المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله القاعدة التاسعة والعشرون. في الفوائد التي يجتنيها العبد في معرفة وفهمه الاجناس. وفهمه لاجناس علوم القرآن وهذه القاعدة تكاد ان تكون هي المقصود الاعظم في علم التفسير. وذلك ان القرآن مشتمل على علوم متنوعة واصناف جديدة من العلوم قال العبد فعلى العبد ان يعرف المقصود من كل نوع منها. ويعمل على هذا ويتبع ويتبع الايات الواردة فيه فيحصل فيحصل المراد منها علما وتصديقا وحالا وعملا. فاجل علوم القرآن على الاطلاق علم التوحيد. وما لله من صفات الكمال فاذا مر عليه الايات في توحيد الله واسمائه وصفاته. اقبل عليها فاذا فهمها وفهم المراد بها اثبتها لله على وجه لا يماثله فيه احد وعرف انه كما ليس لله مثيل في ذاته. فليس له مثيل في صفاته. وامتلأ قلبه من معرفة ربه وحبه بحسب علمه بكمال الله وعظمته ان القلوب مجبولة على محبة الكمال. فكيف بمن له كل كمال؟ ومنه جميع النعم الجزال. ويعرف ان اصل الاصول هو الايمان بالله. وان هذا الاصل يقوى ويكمن بحسب معرفة العبد بربه. وفهمه لمعاني صفاته ونعوته. وامتلأ القلب من معرفة ومحبتها. وايضا يعرف انه بتكميله بتكميله هذا العلم تكمل علومه واعماله. فان هذا هو اصل العلم واصل العقيدة. ومن علوم القرآن صفات الرسل واحوالهم. وما جرى لهم وعليهم من مع من وافقهم وخالفهم. وما هم عليه من الاوصاف الراقية. فاذا مرت عليه هذه ايات عرف بها اوصافهم وازدادت معرفته بهم. ومحبتهم وعرف ما هم عليه من الاخلاق والاعمال. خصوصا امامهم محمد صلى الله عليه وسلم. فيقتدي باخلاقهم واعمالهم بحسب ما يقدر عليه. ويفهم ان الايمان ان الايمان بهم وكماله معرفته التامة باحوالهم ومحبتهم واتباعهم. وفي القرآن من نعوتهم الشيء الكثير. الذي يحصل به تمام الكفاية. ويستفيد وايضا الاقتداء بتعليماتهم العالية. وارشاداتهم للخلق وحسن خطابهم ونصف جوابهم وتمام صبرهم. فليس القصد من قصصهم ان تكون ثمرا وانما القصد ان تكون عبرا. ومن علوم القرآن علم اهل السعادة والخير واهل الشقاء والشر. وفي معرفته لهم ولاوصافهم ونعوتهم فوائد الترغيب للاقتداء بالاخيار والترهيب من احوال الاشرار. والفرقان بين هؤلاء وهؤلاء وبيان الصفات والطرق التي وصل بها هؤلاء الى دار النعيم. واولئك اولئك الى دار الجحيم. ومحبة اولئك الاتقياء من الايمان كما ان بغض اولئك من الايمان. وكلما كان العبد اعرف لاحوالهم تمكن من هذه المقاصد. ومن علوم القرآن. علم الجزاء في الدنيا والبرزخ في على اعمال الخير واعمال الشر. وفي ذلك مقاصد جليلة. الايمان بكمال عدل الله وسعة فضله والايمان باليوم الاخر. فان تمام بذلك يتوقف على معرفة ما يكون فيه. والترغيب والترهيب بالرغبة في الاعمال التي رتب الله عليها الخير الجزيل. والرهبة والرهبة من ضدها ومن علوم القرآن الامر والنهي وفي ذلك مقاصد جليلة. معرفة حدود ما انزل الله معرفة حدود ما انزل الله على رسوله. فان المكلفين مكلفون بمعرفة ما امروا به وما نهوا عنه. وبالعمل بذلك والعلم سابق للعمل. وطريق ذلك اذا مر عليه نص فيه امر شيء عرفه وفهم ما يدخل فيه وما لا يدخل. وحاسب نفسه هل هو قائم بذلك كله؟ او بعضه او تاركه. فان كان قائما به فليحمد الله ويسأله الثبات والزيادة من الخير وان كان مقصرا فيه فليعلم انه مطالب به وملزوم به فليستعن فليستعن الله على فعله وليجاهد نفسه على ذلك. وكذلك في النهي ليعرف ما يراد منه وما يدخل في ذلك الذي نهى الله عنه. ثم لينظر الى نفسه. فان كان قد ترك كذلك فليحمد الله على ذلك. ويسأله ان يثبته على ترك الملاهي. كما يسأله الثبات على فعل الطاعات. وليجعل الداعي له على الترك وليجعل الداعي له على الترك امتثال طاعة الله. ليكون تركه عبادة كما كان فعله عبادة. وان كان غير تارك له فليتب الى منه توبة جازمة وليبادر ولا تمنعه الشهوات الدنية عن مجانبة ما تدعو اليه النفس الامارة بالسوء. فمن كان عند هذه وغيرها عاملا على هذه الطريقة. عاش على الصراط المستقيم والطريقة المثلى فيما عليه من الاسترشاد بكتاب الله. وحصل ذلك علم غزير وخير كثير