الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فنحمد الله تبارك وتعالى على ما من به علينا وعليكم من هذا اللقاء وهو الثالث ليس له باب التغذية ليس له باب الا بابان. العلم والعمل العلم والعمل. الامر الثاني دفع لافات كيف يدفع الافات؟ دفع الافات له ابواب كثيرة اعظمهما اذكر امرين الان. الاول ها في مدارسة كتاب التوظيح والبيان لشجرة الايمان لشيخ مشايخنا العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى ونحن في ديوان اخينا بعبد الله شيبان الهاجري في مساء الاثنين ليلة الثلاثاء في ذي القعدة عام اربعة واربعين واربع مئة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم فنبدأ على بركة الله حيث كنا قد وقفنا على قوله فصل اذا ثبت بدلالة الكتاب والسنة معنى الايمان وانه اسم جامع لشرائع الاسلام واصول الايمان وحقائق الاحسان الى اخر قوله. فنبدأ على بركة الله تعالى. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم صلي اما بعد اللهم اغفر لنا ولوالدينا مشايخنا وللمسلمين يا رب العالمين. امين. قال العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه التوظيح والبيان لشجرة الايمان فصل اذا ثبت بدلالة الكتاب والسنة معنى الايمان وانه اسم جامع لشرائع الاسلام اصول الايمان وحقائق الاحسان وتوابع وتوابع ذلك من امور الدين. بل هو اسم للدين كله علم انه يزيد وينقص ويقوى ويضعف وهذه المسألة لا تقبل الاشتباه بوجه من الوجوه. لا شرعا ولا حسا ولا واقعا وذلك ان نصوص الكتاب والسنة صريحة صريحة في زيادة ونقصانه مثل قوله تعالى ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم ويزداد الذين امنوا ايمانا الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا. فاما الذي فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون. وغيرها من الايات وكذلك الحس والواقع واشهد بذلك من جميع وجوه الايمان فان الناس في علوم الايمان وفي معاركه وفي اخلاقه واعماله الظاهرة والباطنة. متفاوتون تفاوت عظيما في القوة والكثرة. وجود الاثار ووجود الموانع وغير ذلك فالمؤمنون الكمل عندهم من تفاصيل علوم الايمان ومعارفه واعماله. ما لا نسبة اليه من علوم عموم كثير من المؤمنين. واعمالهم واخلاقهم عند كثير منهم علوم ضعيفة مجملة واعمال قليلة ضعيفة وعند كثير منهم من المعارضات والشبهات والشهوات ما يضعف الايمان وينقصه درجات كثيرة بل تجد المؤمنين يتفاوتون تفاوتا كثيرا في نفس العلم الذي عرفوه من علوم الايمان احدهما علمه فيه قوي صحيح لا ريب فيه لا لا ريب فيه ولا شبهة والاخر علم فيه ضعيف وعنده معارضات كثيرة تضعفه ايضا وكذلك اخلاق الايمان يتفاوتون فيها تفاوت كثيرا. صفات الحلم والصبر والخلق وغيرها وكذلك في العبادات الظاهرة كالصلاة يصلي اثنان صلاة واحدة. واحدهما يؤدي حقوقها الظاهرة الظاهرة والباطنة ويعبد الله كانه يراه فان لم يكن يراه فانه يراه. والاخر يصليها بظاهره وباطنه مشغول بغيرها. وكذلك بقية العبادات يعني كلام المصنف رحمه الله جلي بان اسم الايمان عند الاطلاق هو يساوي الاسلام والاسلام عند الاطلاق يساوي الايمان وان كلمة الايمان كلمة شاملة للجميع ما شرعه الله تبارك وتعالى من الواجبات والمستحبات فعلا وما نهى من المحرمات والمكروهات فاسم الايمان يشمل هذا وهذا وهذا الامر وهو كون الايمان يشمل الدين كله ذكر المصنف رحمه الله ان الايمان يزيد بناء على وجود هذه المسائل الدينية والشرعية في الانسان معلوم ان اذا قلنا ان الايمان يشمل الدين كله فهل كل مؤمن يعلم الدين كله الجواب لا ليس كل مؤمن يعلم الدين كله فمن هذا الجانب لا بد ان يكون الانسان الفلاني وابن فلان اكثر ايمانا من فلان ابن فلان. بناء على ما زاد من علمه فيما مسائل الدين هذا من حيث العلم بالدين وهي زيادة كيف كما يقوله بعض العلماء زيادة كيف وهو الرسوخ العلمي في القلب. فعلم فلان ليس كعلم فلان يقين فلان ليس كيقين فلان صدق القلب عند فلان ليس كصدق القلب عند فلان. فالامر كما قال ذاك الرجل قال صاحبنا ابن المبارك سنوات فكنا نتعجب لاي شيء جعل الله له القبول يعني بالعامية اشمعنا الناس يسمعون كلامه وياخذون منه ويجلونه ويعظم في اعينهم اكثر من غيرهم يقول ونحن واياه طلبنا العلم سوا ونحن واياه كذا ونحن وياه كذا ونحن وياه كذا قال فكنا في ثغر من الثغور فانطفأ السراج قال فمنا الصارخ ماذا تفعل ومنا المتكلم ومنا الباعث كيف يعمل السراج قال فلما اشغلنا السراج اذا عيناه تذرفان فقلنا له ما لك يا ابا عبدالرحمن قال تذكرت ظلمة القبر قال فعلمنا باي شيء فاقنا. بامر قلبي هذه قضية مهمة لابد ان ننتبه لها. الايمان يزداد من الجهة العلمية سواء كانت هذه الجهة العلمية في ترسيخ اصول الايمان او في دفع المعارضات والشبهات الواردة عن الايمان ولذلك كلما زاد علم الانسان بالكتاب والسنة كلما زاد ايمانه وكلما زاد علمه بالكتاب والسنة كلما قويت عنده جانب رد الشبهات فما من شبهة ترد عليه الا ويعلم له دليلا من الكتاب والسنة حتى قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ما من صاحب شبهة يستدل بشبهة نقلية الا وفي النقل ذاته. نفس النص ما يرد عليه وما من صاحب شبهة عقلية الا وتجد ان شبهته مركبة تركيبا خاطئا او كما قال الجهة الثانية ان الايمان يزيد من جهة اذا قلنا الايمان هو الدين كله. طيب الدين فيه اعمال سواء كانت هذه الاعمال قلبية او قولية او عملية فهل الناس كلهم يقومون بهذه الاعمال كلها؟ ام انهم يتفاوتون الجواب انهم يتفاوتون ولهذا تواترت في الحديث ان المرأة ذات الحيض والنفاس لا تصلي وهذا امر اجماعي وليس عليها القضاء باجماع المسلمين قبل وجود ونشوء الخوارج الذين اوجبوا عليها القضاء طيب الان المرأة ذات الحيض وذات النفاس لا تصلي. نعم. فمن هذه الحيثية نقص ايمانه وقد اشار الى هذا النبي عليه الصلاة والسلام فقال اليست احداكن اذا حاضت تركت الصوم والصلاة ها هذه قضية واضحة ولذلك من يقوم من يكثر القيام باعمال الطاعات لا من حيث الكم. وانما من حيث الواجبات فهنا الذي يأتي بالواجبات اكمل ايمانا ممن يأتي ببعض الواجبات دون بعض الذي يجتنب كل المحرمات اعظم ايمانا ممن يجتنب بعض المحرمات الذي يأتي الواجبات كلها مرغما نفسه اعظم ايمانا من الذي يأتي بالواجبات الموافقة لنفسه الذي يترك المحرمات كلها مرغما نفسه اعظم اجرا وايمانا من الذي يترك المحرمات التي لا توافق نفسه وهواه القضية مسلمة. فاذا كان الامر كذلك في الواجبات والمحرمات فهي كذلك اعني الاعمال اعني اعمال الدين في الايمان ولو كانت مندوبات او مستحبات لكن لا ننسى ما ذكرناه في اللقاء الماضي ان المندوبات مؤثرة في الكمال المستحب كلما ازددت من الكمال المستحب زاد ايمانك المستحب حتى تصل الى درجة الاحسان وكلما التزمت الواجبات فعلا والمنهيات تركا اتيت ايمان الواجب. فقضية زيادة الايمان ونقصان الايمان كما قال المصنف رحمه الله لا تقبل الاشتباه بوجه من الوجوب ومن هنا شنع السلف رحمهم الله على المرجئة الذين زعموا ان ايمان اه افسق الخلق كايمان اتقى الخلق. كيف يكون هذا بل تجرأ بعضهم حتى زعم ان ايمان الفسيق كايمان الصديق هكذا يقولون عياذا بالله بل اني قرأت في بعض الكتب ان ايمان افجر المسلمين كايمان جبريل هذا كيف يصير هكذا جراءة لما الانسان يقدم عقله الفاسد على النقل الصحيح الوارد فالايات متواترة منصوصة في زيادة الايمان وما قبل الزيادة فهو قابل للنقصان. خلافا للخوارج الذين يزعمون ان الايمان يزيد ولا ينقص فان نقص كفر صاحبه فهنا قضيتان متقابلتان لابد ان نتخلص منهما وان نبتعد منهم. قضية المرجئة الذين زعموا ان الاعمال لا اثر لها في الايمان لا من حيث العلم ولا من حيث العمل فزعموا ان الايمان هو المعرفة عرفت الله ولو بقدر ذرة فانت كمن عرف الله بنور الكتاب والسنة عندهم الامر السيئة وهذا من تلبيس ابليس لكي يسهل ها ترويظ الناس بهذه الطريقة لان الانسان الذي يظن ان الايمان والمعرفة يسهل ترويظه يمنة ويسرة كما يشاء به ابليس فالنصوص الدالة على زيادة الايمان ونقصان الايمان يعني نصوص قاطعة لا تقبل الاشتباه بوجه من الوجوه. لا شرعا بدلالة الايات احاديث وقد ذكرها الامام البخاري رحمه الله تحت باب باب في زيادة الايمان ونقصانه في كتاب الايمان فإذا اهل الاسلام على هذه المراتب الثلاث. ظالم لنفسه مقتصد سابق بالخير ولذلك ينبغي للانسان العاقل ان يعرف من اي المراتب هو الايمان كالشجرة ولذلك المصنف رحمه الله سماه التوظيح والبيان لشجرة الايمان وهذه نصوص قاطعة وقد نقل الامام اللالكائي رحمه الله في شرح اصول اعتقاد اهل السنة والجماعة عن اكثر من خمس مئة انسان يرى ان قول وعمل يزيد وينقص خمس مئة عالم من مختلف الامصار والاعصار والبلدان. من زمن الصحابة والتابعين وتبع التابعين الى زمن الائمة الى زمن المصنف اللالكائي رحمه الله هي قضية مسلمة من الناحية الشرعية. اما من الناحية الحسية فلو ان الانسان لم يكابر اليوم الذي لا يصلي الفجر في جماعة يجد نفسه خبيثة وجاهد في النص لكن لو فرضنا ان انسانا لا يعرف النص وما صلى الفجر في المسجد فيجد ان في نفسه نقصا الانسان الذي لا يزكي وهو يصلي يجد في نفسه ها نقصانا الانسان الذي ما حج يجد ان في بناء بيته للاسلام نقصانا فهي امور حسية لا يمكن لا يمكن ان نقول لا يحس بها الا شخص واحد. من هو؟ المكابر بس المكابر مثل انسان ها تخزه بشوكة ولا بابرة يكابر يقول لك لا ما في الم طيبة هو الشعور موجود الحس موجود هو يكابر كونه يكابر ليس معناه انتفاء الالم فكون هؤلاء يكابرون في زيادة الايمان ونقصانه ليس معناه انه ليس موجودا في الحس بل هو موجود في الحس. وللدلالة على هذا الامر انظر الى نفسك يوم ان كنت صبيا بالغا شابا بالغا وقبل ان تعلم الامور بدلالاتي هل كان ايمانك كايمانك الان وانت كبير ازددت علما وازددت عملا او وانت كاهل ازددت علما وعملا فضلا عما اذا كنت شيخا ازددت علما وعملا. هل تحس في نفسك ان الايمان كذلك؟ لا والله لا يمكن ان يكون الامر كذلك. هذا من الناحية الحسية الواقع يشهد بذلك ايضا فلو نظرنا في الواقع نجد ان اهل العلم واهل العبادة من اعظم الناس ثباتا من اكثر الناس ثباتا من الذين يتذبذبون هم عوامل مسلمين الذين لا علم عندهم ولا كثير عبادة عندهم. فهذا الواقع يدل على ان الايمان قد ينقص عندهم حتى يذهب نوره عياذا بالله ويسهل عليهم الارتداد ولذلك لو تأملت لوجدت ان الردة ملازمة للمبتدعة وقل ما واندر من النادر بل اندر من الكبريت الاحمر ان تجد رجلا من اهل السنة يرتد ولذلك حتى اذكر مرة كنت اتتبع اه اسماء المرتدين عبر قرون الاسلام فما وجدت انسانا يرتد من اهل السنة الا انهم لا يتجاوزون حسب قراءتي لا يتجاوزون العشرة والعشرين ما وصلوا الى العشرين. مع اني عددتهم كما ذكر في كتب التاريخ لكن لما تنظر الى الذين ارتدوا من المعتزلة مثلا او الذين ارتدوا من المرجية مثلا او الذين من الرافضة مثلا تجد الشي عجب حتى تخاف على نفسك لماذا؟ لان الايمان قد ظعف بسبب البدعة والجهالة فسهل على ابليس ان يظع فخاخ الردة عندهم وهذه الايات والنصوص التي ذكرها المصنف واضحة وجلية. نعم قال رحمه الله تعالى قال رحمه الله تعالى ولهذا كان المؤمنون ثلاث مراتب مرتبة السابقين ومرتبة المقتصدين ومرتبة الظالمين وكل واحدة من هذه المراتب ايضا اهلها متفاوتون تفاوتا كثيرا. والعبد المؤمن في نفسه في نفسه له احوال واوقات تكون اعماله كثيرة قوية واحيانا بالعكس وكل هذا من زيادة الايمان ونقصه ومن قوته وظعفه وكان خيار الامة وخيار الامة معتنون بالايمان منهما تعاهدون ايمانهم كل وقت يجتهدون في زيادته وتقويته وفي دفع وفي دفع معارضات المنقصة له ويجتهدون في ذلك ويسألون الله ان يثبت ايمانهم ويزيدهم منه من علومه واعماله واحواله فنسأل الله ان يزيدنا علما ويقينا وطمأنينة به وبذكره وايمانا صادقا. امين امين. يعني هذه القضية مهمة. المؤمنون على ثلاث مرات وهذه بشارة لعموم اهل الاسلام بجميع مراتبه كما جاء في سورة اه فاطر في قوله جل وعلا ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادي. فكل اهل الاسلام هم مصطفون بغض النظر عن مراتبهم هم مختارون كون الله جل وعلا جعلك مسلما تقر بالتوحيد هذا في حد ذاته اجتباء اصطفاء انتخاء رحمة من الله وفضل ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا وهذا مجمل جاء تفصيله فمنهم ظالم لنفسه وبدا بهم لكثرتهم فاحذر وارتقي ثم قال فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد وهؤلاء توسطوا فوسط الله ذكرهم ومنهم سابق بالخيرات فاخرهم لقلتهم اولا ولان الثواب المذكور بعده هم مستحقون به اولا ومنهم سابق بالخيرات ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم الشجرة دائما بحاجة الى تربة صالحة وتربة الايمان الصالحة نقاوة القلب انتبه للمقاربة طيب وظعت الشجرة في التربة الصالحة في نقاوة القلب. هل هذا الامر يكفي؟ اذا وضعت شجرة في تربة صالحة هذا الامر لا يكفي لابد من امرين اثنين دوما تنتبه لهما. احدهما ان تغذيه بالمغذيات النافعة كالماء والتربة وحسن الهواء وو الى اخره الامر الثاني ان تدفع عنه الافات سواء كانت بهائم تريد اكلها وحوشا او ديدانا جراثيم او او اشياء مرئية وغير مرئية تحط الكيماويات المبيدات. الايمان هكذا الايمان الوحوش الذين يريدون ان يأكلوا ايمانك وان ينقصوا ايمانك اعظم من الوحوش والبهايم التي تأكل الشجرة طيب والديدان جراثيم التي تعمل في اكل الايمان تجري مجرى الدم من العروق كما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام. الامر خطير فلابد من الانسان ان بعدما نظر الى نقاوة قلبه ان ينظر الى هذين الامرين كيف يغذي ان يتسلح بالعلم الراض بالعلم النافع الذي يرد به شبهات ابليس وشهوات ابليس نفس. الامر الثاني الصحبة الصالحة لا يمكن النبي صلى الله عليه وسلم قال انما يأكل الذئب من الغنم ايش؟ ها اذا تريد ان ما احد يأكلك من الوحوش والديدان؟ خلك مع اصحابك. هذا اعظم اعظم سبب من اسباب انك تدفع الواردات على الايمان ولذلك الله جل وعلا قال لنبيه عليه الصلاة في سورة الكهف وفيها نجاة اصحاب الكهف لصحبتهم قال لنبيه واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدونه. هو ما هو بحاجة لهم. لكن هذا تعليم لنا تعليم لنا ان نصبر مع من مع الذين يحافظون على صلاة الفجر وصلاة الغداة وصلاة العصر يحافظون على هذه الصلاة نكون معهم دائما حتى يحصل لنا بهم النجاة اهدنا الصراط المستقيم فاذا لا بد لان نكون المؤمنين الذين يبحثون عن كيفية زيادة الايمان ونقصه كان السلف الصحابة والتابعين ومن بعدهم كان هذا همهم. يعتنون اعتناء عظيم. يتعاهدون ايمانهم حتى كان معاذ بن جبل اذا رأى صحابيا او تابعيا في خلوة ليس في مجلس علم يقول تعالى نؤمن ساعة فيتذاكرون العلم العلم من اعظم ما يزيده الله عز وجل به الايمان. نعم. احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى وخيار الخلق ايضا يطلبون ويتنافسون في وصولي الى عين اليقين بعد علم اليقين والى حق اليقين كما قال الله عن ابراهيم عليه السلام. واذ قال ابراهيم رب ارني كيف تحيي الموتى قال او لم تؤمن؟ قال بلى ولكن ليطمئن قلبي. قال فخذ اربعة من الطير فصرهن اليك ثم اجعل على كل جبل منهن منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم ان الله عزيز حكيم. وقال تعالى وكذلك نور ابراهيم ملكوت السماوات والارض وليكون من الموقنين والحواريون خواص اتباع المسيح مسيح ابن مريم عليه السلام حين طلبوا نزول المائدة ووعظهم عيسى عن هذا الطلب. قالوا نريد قالوا نريد ان نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم ان قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين فذكروا حاجتهم الدنيوية وحاجتهم العلمية الايمانية الى ذلك. يعني المقصود ان خيار الخلق من من الصحابة والتابعين بل ومن فوقهم من الانبياء والمرسلين لا يكتفون بمجرد الوصول الى الذي يسمى بعلم اليقين لا يكتفون بهذا بل يجتهدون ويبذلون قصارى جهدهم ووسعهم في الوصول الى حق اليقين بل وربما وربما ترتفع هممهم الى طلب عين اليقين اذا هي مراتب ثلاث علم اليقين حق اليقين عين اليقين اما العلم اليقين فهو ان الانسان يصل بمرتبة علمية يمكنه التثبت ودفع الواردات والشبهات والشهوات هذا علم اليقين اما حق اليقين ان يتعايش الانسان هذا الوضع مثال ذلك يعلم المرء المسلم ان الخمر حرام ويعلم من نفسه انه لن يشرب الخمر هذا علم اليقين الان ثم ركب طائرة واذا بالمضيفة تقدم الخمور فنفسه تحدثه بالعلم الذي كان يعلم فيقول لا والله لن اشرب الخمر هذا حق اليقين لامس الواقع ولم يقرب الحرام هذا حق اليقين مثال اخر في الواجبات علم علم اليقين ان الصلاة واجبة في الجماعة فسمع المؤذن حي على الصلاة حي على الفلاح فقام قال لا حول ولا قوة الا فصلى انتقل من علم اليقين الى حق اليقين اللي هو ملامسة الامر ملامسة الواجب اما عين اليقين مشاهدة ذلك الثواب المترتب على هذا العلم او مشاهدة المسألة العلمية التي ليس لها مشاهدة اداة واقعية مثال كون الانسان يصل الى عين اليقين وهو انه يصل الى الجنة. فاذا وصل الى الجنة هذا عين اليقين لانه لامس ثواب ما كان يعلمه علم اليقين ويعيشه حق اليقين فصار الى عين اليقين والعكس في حق الظالمين الذين لم يدخلوا تحت المشيئة لم يغفر الله لهم من المسلمين ابتداء فدخلوا النار كانوا يعلمون علم اليقين ان الخمر حرام فشربوها وماتوا على ذلك ولم يتوبوا منها فاذاقهم الله من ردغة الخبال فعاشوا عين اليقين في ايش؟ عاشوا عين اليقين في ايش؟ في اذاقة عقاب ما كانوا يعلمه ما كان يعلمه علما يقينيا اما في المسائل العلمية التي يعلمها وليس له واقع في المثال فالانسان يعلم علم اليقين ان الله جل وعلا يحيي الموتى لكن قد لا يكون لكل انسان او لا يلامس كل انسان انه يرى بعينه ذلك في الدنيا لكن ابراهيم عليه السلام اراد الوصول الى هذه المرتبة. قال ربي ارني كيف تحيي الموتى. والذي قبله وان كان الشيخ السعدي رحمه والله يرى ان الذي قبله كان شاك كما في تفسيره لكن قوله مرجوح. بل الراجح ان الذي قبل اية ابراهيم او كالذي مر على قرية وهي هي خاوية على روسيا ان استفهامه ان يحيي هذه اللهو بعد موتها انى بمعنى كيف وليس ان بمعنى الشك فهو ايضا طلب الكيفية لكنه من رجل صالح على قول بعض المفسرين او من نبي من انبياء بني اسرائيل على القول الاخر انى يحيي هذه اللوبة ومما يدل على كانه لم يكن شاكا انه طلب الكيفية ان الله اراه الكيفية قال وانظر الى حمارك ولنجعلك اية للناس وانظر الى العظام كيف ننشزها ثم نكسها لحما فلما تبين له ايش يعني تبين له؟ علم اليقين كان موجود عنده تبين له ايش؟ بيانا عيانيا يسمى بيانا بصريا شاهد بالعين وهذا قد يكون حتى في في دنيانا تذهب الى الطبيب واذا باحد اقربائك وهو احد اصدقائك احبابك في آآ الانعاش ها تدخل عليه تسأل الطبيب رئيس الاطبا الله يقول لك غسل ايدك منه خلاص معناته ايش؟ حكموا عليه بالموت ثم بعد يومين ثلاث تمر واذا الرجل صاحي وهذا حصل والله هذا حصل كم من انسان حكم عليه الاطباء بانه ميت خلاص اادخلوا اليأس الى قلوب اهله؟ فانقطعت العلائق من الخلائق تعلقت القلوب بالخالق فدعوا الله عز وجل فاحياه الذي كان يظنه الاطباء ميتا حياه الله جل وعلا. هذا لواقع ولذلك عين اليقين قد يكون وقد يكون لكل احد وهذا واقع في المسائل العلمية. مثل الان القارعة ما القارعة هذه الان مسألة علمية عندنا علم اليقين موجود علم اليقين ان القارعة ستكون ان القيامة ستكون وعندنا عندنا الان هذه القضية علمية يقينية لكن لم نعشها عندما نعيشها سيكون حينئذ يقينيا كذلك في قول الحواريين نريد ان نأكل منها هذه مسألة دنيوية وتطمئن قلوبنا هذه مسألة ايمانية. فهم طلبوا المائدة لغرظين لغرض دنيوي اذ كانوا جياعا كما جاء في احد الاناجيل الان لا اذكره اه مع اني كنت احفظ الاصحاح والانجيل لكن انسيت له. قالوا يا نبي الله لو دعوت الله عز وجل فيعطينا فيأتينا بطعام قال ارأيت ان دعوت الله لكم فاتاكم بطعام فما تفعلون؟ قالوا نأكل منها ونشهد لك وتقر اعيننا هي كلمات قريبة من هذه المعاني فهم طلبوا ذلك قال وتطمئن قلوبنا هذه الاطمئنان هو يسمى عين اليقين. ونعلم ان قد صدقتنا هذا هو علم اليقين صدقتنا علم اليقين تطمئن قلوبنا عين اليقين وهو وكلامهم قريب من كلام ابراهيم عليه السلام قال ولم تؤمن؟ قال بلى اذا الايمان حاصل وهو علم اليقين. ما الذي طلبه؟ قال ولكن ليطمئن قلبي اي بالمشاهدة. وهذا يسمى عين اليقين فينبغي على الانسان ان يكون متبعا للانبياء والمرسلين يبذل قصارى جهده ان يعيش علم اليقين وان يعيش حق يقين واذا عاش علم اليقين وحق اليقين في الامور العملية والعلمية الواقعية فسيستيقن انه سيعيش عين اليقين من الحسن ان شاء الله تعالى ويخاف من ان يعيش في عين اليقين من العقاب عياذا بالله تعالى. نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله قال رحمه الله تعالى الفصل الثاني في ذكر الامور التي يستمد منها الايمان وهذا فصل عظيم النفع والحاجة بل الضرورة ماسة الى معرفته والعناية به معرفة واتصافا وذلك ان ان الايمان هو كمال العبد وبه ترتفع درجاته في الدنيا والاخرة وهو السبب والطريق لكل خير عاجل واجل ولا يحصل ولا يقوى ولا يتم الا بمعرفة ما ما منه يستمد والى ينبوعه واسبابه وطرقه. هذا الفصل هو السبب في تأليف هذه الرسالة فصل هذا هو لب الرسالة ما هي الامور التي يستمد منها الايمان تغذية وزيادة ونقاوة وترسوخا ما هي الامور التي اذا فعلها الانسان ازداد ايمانا؟ هذا لب الرسالة وهي قضية عظيمة ما من انسان له بحاجة الى هذه القضية لان الانسان في النعماء بحاجة الى زيادة الايمان في البلاء بحاجة الى زيادة الايمان في الذنب بحاجة الى زيادة الايمان فلا يمكن للانسان ان ان يترك الذنب وان يقلع عن الذنب الا بزيادة ايمان لا يمكن لانسان ان يلهم الصبر والرضا الا بزيادة ايمان. لا يمكن لانسان ان يلام الشكر اه والثناء في حال النعماء الا بزيادة الايمان كيف لا بد ان نعرف ما هي هذه الامور. نعم. احسن الله قال رحمه الله تعالى والله تعالى قد جعل لكل مطلوب سببا وطريقا يوصل اليه والايمان اعظم المطالب واهمها واعمها. وقد جعل الله له مواد كبيرة تجلبه وتقويه. كما كان له اسباب تظعفه وتوهيه. الله المستعان. مواده التي تجلبه وتقويه امران مجمل ومفصل اما المجمل فهو التدبر ايات الله متلوه بالكتاب والسنة والتأمل الايات الكونية على اختلاف انواعها. والحرص على معرفة الحق الذي خلق له العبد والعمل بالحق فجميع الاسباب مرجعها الى هذا الاصل العظيم وهذا يسمى الاصل الاول يسمى الاصل العلمي الاصل العلمي هو اعظم باب من ابواب يعني زيادة الايمان وثباته طيب هذا العلم في اي شيء توجهه في امرين التدبر والتأمل في ايات الله عز وجل المتلوه كتابا وسنة والتدبر والتأمل في ايات الله عز وجل المشاهدة في الكون وفي الافاق كما قال الله جل وعلا وفي انفسكما فلا تبصرون وقال جل وعلا ان في اختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب ايات عظيمة الانسان حينما يعلم انه لا يساوي ذرة في هذا الكون لا يساوي ذرة بهذا الكون الواسع الذي خلقه الله لاجله خلق هذه الاكوان لاجلي يعلم مدى اهمية وظيفته مثل انسان ها ياخذونه يقولون شفت العمارة هذي بالكامل انت المسؤول عنه انت تدير هذه العمارة بكاملها كل ما فيها يقول والله هذي مسؤولية كبيرة شلون اوديها عمارة هذي فيها خمسطعشر طابق انا مسؤول عنها بالكامل نعم انت مسؤول عنها بالكامل. من الالف الى الياء طيب اذا فكر الانسان هذا التفكير يعظم همه في العمل في العلم نعم قال رحمه الله تعالى واما التفصيل فالايمان يحصل ويقوى بامور كثيرة اولا منها بل اعظمها معرفة اسماء الله الحسنى الواردة بالكتاب والسنة. والحرص على فهم معانيها والتعبد لله فيها فقد ثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم انه قال ان لله تسعة وتسعين اسما مائة الا واحدا من احصاها دخل الجنة اي من حفظها وفهم معانيها واعتقدها وتعبد لله بها دخل الجنة والجنة لا يدخلها الا المؤمنون. الله فعلم ان ذلك فعلم ان ذلك اعظم ينبوع ومادة لحصول ايمان قوتي وثباته معرفة الاسماء الحسنى هي اصل الايمان والايمان يرجع اليها ومعرفتها تتضمن انواع التوحيد الثلاثة. توحيد الربوبية وتوحيد الالهية وتوحيد الاسماء والصفات. وهذه انواع هي روح الايمان هو روح الايمان وروحه واصله وغايته. لا هي روح الايمان الفرق بين الروح والروح روح الشيء عينه ونفسه واما وخالصه وروحه اي ما به يكون راحته ما به يكون راحته. ومنه قوله جل وعلا فروح وريح. روح ما معناه اي راحة بال وطمأنينة نفسي لمن للسابقين. فاما ان كان من المقربين فروح اي راحة بال ونفس. نعم. احسن الله اليكم. وهذه الانواع هي رح الايمان وروحه واصله وغايته. فكلما ازداد العبد معرفة باسماء الله وصفاته ازداد ايمانه وقوي يقينه فينبغي للمؤمن ان يبذل مقدوره ومستطاعه في معرفة الاسماء والصفات. وتكون معرفته سالمة من داء التعطيل ومن داء تمثيل الذين ابتلي بهما كثير من اهل البدع والمخالفة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. بل تكون المعرفة متلقاة من الكتاب سنة وما روي عن الصحابة والتابعين لهم باحسان. فهذه المعرفة النافعة التي لا يزال صاحبها في زيادة في ايمانه في يقينه وطمأنينة في احواله. اه الشيخ ذكر في الموارد التفصيلية لزيادة الايمان احد عشر اذا وبدأ بالمورد الاعظم وهو اسماء الله الحسنى الواردة في الكتاب والسنة اذا اردنا ان نشبه للتقريب المثال فان معرفة العبد باسماء الله وصفاته بالنسبة الى ايمانه درجة تغذية الايمان به كدرجة تغذية الشجرة بالماء متى ما انقطع الماء عن الشجرة مهما اعطيته من الموارد الاخرى لن ينتفع فالذي لا يعرف الله عز وجل باسمائه وصفاته. ولو على سبيل الاجمال والله لو اعطي كل الموارد الاخرى لن ينتفع وكلما صفا كدره من هذا المورد وزاد شغله كلما زاد نظارة الايمان وشجرته في قلبه ولذلك ابليس ماذا يفعل ابليس علم ان هذا اعظم الموارد في زيادة الايمان ونقصانه. فادخل على الناس فادخل على الناس امرين حتى يجعل هذا المورد العذب الزلال ملحا اجاجا كلما نظر فيه ذاك الرجل ازداد عطشا وظعف ايمان كيف ادخل في باب الايمان باسمائه وصفاته مسألة التعطيل او مسألة التشغيل فصار المسيكين ينظر الى هذا المورد بعين التعطيل فحينئذ لا يعرف ربه لان الرب عنده معطل عن الاسماء والصفات فيزداد جهلا وتيها والله سمعت والدي يقول انه كان لنا شيخ كبير يشار اليه بانه نحوي الزمان وفقيه زماني ومنطقي زماني يقول كان ربما يمر عليه الايام والليالي وهو مسكين لا ينام لا يقول يقول له ليش ما تنام يا شيخ قال والله ما ادري باي شيء اصف ربي مشاكل عاش التشبيه والتعطيل ما يعرف طيب هذا الرجل كيف يرزق الايمان؟ سؤال الان وقد حرم من المورد العذب الزلام طيب اذا استطاعت تخلص من التعطيل يأتيه ابليس بالتشبيه فاذا شبه الله بالخلق اذا شبه الله بالخلق صار ينظر الى الله كنظرته الى الخلق واذا شب عطل الله عن الاسماء والصفات صار ينظر الى الله نظرته الى المعدوم كيف يكون نظرة الانسان الى الشيء المعدوم تأمل في نفسك وكيف يكون نظرة الانسان الى الشيء الممثل بالانسان فلا شك انك حينئذ ترى ظعف ايمان في هؤلاء وعند هؤلاء ما هو السبب؟ ان اعظم الموارد عندهم قد شيبا الملح بل بالسم بسم التشبيه وبسم التعقيل. نسأل الله السلامة. وظع في هذا الماء سم فصار الذي يشربه يمكن يكون عنده لما يقرأ القرآن شيء من الايمان لما يتوغل في باب الاسماء والصفات بنظرة التعطيل يزداد ضعفا وجهالة ونكدا نسأل الله السلامة والعافية اما المشرك المؤمن الموحد فهو حينما يقول الله اكبر يدخل في قلبه تعظيم الله جل وعلا يقول سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا اله غيرك يخاطبه خطاب الحضور ثم يخاطبه خطاب الغيبة سبحان ربي العظيم فيدخل في قلبه عظمة الله انه مع علوه يسمعه فهو يخاطب ربه كأنه حاضر ثم يتذكر علوه فيخاطبه بالغيبة لعظمته وجلاله سبحان ربي الاعلى ولا يقول سبحانك انت الاعلى هي معاني عظيمة لا يدركها هؤلاء المساكين عندما يقرأ ان الله جل وعلا يسمع السر والنجوى يسمع السر والنجوى وانه سبحانه وتعالى يعلم ما تخفي الصدور يعلم ما تخفي الصدور قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجك ها ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعه ولا خمسة الا هو سادسه ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو اينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا ان الله بكل شيء عليم يعلم ان الله لا يغيب عن علمه شيء فيزداد عظمة هذا المورد عظيم لكن بشرط ان يتخلص الناظر من الملح والشم من ملح التشبيه ومن سم التعطيل متى ما تخلص من هذين شرب هذا المورد فازداد ايمانا نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى ومنها تدبر القرآن على وجه العموم. فان المتدبر لا يزال يقف على هذا نكمل ان شاء الله في المجلس القادم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك. حتى لا تملون ها فنخفف عليكم