بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال المصنف رحمه الله تعالى وغفر له ولشيخنا والسامعين. ثم الغرابة اما ان تكون في اصل السند او لا؟ وخبر الاحاديث نقل عدل تام تام ضبط متصل السند غير معلل ولا شاذ. هو الصحيح لذاته وتتفاوت رتبه بتفاوت هذه الاصناف. ومن ثم قدم صحيح البخاري ثم مسلم ثم شرطه فان خفت بركة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. آآ كان من اخر ما تكلمنا عليه فيما يتعلق بالمتواتر والاحاد. وآآ ذكرنا فيما تقدم تعريف المتواتر وانه يفيد العلم اليقيني كما ذكر المؤلف رحمه الله تعالى متواترا وفيدا بشروطه. وذكرنا شروط المتواتر ان يكونوا جماعة يستحيل تواطؤهم على الكذب عادة وان يسندوه الى امر محسوس وان يوجد ذلك في كافة طبقات السند. وهل هذه الجماعة؟ هل لها حد؟ بالنسبة للعدد؟ هذا موضع فبعض اهل العلم حدها باربعة وبعضهم بخمسة وبعضهم بعشرة وبعضهم بعشرين وبعضهم باربعين وبعضهم بسبعين الى اخره والصواب في ذلك انه لا حد المهم ان تكون جماعة يستحيل تواطؤها الكذب الى حد. وكذلك ايضا ما تقدم لنا ما تقدم لنا ايظا تقدم لنا ان خبر ان المتواتر يفيد العلم والاحاد ذكر المؤلف ماذا؟ ها؟ انه يفيد العلم باي شيء؟ بالقرائن هذا ما ذهب اليه يعني خبر الاحد هل يفيد العلم او لا يفيد العلم؟ وذكرنا رأيين الرأي الاول انه يفيد العلم وهذا لذهاب اليه ابن حزم ونصره النووي وايضا وذهب اليه ابن القيم رحمه الله في الصواعق المرسلة نصره النووي رحمه الله تعالى والرأي الثاني انه لا يفيد العلم الرأي الثالث انه يرجع في ذلك القرائب. لا بد ان ننبه الى مسألة وهي ان مذهب اهل السنة والجماعة ان الحديث متى صح فانه مقبول. هذا التقسيم يعني المتواتر واحاد ما كان موجودا عند المتقدمين ويظهر والله اعلم انها جاءت هذه التقسيمات من اصول بعض الاصوليين بعض اصول الفقه فمذهب اهل للسنة والجماعة انه متى صح الحديث فان الامة تلقاه بالقبول ويجب العمل به سواء كان ذلك في العمليات او كان ذلك في العقائد. سواء كان ذلك في العمليات او كان ذلك في العقائد. هذه لابد متنبه لهذه المسألة لان طوائف من اهل كلامنا المبتدعة توصلوا بمثل هذا الكلام الى ماذا؟ الى نفي كثير من العقائد الواردة في الاحاديث الاحاد فمثلا يقول لك اه هذا خبر احاد والاحاد لا يفيد العلم وانما يفيد الظن والظن لا يظلم الحق شيئا فلا تثبت به عقيدة واضح؟ اه لا بد ان نفهم هذه المسألة وان مذهب اهل السنة والجماعة انه متى ثبت الحديث فانه يثبت به مقتضاه سواء كان ذلك من قبيل العمليات او كان ذلك من قبيل ها العقائد لانه كما ذكرنا بعض المبتدعة توصل بمثل ذلك او كثير من الكلام والمبتدعة توصلوا بمثل هذا الى رد كثير من العقائد. فيقول لك هذا خبر احاد. والاحاد لا يفيد العلم وانما يفيد ماذا؟ الظن والله عز وجل يقول ان الظن لا يظلم للحق شيئا فلا تثبت به عقيدة. نعم وهذا لا شك انه باطل ثم بعد ذلك شرع المؤلف رحمه الله تعالى في الخبر الصحيح يعني الخبر الاحاد من حيث آآ القبول والرد ينقسم الى اقسام وذكر المؤلف رحمه الله تعالى الخبر الصحيح قال وخبر الاحاد بنقل عدل تام الظبط متصل السند غير معلل ولا شاذ هو الصحيح لذاته فالصحيح لذاته ما جمع هذه الصفات الخمس. لان الصحيح لذاته ما جمع هذه الصفات الخمس الصفة الاولى العدالة. والعدالة في اللغة الاستقامة. واما في الاصطلاح فالعدل هو المسلم البالغ العاقل الذي سلم من خوارم الدين العدل من هو العدل؟ هو المسلم البالغ العاقل الذي سلم من خوارم الدين والمروءة. خوارم الدين ان يفعل الواجبات وان يترك المحرمات. قوام المروءة المروءة يعني دين والمروءة الدين وقوع العدالة دين ومروءة الدين ان يفعل واجبات وان يترك المحرمات اذا كان يرتكب المحرمات او يترك الواجبات لم يسلم من خوارم الدين. المروءة هي ملكة تحمل الشخص على ان يفعل ما يجمله ويزينه. وان يترك ما يدنسه ويشيبه. ان يفعل ما يجمله ويزينه وان يترك ما يدنسه ويشينه هذا العدل وعلى هذا اذا كان عنده فسق ها هل تقبل روايته؟ ما تقبل روايته اذا كان عنده دعاء هل تقبل روايته؟ لا تقبل روايته. اذا كان كافرا لا تقبل روايته لا يقبل خبره اذا انا مجنونا لا يقبل خبره. كذلك ايضا اذا كان صغيرا لا يقبل خبره. اما ان كان كافرا او مجنونا او صغيرا فهؤلاء لا يقبل خبرهم لانه لا يوثق بهم. لكن اذا كان عنده فسق او عنده بدعة ونحو ذلك. على هذا ذكر المؤلف العدل الى اخره عليه لا يقبل خبر هؤلاء. ولهذا بعض الائمة يقول حتى وان كان له فسق الراوي وحتى ولو كان عنده بدعة. العبرة باي شيء؟ بالصدق. العبرة بالصدق كان صادقا يقبل خبره. حتى وان كان عنده فسق حتى ولو كان عنده بدعة. العبرة باي شيء واستثنى بعظ الائمة ما اذا كان الداعيا الى بدعته اذا كان داعيا الى بدعته فانه لا يؤخذ عنه المهم قول المؤلف وخبر الاحاد بنقل عدل يعني بنقل عدل قلنا العدل من هو؟ المسلم العاقل البالغ الذي سلم من خوارم الدين والمروءة. اما المسلم والبالغ والعاقل فهذا ظاهر ان ضد هؤلاء لا تقبل اخبارهم ورواياتهم لانه لا يوثق بها. لكن بقينا في المسلم المكلف هل يقبل خبره؟ اذا لم يسلم من خوارم الدين ولم يسلم من خوارم المروءة على هذا الكلام لا يقبل خبره. وقلنا الرأي الثاني ان المدار يدور على ماذا؟ على الصدق. فاذا كان صادقا فاننا خبره وقلنا بان بعض الائمة استثنى المبتدع الذي يدعو الى بدعته قال بنقل عدل تام الظبط الظبط ينقسم الى قسمين اما الظبط ينقسم الى قسمين. القسم الاول ظبط الصدر. وهو ان يروي حديث كما سمعه دون اخلال. ان يروي الحديث دون سمع كما سمعه دون اخلال وهذا موجودا في العرب يعني العرب كانوا يضبطون ظبط صدر القسم والثاني ظبط الكتاب. فما القسم الثاني ظبط الكتاب وظبط الكتاب هو ان يحفظ كتابه من ايدي العابثين ان يحفظ كتابه لانه قد لا يضبط عن شيخه ضبط صدر لكنه قد يكتب شيخه فاذا كان ضابطا لكتابه بحيث انه يحفظ كتابه عن ايدي العابثين فنقول بان هذا ظبط ماذا؟ نقول بانه ظبط كتاب. فالظبط ظبطان. اما ظبط صدر واما ظبط كتاب قال تام بنقل عدل تام الظبط متصل السند متصل السند كل راو كل راو سمعه من شيخه كل راو سمعه من شيخه الى ان ينتهي الى النبي صلى الله عليه وسلم. قال غير غير معلل الشرط الرابع سلامته من العلة والعلة سبب غامض خفي يقدح في صحة الحديث العلة سبب غامض خفي يقدح في صحة الحديث. وهذه العلل يعني الائمة اتقنوا نقاد الحديث اتقن ما يتعلق بالعلل. بينوا العلل الموجودة في الاحاديث وهذا لكثرة ممارسة هم لنقد الحديث ومعرفتهم بطرق الحديث كيف؟ ما يتعلق بالرجال وظبطهم وحفظهم فاجتمع لهم الشيء الكثير من ذلك. ومن امثلة ذلك ما يتعلق بامثلة ذلك كتاب العلل للدارقطني وكتاب حاتم وغير ذلك. سيأتي ما يتعلق بالعلة الى اخره. قال غير معلل ولا شاذ هذه الصفة الخامسة الا يكون شاذا. والشذوذ هو مخالفة الثقة بمن هو اوثق منه. لان مخالفة الثقة بمن هو اوثق منه او تفرد الثقة. نعم فالشذوذ اما ان يخالف الثقة من هو اوثق منه. او ان يتفرد الثقة فيتفرد فان هذا يكون شاذا. واذا تفرد الثقة يكون شاذا ان لكنه قد يكون مقبولا. وقد يكون مردودا قد يكون مقبولا وقد يكون مردودات وسيأتينا ما يتعلق بالشذوذ ان شاء الله قال المؤلف رحمه الله تعالى هو الصحيح وتتراك وتتفاوت رتبه بتفاوت هذه الاوصاف. ومن ثم قدم البخاري ثم مسلم ثم شرطهما. هذه الشروط الخمسة الصحيح قال بنقل عدل تام الظبط متصل السند غير معلل ولا شاذ. ويختص صار هذا التعريف مختصر هذا التعريف فيقال ما اتصل سنده بنقل ثقة يعني ما اتصل يقال الحديث الصحيح هو الذي اتصل سنده بنقل ثقة هذه ذكر المؤلف رحمه الله تعالى خمسة شروط اذا اجتمعت هذه الشروط الخمسة يعني كان الحديث منقولا بنقل عدل تام الظبط ومتصل السند وخلي من من العلة فانه يقاع الحديث ماذا؟ يقال حديث صحيح. اذا توفرت الشروط الخمسة نقول عن الحديث بانه ماذا؟ نقول بانه حديث صحيح. طيب اذا توفرت الشروط الثلاثة نقول اسناد صحيح الشروط الثلاثة بنقل عدل تام الظبط متصل السند. اذا توفر عندك هذه الشروط الثلاثة له عدل وتام الظبط وسنده متصل فنقول اسناده صحيح اذا توفر الشرطان الاولان نقول رجاله ثقات يقول رجاله ثقات فاذا توفر عندك انه من قول بنقل عدل تام الظبط نقول رجاله ثقات. فالدرجات ثلاث درجات اذا توفرت الشروط الخمسة بحثت في هذا الحديث تبين لك ان هذا الحديث نقله عدل وانه تام الظبط. وان سنده متصل وانه خفي او خلا من العلة الشدود فانت تقول عن هذا الحديث بانه حديث صحيح. اذا توفرت الشروط الثلاثة الاول ان ينقله عدل تام الظبط متصل السند فتقول بان اسناده صحيح اذا توفر الشرطان الاولان نقله عدل تام الظبط فان تقول ماذا؟ تقول رجال ثقة نعم تقول رجاله ثقات يعني كما نظرت في بقية الان في بقية الشروط قال وتتفاوت رتبه بتفاوت هذه الاوصاف ومن ثم قدم صحيح البخاري يعني كلما اكتملت هذه الاوصاف الخمسة التي ذكرها الحافظ آآ رحمه الله تعالى كلما كانت رتبة الحديث اعلى في الصحة. وكلما نقصت هذه الاوصاف آآ نقصت رتبة هذا الحديث في الصحة ولهذا يأتينا من الحديث الحسن وما رواه الثقة الذي خف ضبط قال ومن ثم قدم صحيح البخاري ثم مسلم ثم شرطهما. صحيح البخاري البخاري وصحيح مسلم هما اصح الكتب. المسندة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وايهما اصح صحيح البخاري او صحيح مسلم جمهور اهل العلم على ان صحيح البخاري اصح من صحيح مسلم. ولهذا قال لك المؤلف قدم صحيح البخاري ثم صحيح مسلم. صحيح البخاري اصح من صحيح مسلم بالوجوه. الوجه الاول من جهة في شرطهما مسلم رحمه الله تعالى يشترط ان يتعاصي الراويان وان يمكن ان يلقى احدهما الاخر. ولا يشترط السمع يعني مسلم رحمه الله يشترط ان يتعصى الراويان وان يمكن ان يلقى احدهما احدهما الاخر ولا يشترط السماع ولو مرة واحدة البخاري رحمه الله تعالى يقول يشترط ان يسمع هذا الراوي ممن اخذ منه ولو مرة واحدة. وهذا يعني شرط البخاري هو الذي عليه الائمة يعني هو الذي رجحه اه الامام احمد رحمه الله تعالى وكذلك ايضا ابن معين وابو حاتم وغيرهم. فهذا الوجه الاول من وجوه تقديم صحيح البخاري على صحيح مسلم الوجه الثاني اما الوجه الثاني ان ما انتقد على البخاري من الاحاديث اقل من من فقد على مسلم رحمه الله. الذين الذين انتقد عليهم البخاري رحمهم الله رحمه الله تعالى انما هو في شيوخهم في شيوخه وقد انتقى من حديثهم يعني الاحاديث التي انتقدت على البخاري ما يقرب من ثمانين حديثا. واما مسلم فانتقد عليه ما يقرب من مئة حديث الذين انتقد على البخاري فيما يتعلق بشيوخه وقد انتقى من حديثهم ما ثبت عنده وصح كذلك ايضا فيما يتعلق بالشذوذ والعلة من فقد على البخاري اقل مما انتقد على مسلم ولهذا قال المؤلف رحمه الله ان صحيح البخاري مقدم على صحيح مسلم. والله اعلم