بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان شرح كتاب الملخص الفقهي من الفقه الاسلامي للدكتور صالح بن فوزان فوزان. الدرس الثالث والثلاثون. بسم الله الرحمن الرحيم قيل بيان ما تنعقد به صلاة الجماعة وما يتعلق بها من احكام الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه الامين نبينا محمد واله واصحابه اجمعين وبعد ايها المستمعون الكرام اسلفنا الحديث عن وجوب صلاة الجماعة وفضلها وفوائدها وفي هذه الحلقة نواصل الحديث ان شاء الله عن بقية احكامها ايها المستمع الكريم ان المتخلف عن صلاة الجماعة اذا صلى وحده فله حالتان الحالة الاولى ان يكون معذورا في تخلفه لمرض او خوف وليس من عادته التخلف لولا العذر فهذا يكتب له اجر من صلى في جماعة لما في الحديث الصحيح اذا مرض العبد او سافر كتب له ما كان يعمل صحيحا مقيما فمن كان عازما على الصلاة مع الجماعة عزما جازما ولكن حال دونه ودون ذلك عذر شرعي كان بمنزلة من صلى مع الجماعة نظرا لنيته الطيبة والحالة الثانية ان يكون تخلفه عن الصلاة مع الجماعة لغير عذر فهذا اذا صلى وحده تصح صلاته عند الجمهور لكن يخسر اجرا عظيما وثوابا جزيلا لان صلاة الجماعة افضل من صلاة المنفرد بسبع وعشرين درجة وكذلك يفقد اجر الخطوات التي يخطوها الى المسجد والتي يكتب له بكل خطوة منها حسنة ويحط عنه بها خطيئة ومع خسرانه لهذا الثواب الجزيل ياثم اثما عظيما لانه ترك واجبا عليه من غير عذر شرعي. وارتكب منكرا يجب انكار عليه وتأديبه من قبل ولي الامر حتى يرجع الى رشده ايها المسلم ومكان صلاة الجماعة هو المساجد لاظهار شعار الاسلام وما شرعت عمارة المساجد الا لذلك وفي اقامة الجماعة في غير المساجد تعطيل للمساجد قد قال الله تعالى في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والاصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار وقال تعالى انما يعمر مساجد الله من امن بالله واليوم الاخر واقام الصلاة واتى الزكاة ولم يخش الا الله عسى اولئك ان يكونوا من المهتدين. ففي هاتين الايتين الكريمتين تنويهم بالمساجد وعمارها. ووعد لهم بجزيل الثواب وفي ضمن ذلك ذم من تخلف عن الحضور للصلاة فيها وقال عليه الصلاة والسلام لا صلاة لجار المسجد الا في المسجد وعن علي رضي الله عنه مثله وزاد وجار المسجد من اسمعه المنادي رواه البيهقي باسناد جيد قال ابن القيم رحمه الله ومن تأمل السنة حق التأمل تبين له ان فعلها في المساجد فرض على الاعيان الا لعارض يجوز معه ترك الجماعة فترك حضور المساجد لغير عذر كترك اصل الجماعة لغير عذر وبهذا تتفق الاحاديث وجميع الاثار انتهى وقد توعد الله من عطل المساجد ومنع اقامة الصلاة فيها باشد الوعيد وقال تعالى ومن اظلم ممن منع مساجد الله ان ان يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها اولئك ما كان لهم ان يدخلوها الا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الاخرة عذاب عظيم وفي اقامة صلاة الجماعة خارج المساجد من غير عذر تعطيل للمساجد او تقليل من المصلين فيها وبالتالي يكون في ذلك تقليل من اهمية الصلاة في النفوس. والله تعالى يقول في بيوت اذن الله ان ان ترفع ويذكر فيها اسمه وهذا يشمل رفعها حسيا ومعنويا لكن اذا دعت حاجة لاقامة صلاة الجماعة خارج المسجد كأن يكون المصلون موظفين في دائرتهم او في مجمع عملهم. واذا صلوا في مكانهم كان ذلك احزم للعمل وكان في ذلك الزام للموظفين بحضور الصلاة واقامتها. ولا يتعطل من جراء ذلك المسجد القريب من لوجود من من يصلي فيه غيرهم لعله في تلك الحال ونظرا لهذه المبررات لا يكون عليهم حرج في الصلاة في خيراتهم ايها المستمع الكريم واقل ما تنعقد به صلاة الجماعة اثنان لان الجماعة مأخوذة من الاجتماع والاثنان اقل ما يتحقق به الجمع ولحديث ابي موسى مرفوعا الاثنان فما فوقهما جماعة رواه ابن ماجة ولحديث من يتصدق على هذا فقام رجل فصلى معه فقال هذان جماعة. رواه احمد وغيره ولقوله صلى الله عليه وسلم لمالك ابن الحويرث وليؤمكما اكبركما وحكي الاجماع على هذا ويباح للنساء حضور صلاة الجماعة في المساجد باذن ازواجهن غير متطيبات وغير متبرجات بزينة مع التستر التام والاحتشام والابتعاد عن مخالطة الرجال ويكن وراء صفوف الرجال لحضورهن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ويسن حضورهن مجالس الوعظ ومجالس العلم منفردات عن الرجال ويسن لهن ان يصلين مع بعضهن جماعة منفردات عن الرجال سواء كانت امامتهن منهن او يؤمهن رجل لان النبي صلى الله عليه وسلم امر ام ورقة ان تجعل لها مؤذنا وامرها ان تؤم اهل دارها رواه احمد واهل السنن. وفعله غيرها من الصحابيات ولعموم قوله صلى الله عليه وسلم تفضل صلاة الجماعة على صلاة الفجر بسبع وعشرين درجة ايها المستمعون الكرام ان صلاة الجماعة فرض على الرجال لا يجوز لهم التساهل والتهاون بها. وقد ورد الوعيد الشديد واللهي الاكيد في في حق من تهاون بها ولو ولو لم يكن من ذلك الا مشاركته المنافقين الذين لا يأتون الصلاة الا وهم كسالى لكفى بذلك اثما مبينا ومع هذا الوعيد يفوته خير كثير واجر وفير. نسأل الله تعالى ان يجعلنا واياكم من المحافظين على الصلوات الملازمين للجمع والجماعات انه سميع مجيب. والى الحلقة القادمة باذن الله تعالى. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه. والحمد لله رب العالمين