الباهرة وعددها عليهم ليعرفوه ويشكروه ويذكروه. فاي ايات الله تنكرون اي اي اية من اياته لا تعترفون بها فانكم قد تقرر عندكم ان جميع الايات والنعم منه تعالى فلم يبقى المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي اي فاصبر يا ايها الرسول على دعوة قومك وما ينالك منهم من اذى واستعن على صبرك بايمانك. ان وعد الله حق سينصر دينه ويعلي كلمته وينصر رسله في الدنيا والاخرة. واستعن على ذلك ايضا بتوقع العقوبة باعدائك في الدنيا والاخرة. ولهذا قال او نتوفينك فالينا يرجعون. فاما نرينك بعض الذين عدهم في الدنيا او لتوفينك قبل عقوبتهم فالينا يرجعون فنجازيهم باعمالهم. ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون ثم سلاه وصبره بذكر اخوانه المرسلين فقال آآ اي ولقد ارسلنا من قبلك رسلا كثيرين الى قومهم يدعونهم ويصبرون على اذاهم منهم من قصصنا عليك خبرهم ومنهم من لم نقصص عليك. وكل الرسل مدبرون ليس بيدهم شيء من الامر وما كان لاحد منهم ان يأتي باية من الايات السمعية والعقلية الا باذن الله. اي بمشيئته وامره. فاقتراح على الرسل الاتيان بالايات. ظلم منهم وتعنت وتكذيب. بعد ان ايدهم الله بالايات الدالة على صدقهم وصحة ما جاءوا به بالحق وخسر هنالك المبطلون. فاذا جاء امر الله بالفصل بين من الرسل واعدائهم والفتح قضي بينهم بالحق الذي يقع الموقع ويوافق الصواب بانجاء الرسل واتباعهم واهلاك المكذبين ولهذا قال وخسر هنالك اي وقت القضاء المذكور المبطلون الذين ان وصفهم الباطل وما جاءوا به من العلم والعمل باطل. وغايتهم المقصودة لهم باطلة. فليحذر هؤلاء المخاطبون ان يستمروا على فيخسروا كما خسر اولئك فان هؤلاء لا خير منهم. ولا لهم براءة في الكتب بالنجاة ولكم فيها منافع ولتبلغوا عليها حاجة يمتن تعالى على عباده بما جعل لهم من الانعام التي بها جملة من الانعام منها منافع الركوب عليها والحمل. ومنها منافع الاكل من لحومها والشرب من البانها. ومنها منافع الدفء واتخاذ الالات والامتعة من اصوافها واوبارها واشعارها الى غير ذلك من المنافع. ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم من الوصول الى الاوطان البعيدة وحصول السرور بها والفرح عند اهلها اي على الرواحل البرية والفلك البحرية. يحملكم الله الذي سخرها وهيأ لها ما هيأ من الاسباب التي لا تتم الا الا بها. ويريكم اياته الدالة دلت على وحدانيته واسمائه وصفاته. وهذا من اكبر نعمه حيث اشهد عباده اياته النفسية. واياته الافقية هل الانكار محل ولا للاعراض عنها موضع بل اوجبت لذوي الالباب بذل الجهد واستفراغ الوسع للاجتهاد في طاعته والتبتل في خدمته والانقطاع اليه كانوا اكثر منهم واشد قوة واثارا في الارض فما اغنى عنهم ما كانوا يكسبون يحث تعالى المكذبين لرسولهم على السير في الارض بابدانهم وقلوبهم. وسؤال العالمين. فينظروا نظر فكر واستدلال نظر غفلة واهمال كيف كان عاقبة الذين من قبلهم من الامم السالفة؟ كعاد وثمود وغيرهم. ممن كانوا اعظم منهم قوة واكثر اموالا واشد اثارا في الارض من الابنية الحصينة والغراس الانيقة والزروع الكثيرة كانوا يكسبون. فما اغنى عنهم ما كانوا يكسبون حين جاءهم امر الله. فلم تغني عنهم قوتهم ولا افتدوا باموالهم ولا تحصنوا بحصونهم. ثم ذكر جرمهم الكبير فقال فلما جاءتهم رسلهم بالبينات من الكتب الالهية والخوارق العظيمة والعلم النافع للهدى من الضلال والحق من الباطل. فرحوا بما عندهم من العلم المناقض لدين الرسل. ومن المعلوم ان فرحهم به يدل على شدة رضاهم به وتمسكهم. ومعاداة الحق الذي جاءت به الرسل. وجعل باطلهم حقا. وهذا عام لجميع العلوم التي بها ما جاءت به الرسل. ومن احقها بالدخول في هذا علوم الفلسفة والمنطق اليوناني. الذي ردت به كثير من ايات القرآن ونقصت قدره في القلوب. وجعلت ادلته اليقينية القاطعة. ادلة لفظية لا تفيد شيئا من اليقين. ويقدم عليها عقول اهل السفر والباطل وهذا من اعظم الالحاد في ايات الله. والمعارضة لها والمناقضة. فالله المستعان. وحاق بهم ما كان وحاق بهم اي نزل ما كانوا به يستهزؤون من العذاب امنا بالله وحده قالوا امنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين فلما رأوا بأسنا اي عذابنا اقروا حيث لا ينفعهم الاقرار. قالوا امنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين من الاصنام والاوثان وتبرأنا من كل ما خالف الرسل من علم او عمل لما رأوا بأسنا اي في تلك الحال وهذه سنة الله وعادته التي خلت في عباده ان المكذبين حين ينزل بهم بأس الله وعقابه اذا امنوا كان ايمانهم غير صحيح ولا منجيا لهم من العذاب وذلك لانه ايمان ضرورة قد اضطروا اليه وايمان وانما الايمان النافع الذي ينجي صاحبه هو الايمان الاختياري الذي يكون ايمانا بالغيب وذلك قبل وجود قرائن العذاب وخسر هنالك الكافرون اي وقت الاهلاك واذاقة البأس. الكافرون دينهم ودنياهم واخراهم. ولا يكفي مجرد الخسارة في تلك الدار. بل لابد من خسران يشقي في العذاب الشديد. والخلود فيه دائما