الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد وقفنا في كتابه بدائع الفوائد العلامة ابن القيم رحمه الله في ذكر نقله لكلام الجنيد فيما يتعلق التوبة وحقيقتها نسأل الله جل وعلا ان يرزقنا التوبة والاوبة فنبدأ على بركة الله ونسأله جل وعلا ان قناة العلم النافع والعمل الصالح وذلك في الصفحة التاسعة عشر بعد المائتين من نسخته. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين يا رب العالمين قال علامة ابن القيم رحمه الله تعالى قال الجنيد دخلت على شاب فسألني عن التوبة فاجبته فسألني عن عن حقيقتها قلت ان تنصب ذنبك بين عينيك حتى يأتيك الموت. فقال لي ما ما هذا حقيقة التوبة؟ فقلت له فما حقيقة التوبة عندك يا فتى قال ان تنسى ذنبك وتركني ومضى فقال رجل فكيف وعندك يا ابا القاسم؟ فقلت قول ما قال الفتى قال كيف؟ قلت قلت اذا كنت معه في حال ثم نقلني من حال الجفاء الى حال الوفاء. تذكر الجفاء في حال الوفاء جفاء. هذه مقولة جميلة وهي ان الانسان عندما يكون بين يدي ربه واقفا آآ ينبغي عليه ان يتمثل رحمة الله وفضله وجوده واحسانه وكرمه وعظمته وكبريائه اذ اذن له بالوقوف بين يديه وان لا يكون شغله الشاغل وهو بين يدي الله ذنبه ذلك لان الذنب مهما عظم فانه في جنب الله عز وجل ليس بشيء هذا مؤدى هذه الحكاية. فالتائب تائبون على نوعين الذي اتاه اياته فانسلخ منها فاراد ان يكون له ذكر فلم يكن له الا الذنب فالمدح الحقيقي هو مدح الله. والذم الحقيقي هو ذم الله. فينبغي على العبد ان يطلب مدح تائب يتوب وذنبه بين عينيه حتى يموت. يرى انه هالك ما لم يتداركه رحمة الله جل وعلا فهذا فهذه توبة الخائفين والثانية توبة المرجية وهي انهم يقولون انا تبنا ثم لا يعملون الصالحات ويرجون رحمة الله فهذه توبة المقصرين والثالثة وهي العظمى توبة المتقين وهي انهم في حال الوصال لا يذكرون الا ما يتعلق بذي الجلال والاكرام فمن الجفاء ذكر الذنب في حال الوقوف بين يدي الله جل وعلا ولهذا قال اذا كنت معه في حاء اي في حال من الانس والذكر والوقوف بين يديه في صلاة او ذكر او دعاء او تسبيح ثم نقلني من حال الجفاء الى حال الوفاة اي من حال الذنب الى حال التوبة. من حال التقصير الى حال العبادة فذكري للجفاء في حال الوفاء جفاء فكان الاولى بالعبد ان يكون في حال الوفا يتأمل في كمالات ذي الجلال والاكرام نعم قال رحمه الله تعالى فصل لا يجتمع الاخلاص بالقلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس الا كما يجتمع الماء والنار والضب والحوت فاذا حدثتك نفسك بطلب الاخلاص فاقبل فاقبل على الطمع اولا تذبحه بسكين اليأس واقبل على المدح والثناء فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الاخرة. فاذا استقام لك ذبح الطمع والزهد والزهد في الثناء والمدح سهل عليك الاخلاص فان قلت وما الذي يسهل علي ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح قلت اما ذبح الطمع فيسهله عليك علمك يقينا انه ليس من شيء يطمع فيه الا وبيد الله وحده خزائنه يملكها غيره ولا ولا يؤتي العبد منها شيئا سواه واما الزهد في الثناء والمدح فيسهله عليك علمك انه ليس احد ينفع مدحه ويزين ويضر ذمه ويشيب الا الله وحده كما قال ذلك الاعرابي للنبي صلى الله عليه وسلم ان مدحي زين وذمي شين. فقال ذلك الله عز وجل فازهد في مدح في مدح من لا يزينك مدحه في وفي ذم من لا يشينك ذمه. من لا يزينك بفتح الياء ومن لا يشينك بفتح الياء من زان يزين وشان يشين فازهد في مدح من لا يزينك مدحه. وفي ذم من لا يشينك ذمه. وارغب في مدح من كل من كل الزين في مدحه وكل في ذمه ولن تقدر على ذلك الا بالصبر واليقين. فما فمتى فقدت الصبر واليقين كنت كمن اراد السافر في البحر في غير مركب. قال تعالى فاصبر ان وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون. وقال تعالى وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا يوقنون نعمة هذه فائدة لطيفة وهي ان الاخلاص في القلب ومحبة المدح ومحبة محبة ثناء الناس والطمع فيما عند الناس لا يجتمعان الا كاجتماع الماء والنهر ومعلوم ان اجتماع الماء والنار يكون بغلبة احدهما على الاخر واذا اجتمع الماء على النار فاما ان النار تبخر الماء فتتغلب النار او ان الماء يطفئ النار فيتغلب الماء طيب اذا حدثتنا انفسنا بطلب الاخلاص فماذا نفعل؟ قال فاقبل على الطمع اولا فاذبحه الطمع فيما عند الناس طمع في الدنيا من قلبك اذبحه بسكين اليأس ما معنى سكين اليأس؟ سكين اليأس هو ان تيأس عما في ايدي الناس وتعلم انك ان مرة او مرتين او ثلاث لم يعطوك ومنعوك فتصيبك اليأس منهم. فاقطعها من اساسه من بدايته اولى هذا اولا ثانيا اقبل على المدح والثناء واقبل على المدح والثناء فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الاخرة. ازهد في الطمع فيما يد الناس هذا واحد ازهد في المدح والثناء. لا لي بذلك فاذا استقام لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح سهل عليك الاخلاص قال فان قلت ما الذي يسهل علي ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح؟ فالجواب يسهله عليك العلم واليقين بانه ليس من شيء يطمع فيه الا وامره بيد الله. الا فانه بيد الله جل وعلا وان ما يعطيه الله فلا مانع له. وما يمنعه الله فلا معطي له. وايضا كيف يطمع الانسان في زهد في ثناء ومدح اناس لا ينفعونك في قبرك ولا ينفعونك في اخراتك فازهد في ثنائهم وفي مدحهم. والزم وابحث عن مدح من مدحه وذم وذم من ذمه شين وهو الله جل وعلا. فانه اذا مدح شيئا فلا ذام ما لها؟ وان ذم شيئا فلا مادح له. كما قال سبحانه وتعالى عن نبينا ورفعنا لك ذكرك. فلما رفع الله ذكره قام المشركون واليهود والنصارى والمنافقون في اطفاء ذكره فلم يزدادوا الا خبالا. ولما ذم الله جل وعلا الله بما عنده وان يهرب من ذم الله بالهروب من مخالفة امره ولا يتأتى الزهد بهذا المعنى وهو الطمع في قطع الطمع عما في ايدي الناس من الاموال وقطع الطمع ام عما في السنة الناس من الذم والمدح الا بالصبر واليقين. متى ما اوتي العبد صبرا امسك عما في ايدي الناس. ومتى ما اوتي يقينا لم يبالي بذم الناس ولا بمدحهم. فالذام عنده والمادح سواء فمتى فقدت الصبر واليقين كنت كمن اراد السفر في البحر في غير مركب. فيا رب ولذلك الله سبحانه وتعالى امر نبيه بالصبر. وباليقين فقال فاصبر ان وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون. ففي الامر الاول فاصبر امر بالصبر وفي النهي ولا يستخفنك الذين لا يوقنون مقتضاه ازدد يقينا. وجمع الله بين الصبر يقين في اية سورة السجدة وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون نعم. قال رحمه الله تعالى فصل لذة كل كل احد لذة كل احد على حسب قدره وهمته وشرف نفسه. فاشرف الناس نفسا واعلاهم همة وارفعهم قدرا. ما اللذة في معرفة الله ومحبته والشوق والشوق الى لقائي والتودد اليه بما يحبه ويرضاه. فلذته في اقباله عليه وعكوف همته عليه. ودون ذلك راتب لا لا يحصيها الا الله حتى تنتهي الى من لذته في اخس الاشياء من القاذورات والفواحش في كل شيء من والفعال والاشرار فلو عرض عليه ما يلتذ به الاول لم تسمح نفسه بقبوله ولا ولا الالتفات اليه وربما تألمت من ذلك. كما ان الاول اذا عرض عليه ما يلتذ به هذا لم تسمح نفسه به ولم ولم تلتفت اليه ونفرت نفسه منه واكمل الناس لذة من جمع له بين لذة القلب والروح واللذة البدن. فهو يتناول لذاته المباحة على وجه لا ينقص وحظه من الدار الاخرة ولا يقطع عليه لذة المعرفة والمحبة والانس بربه. فهذا ممن قال تعالى فيه قل من حرم الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق. قل هي للذين امنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة. وابخسهم حظا هو بخصم حظا من اللذة من تناولها على وجه يحول بينه وبين لذات الاخرة. فيكون ممن يقال لهم يوم استيفاء اللذات اذهب اذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها. فهؤلاء تمتعوا بالطيبات واولئك تمتعوا بالطيبات. وافترقوا في وجه التمتع فاولئك تمتعوا بها على وجه الذي اذن لهم فيه. فجمع لهم بين لذة الدنيا والاخرة. فهؤلاء تمتعوا بها على الوجه الذي دعاه مليه الهوى والشهوة. وسواء اذن لهم فيه ام لا. فانقطعت عنه لذة الدنيا وفاتتهم لذة الاخرة. فلا الدنيا دامت لهم ولا لذة الاخرة حصلت لهم فمن احب اللذة وداومها والعيش والعيش احب اللذة ودوامها. فمن احب اللذة ودوامها والعيش فليجعل لذة الدنيا موصلا له الى لذة الاخرة. بان يستعين بها على فراغ قلبه لله وارادته وعبادته. فيتناولها بحكم الاستعانة والقوة على طلبه لا بحكم مجرد الشهوة والهوى. وان كان ممن زويت ومن وان كان ممن زويت ملذات الدنيا فطيباتها فليجعل ما نقص منها زيادة في لذة الاخرة. ويجم نفسه ها هنا بالترك لاستوفيها كاملة هناك فطيبات الدنيا ولذاتها نعم العون لمن صح طلبه لله والدار الاخرة وكان وكان همته لها لما هناك ليس القاطع بئس القاطع لمن كانت هي مقصوده وهمته وهمته وحولها وحولها يدندن او فواتها في نعم العون لطالب الله والدار الاخرة. وبئس القاطع للنازع من الله والدار الاخرة. فمن اخذ منافع الدنيا على وجه لا ينقص حظه من الاخرة ظفر بهما جميعا والا خساهما جميعا. سبحان الله رب العالمين. هذه فائدة لطيفة جدا. وهي ان لذة كل لا احد على حسب قدره وهمته وشرف نفسه. فاذا كانت الهمة عالية ونفسه شريفة وعقله كاملا واحساسه تاما تجد ان لذاته تامة فلا يغفل لذة النفس ولا لذة البدن ولا لذة العقل ولا لذة الحس وذلك بان يجعل هذه اللذات كلها تابعة لما اباحه الله تبارك وتعالى فهو يتلذذ عقلية ونفسية وبدنيا وحسيا وذلك لكمال علمه في جمع بين اللذات كلها واما من كانت همته قاصرة. نفسه دنيئة عقله ليس بذاك. احساسه مشوش. فانه ينقصه من الملذات بقدر نقصان تلكم الامور. وربما يغلب جانب لذة على جانب لذة ولذلك تجد اصحاب الشهوات محرومين عن ملذات العقول وتجد اصحاب الفلسفة محرومين عن اصحاب الحس واصحاب تربية النفس وتجد اصحاب الحس المفرطين تجدهم محرومين عن رياضة ولذة العقول ولكن من جعل الله مقصده ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائده والقرآن ربيعه والعبادة حياته يجد الملذات كلها و لذلك العبد المؤمن هو يلتذ في الدنيا بالمباحات وله اللذة التامة في الاخرة وغيره على عكسه يزداد في لذات الدنيا وبقدر زيادته من لذات الدنيا تذهب عنه لذات الاخرة وهذه الملذات الدنيوية التي اباحها الله هي صالحة لنفس المؤمن صالحة لعقل المؤمن لحس المؤمن وهذه الملذات الدنيوية تكون مفسدة للكافر والمنافق والفاجر ومن اخذ منافع الدنيا على وجه لا ينقص حظه من الاخرة غفر بهما جميعا وكم على وجه التكثير من مؤمن جمع الله له بين لذة الدنيا ولذة الاخرة وكم على وجه التقليل من كافر او فاجر او منافق او مشرك تجد انه فقد لذة الدنيا وفقد لذة الاخرة وقليل منهم من يجد لذة الدنيا ولا يجد لذة الاخرة ولذة الدنيوية التي اوجدها قاصرة على نوع ما اما عقلية او ذوقية او نفسية او بدنية وهذه هي الملذات الاربعة. نعم احسن الله قال رحمه الله تعالى لو لم يكن في ترك الذنوب والمعاصي الا اقامة المروءة وصون العرض وحفظ الجاه فصيانة المال الذي جعله الله قواما لمصالح الدنيا والاخرة. ومحبة الخلق وجواز القول بينهم وصلاح المعاش راحة البدن وقوة القلب وطيب وطيب النفس ونعيم القلب وانشراح الصدر والامن من مخاوف الفساق والفجار وقلة الهم والغم والحزن وعز النفس عن احتمال الذل وصون نور القلب ان تطفئه ظلمة المعصية وحصول المخرج له مما ضاق عن الفساق والفجار وتيسير الرزق عليه من حيث لا من حيث لا يحتسب. وتيسير ما عثر على ارباب الفسوق والمعاصي. وتسهيل الطاعات عليه وتيسير العلم والثناء الحسن في الناس وكثرة الدعاء له والحلاوة التي يكتسبها وجهه والمهابة التي تلقى له في قلوب الناس محميتهم له اذا اوذي وظلم وذبهم عن عرضه وذبهم عن عن عرضه اذا اغتابه مغتاب وسرعة اجابة دعائه وزوال الوحشة التي بينه وبين الله وقرب الملائكة منه وبعد شياطين الانس والجن منه منه وتنافس الناس على وقضاء حوائجه وخطبتهم لمودته وخطبتهم لمدته وصحبته وعدم خوفه من الموت بل يفرح به لقدومه على ربه ولقائه ولقائه له ومصيره اليه. وصغر الدنيا في قلبه وكبر الاخرة عنده. وحرصه على على الملك الكبير والفوز الملك الكبير. وحرصه على الملك الكبير والفوز العظيم فيها. او ممكن الملك الكبير يعني الجنة نعم وحرصه على الملك الكبير والفوز العظيم فيها وذوق حلاوة الطاعة ووجد حلاوة الايمان ودعاء حماس فرشوا من حوله من الملائكة له وفرحوا كاتبين به ودعاؤهم له كل وقت والزيادة في عقله وفهمه وايمانه ومعرفته طول محبة الله له واقباله عليه. ففرحه بتوبته. وهكذا يجازيه بفرح وسرور لا نسبة له الى فرحه وسروره بالمعصية من الوجوه فهذه بعض اثار ترك المعاصي في الدنيا. فاذا مات تلقته الملائكة بالبشرى من ربه بالجنة فانه لا خوف عليه ولا حزن وان تقل من وين وانتقلوا من سجن الدنيا وضيقها الى رضوة الى روضة من رياض الجنة ينعم فيها الى يوم القيامة. فاذا كان يوم القيامة كان الناس في الحر والعرق وهو في ظل العرش فان انصرفوا من بين بيد الله اخذ به ذات اليمين مع اوليائه المتقين وحزب المفلحين. وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. والله ذو الفضل العظيم سبحان الله ذكر المصنف رحمه الله ان ترك الذنوب والمعاصي يورث اكثر من اربعين فائدة ايه ده؟ ها اكثر من اربعين فائدة في ترك الذنوب والمعاصي بعضها راجعة الى صلاح النفس بعضها راجعة الى صلاح القلب بعضها راجعة الى صلاحه البدن بعضها راجع الى صلاح الحس وبعضها راجعة الى صلاح الدنيا وبعضها راجع الى صلاح الاخرة هذه فوائد ترك الذنوب والمعاصي لا سيما في الخلوات ذنوب الخلوات تورث هذه الملذات. العظيمة وارتكاب الذنوب والاثام تورث الندامة والحسرات لو لم يكن في الذنوب والمعاصي من الحسرات الا خشية ان يجابهه الله تبارك وتعالى يوم القيامة لكان حريا بالعبد ان يخشى من عواقب الذنوب كما ذكره رحمه الله من اثار ترك الذنوب والمعاصي شيء عظيم يجعل العبد يتقي الله نسأل الله ان يتوب علينا وان يأخذ بايدينا لنكون من اوليائه وان يعاملنا بفضله فانه ذو الفضل العظيم. نعم قال رحمه الله تعالى فصل ذكر ابن سعد في الطبقات عن عمر ابن عبد العزيز انه كان اذا خطب على المنبر فخاف على نفسه العجلة قطعه. واذا كتب كتابا فخاف فيه العجب مزقه ويقول اللهم اني اعوذ بك من شر نفسي اعلم ان هذا الذي كان يفعله عمر ابن عبد العزيز من انفع ما ينبغي ان يكون عليه العبد وهو انه يقطع العجب من نفسه ولا يترك المجال لنفسه ان تتعاظم والنفس كالخيل اذا لم تلجمها بلجامها فلتت وهربت وصعبت بل ربما لا تستطيع ركوبها بعد ذلك لاسيما اذا ولت وهربت بالعجب. نسأل الله السلامة والعافية من انت حتى تعجب بنفسك؟ ما انت الا ماء وطي وتصير الى تراب مهين ثم يبعثك الله كيفما شاء اسأل الله السلامة والعافية. نعم قال رحمه الله تعالى اعلم ان العبد اذا شرع في قول او عمل يبتغي به مرضاة الله مطالعا فيه منة الله عليه به وتوفيقه له فيه وانه بالله لا بنفسه ولا ولا بمعرفته ولا ولا بمعرفته وفكره وحوله وقوته بل هو بل هو بالذي انشأ له اللسان والقلب والعين والاذن. فالذي من عليه بذلك هو الذي من عليه القول والفعل. فاذا لم يغب فاذا لم يغب ذلك عن ملاحظته ونظر قلبه لم يحضره العجب الذي عن ملاحظته ونظر قلبه لم. هم فاذا لم يغب عن ذلك عن ملاحظته ونظر قلبه لم يحضره العجب الذي اصله رؤية نفسه وغيبته عن الشهود من ربه وتوفيقه واعانته. نعم لماذا قد يعجب المرء بنفسه؟ لانه يغيب عن ذهنه شهود ربه تبارك وتعالى وتوفيقه واعانته وانه ليس بشيء من دونه جل في علاه نعم احسن الله قال رحمه الله تعالى فاذا غاب عن تلك الملاحظة وثبت النفس كتبت لنفسي وقامت في مقام الدعوة فوقع العجب ففسد عليه القول والعمل تارة يحال بينه وبين تمامه ويقطع عليه. فيكون ذلك رحمة به حتى لا يغيب عن مشاهدة المنة والتوفيق يتم له ولكن لا يكون له ثمرة. وان اثمر اثمر ثمرة ضعيفة غير محصلة للمقصود غثارة يكون ظرره عليها اعظم من من انتفاعه. وتولد له منهما فاسد شك شتى شتى بحسب غيبته عن ملاحظة التوفيق والمنة ورؤيته نفسه. وان القول والفعل به ومن هذا الموضع يصلح الله سبحانه اقوال عبده واعماله فيعظم له ثمرتها او يفسدها عليه. وامنعه ثمرتها. فلا شيء افسد الاعمال من العجب ورؤية النفس فاذا اراد الله بعبده خيرا اشهده منته وتوفيقه واعانته له في كل ما يقوله ويفعله. فلا يعجب به فلا يعجب به ثم اشهده تقصيره فيه وانه لا يرضى لربه به فيتوب اليه منه ويستغفره ويستحي ان يطلب عليه اجرا. واذا لم يشهده واذا لم يشهده ذلك وغيبه عنه فرأى نفسه في العمل فرآه ورآه بعين الكمال والرضا لم يقع ذلك العمل منه موقع القبول والرضا المحبة فالعارف يعمل العمل لوجهه مشاهدا فيه منته وفضله وتوفيقه. معتذرا منه اليه مستحيا مستحي مستحييا منه. مستحيا او مستحيا منه. يجوز. مستحيا منه اذا لم اذا لم يوفه حقه. والجاهل اذ لم يوفه حقه. مستحيا منه اذ لم يوفه حقه. والجاهل يعمل العمل لحظه وهواه. ناظرا فيه لنفسه يمن به على ربه راضيا بامره. فهذا لون وذاك لون اخر. العارف العالم العابد الحقيقي هو الذي يرى فضل الله عليه في كل صغيرة وكبيرة لا يرى لنفسه شيء ومع ما يرى من فضل الله عليه ومنته عليه يرى نفسه مقصرة نسأل الله ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح نكتفي بهذا القدر. الحمد لله رب العالمين