المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي فهل انتم مغنون عنا نصيبا يخبر تعالى عن تخاصم اهل النار وعتاب بعضهم بعضا واستغاثتهم بخزنة النار وعدم للفائدة في ذلك فقال واذ يتحاجون في النار يحتج التابعون باغواء المتبوعين ويتبرأ المتبوعون من التابعين يقول الضعفاء اي الاتباع للقادة. للذين استكبروا على الحق ودعوهم الى ما استكبروا لاجله. انا كنا لكم تبعا. انتم واضللتمونا وزينتم لنا الشرك والشر. فهل انتم مغنون عنا نصيبا من النار؟ اي ولو قليلا اكبر قال الذين اكبر مبينين لعجزهم ونفوذ الحكم الالهي في الجميع. انا كل فيها ان الله قد حكم بين العباد. وجعل لكل وهو من العذاب فلا يزاد في ذلك ولا ينقص منه. ولا يغير ما حكم به الحكيم. وقال الذين في النار لخزنة عنا يوما من العذاب. وقال الذين في النار من المستكبرين والضعفاء بخزنة جهنم. ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب. لعله تحصل بعض الراحة. قالوا او ولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى. فقالوا لهم موبخين ومبينين ان شفاعتهم لا تنفعهم ودعاءهم لا يفيدهم شيئا. اولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات التي تبينتم بها الحق والصراط المستقيم. وما يقرب من والله وما يبعد من قالوا بلى قد جاؤونا بالبينات وقامت علينا حجة الله البالغة فظلمنا وعاندنا الحق بعد ما تبين قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين الا في ضلال. قالوا اي لاهل النار متبرئين من الدعاء لهم والشفاعة فادعوا انتم ولكن هذا الدعاء هل يغني شيئا ام لا؟ قال تعالى. الا في ضلال. اي باطل لاغ لان الكفر ومحبط لجميع الاعمال. صاد لاجابة الدعاء. انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد. لما ذكر عقوبة ال فرعون في الدنيا والبر ويوم القيامة وذكر حالة اهل النار الفظيعة الذين نابذوا رسله وحاربوهم قال انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا اي بالحجة والبرهان والنصر. وفي الاخرة بالحكم لهم ولاتباعهم بالثواب. ولمن حاربهم بشدة العقاب يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم حين يعتذرون. ولهم اللعنة ولهم سوء الدار. اي الدار السيئة التي تسوء منازليها لما ذكر ما جرى لموسى وفرعون وما ال اليه امر فرعون وجنوده ثم ذكر الحكم العام الشاملة له ولاهل النار. ذكر انه اعطى موسى الهدى اي الايات. والعلم الذي يهتدي به المهتدون. واورثنا بني اسرائيل الكتاب اي جعلناهم متوارثا بينهم من قرن الى اخر وهو التوراة وذلك الكتاب مشتمل على الهدى الذي هو العلم بالاحكام الشرعية وغيره وعلى التذكر للخير بالترغيب فيك وعن الشر بالترهيب عنه. وليس ذلك لكل احد. وانما هو لاولي الالباب فاصبر ان وعد الله حق واستغفر لذنبك. وسبح بحمد ربك بالعشي والابكار فاصبر يا ايها الرسول كما صبر من قبلك من اولي العزم المرسلين. ان وعد الله حق اي ليس مشكوكا فيه او فيه ريب او كذب حتى ايعسر عليك الصبر وانما هو الحق المحض. والهدى الصرف الذي يصبر عليه الصابرون. ويجتهد في التمسك به اهل البصائر قوله ان وعد الله حق. من الاسباب التي تحث على الصبر على طاعة الله. وعما يكره الله. واستغفر لذنبك المانع لك من تحصيل فوزك وسعادتك فامره بالصبر الذي فيه يحصل المحبوب. وبالاستغفار الذي فيه دفع محذور وبالتسبيح بحمد الله تعالى خصوصا العشي والابكار الذين هما افضل الاوقات. وفيهما من الاوراد والوظائف الواجبة والمستحبة ما فيهما. لان في ذلك عونا على جميع الامور ان الذين يجادلون في ايات الله بغير سلطان اتاهم فاستعذ بالله انه هو السميع البصير. يخبر تعالى ان من جاد في اياته ليبطلها بالباطل. بغير بينة من امره ولا حجة. ان هذا صادر من كبر في صدورهم على الحق وعلى من جاء به. يريد دون الاستعلاء عليه بما معهم من الباطل. فهذا قصدهم ومرادهم. ولكن هذا لا يتم لهم وليسوا ببالغيه. فهذا نص وبشارة بان كل من جادل الحق انه مغلوب. وكل من تكبر عليه فهو في نهايته ذليل انه هو السميع البصير. فاستعذ اي اعتصم والجأ بالله. ولم يذكر ما يستعيذ. ارادة للعموم. ايستعد بالله من الكبر الذي يوجب التكبر على الحق. واستعذ بالله من شياطين الانس والجن. واستعذ بالله من جميع الشرور انه هو السميع لجميع الاصوات على اختلافها. البصير بجميع المرئيات باي محل وموضع وزمان كان