بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. شرح كتاب الاربعين النووية للحافظ النووي رحمه الله وعن ابي العباس سهل ابن سعد السائلي رضي الله عنه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله دلني على عمل اذا عملته احبني الله واحبني الناس فقال ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس. حديث حسن رواه ابن ماجة وغيره ابن ابي اسانيد حسنا هذا حديث عظيم وذكر العلماء انه من قواعد الاسلام. هذا الحديث من قواعد الاسلام. التي يسير عليها المسلم. فهذا رجل جاء يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن عمل اذا عمله احبه الله واحبه الناس. هذا عمل جليل اذا احبك الله واحبك الناس هذه سعادة وخير كثير لا يكون لك مبغض فما هو هذا العمل الذي هذه ثمرته تنال به رضا الله وتنال به رضا الناس. ودل على ان رضا الناس مطلوب ما لم يكن في ذلك اثم فهو معصية. قال النبي صلى الله عليه وسلم ازهد في الدنيا يحبك الله. وازهد فيما في ايدي الناس يحبك الناس الزهد هو الترك يعني اترك الدنيا وليس المراد انك تترك ما تحتاج اليه وما هذا لا هذا منهي عنه انك تترك ما اليه وما تستغني به من طلب الرزق والكسب الحلال لكن اترك ما لا حاجة لك به اترك ما لا حاجة لك به فليس الزهد ترك المباحات وانما الزهد ترك الفضول ليس الزهد ترك المباحات التي تحتاجها انت واولادك وانما الزهد ترك الفظول التي لا تحتاج اليها من الدنيا فالمسلم يجمل في طلبه لا يحرص حرصا شديدا على الدنيا وعنده ما يغنيه فهذه قاعدة ازهد في الدنيا يحبك الله. اذا زهدت في الدنيا احبك الله فهذا فيه مدح فيما لا يحتاج اليه الانسان وفيه دليل على ان الله يحب يحب عباده المؤمنين وصف الله بالمحبة كما انه يبغض ويكره فهو يحب سبحانه وتعالى من صفاته وليس مثل محبة المخلوق او كراهية المخلوق بل هذا خاص به سبحانه وتعالى لسائر صفاته وفيه ان امور الدين يسأل عنها اهل العلم فهذا الرجل سأل النبي صلى الله عليه وسلم ولم يبتكر شيئا من عنده لانه هذا يصير بدعة كونك تتقرب الى الله بشيء لم يأتي به الرسول صلى الله عليه وسلم تظن انه حسن هذا بدعة قبيح ومردود امور الدين انما يسأل بل فيها الرسول صلى الله عليه وسلم ومن بعده العلماء ورثة الانبياء. ولا تقدم على شيء وانت لا تدري. تتقرب به الى الله دون ان تعلم انه مشروع وانه من الدين. وازهد فيما في ايدي الناس يحبك الناس. لا تتطلب الى ما في ايدي الناس تسأل الناس لانك اذا تطلعت الى ما في ايديهم وسألتهم ابغضوك لانهم لا يحبون انه لا يريدون بذل ما بأيديهم. فانت لا تحرجهم فاذا كنت تريد محبتهم فلا تسألهم استغني بالله عز وجل مهما امكنك ذلك اما اذا احتجت الى السؤال فانه يباح عند الحاجة او عند الضرورة لكن مهما امكن انك تستغني عن الناس فانك تستغني عنهم. فتنال محبتهم. اما اذا كنت تسأل تثقل عليهم ويبغضونك. الله يغضب ان تركت سؤاله وبني ادم حين يسأل يغضب. عندما تسأل الناس يبغضه اما اذا سألت الله جل وعلا فانه يحبك. لانه غني كريم. هذه قاعدة. اذا كنت تريد العمل الذي يحبك الله فيه ويحبك الناس ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد بما في ايدي الناس يحبك الناس امش على هذه القاعدة