بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وحياكم الله ايها الاخوة في ختام هذه السلسلة الاربعون في الاستعاذات النبوية نتم به فيها الكلام بمشيئة الله تعالى عن هذا الموضوع العظيم وهو ما استعاذ منه عليه الصلاة والسلام ومع الحديث الحادي والثلاثين عن زيد ابن ارقم رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم اني اعوذ بك من علم الا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها. رواه مسلم رحمه الله. وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث من اربعة اشياء دلالة على ان الامور الاربعة المقترنة بها هي غايتها وان الغرض من العلم والقلب والنفس والدعاء هي تلك الغايات النفع في العلم وخشوع القلب وشبع النفس واستجابة الدعاء قوله اللهم اني اعوذ بك من علم لا ينفع. يعني لا ينفع اه صاحبه بل يصير حجة ووبالا عليه بان لا يعمل به او لا يعلمه للناس ولا يهذب به الاخلاق ولا الاقوال ولا الافعال او ان يكون علما لا يحتاج اليه او علم محرم او لم يرد اذن شرعي في تعلمه. كما في شرح المشكال الطيبي وذخيرة العقبة ويدخل في هذه العلوم المحرمة يعني هي ليست فقط لا تنفع بل هي ضارة لا تنفع وضارة مثل علم الفلسفة والشعوذة والتنجيم والسحر ونحوها ومن قلب لا يخشع اي لقساوته فهو لا يسكن ولا يطمئن بذكر الله تعالى ولا لاستماع كلامه ولا يخاف الله ولا تؤثر فيه موعظة ولا نصيحة ولا يرغب في ترغيب ولا يرهب من ترهيب فاستعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من دنيء اعمال القلوب. ومن القلب القاسي والاستعاذة منه بعد الاستعاذة من علم لا ينفع. اشارة الى ان العلم الذي ينفع هو ما يورث صاحبه الخشوع فعدم الانتفاع بالعلم يؤدي الى قسوة القلب وعدم خشوع القلب كما قال تعالى الم يأن الذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكون كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وما اكثر العلوم التي لا تنفع في هذه الايام وما اكثر التخصصات فيها وما اكثر ملء الجامعات فيها بل ان بعض بعض هذه التخصصات السخيفة وتافهة مضيعة اوقات ويعتبرونها تراثا انسانيا وآآ اه يخصصون لها المقاعد الباحثين والدكاترة. وهي في علوم اما ضارة واما يعني اشياء تافهة. لا نفعل الانسان فيها لا في الدنيا ولا في الاخرة بخلاف مثلا علم الطب فهو علم شريف مثلا وكذلك علوم الهندسة وعلوم التقنية والحاسوب. هذه من علوم القوة التي يستفيد منها المسلمون. طبعا اما وعلوم الشريعة هذا على رأس القائمة واللغة العربية وعلوم الالة التي تخدم علوم الشريعة وقوله من نفس لا تشبع اي لا تقنع بما اتاها ربها ولا تفتر عن جمع المال غير مبالية بحلال او حرام. فاستعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الجشع وهذا الحرص والطمع والشره وتعلق النفس بالامان البعيدة هذه النفس التي فيها نهم ونهم في امور لا تشبع من امور الدنيا بما ان لا تشبع من امور الدين او لا تشبع من العلم هذا محمود. لكن عندما لا تشبع لا من الاكل ولا تشبع من اه المال ولا تشبع من اللباس ولا تشبع من المراكب وكم ادت مثل هذه الاشياء الى اضرار كالكسل والوساوس الشيطانية والتعلق بالدنيا والفتور عن الاخرة. كما قال عليه الصلاة والسلام ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا الا ما قدر له. رواه الترمذي وهو حديث صحيح اما الامر الرابع الذي استعاذ منه عليه الصلاة والسلام فهو الدعوة التي لا يستجاب لها اما بسبب اكل المال الحرام او بسبب المعاصي. او بسبب الاعتداء في الدعاء او بسبب شركيات في الدعاء وبعض مثلا يقول الان المدد المدد يا رسول الله. والنبي عليه الصلاة والسلام مات لا يملك لهم شيئا. ذهب الى ربه وبعضهم يقول الشفاعة يا رسول الله مات عليه الصلاة والسلام لا يسمعهم لا يسمعهم يعني بدل من ان يسأل ربه ان يجعله في شفاعة محمد عليه الصلاة والسلام يوم القيامة. روح يا خوي يا رسول الله والنبي عليه الصلاة والسلام مات فهناك من الناس من ادعيتهم شركية كفرية تخرج عن الملة ومنهم مناديته البدعية ومنهم مناديته فيها قطيعة رحم قطيعة رحم فيها عدوان ويلعنون يدعون على ناس بالشلل والموت وترميل النساء وتيتيم الاولاد واولئك المدعو وعليهم ابرياء او لا يستحقون هذا ففي آآ ادعية لا يستجيب لها الله لانه لا يحب المعتدين. لا يحب المعتدين وهذا اعتداء في الدعاء وقد يكون بسبب الاستعجال في الدعاء او بسبب ضعف الاقبال على الله. قد يكون بسبب آآ قد يكون بسبب انه يدعو من قلب غافل لاه ونحو ذلك من موانع الاستجابة وقد جاء في رواية عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما ومن دعاء لا يسمع. اعوذ بك من هؤلاء الاربع رواه الترمذي فاذا اعوذ به استعاذ به من دعاء لا يستجيب له ولا يعتد به فكأنه غير مسموع. وقوله عليه الصلاة والسلام في نهاية هذا الحديث اعوذ بك من هؤلاء الاربع نبه باعادة الاستعاذة على تأكيد ما فيها من احكام. ومزيد التحذير منها جميعا فان وبال والضلال على صاحبها فليس قوله اعوذ بك من هؤلاء الاربع مجرد سجع. بل يريد ان يؤكد عليها وقد جاء في رواية انس بن مالك رضي الله عنه اللهم اني اعوذ بك من قول لا يسمع وعمل لا يرفع وقلب لا يخشع وعلم لا ينفع رواه احمد وصححه محققوا المسند اما قوله اللهم اني اعوذ بك من قول لا يسمع فهذا يشمل الدعاء الذي لا يرفع ولا يسمع ولا يستجاب له. وكذلك الذكر آآ لا يسمع لا يستجاب لا يقبل عند الله وعندما يقول المصلي سمع الله لمن حمده فانه يدعو. بان يستجيب الله الحمد وقوله في هذه الرواية عمل لا يرفع لا يرفع رفع القبول بسبب رياء العجب. عدم الاخلاص. عدم متابعة الشرع. ان يكون على بدعة فاجتمع القول الذي لا يسمع والعمل الذي لا يرفع في عدم القبول وهما تعب في الدنيا وعذاب في الاخرة كما قال الله وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلى نارا حامية مع انها عاملة وناصبة لكن على عمل على غير هدي محمد صلى الله صلى الله عليه وسلم يعني عمل على بدعة