ومن تعلم علما عليه ان يعلم الاخرين وان يبث هذا العلم فانتم تعلمون ان ابن المبارك قال مقولة نفيسة قال لا اعلم بعد النبوة افضل من بث العلم في امة محمد فعلينا ايها الاخوة ان نتعلم ونعمل لنعلم الاخرين ونجتهد في طلب العلم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى ليوم الدين اما بعد مجلسنا هذا اليوم في شرح الحديث السابع بعد الثلاث مئة من صحيح الامام البخاري علينا وعليه رحمة الله قال الامام البخاري باب غص دم المحيض وهذه الترجمة اخص من الترجمة السابقة في كتاب الوضوء وهي باب غسل الدم وهنا قال البخاري باب غسل دم المحيض اي وجوب غسله قال البخاري رحمه الله حدثنا عبدالله بن يوسف وهو عبد الله ابن يوسف التنيسي المتوفى عام ثمان عشرة ومئتين قال اخبرنا ما لك وهو الامام الكبير ما لك بن انس وهذا الحديث هو في موطئه عن هشام وهو هشام ابن عروة عن فاطمة بنت المنذر ما لك عن هشام عن فاطمة بنت المنذر. طبعا هذا الخبر وقع في رواية يحيى من ناحية الليثي مالك عن هشام عن ابيه وعبارة عن ابيه خطأ كما نص عليها ابن عبد البر في كتابه الحافل التمهيد. نسأل الله ان يرحمه وان يرحم امة محمد اجمعين عن فاطمة بنت المنذر تقدمت عن اسماء بنت ابي بكر واسماء بنت ابي بكر الصديق هي ام لله ذات النطاقين مذكورة في كتاب تاريخ الاسلام الذهبي في وفيات واحد وسبعين الى ثمانين اي في الطبقة وقال عنها الذهبي اخر المهاجرين والمهاجرات وفاة. وامها قتيلة بنت عبد العزى العامرية لها عدة احاديث وشهدت الياموك مع ابنها عبد الله وزوجها وهي وابنها وابوها وجدها صحابي هذه عبارة الذهب في التاريخ وروى شعبة عن مثل قال دخلنا على ام ابن الزبير فاذا هي امرأة ضخمة عمياء نسألها عن متعة الحج فقالت قد رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها قال ابن ابي زناد كانت اكبر من عائشة بعشر سنين. يقول الذهبي قلت فعمرها على هذا احدى وتسعون سنة يقول ذهبي واما هشام ابن عروة فقال عاشت مئة سنة ولم يسقط لها سند وقال ابن ابي مليكة كانت اسماء تصدأ كانت اسماء تصدع فتضع يدها على رأسها فتقول بذنبي وما يغفره الله اكثر طبعا هذي المقولة في غاية النفاسة وغاية الجودة ولو ان الانسان تدبر هذا المعنى لكف عن كثير من القضايا وهذا الصنيع كصنيع البخاري حينما ذكر في كتاب قول الحق سبحانه وتعالى من يعمل سوءا يجزى به وقال اسامة ابن زيد عن ابن المنكر قال كانت اسماء سقية النفس وقال ابو معاوية حدثنا هشام عن فاضلة بنت المنذر قالت قالت اسماء يا بناتي تصدقن ولا تنظرن الفضل تصدقن ولا تنتظرن الفضل فانكن انتظرتن الفضل لن تجدنه. وان تصدقن لم تجدن فقده. فالانسان يتصدق بالذي عنده ولا ينتظر الغنى ثمان الانسان اذا تصدق فان الله سبحانه وتعالى يغنيه من فضله وهنا تقول عن اسباب ابي بكر انها قالت سألت امرأة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ان الشفاح قالوا هي اسماء وبعضهم يرى انها خولة بالانكسار كما عند ابي داوود برقم ثلاث مئة وست وخمسين سألت امرأة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ارأيت هذا الاستفهام؟ بمعنى الامر اي اخبرني وهذا السؤال لاجل ان يكون الانسان عالما بالله وبامر الله قال ابن عيينة عن بعض الفقهاء العلماء ثلاثة عالم بالله وعالم بامر الله وعالم بالله وبامر الله اما العالم بامر الله فهو الذي يعلم السنة ولا يخاف الله واما العالم بالله فهو الذي يخاف الله ولا يعلم السنة واما العالم بالله وبامر الله فهو الذي يعلم السنة. ويخاف الله فذاك يدعى عظيما في ملكوت السماوات والمسلم ايها الاخوة يتعلم العلم ليعمل به ويعلم فمن بخل بالعلم ابتلاه الله بثلاث اما بموت او نسيان او لحوق بسلطان كما قال ابن المبارك ولذلك من حمل العلم ينبغي له ان لا يبغى على من فوقه ولا يحقر من دونه ولا يأخذ على علمه دنيا نسأل الله ان يجعلنا من طلبة العلم الصادقين وان نبتغي بطلب العلم وجه الله سبحانه وتعالى فتقول يا رسول الله ارأيت احدانا اذا اصاب ثوبها الدم من الحيض؟ كيف تصنع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اصاب ثوب احداكن الدم من الحيضة فلتطرف فلتقرص اي تصرفه باصابعها بماء ليخرج ما دخل الثوب منه والبغو في شرح السنة له كلام نفيس حول شرح هذا الحديث جميع الكتاب غاية في النفاذة يقود البغوي القرص هو ان تقبض على موضع النجاسة بالاصبع وتأمره غمرا جيدا. وتدلكه حتى ينحل ما تشربه من الدم. ثم تقتله فقال فالتقط ثم لتنضح اي تكفله بماء حتى يزول اثره. قال البغوي والمراد من النفح المشهور في الحديث هو الغسل فان بقي لها اثر بعد الغسل فهو طاهر قال ثم لتنضحه بماء ثم لتصلي فيه اي تصلي بهذا الثوب طبعا هذا الحديث قال عنه ابن عبد البر في كتاب الاستذكار قال هذا الحديث اصل في غسل النجاسات من الثياب لان الدم نجس اذا كان مفتوحا. ومعنى مفتوح الجار الكثير اذا في هذا الخبر حرص الصحابة من الرجال والنساء على التفقه في الدين. وانما اشكل عليهم كانوا يسألون عنه النبي صلى الله عليه وسلم وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يجيب الناس ويعلم الناس ويشرح للناس هذا الدين فيجب على الانسان ان يتعلم من الهدي النبوي ومن الطريقة المصطفوية ما يصحح عبادته وما يفقه امر الدين وما اشكل على المرء يسأل به من هو اعلى منه علما واكثر منه فقها ليتفقه لهذا الامر ويزداد طبعا هذا الحديث لما قال ثم لتنظفه بماء تقييده بالماء صريح لان ازالة الخبث لا يكون الا بالماء هنا قيده النبي صلى الله عليه وسلم فهذا من ضمن الادلة على ان ازالة ثبت انما تكون بالماء فهذا الخبر فيه فوائد وفيه منافع والانسان يتشرف باي شيء صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والمرء يحترم العلم الوارد والمأخوذ عن المعصوم صلى الله عليه وسلم