منصة زادي للتعلم الشرعي المفتوح الاصول القرآنية لاسماء الله الحسنى بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين مرحبا بكم طلبة العلم وطالباته في هذه الاصول القرآنية العظيمة التي نقعد فيها للعلم بالله واسمائه وصفاته واول اصل من هذه الاصول نستمده من قول الله تعالى ولله الاسماء الحسنى الذي يدل على استحقاق الله للاسماء الحسنى وتفرده بها فقد ورد اثبات الاسماء لله تعالى بصيغة الجمع في اربعة مواضع من كتابه اولها في اخر سورة الاعراف حيث قال تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها والثاني في اخر سورة الاسراء قال الله تعالى قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى وثالثها في مطلع سورة طه حيث يقول تعالى الله لا اله الا هو له الاسماء الحسنى ورابعها في ختام سورة الحشر حيث يقول تعالى هو الله الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسنى فدلت هذه الايات الكريمات على امور عدة اولها ان اسماء الله من عند الله فقد سمى نفسه بما يليق بجلاله وجماله وكماله من الاسماء المقدسة ولم يكل ذلك الى خلقه ولم يبتدعها الناس كما ادعت الجهمية انها مستعارة مخلوقة واما الثاني فان اسماء الله تعالى اعلام واوصاف فهي اعلام باعتبار دلالتها على ذاته. واوصاف باعتبار دلالتها على معاني صفاته اذ لا معنى لوصفها بالحسن الا لتضمنها كمال معنى الصفة قال ابن القيم رحمه الله والوصف بها لا ينافي العالمية بخلاف اوصاف العباد فانها تنافي علميتهم لان اوصافهم مشتركة فنافتها العالمية المختصة بخلاف اوصافه تعالى واما الامر الثالث الذي يستمد من هذه الاية فهو ان اسماء الله الحسنى تختص به فلا يشاركه فيها احد. ولهذا قدم الجار في اللفظ بالظاهر والمضمر فقال ولله الاسماء. وقال وله الاسماء وتقديمه يدل على الاختصاص والاشتراك في الاسم لا يلزم منه الاشتراك في المسمى. والحقيقة فاسماء الله تليق به واسماء المخلوق تليق به قال تعالى عن نفسه سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من اياتنا انه هو السميع البصير. وقال عن خلقه انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا. وامثال هذا كثير فكما يجب توحيده في ربوبيته والوهيته يجب توحيده في اسمائه وصفاته باعتقاد انه لا سمي له ولا كفؤ له ولا ند له. قال تعالى هل تعلم له سم يا واما الامر الرابع فهو ان اسماء الله قد بلغت في الحسن غايته فليس فيها نقص بوجه من الوجوه. فكل ما سمى به الرب نفسه فهو دال على الكمال المطلق. سواء في ذلك اسماء كالعظيم والعزيز والجبار والمتكبر. او اسماء الكمال كالعليم والقدير والسميع والبصير اسماء جلاله منزهة عن العبث والسفه. واسماء كماله منزهة عن النقص والعيب. ومماثلة المخلوقين وقد يقرن الرب تعالى بين اسمين كريمين من اسمائه الحسنى فينتج عن ذلك حسن مضاعف. قال تعالى فان الله كان عفوا قديرا. فافاد ان عفوه مع المقدرة لا بسبب عجز وهوان وقدرته يكتنفها عفوه. لا نزق فيها ولا حنق. قال ايضا ان الله كان عزيزا حكيما فدل ذلك على ان عزته مقرونة بحكمته. فلا تقتضي ظلما وجورا. كما ان حكمته مصحوبة بعزته فلا يلحقها ذل يحول دون نفاذها اللهجوا بذكر اسمائه الحسنى تسبيحا وتحميدا وتكبيرا باللسان وتدبر معانيها بالجنان مفتاح كل سعادة وطريق كل خير واما الامر الخامس فهو ان اسماء الله تعالى توقيفية. يجب الوقوف فيها عند موارد النصوص من الكتاب والسنة دون زيادة ولا نقصان. فلا يسمى بما لم يسمي به نفسه. ولا يدعى بغير اسمائه الحسنى. ولا اسماء المخلوقين لغير اسمائه غير ان باب الصفات معشر طلبة العلم وطالباته وباب الاخبار اوسع من باب الاسماء. فتضاف الصفات اليه سبحانه ويخبر بها عنه على ما ورد. لكن لا يسمى بها ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم اللهم انزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الاحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم وليس من اسمائه المنزل ولا المجري ولا الهازم وكذلك ليس من اسمائه المريد ولا الجائي ولا الاخذ ولا الباطش. ونحوها مما دلت عليه صفات الافعال. وان جاز الاخبار بها عنه. قال ابن القيم رحمه الله انما يدخل في باب الاخبار عنه تعالى اوسع مما يدخل في باب اسمائه وصفاته كالشيء والموجود والقائم بنفسه فان هذا يخبر به عنه ولا يدخل في اسمائه الحسنى وصفاته العلى ومن باب اولى صفات الافعال التي تنقسم مدلولاتها الى محمود ومذموم باعتبار الحال. فتكون كمالا في مقابل من يستر منهم ضدها كصفات المكر والكيد والخداع والاستهزاء التي اضافها الله الكريمة كما في قوله ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين وقوله انهم يكيدون كيدا. واكيد كيدا وقوله ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم. فلا يشق منها اسماء له تعالى ولا يخبر بها عنه على سبيل الاطلاق فلا يقال الماكر والكائد والمخادع دفعا لظن السوء ويقتصر على ما ورد مقيدا. قال ابن القيم رحمه الله لا يلزم من الاخبار عنه بالفعل مقيدا ان يشتق له منه اسم مطلق. كما غلط بعض المتأخرين فجعل من اسماءه الحسنى المضل والفاتن والماكر. تعالى الله من قوله فان هذه الاسماء لم يطلق عليه سبحانه منها الا افعال مخصوصة معينة فلا يجوز ان يسمى باسماء المطلقة