في بيوت نبي الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه. يسبح له في غاب الغدو والاصال. رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة. يخافون يوما تقلب فيه القلوب والابصار. ليجزيهم الله احسن ما عمل ويزيدهم من فضله. والله يرزق من يشاء بغير بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين نبتدأ بمقدمة الراغب الاصفهاني لكتابه جمع التفاسير قد وصلنا عند فصل ببيان الالفاظ التي تجيء متنافية في الظاهر نعم شيخ عبد الله احسن الله اليكم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا قال الامام الراغب رحمه الله تعالى في مقدمة تفسيره فصل ببيان الالفاظ التي تجيء متنافية في الظاهر كثيرا ما يجيء الفاظ في الظاهر كالمتنافي عند من لم يتدرب بالبراهين العقلية والعلوم الحقيقية وربما يغالط الملحد بالفاظ القرآن العجزة فيشككهم مثل ان يقول قد ثبت في بداهة العقول ان النفي والاثبات في الخبر الواحد اذا اجتمع لابد من صدق احدهما وكذب الاخر نحو ان يقال زيد خارج وزيد ليس بخارج وقد رأينا في القرآن اخبارا متنافية فلابد من ان يكون احدهما صدقا والاخر كذبا. وذلك مثل قوله تعالى واقبل بعضهم على بعض يتسائلون مع قوله فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون وقوله اخبارا عن عن الكفار انهم يقولون والله ربنا ما كنا مشركين. مع قوله تعالى ولا يكتمون الله حديثة وقوله تعالى وقوله تعالى هذا يوم لا ينطقون مع قوله تعالى واقبل بعضهم على بعض يتسائلون وقوله تعالى ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما. مع قوله تعالى ورأى المجرمون النار وقوله تعالى دعوه هنالك ثبورا وقوله سمعوا لها تغيظا وزفيرا وقوله تعالى فوربيك لنسألنهم اجمعين عما كانوا يعملون. مع قوله تعالى فيومئذ لا يسأل عن ذنبه انس ولا جان وقوله تعالى وان منكم الا واردها مع قوله تعالى ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون وقبل الجواب عن ذلك يجب ان نقدم مقدمة تزول الشبهة بها عن عن ذلك وعن امثاله ويكتفي بتصورها عن احاد هذه الاسئلة ونظائرها وهو ان الخبرين اللذين احدهما نفي والاخر اثبات انما يتناقضان اذا استويا في الخبر عنه وفي المتعلق بهما وفي الزمان والمكان وفي الحقيقة والمجاز فاما اذا اختلفا في واحد من ذلك فليس بمتناقضين نحو ان يقال زيد مالك وزيد ليس بمالك وتريد باحد الزيدين غير الاخر او تريدوا باحد المالكين المبني من الملك وبالاخر المبني من الملك الذي هو الشد من الملك. احسن الله اليك المبني من المبني من الملك الذي هو الشد او تريد باحدهما المالك في الحال وبالاخر انه ممن يصح ملكه كالعبد او تعني باحدهما باصبهان والاخر ببغداد او تعني باحدهما في زمان وبالاخر في زمان في زمان اخر غير الزمان الاول فكل هذا لا تناقض فيه فان المراد باحد الخبرين الخبرين غير المراد بالاخر وعلى ذلك كل ما يوصف بوصفين متضادين على نظرين مختلفين نحو من يقول في الرحى والبكرة الدائرة على مركز انها سائرة او منتقلة لاعتبار بعض اجزائها ببعض. ويقول اخر انها غير سائرة او غير اعتبارا لجملة اجزائها وانها لا تتبدل عن المركز فان ذلك لا تضاد بينهما. وكذلك اذا قيل فلان لين العود. ويراد به في السخاء. وقول اخر ليس بلين العود. ويراد به في الشجاعة وعلى ذلك ما يختلف به الحال في اضافة في الاضافة الى حالين او الى نفسين. نحو ان يقال المال صالح اعتبارا بحال بحال ما او بذات ما. ويقول الاخر ان المال ليس بصالح اعتبارا بحال اخرى او بذات وعلى ذلك الحكم في كل ما له مبدأ وغاية مثل الايمان والشرك والتوكل وذاك ان الايمان لما كان مبدأه اظهار الشهادتين كما قال عليه السلام في الجارية التي اشارت الى السماء انها مؤمنة وكان غايته ما قال تعالى وكان غايته ما قال تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم الاية. صح ان يقال لا يزني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن. وان يقال يزني الزاني وهو مؤمن. وعلى ذلك كل ما فهو مركب من شيئين او كان له مبدأ وغاية كما تقدم صدق فيه اربع اربعة اخبار باربع نظرات نحو ان يقال السكن السكنج السكن السكنجبين هكذا شيخي. او السكن جبين احسنت السكنجبين حلو والسكنجبين حامض والسكنجبين حلو حامض والسكنجبيل لا حلو ولا حامض. ومتى تصورت هذه المقدمة سهل الجواب عن هذه الاية. ومتى تصور هذه المقدمة سهل الجواب عن هذه الايات اذ كل ذلك راجع الى احد الاسباب المذكورة من المخالفات. نعم بسم الله الرحمن الرحيم آآ الكلام هنا هو الذي يعنون له بعض من كتب في علم القرآن بمهم الاختلاف وهو ان يأتي في القرآن اه كلام ويأتي ما يوهم مناقضته في موطن اخر يعني انت في القرآن كلام ويأتي ما يوهم مخالفته في موطن اخر ويظن الناظر لاول وهلة ان بين الكلامين تناقضا وليس الامر كذلك مثل ما حصل للرجل الذي سأل ابن عباس وقيل انه نافع ابن الازرق انه سالم ابن عباس ان اشياء في القرآن تختلف عليه وذكر بعض الامثلة التي ذكرها الراغب هنا مثل قوله واقبل بعضهم على بعض يتساءلون مع قوله فلا انسب بينهم يومئذ ولا يتساءلون فهو هنا باية اثبت التساؤل في يوم القيامة وفي اية اخرى نفى التساؤل في يوم القيامة فاذا نظر الناظر الاول وهل اظن ان هذا من التناقض وهو ليس كذلك وحل هذا الاشكال كما ذكره ابن عباس هو باختلاف المواطن فاختلاف المواطن ائتلاف المواطن يدل على تناسق الكلام وانه ليس بين الكلامين اي تناقض وكذلك غيره مما ذكر فكل هذه المذكورات اذا تأملها الناظر فانه سيجد ان المنفية غير المثبت اما في الذات واما بالوصف واما في الزمان فاذا اختلف الاثبات والنفي على شيء من هذه الجهات فانه لا يعد تناقضا اذا اختلف على هذه الجهات فانه لا يعد تناقض فهذه الاعتبارات التي ذكرها الراغب اعتبارات صحيحة ولكن كان يمكن ان يعبر عنها بايسر مما عبر عنه الراغب رحمه الله تعالى والامر قد ذكره جماعة من اهل العلم ومن اوائل من كتب برد مثل هذه الانتقادات مقاتل ابن سليمان البلخي وله رسالة صغيرة في هذا واحيانا يشير الى هذا في كتابه آآ النفيس اللي هو المنسوب اللي هو التفسير مقاتل وهو مطبوع احيانا يشير الى مثل هذه التي يقع فيها الوهم بالمخالفة فينبه عليها واسر له رسالة صغيرة في هذا ذكرها آآ ان لم اكن واهي من الطرطوشي في في الحوادث والبدع له ذكر اه او نقل جملة كبيرة من هذا النوع عن مقاتل وجواب مقاتل ابن سليمان عنها نعم تصم في بيان انطواء كلام الله تعالى على الحكم كلها علميها وعمليها. كتاب الله تعالى منطوي على كل ذلك بدلالة قوله تعالى وكل شيء احصيناه في امام مبين وقوله ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وقوله ما فرطنا في الكتاب من شيء وقوله تعالى ونزلنا عليك الكتاب تميانا لكل شيء. لكن ليس يظهر ذلك الا الراسخين في العلم ولكونه منطويا على الحكم كلها قيل في تفسير قوله تعالى ومن يؤتى الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا انه عني به تفسير القرآن. ثم منازل العلماء تتفاوت في تفهمه. ولذلك قال تعالى لو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم واعظم ما يقصر تفهم الاكثرين عن ادراك حقائقه شيئان. احدهما راجع الى اللفظ والاخر راجع الى فالراجع الى اللفظ شيئان احدهما ما اختص به ما اختص به اللغة العربية من الايجاز والاستعارات والاشارات اللطيفة. واللمحات الغامضة مما ليس في في سوى هذه اللغة والاخر ما يوجد في القرآن خاصة من الاجازات من الاجازات والحذف مما ليس في غيره من الكلام ولما فيه من اللفظ اليسير المنطوي على المعنى الكثير قال عليه السلام اوتيت جوامع الكلم فمن مثال ايجاز قوله تعالى في وصف ارتفاع الاسباب المكروهة عن اوليائه لا خوف عليهم ولا هم يحزنون فنفى بذلك كل تنغيص اذا كان جميعه جميعه في حصول مكروه وفوت محبوب وقد نفاهما بذلك. وقال في فاكهة اهل الجنة لا مقطوعة ولا ممنوعة. فنفى بذلك جميع الافات عارظة لمطاعم الدنيا وقال في صفة خمرهم لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون فنفى بذلك كل مكروه يعرض فيها واخبر بكل واخبر بكل من امر فرعون واله بالفاظ واخبر بكل من امر فرعون واهله بالفاظ يسيرة بكل من امري احسن ما يكون واخبر بكل من امر فرعون واله بالفاظ يسيرة وذلك في قوله كم تركوا من جنات وعيون ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين. فذكر فيه ما قيل انه ينطوي عليه اوراق وجلود من من السفر من الصفر فذكر فيه ما قيل انه ينطوي عليه اوراق وجلود من السفر ومن عجيب ما فيه ان كل ما علم بالسامع استغناء استغناء استغناء عن وانا قاعد استغناء ومن عجيب ما فيه ان كل ما علم بالسامع استغناء عنه من الالفاظ ترك ذكره وتخطي تاتريك ذكره وتخطي الاتراك ذكره ترك ذكره وتخطى الى ما بعده نحو قوله تعالى ان اضرب بعصاك البحر فانفلق فترك ما كان من موسى ثم ترك ما كان منه ومن اصحابه في دخولهم البحر وتخطى الى ما ما صنع بهم. واما الراجع الى المعنى فذكره تعالى فذكره تعالى اصولا هكذا يا شيخ؟ مهم فذكره تعالى اصولا منطوية على فروع بعضها بينه النبي عليه السلام وبعضها فوض استنباطه الى الراسخين في العلم تشريفا لهم وتعظيما لمحلهم لكي لكي يقرب منزلة العلماء لكي يقرب منزلة علماء هذه الامة من منزلة الانبياء في استنباطهم بعض الاحكام ولاختصاص هذه الامة بهذه المنزلة الشريفة. قال عليه السلام كادت امتي تكون انبياء وعلى ذلك قال تعالى وكذلك جعلناكم امة وسطا. الاية وقال كنتم خير امة اخرجت للناس. فجعلهم هم في ذلك بمنزلة الانبياء. نعم هذا الفصل من الفصول المهمة جدا آآ التي اقتضب آآ الراغب الكلام فيها اكتظاظا شديدا وحق مثل هذا ان ان يفرد ويبسط هذه الفكرة التي طرحها هنا قد طرحها يعني جماعة من اهل العلم ومن اكثر من طرحها آآ شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم وابن رجب والعز بن عبد السلام وكذلك الشاطبي في الموافقات وله في ذلك كلام اوسع مما ذكره الراغب وهي كون القرآن ينطوي على كل ما يحتاج اليه العباد من العلم والعمل لكن ادراك ادراك ذلك يختلف فيه العلماء فضلا عن من هو دونهم ولهذا لا يدرك انطواء القرآن على هذه الحقائق الا اهل الرسوخ في العلم كما اشار الى ذلك الراغب الايات التي ذكرها في مبدأ كلامه فيها اشكال ان بعضها ليس نصا في القرآن وقد وقع خلاف بين العلماء في مثل قوله وكل شيء احصيناه في امام مبين فالمراد بالامام المبين هنا اللوح المحفوظ على الصحيح وكذلك بقوله ما فرطنا في الكتاب من شيء ايضا النوعين الصحيح انه اللوح المحفوظ لكن الذي يكون نصا في هذه المسألة قوله نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء فاذا ليس هناك منازعة في اصل المسألة وانما في دلالة بعض الايات على ما ذهب اليه الدلالة او الاية التي تدل صراحة على ما يذهب اليه هي قول نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وقوله سبحانه وتعالى تبيانا لكل شيء اشارة الى ان القرآن ينطوي على كل ما يحتاج اليه الناس من العلم والعمل لكن كيف يكون ذلك هذا يأتي دور الفهم والاستنباط يعني دور الفهم والاستنباط آآ ذكر آآ او اشار الى اهمية الرجوع الى اهل العلم واستدل بقوله سبحانه وتعالى ونرده الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم وهذه قضية مهمة خصوصا في مثل هذا العصر الذي يتكلم فيه كثير ممن لم يؤت علما من لم يتحضن في العلم في الامور العظام ويظن يعني ان كان يعني ان كان اه حسن النية يظن انه قد بلغ الحق وهو بعيد عنه كل البعد والسبب هو عدم اهليته الاستنباط هذه المسائل العلمية او العملية وواقعنا اليوم شاهد بذلك لواقعنا اليوم شاهد بذلك وتسمع احيانا من اناس كلاما يعني غريبا ويظن انه وصل فيه الى التحقيق وهو يقول كلاما والعياذ بالله آآ قد يبلغ فيه قعر جهنم وهو لا يدري وقد سمعت كلاما من احدهم لو كان يفقه قول الرسول صلى الله عليه وسلم من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه وقول الرسول صلى الله عليه وسلم ان الرجل ليتفوه بالكلمة اه من سخط الله آآ يلقى بمائة في النار سبعين خريفا لسكت عن مثل هذا الكلام خصوصا انه من اهل الخير ومن اهل الصلاح هذا هو ظاهره وحاله. فكيف يتفوه بمثل ذلك الكلام يعني كلام عظيم انا لما سمعته استغربت ان يصدر من مسلم فكيف من انسان تربى في محاضن آآ الدعوة الى الله وايضا قد قطع شوطا كبيرا في هذا ولكن هذه الامور مع الاسف او النفس البشرية احيانا اذا غرت صاحبها في ان عندها من الفهم وعندها من سلامة المقصد ما يجعلها وتقول ما تقول في دين الله فهذا والعياذ بالله نوع من الخذلان. اسأل الله سبحانه وتعالى ان يصرف هذا عني وعنكم وعن جميع المسلمين فقد اباح باسم الحرية ان يتطاول على الله سبحانه وتعالى باسم الحرية وهذا لا يقوله مسلم ولا يجيزه مسلم فكيف يتفوه بمثل ذلك هذا والعياذ بالله نوع من الخذلان وهو حرمان للوصول الى الكلام الصواب فضلا عن ان يعبر بمثل هذه العبارات وله غفر الله له يعني مواقف في مثل هذا واحتدامات احيانا هو يتكلم بغضب في مثل هذه الامور يظن انه على حق ويشهد صغار طلاب العلم قبل كبارهم انه على باطل بلا ريب ولا اشكال في ذلك فاسأل الله سبحانه وتعالى ان يقيه شر نفسه وان لا يوقعنا واياه فيما يكره المقصود ان مثل هذه الامور العظام الكبيرة التي ترد الى القرآن تحتاج الراسخين في العلم ولا يغتر المسلم بما عنده من العلم ويظن انه قد بلغ مبلغ الراسخين ولهذا ايضا انصح نفسي واخواني خصوصا من قدر الله له ان يتصدر وان يكون متبوعا ان ينتبه لهذه المسألة فليس لكونه قد اتاه الله سبحانه وتعالى شيء من العلم وايضا اوجد الله له حظوة عند الناس وصار يتبعه فئام كثير من الناس ليس هذا وحده كافيا في ان يتصدر وان يتكلم في القرآن وان يدعي انه يتدبر او يستنبط ما لم يشهد له الراسخون في العلم بذلك ولهذا مع الاسف مثل هؤلاء مع ما اتهمه الله سبحانه وتعالى من العلم والحظوة يقعون في فهم كلام الله بشيء عظيم جدا لا ينتبهون له وسبب ذلك هو قصور التهم قصور التهم في فهم القرآن والاستنباط منه مع ما اوتوه من الحفظ والعلم الحفظ والعلم شيء والاستنباط من القرآن وتنزيل معاني القرآن على الوقائع والاحداث شيء اخر لا يستعجل طالب العلم في مثل هذه الامور لان القول على الله بغير علم خصوصا في مثل هذه الامور من الكبائر التي حرمها الله سبحانه وتعالى فهذا ايضا من الامور التي يحسن التنبيه عليها لاني كما قلت لكم هذا الفصل مهم لكن من الذي يستطيع ان يطبق افكار هذا الفصل هذا يحتاج الى انسان راسخ في العلم عنده قدرة على الاستنباط واسع المعرفة فيكون عنده مثل هذا اما كما قلت لكم تسلط بعض من اه يعني بالكاد ان يقال له انه داعية وهذا مصطلح صار مشهورا عندنا يعني بدل ان يقال عنه واعظ صار يسمى داعية والداعية في حقيقة انما هو واعظ او ان يكون ممن طلب العلم وصار له فيه حظ فظن انه قد بلغ مبلغا كبيرا فيأتي الى ايات الله سبحانه وتعالى وينزلها على معان يظن انها صحيحة. والته عند من يفهم التفسير قاصرة فهذا يجب عليه ان ينتبه لنفسه والا يستعجل في مثل هذه الامور. وكما لاحظون الله سبحانه وتعالى طلب من المسلمين ان يردوا الى المستنبطين ان يردوا الى المستنبطين لانه قال ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم فاذا اهل الاستنباط اخص من العلماء فكل مستنبط يعني كل مستنبط عالم وليس كل عالم مستنبط فدرجة الاستنباط تعتبر درجة من الدرجات العالية بالنسبة للعلماء آآ ذكر بعد ذلك اسباب التي اختص بها القرآن ليكون منطويا على هذه الامور الكثيرة ومن ذلك ما اختصت به اللغة العربية من جهة او ما اختص به القرآن من جهة اخرى في قوله مثلا لا خوف عليهم ولا هم يحزنون هذا النفي وهو يرد في القرآن كثيرا امثاله نفى نفيا مطلقا يعني بدل ان يقال لا يخافون من كذا ولا من كذا ولا من كذا نفى نفيا مطلقا او لا يحزنون من كذا ولا من كذا قال لا خوف عليهم ولا هم يحزنون وفي نعم الجنة ان الفاكهة قال لا مقطوعة ولا ممنوعة فمثل هذا النفي الموجز دال على العموم فيندرج تحته اي نوع من انواع الانقطاع او اي نوع من انواع المنع لا يحصل اي نوع من انواع الانقطاع ولا اي نوع من انواع المنع وكذلك الايات الاخرى التي ذكرها اما ايضا ما ذكره من من استغناء القرآن بالفاظ يسيرة يفهم منها ما لم يذكر فهذا ايضا كثير وهو من اساليب العرب ويعتبر من البلاغة ويعتبر التفصيل فيها من العي وهو غير مرغوب عند العرب من التفصيل فيما لا يحتاج الى تفصيل يعتبر عند العرب من العي وهو ليس من بلاغة الكلام بل يعتبر من العجز في البيان يعتبر من العجز في البيان. ولهذا يعدون مثل قوله سبحانه وتعالى ان اظرب بعصاك البحر فانفلق الان ذكر الامر وذكر النتيجة لكن اين الظرب لم يذكر اين هو يفهمه السامع انضرب بعصاك البحر فظرب بعصاه البحر فانفلق البحر فكان الى اخره فهذا يعتبر من مجازات الحذف التي هي من بلاغة هذا من بلاغة العربية عند العرب والزيادة في ذكرها ان لم يكن لها موجب تعتبر من العجز والعي في الكلام ايضا ذكر بعد ذلك القضية مهمة جدا وهي الراجعة الى المعنى وهي التي يقع قد يقع فيها خلاف وهي تحتاج بالفعل الى الراسخين في العلم انه ذكر اصولا منطوية على فروع بعضها بينه النبي صلى الله عليه وسلم وبعضها فوضه لاستنباط الراسخين. لكن القاعدة كما ذكر الطبري رحمه الله تعالى في مقدمته في موطنين من مقدمته وكذلك في بعض الايات اشار الى قضية مهمة وهي ان الله سبحانه وتعالى في مثل هذه الامور انه حالا يعني كلام الله سبحانه وتعالى له حلال اما ان يبين واما ان يرشد الى الدليل الذي يبين المسألة بمعنى انه لا يترك الناس هكذا غفلا وانما ينصب للحق دليلا كما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية في مقدمته ينسب للحق دليلا وهي التي نص عليها ايضا كما قلت لكم الطبري في مقدمته. وكذلك نص عليها جماعة من اهل العلم ايضا الشاطبي رحمه الله تعالى في الموافقات اشار الى هذا فاذا ليس هناك حق متروك مفوض هكذا لابد ان يندرج الحق تحت اية من الايات وهي التي اشار اليها هنا الراغب وهذا النوع هو النوع الذي نحتاج الى الراسخين في العلم ليبينوه نحتاج الراسخين في العلم ليبينوه. وانما يتفاوت اهل العلم بالعلم حال استنباطهم بتفاوت فهمهم للنوازل ولتنزيل الايات او تنزيل الاحاديث عليها فهذه القيمة الكبيرة الموجودة في الفاظ القرآن نحتاج كما قلنا الى الراسخين في العلم وهي التي تدخل تحت قول الله سبحانه وتعالى ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء. فاذا استطاع العالم ان يصل الى ربط الحوادث بالايات وكان ربطه صحيحا ومعتبرا فانه يدخل في قول الله سبحانه وتعالى تبيانا لكل شيء في ان القرآن صار تبيانا لهذه المسألة وهذا ما يتعلق بهاتين او هذين الفصلين ونكمل ان شاء الله الفصل القادم باذن الله في انطواء القرآن على البراهين والادلة. سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا انت نستغفرك ونتوب اليك