بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد مرحبا بكم اخواني واخواتي في الدرس الحالي والثلاثين من هذه الدورة وما زلنا في الكلام عن الحديث الصحيح والكلام عن الملكة التي من خلالها يتلقى الانسان حتى يتوصل بالحكم على الاحاديث وبعض الاخوة راسلني فيما يتعلق بصعوبة هذا الامر الامر ليس صعب لمن اعانه الله عليه واليوم مر عندي الحديث رقم ثلاثة الاف وثلاث وتسعين في صحيح البخاري وفيه لا نورة ما تركنا صدقة و هذا مثال تطبيق ان الانسان لابد ان يجمع طرق فالحديث في صحيح البخاري بهذا رقم والحديث اخرجه البخاري ايضا في مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم برقم ثلاثة الاف وسبعمئة واحد عشر وثلاث الاف وسبع مئة واثني عشر وذكر ايضا هذا الحديث بهذا اللفظ وذكره ايضا برقم اربعة الاف وخمس وثلاثين واربعة الاف وست وثلاثين باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لا نورة ما تركنا صدقة وساقها البخاري رقم اربعة الاف ومئتي واربعين وفيه لانورة ما تركنا صدقة. ايضا بهذا اللفظ وايضا الحديث عينه في صحيح الامام مسلم في احد الفاظه لا يورث ما تركناه فهو صدقة ولنا بحمد الله تعالى شرح لهذا الحديث على اليوتيوب بعنوان شرح حديث لا نورة ما تركنا صدقة وقصة فلك فيرجع اليها طالب العلم من اجل ان يتعرف على كيفية جمع الطرق والنظر والموازنة اذا لابد لطالب العلم من طول المذاكرة وكثرة الممارسة ممارسة التخريج والنقد والاعلان والمقارنة ولابد من ادمان التخريج وادمان النظر لادراك مسالك اهل العلم في اعلان الاحاديث. والحكم عليها تصحيحا وتظعيفا يقول الحافظ ابن رجب الحنبلي وهو من كبار اهل الحديث ومن المتمرثين فيه يقول ولابد في هذا العلم من طول الممارسة وكثرة المذاكرة فاذا عدم المذاكر به فليكثر طالبه المطالعة في كلام الائمة. العارفين به كيحيى القطان ومن تبقى عنه كاحمد وابن المديني وغيرهما فمن رزق مطالعة ذلك وفهمه وفقهت نفسه فيه وصارت له فيه قوة نفس ومالك صلح له ان يتكلم فيه. اذا هذا العلم لا يتكلم فيه كل احد ويقول المعلم اليماني عن هذا يقول وهذه الملكة لم يؤتوها من فراغ وانما هي حصاد رحلة طويلة من الطلب والسماء والكتابة واحصاء احاديث الشيوخ وحفظ اسماء الرجال وكناهم والقابهم وانسابهم وبلدانهم وتواريخ ولادة الرواة وفياتهم وابتدائهم في الطلب والثناء وارتحالهم من بلد الى اخر وسماعهم من الشيوخ في البلدان من سمع في كل بلد ومتى سمع وكيف سمع؟ ومع من سمع وكيف كتابه؟ اذا هذه كلها اشياء يحتاجها الحديثي ثم قال الشيخ المعلم قال فما معرفة احوال الشيوخ الذين يحدث الراوي عنهم وبلدانهم ووفياتهم واوقات تحديثهم وعاداتهم في التحديث ومعرفة مرويات الناس عن هؤلاء الشيوخ وعرض مرويات هذا الراوي عليها واعتبارها بها الى غير ذلك مما يطول شرحه يقول هذا مع سعتي ان يتحدث هذا الشيخ الجليل وهذا العالم الكبير فيما يتعلق ساعة المروة قال هذا مع سعة الاطلاع على الاخبار المروية ومعرفة سائر احوال الرواة التفصيلية والخبرة بعوائد الرواة ومقاصدهم واغراظهم ومن اسباب الداعية الى التساهل والكذب وبمظنات الخطأ والغلط ومداخل الخلل يقول هذا مع اليقظة التامة شوف هذا الذكاء والقوة المفكر لا بد منها لمن يعمل في التصحيح والاعلام يقول هذا مع اليقظة التامة والفهم الثاقب ودقيق الفطنة وامتلاك النفس عند الغضب وعدم الميل مع الهوى والانصاف مع الموافق والمخالف وغير ذلك طبعا انصاف مع الموافق امر طبيعي لا في الانفاق مع المخالف امر يستدعي التدين يقول وهذه المرتبة بعيدة المرام عديدة المنال لم يبلغها الا الاهداب وقد كانوا من القلة بحيث صاروا رؤوس اصحاب الحديث فضلا عن غيرهم واضحت الكلمة اليهم دون من سواهم. يعني هنا يبين لك لماذا بلغ اهل الحديث القدح المعلى في هذا بما جمعوه من اصطفات وبما وجد عندهم من التدين ولما كان لديهم من الورع المتين الذي يمنعه من التساهل. والذي حتم عليهم التفاني في طلب الحديث وفي بذل الحديث تأملوا يا اخواني مقولة احد شيوخ البخاري اللي هو محمد ابن سلام ابن الفرج البيكندي يقول بذلت في طلب الحديث اربعين الف درهم وبذلت في بثه اربعين الف درهم ويا ليت التي بذلتها في طلبه بذلتها في بثه اذا اهل الحديث كان لهم حرص كبير في انهم يطلبون هذا الحديث ويبذلون الوقت والمهج والمال ثم بعد هذا الشيء ينصرفون الى الحفظ والفهم والعمل وبث العلم بين الانام ونحن ايها الاخوة قد توفرت لدينا نعم عظيمة وكل يوم تأتينا برامج جديدة ووسائل اخرى بامكاننا ان نستخدم هذا في خدمة دين الله وللاسف الشديد فان غالب الناس صاروا يستعملون هذي الوسائل في الجانب المظلم نسأل الله العافية والسلامة ونسأل الله ان يعصمنا واياكم وامة محمد صلى الله عليه وسلم فيا عباد الله اصبروا ويا عباد الله عليكم بالتزكية تزكية النفس والجد في طلب العلم وان يكون الانسان حريصا ان لا يفوت شيئا ولا يضيع امرا من امر النبوة اذا هذه شروط الاتصال العدالة الظب عدم الشذوذ عدم العلة الحكم عليها وجودا او الحكم عليها عدما يحتاج الى عناية والى رعاية. الامر ليس مستحيلا. نعم الامر صعب ومن قال لك بان طريق الجنة طريق نعم انه سهل على من يسره الله عليه وعمل بطاعة الله وراقب نفسه وحفظ جوارحه حفظ باطنه وحفظ ظاهره تأمل الاية الخامسة والثلاثين بعد المئتين من سورة البقرة واعلموا ان الله يعلم ما في انفسكم فاحذروه ربنا جل جلاله لما ذكر امر النساء حذرا الناس مما يقع في خواطرهم والتفكر والتخيل في امر النساء فقال واعلموا ان الله يعلم ما في انفسكم فاحذروه فلا بد من الحذر من كل اذا فالذي يحمل راية العلم والذي يحمل راية حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ينبغي ان يكون اصلا الناس الى قلبه والى لسانه والى عمله فهذه الراية راية عظيمة لا يتمكن منها الا من حفظ دين الله هذا وبالله التوفيق