المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الحديث الحادي والثلاثون عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم اسرعوا بالجنازة فان تك صالحة فخير تقدمونها اليه وان تك غير ذلك فشر تضعونه عن رقابكم متفق عليه قال الشيخ السعدي رحمه الله في شرحه هذا الحديث محتو على مسائل اصولية وفروعية فقوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم اسرعوا بالجنازة يشمل الاسراع بتغسيلها وتكفينها وحملها ودفنها وجميع متعلقات التجهيز ولهذا كانت هذه الامور من فروض الكفاية ويستثنى من هذا الاسراع اذا كان التأخير فيه مصلحة راجحة كأن يموت بغتة فيتعين تأخيره حتى يتحقق موته لئلا يكون قد اصابته سكتة وينبغي ايضا تأخيره لكثرة الجمع او لحضور من له حق عليه من قريب ونحوه وقد علل ذلك بمنفعة الميت لتقديمه لما هو خير له من النعيم او لمصلحة الحي بالسرعة في الابعاد عن الشر واذا كان هذا مأمورا به في امور تجهيزه فمن باب اولى الاسراع في ابراء ذمته من ديون وحقوق عليه فانه الى ذلك احوج وفيه الحث على الاهتمام بشأن اخيك المسلم حيا وميتا وبالاسراع الى ما فيه خير له في دينه ودنياه كما ان فيه الحث على البعد عن اسباب الشر ومباعدة المجرمين حتى في الحالة التي يبتلى الانسان فيها بمباشرتهم وفي هذا الحديث اثبات نعيم البرزخ وعذابه وقد تواترت بذلك الاحاديث عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فيه وان مبتدأ ذلك وضعه في قبره اذا تم دفنه ولهذا يشرع في هذه الحال الوقوف على قبره والدعاء له والاستغفار وسؤال الله له الثبات وفي هذا الحديث ايضا التنبيه على اسباب نعيم البرزخ وعذابه وان اسباب النعيم الصلاح لقوله فان كانت صالحة والصلاح كلمة جامعة تحتوي على تصديق الله ورسوله وطاعة الله ورسوله فهو تصديق الخبر وامتثال الامر واجتناب النهي وان العذاب سببه الاخلال بالصلاح اما شك في الدين او تجرؤ على المحارم او ترك شيء من الواجبات والفرائض وجميع الاسباب المفصلة في الاحاديث والاثار ترجع الى ذلك ولذلك قال تعالى لا يصلاها الا الذي كذب وتولى كذب الخبر وتولى عن الامر