والفقه ثم ذكر الشيخ رحمه الله من المفسرين من مفسر الصحابة رضوان الله عليهم عبدالله بن عباس وهو الذي دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بقوله اللهم علمه الكتاب الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد كنا قد وقفنا بحمد الله وتوفيقه عند قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في اصول التفسير اختلاف الوارد في التفسير المأثور ينبغي لمن اراد ان يدرك اصول التفسير ان يعلم ان الاختلاف الوارد في التفسير المأثور عن السلف الصالح من الصحابة والتابعين ليس على نوع واحد بل الامر كما قال الشيخ الاختلاف الوارد في التفسير المأثور على ثلاثة اقسام. والمقصود بالتفسير المأثور اي الذي يؤثر عن الصحابة والتابعين وتبع التابعين. واما بعد ذلك فحينئذ لا يكون التفسير مأثورا اقوال الصحابة في التفسير هو مأثور واقوال التابعين يعتبر من المأثور واقوال تبع التابعين يعتبر ايضا من المأثور. ثم لما فشى البدع والاختلافات فحينئذ الناس قد اختلفوا اختلافا بينا فلم يكن قولهم حجة في التفسير. الا ان يكون موافقا لظاهر القرآن والسنة او موافقا لظاهر كلام الصحابة رضوان الله عليهم فالتفسير المأثور عن الصحابة والتابعين على ثلاثة اقسام القسم الاول قال الشيخ رحمه الله خلاف في اللفظ دون المعنى اختلاف في اللفظ دون المعنى. هذا النوع آآ الذي هو اختلاف في اللفظ دون المعنى يعبر عنه كثير من العلماء باختلاف التنوع يعبر عنه بعض العلماء او كثير منهم باختلاف التنوع اللفظ مختلف والمعنى واحد قال رحمه الله فهذا لا تأثير له في معنى الاية. مثاله قوله تعالى وقضى ربك الا اتعبد الا اياه؟ قال ابن عباس قضى بمعنى امر وقال مجاهد قضى وصى وقال الربيع بن انس قضى اوجب وهذه التفسيرات معناها واحد او متقارب فلا تأثير لهذا الاختلاف في معنى الاية اذا هذه المسألة واضحة ان الاختلاف انما هو اختلاف تنوع في اللفظ. وقريب من هذا وقريب من هذا ما يكون من القسم الثاني. قال اختلاف في اللفظ والمعنى عفوا وقريب من القسم الاول ما يكون من التفسير باللازم. فان التفسير باللازم والتفسير اخر بالمعنى هو من باب اختلاف التنوع. ولنضرب مثال على هذا في قوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم. فقال بعض تلف الصراط دين الله عز وجل. قال بعضهم الصراط طريق محمد صلى الله عليه وسلم. وقال بعضهم الصراط هو النبي صلى الله عليه وسلم. قال بعضهم الصراط القرآني وقال بعضهم الصراط الطريق الموصل للجنة ونحو ذلك فهذه تفاسير متلازمة وما كان من اللفظ لازما او تفسيرا باللازم فهذا من باب اختلاف التنوع ايضا فهو من القسم الاول قال رحمه الله القسم الثاني اختلاف في اللفظ والمعنى. والاية لا تحتمل المعنيين لعدم التظاد والاية تحتمل المعنيين لعدم التظاد بينهما. فتحمل الاية عليهما وتفسر ها غير باغ اي غير خارج على الامام ولا عاد اي ولا عاص بسفره والارجح الاول لماذا الارجح الاول لعدة اعتبارات؟ الاول ان الاول هو قول السلف واما الثاني فهو قول بهما. طبعا هذه الصورة متصورة فيما جاء من الكلمات مطلقة عن الوصف غير مقيدة بالاضافة ونحو ذلك. فما كان في القرآن من الاسماء المطلقة والكلمات المطلقة فهذه ربما يأتي عن السلف تفسيرات مختلفة في اللفظ والمعنى عنهم ولكن الاية تحتمل هذا المعنى وهذا المعنى ولذلك قال الشيخ ويكون الجمع بين هذا الاختلاف ان كل واحد من القولين ذكر على وجه التمثيل لما تعنيه الاية او التنويع. يعني ما معنى هذا الكلام؟ معناه ان اللفظ يكون عام مثل كلمة الناس فيأتي انسان ويقول المراد به فلان ويأتي اخر ويقول المراد به فلان ويأتي اخر يقول المراد به فلان فهذا دليل على انهم انما فسروا اللفظ باحد افراده العامة قال الشيخ رحمه الله مثاله قوله تعالى واتل عليهم نبأ الذي اتيناه اياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه اخلد الى الارض واتبع هواه. قال ابن مسعود رضي الله عنه ورجل من بني اسرائيل اذن فاتبعه الشيطان الضمير راجع الى رجل من بني اسرائيل وعن ابن عباس انه رجل من اهل اليمن وقيل رجل من اهل البلقاء. طيب الان قول ابن مسعود من بني اسرائيل يعني انه يهودي. وقول ابن عباس رجل من اهل اليمن وقيل رجل من اهل البلقاء ولذلك قال الشيخ والجمع بين هذه الاقوال ان تحمل الاية وعليها كلها. لانها تحتملها من غير تظاد. ويكون قول ويكون كل قول ذكر على وجه التمثيل. لان كلمة واتل عليهم نبأ الذي الذي تم وصول يشمل الرجل من بني اسرائيل ويشمل الرجل من اهل البلقاء ويشمل الرجل من اهل اليمن بل ويشمل الرجل الذي سيكون بعد هذا حاله عياذا بالله قال الشيخ رحمه الله ومثال اخر قوله تعالى وكأسا دهاقا قال ابن عباس دهاقا مملوءة. وقال مجاهد متتابعة. وقال عكرمة صافية. اذا ما معنى كأسا دياقا؟ على قول ابن عباس كأسا مملوءة وقال مجاهد كأسا بعد كأس وقال عكرمة كأسا صافية. ولا منافاة بين هذه الاقوال. الاية تحتملها فتحمل عليها جميعا ويكون كل قول لنوع من المعنى اذا هذا ايضا مندرج تحت اختلاف التنوع يعني بمعنى ذكر اللفظ العام او ذكر الاسم المطلق وبعد ذلك يأتي من السلف تفسير اللفظ العام او تفسير الكلمة المطلقة ببعض ما يوضح المعنى من المفردات فهذا لا يعتبر تضاد وانما هو ذكر لبعض ما به يعرف القسم الثالث قال اختلاف اللفظ والمعنى والاية لا تحتمل المعنيين معا للتظاد بينهما فحينئذ ما العمل؟ قال الشيخ فتحمل الاية على الارجح منهما بدلالة السياق او غيره اذا اذا وجد من السلف اختلاف في اللفظ والمعنى والاية لا تحتمل المعنيين معا لكوني ما ورد عنهم مضاد من كل وجه فتحمل الاية على الارجح منهما. طيب كيف نعرف راجح من هذين المعنيين الواردين او من هذه المعاني الواردة. قال الشيخ اما بدلالة السياق او غيره. ما معنى او غيره اذا يمكن حينئذ اذا قلنا ان الاختلاف اختلاف تضاد فيمكننا ان نعرف القول الراجح عدة اعتبارات ما هي؟ اولا بدلالة السياق. فان المعنى يحدد بالسياق الذي من اجله ساق الله الاية وهو ما يسميه بعض العلماء بسبب النزول. المعنى الثاني او المرجح الثاني ان ننظر الى دلالة باقي واللحى فحينئذ ايضا يتحدد لنا المعنى. المعنى الثالث ان ننظر الى مرجح خارجي من اية في كتاب الله عز وجل دال على هذا المعنى الذي نريد ان نرجحه او على المعنى المرجوح او حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. اذا المرجحات للاقوال المختلفة المأثورة عن السلف بالنظر الى اقربها الى معاني الايات الاخرى او بالنظر الى اقربها لاحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم او بالنظر الى سياق الاية او بالنظر الى سباق ولحاق الاية. قال الشيخ رحمه الله مثال ذلك قوله تعالى انما حرم عليكم الميتة والدم ولحم لحم الخنزير وما اهل به لغير الله. فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا اثم عليه. ان الله غفور رحيم قال ابن عباس رضي الله عنهما غير باغ في الميتة ولا عاد في اكله يعني ابن عباس يفسر ما معنى قوله غير باغ ولا عاد؟ يقول غير باغ في الميتة لا يريدها. ولا عاد في اكله فلا يتجاوز قدر الحاجة وقيل غير خارج على الامام ولا عاص بسفره بعض المتأخرين. والثاني لان القول الثاني لا دليل في الاية عليه. والسبب الثالث لان المقصود بحل ما ذكر دفع الضرورة وهي واقعة في حال الخروج على الامام وفي حال السفر المحرم وغير ذلك قال رحمه الله ومثال اخر قوله تعالى وان طلقتموهن من قبل ان تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم الا يعفون او يعفو الذي بيده عقدة النكاح قال علي ابن ابي طالب رضي الله عنه في الذي بيده عقدة النكاح هو الزوج. وقال ابن عباس هو الولي الان نتأمل ان القولين ها مختلفان اختلاف تضاد قال علي الذي بيده عقدة النكاح هو الزوج. وقال ابن عباس هو الولي. يعني ابو البنت او اخوها او ابنها او عمها قال الشيخ رحمه الله والراجح الاول لدلالة المعنى عليه ولانه قد روي فيه حديث عن النبي صلى الله عليه اذا الشيخ رجح قول علي لسببين الاول انه موافق للحديث والسبب الاخر ان سياق الاية سيق لذلك. من هذا المعنى ننتبه الان من هذا الاختلاف الذي يكون بين السلف والتضاد. ربما يقول قائل لماذا لا نقول ان ان كلا القولين صحيح باعتبار. هذا قول وجيه. وقد اشار اليه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فمثلا في هذه الاية التي اوردها الشيخ وان طلقتموهن من قبل ان تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرظت من الا يعفون او او يعفو الذي بيده عقدة النكاح. فقوله بيده عقدة النكاح يمكن ان على الزوج في حال ما اذا كان هو الذي يتكلم عن المهر ويمكن ان يكون آآ محمولا على ولي المرأة اذا كان هو الذي يتحدث عن المهر. اذا يمكن حمل الاية ايضا باعتبار على هذا وباعتبار على ذلك. كذلك في الاية التي اشار اليها الشيخ اولا قوله انما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما اهل لغير الله به فمن اضطر غير وباغ ولا عاد فقول ابن عباس غير باغ في الميتة ولا عاد في اكله. وهو باغ نكرة وكلمة عاد نكرة وتدل على العموم فيمكن ان يقال ان الخارج على الامام والعاصي بسفره ايظا ممن تشملهم الاية لان كلمة الباغي من الاسماء العامة وكلمة العاد من الاسماء العامة فتفسير الباغي في الميتة والباغي على الامام وتفسير العادي في الاكل وتفسير العادي في السفر هذا من تفسير اللفظ العام بايش؟ باحد افراده انتهى الشيخ رحمه الله مما يتعلق بالاختلاف الوارد في التفسير. وهنا اقول قد نبه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في مقدمة التفسير ان اكثر اختلاف التفسير الوارد عن السلف هو اختلاف تنوع ننتقل الى مسألة اخرى من مسائل وصول التفسير وهي ترجمة القرآن الكريم. من اراد ان يكون منظبطا عالما باصول التفسير فليتعلم ما يتعلق بترجمة القرآن الكريم فما من احد الا وهو محتاج الى الترجمة. الترجمة في اللغة العربية اعم منها في معنى الترجمة في اللغة العرفية. ايش معنى الترجمة في العرف؟ الترجمة في العرف معناها نقل والكلام من لغة الى لغة هذا في العرف. ولكن الترجمة في كلام العرب يطلق ويراد به ايصال الكلام الى الغيب سواء بلغته او بلغة اخرى. ولهذا قال النبي صلى الله عليه واله وسلم قال اه اتقوا النار ولو بشق تمرة ثم قال ما منكم من احد الا ويكلمه ربه ليس بينه وبينها ترجمان. ليس بينه وبينها ترجمان. اذا هذا فيه اشارة الى ان المقصود بكلمة الترجمان الموصل للكلام. قال الشيخ رحمه الله طبعا هنا المقصود بالترجمة ما هو هو المقصود بالترجمة هنا الترجمة من لغة الى لغة اخرى. قال الشيخ رحمه الله ترجمة لغة تطلق على معان ترجع الى البيان والايضاح وفي الاصطلاح الاصطلاح العرفي التعبير عن الكلام بلغة اخرى. اذا نترجم كلام العرب الى اللغة الفارسية. هذه ترجمة نترجم كلام العرب الى اللغة التركية هذه ترجمة. نترجم كلام العرب الى اللغة الانجليزية فهذه ترجمة. نترجم كلام العرب الى اللغة الوردية فهذه ترجمة وبالعكس قال رحمه الله وترجمة القرآن التعبير عن معناه بلغة اخرى. وهذا التعريف ايضا تعريف عرفي. قال والترجمة نوعان اي ننتبه الان ترجمة القرآن على نوعين. ترجمة القرآن الكريم على نوعين. ترجمة حرفية وذلك بان يوضع ترجمة كل كلمة بازائها. هم. ان يوضع ترجمة كل ترجمة كل كلمة بازائها. فيقول مثلا ان كلمة آآ اياك نعبد واياك يأتي يضع كلمة اياك آآ معنى خاص في اي لغة ثم نعبد معنى خاص كلمة تحتها هذه تسمى الترجمة الحرفية. وهذه في الحقيقة كثير من المفسرين اه ساروا عليها آآ لكنها كما سيأتي معنا غير ممكنة الثاني قال رحمه الله ترجمة معنوية او تفسيرية. وذلك بان يعبر عن معنى الكلام بلغة اخرى من غير طاعات المفردات والترتيب. هم هذه مسألة هي المعروفة هذه الترجمة المعنوية هي التي تسمى بترجمة معاني القرآن. الاول يسمونه ترجمة القرآن وهذا غلط. لا يمكن لاحد ان يترجم القرآن بكلام يوازيه والثاني ترجمة معاني القرآن فهذه ممكنة. وقابلة للخطأ والصواب. ترجمة معاني القرآن. قال قال الشيخ رحمه الله مثال ذلك قوله تعالى انا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون. فالترجمة ان يترجم كلمات هذه الاية كلمة كلمة. فيترجم ان ثم جعلناه ثم قرآنا ثم عربيا وهكذا. هذه تسمى ترجمة الحرفية. فلو اردنا ان نضرب مثلا له باللغة مثلا يقولون اياك نعبد اياك خاص برايد تو. نعبد عبادة ميكونيوم فهذه ترجمة حرفية واما الترجمة المعنوية ان يترجم معنى الاية كلها بقطع النظر عن معنى كل كلمة وترتيب وهي قريبة من معنى التفسير الاجمالي. اذا الترجمة الحرفية ترجمة الكلمات بغض النظر ادت الى معنى صحيح او لا. اما الترجمة المعنوية فهي ترجمة معاني كلام الله عز وجل قال الشيخ رحمه الله مبينا حكم ترجمة القرآن قال ترجمة الحرفية بالنسبة للقرآن الكريم مستحيلة عند كثير من اهل العلم هذه مسألة عظيمة. الترجمة الحرفية بالنسبة للقرآن الكريم مستحيلة عند كثير من اهل العلم. وذلك لانه يشترط في هذا النوع من الترجمة شروط لا يمكن تحققها معها. نعم. هذا واقع. ما هي هذه الشروط وهي الف مفردات في اللغة المترجم اليها بازاء حروف اللغة المترجم منه. يعني كل المفردات الموجودة عند في لغة العرب لابد ان تكون موجودة في لغة الاعاجم وهذه غير ممكنة اذا كان هذا الكلام غير واقعي فاذا لا يمكنه ترجمة القرآن ترجمة حرفية بوجود ادوات للمعاني في اللغة المترجم اليها مساوية او مشابهة للادوات في اللغة المترجم منها يعني في لغة العرب هناك التشبيه والكناية والاستعارة ووالى اخره من ضوابط البلاغة هذه غير موجودة في كثير من لغات العالم. وان وجد بعضها فلا يوجد كلها. فاذا الترجمة الحرفية غير ممكنة لهذا السبب ايضا. جيم قال تماثل اللغتين المترجم منها واليها. وفي تماثل اللغتين المترجم منها واليها في ترتيب الكلمات. حين تركيبها في الجمل والصفات والاضافات. وقال قال بعض العلماء يعني تماثل اللغتين مترجم منها واليها في ترتيب الكلمات حين تركيبها في الجمل مثلا في اللغة عربية المضاف يكون قبل المضاف اليه. فمثلا نحن نقول كلام الله هذا في لغة العرب لكن في غير لغة العرب الترتيب مختلف. المضاف اليه متقدم والمضاف متأخر اذا لا يمكن الترجمة الحرفية. فمثلا في لغة العرب نقول عبد الله اذا المضاف متقدم والمضاف اليه متأخر. في لغة غير العرب المضاف يتقدم والمضاف اليه يتأخر والمضاف اليه يتقدم والمضاف يتأخر مثلا لما نقول آآ دينار الكويت مثلا لما نقول لما نقول دينار الكويت في لغة الاعاجم سيقولون كويت دينار وهذا لا لا ان يترجم كلام الله عز وجل به. لانه لا يدل على البلاغة ولا على الفصاحة. قال رحمه الله وقال بعض العلماء ان الترجمة الحرفية يمكن تحققها في بعض اية او نحوها في بعض اية او نحوها ولكنها وان امكن تحققها في نحو ذلك محرمة لانها لا يمكن وان تؤدي المعنى بكماله. ولا ان تؤثر في النفوس تأثير القرآن العربي المبين. ولا ضرورة تدعو اليها استغنائه عنها بالترجمة المعنوية. اذا الشيخ رحمه الله يبين ان قول بعض العلماء يمكن نترجم بعض الكلمات بالترجمة الحرفية لوجود هذه الشروط الثلاث لكن لا يمكن وجود هذه الشروط الثلاث في غالب القرآن او في اكثر القرآن فضلا عن القرآن كله قال رحمه الله وعلى هذا فالترجمة الحرفية ان امكنت حسا في بعض الكلمات فهي ممنوعة شرعا. لماذا ممنوعة شرعا لانه يفسد المعنى. اللهم انا الا ان يترجم كلمة خاصة بلغة من يخاطبه ليفهمها. من غير ان يترجم تركيب كله فلا بأس. يعني مثلا لو قال انسان اياك نعبد آآ نحن نعبدك فقط هاي ترجمة صحيحة. للمعنى ولكن لا لا يمكن ان يسميها ترجمة حرفية قال رحمه الله واما الترجمة المعنوية للقرآن فهي جائزة في الاصل لانه لا محظور فيها. وقد تجب حين تكون وسيلة الى ابلاغ القرآن والاسلام لغير الناطقين باللغة العربية. لان ابلاغ ذلك واجب وما لا يتم الواجب الا به فهو واجب. طيب قد يقول قائل ما الدليل على وجوب ترجمة القرآن ترجمة معاني القرآن باللغات الدليل اولا من القرآن وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه. فاللسان معتبر اذا لابد من ترجمة معاني بلسان القوم المراد انذارهم. ثانيا ان النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم لما ارسل الرسل لما ارسل رسله الى الملوك والامراء كان بين يدي آآ اولئك هم الملوك والامراء من يترجمون كتاب النبي صلى الله عليه وسلم. فدل ان ذلك امر سائغ ولولا انه واجب لما وجب على النبي صلى الله عليه وسلم ان يخاطبه. فلما خاطبهم باللغة العربية بلغة القرآن وجب عليه من يبحث عن من يترجم لهم فبحثوا فترجموا رسائل النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم ومما يؤكد لنا ذلك ايضا وهو الدليل الثالث ان الصحابة رضوان الله تعالى عليهم فتحوا البلدان ومصدروا الامصار ونشروا القرآن ونشروا الاسلام وعلموا الناس الدين وعلموهم بلغاتهم العربية ايضا. ثم قال رحمه الله لان ابلاغ ذلك واجب وما لا يتم الواجب الا به فهو واجب هذا استدلال بالقاعدة الاصولية والقاعدة الفقهية ما لا يتم الواجب الا به فهو واجب. البلاغ واجب اذا كان البلاغ لا يتم الا بترجمة ما نريد ابلاغه فحين اذ تكون هذه الترجمة واجبة. قال لكن يشترط لجواز ذلك شروط. الاول الا تجعل بديلا عن القرآن بحيث يستغني بها عنه. وعلى هذا فلا بد ان يكتب القرآن باللغة العربية ان يكتب القرآن باللغة العربية والى جانبه هذه الترجمة. لتكون كالتفسير له اذا يمكن يكتب القرآن بجانب جهة اليمنى والترجمة في الجهة اليسرى او القرآن في الجهة الاعلى والترجمة المعنوية في الجهة السفلى الثاني ان يكون المترجم عالما بمدلولات الالفاظ في اللغتين المترجم منها واليها وما تقتضيه حسب السياق هذا شرط لا بد منه. الثالث ان يكون عالما بمعاني الالفاظ الشرعية في القرآن. اذا لابد من توفر هذه الشروط فليس كل احد مؤهل لان يترجم معاني كتاب الله عز وجل اذا خلاصة هذه الشروط اولا الا نجعل الترجمة المعنوية بدلا عن الفاظ القرآن ان يكون المترجم عالما بمدلولات الالفاظ في اللغتين. ثالثا ان يكون المترجم عالما بمعاني الالفاظ الشرعية في القرآن. قال رحمه الله ولا تقبل الترجمة للقرآن الكريم الا من مأمون عليها بحيث يكون مسلما مستقيما في دينه لماذا اشترطنا في المترجم الاسلام والاستقامة؟ لان غير المسلم اذا ترجم القرآن فربما يغير معناه كما فعل كثير من المستشرقين او المستغربين. ولماذا اشترطنا الاستقامة؟ لان بعض اهل الاسلام ممن ليسوا على استقامة ظاهرة ولا على السنة ربما فسروا القرآن تفسيرات باطنية فاذا يجب علينا ان نحذر ممن يترجم القرآن من غير المسلمين وممن يترجم القرآن من غير اهل سنة المستقيمين في اعتقادهم وعملهم. هذا ما يتعلق بالترجمة على وجه الاختصار. وقد فصلت القول فيه في المجلد الاول من كتاب المسائل العقدية المتعلقة بالقرآن الكريم ثم ذكر الشيخ رحمه الله المشتهرون المشتهرون بالتفسير من الصحابة رضوان الله عليهم. هذه النماذج اوردها الشيخ رحمه الله لماذا؟ لان المقصود ان الانسان يرجع الى تفاسيرهم. فذكر من هؤلاء قال اشتهر بالتفسير جماعة من الصحابة ذكر السيوطي منهم الخلفاء الاربعة ابا بكر وعمر وعثمان وعليا رضي الله عنهم الا ان الرواية عن الثلاثة الاولين لم تكن كثيرة لانشغالهم بالخلافة وقلة الحاجة للنقل في ذلك لكثرة العالمين عالمين بالتفسير الحقيقة ان لي وقفة مع كلام السيوطي في قوله لانشغالهم بالخلافة فان عليا ايضا كان منشغلا بالخلاف ومع ذلك كثر عنه النقل في التفسير ولكن الصواب ان التفسير اقل عن ابي بكر وعمر وعثمان لسببين السبب الاول هو ما ذكره السيوطي وهو صحيح قلة الحاجة الى النقل في ذلك لكثرة العالمين بالتفسير. هذا هو السبب الاول قلة الحاجة الى النقل في ذلك لكثرة العالمين بالتفسير. لان الصحابة كلهم يعرفون التفسير كبار التابعين كانوا يعلمون التفسير فما فيه الا اسئلة قليلة ترد على اذهان بعضهم فيسألون ابا بكر وعمر وعثمان ولذلك قل التفسير في زمانهم. السبب الثاني ان السلف الصالح رظوان الله تعالى عليهم لم تكن ظهر فيهم اهل الاهواء والبدع الذين يتقعرون في القرآن فيسألون اسئلة بخلاف فلما ظهرت الخوارج والسبئية فحينئذ جاء الكلام كثيرا في التفسير فظهور اهل البدع سبب عظيم من اسباب الكلام الكثير في التفسير. قال رحمه الله ومن المشتهرين بالتفسير من الصحابة ايضا عبد الله ابن مسعود وعبدالله ابن عباس ثم ترجم الشيخ رحمه الله لبعض هؤلاء الذين اشتهروا بالتفسير منهم علي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه. وهو الذي قال كلمته المشهورة لما كما في صحيح البخاري قالوا له هل وصاكم رسول الله هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء؟ قال لا آآ الا فهما يعطيه الله لعبد من عباده في كتابه. ها اذا هذه مسألة عظيمة فعلي رضي الله تعالى عنه ممن كان له فهم في القرآن كحال الخلفاء الثلاثة الذين قبله رضي الله تعالى عنهم اجمعين ومن هؤلاء المشتهرين بالتفسير ذكر الشيخ عبدالله بن مسعود وهو الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم انك لغلام معلم وهو الذي قرأ عليه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن وهو الذي قال لقد علم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اني من اعلمهم بكتاب الله وقال والله الذي لا اله غيره ما انزلت سورة من كتاب الله الا وانا اعلم اين نزلت ولا انزلت اية من كتاب الله الا وانا اعلم فيمن انزلت ولو اعلم احدا اعلم مني بكتاب الله تبلغه الابل لركبت اليه وكان ممن خدم النبي صلى الله عليه وسلم. الى اخر ترجمته المشهورة الحافلة ويكفي فينا في ذلك انه ابقى تلامذة كثيرا كلهم كانوا علماء في التفسير والحديث والسنة اللهم علمه الكتاب كما في البخاري وفي رواية اللهم فقهه في الدين ومما يؤكد لنا فهم عبد الله بن عباس في التفسير ان عمر رضي الله عنه كان يدخله في اهل المشورة مع اهل بدر واعترض كبار الصحابة البدريين فاراد عمر ان يبين لهم فضله فسألهم عن سبب نزول اذا جاء نصر والله والفتح فقال بعضهم امرنا ان نحمد الله ونستغفره اذا فتح علينا وسكت بعضهم فقال عمر لابن عباس اكذلك تقول قال لا. قال فما تقول؟ قال هو اجل رسول الله صلى الله عليه وسلم. اعلمه الله له اذا جاء نصر الله والفتح فتح مكة فذلك علامة اجلك فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا. قال عمر ما اعلم منها الا ما اعلم اذن ابن عباس شيء دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بان يعلم الكتاب وشهد له عمر بالتأويل العظيم والتفسير الكبير في القرآن. حتى قال ابن مسعود رضي الله عنه لنعم ترجمان القرآن ابن عباس بس لو ادرك اسناننا ما عاشره منا احد ثم ذكر المصنف رحمه الله المشتهرون التفسير من من التابعين رضوان الله تعالى عليهم ولا شك انه لابد ان ندرك ان المشتهرون بالتفسير من التابعين ينقسمون الى مدارس فهناك المدرسة المكية تلامذة ابن مسعود ومن اشهرهم مجاهد وعكرمة وعطاء ابن ابي رباح وهناك المدرسة المدنية ومن اشهرهم ابي ابن كعب وزيد ابن اسلم وابي العالية الرياحي ومحمد ابن كعب القرظي وهناك المدرسة الكوفية تلامذة ابن مسعود ومن اشهرهم قتادة وعلقمة والشعبي. ثم ترجم الشيخ رحمه الله مجاهد وقتل مجاهد هو مجاهد ابن جبر المكي وكان البخاري اذا وجد التفسير من مجاهد اه اذا لم يجده في الصحابة فوجده عند مجاهد لم يتجاوزه الى غيره. لماذا لانه عرض القرآن على ابن عباس مرتين يسأله عن كل اية ولذلك كان يقول عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرظات من فاتحته الى خاتمته اوقفوا عند كل اية واسأله عنها وكان سفيان الثوري يقول اذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به واعتمده تفسيره الشافعي والبخاري وكان كثيرا ما ينقل عنه في صحيحه. قال الذهبي في اخر ترجمته في سير اعلام او في ميزان الاعتدال اجمعت الامة على امامة مجاهد والاحتجاج به ثم ذكر الشيخ رحمه الله قتادة ابن دعامة السدوسي البصري العالم الكبير الذي ولد اكمه وولد سنة احدى وستين وجد في طلب العلم وكان عظيم الحافظة وكان محدثا كبيرا ومفسرا عظيما ومؤرخا جسيما عالما بالسيرة حتى انهم كانوا يقولون ما سمع شيئا الا حفظه تفسيره متداول كثير في كتب التفسير لننتبه ان هذه المدارس الثلاثة المدرسة المكية والمدرسة المدنية والمدرسة الكوفية اصبح لهم آآ تلامذة كبار ثم للتابعين منهم تلامذة وهم تبع التابعين فعليهم المعول في تفسير كتاب لله تبارك وتعالى. ثم انتقل الشيخ رحمه الله الى مسألة عظيمة من مسائل اصول التفسير وهي القرآن محكم ومود الشعر اراد الشيخ رحمه الله ان يبين ان من اصول التفسير معرفة المحكم والمتشابه فلا يمكن لاحد ان يفسر القرآن ما لم يدرك الفرق بين المحكم والمتشابه من جهة والعلم بالمحكم والمتشابه من جهة اخرى قال رحمه الله يتنوع القرآن الكريم باعتبار الاحكام والتشابه الى ثلاثة انواع. اذا القرآن من حيث كونه من حيث كونه محكم او متشابه من قسم الى ثلاثة اقسام. النوع الاول الاحكام العام وهنا معنى الاحكام الاتقان والظبط قال الذي وصف به القرآن كله مثل قوله كتاب احكمت اياته. يعني كل اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير وقوله الف لام راء وقوله الف لام راء تلك ايات الكتاب الحكيم فوصف الله ايات الكتاب بان بانها حكيم وقال وقوله وان وقوله وانه في ام الكتاب لدينا لعلي حكيم ومعنى هذا الاحكام الاتقان والجودة في الفاظه ومعانيه. فهو في غاية الفصاحة والبلاغة اخباره كلها صدق نافعة ليس فيها كذب ولا تناقض ولا لغو آآ لا خير فيه واحكامه كلها عدل وحكمه ليس وحكمه ليس فيها جور ولا تعارض ولا حكم سفيه او حكمه نعم وحكمه ليس فيها جور لا حكمه لا لا لا احكامه كلها عدل وحكمه ليس فيه جور ولا تعارض ولا حكم سفيه النوع الثاني مما ينبغي ان ننتبه اليه وهو ان القرآن كله وصف بالتشابه العام مثل قوله تعالى الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثانيا تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله ومعنى هذا التشابه ان القرآن كله يشبه بعضه بعضا في الكمال والجودة والغايات الحميدة وايضا يشبه بعضه بعضا فيثبت هذا الخبر الخبر الاول. والخبر التالي وايضا من معاني التشابه العام ان هذا الحكم مؤكد لحكم الاخر وليس ناقضا له. لهذا قال تعالى ولو كان من عند غير الله لوجدوا في اختلافا كثيرا النوع الثالث من انواع التفسير النوع الثالث من انواع التفسير الاحكام الخاص ببعضه والتشابه الخاص ببعضه. وهذا الذي جاء في قوله تعالى في سورة ال عمران هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واوخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا بي كل من عند ربنا وما يذكر الا اولو الالباب. فالله جل في علاه وصف في هذه الاية ان القرآن منه ايات محكمات وهن ام الكتاب اي اصل الكتاب واخر متشابهات وهذا هو القليل. قال رحمه الله ومعنى هذا الاحكام ان يكون معنى الاية واضحا جليا لا اخفافي مثل قوله تعالى يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا وقوله يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون وقوله واحل الله البيع وقوله حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما اهل لغير الله وامثال ذلك كثيرة. اذا الاحكام ان يكون معنى الاية واضحا جليا لا خفافي هذا معنى الاحكام في بعض الايات وهن ام الكتاب يعني الاكثر والاصل ثم وصف بعض الايات الاخرى بالتشابه قال ومعنى هذا التشابه ان يكون معنى الاية مشتبها خفيا بحيث يتوهم منه الواهم ما لا يليق بالله تعالى او كتابه او رسوله ويفهم منه العالم الراسخ في العلم ذلك مثاله فيما يتعلق بالله تعالى ان يتوهم واهم من قوله تعالى بل يداه مبسوطتان ان لله يدين مماثلتين لايدي مخلوقين فهذا المعنى الذي فهمه هذا الواهم هو من المتشابه واما العالم فيدرك ان لله تبارك وتعالى يدان تليقان بجلاله غير متشابهتين لايدي مخلوقين ومثاله فيما يتعلق بكتاب الله تعالى يتوهم واهم تناقض القرآن وتكذيب بعضه ببعض حين يقول ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك ويقول في موضع اخر وان تصبهم حسنة يقول هذه من عند الله. وان تصبهم سيئة يقول هذه من عندك قل كل من دي فاللي ليس عنده علم يظن ان القرآن متعارف ومعلوم ان اه انه لا تعارض بين الاية الاولى والاية الثانية لان الاية الاولى فيها ان ما يصيب الانسان من الحسنات فهو محض نعمة وفضل من الله وما يصيبه من السيئات فسبب ذلك كسب نفسه وعمل نفسه والاية الاخرى وان تصبهم حسنة يقول هذه من عند الله وان تصيبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله متعلق باقدار الله. فالاقدار كلها من عند الله تبارك وتعالى حسنة كانت او سيئة قال رحمه الله ومثاله فيما يتعلق برسول الله ان يتوهم واهم من قوله تعالى فان كنت في شك مما انزلنا اليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين فيظن ان ظاهره ان النبي صلى الله عليه وسلم كان شاكا فيما انزل اليه ولا يفهم المراد مع ان العلماء يدركون ان المقصود بكلمة ان كنت هذا مثل قوله جل وعلا قل ان كان الرحمن ولد فانا اول العابدين. وليس للرحمن ولد اذا ليس هناك عبادة لغير الله. ففي الاية فان كنت في مما انزلنا اليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب وهو ليس في شك مما انزل اليه اذا ليس هناك داع لان يسأل الذين يقرأون الكتاب من قبله. ولكن هذا ورد للدلالة على بيان يقين النبي صلى الله عليه وسلم بما انزل اليه وعلمه بانه من الله وان من شك في ذلك فعليه ان ينظر في كتب اهل الكتاب فيدرك ان خاتم النبيين هو محمد صلى الله عليه وسلم ثم ذكر الشيخ رحمه الله موقف الراسخين في العلم والزايغين من المتشائم وهذا اصل عظيم ينبغي لمن يريد فهم كلام الله ان ينتبه اليه قال رحمه الله ان موقف الراسخين في العلم من المتشابه وموقف الزائغين منه بينه الله تعالى. فقال في الزايغين فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله اذا الله جل وعلا ذكر للزائغين في هذه الاية صفتين. الصفة الاولى انهم يتبعون ما تشابه الصفة الثانية انهم يريدون الفتنة الصفة الثالثة انهم يبحثون عن تأويل للافساد بين المسلمين وقال في الراسخين في العلم والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا. فالزائغون يتخذون من هذه الايات المشتبهات وسيلة للطعن في كتاب الله. وفتنة الناس عنه وتأويله لغير ما اراد الله تعالى فيضلون ويضلون واما الراسخون في العلم فيؤمنون بان ما جاء في كتاب الله تعالى فهو حق وليس فيه اختلاف ولا تناقض لانه من عند الله. ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. وما جاء ردوه الى المحكم ليكون الجميع محكما ويقولون في المثال الاول ان لله تعالى يدين حقيقتين على ما يليق بجلاله وعظمته لا تماثل ايدي المخلوقين كما ان له ذاتا لا تماثل ذوات المخلوقين. لان الله تعالى يقول ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ويقولون في المثال الثاني ان الحسنة والسيئة كلتاهما بتقدير الله عز وجل. لكن الحسنة سببها التفضل من الله تعالى على عباده اما السيئة فسببها فعل العبد كما قال تعالى وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير السيئة الى العبد من اضافة الشيء الى سببه لا من اضافته الى مقدره. اما اضافة الحسنة والسعي الى الله تعالى فمن باب اضافة الشيء الى مقدره. وبهذا يزول ما يوهم الاختلاف بين الايتين لانفكاك الجهة. ويقولون في المثال الثالث ان النبي الله عليه وسلم لم يقع منه شك فيما انزل اليه بل هو اعلم الناس به. واقواهم يقينا كما قال الله تعالى بنفس السورة قل والناس ان كنتم في شك من ديني فلا اعبد الذين تعبدون من دون الله الاية المعنى ان كنتم في شك منه فانا على يقين منه. ولهذا لا اعبد الذين تعبدون من دون الله بل اكفر بهم واعبدوا الله. ولا يلزم من فان كنت في شك مما انزلنا اليك ان يكون الشك جائزا على الرسول صلى الله عليه وسلم او واقعا منه. لاننا نعلم اليقين ان الشك لا يجوز في حق الرسول ولا يقع منه عليه الصلاة والسلام قال الشيخ الا ترى قوله تعالى قل ان كان للرحمن ولد فانا اول العابدين. هل يلزم منه ان يكون الولد جائزا على الله تعالى اصل الجواب كلا فهذا لم يكن حاصلا ولا جائزا على الله تعالى قال الله تعالى وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا. ولا يلزم من قوله تعالى فلا تكونن من الممترين ان يكون الامتراء واقعا من الرسول صلى الله عليه وسلم. لان النهي عن الشيء قد يوجه الى من لم يقع الا ترى قوله تعالى ولا يصدنك عن ايات الله بعد اذ انزلت اليك وادع الى ربك ولا تكونن من المشركين ومن المعلوم انهم لم يصدوا النبي صلى الله عليه وسلم عن ايات الله وان النبي صلى الله عليه وسلم لم يقع منه شرك والغرض من توجيه النهي الى من لا يقع منه التنديد بمن وقع منهم والتحذير ممنهاجهم وبهذا يزول الاشتباه وظن ما لا يليق بالرسول صلى الله عليه وسلم. اذا هذه اجوبة الشيخ عن هذه الاشكالات الثلاثة التي هي من صور المتشابهات من صور المشابهات في القرآن ثم قال رحمه الله مبينا انواع التشابه في القرآن قال التشابه الواقع في القرآن نوعان. نعم تشابه الموجود في بعض ايات كتاب الله على نوعين. الاول قال احدهما حقيقي وهو ما لا يمكن ان يعلمه البشر وهذا النوع ينقسم الى قسمين مثال ذلك قال كحقائق صفات الله عز وجل. هنا معنى كلمة حقائق يعني كيفيات كحقائق يعني ككيفيات صفات الله عز وجل قال فاننا وان كنا نعلم معاني هذه الصفات لكننا لا ندرك حقائقها وكيفيتها لقوله تعالى ولا يحيطون به علما وقوله لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير ولهذا لما سئل الامام مالك رحمه الله تعالى عن قوله تعالى الرحمن للعرش استوى كيف استوى؟ قال الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والايمان به واجب السؤال عنه بدعة وهذا النوع قال الشيخ لا يسأل عن استكشافه لتعذر الوصول اليه. اذا التشابه الحقيقي ما ما هو انما يكون في كيفيات صفات الله عز وجل. هذه الجهة الاولى الجهة الثانية تشابه الحقيقي في القرآن موجود في كيفيات آآ مآلات الاخبار في كيفيات مآلات الاخبار التي لا نعلمها الان. فالخوض فيها غير ممكن من احد الامر الثالث في كيفيات الغيبيات في كيفيات الغيبيات السابقة. فهذه ايضا لا يمكن لنا العلم بها الا بنص اما بالعقول فلا يمكن ادراكها ثم قال النوع الثاني في التشابه نسبي وهو ما يكون مشتبها على بعض الناس دون بعض. فيكون معلوما للراسخين في العلم دون غيرهم وهذا النوع يسأل عن استكشافه وبيانه. لامكان الوصول اليه. اذ لا يوجد في القرآن شيء لا يتبين معناه لاحد من الناس قال الله تعالى هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين وقال ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وقال فاذا قرأناه فاتبعوا قرآنه ثم انا علينا بيانه وقال ايها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وانزلنا اليكم نورا مبينا وامثلة هذا النوع كثيرة منها قوله تعالى ليس كمثله شيء حيث اشتبه على اهل التعطيل ففهموا منه انتفاء الصفات عن الله تعالى وادعوا ان ثبوتها يستلزم المماثلة واعرضوا عن الايات الكثيرة الدالة على ثبوت الصفات له. وان اثبات اصل المعنى لا يستلزم المماثلة ومنها قوله تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما حيث اشتبه على الوعيدية من الخوارج المعتزلة ففهموا منه ان قاتل المؤمن عمدا مخلد في النار وطردوا ذلك في جميع اصحاب الكبائر واعرظوا عن الايات الدالة على ان كل ذنب دون الشرك فهو تحت مشيئة الله تعالى. وكان الواجب عليهم ان يسألوا الراسخين في العلم ومنها قوله تعالى لم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير حيث اشتبه على الجبرية من الاشاعرة وغيرهم ففهموا منه ان العبد مجبور على عمله وادعوا انه ليس له ارادة ولا قدرة عليه. واعرضوا عن الايات الدالة على ان للعبد ارادة وقدرة وان فعل العبد نوعان اختياري وغير اختياري والراسخون في العلم اصحاب العقول يعرفون كيف يخرجون هذه الايات المتشابهة الى معنى يتلائم مع الايات اخرى المحكمة فيبقى القرآن كله محكما لا اشتباه فيه. اذا الايات المشتبهة كيف لطالب العلم؟ وكيف للانسان ان مم آآ يرفع الاشكال عن نفسه فيها يرجع الى العلماء الراسخين من اهل السنة هنا يرد سؤال ما الحكمة في ورود التشابه في القرآن الكريم قال الشيخ رحمه الله الحكمة في تنوع القرآن الى محكم ومتشابه. قال لو كان القرآن كله محكما لفاتت الحكمة من الاختبار به تصديقا وعملا لظهور معناه وعدم المجال لتحريفه والتمسك بالمتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. ولو كان كله متشابها لفات كونه بيانا وهدى للناس ولما امكن العمل به وبناء العقيدة السليمة عليه ولكن الله تعالى بحكمته جعل منه ايات محكمات يرجع اليهن عند التشابه واخر متشابهات امتحانا للعباد. ليتبين صادق الايمان ممن في قلبه زيف فان صادق الايمان يعلم ان القرآن كله من عند الله تعالى وما كان من عند الله فهو حق. ولا يمكن ان يكون فيه باطل او تناقض لقوله تعالى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد وقوله تعالى ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. يعني الاختلاف الوارد في القرآن بين المتشابهات هي بالنسبة للمحكمات شيء يسير وهذا اليسير يمكن رفعه من قبل العلماء الراسخين قال رحمه الله واما من في قلبه زيغ فيتخذ من المتشابه سبيلا الى تحريف المحكم واتباع الهوى في التشكيك في الاخبار والاستكبار يعني الاحكام ولهذا تجد كثيرا من المنحرفين في العقائد والاعمال يحتجون على انحرافهم بهذه الايات المتشابهة خلص ثم انتقل رحمه الله الى قضية اخرى من قضايا اصول التفسير وهي قضية مهمة وهي موهم التعارض في القرآن قال رحمه الله التعارض في القرآن ان تتقابل ايتان بحيث يمنع مدلول احداهما مدلول الاخرى مثل ان تكون احداهما مثبتة لشيء والاخرى نافية له يعني التعارض يكون اما في الخبر عن الشيء وعن ضده او في الامر بالشيء والامر بضده. هذا هو مما يكون موهم التعارض. قال ولا يمكن ان يقع التعارض بين ايتين مدلولهما خبري يعني ما يمكن يأتي خبر ويقول حصل كذا ويأتي خبر يقول لم يحصل هذا يقول ولا يمكن ان يقع التعارض بين ايتين مدلولهما خبري لانه يلزم كون احداهما كذبا وهو مستحيل باخبار الله تعالى. قال الله تعالى ومن اصدق من الله حديثا وقال ومن اصدق من الله قيلا ولا يمكن ان يقع التعارض بين ايتين مدلولهما حكمي لان الاخيرة منهما ناسخة. اذا بالنسبة للاخبار لا يمكن ان يقع التعارض. يعني ما يمكن يأتي اية ويقول عن نوح عليه السلام فلبث فيهم الف سنة الا خمسين عاما ثم يأتي اية اخرى ويقول فلبث فيهم الف سنة بدون استثناء هذا لا يمكن ان يقع في القرآن لان وقوع الخلف في احد الاخبار خلافا للخبر الاول كذب. والكذب مستحيل في كلام الله عز وجل وخبره طيب نأتي الان الى آآ التعارض في الاحكام. قال ولا يمكن ان يقع التعارض بين ايتين مدلولهما حكمي لان الاخيرة منهما ناسخة للاولى. قال الله تعالى ما ننسخ من اياتنا وننسيها ناتي بخير منها او مثلها اذا الله جل وعلا اذا امر بامره ثم امر بامر اخر مضاد للاول فهنا ندرك ان المتأخر ناسخ للمتقدم. قال واذا ثبت النسخ كان حكم الاولى غير قائم ولا معارظ للاخيرة واذا رأيت ما يوهم التعارض من ذلك فحاول الجمع بينهما. فان لم يتبين لك وجب عليك التوقف وتكل الامر وتكل الامر الى عالمه او تسأل العلماء الراسخين قال رحمه الله وقد ذكر العلماء رحمهم الله امثلة كثيرة لما يوهم التعارف. بينوا الجمع في ذلك. ومن اجمع ما رأيت في هذا الموضوع كتاب دفع ايهام الاضطراب عن اي الكتاب للشيخ محمد الامين الشنقيطي رحمه الله. وايضا ايها الاخوة من الكتب في هذا الباب كتاب خطيب اهل السنة الامام ابن قتيبة الدينوري مشكل القرآن فانه من انفع الكتب التي تدفع ايهام الاضطراب عن ايات الكتاب ثم ذكر الشيخ رحمه الله امثلة من هذا الذي قد يوهم التعارض وكيف يرفع التعارض؟ قال فمن امثلة ذلك قوله تعالى في القرآن هدى للمتقين. وقوله فيه شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس فجعل هداية القرآن في الاية الاولى خاصة بالمتقين ففي الثانية عامة للناس والجمع بينهما ان الهداية في الاولى هداية التوفيق والانتفاع والهداية في الثانية هداية التبيين والارشاد هكذا قال الشيخ رحمه الله تعالى والذي يظهر لي والله تعالى اعلم ان الهدايتان في الايتين هما هداية آآ التبيين والارشاد لان هداية التوفيق والالهام لا يكون من القرآن لا يكون الا من الله عز وجل فهدى للمتقين بمعنى الهداية التامة والبيان والرشاد الكامل او هداية الانتفاع واما هدى للناس فهذه هداية التبيين والارشاد وان لم يكن معه انتفاع. اذا هدى للمتقين هداية تبيين وارشاد وانتفاع وهدى للناس داية تبيين وارشاد قال رحمه الله ونظير هاتين الايتين قوله تعالى في الرسول صلى الله عليه وسلم انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء وقوله وقوله فيه وانك لتهدي الى صراط مستقيم. فالاولى هداية التوفيق اذا لا تهدي هداية التوفيق والثانية لتهدي هداية التبيين وهذا من انفع ما جمع بين الايتين ومن امثلة ذلك قوله تعالى شهد الله انه لا اله الا هو الملائكة واولو العلم وقوله وما من اله الا الله وقوله فلا تدعو مع الله الهنا اخر وقوله فما اغنت عنهم الهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء من ربك وما زادوهم غير تتبيل ففي الايتين الاوليين نفي الالوهية عما سوى الله تعالى وفي الاخريين اثبات الالوهية لغيره. والجمع بين ذلك ان الالوهية الخاصة عز وجل هي هي الالوهية الحق لذلك قال وما من اله الا الله وان المثبت لغيره هي الالوهية الباطلة. لقوله تعالى ذلك بان الله هو الحق. وانما يدعون من دونه هو الباطل وان الله هو العلي الكبير ومن امثلة ذلك قوله تعالى قل ان الله لا يأمر بالفحشاء. وقوله واذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسق وفيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا قال ففي الاية الاولى نفي ان يأمر الله تعالى بالفحشاء. وظاهر الثانية ان الله تعالى يأمر بما هو فسق واذا اردنا ان نهلك قرية نمر مترفيها ففسقوا فيها يعني هذا هو وجه الشهد ان ربما انسان يظن ان معنى امرنا مترفيها فسقوا ان الله تعالى يأمر بما هو فسق والجمع بينهما ان الامر في الاية الاولى هو الامر الشرعي. والله تعالى لا يأمر شرعا بالفحشاء. لقوله تعالى ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي. والامر في الاية الثانية هو الامر الكوني والله تعالى يأمر كونا بما شاء. حسب ما تقتضيه حكمته لقوله قال انما امره اذا اراد شيئا يقول له كن فيكون. ثم قال رحمه الله ومن رام زيادة امثلة فليرجع الى كتاب الشيخ نقيطي المشار اليه انفا او ليرجع الى كتاب الذي ذكرته وهو كتاب مشكل القرآن لخطيب السنة آآ ابن قتيبة رحمه الله انتقل الشيخ رحمه الله الى آآ اصل اخر من اصول التفسير وهو معرفة القسم والقسم معرفة القسم اصلا من اصول التفسير. لانه كثير ذكره في القرآن الكريم. قال رحمه الله القسم بفتح القاف والسين اليمين القسم غير القسم القسم بفتح القاف والسين اليمين وهو تأكيد الشيء بذكر معظم بالواو او احدى اخواتها طبعا الواو اخواتها اللي هي الفاء ثم او الواو المقصود بخواتها خوات القسم وهي الواو والباء والتاء قال احدى اخواتها وادواته الثلاث. اذا الادوات القسم ثلاث الاول الواو مثل قوله فورب السماء والارض انه لحق ويحذف معها العامل وجوبا يعني لا لا لا يأتي الواو ومعه اقسم. واقسم رب السماء هذا لا يأتي لذلك قال يحذف معها العامل وجوبا. ولا يليها الا اسم ظاهر. ها يعني ما يصير الواو ثم فيأتي بعده هاء ها ما ما يمكن لابد ان يليه اسم ظاهر مثل هنا رب فورب السماء ما يصح ان يقول وهو وايش ظمير يعني؟ قال والباء مثل قوله تعالى لا اقسم بيوم القيامة بيوم القيامة. هذا باء القسم ويجوز معها ذكر العامل. اذا يمكن ان يذكر معه العامل الذي هو اه صيغة القسم كما في هذا المثال لا اقسم بيوم القيامة فهنا ذكر العامل ويجوز حذفه كقوله تعالى عن ابليس قال فبعزتك لاغوين مجمع. يعني في الاول ذكر القسم لا اقسم بيوم القيامة. وهنا قال فبعزتي ما ذكر العامل اللي هو كلمة اقسم وهو اذا دل ان الباء يجوز معه ذكر العامل ويجوز معه حذف العامل الذي هو فعل اقسم ويجوز ان يليها اسم ظاهر كما مثلنا فبعزتك ها اقسم بيوم القيامة وان يليها ظمير كما في قوله الله ربي وبه احلف. لينصرن المؤمنين. هذا يجوز في اللغة ايضا. وبه وبه احلفه قال العامل ايضا الاداة الثالثة التاء مثل قوله تعالى تالله لتسألن عما كنتم تفترون ويحذف معها العامل وجوبا ولا يليها الا اسم الله او رب مثل تربى الكعبة لاحجن ان شاء الله. اذا عندنا الواو والباء والتاء. اما الواو والباء فلابد من حذف العامل وجوبا والواو لا يجوز فيه الا ان يكون ما بعده لابد ان يليها الاسم الظاهر وكذلك الباء لابد ان يليها الاسم الظاهر بشرط ان يكون الله او رب ليس غيرهما اما بالنسبة للباء فيجوز حذف العامل ويجوز ذكره ويدخل على الاسم الظاهر ويدخل على الاسم المظمر قال رحمه الله والاصل ذكر المقسم به وهو كثير كما في الامثلة السابقة. لذلك يقول العلماء القسم آآ يأتي معه ننتبه اداة ادوات القسم وهي الواو والبا والتاء ولفظ القسم ثم ياتي المقسم به ثم ياتي المقسم عليه اربعة اشياء قال والاصل ذكر المقسم به وهو كثير كما في الامثلة السابق وقد يحذف وحده مثل قولك احلف عليك لتجتهدن اذا يمكن ان يحذف المقسم به وقد يحذف مع العامل وهو كثير. مثل قوله تعالى ثم لتسألن يومئذ عن النعيم فهنا اداة القسم مع العامل محذوف قال والاصل ذكر المقسم عليه وهو كثير مثل قوله تعالى قل بلى وربي لتبعثن اه كلمة لتبعثن هذا المقسم عليه. وقد يحذف جوازا مثل قوله تعالى قاف والقرآن المجيد. وتقديره ليهلكن وقد يحذف وجوبا اذا تقدمه او اكتنفه ما يغني عنه. قاله ابن هشام في المغني ومثل له بنحو زيد قائم والله والله قائم ثم قال وللقسم فائدتان يعني هذا ينبغي ان ينتبه اليه المفسر ما فائدة القسم قال وللقسم فائدتان احداهما بيان عظمة المقسم به والثانية بيان اهمية المقسم عليه وارادة توكيده ولذا لا يحسن القسم الا في الاحوال التالية الاولى ان يكون المقسم عليه ذا اهمية الثاني ان يكون المخاطب مترددا في شأنه الثالث ان يكون المخاطب منكرا له. اذا هذه اسباب واحوال القسم. لماذا يقسم لبيان عظمة المقسم به لبيان اهمية المقسم عليه ويحسن القسم في الاحوال التالية ان يكون المقسم عليه ذا اهمية ان يكون المخاطب مترددا ان يكون المخاطب منكرا ثم انتقل الشيخ رحمه الله الى اصل اخر من اصول التفسير وهو القصص ولابد المفسر ان يعرف القصص وصيغها وسياقها واسبابها وفوائدها حتى يضبط اصول التفسير قال رحمه الله والله القصص والقص لغة تتبع الاثر وفي الاصطلاح الاخبار عن قضية ذات مراحل يتبع بعضها بعضا. اذا ما معنى القصص؟ القصص معناه تتبع السالفين قال وقصص القرآن اصدق القصص لقوله تعالى ومن اصدق من الله حديثا وذلك لتمام مطابقة اهل الواقع واحسن القصص لقوله قال نحن نقص عليك احسن القصص بما اوحينا اليك هذا القرآن وذلك لاشتمالها على اعلى درجات الكمال في البلاغة وجلال المعنى وانفع القصص لقوله تعالى لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب. وذلك لقوة تأثيرها في اصطلاح في اصلاح القلوب والاعمال اذا القرآن قصصه اصدق واحسن وانفى اصدق خبرا واحسن ظبطا وانفع اثرا ثم قال رحمه الله وهي ثلاثة اقسام اه قسم عن الانبياء والرسل وما جرى لهم مع المؤمنين بهم والكافرين وهذا هو الاكثر وقسم على افراد وطوائف جرى لهم ما فيه عبرة فنقله الله تعالى عنهم كقصة مريم ولقمان والذي مر على قرية وهي خابئة على عروشها وذي القرنين وقارون واصحاب الكهف واصحاب الفيل واصحاب الاخدود وغير ذلك وقسم عن حوادث واقوام في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كقصة غزوة بدر واحد والاحزاب وبني قريظة وبني النظير وزيد ابن حارثة وابي لهب وغير ذلك قال وللقصص في القرآن حكم كثيرة عظيمة منها. اولا بيان حكمة الله تعالى فيما تظمنته هذه القصص لقوله تعالى ولقد جاءهم من الانباء ما فيه مزدجر حكمة بالغة فما تغني النذر. اذا اول واعظم آآ القصص بيان حكمة الله. الثاني بيان عدل الله تعالى. بعقوبة المكذبين. لقوله تعالى عنهم وما ظلمناهم ولكن ظلموا انفسهم فما اغنت عنهم الهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء من ربك الثالث بيان فضل الله تعالى بمثوبة المؤمنين. لقوله تعالى الا للوط نجيناهم بسحر نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر الرابعة تسلية النبي صلى الله عليه وسلم عما اصابه من المكذبين له. لقوله تعالى وان يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم. جاءتهم رسل بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير. ثم اخذت الذين كفروا فكيف كان نكير؟ ففي الاية سلوان النبي صلى الله عليه وسلم ان الله جل وعلا اخبر ان هناك من كذب المرسلين فلست اول مكذب. وان العاقبة للمتقين والعاقبة سيكون لك ان شاء الله خامسا ترغيب المؤمنين في الايمان بالثبات عليه والازدياد منه. اذ علموا نجاة المؤمنين السابقين وانتصار من امروا بالجهاد لقوله تعالى استجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين. السادس تحذير الكافرين من الاستمرار في كفرهم. اذا فوائد ذكر القصص تحذير الكافرين من الاستمرار في كفرهم لقوله تعالى فلم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين امثالها السابع اثبات رسالة النبي صلى الله عليه وسلم فان اخبار الامم السابقة لا يعلمها الا الله عز وجل. لقوله تعالى تلك من انباء الغيب اليك ما كنت تعلمه انت ولا قومك من قبل هذا. وقوله تعالى الم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم الا الله آآ ذكر الشيخ رحمه الله بعد ذلك آآ فائدة عظيمة وهي مسألة تكرار القصص قال من القصص القرآنية ما لا يأتي الا مرة واحدة مثل قصة لقمان واصحاب الكهف ومنها ما ياتي متكررا حسب ما تدعو اليه الحاجة وتقتضيه المصلحة ولا يكون هذا المتكرر على وجه واحد. بل يختلف في الطول والقصر واللين والشدة. وذكر بعض جوانب القصة في موضع دون اخر. ومن الحكمة في هذا التكرار اولا بيان اهمية تلك القصة لان تكرارها يدل على العناية بها. ثانيا توكيد تلك القصة لتثبت في قلوب الناس. ثالثا مراعاة الزمن وحال المخاطبين بها ولهذا تجد الايجاز والشدة غالبا فيما اتى من القصص في السور المكية والعكس فيما اتى في السور رابعا بيان بلاغة القرآن في ظهور هذه القصص على هذا الوجه وذاك الوجه على ما تقتضيه الحال. خامسا ظهور صدق وانه من عند الله تعالى حيث تأتي هذه القصص متنوعة بدون تناقض. ويمكن ان نضيف فائدة سادسة وهي ان ينتفعون في كل موضع من القصة بما هم يحتاجون اليه في مثل هذه الاحوال. والسابعة من فوائد ذكر القصص انها تثبت العقائد في قلوب المؤمنين. لان القصص التي تذكر اكثر من مرة هي قضايا قصص العقدية ثم انتقل الشيخ رحمه الله الى مسألة اخرى عظيمة وهي ذكر الاسرائيليات فان من اصول التفسير ان يعلم الانسان ما هو حكم الاسرائيلية قال رحمه الله الاسرائيليات الاخبار المنقولة عن بني اسرائيل من اليهود وهو الاكثر او من النصارى يعني ما ينقل من كتب اليهود ومن كتب النصارى كما يعني يوجد في كتبهم الشيء الكثير الذي اه نقل في كتب التفسير قال رحمه الله وتنقسم هذه الاخبار الى ثلاثة انواع. الاول ما اقره الاسلام وشهد بصدقه فهو حق مثلا يأتي في كتب ذكر الجنة والنار فيأتي هذا ذكره في القرآن عندنا قال الشيخ مثاله ما رواه البخاري وغيره ابن مسعود رضي الله عنه قال جاء حبر من الاحبار الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد انا نجد ان الله يجعل السماوات على اصبع والاراضين على اصبع والثرى على اصبع والشجرة على اصبع والماء والثرى على اصبع وسائر الخلائق على اصبع. فيقول انا الملك فظحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول حبر ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة. والسماوات مطويات سبحانه وتعالى عما يشركون الثاني ما انكره الاسلام وشهد بكذبه فهو باطل مثل ان يأتي آآ كان يأتي في كتب بني اسرائيل آآ لا سيما في كتب اليهود اتهام عيسى عليه السلام او مريم بالفاحشة او ان يأتي في كتبه النصارى ما يدل على آآ يعني قبيحة في حق احد الانبياء. فهذا ما نرده او فهذا نرده لانه مخالف لما عندنا من القرآن من عصبة الانبياء اورد الشيخ مثال لما انكره الاسلام وشهد بكذبه من الاسرائيليات فهو باطل. قال مثال ما رواه البخاري عن جابر رضي الله عنه قال كانت اليهود تقول اذا جامعها من ورائها جاء الولد احول فنزلت نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم انا شئتم فكذبهم الله جل وعلا الثالث ما لم يقره الاسلام ولم ينكره فيجب التوقف فيه. يعني جاء شيء في كتبهم ليس عندنا ما يرده وليس عندنا ما يقبله فما الموقف فيه؟ قال الشيخ فيجب التوقف فيه يعني لا نقبله ولا نرده نذكره على وجه الاستئناس. لما رواه البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه قال كان اهل الكتاب يقرأون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لاهل الاسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصدقوا اهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا امنا بالذي انزل الينا انزل اليكم. الاية ولكن التحدث بهذا النوع جائز اذا لم يخشى محذور اذا لم يخشى محذور لقول النبي صلى الله عليه وسلم بلغوا عني ولو اية عن بني اسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. رواه البخاري قال رحمه الله وغالب ما يروى عنهم من ذلك ليس بذي فائدة في الدين كتعيين لون كلب اصحاب الكهف ونحوه واما سؤال اهل الكتاب عن شيء من امور الدين فانه حرام لما رواه الامام احمد وعن جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسألوا اهل الكتاب عن شيء فانهم لن يهدوكم وقد ضلوا فانكم اما ان تصدقوا بباطل او تكذبوا بحق وانه لو كان موسى حيا بين اظهركم ما حل له الا ان يتبعني وروى البخاري عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما انه قال يا معشر المسلمين كيف تسألون عن الكتاب عن شيء وكتابكم الذي انزل الله على نبيكم صلى الله عليه وسلم احدث الاخبار بالله محضة لم يشب. وقد حدثكم الله ان اهل الكتاب قد بدلوا من كتاب الله وغيروا. فكتبوا بايديهم قالوا هو من عند الله ليشتروا بذلك ثمنا قليلا او لا ينهاكم ما جاءكم او لا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم فلا ما رأينا رجلا منهم يسألكم عن الذي انزل اليكم. فهذا الحديث النبوي والاثر الصحابي يؤكد لنا انه لا يجوز لنا ان نسأل الكتاب عن مسائل متعلقة بالاحكام بالحلال والحرام قال رحمه الله موقف العلماء من الاسرائيلية قال اختلفت مواقف العلماء ولا سيما المفسرون من هذه الاسرائيليات على ثلاثة انحاء الف فمنهم من اكثر منها مقرونة باسانيدها. ورأى انه بذكر اسانيدها خرج من عودتها مثل ابن جرير الطبري رحمه الله باع ومنهم من اكثر منها وجردها من الاسانيد غالبا فكان حاطب ليل مثل البغوي الذي قال شيخ الاسلام ابن تيمية عن تفسيره انه مختصر من الثعلب لكنه صانه عن الاحاديث الموضوعة والاراء المبتدعة. وقال عن الثعلبي انه حاطب ليل ما وجد في كتب التفسير من صحيح وضعيف وموضوع. الذي يظهر لي ان هنا في خطأ ما من الطباعين او خطأ سبق لسان او سبق قلم والا فان هذا النوع لا ينبغي ان يضرب له المثال بالبغوي فان البغوي مدحه شيخ الاسلام وانما ما يقال ومنهم من اكثر منها وجردها من الاسانيد غالبا فكان حاطب ليل كالثعلب او كتفسير الثعلب. اما البغوي رحمه الله فانه جاء الى تفسير الثعلب فجرده عن كثير من هذه التي هي من نوع حاطب ليل قال ومنهم من ذكر كثيرا منها وتعقب البعض مما ذكره بالتضعيف ومنهم من ذكر كثيرا منها وتعقب البعض مما ذكره بالتضعيف او الانكار مثل ابن كثير رحمه الله ومنهم من بالغ في ردها ولم يذكر منها شيئا يجعله تفسيرا للقرآن كمحمد رشيد رظا وهذا عمل المعاصرين وهذا ايظا مخالف لما كان عليه اي السلف السالفين والخير كله في اتباع من سلف وهو ان ننقل منهم ما يستأنس به مما ليس مخالفا كتابنا ولا فيه ما يدل على الموافقة فهذا الامر فيه جائز وتركه آآ اولى والله اعلم ثم انتقل الشيخ رحمه الله الى اصل اخر من اصول التفسير وهو ما يتعلق بالضمائر والظمير قال رحمه الله الظمير لغة من الظمور وهو الهزال. لقلة حروفه او من الاظمار وهو الاخفاء. لكثرة استتاره وفي الاصطلاح ما كنا به او ما كنا به عن الظاهر اختصارا. وقيل ما دل على حضور او غيبة لا من مادتهما اذن اه ننتبه الان ان الظمائر كلها سواء كان دالا على حضور او غيبة وليس من مادتهما فهذا يسمى ظميرا. قال فالدال على الحظور نوعان. احدهما ما وضع للمتكلم وهو كلمة انا مثل وافوض امري الى الله. يعني انا هنا اظمر الظمير ولم يذكر الثاني ما وضع للمخاطب مثل صراط الذين انعمت عليهم انعمت انت عليهم ولكن لم يذكر آآ قال وهذان لا يحتاجان الى مرجع اكتفاء اكتفاء بدلالة الحضور عنه. والدال على الغائب ما وضع للغائب ولابد له من مرجع عليه آآ طبعا هنا المقصود وهذان لا يحتاجان الى مرجع اكتفاء بدلالة الحضور عنه. يعني ما يحتاج ان يكون هناك شيء يرجع اليه. لماذا؟ لان قوله فوض يعني يدل على ان المقصود به انا وقوله صراط الذين انعمت يدل عليه انه انت عليهم قال واما ظمير الغائب فلابد له من مرجع يعود عليه لانه لا يجمع بين امرين غائبين فلا يصح ان يظمر الظمير للغائب ولا يدل شيء عليه لانه يصبح ظمير غائب عن غائب هذا اه يكون لغز. قال والاصل في المرجع ان يكون سابقا على الظمير لفظا ورتبة مطابقا له لفظ ظن ومعنى مثل ونادى نوح ربه هنا نادى نوح ربه. الها هنا في ربه راجع الى نوح فهذا اه ظمير مذكور يكون سابق على الظمير لفظا ورتبة. فالمرجع هو نوح وهو سابق على الظمير. وقد يكون مفهوما وقد يكون مفهوما من مادة الفعل السابق مثل اعدلوا هو اقرب للتقوى اعدلوا هو اقرب للتقوى. وقد يسبق لفظا لا رتبة مثل واذ ابتلى ابراهيم ربه هنا الان السبق لفظ لا رتبة فمعلوم ان ابراهيم سبق لفظ رتبة لفظا لا رتبة. وقد يسبق رتبة لا لفظا مثل حمل كتابه الطالب وقد يكون مفهوما من السياق مثل ولابويه الان الظمير راجع الى الميت ولابويه لكل واحد من السدس مما ترك ان كان له ولد. فالضمير يعود على الميت المفهوم من قوله مما ترك وقد لا يطابق الظمير معنى مثل ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة. فالظمير يعود على الانسان باعتبار اللفظ لان المجعول نطفة ليس الانسان الاول قال واذا كان المرجع صالحا للمفرد والجمع جاز عود الضمير عليه باحدهما. هذه فائدة عظيمة. اذا كان المرجع صالحا للمفرد والجمع جاز عود الضمير عليه باحدهما مثل ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الانهار وخالدين فيها ابدا. قد احسن الله له رزقا الان كلمة يدخله الظمير هنا صالح للمفرد الذي هو من يؤمن وصالح للجمع وهو كل من امن فاذا يمكن عود الضمير الى المفرد والى الجمع اذا جاز. قال والاصل اتحاد مرجع الظمائر اذا تعددت مثل علمه شديد وذو مرة فاستوى وهو علمه اي علم النبي صلى الله عليه شديد القوى ذو مرة فاستوى وهو بالافق الاعلى. اذا علمه الظمير الاول علينا به النبي صلى الله عليه وسلم عن الله به النبي صلى الله عليه وسلم. وهو اذا المقصود به ايضا النبي صلى الله عليه وسلم. ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين او ادنى فاوحى الى عبده يعني محمدا صلى الله عليه وسلم. فظمائر الرفع في هذه الايات تعود الى شديد القوى وهو جبريل. هذا على التفسير الثاني. علمه اي علم جبريل شديد القوى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يعني جبريل. فاوحى الى عبده فاوحى الله الى عبده جبريل ما اوحى. هذا على تفسير ابن مسعود رضي الله عنه. هم. قال والاصل عود الضمير على اقرب مذكور الا في المتظايفين. فيعود على المظاف لان انه المتحدث عنه. الاصل عود عود الظمير على اقرب مذكور فاذا ذكرنا اه انسانا واخر واخر ثم ضمائر فالظمير يرجع الى اقرب مذكور. مثاله الاول واتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى بني اسرائيل. الان جعلناه الظمير يرجع الى الكتاب ولا الى موسى اقرب مذكور هو الكتاب. اذا الظمير يرجع الى اقرب مذكور. ومثال الثاني وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها. الان اه قال هنا الا في المتظايفين فيعود على المظاف وان تعدوا نعمة الله. الان ايش المضاف؟ النعمة اذا لا تحصوها المقصود به النعمة هنا المقصود به المضاف الذي هو النعمة فيعود على المضاف لانه المتحدث عنه قال وقد يأتي على خلاف الاصل فيما سبق بدليل يدل عليه. على كل حال هذا الباب باب عظيم في معرفة بلاغة القرآن وفصاحته ثم قال رحمه الله لاظهاره في موضع الاظمار اه ايها الاخوة والاخوات طلاب العلم وطالبات العلم. ان معرفة الاظهار في موظع الاظمار من اعظم وسائل معرفة بلاغة القرآن قال الشيخ رحمه الله الاصل ان يؤتى في كل مكان الظمير بالظمير لانه ابين للمعنى واخسر للفظ. ولهذا ناب في قوله تعالى اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما عن عشرين كلمة المذكورة قبله. ما قال اعد الله له هم الظمير كلمة لهم ناب عن عشرين كلمة ايضا ننتبه هنا آآ الاصل ان يؤتى في مكان الظمير بالظمير لانه ابين للمعنى واخسر اللفظ ولهذا ناب الضمير في قوله تعالى عد الله لهم اي للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الى اخره. عن عشرين كلمة المذكورة قبله وربما يؤتى الضمير بالاسم الظاهر وهو ما يسمى الاظهار في موضع الاظمار. وله فوائد كثيرة تظهر بحسب السياق منها. الحكم على بما يقتضيه الاسم الظاهر. بيان علة الحكم. عموم الحكم لكل متصف بما يقتضيه الاسم الظاهر. مثال ذلك قوله تعالى. من ان كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكائيل فان الله عدو للكافرين. ولم يقل فان الله عدو له فافاد هذا الاظهار وانما قال فان الله عدو للكافرين. اظهر. ولم يقل فان الله عدو له ولم يضمر. فاظهر في موضع الاظمار. لماذا قال ففاد هذا الاظهار الحكم بالكفر على من كان عدو لله وملائكته ورسله وجبريل وميكة. وافاد ان الله عدو لهم بكفره وافاد ان كل كافر فالله عدو له. مثال اخر قوله تعالى والذين يمسكون بالكتاب واقاموا الصلاة لا نضيع اجر المصلحين. ولم يقل الا انا لا نضيع اجرهم. فافاد ثلاثة امور الحكم باصلاح الذين يمسكون بالكتاب يمسكون الكتاب ويقيمون الصلاة. اذا من هم المصلحون الذين تمسكوا بالكتابة واقاموا الصلاة. ان الله اجرهم لاصلاحهم ان كل مصلح فله اجر غير مضاع عند الله تعالى. وقد يتعين الاظهار كما لو تقدم الظمير مرجعان يصلح عوده الى كل منهما والمراد احدهما مثل اللهم اصلح للمسلمين ولاة امورهم وبطانة ولاة امورهم اذ لو قيلوا بطانتهم لاوهم ان يكون المراد بطانة المسلمين اه ثم انتقل الشيخ الى قظية اخرى ايظا مهمة في اصول التفسير وهي ظمير الفصل فينبغي لمن اراد ان يضبط التفسير واصوله ان يعرف ضمير الفصل. قال رحمه الله ضمير الفصل حرف بصيغة ضمير الرفع المنفصل يقع بين المبتدع والخبر اذا كان معرفتين. ويكون بضمير المتكلم كقوله تعالى انني انا الله لا اله الا انا هنا كلمة انني ما قال انني الله لا اله الا قال انني انا الله فاتى بظمير الفصل وقوله وانا وانا للصافون. ما قال لا الصافون. قال لنحن الصافون. فاتى بضمير الفصل بصيغة الجمع. قال امير المخاطب كقوله تعالى كنت انت الرقيب عليه. هنا ما قال كنت الرقيب عليهم وانما اتى بضمير الفصل كنت انت الرقيب وبضمير الغائب في قوله تعالى واولئك هم المفلحون. ولم يقل واولئك المفلحون. قال وله ثلاث فوائد. اذا ما هي فوائد الضمير الفاصل قال الاولى التوكيد فان قولك زيد هو اخوك اوكد من قولك زيد اخوه. ومثله حديث النبي صلى الله عليه وسلم آآ مثله حديث النبي صلى الله عليه وسلم الدين هو الدين النصيحة او الدين هو النصيحة. قال الثاني الحصر وهو اختصاص ما قبله فيما بعده. فان قولك المجتهد هو الناجح يفيد اختصاص واجتهد بالنجاح الثالثة الفصل اي التمييز بين كون ما بعده خبرا او تابعا فان قولك زيد الفاضل يحتمل ان تكون الفاضل صفة لزيد خبر منتظر ويحتمل ان تكون الفاضل خبرا. فاذا قلت زيد هو الفاضل تعين ان تكون الفاضل خبرا لوجود ظمير الفصل. اذا ظمائر فصلي من فوائدها التوكيد والحصر افادة تعيين احد المعنيين ثم ذكر الشيخ رحمه الله تعالى في اخر اصول التفسير الالتفات وهذا ايضا اصل عظيم ينبغي لطالب العلم ان ينتبه اله له فانه يفيده في معرفة بلاغة القرآن الكريم والاستفادة من معاني هذه البلاغة قال التفات تحويل اسلوب الكلام من وجه الى اخر وله صور منها. تحويل اسلوب الكلام من وجه الى اخر وله صور منها الالتفات اولا الالتفات من الغيبة الى الخطاب يعني الكلام يكون مع ناس مغيبين ثم فجأة ينتقل الكلام الى ناس وكانهم موجودين مثل كقوله تعالى الحمدلله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين الان الكلام كله ها عن غيب الله ثم قال اياك نعبد الانصار كانه حاضر اياك نعبد واياك نستعين. قال فحول الكلام من الغيبة الى الخطاب في قوله اياه النوع الثاني التفات من الخطاب الى الغيبة. يعني كأنه يتكلم مع ناس موجودين ثم يتكلم مع اناس غير موجودين كقوله تعالى حتى اذا كنتم الان يخاطب ناس موجودين. مخاطبين. حتى اذا كنتم في الفلك وجرينا بهم. قال بهم لا غيبة فحول الكلام من الخطاب الى الغيبة في قوله وجرينا به. الثالث الالتفات من الغيبة الى التكلم. كقوله تعالى ولقد اخذ الله ميثاق بني اسرائيل. هذا الان غيبة. ثم قال وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا. فحول الكلام من الغيبة الى التكلم في قولي بعثنا رابعا الالتفات من التكلم من الغيبة كقوله تعالى انا اعطيناك الكوثر الان الكلام من المتكلم ثم انتقل الى غيبة قال فصل لربك فحول الكلام من التكلم الى الغيبة في قول ربك والالتفات فوائد منها اولا حمل المخاطب على الانتباه لتغير وجه الاسلوب عليه. ثانيا حمله على التفكير في المعنى لان تغيير وجه الاسلوب يؤدي الى التفكير في السبب ثالثا دفع الشهامة والملل عنه لان بقاء الاسلوب على وجه واحد يؤدي الى الملل غالبا. وهذه الفوائد عامة للالتفات بجميع صوره. اما فوائده الخاصة فتتعين في كل سورة حسب ما يقتضيه المقام في كل سورة حسب ما يقتضيه المقام الله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين. والكتاب يحتاج الى اكثر من هذا لكن هذا على وجه الاختصار نسأل الله جل وعلا ان يوفقنا لما فيه آآ فهم كتاب الله عز وجل العمل به يقول السائل شيخنا عزمت على حضور دورتكم في شهر رمظان دورة قراءة تفسير السعي. اريد ان اتهيأ لهذه الدورة فما نصيحتك نصيحتي اولا الاخلاص لله جل وعلا تانيا اه الابتعاد عن كل المشاغل. ثالثا الدعاء لله عز وجل ان لا يشغلنا عن هذا التفسير. رابعا طلب البركة من الله عز خامسا ان يقرأ الانسان شيئا من اصول التفسير ومقدمات التفسير قبل المجيء الى تفسير السعدي نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد يقول السائل نجد بعض الناس اذا دعا للشاص قال بعد الدعاء ان شاء الله. مثل الله يوفقك ان شاء الله. فما حكم ذلك الصواب ان قولك آآ في الدعاء ان شاء الله هذا مخالف للسنة. فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول اذا سأل احدكم ربه فليعزم فان الله لا مكره له. فلا ينبغي للانسان يقول الله يوفقك ان شاء الله. وانما يقول وفقك الله. سددك الله ولا ينبغي الاستثناء في الدعاء اما حديث طهور لا بأس عليك ان شاء الله. فكلمة طهور هو دعاء ولم يستثني فيه النبي صلى الله عليه وسلم. وقوله لا بأس عليك خبر وليس بمعنى الدعاء. وهنا استثنى فيه النبي صلى الله عليه وسلم يقول السائل كيف يتأصل طالب العلم في اصول التفسير بماذا يبدأ باصول التفسير للشيخ ابن عثيمين ثم يبدأ بمقدمة تفسير للشيخ ابن تيمية رحمه الله ثم يبدأ بشرح اه مقدمة التفسير للشيخ اه ابن قاسم رحمه الله ثم يبدأ بكتاب تاع ذوي العرفان بما اشتملت عليه كتب شيخ الاسلام من علوم القرآن ثم يبدأ باي تفسير ان شاء الله عز وجل يقول السائل شيخنا نحن مقبلون على شهر القرآن فماذا تنصحون من اراد ان يستفيد من التفسير في شهر انصحه كل انسان ان يقرأ ولو في اليوم شيئا من التفسير يخصص له وقتا حتى يفهم كلام الله عز وجل. والله تعالى اعلم. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك