المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله القاعدة الثانية والثلاثون اذا امر الله بشيء كان ناهيا عن ضده. واذا عفا عن شيء كان امرا بظده. واذا اثنى على نفسه او على اوليائه بنفي شيء من النقائص كان ذلك اثباتا للكمال وذلك لانه لا يمكن امتثال الامر على وجه الكمال الا بترك ضده. فحيث امر بالتوحيد والصلاة والزكاة والصوم والحج وبر الوالدين وصلة الارحام والعدل. كان ناهيا عن الشرك وعن ترك الصلاة وترك الزكاة وترك الصوم وترك الحج وعن العقوق والقطيعة. وحيث نهى عن الشرك في الصلاة الى اخر المذكورات كان امرا بالتوحيد وفعل الصلاة الى اخره. وحيث امر بالصبر والشكر واقبال القلب على الله وانابته ومحبته وخوفا ورجاء. كان ناهيا عن الجزع والسخط وكفران النعم. واعراض القلب عن الله في تعلق هذه الامور بغيره وحيث نهى عن الجزع وكفران النعم وغفلة القلب كان امرا بالصبر الى اخر المذكورات. وهذا ظرب مثل والا فكل الاوامر والنواهي على هذا وكذلك المدح. لا يكون الا باثبات الكمالات فحيث اثنى على نفسه وذكر تنزهه عن النقائص والعيوب كالنوم والسنة واللغو والموت وخفاء شيء في العالم من الاعيان والصفات والاعمال وغيرها. والظلم فيتضمن ذلك الثناء عليه بكمالص حياته وكمال قيوميته وقدرته وسعة علمه وكمال عدله. لان العدم المحض لا كمال فيه حتى ينفى تكميلا للكمال وكذلك اذا نفى عنك عن كتابه الريب والاختلاف والشك والاخبار بخلاف الواقع. كان ذلك لكمال دلالته على اليقين في جميع المطالب واشتمال الحق في كل الاحكام والانتظام التام والصدق الكامل الى غير ذلك من صفات كتابه وكذلك اذا نفى عن رسوله صلى الله عليه وسلم الكذب والتقول والجنون والسحر والغلط ونحوها ما كان ذلك لاجل اثبات كمال صدقه. لاجل اثبات كمال صدقه اه كان ذلك لاجل اثبات كمال صدقه وانه لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى. وكمال عقله وزوال كل ما يقدح فيك لنبوته ورسالته فتفطن بهذه القاعدة في كل ما يمر عليك من الايات القرآنية في هذه الامور وغيرها تنل خيرا كثيرا