المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله التاسع والثلاثون والثلاثمائة الحديث التاسع عن الحسن ابن ابي الحسن البصري انه قال حدثنا جندب في هذا المسجد وما نسينا منه حديثا وما نخشى ان يكون جندب كذب على رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع فاخذ سكينا فحز بها يده فما رقأ الدم حتى مات قال الله عز وجل بادرني عبدي بنفسه فحرمت عليه الجنة رواه البخاري ومسلم قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته وقوله في حديث الحسن البصري حدثنا جندب في هذا المسجد وما نسينا منه حديثا وما نخشى ان يكون جندب كذب على رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم وهذا كله تأكيد لحفظ هذا الحديث وانه ثابت اي اننا لم ننسى وجندب لا نظن به الكذب اي انه ثقة مقبول انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع اي من شدة المه فاخذ سكينا فحز بها يده اي قطعها من هلعه وجزعه فما رقأ الدم اي استمر الدم يخرج من يده فلم ينحبس حتى نزف دمه كله فمات لانه هو جوهر البدن الذي لا قوام للبدن بدونه فانه باذن الله تعالى ينقلب صفوة طعام الانسان وشرابه دما ثم يسوقه العزيز الحكيم الى الكبد ومنها يتفرق في جميع البدن فكل عضو وجزء من البدن يأتيه نصيبه من ذلك الدم واما الوكل فيخرج باذن الله من مخرجه فلو بقي في الانسان لهلك وقوله فقال الله بادرني عبدي بنفسه فحرمت عليه الجنة اي انه قتل نفسه وتعجل الموت جزعا من تلك المصيبة فحرمت عليه الجنة ففيه تحريم قتل النفس وفيه هذا الوعيد الشديد على من فعل ذلك ومن ظن ان في ذلك راحة له من ذلك الالم مثل هذا الشخص فقد اخطأ لانه يستمر عذابه الى يوم القيامة فينطبق عليه المثل كالمستجير من الرمضاء بالنار فما وقع فيه من العذاب اشد مما اراد التخلص منه بذلك الفعل ومثل هذا ما يفعل بعض الناس والعياذ بالله في بعض البهائم خصوصا التي لا تؤكل كالحمر فاذا تعطلت منفعتها اما قتلها او تركها للسباع وكما اذا وقعت في الم شديد وقتلها يريد اراحتها فهذا والعياذ بالله مجترئ على حدود الله فيجب عليه النفقة عليها ولا يذبحها الا اذا كانت تؤكل واراد ذبحها للاكل