فكم من انسان كان ينفق فامسك يده فلما امسك يده بعد ذلك بمدة اصيب بما اصيب حتى اصبح عاجزا عن الكسب وصار عالة هو على غيره. من جهة كونه منع ما كان يقدر عليه خير له من حاله قبل الموت وهذا ادعاء غيب كانه يقول ان مت فهو خير لي ومنها ان الموت يقطع على العبد العمل الصالح العمل الصالح الذي الذرة منه خير من الدنيا الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه وبعد وقفنا عند الحديث الخامس والسبعين من احاديث كتاب بهجة قلوب الابرار لعلامة السعدي رحمه الله فنبدأ على بركة الله ونسأله جل وعلا ان يرزقنا واياكم علما نافع والعمل الصالح. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين يا رب العالمين. قال المؤلف رحمه الله تعالى الحديث الخامس والسبعون عن مصعب بن سعد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال هل تنصرون هل تنصرون وترزقون الا بضعفائكم؟ رواه البخاري. فهذا الحديث فيه انه لا ينبغي القادرين ان يستهينوا ضعفاء العاجزين لا في امور الجهاد والنصرة ولا في ولا في امور الرزق وعجزهم عن الكسب. بين الرسول صلى الله عليه وسلم انه قد يحدث النصر على الاعداء وبسط الرزق باسباب الضعفاء. بتوجههم ودعائهم واستنصارهم واسترزقهم. وذلك انى التي تحصل بها المقاصد نوعان نوع يشاهد نوع يشاهد بالحس وهو القوة بالشجاعة بالشجاعة والقوة والشجاعة القولية والفعلية. صح وهو القوة والشجاعة القولية والفعلية وبحصول الغنى والقدرة على الكسب وهذا النوع هو الذي يغلب على قلوب اكثر الخلق ويعلقون به طول النصر والرزق حتى واصلت الحال بكثير من اهل الجاهلية ان يقتلوا اولادهم خشية الفقر ووصلت ووصلت بغيرهم الى تضجروا من عوائلهم الذين عدم كسبهم وفقدت قوتهم وهذا كله قصر نظر وظعف ايمان وقلة ثقة بوعد الله وكفايته ونظر للامر على حقيقته. النوع الثاني اسباب معنوية وهي قوة التوكل التوكل على الله في حصول المطالب الدينية والدنيوية وكمال الثقة به وقوة التوجه اليه والطلب منه. وهذه الامور تقوى جدا من الضعفاء العاجزين الذين لجأتم الضرورة الى ان يعلموا حق العلم ان كفايتهم رزقهم ونصرهم من عند الله. وانهم في غاية العجز فانكسرت وتوجهت الى الله فانزل لهم من نصره ورزقه من دفع المكاره وجلب منافع ما لا يدركه قادرون. ويسر القادرين وشر القادرين بسبب بسببهم من الرزق ما لم يكن لهم في ويسر القادرين بسببهم من رزق ما لم يكن لهم في في حساب. فان الله جعل لكل احد رزقا مقدرا. وقد جعل ارزاق هؤلاء العاجزين على يد على يد القادرين واعان قادرين على ذلك وخصوصا من قويت ثقتهم بالله واطمأنت نفوسهم لثوابه فان الله يفتح لهؤلاء من اسباب النصر والرزق ما لم يكن لهم ببال ولا ولا دار لهم في خيال. فكم من انسان كان رزقه مقترا فلما كثر عائلته والمتعلقون به وسع الله وسع الله له الرزق من جهات واسباب شرعية قدرية الهية. من جهة وعد الله الذي لا لا يخلف وما انفقتم من شيء فهو يخلفه ومن جهة دعاء الملائكة كل صباح يوم اللهم اعط منفقا خلفا واعط ممسكا تلفا. ومن جهة ان ارزاقها الضعفاء توجهت الى من قام بهم وكانت على يده. ومن جهة ان ان يد المعطي هي العليا من جميع الوجوه. ومن جهة ان المعونة من الله تأتي على قدر المؤونة وان البركة وان البركة تشارك كل كل ما كان لوجهه وادم به ثوابه. ولهذا نقول ومن جهة اخلاص العبد لله وتقربه وتقربه وتقربه اليه. به. فتقربه اليه بقلبه ولسانه ويده كلما انفق توجه الى الله وتقرب به وما كان له فهو مبارك. ومن جهة قوة توكله وثقة المنفق وطمعه في فضل الله وبره والطمع والرجاء من اكبر الاسباب من اكبر الاسباب لحصول المطلوب. ومن جهة دعاء المستضعفين منفق عليهم فانه المنفق عليه. احسنت. ومن جهة دعاء المستضعفين المنفق عليهم فانهم يدعون الله ان قاموا وقعدوا وفي كل احوالهم لمن قام بكفايتهم والدعاء سبب قوي. وقال ربكم ادعوني استجب لكم. وكل كل هذا مجرب مشاهد فتبا للمحرومين. وما اجل ربح الموفقين. الحديث حديث مصعب ابن سعد صورته صورة الارسال لكن مصعبا معروف بالرواية عن ابيه فنزل الامام البخاري رحمه الله منزلة المعروف وفي مستغنيا به عن ذكر السند المتصل والا فمعلوم ان مصعبا لم يرى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه. وانما يروي عن ابيه سعد ابن ابي وقاص احد العشرة المبشرين بالجنة وهذا الحديث فيه لفت الانظار الى عدم تعلق قلوب الابرار الى المحسوسات او على المحسوسات وانه ينبغي ان ينظر البار الى ان هناك امورا غيبية هي سبب لرضا الله تبارك وتعالى وسبب لنيل رحمات الله عز وجل وسبب لنيل الارزاق. ولهذا قيل ان سعدا كان يرى لنفسه فظلا على عامة المستضعفين من المهاجرين وذلك من جهتين من جهة قوته وشكيمته الحربية ومن جهة كونه قرشيا زهريا فقال النبي صلى الله عليه وسلم هل تنصرون وترزقون الا بضعفائكم وهذا فيه كما ذكرت لفت للانظار من الامر المحسوس الى الامر غير المحسوس فقد يقول قائل انا نحن نجابه العدو ونحن نجابه التجارات ونكابد المشقات فكيف يكون نصرنا ورزقنا بسبب ضعفائنا فجاء الجواب من النبي صلى الله عليه وسلم هل تنصرون وترزقون الا بضعفائكم وهذا الاستفهام استفهام تقريري بمعنى لا تنصرون ولا ترزقون الا بضعفائكم والضعفاء هؤلاء قد يكونون رجالا لا يمكنهم الكسب او ارامل ونساء لا يتوجهون ولا يقدرون على الكسب ولا على مقاتلة العدو او اولادا صغارا ايتاما او غير ايتام ولهذا ذكر الشيخ ان الاسباب التي تحصل بها المقاصد نوعان النوع الاول مشاهد بالحس وهذا الذي يجابه من يجابهه المجاهد ويجابهه التاجر يجابه المزارع يجابهه راعي البهائم يجابه راعي التجارات والنوع هذا النوع قد يكون بسبب قوة المجاهد ولم يعلم ان قوته من الله جل وعلا بسبب دعاء فلان قد يكون بسبب قدرته على جلب المياه الى ارضه للزراعة ولم ينتبه ان الماء انما نبع بسبب دعاء الفقير الفلاني قد يكون وصول شحنة المال عن طريق البر او البحر او الجو بسبب دعاء فلان ولهذا من يلتفت الى الاسباب المشاهدة ويكتفي بهذا القدر فهذا قصر نظر وضعف ايمان كما قال المصنف وقلة ثقة بوعد الله وكفاية ونظر هنا نظرين بالكسر وليس بالظم صلحوها. بمعنى وقلة نظر للامر على حقيقته. اه وقلة ايش؟ نظر للامر على حقيقته ما حقيقة الامر حقيقة الامر ان الاشياء لا تكون الا بامرين. باسباب حسية واسباب معنوية الاسباب الحسية هي التي اه يباشرها من؟ الفاعلون الاسباب المعنوية هي التي قد لا يدري عنها الفاعلون المباشرون وانما هي ولنضرب مثال عندما جاء العدو بعشرة الاف جندي وحاصروا المدينة واهل المدينة مقاتلتهم لا يصلون الى ثلاثة الاف مقاتل على اقصى تقدير ما خطر ببال احد ان من اسباب الهزيمة ستكون الرياح العاتية التي قلعت خيامهم وضربت متاعهم بعضا ببعضهم فكان ذلك من اسباب خذلان المشركين وانقلابهم الى دورهم بلا فائدة ولذلك ينبغي على المسلم دوما الا يجعل قلبه معلقا بالاسباب الحسية وان يلتفت الى الاسباب المعنوية فمن نظر او اتكأ اذا الاسباب الحسية فهذا قصر نظر وظعف ايمانه وقلة ثقة بوعد الله وكفايته وقلة نظر للامر على حقيقة ومن تركك مباشرة الاسباب الحسية واتكأ على الاسباب المعنوية فحسب فهذا ايضا فيه ضعف لانها مأمورون شرعا بالامرين معا يأمرون شرعا بمباشرة الاسباب. ومأمورون شرعا بكمال الثقة بالله جل وعلا. وقوة التوجه اليه سبحانه وتعالى وقد جاء في الحديث الاخر ان النبي صلى الله عليه وسلم لما قفل من غزوة تبوك وكان وكانت الغزوة في زمن شدة الحر وقالوا لا تنفروا في الحر قال لاصحابه بعدما قارب المدينة انكم ما سرتم مسيرة ولا نزلتم واديا الا وفي المدينة اناس شاركوكم الاجر طيب باي شي ان شاء الله يكون بالاجر بالدعاء بالنية قلوبهم معلقة بالله يا رب انصر اخواننا يا رب لاجل هذا كانوا معتبرين مشاركين من هذه الحيثية من حيثية ارادتهم الفعل وعدم تمكنهم. لكنهم لكنهم ما قصروا في الدعاء ولا في النصح للمسلمين كما قال الله تعالى اه ليس على على الذين امنوا وعملوا لكنه سبحانه قال ولا على الذين اذا ماتوك لتحملهم قلت لا اجد ما احملكم عليه تولوا واعينهم تفيض من الدمع حزنا الا يجدوا ما ينفقون. انما السبيل على الذين يستأذنون وهم اغنياء رضوا بان يكونوا مع الخوالف فاذا لابد للمؤمن ان يستيقن هذا الامر النصر على العدو البركة في الرزق لهما سببان حسي ومعنوي. الحسي هو يقوم به. المعنوي انما تكون من جهات خارجة من الله سبحانه وتعالى ابتداء من الله سبحانه وتعالى بسبب دعاء المستضعفين بسبب دعاء الفقراء بسبب الدعاء الضعفاء بسبب بدعاء العاجزين ثم ذكر رحمه الله قال فكم من انسان كان رزقه مقترا فلما كثرت عائلته والمتعلقون به وسع الله له الرزق من جهات واسباب شرعية قدرية الهية اما من جهة وعد الله فالله لا يخلف الميعاد. فانه سبحانه قال اه نحن نرزقهم واياكم نرزقهم من ظمير راجع الى الظعفاء من البلدان واياكم انتم ايها الاقوياء من الاباء وقال وما انفقتم من شيء فهو يخلفه. هذا وعد الله جل وعلا ودعاء الملائكة اللهم اعطي منفقا خلفا. وخبر الله عز وجل بانه سبحانه سيخلف المنفقين ومن جهة ان ارزاق هؤلاء الضعفاء انما كانت بسبب الاقوياء فاذا تأمل القوي انه سبب والة حمد الله على السببية وقام بالسببية على اكمل وجه فان هو قصر في السببية ضيع الاموال وربما لم تقر في يده وربما لم يصبح سببا والجهات التي بسببها يبارك الله عز وجل للمباشرين للفاعلين جهات عدة كثيرة ذكرها الشيخ رحمه الله تعالى نعم احسن رأيكم. قال رحمه الله تعالى الحديث السادس والسبعون. عن ابي عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك الله الى رجلين يقتل احدهما الاخر يدخلان الجنة يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ثم يتوب الله على على القاتلين فيسلموا فيستشهد. متفق عليه. هذا الحديث يدل على تنوع تنوع كرم الكريم ان كرمه وفضله متنوع من وجوه لا تعد ولا تحصى. ولا يدخل في عقول الخلق وخواطرهم. فهذان الرجل ان اللذان قتل احدهما الاخر قيظ الله له لكل منهما من فظله وكرمه سببا اوصله الى الجنة فالاول قاتل في سبيل الله واكرمه الله على يد الرجل الاخر الذي لم يسلم بعد. الذي لم يسلم بعد بالشهادة التي هي اعلى المراتب. بعد مرتبة وغرضه في جهاده وغرضه. احسنت. وغرضه في جهاده اعلاء كلمة الله. والتقرب الى ربه بذلك فاجاره الله فاجره الله اجره فاجره على الله وليس على القاتل حق فثبت اجره على الله. واما الاخر فان الله تعالى جعل باب التوبة مفتوحا لكل من اراد التوبة بالاسلام وما دونه. ولم يجعل ذنبا من الذنوب مانعا من قبول التوبة كما قال تعالى في حق التائبين قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا. انه هو الغفور الرحيم. فلما اسلم وتاب محى عنه الكفر واثاره كلها. ثم من عليه بالشهادة فدخل الجنة كاخيه الذي قتله واكرمه على يده ولم يهنه على يد اخيه بقتله وهو كافر. فهذا الضحك من الباري يدل على غاية كرمه وجوده وتنوع بره وهذا الضحك الوارد بهذا الحديث في غيره من النصوص كغيره من صفات الله على المؤمن ان يعترف بذلك به وانه حق على حقيقته. وان صفاته وان صفاته صفاته. القاعدة النحوية ما بالف وتاء جمع فبالكسر جرا ونصبا معا حفظته ما بالف وتاء جمع. نعم. يعني كل اسم او صفة فيه الف وتاء في اخره يجمع الالف وتاء فانه اذا نصب او جراء يكون بالكسر. نعم. فانت تقول قالت المؤمنات رأيت المؤمنات مررت بالمؤمنات نعم ها واظح واظح وامطرت السماوات ورأيت السماوات ها والنجوم في السماوات نعم وان صفاته صفات كمال ليس له فيها مثل ولا شبه ولا ند. فكما ان لله ذاتا لا ولا تشبه الذوات فله تعالى صفات لا تشبهها صفات وكلها صفات حمد ومجد وتعظيم وجلال وجمال فنؤمن بما جاء به الكتاب والسنة من صفات ربنا ونعلم انه لا يتم الايمان والتوحيد الا باثباتها. على وجه يليق عظمة الله وكبريائه ومجده. وهذا الحديث من جملة الاحاديث المرغبة في الدخول في الاسلام. وفتح ابواب التوبة بكل وسيلة فان الاسلام يجب ما قبله وما عمله الانسان في حال كفره وقد اسلم على ما اسلف حتى الرقاب التي قتلها نصرا لباطله والاموال التي استولى عليها من اجل ذلك كل ذلك معفو عنه بعد الاسلام. وقولنا من اجل ذلك احتراز من الحقوق التي اقتضتها المعاملات بين المسلمين والكفار. فان الكافر اذا اسلم وعليه حقوق وديون واعيان اخذها وحصلت له بسبب المعاملة فان الاسلام لا يسقطها لانها معاملات مشتركة بين الناس. برهم وفاجرهم مسلمهم وكافرهم بخلاف القسم الاول فان كلا من الطرفين المسلمين والكفار اذا حصل الحراك وترتب عليه قتل واخذ مال لا يرد الا طوعا وتبرع ممن وصل اليه والله اعلم. ويشبه هذا من بعض الوجوه قتال اهل البغي لاهل العدل. حيث لم يظمنهم العلماء ما تفوه حال الحرب من نفوس واموال للتأويل كما اجمع على ذلك الصحابة رضي الله عنهم حين وقعت الفتنة فيجمع ان ما تلف من نفوس واتلف من اموال ليس فيه ضمان من الطرفين. وفي قوله ثم يتوب الله على على الاخر فيسلم دليل على ان توبة والله على من اسلم او تاب من ذنوبه مقدمة على توبة العبد. انه تعالى اذن بتوبته اذن فانه تعالى اذن بتوبته وقدرها ولطف به اذ قيد له الاسباب الموجبة الموجبة الموجبة الموجبتان. اذ قيظ الاسباب الموجبة بتوبته فتاب العبد ثم تاب الله عليه بعد ذلك. بان محا عنه ما سبق من الجرائم الكفر فما دونه. فثوبة العبد محفوفة تفضل بهما عليه ربه اذنه له وتقديره وتيسيره للتوبة حتى تاب. ثم قبول توبته ومحو زلته ومحو زلته ومحو زلته. ومحو زلته فهو تعالى التواب الرحيم. سبحانه. والتوبة من اجل الطاعات واعظمها. فهذا ثابت في جميع الطاعات كلها يوفق يوفق يوفق يوفق الله لها العبد اولا وييسر لها اسبابها ويسهل له طرقها ثم اذا فعلها المطيع قبلها وكتب له وكتب له فيها رضوانه وثوابه. فما اوسع فضل الكريم وما اعذر كرمه متنوع العميد سبحانه هذا الحديث كما ذكر الشيخ يعتبر من جوامع الاخبار من جهة بيان كرم الله سبحانه وتعالى وجوده فاعظم ما يتصور من الذنوب بعد الشرك قتل النفس ومع هذا لو تاب قاتل النفس فان الله جل وعلا يتوب عليه بشرط ان يكون في زمن التوبة فما من ذنب الا ويقبل الله التوبة منه لكن بشرط ان يكون في زمن التوبة وهما زمنا زمن خاص وزمن عام الزمن الخاص غرغرة كل نفس الزمن العام طلوع الشمس من مغربها فهذا الرجل الذي قتل المسلم فدخل المسلم بسببه الجنة لكونه مات شهيدا ثم تاب الله على القاتل فاسلم ثم ذهب وقاتل فمات شهيدا فيأخذ احدهما بيد الاخر فيدخلان الجنة وفي الحديث كما ذكر الشيخ رحمه الله فيه دلالة على اثبات صفة من صفات الله جل وعلا. يضحك الله الى رجلين والظحك من الصفات الفعلية لله تبارك وتعالى كالرضا والغضب والانتقام والحب ونحو ذلك من الصفات نثبتها اثبات وجود لا اثبات التكييف نثبتها اثبات وجود لا اثبات التكييف ومن لوازم هذا الضحك ومن لوازم هذا الضحك الكرم والجود والبر فمنا كرمه وجوده انه ادخل الاول الجنة لكونه مات شهيدا في سبيله ثم تاب على الثاني فادخله الجنة بعد توبته لكونه مات شهيدا ولابد من التفريق بين لازم الصفة وبين الصفة فنثبت اهل السنة والجماعة يثبتون الصفات لله تبارك وتعالى على وجه الكمال من غير تحريف ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تشبيه ويقولون القول في الصفات كالقول في الذات فاذا كان ذات ذاته العلية لا تشبه الذوات فصفاته العليا لا تشبه الصفات وكما ان الله جل وعلا احد صمد غني حي قيوم في ذاته فكذلك هو سبحانه وتعالى له الصفات على هذا الوجه من غير ان يشبه صفات من غير ان يشبه صفات المخلوقين ومن لم يثبت هذا القدر في الصفات فانه ان اما ان يقع في التعطيل او يقع في التشبيه وهنا مسألة اذا تاب اذا تاب القاتل للمسلمين هناك رجل مثلا جندي يقاتل المسلمين وبعد ان معارك تاب هذا الرجل من الشرك واسلم فهل تسقط عنه جميع الحقوق؟ او بعض الحقوق الذي عليه عامة الفقهاء ان الحقوق كلها تسقط فيما كان بسبب القتال فيما كان بسبب القتال سواء كان اتلافا او كان تظمينا او كان نفسا او عضوا او غير ذلك اما الحقوق الاخرى التي كانت عليه لا بسبب الحرب والحرابة فهذه تبقى فهذه تبقى والصحيح من اقوال اهل العلم ان هذا الحقد يمشي حتى مع المحاربين من الظلمة والفسقة ومن اهل البدع فلو حصل قتال بين اهل السنة واهل البدعة ثم توقف القتال فتاب احد المبتدعة فان الحقوق المترتبة عليه بسبب القتال تسقط واما الحقوق الاخرى فهذه لا تسقط ولعل من حكمة الله جل وعلا ان اجرى القتال بين الصحابة وبين الصحابة والخوارج. لبيان لهذا الحكم فان الصحابة رظوان الله تعالى عليهم قد اتفقوا على اسقاط الحقوق المترتبة عن العقوق الذي يكون بين المسلمين من القتال والحراب والحديث يدل على عظيم مكانة التوبة وثواب التوبة وفضل التوبة وان الله جل وعلا يتوب على من يشاء. فالملك ملكه والسلطان سلطانه. يتصرف في خلقه كيف يشاء جاء جل في علاه اهل السنة والجماعة يقولون يتوب الله على من يستحق التوبة ولا يتوب على من لا يستحق التوبة نعم قال رحمه الله تعالى الحديث السابع والسبعون. عن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا احدكم الموت لضر اصابه. فان كان لا بد فاعلا فليقل اللهم احيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني اذا كانت الوفاة خيرا لي متفق عليه. هذا نهي عن تمني الموت للضر الذي ينزل بالعبد من مرض او فقر او خوف او وقوع في شدة ومهلكة او نحوها من الاشياء فان في تمني الموت لذلك مفاسد. منها انه يؤذن بالتسخط والتضجر من الحالة التي اصيب بها وهو مأمور بالصبر والقيام بوظيفته معلوم ان تمني الموت ينافي ذلك ومنها انه يضعف النفس ويحدث الخور والكسل ويوقع في اليأس والمطلوب في العبد مقاومة هذه الامور والسعي في اضعافها وتخفيفها بحسب اقتداره. وان يكون معه من قوة القلب وقوة الطمع في زوال ما نزل به وذلك موجب لامرين اللطف الالهي لمن اتى بالاسباب المأمور بها والسعي النافع الذي يوجبه قوة القلب ورجائه. ومنها ان للموت جهل وحمق فانه لا يدري ما يكون بعد الموت. فربما كان كالمستج من الضر الى ما هو افظع منه من عذاب البرزخ منها ان الموت يقطع على العبد الاعمال الصالحة التي هو بصدد فعلها والقيام بها وبقية عمر المؤمن لا قيمة لها فكيف يتمنى انقطاع عمل الذرة منه خير من الدنيا وما عليها. واخص من هذه من هذا واخص من هذا العموم قيامه بالصبر على الظر الذي اصابه فان الله يوفي الصابرين اجرهم بغير حساب. ولهذا قال في اخر الحديث فان كان لا بد فاعلا فليقل اللهم احيني اذا كانت الحياة خيرا لي وتوفني اذا كانت الوفاة خيرا لي. فيجعل العبد فيجعل العبد الامر مفوضا الى ربه الذي يعلم ما فيه الخير والصلاح فيجعل العبد يجعل العبد الامر مفوضا. فيجعل العبد الامر مفوضا الى ربه. الى ربه الذي يعلم ما فيه الخير والصلاح. الذي يعلم من مصالح عبده ما لا يعلم العبد ويريد منها ما لا يريده ويلطف به في بلائه كما يلطف به في نعمائه. والفرق بين هذا وبين قوله صلى الله عليه وسلم لا يقل احدكم اللهم اغفر لي ان شئت اللهم ارحمني شئت ولكن ليعزل المسألة فان الله له ان المذكور في هذا الحديث الذي فيه التعليق بعلم الله وارادته هو في الامور المعينة التي لا يدري العبد عن عاقبتها ومصلحتها في الامور المعينة هو في الامور المعينة التي لا يدري العبد عن عاقبتها ومصلحتها. واما المذكور في الحديث الاخر فهي الامور التي يعلم مصلحتها بل وحاجة كل عبد اليها وهي مغفرة الله ورحمته ونحوها. فان العبد يسألها ويطلبها من ربه طلبا جازما لا معلقا مشيئتي وغيرها لانه مأمور محتم عليه السعي فيها وفي جميع ما ما يتوسل اليها به ما يتوسل اليها به. وهذا الفرق بين فعل الواجبات والمستحبات الثابت الامر بها فان العبد يأمر بفعلها امر ايجاب او استحباب. وبين بعض الامور التي بعض الامور المعينة التي لا يدري العبد عن حقيقتها ومصلحتها. فانه توقف حتى يتضح له الامر فيها والله اعلم. واستثنى كثير من اهل العلم هل من هذا جوازة جواز تمني الموت خوفا من الفتنة وجعلوا من هذا قول مريم رضي الله عنها يا ليتني مت قبل هذا كما استثنى بعضهم تمني الموت شوقا الى الله وجعلوا منه قوله يوسف يوسف صلى الله عليه وسلم انت ولي في الدنيا والاخرة توفني مسلما والحقني وفي هذا نظر فان يوسف لم يتمنى الموت وانما اساء الله الثبات على الاسلام حتى يتوفاه مسلما كما يسأل كما يسأل العبد ربه حسن الخاتمة هذا الحديث من جوامع الاخبار من جهة كونه يبين كيفية التعامل كيفية تعامل العبد مع الاقدار فاذا اشتد الامر على الانسان ماذا يفعل قال عليه الصلاة والسلام لا يتمنين احدكم الموت لضر اصابه سواء كان هذا الظر من جهة المرض في النفس او من جهة الفقر والحال او من جهة الحبس ونحو ذلك اذا هذا النهي يفيد التحريم تمني الموت يفيد تحريم تمنى الثوب لا يتمنين احدكم الموت لضر اصابه فان كان لا بد فاعلا يعني ان كان لابد من كونه يريد التخلص من هذا الضر. هل تخلصه غير؟ خير او ليس بخير نزل به ضر يراها فتنة يراها بلاء ومحنة. ماذا يفعل لا يدري هل هذه المصيبة التي المت به حيث انه لا يستطيع الصلاة جماعة لا يستطيع ان يظهر مثلا ماذا يفعل؟ قال فان كان لا بد فاعلا يعني يرى ان ما به بلاء وفتنة فماذا يفعل؟ فليقل وهذا ايضا امر اللهم احيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني اذا كانت الوفاة خيرا لي وذكر الشيخ رحمه الله ان في تمني الموت مفاسد فذكر منها اربعة منها انه يؤذن بالتسخط على قدر الله جل وعلا ومنها ان تمني الموت مضعف للنفس وسبب داع الى الكسل ومنها ان تمني الموت جهل وحمق. لماذا؟ لان الانسان ما الذي يدريه ان ما بعد الموت وما عليه وغير ذلك ايضا من الاسباب ثم ذكر رحمه الله ان قيامه بالصبر على الظر هذا سبب لنيل الثواب بغير حساب. لان الله قال انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب فان قال قائل فان في هذا الحديث فان كان لا بد فاعلا فليقل اللهم احيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني اذا كانت الوفاة خيرا لي فطلب وترك الامر لله. وفي الحديث الاخر ان العبد لا يقول اللهم اغفر لي ان شئت فبين الشيخ رحمه الله بعلم الثاقب الفرق بين هذا وذاك ان المذكور في هذا الحديث فان كان لابد فاعلا في الامور المعينة التي لا يعلم وجه المصلحة فيها او وجه سادتي فيا لا يدري بقاؤه خير ام موته خير عليكم السلام اما ما يعلم الانسان فيه انه خير كله كالمغفرة والرحمة فهذا لا يجوز ان يطلبه من الله على وجه التعليق وانما يطلبه من الله على وجه التعبد والرق على على وجه الحاجة والفقر والذل مثل الشيخ بمثال جميل فقال الواجبات والمستحبات؟ ليس العبد مخيرا فيه. فعلى كل ان يفعل ما اوجب الله عليه وان يمتثل المندوب لكن متى له ان يستخير الله يفعل ولا ما يفعل؟ في الواجبات والمستحبات؟ الجواب لا متى يستخير الله فيما لا يعلم وجهه من المباحات بما لا يعلم وجهه من المباحات اذا اللهم احيني ما كانت الحياة خيرا لي. هذا لانه لا يعلم. وتوفني اذا كانت الوفاة خيرا لي ثم ذكر الشيخ رحمه الله مسألة عظيمة وهي هل النهي عن تمني الموت مطلق او مقيد الذي عليه جماهير العلماء ان تمني الموت في الاصل محرم لا يجوز لقوله لا يتمنين احدكم الموت لضر مسه مسه فالاصل في تمني الموت انه لا يجوز وانما استثنى العلماء رحمهم الله سورتين او الادق ان نقول استثنى بعظ العلماء تمني الموت في صورتين الصورة الاولى ان يتمنى الموت خوفا من الفتنة خوفا من الفتنة وخوفا من المحنة والبلاء يعني مثلا كما عرظ لبعظ علماء اهل السنة في ايام امراء البدعة لما جيء ببعظهم مكبلا بالحديد وعرضوا على السيف اما ان يقولوا عياذا بالله بالقول المبتدع الكفري ان القرآن ليس كلام الله وانه مخلوق او يقول والقرآن كلام الله ليس بمخلوق فيقتلون فخافوا من آآ الابتلاء والامتحان فتمنى بعضهم الموت قبل ان يرى السيف وقبل ان يعرض على السيف فهذا امر جائز مثل انسان لو علم وقيل له ان الدجال قد خرج فيخشى على نفسه ان يتبع الدجال فيقول اللهم امتني قبل ان ارى الدجال وهذا قد اثر عن جمع من الصحابة والتابعين كما اثر عن عمر انه كان يقول اللهم اقبظني اليك فانهم قد ملوني وقد مللتهم او اثر نعلي رضي الله عنه وغيرهم الصورة الثانية التي استثناها العلماء ان يكون الانسان على صلاح بقلبه وقال به في ظاهره وباطنه لكن يتمنى الموت شوقا للقي الله تبارك وتعالى ومللا من الدنيا الفانية. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى الحديث الثامن والسبعون عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الدنيا حلوة خضرة وان الله فيها فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فان اول فتنة فان اول فتنة بني اسرائيل كانت في النساء رواه مسلم. اخبر صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بحال الدنيا وما هي عليه من الوصف الذي يروق الناظرين والذائقين ثم اخبر ان الله جعل محنة محنة وابتلاء للعباد. ثم امر بفعل الاسباب التي تقي من الوقوع في فتنتها فاخباره بانها حلوة خضرة يعم اوصافها التي هي عليها فهي حلوة في مذاقها وطعمها ولذاتها وشهواتها خضرة في رونقها وحسنها الظاهري. كما قال تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين. الاية. وقال قال انا جعلنا ما على الارض زينة لها لنبلوهم ايهم احسن عملا. فهذه اللذات المنوعة فيها والمناظر البهيجة جعلها الله ابتلاء منه وامتحانا واستخلف فيها العباد. ينظر كيف يعملون. فمن تناولها من حلها ووضعها في حقها اعان بها على ما خلق له من القيام بعبودية الله كانت زادا له وراحلة الى دار اشرف منها وابقى وتمت له السعادة الدنيوية والاخروية. ومن جعل اكبر همه وغاية علمه ومراده لم يؤت منها الا ما كتب له. وكان مآل بعد ذلك للشقاء ولم يتهنى بلذاتها ولا شهواتها الا مدة قليلة. فكانت لذاته قليلة واحزانه طويلة وكل نوع من لذاتها فيه هذه وكل نوع من لذاتها فيه فيه هذه الفتنة والاختبار ولكن ابلغ ما يكون واشد فتنة النساء فان فتنتهن عظيمة والوقوع في والوقوع فيها خطير وضررها كبير فانهن مصائب الشيطان وحبائله كم بهن من معافى فاصبح اسير شهوته رهين ذنبه قد عز عليه الخلاص. والذنب ذنبك فانه الذي فانه الذي لم يحترز من هذه البلية والا فلو تحرز منها لم يدخل لم يدخل مداخل التهم ولا تعرض للبلاء واستعان باعتصامه بالمولى فنجا من هذه الفتنة وخلص من هذه المحنة ولهذا حذر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث منها على الخصوص واخبر بما جرت على على من قبلنا من الامم فان في ذلك عبرة المعتبرين وموعظة للمتقين. هذا الحديث من جوامع الاخبار من جهة بيان النبي صلى الله عليه واله يسلم للمؤمن كيف يتعامل مع الدنيا كيف يتعامل مع الدنيا التي هي في طعمها حلوة وفي نظرتها العينية خاظرة فهي تسلب الشهوتين. شهوة العين وشهوة اللسان وشهوة العين تصب في العقل والفكر والقلب وشهوة اللسان تصب في البطن والفرج فهذا الحديث جمع الدنيا كلها بكلمة الدنيا حلوة خضرة وان الله مستخلفكم فيها اي بمعنى جعل بعضكم يأتي خلف بعض. هذا معنى مستخلف مستخلفكم فيه ان يأتي بعضكم خلف بعض فيها. فينظر كيف تعملون يعني ما جعلكم في الدنيا لتعمروها ما جعلكم في الدنيا لتبنوها ما جعلكم في الدنيا لتبنوا فيها الحضارات كما يقولون. لا انما جعلكم في الدنيا ابتلاء فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فدل على ان وجود الانسان في الدنيا ابتلاء واعظم ما يبتلى به الانسان من الامور الخارجة عن نفسه الدنيا والنساء طيب لم يذكر الشيطان لان الشيطان من جهة النفس والهوى من جهة النفس والاعداء اربعة. الشيطان والهوى والدنيا والنساء والدنيا يدخل فيه المال والجاه فان اول فتنة بني اسرائيل كانت في النساء نسأل الله عز وجل ان يحفظنا واياكم بحفظه ويكلانا واياكم برعايته اه نكتفي بهذا القدر وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله قال رحمه الله تعالى الحديث التاسع والسبعون عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ايمان بضع وسبعون او بضع وستون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق. والحياء شعبة من الايمان. متفق عليه هذا الحديث من جملة النصوص التي من جملة النصوص الدالة على ان الايمان اسم اسم يشمل عقائد القلب واعمال الجوارح فقال اللسان فكل ما يقرب الى الله وما يحبه ويرضاه من واجب ومستحب فانه داخل في الايمان. وذكر هنا اعلاه وادناه وما بين ذلك وهو الحياء. ولعل ذكر الحياء لانه ولعل ذكر الحياء لانه سبب اقوال القيام بجميع شعب الايمان وهذا عمل والحياء شعبة من الايمان فقول الشيخ هنا رحمه الله ولعل ذكر الحياة لانه السبب الاقوى للقيام بجميع شعب الايمان هذا وجه لكن الذي يظهر لي والله اعلم ان سبب ذكر الحياء لبيان تنوع اعمال الايمان فان من استحيا من الله لتواتر نعمه وعظيم اوصافه ولكثرة تقصيره وجناياته اوجب له هذا التوقي من الجرائم والقيام بالواجبات والمستحبات. فعلى هذه الشعب واصلها واساسها قولوا لا اله الا الله صادقا من قلبه بحيث يعلم ويعرف انه لا يستحق هذه الوصفة العظيمة وهو الالوهية الا الله وحده ويعترف ذلك ويقوم ويقوم بعبوديته لربه مخلصا له الدين فان جميع شعب الايمان فروع فروع وثمرات لهذا الاصل ودل على ان شعب الايمان بعضها يرجع الى الاخلاص للمعبود وبعضها يرجع الى الاحسان الى الخلق ونبه باماطة الاذى على جميع انواع الاحسان القولي والفعلي الاحسان الذي فيه وصول المنافع والاحسان الذي فيه دفع المضارع عن الخلق. واذا علمنا ان الشعوب بالايمان كلها كلها ترجع الى هذه الامور فكل خصلة من خصال الخير فيها من الشعب وقد تكلم العلماء على تعيينها فمنهم من وصل الى هذا المبلغ والمقدر في الحديث ومنهم من قارب ذلك ولكن اذا فهم المعنى تمكن الانسان ان يعتد بكل خصلة وردت عن الشارع قولية او فعلية ظاهرة او باطنة من الشعب ونصيب ونصيب العبد من الايمان بقدر نصيبه من هذه الخصال. قل قلة وكثرة وقوة وظعفا وتكميلا وظده وهي ترجع الى تصديق خبر الله وخبر رسوله وامتثال امرهما واجتناب واجتناب نهيهما وقد وصف الله شجرة الايمان بالشجرة الطيبة في اصلها وثمراتها التي اصلها ثابت وفروعها باسقة بالسماء تؤتي اكلها كل حين باذن ربها ويضرب الله امثال للناس لعلهم يتذكرون. هذا الحديث اورده المصنف في الاخبار لانه حديث جامع يجمع ما يتعلق بالايمان فقوله عليه الصلاة والسلام الايمان بضع وسبعون او بضع وستون شعبة معناها ان الايمان اجزاء اشياء ومعنى شعبة يعني اجزاء قطع بضع وسبعون او بضع وستون قطع ما هي اشياء الايمان؟ قطع الايمان شعب الايمان النبي صلى الله عليه وسلم عدها بضع وسبعون او بضع وستون وقد عد وذكر الحليمي رحمه الله تعالى شعب الايمان اوصلها الى اكثر من ستين خصلة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم بضع وستون وهي رواية البخاري وشرح العلامة البيهقي رحمه الله تعالى هذه الشعب في كتاب جامع كبير سماه شعب الايمان واوصلها الى سبع وسبعين شعبة فخصال الايمان متعددة من حيث العدد الصدق امانة الحب البغض يقين العلم هذه امور قلبية طيب غض البصر حفظ اللسان هذه امور جارحية. ذكر الله قولية قراءة القرآن الصلاة الركوع السجود الصيام بدنية الزكاة صدقة الانفاق في الحج مالية اذا امور الايمان متنوعة الى ما هو في القلب وما هو في اللسان وما هو في البدن الى ما هو في المال امور الايمان الايمان والالف واللام في كلمة الايمان المقصود به الايمان الشرعي الايمان الشرعي بضع وسبعون او بضع وستون شأن او الايمان الالف واللام فيه اللي العهد اي الايمان التام الكامل النبي صلى الله عليه واله وسلم في هذا الحديث ذكر ثلاثة انواع من شعبها قال اعلاها قول لا اله الا الله كلمة اعلاها يحتمل ان المقصود اعلى الشعب من حيث القوة ومن حيث الاصل فهو لا اله الا الله ويحتمل اعلاها ثوابا قول لا اله الا الله وكلا الاحتمالين صحيح اصل الايمان لا اله الا الله وفي قوله اعلاها اشارة الى ان شعب الايمان منها ما هو اصل لابد من وجوده كقول لا اله الا الله ومنها ما هو من مستحباته كاماطة الاذى عن الطريق ومنها ما هو من واجباته كالحياة اذا صار اعمال الايمان ثلاثة اقسام اصل لابد منه لا يوجد الايمان الا به وهذا يظاد الكفر الواجب وهذا يظاد الفسق الكامل وهذا يساوي المتقي البر اذا هناك مؤمن بمعنى مسلم وهناك مؤمن بمعنى صالح وهناك مؤمن بمعنى متقي من اين نحصل هذه الاوصاف بسبب ما يقوم بالعبد من الاعمال فان هو قام باصل الايمان استحق اسم الاسلام والايمان وان هو قام باعمال اهل الصلاح انتفى عنه اسم الفسق والجور والضر وان هو كمل الايمان استحق اسم البار والبر والتقي والمحسن هذه مسائل مهمة ثم في قوله وادناها اي اقلها مرتبة او اقلها ثوابا كلا التفسيرين الصحيح وادناها اماطة الاذى عن الطريق وان منها قولية ومنها بدنية ومنها قلبية فلا اله الا الله يجري على اللسان واماطة الاذى عن الطريق يكون باليد والحياء يقوم بالقلب يقوم بالقلب فهذا هذا الحديث يدلنا على اهمية ان يحصل الانسان شعب الايمان فيكون همك وغمك كيف تحصل شعب الايمان كيف تكمل في نفسك شعب الايمان واجزاء الايمان حتى تكون من اهل الايمان الكمل وذكر الشيخ ان الله وصف شجرة الايمان بالشجرة الطيبة. ليش لان اعمال اهل الايمان كلها اعمال طيبة سواء كانت اصول او اقوال او اعمال. قلبية او ظاهرية قولية او عملية وللشيخ السعدي رحمه الله كتاب بعنوان شجرة الايمان فصل فيها شعباء الايمان وشرح ذلك شيخنا واخونا الشيخ الدكتور عبد الرزاق ابن شيخنا عبد المحسن العباد البدر نفع الله بهما العباد والبلاد ونكتفي بهذا القدر وصلي اللهم نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين