المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله ومن كتاب اقتضاء الصراط المستقيم خمسة وعشرون وخمسمائة. اليهود مقصرون عن الحق والنصارى غالون فيه. فاما وسم اليهود بالغضب والنصارى بالضلال فله اسباب متعددة ليس هذا موضعها. جماع ذلك ان كفر اليهود اصله من جهة عدم العمل بعلمهم. فهم يعلمون حق ولا يتبعونه قولا واحدا او لا قولا ولا عملا وكفر النصارى من جهة عملهم بلا علم فهم يجتهدون في اصناف العبادات بلا شريعة من الله ويقولون على الله ما لا يعلمون. وكان السلف كسفيان بن عيينة وغيره يقولون من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى. ستة وعشرون وخمسمائة. يجب على كل مسلم الا يتشبه باهل الكتاب والمشركين والملحدين والتشبه الظاهر يدعو الى الموافقة في الباطن. سبعة وعشرون وخمسمائة. جميع اعمال الكافر واموره لابد فيها من خلل يمنعه ان تتم له منفعة ولو فرض صلاح شيء من اموره على التمام لاستحق بذلك ثواب الاخرة ولكن كل اموره اما فاسدة واما ناقصة. فالحمد لله على نعمة الاسلام التي هي اعظم النعم وام كل خير كما يحب ربنا ويرضى. فنفس مخالفة الكفار امر مقصود للشارع في الجملة ثمانية وعشرون وخمسمائة. وكما امر الشارع بمخالفة الكفار فقد امر بمخالفة الشياطين في عدة اشياء. تسعة وخمسمائة. اعتياد اللغة يؤثر في العقل والخلق والدين. تأثيرا قويا داينا بحسب تلك اللغة. ثلاثون وخمسمائة علينا ان نعرف المنكر معرفة تميز بينه وبين المباح والمكروه والمستحب والواجب. حتى نتمكن بهذه المعرفة من اتقائه واجتنابه. كما نعرف سائر المحرمات اذ الفرض علينا تركها ومن لم يعرف المنكر لا جملة ولا تفصيلا لم يتمكن من قصد اجتنابه. والمعرفة الجملية كافية بخلاف الواجبات فان الفرض لما كان فعلها والفعل لا يتأتى الا مفصلا وجبت معرفتها على سبيل التفصيل. واحد وثلاثون وخمسمائة لو اقال اما العلماء كتاب الله وفقهوا ما فيه من البينات التي هي حجج الله وما فيه من الهدى الذي هو العلم النافع والعمل الصالح واقاموا حكمة الله التي بعث بها رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم. وهي سنته لوجدوا فيها من انواع العلوم النافعة ما يحيط بعلم الناس. ولم يزوا حينئذ بين المحق والمبطل من جميع الخلق بوصف الشهادة التي جعلها الله لهذه الامة. حيث يقول وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ولا استغنوا بذلك عما ابتدعه المبتدعون من الحجج الفاسدة التي يزعم الكلاميون انهم ينصرون بها اصل الدين نعم. ومن الرأي الفاسد الذي يزعم القياسيون انهم يتمون به فروع الدين. وما كان من الحجج صحيحا ومن الرأي سديدا. فذلك له اصل في كتاب الله اي وسنة رسوله فهمه من فهمه وحرمه من حرمه. اثنان وثلاثون وخمسمائة ولا ريب ان من فعل البدع متأولا مجتهدا او مقلدا كان له اجر على حسن قصده وعلى عمله من حيث ما فيه من المشروع. وكان ما فيه من المبتدع مغفورا له اذا كان في اجتهاده او تقليده من تورين لكن هذا القدر لا يمنع كراهتها والتحذير منها والاعتياض عنها بالمشروع. ثلاثة وثلاثون وخمسمائة. وفي البدع مفاسد كثيرة واسمها اكبر من نفعها. اربعة وثلاثون وخمسمائة طريقة الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم انهم يأمرون الخلق بما في صلاحهم وينهونهم عما فيه فسادهم ولا يشغلونهم بالكلام في اسباب الكائنات كما تفعل المتفلسفة فان ذلك كثير التعب قليل الفائدة او موجب للضرر ومثل النبي صلى الله عليه وسلم مثل طبيب دخل على مريض فرأى مرضه فعلمه فقال له اشرب كذا واجتنب كذا ففعل ذلك فحصل غرضه من الشفاء والمتفلسف يطول معه الكلام في سبب ذلك المرض وصفته وذمه وذم ما اوجبه. ولو قال له مريض فما الذي يشفيني منه لم يكن له بذلك علم تام