ومعنا اليوم حديث ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك ان تداعى عليكم يوشك الامم ان تداعى عليكم كما تداعى الاكلة الى قصعتها فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ قال بل انتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهنة وليقذفن الله في قلوبكم الوان هذا هو موضع الشاهد من الحديث فقال قائل يا رسول الله وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الموت الحديث رواه الامام ابو داوود رحمه الله في سننه واحمد في مسنده وابن ابي شيبة وابو نعيم في الحلية والبغوي في في شرح السنة وكذلك الحافظ البيهقي رحمه الله بكتابه الدلائل ما هو شرح الحديث يوشك اذا هو امر قريب يوشك والنبي عليه الصلاة والسلام من محبته لامته وشفقته عليهم يحذرهم من المخاطر المحدق بهم في هذا الحديث بين لهم خطرا عظيما قريبا. قال يوشك الامم فاعل مرفوع يوشك الامم انت داعى عليكم تداعى عليكم يعني يدعو بعضهم بعضا لمقاتلتكم ويتفق بعضهم مع بعض لحربكم يوشك ان تداعى هذا اتفاق امم وليست فقط بلدات اه جيوش اه متفرقة لا قال امم يعني امة اليهود امة النصارى امة المجوس امة الهندوس يوشك الامم ما هو فقط دول اكثر من دول يوشك الامم والعجيب ان هذه اللفظة لفظة الامم هي موجودة اليوم بهذه الامم المتحدة لقتال المسلمين يعني ما حذر النبي عليه الصلاة والسلام منه بالاسم بالنص الان حاصل تماما وبالاسم يوشك الامم يوشك الامم ان تداعى عليكم لكسر شوكتكم وسلب ما ملكتموه من الديار والاموال كما قال الشيخ ملا علي القاري في مرقاة المفاتيح في شرح الحديث اذا تداعى عليكم في بلدانكم وتريد ان تأخذ منكم الارض والديار والاموال تداعى عليكم وقال في عون المعبود التداعي الاجتماع ودعاء البعض بعضا اذا يحث بعضهم بعضا ويجتمع بعضهم مع بعض لاجل ذلك ويتفقونه تداعى عليكم يوجد هناك استدعاءات طلبات حثوا بعضهم لبعض والمراد بالامم يقول الشارح رحمه الله فرق الكفر والضلالة وكما قلنا امم هذه الاديان امم الكفر كما تداعى الاكلة. الكاف للتشبيه كما تداعى الاكلة الكاف للتشبيه كما تتداعى الاكلة بفتحتين الاكلة وفي رواية ايضا الاكلة بالمد والمعنى كما يدعو اكلة الطعام بعضهم بعضا كيف اذا صارت المناسبة الوليمة الدعوة المأدبة كيف يتداعون؟ كيف يدعو بعضهم بعضا؟ هلم تعالوا اقبلوا الطعام الطعام معناها نحن لهؤلاء الكفرة كالاكلة كالوجبة فيها اشتهاء وطمع يأتونها عن رغبة وطمع لانه قال كما تداعى الاكلة الى قصعتها فشبهنا بالقصعة التي يجتمعون عليها ويحيطون بها وهذا يهبش من هنا وهذا يهبش من هنا هذا يأخذ من هنا وهذا يقتطع من هناك نحن كالقصعة نهبش ونؤكل وهؤلاء الاكلة يجتمعون ويتنادون فيأكلونها بلا منازع ولا ممانع يعني القصعة الذين يأتون لاكل القصعة ويتنادون ويجتمعون يأكلونها بدون منازعة لقمة سائغة سهلة قال الشارح رحمه الله كذلك يأخذون ما في ايديكم بلا تعب ينالهم او ضرر يلحقهم او بأس يمنعهم مرقاة المفاتيح قوله في الحديث فقال قائل يعني من الصحابة الحاضرين لتلك المقولة فلذلك الحديث والمقالة ومن قلة نحن يومئذ يعني هذا التداعي لاجل قلتنا يعني اجتمعوا علينا وطمعوا فينا ويأخذوننا مثل ما يتناول مثل ما تتناول الاكلة الطعام من القصعة بلا منازع ولا ممانع هذا نتيجة قلة عددنا هل هو لان عددنا قليل قال مجيبا على سؤال السائل بل انتم يومئذ كثير يعني عددكم ليس قليلا بل هو كثير ولكنها كثرة لا تغني شيئا فسره فسره قال بل انتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ما هو الغثاء لانه وصفنا بذلك اننا سنكون في ذلك الزمن في ذلك الوقت سنكون كثير ولكننا كالغثاء الغثاء ما يحمله السيل من زبد ووسخ من اجتماع اعواد ورغوة ولكنكم غثاء كغثاء السيل الغثاء هذا من طبيعته انه خفيف جدا لا وزن له وانه يتبدد ويتفرق بسرعة وانه رغوة تعلو وسرعان ما تذهب فهي على السطح ظاهرة لكن لا نفع منها ولا بقاء لها ولا اجتماع لها لان تتبدد تتفرق بسرعة قال ولكنكم غثاء كغثاء السيل شبههم بذلك لقلة شجاعتهم دنو قدرهم وخفة احلامهم يعني عقولهم والخلاصة ولكنكم تكونون متفرقين ضعيفي الحال خفيفي البال مشتتي الامال ثم ذكر سبب هذه الغثائية فقال ولينزعن الله من صدوركم ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم اي يخرج الله الخوف والرعب من صدور اعدائنا ما هذا الرعب المفترض ان الامة هذي امة مهابة الم يقل نصرت بالرعب ولامته نصيب من ذلك وانهم منصورون بالرعب وان اعدائهم يهابونهم ويخافونهم وان الرعب من امة محمد عليه الصلاة والسلام موجود في قلوب الاعداء لكن ستحدث عملية مزدوجة من جهتنا غثاء ومن جهتهم جرأة وما يهابوننا ولا يخافوننا هو يصف وصفا دقيقا قال ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم من جهتكم طرفكم ذاهب مرقاة المفاتيح وقد روى البخاري ومسلم عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اعطيت خمسا لم يعطهن احد قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر الحديث قال القاري رحمه الله اوقع الله في قلوب اعداء النبي صلى الله عليه وسلم الخوف منه فاذا كان بينه وبينهم مسيرة شهر هذا الوهن قد يكون في اعمال الدين وقد يكون في اعمال الدنيا والان الامة يعني مخترقة في هذا وهذا يعني الان اذا قلت هم في امور الدين واهنون الصلاة ياه هذه مسافة يعني طويلة مسيرة شهر اكثر من الف كيلو فاذا كان بينه وبينهم مسيرة شهر هابوا وفزعوا منه مع انه لن يصلهم الا بعد شهر الحديث كان في وقت التنقل على الجمال والدواب مسيرة شهر لن يصلهم الا بعد شهر ومع ذلك سيبقون خائفين مرعوبين منه من مسافة من مسيرة شهر وهو بعيد عنهم مسيرة الشهر مسافة بعيدة ليس اعداؤه القريبين منه ليس المقصود بالاعداء القريبين جدا لا على مسافة على مسيرة شهر كل الاعداء في هذه الدائرة التي نصف قطرها التي نصف قطرها مسيرة شهر كلهم مرعوبين خائفين منهم وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله وهذه الخصوصية حاصلة له على الاطلاق حتى لو كان وحده بغير عسكر لو ما معه جيش قال وهل هي حاصلة لامته من بعده يعني بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام هل الرعب من امة محمد صلى الله عليه وسلم باق في نفوس اعدائها منها مرعوبين منها قال الحافظ بن حجر فيه احتمال يعني ان الخير في الامة وهذه امته عليه الصلاة والسلام الاضافة اضافة اليه امته واثاره فيهم باقية من بعده فاذا لهم نصيب من هذه الميزة وان الرعب منهم حاصل وان الاعداء يخافونه وقوله ولينزعن والله من قلوب عدوكم المهابة منكم يؤيد ربما يشير الى هذا انه فيه في قلوب الاعداء رعب منا اصلا لكن في ذلك الوقت الذي يشير اليه عليه الصلاة والسلام ستنزع هذه المهابة ويزول هذا الرعب وفي حديث ابي امامة رضي الله عنه الذي رواه الامام احمد رحمه الله والبيهقي قوله ونصرت بالرعب يقول عليه الصلاة والسلام ونصرت بالرعب يسير بين يدي يعني الرعب يسير بين يدي مسيرة شهر يقذف في قلوب اعدائي يعني يطفه الله عز وجل قال محققو المسند عن الحديث انه حسن ففي زمان قوة الايمان واقبال الامة على الشريعة وحكمها بالشريعة وتمسكها بالشريعة وعدم تعلقها بالدنيا وانهماكها بالدنيا فان الرعب منها موجود في قلوب عدوها اما في زمن الوهن وضعف الايمان فقال ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم اذا متى ستزول المهابة اذا اشتغلت الامة بالدنيا وعكفت الامة على الدنيا والتهت بالاموال وانهمكت في الزرع والتجارة والصناعة الالعاب والملاهي والملذات والشهوات هنا ستحدث هذه العملية المزدوجة غثائية في الامة ما لهم وزن ولا قيمة والعدو سيتجرأ عليهم ويجتمع عليهم ولن يكون في قلوب الاعداء رعب ولا خوف من هذه الامة هذا يبين ارتباط التعلق بالله وعدم الانهماك بالدنيا ارتباطه بالوزن والقيمة والخوف والهيبة خوف العدو من الامة وهيبة الامة في صدور اعدائها لما تكون مشتغلة بشريعة الله قائمة بامره امرة بالمعروف ناهية عن المنكر محققة للعبادات قائمة بالاحكام عاملة بامور الدين مشتغلة به يأخذون من الدنيا ما يقويهم على عدوهم وما يقيتهم وما يحتاجونه في الكسب لهم ولاهليهم لكن ما هو شغلهم الاساس ما هو عملهم الاكثر اعزاز الدين والقيام بالدين اما اذا صار تخلي عن الدين خلص طيب من علامات هذه المرحلة قال ولا يقذفن الله في قلوبكم الوهنة او عن هذا موضع الشاهد بالحديث. يعني الان علاقة الحديث العنوان الاربعون في اصلاح القلوب نحن نتكلم عن كل ما يصلح القلب وكل ما يفسد القلب كيف يعالج وليقذفن الله في قلوبكم الوهنة قال القائل رحمه الله في تعريف الوهن اي الضعف وكانه اراد بالوهن ما يوجب الوهن ما يؤدي اليه ما يسببه ولذلك فسره بحب الدنيا وكراهية الموت هذان امران هذا الشرح في مرقاة المفاتيح وقال الخليل ابن احمد الفراهيدي رحمه الله هذا من ائمة اللغة في كتابه المشهور العظيم الابداعي كتاب العين قال الوهن الضعف في العمل وفي الاشياء وكذلك في العظم ونحوه وهن العظم مني العظم رقة ضعف قال وقد وهن العظم يهن وهنا واوهنه يوهنه ورجل واهن في الامر والعمل وموهون في العظم والبدن اذا واهن في عمله. موهون في بدنه فالوهم يدخل الابدان ويدخل الاعمال يعني في ادارته واهن في زراعته في صناعته واهن هذا الوهن طبعا قد يكون في العبادات وقد يكون في المعاملات مثل ما نرى يعني هذه صلاة الفجر كم يجي فيها الانتظام في الصلاة الخشوع في الصلاة. لو بس اخذنا فقط الصلاة حتى نعرف مقدار الوهن الذي فينا يعني ضعفنا في الصلاة في اشياء كثيرة يمكن في نقص في الطهارة ونقص في الحفاظ على الاوقات ونقص في الخشوع ونقص في ادائها جماعة ونقص في اتيان المساجد ونقص في الطمأنينة ونقص في اشياء كثيرة. هذا فقط الصلاة في وهن في الزكاة؟ طبعا كثير من زكوات المسلمين لا تخرج اصلا في وهن في الذكر ووهن في الدعاء ووهن في حق القرآن علينا وهن في العبادات واضح جدا الوهن في المعاملات يعني تعال انظر اليهم مثلا في الوظائف في الدوام في القيام بالاعمال في الاتقان في العمل في الانتظام في العمل في التبكير في الوقت في الدخول والخروج في الامانة وهن شديد ايضا والاخذ باسباب القوة طبعا في وهن واضح في وهن في الاجتماع في تفرق حقيقي تفرق قلوب بتفرق ابدان المسلمون في تفرق وفي الاخذ باسباب القوة في وهن يعني ما هو سلاحهم؟ وهم اجتماعه وهن طيب قال ابو منصور الازهري رحمه الله في تهذيب اللغة الوهننة من النساء الكسل عن العمل تنعما وهذا معنى مهم في الموضوع انه الترف اذا دخل انه التنعم اذا دخل بين المسلمين اوهن العزائم واوهن الاعمال اوهن الاتقان اوهن القوة خلاص ما يبغوا يشتغلوا لا يريدون العمل حتى في امورهم الدنيوية الانتاج الاتقان واضح فيه الضعف المواصفات الانتاجية طيب الواهنة قال داء يصيب الانسان في اخدعيه عند الكبر جمهرة اللغة فاذا الوهن لفظ يدل على الضعف والمرض فاذا اجتمع التنعم حب الدنيا والضعف عن العمل والكسل والخور وكراهية الموت والاشتغال بالملذات والشهوات واضح عند ذلك لماذا ستنزع المهابة من صدور الاعداء ستنزع المهابة منا لنا يعني الهيبة الخوف منا سينزع الرعب سينزع من صدورهم ولماذا سيحل علينا هذا التداعي قوله ولا يقذفن الله في قلوبكم الوهن تأمل الفرق تأمل الفرق بين القذفين هل هناك قذفان في الحديث ها وين آآ الاخ قال انه الحديث فيه نزع الرعب الذي يقذفه الله في قلوب الاعداء منا وبدل منه قال فالان نفسي تتوق الى الجنة فصاء فعندهم يعني ان الطلب الاعلى الهدف الاعلى الاسمى الذي يبذل له اكثر الوقت الذي له اكثر هو الاخرة الاهتمام الاساس الاولوية الاولوية يا اخواني وبالاضافة الى ذلك قذف للوهن في قلوبنا نحن ففي رعب مقذوف في قلوبهم سينزع وفي وهن سيقذف في قلوبنا نحن فتأمل الفرق بين القذفين وكيف ان الله تعالى كان ينصر اهل الاسلام بقذف الرعب في قلوب اعداء من مسيرة شهر هذا الكلام اللي ذكره الاخ هنا هذه الاشارة القذف الاول لما كنا على منهاج النبوة قذف الله في قلوب اعدائنا الرعب منا لما تبتعد الامة عن هذا يقذف الله في قلوبها الوهنة وتنزع المهابة من صدور الاعداء. تنزع مهابتنا من صدور الاعداء قال قائل يا رسول الله وما الوهن ما سببه القائل يعرف القائل عربي الصحابي الحاضر عربي يعرف معنى الوهم الوهن ما هي كلمة آآ خفية المعنى لكن يريد ان يعرف من اين يأتي هذا؟ سببه ما موجبه قال الطيبي رحمه الله عن سؤال هذا الصحابي قال هذا سؤال عن نوع الوهن ليس عن معناها اللفظي معناها اللفظي معروف سؤالها عن نوع الوهن او كأنه قال من اي وجه يكون ذلك الوهن فقال عليه الصلاة والسلام مجيبا حب الدنيا وكراهية الموت قال القاري وهما متلازمان فكأنهما شيء واحد يدعوهم الى اعطاء الدنية في الدين يتنازلون ينسحبون يضعفون ينهزمون يعطون الدنية في الدين الى العدو المبين ونسأل الله العافية يقول وفقد ابتلينا بذلك طبعا هو يقول عن عصره الشارح الان شارح الحديث يقول عن عصره فكيف لو رأى عصرنا يقول الشارح ونسأل الله العافية فقد ابتلينا بذلك فكأنما نحن المعنيون بما ذكر هنالك هذا في مرقاة المفاتيح يقول فكأنما نحن المعنيون طيب اه حب الدنيا وكراهية الموت هذي اصلا اصلا من صفات اليهود قال الله تعالى قل ان كانت لكم الدار الاخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت ان كنتم صادقين ولن يتمنوه ابدا بما قدمت ايديهم والله عليم بالظالمين ولتجدنهم احرص الناس على حياة ما قال حب الدنيا وكراهية الموت قال عن اليهود ولتجدنهم احرص الناس على حياة. ومن الذين اشركوا يعني ايضا يحرصون بعد اليهود في الحرص على الحياة يأتي المشركون لان الله قال ولتجدنهم احرص الناس على حياة ومن الذين اشركوا طبعا هذه فيها بشارة ان المشركين واليوم يقاتلون المسلمين طبعا الباطنية من المشركين انهم ايضا اذا صار فيهم هذا فان امرهم الى زوال ولتجدنهم احرص الناس على حياة ومن الذين اشركوا يود احدهم لو يعمر الف سنة وما هو بمزح من العذاب ان يعمر وقال الله عز وجل في بيان حال اليهود في موقفهم من الحياة او في حبهم وتعلقهم بالحياة قل يا ايها الذين هادوا ان زعمتم انكم اولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت اذا كنتم تقولون انكم اولياء لله وانكم احباء الله وانه سيعطيكم الجنة. وقالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا فتمنوا الموت حتى تدخلوا الجنة لماذا تخافون من الموت؟ الموت اذا كنتم احباب الله فانه سيكرمكم انتم خايفين من ايش لكن الحقيقة ولتجدنهم احرص الناس على حياة هم يعرفون بعد الموت ماذا ينتظرهم قال الحافظ ابن رجب رحمه الله معلقا دل ذلك على ان اولياء الله لا يكرهون الموت بل يتمنوه طبعا اذا نزل هم محبين له. هم محبون له. لماذا لان الملائكة تبشرهم فالموت اذا نزل بالمؤمن فهو مستبشر لانه قادم على نعيم غير الموت اذا نزل بالفاجر والكافر واليهودي والمشرك قال ابن رجب رحمه الله دل ذلك على ان اولياء الله لا يكرهون الموت. بل يتمنونه ثم اخبر يعني اذا نزل هم يحبونه دل على انه يكره الموت من له ذنوب يخاف القدوم عليها كما قال بعض السلف ما يكره الموت الا مريب واحد وضعه سيء ولذلك اكره الموت لانه يعلم انه سيقدم على ايش فواحش اثام تضيع واجبات وتضييع الواجبات ممكن اشد من اتيان المحرمات يعني ترك الصلاة وترك الزكاة وترك الصيام اشد من شرب الخمر والزنا والربا والفواحش كما ان جنس فعل الواجبات اعلى في الشرع من جنس ترك المحرمات والكل مطلوب كلاهما واجب وفي حديث عمار ابن ياسر عن النبي صلى الله عليه وسلم اسألك لذة النظر الى وجهك وشوقا الى لقائك في غير الضراء مضرة ولا فتنة مضلة. قال ابن رجب فالشوق الى لقاء الله تعالى انما يكون بمحبة الموت وذلك لا يقع غالبا الا عند خوف ضراء مضرة في الدنيا او فتنة مضلة في الدين لطائف المعارف اذا حب الدنيا وكراهية الموت هذا المذكور في الحديث الذي سيصيب الامة اصلا من صفات اليهود ليس من صفاتها اصلا كامة خير امة اخرجت للناس لكن اذا ركنوا الى الدنيا واشتغلوا بالملذات حصل حب الدنيا وكراهية الموت من شدة التعلق بالدنيا يكون نتيجة هذا الوهن الذي يقذف في قلوب هذه الامة اذا فعلت ذلك في زمن ضعفها واستكانتها فتتسلط عليها الامم الاخرى تكون الامة هنا مشاركة لليهود في صفاتهم البغيضة والسيئة فلما تتبعهم وتتشبه بهم فيها سيحصل وسيقع بها المكروه النبي عليه الصلاة والسلام يشير الى مرحلة زمنية ستقع فيها معاملتان قلبيتان نزع المهابة من هذه الامة من قلوب العدو. الثاني قذف الوهن في قلوبها وهذا يدل على ان من اعظم الافات التي تصيب الامة من امراض القلوب حب الدنيا مرض عضال مستحكم قال عليه الصلاة والسلام لا يزال قلب الكبير شابا على اثنتين لا يزال قلب الكبير شابا في اثنتين بحب الدنيا وطول الامل حب الدنيا وطول الامل لسا العمر امامك انت شباب العمر امس امامك وما يدريه وهذا الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق هذا الحديث الذي نحن بصدده الان المذكور فيه حب الدنيا وكراهة الموت هذا مذموم كما قال الله كلا بل تحبون العاجلة وتذرون الاخرة وقال تعالى عن انبيائه الكرام ورسله انا اخلصناهم بخالصة ذكرى الدار ما معناها انا اخلصناهم بخالصة ذكرى الدار قال مالك بن دينار رحمه الله نزع الله تعالى من قلوبهم. يعني الانبياء هؤلاء حب الدنيا وذكرها واخلصهم بحب الاخرة وذكرها اذا معنى قوله انا اخلصناهم بخالصة ذكرى الدار يعني جعلنا قلوبهم خالصة للاخرة والاقبال على الاخرة ومحبة وعد الله في الاخرة وليست متعلقة بالدنيا ولا محبة للدنيا ولا منهمك بها وقال جند بن عبدالله البجلي رضي الله عنه حب الدنيا رأس كل خطيئة وقال الحسن رحمه الله من احب الدنيا وسرته خرج حب الاخرة من قلبه وقال عون ابن عبد الله الدنيا والاخرة في القلب ككفتي الميزان بقدر ما ترجح احداهما تخف الاخرى وقال وهب بن منبه رحمه الله انما الدنيا والاخرة كرجل له امرأتان ان ارضى احداهما اسقط الاخرى يعني ما يمكن ترضي الدنيا وترضي الاخرة يا هادي يا هادي ولذلك قال وابتغي فيما اتاك الله الدار الاخرة ولا تنسى ما قال ابتغي الدنيا وابتغي الاخرة لا في امر الاخرة نجد الاسراع. وسارعوا الى وسابقوا وفي ذلك فليتنافسون. وفي الدنيا قال فامشوا في مناكبها هذيك قال سارعوا سابقوا وهذه قال امشوا وابتغي فيما اتاك الله الدار الاخرة هذا الاصل هذا الهدف هذا الاساس هذا الاكثر هذا الهم الهدف ولا تنسى نصيبك من الدنيا. لانه لابد من كيف تعيش؟ واهلك كيف يعيشون لكن ليست هي الاساس المشكلة الان العكس العمل الاصلي للدنيا والاكثر للدنيا وقت النشاط وصفاء الذهن للدنيا نقوم من النوم نشيطين لاجل الدنيا ونرجع متعبين في اخر اليوم. والصلاة خمس دقائق مشي حالك نبغى نخلص طرد ونسقطه وهذه هي المشكلة وعن عبدالرحمن ابن يزيد قال قال عبد الله ابن مسعود انتم اكثر صلاة واكثر صياما من اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وهم كانوا خيرا منكم قالوا وبم مع انه هذا شف هذا في زمن التابعية هذول طلاب ابن مسعود ابن مسعود من كبار الصحابة تكلم الان انت على كبار التابعين قالوا وبما؟ قال كانوا ازهد منكم في الدنيا وارغب منكم في الاخرة. فهو اثنى على التابعين الخير اللي فيهم اثنى عليه. قال ترى انتم عندكم صلاة كثيرة وصيام كثير لكن ترى الصحابة يتفوقون عليكم بماذا قال؟ قال كانوا ازهد منكم في الدنيا وارغب منكم في الاخرة التطلع الى الاخرة يعني حتى لما قال الشاعر بلغنا السماء مجدنا وجدودنا وانا لنبغي فوق ذلك مظهرا فوق ذلك وين الجنة قالوا حصنا امجادا في الدنيا عمر بن عبد العزيز لما قال يعني طاقة نفسي الى الامارة فنلتها وطاقت نفسي الى الخلافة فنلتها. طاقت نفسي الاولوية للاخرة نحن عندنا بلا شك الاولوية للدنيا. كم ساعة نقضي في اعمال الدنيا؟ وكم ساعة نقضي في اعمال الاخرة احسبها كم ساعة تقضي في الملذات والشهوات والاجهزة والالعاب والاكلات والسفريات والسياحات يعني كم والاعمال والتجارات وجمع الاموال والاستثمارات كم وفي المقابل كم تعطي للاخرة يعني؟ يعني في صلاتها وصيامها وذكرها ودعائها وتلاوتها وتدبرها وتفكرها والاعمال الصدقة لها والصدقة لها كم كم في من اموالنا يستثمر في ملذاتنا؟ وكم من اموالنا يستثمر في اخرتنا كم النسبة كم فهنا يتبين الامر حديث ابن مسعود السابق صحيح على شرط الشيخين كما قال الحاكم وافقه الذهبي طيب اذا هذا موضوع الوهن والقلب الذي يتعرض يعني الافة العظيمة التي ستنتج عن محبة الدنيا وكراهية الموت الوهن الذي سيقذف في القلب نتيجة لذلك ينبغي لمن خاطب افراد الامة ان لا يتسبب في سريان اليأس الى نفوسهم بمعنى لو جاء واحد وقال يا جماعة ترى الحديث هذا السابق تداعى عليكم الامم ترى يعني هذا علينا وواضح ومنطبق وحنا خلاص شوف حسب التكملة اذا قال فينبغي علينا ان نعود الى الله وان نعود الى الاشتغال بالاخرة والا نتعلق بالدنيا اعطوا الاخرة اوقاتكم اعطوا الدين اهتمامكم اجعلوا الاولوية للعمل بالشريعة والاسلام حتى تستعيدوا المجد وتستعيد القوة ويرجع الرعب في قلوب الاعداء لا يا ايها الناس يا ايها المسلمون لولا بقية خير في الامة كان اكتسحت عن بكرة ابيها. راحت لكن ترى باقي فيه خير في الامة وباقي في ناس يبتغون الله والدار الاخرة وباقي ناس تحب العلم والدين والعبادة وتتقرب الى الله باقي في الامة شيوخ ركع باقي في الامة والحمد لله اهل علم ودعوة وفي ناس طائفة منصورة قائمة بامر الله وفي ناس يجاهدون ويقاتلون في سبيل الله وفي ناس قائمين بالحجة والبيان يناظرون على الحق وفي اقبال وفيه حفظة قرآن والا والله كان الان ما خلاص ما بقي الاسلام شيء لكن ترى علينا تسلط من الامم بقدر ما عندنا من حب الدنيا وكراهية الموت والوهن اللي فينا بالمقدار من ذلك ولا يعني ذلك انه ترى خلاص ما في امل رحنا فيها انتهينا خلاص ترى الامم الاخرى خلاص تداعت علينا نحن مغلوبين نحن مهزومين نحن هذا خطير ولا يصح ولذلك لما يساق مثل حديث تتداعى عليكم الامم لابد ان يساق في مساق التحذير لا في مساق الاستسلام ولا يقال ترى خلاص حنا المذكورين في الحديث انتهينا ما في هل هل هكذا يعني تعرض النصوص يعني النبي عليه الصلاة والسلام ساقه للتحذير ولا للتيئيس ها خلاص اقصد هذا هذه فائدة مهمة في عرض مثل هذه الاحاديث ان يقال يا ايها الناس ترى هذا للتحذير انتبهوا واذا فينا الان نسبة كبيرة ما نكمل الباقي اذا فينا الان بلاء وفينا يعني آآ من هذا الوهن ما نكمل الباقي ويجب ان ان نقاوم وان نعود وان نتوب وان نرجع وترى في بشائر خير ولو رجعنا ستزداد وتكثر وتعظم هذا مهم جدا عند عرض مثل الحديث السابق والا خلاص سينقلب العرض الى عرض تيئسي ويعني تخذيلي خلاص اذا هو هو لما بين لنا هذا والوهن والاعداء اراد ان نحذر ثم شوف سبحان الله الامة هذي ما تموت يعني لو تاريخيا يعني لما اكتسح التتار بغداد وخلاص قتلوا مليونين قامت دولة اسلام في الاندلس عظيمة وراح فتوحات في اوروبا ولما انهارت دولة الاسلام في الاندلس واستولى عليها النصارى قامت دولة بني عثمان في القسطنطينية من الطرف الاخر وفتوحات في اوروبا من الجهة الاخرى اخرى اذا يعني لن يعني مسألة ان الامة انها يعني خلاص تودع منها لا لكن تمر فيها مراحل قوة ومراحل ضعف ومراحل الضعف التي تمر بها تكون غالبا تكون ايش مهيئة لمرحلة القوة التالية لان الحركة في الامة غالبا حركة موجية نزول بعدين طلوع عين نزول بعين وهكذا واضحة يعني انت اعتبرها افكر فيها اعتبرها فكر فيها يعني ما اولا كانت خلافة على منهاج النبوة خلاص فتوحات وخير ووراء خير وقوة وهيبة ورعب لاعداء ثم دخل الفتوحات جلبت اموالا الناس اشتغلوا بالاموال صار في ترف اه صار في دعك كسل اه فتور اه فاخترقت الامة وضربت ضربات موجعة جدا في القرن الرابع الباطنية الباطنية في في دولة يعني في القرن الرابع بيساووا عمله في الامة عمايل مهولة البويهيون وما يسمى بالفاطميين وما يسمى خاء تقريبا يعني اكثر بلاد المسلمين راحت عندهم قطع استعادت الامة بعد ذلك رجعت الامة وانتصرت وقامت قام فيها من من جاهد هؤلاء الباطنية مثل زين مثل آآ آآ نور الدين وصلاح الدين وتمت تصفية الدول الباطنية وهذه الكيانات الباطنية للقضاء تم القضاء عليها وكانت كان نصرا عظيما لاهل الاسلام وفرجا عظيما ورحمة وجاء الصليبيون واكتسحوا واستولوا على السواحل الشامية وعملوا المذابح وقام المسلمون بعدها وانتصروا عليهم جاء التتر منه. قام المسلمون بعد ذلك وانتصروا عليهم يعني ما حصل انه خلص صارت انتكاسة عظيمة وكملت طول الوقت ما الامة ما سوت ولا شيء ما حصل كل المذابح اللي كانت تحدث الامة والهزائم كانت تؤدي الى ايقاظ الهمة للانبعاث للرد واعادة استلام زمام المبادرة هذا واضح من تاريخ الامة. فالحمد لله ما ما يعني انه والله وصلنا الى مرحلة يعني يأس كامل ولا انهيار ما ما حصل الامة بعده قيام لا ولا تزال شوف الى الان ترى الاقبال على الخير عظيما كما سبق ذكرنا سواء في حفظ القرآن حفظ السنة الدورات الشرعية طلب العلم الكتب قنوات الاسلامية المواقع الاسلامية الاهتمام بالاستفتاءات ومعرفة الحلال والحرام قضية التدين مظاهر التدين صلاة التراويح امتلاء المساجد صلاة العيد في الشوارع اه الاقبال على ذبح الاسلامي. البنوك المصارف الاسلامية اه الاقباء يعني انت تراه في يعني في في مشارق الارض ومغاربها في عودة لكن هناك شيء غالب وهناك شيء الاقل يعني الغالب والاقل الغالب الان علينا ان نحن الغالب في هزيمة والاعداء مسيطرون ونحن في الاكثر الامة آآ ليست آآ متمسكة بالدين بس مو ما احد متمسك ولا ما في لا ولا كان الوضع اسوأ بكثير فالان ما هو الهدي المقصود الان؟ ما هو يعني الخلاصة الان الدعوة الى استرداد اسباب القوة الدعوة الى استرداد اسباب القوة. العودة الى الله وان نعالج هذا الذي حذرنا منه وحذرنا من حب الدنيا وكراهية الموت يعني في سبيل الله حذرنا من الوهن خلاص. اذا لابد ان نعالج الامور. لازم نستدرك. لابد نقوم نسعى في التغيير لابد ننشط في الدعوة الى الله فالامر بالمعروف النهي عن المنكر تعلم العلم تعليم الناس الصبر في ذلك في سبيل ذلك تبليغ الدين هذا لا بد ننشط في ذلك تناصح فيما بين المسلمين فاذا المقصود يا اخوان اذا ونحن نتكلم في موضوع اعمال القلوب الواجب الان عمارة القلوب بالايمان وعلاج افات القلوب. لما نقول الوهن الحقد الرياء لما نقول بل من الافات الحاصلة القلوب التعلق بالدنيا هذا يعني اننا نحتاج الى علاج هذا الامر وهذي فائدة مثل هذه المجالس هذا فائدة الكلام في الموضوع وهو التحذير والمطالبة بالعودة وتصحيح الاوضاع لان هذه القلوب القلوب اذا صحت خلاص قام قام اصحابها وصارت لهم العزة في الارض والسيادة