المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله القاعدة الحادية والثلاثة ربوبية الله في القرآن على نوعين عامة وخاصة. كثر في القرآن ذكر ربوبية الرب لعباده ومتعلقاتها ولوازمها وهي على نوعين عامة تدخل فيها المخلوقات كلها. برها وفاجرها بل مكلفوها وغير المكلفين حتى الجمادات وهي انه تعالى المنفرد بخلقها ورزقها وتدبيرها واعطائها ما تحتاجه او تضطر اليه في بقائها وحصول منافعها ومقاصدها. فهذه التربية لا يخرج عنها احد. والنوع الثاني في تربيته لاصفيائه واولياءه. فيربيهم بالايمان الكامل ويوفقهم لتكميله ويكملهم بالاخلاق الجميلة. ويدفع عنهم الاخلاق الرذيلة وييسر لهم وييسرهم لليسرى. ويجنبهم العسرى التوفيق لكل خير والحفظ من كل شر وانابة المحبوبات العاجلة والاجلة. وصرف المكروهات العاجلة والاجلة. فحيث اطلقت ربوبيته تعالى فان المراد بها المعنى الاول مثل قوله رب العالمين وهو ربك وهو رب كل شيء ونحو ذلك. وحيث قيدت بما يحبه ويرضاه او وضع السؤال بها عن الانبياء واتباعهم فانما المراد بها النوع الثاني. وهو متظمن للنوع الاول. ولهذا تجد اسئلة الانبياء واتباعهم في القرآن بلفظ الربوبية غالبا فان مطالبهم كلها داخلة تحت ربوبيته الخاصة ليلحظ العبد هذا المعنى النافع ونظير هذا المعنى الجليل ان الله اخبر في عدة ايات من ان الخلق كلهم عباده وعبيده ان كل من في السماوات والارض الا ات عبدا وكلهم ممالك وليس لهم من الملك والامر شيء. ويخبر في بعض الايات ان عباده بعض خلقه كقوله وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا. ثم ذكر صفاتهم الجديدة اليس الله بكاف عبده وفي قراءة عبادة سبحان الذي اسرى بعبده وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فالمراد بهذا النوع من قاموا بعبودية الله واخلصوا له الدين على اختلاف طبقاتهم فالعبودية الاولى يدخل فيها البر والفاجر والعبودية الثانية صفة الابرار ولكن الفرق بين الربوع ولكن الفرق بين الربوبية والعبودية ان الربوبية وصف الرب وفعله والعبودية وصف العبيد وفعله