يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة قل ارأيت من كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني اسرائيل على مثلي فامن. فامن واستكبرتم ان الله لا يهدي القوم الظالمين وقال الذين كفروا للذين امنوا لو كان خيرا ما سبقونا اليه ايه واذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا افك قدير ومن من قبله كتاب موسى اماما ورحمة. وهذا كتاب مصدق لسانا عربي لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون اولئك اصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون يقول تعالى قل يا محمد لهؤلاء المشركين الكافرين بالقرآن ارأيتم ان كان هذا القرآن من عند الله وكفرتم به اي ما ظنكم ان الله صانع بكم ان كان هذا الكتاب الذي جئتكم به قد انزله علي لابلغكموه. وقد كفرتم به وكذبتموه. وشهد شاهد من بني اسرائيل على مثله اي وقد شهدت بصدقه وصحته الكتب المتقدمة المنزلة على الانبياء عليهم الصلاة والسلام قبلي بشرت به واخبرت بمثل ما اخبر هذا القرآن به وقوله عز وجل فامن اي هذا الذي شهد بصدقه من بني اسرائيل لمعرفته بحقيقته واستكبرتم انتم عن اتباعه وقال مسروق فامن هذا الشاهد بنبيه وكتابه وكفرتم انتم بنبيكم وكتابكم ان الله لا يهدي القوم الظالمين وهذا الشاهد اسم جنس يعم عبد الله ابن سلام رضي الله عنه وغيره فان هذه الاية مكية نزلت قبل اسلام عبدالله بن سلام رضي الله عنه. وهذه كقوله تبارك وتعالى واذا يتلى عليهم قالوا امنا به انه الحق من ربنا انا كنا من قبله مسلمين وقال ان الذين اوتوا العلم من قبله اذا يتلى عليهم يخرون للاذقار سجدا ويقولون سبحان ربنا ان كان لربنا لمفعولا قال مسروق وشعبي ليس بعبد الله ابن سلام. هذه الاية مكية. واسلام عبدالله بن سلام رضي الله عنه كان بالمدينة رواه عنهما ابن جرير وابن ابي حاتم واختاره ابن جرير. وقال مالك عن ابي النظر عن عامر ابن سعد عن ابيه قال ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لاحد يمشي على وجه الارض انه من اهل الجنة الا لعبدالله بن سلام رضي الله عنه قال وفيه نزلت وشهد شاهد من بني اسرائيل على مثله. رواه البخاري ومسلم والنسائي من حديث مالك به وكذا قال ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد والضحاك وقتادة وعكرمة ويوسف بن عبدالله بن سلام وهلال بن يساف والثوري ومالك بن انس وابن زيد انهم كلهم قالوا انه عبد الله ابن سلام وقوله تعالى وقال الذين كفروا للذين امنوا لو كان خيرا ما سبقونا اليه اي قالوا عن المؤمنين بالقرآن لو كان القرآن خيرا ما سبقنا هؤلاء اليه يعنون بلالا وعمارا وصهيبا وخبابا رضي الله عنهم واشباههم واضرابهم من المستضعفين والعبيد والامام. وما ذاك الا لانهم عند انفسهم يعتقدون ان لهم عند الله وجاهة وله بهم عناية وقد غلطوا في ذلك غلطا فاحشا واخطأوا خطأ بينا. كما قال تبارك وتعالى وكذلك فتنا بعضهم ببعض اهؤلاء من الله عليهم من بيننا؟ ان يتعجبون كيف اهتدى هؤلاء دوننا؟ ولهذا قالوا لو كان خيرا ما سبقونا اليه. ولهذا قالوا لقالوا ولهذا قالوا. قالوا ينبهوا واما اهل السنة والجماعة فيقولون في كل فعل وقول لم يثبت عن الصحابة رضي الله عنهم هو بدعة. لانه لو كان خيرا فسبقونا اليه لانهم لم يتركوا خصلة من خصال الخير الا وقد بادروا اليها وقوله تعالى واذا لم يهتدوا به اي بالقرآن فسيقولون هذا افك قديم اي كذب قديم اي مأثور عن الناس فينتقصون القرآن واهله. وهذا هو الكبر الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بطر الحق وغمط الناس ثم قال تعالى ومن قبله كتاب موسى وهو التوراة ايمانا ووحدا. من تزيين الشيطان لهم ان هؤلاء الا يسبقونه الى الخير هذا من جهلهم وضلالهم فان الخير بيد الله يوفق له من يشاء. فكم من المعروف يوفق للخير وكم من كبير وعظيم يحرم الخير والخير بيد الله يعطيه من يشاء ويوفق له من يشاء من عباده الراغبين في الخير هل رأى الحريصين عليه وان جهلهم الناس وان اختفوا في الناس الواجب على العاقل ان ان يتدبر ويتعقل ويتواضع يسأل ربه التوفيق. ولا يغتر بماله او جاهه ويقول لو كان هذا خيرا لما سبقنا له فلان وفلان لماذا قد يكون فلان وفلان عند الله خيرا منك وافضل اللي ما عندها بال المانع ما لها قيمة للمال ماذا جاء عندك وعند ما له قيمة ربك اعلم واحكم. اليس الله بعذاب الشاكرين؟ هم يعلم احوالهم فالواجب اتهام الرأي واتهام النفس وان يكون المؤمن حريصا على طالب الحق وان يتواضع لله ويحرص على قبول الحق ولا يزدري يزدري غيره ويظن السوء بغيره بغير حق. هم. الاية السابقة. هل في سورة مكية هنا. الله المستعان. ثم قال تعالى ومن قبله كتاب موسى وهو التوراة اماما ورحمة وهذا كتاب. يعني مصدق اي لما قبله من الكتب لسانا عربيا اي فصيحا بينا واضحا. لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين اي مشتمل على النذارة للكافرين. والبشارة للمؤمنين. الله اكبر. وقوله تعالى ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تقدم تفسيرها في سورة حا ميم السجدة. وقوله تعالى فلا خوف عليهم اي فيما فيما يستقبلون ولا هم يحزنون على ما خلفوا. اولئك اصحاب الجنة خالدين فيها. جزاء بما كانوا يعملون. اي الاعمال سبب لنيل الرحمة لهم وسبوغها عليهم والله اعلم