الملائكة لا شك ان لهم فضلا عظيما ومقاما عند الله عز وجل وعند خلقه لما لهم من علو المكان والمكانة عند الله ومع هذا يخافون الله ويرتجفون من كلامه سبحانه والشاهد من هذا ان انه اذا كان الملائكة هذه حالتهم مع الله سبحانه خوفهم من الله انهم يصيبهم الفزع والخوف والرعدة من كلام الله سبحانه وتعالى دل على انهم عبيد بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. شرح كتاب التوحيد للامام وجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله الدرس الواحد والثلاثون. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. مرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات في درس من دروس التوحيد للامام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله. وضيف هذا اللقاء هو فضيلة الشيخ صالح ابن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء. اهلا ومرحبا بالشيخ مع الاخوة والاخوات في هذا الدرس حياكم الله وبارك فيكم قال المؤلف رحمه الله تبارك وتعالى باب قول الله تبارك وتعالى حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين قال رحمه الله باب قول الله تعالى حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير اي باب بيان ما جاء في تفسير هذه الاية وان الملائكة ملائكة السماوات اذا تكلم الله بالوحي قذتهم رجفة او رعدة من الخوف من الله عز وجل ويصيبهم الغشي من جراء ذلك حتى اذا فزع عن قلوبهم اذا ذهب عنهم الفزع قالوا لجبريل عليه السلام امين الوحي ماذا قال ربكم قالوا الحق اي قال الله القول الحق وهو العلي الكبير هذه الاية فيها تعظيم الله وان الملائكة ترتعد من خوفه ومن رغبتهم منه سبحانه وتعالى ففيه الرد على المشركين الذين يتعلقون بالملائكة او بالاولياء والصالحين يطلبون منهم حوائجهم وان يقربوهم الى الله زلفى وان يشفعوا لهم عند الله كما ذكر الله عنهم ذلك فغيرهم من باب اولى مما يتعلق به المشركون من الاولياء والصالحين كما قال تعالى ويدعو الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الظر عنكم ولا تهويلا اولئك الذين يدعون اولئك الذين يدعون ان يدعوهم المشركون ويتعلقون بهم فاذا كان الملائكة يخافون عذاب الله ويرجون رحمته هم عبيد فقراء لا يتعلق بهم ويطلب منهم وغيرهم من باب اولى من الاوليا والصالحين لا يطلب منهم وانما يطلب من الله سبحانه وتعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة يتقربون الى الله سبحانه يعبدونه ويخافونه وهم عباد عباد مثلكم ان الذين تدعون من دون الله عباد امثالكم كيف الانسان يدعو عبدا مثله او اقل منه هذا من انتكاس الفطر اختلال العقول نسأل الله العافية نعم في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا قضى الله الامر في السماء فضربت الملائكة باجنحتها خضعانا لقوله كانه سلسلة على صفوان نعم ينفذهم ذلك حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير فيسمعها مسترق السمع ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض وصفه سفيان بكفه فحرفها وبدد بين اصابعه فيسمع الكلمة فيلقيها الى من تحته ثم يلقيها الاخر الى من تحته. حتى يلقيها على لسان الساحر او الكاهن فربما ادركه الشهاب قبل ان يلقيها. وربما القاها قبل ان يدركه فيكذب معها مائة كذبة فيقال اليس قد قال لنا يوم كذا وكذا كذا وكذا فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السمع نعم هذا الحديث يبين معنى الترجمة وهو ان الملائكة تخاف من الله وتخشاه فاذا قظى الله الامر في السماء ظربت باجنحتها قظعانا لقوله اي تواضعا لقول الله عز وجل وخضوعا له هذا دليل على انهم لا يدعون مع الله عز وجل والملائكة ذوو اجنحة كما قال الله سبحانه وتعالى جاعل الملائكة اولي اجنحة مثنى وثلاثة ورباع يزيد في الخلق ما يشاء ان الله على كل شيء قدير ولا يعلم خلقتهم الا الله سبحانه وتعالى وهذه الاجنحة عظيمة فهم قويون في خلقتهم وقويون في علمهم ومعرفتهم ومع هذا هم عباد من عباد الله يخافونه ويرجون رحمته ويخافون عقابه فكيف يدعون مع الله سبحانه وتعالى تضرب باجنحتها خضعانا اي خضوعا لقول الله سبحانه وتعالى وخوفا منه هذا يدل على بطلان عبادتهم مع الله سبحانه وتعالى ثم يقولون ماذا قال ربكم؟ اذا وزع عن قلوبهم ازيل عنهم الفزع قالوا ماذا قال ربكم هذا الذي قظى به الله يتساءلون ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير الشياطين لعنهم الله. يسترقون السمع ليضلوا بني ادم الشياطين تتنزل على الكهان والسحرة ليضلوا بني ادم قل هل انبئكم على من تنزلوا الشياطين تنزلوا على كل افاك اثيم يلقون السمع اكثرهم كاذبون شياطين تحرص على استراق السمع من السماء وآآ يركب بعضهم بعضا ليرتفعوا الى عنان السماء ويقرب من كلام الملائكة ليسرقوا منه ما يستطيعون وليلقوه على الكهان والكوهان تكذب مع ما يبلغهم من كلام الله من اه ما قضى به الله مئة كذبة ليضلوا الناس والله جل وعلا حرص السماء بالشهب بالشهب التي تنطلق من النجوم قال الله جل وعلا ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح يعني كواكب وجعلناها رجوما للشياطين فالله حرص السماء خصوصا بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم حرسها من الشياطين ومن مسترق السمع بالشهب هذه الشبه تنطلق الى هؤلاء الشياطين الذين يسترقون السمع فمنهم من يدركه الشهاب قبل ان يلقي ما معه من الكلام الذي سمعه من كلام الملائكة فيضيع عليه جهده والحمد وهذا ابطال لاعمال الشياطين ومنهم من يلقي الكلمة التي سمعها على الكاهن قبل ان يدركه الشهاب لحكمة ارادها الله سبحانه وتعالى فيلقيها الشيطان على الكاهن او الساحر في كذب معها مئة كذبة ويخبر الناس بما يدعيه من علم الغيب فيصدقه الناس بسبب الكلمة التي سمعت من السماء مع انه كذب معها مئة كذبة كذب معها مئة كذبة فيصدقونه بهذا الكذب بسبب الكلمة التي سمعت من السماء وهذا من الفتنة لمن يريد الله اظلاله ولذلك يجب علينا ان نحترس من الشياطين بالاستعاذة بالله منهم تلاوة القرآن والاكثار من الذكر لاجل ان نسلم من اه من شرهم وانهم يخافون الله فلا يجوز الاعتماد عليهم في قضاء الحاجات تفريج الكربات وكان هذا بالملائكة الاولياء والصالحون من بني ادم لا شك انهم دونهم فكيف يتخذون مع الله بطلب قضاء الحاجات تفريج الكربات مع انهم عباد ضعاف يخافون الله سبحانه وتعالى. ويرجون رحمته ويخافون عذابه نعم الشيخ الذين يلجأون الى الاولياء والصالحين وينظرون لهم ويعتمدون عليهم في الملمات ما حكمهم هذا شرك بالله عز وجل هذا من الشرك الاكبر الذي لا يغفر الا بالتوبة منه آآ طلب الحوائج من الاموات في الصالحين والاولياء هذا من الشرك بالله عز وجل لان الميت لا يقدر على شيء واما الحي فانما يطلب منه ما يقدر عليه اذا كان حاضرا يطلب منه ما يعيب وتعاونوا على البر والتقوى لا تعاونوا على الاثم والعدوان فيجب على المسلم ان يعرف هذا اما الذبح والنذر والدعاء هذا لا يكون الا لله سبحانه وتعالى لا يكون الا لله لانه من انواع العبادة والعبادة حق لله لا يجوز صرفها لغيره فمن عبد غير الله فقد اشرك بالله عز وجل الشرك الاكبر سواء ذبح له او نذر له او استغاث به او دعاه من دون الله فانه يكفر بذلك ويرتد اذا كان مسلما يرتد عن دينه يجب الحذر من من هذه الامور عدم التساهل فيها والحذر من السحرة والكهان لان مهمتهم ان يضلوا الناس وهم يتلقون عن الشياطين الرسل يتلقون عن الملائكة وعن رسل الله عز وجل وهؤلاء يتلقون من الشياطين فيجب اتباع الرسل الايمان بهم بدعوتهم العمل بها وترك الذهاب الى السحرة والكهان. قال صلى الله عليه وسلم من اتى عرافا او كاهنا فصدقه بما يقول قد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم نعم اه سوف نستكمل ان شاء الله هذا الدرس في اه اللقاء القادم مع فضيلة الشيخ صالح الفوزان اه حفظه الله ورعاه حتى ذلكم الحين نستودعكم الله ايها الاخوة والاخوات وفي ختام هذا الدرس تقبلوا تحيات زميلي مهندس الصوت عثمان بن عبدالكريم الجويبر. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته