بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا اجمعين. نقل المصنف رحمه الله بكتاب الطهارة باب المياه. وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغتسل احدكم في الماء الدائم وهو جنب. اخرجه مسلم وللبخاري لا يبولا ان احدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل فيه. ولمسلم منه. ولابي داود ولا يغتسل فيه من الجنابة بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يغتسل احدكم في الماء الدائم وهو جنب. هذا نهي من النبي صلى الله وسلم عن الاغتسال في الماء الدائم والماء الدائم هو الماء الراكد الذي لا يجري وقوله وهو جنب يعني والحال انه جنب والجنب هو من لزمه الغسل اما بجماع او بانزال اما بجماع ولو لم ينزل او بانزال ولو من غير جماع هذا الحديث فيه مسائل منها اولا شمول الشريعة الاسلامية وانها شاملة لجميع ما يحتاج اليه الخلق سواء كان ذلك فيما يتعلق بعبادة الله او فيما يتعلق بالتعامل مع عباد الله. وفيه ايضا دليل على النهي عن الاغتسال في الماء الدائم الذي لا يجري. والانسان جنب وذلك لان اغتسال الانسان في الماء الدائم الذي لا يجزي وهو جنب يلوث هذا الماء على من يأتي بعده ويقززه في النفوس واذا كان النبي عليه الصلاة والسلام نهى ان يغتسل الانسان في الماء الدائم وهو جنب فاغتسال غير الجنب من باب اولى لان الجنب يحتاج الى هذا الماء فاستعماله له استعمال ظرورة. بخلاف من يستعمله بغير جنابة. فاستعماله لا يكون ضرورة وعلى هذا فينهى الانسان عن الاغتسال في الماء الدائم الذي لا يجري مطلقا سواء كان جنبا ام غير ذنوب ويفهم من الحديث او مفهوم الحديث وهو النهي عن الاغتسال في الماء الدائم انه يجوز ان يغتسل الانسان في الماء الجاري وذلك لان الجاري يخلف بعضه بعضا فلا يحصل التلوث اللهم الا ان يبول في في مكان جار كساقية تأتي الى اناس فحينئذ ينهى عن ذلك فلو الانسان مثلا في ساقية وهي تمر على جماعة او على اناس فانه ينهى عن ذلك. قال وللبخاري لا يبولن احدكم هم في الماء الدائم ثم يغتسل فيه لا يبولا هذا نهي عن البول في الماء الدائم. لان البول في الماء الدائم يلوثه وينجسه على من يأتي بعده وقوله عليه الصلاة والسلام ثم يغتسل فيه او يغتسل منه هذه اللفظة وهي قوله ثم يغتسل رويت على ثلاثة اوجه ثم يغتسل ثم يغتسل بالنصب ثم يغتسل اما على رواية الرفع ثم يغتسل الجملة تكون مستأنفة ويكون النهي عن البول فقط اي انه ليس من العقل وليس من المروءة والفطرة ان يبول الانسان في ماء راكد ثم يغتسل فيه او يغتسل منه واما الرواية الثانية ثم يغتسل بالنصب على اظمار ان واعطاء ثم حكم واو المعية فيقول النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن الامرين افسيكون النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن الجمع بين الامرين. الجمع بين البول والجمع بين الاغتسال. فعلى هذه الرواية لو بال ولم يغتسل فلا حرج ولو اغتسل ولم يبل فلا حرج والرواية الثالثة بالجزم ثم يغتسل كما في رواية ابي ابي داود يكون النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن كل من البول والاغتسال منفردا فينهى ان يبول ولو لم يغتسل وينهى ان يغتسل ولو لم وهذه الرواية اعم فيؤخذ من هذا الحديث النهي عن البول في الماء الراكد الذي لا يجري وذلك لان البول فيه سبب لتنجيسه اذا كان قليلا وسبب لتلويثه وسبب لان يتقزز الناس من استعمال هذا الماء وفيه ايضا دليل على تحريم اذية الناس سواء كان ذلك ايذاؤهم بافساد ما يتعلق بحاجاتهم وما ينتفع به وايذاء الناس محرم سواء كان باقوال ام بافعال. ولهذا قال الله عز وجل والذين يؤذون المؤمنين المؤمنات بغير ما اكتسبوا. فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا. وعلى الانسان ان يعامل الناس بمثل ما يحب ان يعاملوه به. كما قال النبي عليه الصلاة والسلام لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه. فاذا كنت تحب ان الناس فاذا كنت ان يؤذيك الناس فاكره اذية الناس منك اليهم وكذلك ايضا في احترام الناس وتقديرهم. ينبغي للانسان بل يجب عليه ان يوقر المسلمين وان يعظمهم. واعلم ان نظر الناس اليك واحترامهم لك بحسب نظرك اليهم. فاذا نظرت الى الناس نظر اعتزاز ونظر احترام نظروا اليك كذلك. واذا نظرت اليهم نظر ازدراء واحتقار فانهم ينظرون اليك كذلك وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد