصابع مع اختلاف قوة الخنصر عن البنصر فالتمثيل قد يكون في جزئية معينة نقول خالد اسد الله واسد رسوله فالتشبيه هنا في الشجاعة ويقولون فلان اوتي مزمارا من مزامير ال داوود فشبه صوته بالمزمار لنغم صوته و التمثيل قد يكون كليا وقد يكون جزئيا وكله محرم فيما يتعلق في صفات الله تبارك وتعالى فلا يجوز بحال من الاحوال اينما نسمع اية فيها صفة لله تبارك وتعالى او حديثا فيها صفة لله تبارك وتعالى ان نعتقد لها كيفية في اذهاننا لا من حيث خصوص الوصف ولا من حيث عموم الاوصاف وكل وكل معطل فهو ممسل ومكيف وكل ممسل او مكيف فهو معطل لان الاول ما عطل صفات الله الا لظنه التمثيل او التكييف فاراد الهروب من هذا الظن فلجأ الى التحريف الذي قبل التعطيل وظن انه اصبح بينه وبين التكييف والتمثيل برزخا وما وكل ممسل معطل لان المعطل ظن ان تعطيل او اثبات النص بلا كيف تعطيلا للنص واراد الهروب منه فلجأ الى ما بعده وهو التكييف او التمثيل وبين التكييف والتمثيل عموم وخصوص لكنه ظلالة واما التمثيل فهو تشبيه شيء بشيء و لابد ان ندرك ان الايمان بالله تبارك وتعالى بابه الاقرار بالمنزل سواء كان قرآنا او سنة من غير تحريفه ولا تعطيل فنثبت الالفاظ كما هي مع معانيها ونبتعد عن التكييف والتمثيل فان قال قائل كيف يمكننا ان نهرب من التمثيل والتكييف ونحن مجبولون عند سماعنا المعاني تخيل كيفيات انطبعت في اذهاننا لواقع احوالنا فالجواب يجب على المسلم وعلى المؤمن ان يقطع العلائق فيما يضاف الى الله عز وجل مما هو متصور للخلائق والاصل في هذه القاعدة ان القول في الصفات كالقول في الذات وان اثبات المعاني لا يلزم منه اثبات التمثيل مثلا لو سألت اي انسان ميكائيل عليه السلام له اجنحة سيقول نعم له اجنحة لو قلت له ميكائيل ما الملك الموكل بالارزاق والقطر من السماء كم جناحا له الحمد لله فاطر السماوات والارض جاعلي الملائكة رسلا اولي اجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء ولكن لم يأتك كم جناحا لميكائيل وجاء في الحديث ان جبريل له ست مئة جناح ولم يأت كيف اجنحة جبريل فلا اعلم كيف اجنحة ميكائيل وكما ذكرت قبل ان المعنى يدرك من اللغة التي خاطبنا الله بها اما الكيف فهذه بحسب المضاف اليه والمضاف اليه ان كنا نجهل ذاته فقطعا اذا اضفنا اليه الصفة نجهل صفة صفاته المضافة اليه حينما نقول ملك الملائكة احياء كيف حياتهم لا يجوز ان يتخيل انسان ويقول حياتهم كحياتنا مبنية على الاكل والشرب لا سيما ما النص انهم صمد لا ياكلون ولا يشربون لا يجوز لانسان ان يتخيل ان الملائكة يمرضون كحياتنا لمجرد كونهم احياء فاثبتنا للملائكة صفة الحياة ولم نثبت لوازم الصفة الموجودة عند البشر وكذلك الرب تبارك وتعالى نثبت انه الحي القيوم ولا نخوض في كيفية حياته وانما نقول بما جاء فيه النص حياة تامة غني حميد لا تأخذه سنة ولا نوم فاذا تصوره انتبهوا تصور ان للنصوص الواردة في الصفات في الكتاب والسنة معاني الجواب نعم يمكن ان ندرك هذه المعاني اما تصور كيفياتها فلا يمكن لانها متوقفة على كيفية المضاف اليه. وكيفية المضاف اليه هو الله مجهولة عنا فتبقى كيفية الصفة مجهولة علينا نعم تفضل يا شيخ وقال رحمه الله تعالى بل يؤمن بان الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع مسير فلا ينقون عنه ما وصف به نفسه ولا يحرك الكلمة ولا يلحد اسماء الله واياته ولا يمثل من صفاته خلقه لانه سبحانه له ولا كفو او ولا ند له ولا يقاس خلقه سبحانه وتعالى فانه سبحانه اعلم بنفسه وبغيره واصدق قيلا واحسن حديث خلقه ثم رسله صادقون مصدقون اه قف على هذا قف على هذا الله يحفظك لعلنا الله يبارك لنا في الوقت وننهي قوله بل يؤمنون بل اظراب عن الكلام السابق وهو التحريف والتعطيل والتكييف اي بل يضربون عن التحريف والتعطيل والتكييف والتمثيل ويثبتون الصفات على ما ورد في الكتاب العزيز وفي السنة النبوية المشرفة بل يؤمنون بان الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فقوله ليس كمثله شيء نفي للمثلية ونفي المثلية متظمن لنفي الكيفية لان القاعدة قلنا ان المثلية اعم من الكيفية ان نسي الاعم يدل على نفي الاخص فاذا قلنا لا نبي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقط ان لا رسول بعده لان الرسول اخص من النبي فكل رسول نبي وليس كل نبي يكون رسوله وقوله وهو السميع البصير اثباته وفيه دلالة على وجوب ترك التحريف والتعطيل اذا اية واحدة هي الميزان في باب الصفات نثبت الصفات بلا مثل ليس كمثل الله شيء مع كونه سميعا بصيرا وهكذا في جميع الصفات ليس كيد الله شيء مع كونه له يد ليس كوجه الله شيء مع كونه له وجه ليس رحمة الله شيء مع كونه له رحمة ليس كفعل الله الخلق شيء مع كونه له فعل وهو الخلق فان قال قائل فما معنى الكاف في قوله ليس كمثله لو كان في غير القرآن لقال ليس مثله شيء وهو السميع البصير وقد اختلف السلف رحمهم الله بمعنى الكاف قال بعضهم ان الكاف صلة ومعناها انها للتوكيد ولكن الصواب ان الكاف في اللغة العربية لا معنى لها الا معنى واحد وهو التشبيه الكافية لا يأتي في اللغة الا بمعنى التشبيه فالمنفي هنا التشبيه طيب والمثل اذا قلنا ان المثل معناه التشبيه كأننا كررنا ليس مثله شيء الجواب لا لأن كلمة المثل في اللغة العربية لها معاني غير التشويه من معاني المثل العين عينه مثله يعني عينه جاء زيد بعينه وجاء زيد يمثل نفسه ما معنى يمثل نفسه؟ يعني بنفسي والمثل بمعنى الاصل والمثل بمعنى الشخص اذا المعنى ليس كمثله شيء يعني ليس كذاته شيء ليس كعينه شيء فلا يحتاج ان نقول ان الاية فيها صلة الكاف على بابه للتمثيل ليس مثل ذاته شيء واذا كان ليس مثل ذاته شيء فيترتب على ذلك انه ليس مثل صفاته شيء وشيء نكرة جاءت في سياق النفي فدلت على العموم وهو السميع البصير والسميع في اثبات صفة السمع والبصير في اثبات صفة البصر وجاء وهو السميع البصير اما ان نقول الواو حالية بمعنى والحال يعني مع انه ليس كمثله شيء الحال انه هو السميع العليم او عاطفة ليس كمثله شيء وهو السميع البصير عطف الصفة على صفة منفية ولهذا قال فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه لانهم ينطلقون من هذا الضابط الرباني الالهي الذي امر الله به في سورة الشورى فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه لا يقولون ان الله لا يتكلم ايها الاخوة يا طلاب العلم انتبهوا كيف يمكن لعاقل ان يقول كلاما يظاد كلام الله الله يخبر عن نفسه انه يتكلم ويأتي الرويبضة ويقول لا يتكلم الله يخبر عن نفسه انه يرحم ويأتي هناك من يقول لا يرحم لا يوصف بالرحمة ولا يحرفون الكلم عن مواضعه لانهم يثبتون بلا تحريف استوى استوى فان قال قائل ما معنى استوى قلنا الان وصلت الى الف العلم والف العلم ان تبحث كيف فسر السلف معنى استوى قالوا علا وارتفع واستقر استوى بمعنى فوق فوق العرش اذا لابد ان ندرك ان اهل السنة يثبتون ولا يحرفون الكلمة عن مواضعه ما جاء يقولون به سواء فهموا اه اه الكيف او لم يفهموه. طبعا في باب الصفات لا يكيفون ابدا ولهذا قال ولا يلحدون في اسماء الله واياته ولا يكيفون هم يفهمون المعنى ولا يحرفون والتكييف والتمثيل تحريف للكلم كما ان التعطيل تحريف للكلم واصل الالحاد معناه الميل ومنه قوله جل وعلا وذروا الذين يلحدون في اسمائهم اتركوهم وابتعدوا عنهم وهذا من اخبار الله بالغيب انه سيكون هناك اشخاص يلحدون في اسماء الله وصفاته والالحاد اما ان يقع في اسماء الله بانكارها او بزيادة فيها او بالنقص منها او بتسمية الله بما لم يسمي به نفسه او بتسمية المخلوقين باسماء الله هذه كلها من انواع الالحاد وقد يكون الالحاد في ايات الله سواء الايات الكونية المشاهدة فيأتي انسان ويقول ليس الله منزل المطر ليش نزل المطر قال المطر نزل بسبب الضغط الجوي سبب الرياح مسكين ينسب الفعل الى الاسباب ولا ينسبها الى خالق الاسباب فاهل السنة لا يلحدون في اسماء الله ولا في اياته الكونية المشاهدة والايات بمعنى العلامات والمعجزات الباهرات ولا في اياته المتلوة في الاحكام فالباب عندهم واحد كما يثبتون اسماء الله يثبتون ايات الله الشرعية. فليس عندهم تحريف وتعطيل وتكييف وتمثيل في شرع الله ولا في ما يتعلق بالله عز وجل ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه لماذا لا يكيفون لان الله عز وجل غيب ولم يأتنا نص في بيان كيفية ذاته ولا كيفية صفاته فلا نكيف ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه انطلاقا من الاية التي هي اصل وقاعدة عندهم ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ولقوله تعالى هل تعلم له سميا؟ الجواب لا نعلم له سميع ولقوله تعالى لم يكن له كفوا احد ومن حيث الدلالة العقلية قال الشيخ لانه سبحانه لا سمي له والسمي هو الذي يجاري الشيء في الشيء من حيث المساماة والمساواة لا يمكن لاي مخلوق ان يكون مساميا للرب جل وعلا هل تعلمونه سمية؟ الجواب لا نعلم له سمي فان قال قائل فان العبد يسمى رحيم والعبد رحيم نقول ليس الرحمة كالرحمة فعلمنا انتفاع السمي عن الله عز وجل ولا كفؤ له لقوله تعالى ولم يكن له كفوا احد والكفؤ المماثل في الفعل المماثل في الفعل وفي الاصل فمثلا يقال عند الفقهاء رحمهم الله العبد ليس كفئا للحر طيب هذا انسان وهذا انسان؟ المقصود يعني في ليس كفئا في الاصل لان كون هذا عبد وهذا حر فاكثر ما يطلق في الكفؤ انما يطلق في الافعال والاصول فلما نقول لا كفؤ له اي ليس هناك احد من جنس ذات الرب عز وجل فالذات العلية احد واحد وهو الواحد القهار واجناس المخلوقات لها اكفأ و لا كفؤ له اي لا احد يستطيع ان يفعل كفعله فالسمي يكون في المساواة في الرتبة وفي المساواة في السمو والرفعة وفي المساواة في الاسم والكفء يكون في الاصل وفي الفعل فلو جاء انسان مشلول وقال لاخر معافى تسابقني في الركض سيقول معافى لست كفؤا لي حتى اسابقك ولا ند له. والند هو الضد المخالف سواء كان من الجنس او من غير الجنس فانت تقول الجن ضد الانس فالندية متصورة من الجنس ومن غير الجنس فلا تضربوا لله الامثال الامثال جمع مسل وهي لا قيسة لا يجوز ان نضرب لله الا قيسة العقلية فندخل الخالق مع المخلوقين في كلية واحدة وهذا يسمى القياس الكلي ممنوع ان يسوى بين الخالق والمخلوق في كلية ولا يجوز ان يضرب لله المثل التمثيلي فيقال مثلا الحي في المشاهدات يعتريه الواردات فالله الحي فيلزم من ذلك ان يعتريه الواردات اذا لا نوصف لا نصفه بالحياة هذا كلام لا يصح لان هنا يقاس بخلقه قال جل وعلا ولم يكن له كفوا احد فكيف يقاس انما يقاس بين الشيئين اذا كانا سميين او كفئين او ندين او ضدين فيقاس احدهما بالاخر او متماثلين او في الكيف في شيء واحد متساويين وهذا كله منفي ولهذا فاحسنوا طريقة ان نتبع ما جاء في الكتاب والسنة. ولهذا قال الشيخ فانه اي الرب تبارك وتعالى اعلم بنفسه وبغيره هو عالم بنفسه فلما يخبر عن نفسه بصفة لا يجوز ان نؤوله يقول تجري باعيننا ويجي يقول لا ليس لله عين ويلتصنا على عيني يقول ليس لله عين يقول سميع بصير يقول الله لا يبصر. اعوذ بالله فان الله اعلم بنفسه وبغيره. الانسان متصورا لا يكون عالما بنفسه فغير الاطباء لا يعلمون كيف انفسهم حتى الاطباء لا يعلمون كل ما في انفسهم انما كل واحد منهم يعلم شيئا النفس لا يعلم الاخر لكن الله العلي الاعلى الذي لا سمي له ولا كفو ولا ند ولا يقاس بخلقه يعلم كيف نفسه فله كيفية هو يعلمها ويعلم غيره من المخلوقات والموجودات واصدق قيلا فاذا كان هو اصدق قيلا قيلا بمعنى قوله قال يقول قولا وقيلا مصدر من القول واصدق قيلا في الاخبار فيجب قبول قوله واحسن حديثا من خلقه فكيف نقبل قول فلان وفلان الذين يأولون ونترك قول من قوله احسن الحديث نحن نقص عليك احسن قصص واحسن الحديث الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها واذا كان الامر كذلك فوجب في هذا الباب ان يكون بابا فيه نسير على هذه القاعدة وهو اقبول المنزل قبول ما جاء في الكتاب والسنة نكتفي بهذا القدر وصلى الله وسلم على نبينا محمد لان اذان المغرب عندنا قريب ونترك المجال للاسئلة خمس دقائق اذا عندكم اسئلة جزاكم الله خيرا الشيخ وبارك الله وفيكم بارك الله اه السؤال السؤال يقول الوجه والليل هل المراد الثواب او الوجه لله نعم اه اولا تنبيه السؤال لا يمكن ان يقول لكن تقول السائل يقول احسن اه بالنسبة للاية في سورة الليل الا ابتغاء وجه ربه الاعلى هو باتفاق المفسرين المقصود الا ابتغاء ثواب الله عز وجل فان قال قائل فلماذا عبر عن الوجه بلازمه وهو لماذا لماذا عبر عن الثواب بالوجه فالجواب ان من يريد الثواب فلابد ان يخلص لذات الله ووجهه جل وعلا من يعمل العمل فيتذكر وجه الله سبحانه وتعالى وذاته العلية فانه يخلص لو قال الا ابتغاء ثواب الله ممكن واحد يقول انا ما ابي الثواب لكن لما قال الا ابتغاء وجه ربه الاعلى نعم لازمه الثواب لكن التعبير عن اللازم بالملزوم دليل على اثبات الصفة وهذه قاعدة مطردة ان التعبير عن اللازم بالملزوم فيه اثبات اللازم واثبات الملزوم وهذه من الفروقات بيننا وبين اهل البدع فاهل البدع قد يثبتون اللازم وينفون الملزوم واهل السنة يثبتون اللازم والملزوم فمثلا الرحمن الرحيم يأتي اهل البدع يقول لازمه ارادة الرحمة ارادة الانعام نقول هذا تفسير للرحمة بلازمه اثبتوا الملزوم وهي صفة الرحمة فلا يثبتونها وهذا خطأ بين فاذا فاذا ذكر الوجه في القرآن ذكر الوجه في القرآن مرادا به الثواب وارد وهو كثير لكنه يلزم منه انه سبحانه وتعالى له وجه يخلص العبد لذلك وجاء هذا في القرآن في اشياء اخرى جاء هذا في القرآن في اشياء اخرى مشابهة لهذا قال جل وعلا عن اصنام المشركين الهم ايدي يبطشون بها الهم اعين يبصرون بها طيب اذا كان هذا الانكار على الاصنام معناه ان الرب جل وعلا له يد يبطش وله عين يبصر وله رجل يليق به سبحانه وتعالى فاذا ذكر الملزوم دليل ذكر المرزوم مرادا به اللازم دليل على اثبات اللازم والملزوم نعم سؤال اخر اذا حصل الخطأ بعد العلماء باب ماء ايها الصفات يكون ذلك سببا عدم عهد علم من مع ان بعض علماء السلف اصلا منهم الخطأ بعدي الاسماء والصفات احسنت هذا سؤال مهم نقول اذا حصل خطأ من بعض اهل العلم في باب الاسماء والصفات ننظر لماذا حصل الخطأ هل حصل الخطأ لانه منطلق من اصل باطل فيلحق باهل الباطل او حصل الخطأ لظنه عدم الثبوت فحينئذ هو موافق لنا في الاصل فمثلا اذا نظرنا الى امام الائمة محمد ابن اسحاق ابن خزيمة فاصله الذي ينطلق منه في الاثبات هو الكتاب والسنة طيب اذا جاء عند اسم من اسماء الله ولم يثبتها لانها لم تثبت عنده بطريق صحيح فلا يترك لماذا؟ لانه موافق لنا في الاصل وهو قبول ما جاء في الكتاب والسنة. وانما خالف في هذه المسألة لان المسألة عنده لم تثبت على وجه الخصوص فنفى صفة آآ الصورة في قوله صلى الله عليه وسلم ان الله خلق ادم على صورة الرحمة لماذا؟ لانها لم تثبت عنده الرواية ما ثبتت عنده ولم ينطلق من انطلاقات اهل البدع لكن لو جانا شخص وقال لنا يجب تأويل صفة اليدين لماذا يجب تأويل صفة اليدين؟ يا ايها العالم قال لانه يلزم منه التشبيه اه لماذا تثبت صفة اليدين؟ قال لا تليق بالله. فانطلق من انطلاقات اهل البدع فيلحق بهم ومن هنا يقول من الفروقات العظيمة بين بعض العلماء المنتسبين الى الحديث كالحافظ ابن حجر والنووي وغيرهم وبين المؤولة اما انطلاقات هؤلاء العلماء من حيث اصول اهل السنة فهم يرون اثبات ما اثبته الله ورسوله لكن قد يخطئون في بعض التفريدات في بعض الافراد وفي بعض التقعيدات في باب الاسماء والصفات ومثل هذا من اثبت حديث الترمذي من طريق شيوخه عن الوليد ابن مسلم الدمشقي عن شيوخه في ذكر اسماء الله عز وجل فجاء احد من اهل العلم ورأى ان من اسماء الله القابض الباسط وجاء اخر وقال هذا الحديث لا يثبت فلا يثبت القابض الباسط فلا نخرج الاول لانه اثبت الحديث لانه ثبت عنده الحديث فقال به. ولا نخرج الثاني من طور العلماء والاخذين عنهم العلم لانه نفى حديث لانه لم يثبت عنده فالقاعدة عندنا في اخذ العلم ان ننظر الى المعلم هل اصوله على اصول اهل السنة والجماعة وانطلاقاته من انطلاقاتهم فالجواب انا نأخذ منه العلم وان اخطأ من حيث الافراد ومن حيث المسائل واما من كان اصله مخالفا لاصول اهل السنة والجماعة فلا يؤخذ عنه العلم. نعم كم باقي الاذان طيب اعذرونا بارك الله فيكم نكتفي بهذا القدر وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. وسلموا على المشايخ من قبلكم بارك الله فيكم خصوصا الشيخ علي والبقية المشايخ والزملا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك