ويعلمك كيف يجب عليك ان تضم علما الى علم لان العلوم يساعد بعضها بعضا ويخدم بعضها بعضا. فطالب الحديث لا بد له من تفنن في هذه العلوم لانه يحتاج اليها في صنعته لعلم الحديث هذا اليوم هو يوم الجمعة اخذوا يوم من ايام شهر الله الحرام نسأل الله ان يحرمنا واياكم على النار بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد تحدثنا في الدرس السابق عما يتعلق في الحديث المقول واقسام الحديث المقبول ومن يقرأ في كتب التخريج وكتب الفقه المقارن يجد لهذا اثرا في الترجيح بين الروايتين عند الاختلاف ولابد ان نعلم ان من الواجبات على اهل هذا الزمان تتبع اقوال كبار نقاد الحديث على الحديث المراد بحثه وذلك بالرجوع الى كتب العلل والمسانيد والجوامع وغيرها والى كتب التخريج عند المتأخرين التي تنقل اقوال المتقدمين ثم الاستفادة من كل كلمة يقولونها عن الحديث بان اعلانات الائمة للاخبار مبنية في الغالب على الاختصار وعلى الاجمال والاشارة وعدم التفصيل فيقولون مثلا الصواب رواية فلان او وهم فلان او لا يتابع عليه او لا يعرف الحديث الا به او حديث فلان يشبه حديث فلان او دخل حديث في حديث او حديث ليس له اسناد او هذا حديث قائدة يلقون هذه العبارة هذا حديث فائدة وهم في الاعم الاغلب لا يذكرون الادلة والاسباب التي دعتهم الى ذلك القول لماذا قد يكون السؤال هكذا لماذا يطلق الائمة كلامهم كل الغاز الجواب لان كلامهم في الغالب موجه الى اناس يفهمون الصناعة الحديثية والعلل يدركون المراد بمجرد اشارة الامام للعلة وذكرها وكانهم لا يحتاجون الى مزيد اباحة ولسان حال اولئك انهم قد الفوا هذا العلم وعرفوه والفوا هذه المصنفات لاولئك الذين الفوا هذا العلم وعرفوه فهذا امر لا بد منه. ثم بعد النظر الى كلام الائمة النقاد لابد من دراسة اسباب هذا الحكم من النقد. لماذا قال هكذا واذا من الواجبات علينا ان نشرح كلام الائمة السابقين ثم الموازنة بين اقوال بقية النقاد له وتجدر الاشارة الى ان كثرة الممارسة في كلام النقاد وفهم مرادهم في اطلاقاتهم تكون لدى الباحث ملكة تؤدي الى فهم هذا الفن فهما صحيحا ومعرفة هذه الصنعة معرفة متقنة ومن الامور التي تلزم طالب العلم الذي يتدرج في هذا الفن ليتعرف على الصناعة معرفة عدد ما لكل راو عن شيخه من الاحاديث طبعا يوجد واحد نفيس في كتاب معرفة مدار الاسناد. هذا احد الاخوة في الشام اسمه مدير الخطيب له كتاب نفيس اسمه مع ريف اسمه مدار الاسناد طبع في دار اليمن ذكر في هذا الكتاب هذا البحث الممتاز وتحدث عن ان الائمة النقاد كانوا يعرفونه ما لكل راو من الاحاديث وكذلك ما يروى بالاسناد الواحد من الاحاديث يعني لما يأتينا عدة احاديث تروى باسناد واحد وهذا يسمى بالنسخة ويسمى بالصحيفة وللدكتور مصطفى الاعظمي كتاب في مجللين تحدث عن هذه النسخ وعن تاريخها وعن بيانها فهذا مهم وكذلك معرفة ما لم يسمعه الراوي من شيخه نعلم ان هذا الرأي قد سمع من شيخه ولا زرع لكن ثمة احاديث لم يسمعها هذا الراوي من شيخه هذا فاذا هذه لابد ان نتعرف عليها المشتغل بصناعة الحديث فالراوي قد يسمع من شيخه مجموعة من الاحاديث وبالمقابل لا يسمع من شيخه احاديث اخرى ومن اهم ما يلزم طالب الحديث وطالب هذه الصنعة معرفة احاديث البار حديث الباب مهمة انت تجد الترمذي لما يأتي الى حديث يقول وفي الباب عن فلان وفلان وفلان يعني يدخل في هذا الباب احاديث الصحابة وهذه التي يذكرها مهمة للفقيه الذي يجمع الاحاديث حتى يستنبط الاحكام الفقهية لانه ليس من حقنا ان نأخذ برواية ونترك بقية الروايات فالحديث يفسر بعضه بعض وكذلك احاديث الباب تنفع الحديثي الناقد يتوصل الى الحكم الصحيح والى اللفظ الصحيح والى الشيء الراجح اذا لابد للناقد ومن يتعلم طريقة النقل لاجل ان يكون ناقلا لابد من معرفة احاديث الباب لانه تأتي احاديث معلولة ناتجة عن خطأ تأتي احاديث معلولة ناتجة عن خطأ يظنها غير المتأمل شواهد تقوي احاديث الباب لديه حديث وهذا الحديث نسج منه الحديث الاصل فيه مقال ونتج من هذا الحديث الاصل فرع حديث وهم من اين جاء الوهم؟ من الحديث الاصل اللي هو ضعيف فيأتي غير متأمل يجعل هذا الفرع شاهدا ومقويا لهذا الاصل الظعيف وفي الاصل ان الفرع ناتج من الاصل والافضل فيه خلل ولا يقوى الخلل بالخلل وهذه مسألة مهمة جدا ان الانسان يتعرف على احاديث الباب لانه تأتي احاديث معلولة ناتجة عن خطأ يظنها غير متأمل شواهد تقوي احاديث الباب ثم لابد للناقد والمتعرف على هذه الاخبار لا بد من معرفة الاسانيد التي لا يثبت منها شيء هناك اسانيد لا يرد منها شيء لا بد من معرفتها ولذا نجد المحدثين قد اولوا ذلك عناية بالغة جدا يذكر الترمذي هذا كثيرا والحافظ ابن حجر في العجاز في الاسباب يذكر هذا والسيوط في البحر الذي زخر يذكر هذا لماذا؟ لان بعض الاحاديث لا ترد الا من تلك الاسانيد التي لا اصل لصحتها حينما يأتينا حديث بهذه الطريقة فهذه امارة على عدم الصحة وعلى بطلان تلكم الاحاديث ثم لابد لطالب الحديث وللمتدرج في صناعة هذا الفن لابد له من تفنن في العلوم جميعها لابد له من تفنن في العلوم جميعها الشرعية والتاريخية والمساعدة لهما من العلم ولذلك الشيخ بشر بن عبد الله ابو زيد له كتاب لا يستغني عنه طالب العلم وهو حلية طالب العلم يعلمه في كيفية التدرج في العلوم