ثم قيل لهم اينما كنتم تشركون من دون الله. ويقال لهم اينما كنتم تشركون من دون الله هل نفعوكم او دفعوا عنكم بعض العذاب؟ قالوا ضلوا عنا بل لم نكن ندعوا من اذ الاغلال في اعناقهم التي لا يستطيعون معها حركة. والسلاسل التي يقرنون بها هم الشياطينهم اي الماء الذي اشتد غليانه وحره يوقد عليهم اللهب العظيم فيصلون بها. ثم يوبخون على شركهم وكذبهم المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي وامرت ان اسلم لرب العالمين لما ذكر الامر باخلاص العبادة لله وحده وذكر الادلة على ذلك والبينات. صرح بالنهي عن عبادة ما سواه فقال قل يا ايها النبي اني نهيت ان اعبد الذين تدعون من دون الله من الاوثان والاصنام. وكل ما عبد من دون الله ولست على من امري بل على يقين وبصيرة. ولهذا قال لما جاءني البينات من ربي. وامرت ان اسلم لرب العالمين بقلبي ولساني وجوارحي. بحيث تكون منقادة لطاعته. مستسلمة لامره. وهذا اعظم مأمور به على الاطلاق. كما ان النهي عن عبادة ما سواه اعظم منهي عنه على الاطلاق. ثم قرر هذا التوحيد بانه الخالق لكم المطور لخلقتكم. فكما خلقكم وحده فاعبدوه وحده. فقال لتبنوا اشدكم ثم لتكونوا شيوخا. ومنكم من يتوفى هو الذي خلقكم من تراب. وذلك بخلقه اصلكم وابيكم عليه السلام ثم من نطفة وهذا ابتداء خلق سائر النوع الانساني ما دام في بطن امه فنبه بالابتداء على بقية الاطوار من العلقة فالمضغة فالعظام فنفخ الروح ثم يخرجكم طفلا ثم هكذا تنتقلون في الخلقة الالهية حتى ستبلغ اشدكم من قوة العقل والبدن وجميع قواه الظاهرة والباطنة. ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفى من قبل بلوغ اشد ولتبلغوا بهذه الاطوار المقدرة الى مسمى تنتهي عنده اعماركم. ولعلكم تعقلون احوالكم فتعلمون ان المطور لكم في هذه الاطوار كامل الاقتدار وانه الذي لا تنبغي العبادة الاله وانكم ناقصون من كل وجه هو الذي يحيي ويميت اي هو المنفرد بالاحياء والاماتة. فلا تموتن نفس بسبب او بغير سبب الا باذنه. وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره الا في كتاب. ان ذلك على الله يسير فاذا قضى امر جليلا او حقيرا فانما يقول له كن فيكون. لا رد في ذلك ولا مثنوية ولا الم تر ان الذين يجادلون في ايات الله الم ترى ان الذين يجادلون في ايات الله الواضحة البينة متعجبا من حالهم الشنيعة انى يصرفون اي كيف ينعدلون عنها والى اي شيء يذهبون بعد البيان التام؟ هل يجدون ايات بينات تعارض ايات الله. لا والله ام يجدون شبها توافق اهواءهم ويصولون بها لاجل باطلهم استبدلوا واختاروا لانفسهم بتكذيبهم بالكتاب الذي جاءهم من الله. وبما ارسل الله به رسله الذين هم خير الخلق واصدقهم واعظمهم عقولا والسلاسل يسحبون في الحميد ثم في النار يشجرون فهؤلاء لا جزاء لهم سوى النار الحامية. ولهذا توعدهم الله بعذابها فقال فسوف يعلمون قالوا ضلوا عنا اي غابوا ولم يحضروا ولو حضروا لم ينفعوا. ثم انهم انكروا فقالوا بل لم نكن ندعوا من قبل شيئا. يحتمل ان مرادهم بذلك الانكار. وظن انه ينفعهم ويفيدهم ويحتمل وهو الاظهر ان مرادهم بذلك الاقرار على بطلان الهية ما كانوا يعبدون. وانه ليس شريك في الحقيقة وانما هم ضالون مخطئون بعبادة معدوم الالهية. ويدل على هذا قوله تعالى يضل الله الكافرين. اي كذلك الضلال الذي كانوا عليه في الدنيا. الضلال الواضح لكل احد. حتى ان انهم بانفسهم يقرون ببطلانه يوم القيامة. ويتبين لهم معنى قوله تعالى وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء يتبعون الا الظن. ويدل عليه قوله تعالى ويوم القيامة يكفرون بشرككم. ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة ويقال لاهل النار انتم تمرحون. ذلكم العذاب الذي نوع عليكم بما كنتم تفرحون في الارض بغير الحق. وبما كنتم تمرحون اي تفرحون بالباطل الذي انتم عليه وبالعلوم التي خالفتم بها علوم الرسل وتمرحون على عباد الله بغيا وعدوانا وظلما وعصيان كان كما قال تعالى في اخر هذه السورة فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم. وكما قال قوم قارون له لا تفرح ان الله لا يحب الفرحين. وهذا هو الفرح المذموم الموجب للعقاب. بخلاف الفرح الممدوح الذي قال الله فيه قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا. وهو الفرح بالعلم النافع والعمل الصالح خالدين فيها ادخلوا ابواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين ادخلوا ابواب جهنم. كل بطبقة من طبقاتها على قدر عمله. خالدين فيها لا يخرجون منها ابدا. فبئس مثوى المتكبرين مثوى يخزون فيه ويهانون. ويحبسون ويعذبون ويترددون بين حرها وزمهريرها