بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين. اما بعد تفضل ايها الشيخ اقرأ الاية وتسعين بعد المئة اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم. واقتلوهم حيث ثقفتموهم واخرجوهم من اخرجوكم والفتنة اشد من القتل. ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فان قاتلوهم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين. واقتلوهم حيث لقيتموهم واخرجوهم من المكان الذي اخرجوكم منه وهو مكة والفتنة الحاصلة لصد المؤمن عن دينه ورجوعه الى الكفر اعظم من القتل ولا تبدأوهم بقتال عند المسجد الحرام تحظيما له حتى يبدأوكم بالقتال فيها فان بدأوا بالقتال في المسجد الحرام فاقتلوهم ومثل هذا الجزاء وهو قتلهم اذا اعتدوا في المسجد الحرام يكون جزاء الكافرين. اذا الجزاء يكون موافقا للاعمال. نعم فان انتهوا فان الله غفور رحيم. فان انتهوا عن قتالكم وكفرهم فانتهوا عنهم. ان الله غفور لمن تاب. فلا يؤاخذهم بذنوبهم السابقة. رحيم بهم لا يعادلهم بالعقوبة وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى ان من تاب تاب الله عليه. بل ان المودة تعود اليه كما في سورة البروج ستأتينا فيها وهو الغفور الودود فلما ذكر الغفور ذكر الودود فمن ارتكب السيئات وتاب توبة نصوحا يغفر له الذنب ويرفع عنه السخط وتأتيه المودة من عند الله تعالى وهذا من رحمته فان رحمة الله سبقت غضبه. نعم فقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله. فان انتهوا فلا عدوانا صلى على الظالمين وقاتل الكفار حتى لا يكون منهم شرك ولا صد للناس عن سبيل الله. ولا كفر ويكون الدين الظاهر دين الله فانتهوا عن كفرهم وصدهم عن سبيل الله فاتركوا قتالهم فانه لا عدوان الا على الظالمين يشوفني والصد عن سبيل الله. ولذا الظلم بالشرك والجهر واعلى انواع الظلم لان الظلم وضع شيء في غير محله فاذا عمل الانسان غير الله فالله هو المنعم الذي له الخلق والامر فهذا اظلم الظلم ان الانسان يشرك بالله تعالى. نعم الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات خصاصا. فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا ان الله مع المتقين. الشهر حرام الذي مكنكم الله فيه من دخول الحرم واداء العمرة سنة سبع هو عوض عن الشهر الحرام الذي صدكم فيه المشركون عن الحرم سنة ست والحرمات كحرمة البلد الحرام والشهر الحرام والاحرام يجري فيه القصاص من المعتدين فمن اعتدى عليكم فيها فعاملوه بمثل فعله ولا تتجاوز حد المماثلة ان الله لا يحب المتجاوزين لحدوده وخافوا الله في تجاوز ما اذن لكم فيه. واعلموا ان الله مع المتقين واعلموا ان الله مع المتقين له بالتوفيق والتأييد وهذا حقيقة من الترغيب. بان الانسان يكون متقيا ليحصل على معية الله. فلو ان الانسان لو لم يحصل من التقوى الا معية الله لكفاه. فانعم بالتقوى على الانسان ان يتابع نفسه ليل نهار صباح مساء وفي كل الاحوال لاجل ان يكون من المستقيم ليجعل ذلك وقاية له من عذاب الله تعالى. نعم واحسنوا ان الله يحب المحسنين. وينفقوا المال في طاعة الله من الجهاد وغيره ولا تلقوا بانفسكم الى الهلاك بان تتركوا الجهاد والبذل في سبيله او بان تلقوا بانفسكم فيما يكون سببا لهلاككم. واحسنوا في عباداتكم ومعاملاتكم واخلاقكم ان الله يحب المحسنين في كل شؤونهم. فيعظم لهم الثواب ويوفقهم للرشاد. وهذه الاية ايها الاخوة اية عظيمة واحسنوا ان الله يحب المحسنين لان في الاحسان الحصول على محبة الله تعالى. فالانسان بصبره وحلمه وحسن تعاملهم. وترفقه وتلطفه حتى مع مخالفين ينوي بهذا الاحسان الى عباد الله من اجل ان ينال احسان الله اليه واتموا الحج والعمرة لله. فان احصرتم فمسيسر من الهدي. ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الاب محله فمن كان منكم مريضا او به اذى من رأسه ففدية ففدية من صيام او صدقة او نسك. فاذا امنتم فمن بالعمرة الى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة ايام في الحج وسبعة اذا رجعتم تلك عشرة ان ذلك لمن لم يكن اهله حاضر المسجد الحرام واتقوا الله ان الله شديد العقاب وادوا الحج والعمرة تامين مبتغين وجه الله فاذا منعتم من اتمامهما بمرض او بعدو فعليكم بذبح ما تيسر من الهدم من الابل من الابل او البقر او الغنم لتتحللوا من احرامكم ولا تحلقوا رؤوسكم او تقصروها حتى يبلغ الهدي الموضع الذي يحل فيه ذنبك فان كان ممنوعا من الحرم فليذبح حيث منح وان كان غير ممنوع من الحرم فليذبح في الحرم يوم النحر وما بعده من ايام التشريق فمن كان منكم مريضا او به اذى من شعر رأسه كقمل ونحوه. فحلق رأسه بسبب ذلك فلا حرج عليه وعليه ان يفدي عن ذلك اما لقيام ثلاثة ايام. او باطعام ستة مساكين من مساكين الحرم. او بذبح شاة توزع على فقراء الحرم فاذا كنتم غير خائفين فمن استمتع منكم باداء العمرة في اشهر الحج وتمتع بما حرم عليه من محظورات الاحرام الى ان يحرم بالحج من عام فليذبح ما تيسر له من شاة او يشترك سبعة في ذبح بعير او بقرة فاذا لم يقدر على الهدي فعليه صيام ثلاثة ايام من ايام المناسك بدلا منه وعليه صيام سبعة ايام بعد رجوعه الى اهله. ليكون مجموع الايام عشرة كامل ذلك التمتع مع وجوب الهدي او الصيام للعاجز عن الهدي هو لغير اهل الحرم ومن يقيم قريبا من الحرم لانهم لا حاجة بهم الى التمسك فهم لوجودهم بالحرم يكفيهم مطلق الطواف عن التمتع بالعمرة الى الحج واتقوا الله باتباع ما شرع وتعظيم حدوده. واعلموا ان الله شديد العقاب لمن خالف امره وفي ختم هذه الاية الكريمة لقوله تعالى واعلموا ان الله شديد العقاب. عند ذكر هذا المنسك العظيم في من يخالف امر الله تعالى ولذا علينا ان نعلم بان المعاصي عدو الايمان. وبريد الكفر وسبب الشقاء والحرمان. فلا يتساهلن احد بذنب من الذنوب من فوائد الايات مقصود الجهاد وغايتهد الحكم لله وازالة ما يمنع الناس من سماح الحق والدخول فيه ترك الجهاد والصعود عبد من اسباب هلاك الامة لانه يؤدي الى ضعفها وطمع العدو فيها وجوب اتمام الحج والعمرة لمن شرع فيهما وجواب التحلل منهما بذبح هدي لمن منع عن الحرم. وفي هذا واتموا الحج والعمرة لله فيه دلالة وتربية على ان الانسان اذا عمل عملا من اعمال الخير عليه ان لا يدعه وعليه ان فيه لاجل الا يفرط الانسان في عمل من الاعمال الصالحة هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته