المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله باب قول الله تعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين وقوله تعالى انما يعمر مساجد الله من امن بالله واليوم الاخر واقام الصلاة واتى الزكاة ولم يخش الا الله اية وقوله ومن الناس من يقول امنا بالله فاذا اوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله. الاية عن ابي سعيد رضي الله عنهما مرفوعا ان من ضعف اليقين ان ترضي الناس بسخط الله وان تحمدهم على رزق الله وان تضمهم على ما لم يؤتك الله ان رزق الله لا يجره حرص حريص ولا يرده كراهية كاره وعن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وارضى عنه الناس. ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه واسخط عليه الناس رواه ابن حبان في صحيحه فيه مسائل الاولى تفسير اية ال عمران الثانية تفسير اية براءة الثالثة تفسير اية العنكبوت الرابعة ان اليقين يضعف ويقوى الخامسة علامة ضعفه ومن ذلك هذه الثلاث السادسة ان اخلاص الخوف لله من الفرائض السابعة ذكر ثواب من فعله الثامنة ذكر عقاب من تركه قال الشيخ السعدي رحمه الله باب قول الله تعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه. الاية هذا الباب عقده المصنف رحمه الله لوجوب تعلق الخوف والخشية بالله وحده والنهي عن تعلقه بالمخلوقين وبيان انه لا يتم التوحيد الا بذلك ولابد في هذا الموضع من تفصيل يتضح به الامر. ويزول الاشتباه اعلم ان الخوف والخشية تارة يقع عبادة وتارة يقع طبيعة وعادة وذلك بحسب اسبابه ومتعلقاته فان كان الخوف والخشية خوف تأله وتعبد تقرب بذلك الخوف الى من يخافه وكان يدعو الى طاعة باطنة وخوف سري يزجر عن معصية من يخافه كان تعلقه بالله من اعظم واجبات الايمان وتعلقه بغير الله من الشرك الاكبر الذي لا يغفره الله. لانه اشرك في هذه العبادة التي هي من اعظم واجبات القلب غير الله مع الله وربما زاد خوفه من غير الله على خوفه لله وايضا فمن خشي الله وحده على هذا الوجه فهو مخلص موحد ومن خشي غيره فقد جعله لله ندا في الخشية كمن جعل لله ندا في المحبة وذلك كمن يخشى من صاحب القبر ان يوقع به مكروها او يغضب عليه فيسلبه نعمة او نحو ذلك ما هو واقع من عباد القبور وان كان الخوف طبيعيا فمن يخشى من عدو او سبع او حية او نحو ذلك مما يخشى ضرره الظاهري فهذا النوع ليس عبادة وقد يوجد من كثير من المؤمنين ولا ينافي الايمان وهذا اذا كان خوفا محققا قد انعقدت اسبابه فليس بمذموم وان كان خوفا وهميا كالخوف الذي ليس له سبب اصلا قوله سبب ضعيف فهذا مذموم. يدخل صاحبه في وصف الجبناء قد تعود صلى الله عليه وسلم من الجبن فهو من الاخلاق الرذيلة ولهذا كان الايمان التام والتوكل والشجاعة تدفع هذا النوع حتى ان خواص المؤمنين واقويائهم تنقلب المخاوف في حقهم امنا وطمأنينة. لقوة ايمانهم وشجاعتهم شجاعة القلبية وكمال توكلهم ولهذا اتبعه بهذا الباب