باب صلاة الصبح والعصر عن نبي موسى رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من البردين دخل الجنة. متفق عليه. وعن ابي زهير ابن عمارة ابن الرويبة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لن يلج النار احد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها اه يا للفجر والعصر. رواه مسلم. وعن جندب ابن سفيان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى الصبح فهو في ذمة الله فانظر يا ابن ادم لا يطلبنك الله من ذمته بشيء رواه مسلم فمن الله التوفيق وصلى الله على بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه اما بعد فهذه الاحاديث الثلاثة الصلاتين طرفي النهار صلاة الفجر وصلاة العصر هاتان الصلاتان امرهما عظيم ولهما خصوصية العصر جاء قوله صلى الله عليه وسلم من ترك صلاة العصر حبط عمله الحديث الثاني يقول صلى الله عليه وسلم من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر اهله وماله الصبح من صلى الصبح فهو في ذمة الله قال يا ابن ادم لا يطلبنك الله بشيء من ظمته من ذمته فانهم من يطيعون الله بشيء من ذمته يدركه ثم يكبه في النار وفي الحديث من صلى البردين دخل الجنة النار احد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها يعني الفجر والعصر وما ذاك الا لانهما صلاتان عظيمتان في طرفي النهار ومن حافظ عليهما حافظ على ما سواهما ومن اقامها اقام ما سواهما فالواجب على مؤمن ان يجتهد في المحافظة على الصلوات الخمس والعناية بها والحذر من مشابهة اهل النفاق وان يخص الفجر والعصر عناية فالفجر ينام على كسالى هم المنافقون والعصر توافق انتهاء الناس من اعمالهم وتعبهم كثير من الناس قد يتركها يتساهل بها لما يعتريه من الفتور والظعف بسبب اعمال النهار وبعضهم يشغل عنها بشيء اخر من الشهوات التي يتعاطاها في اخر النهار فالمؤمن الصادق هو الذي يحافظ عليهما واذا حافظ عليهما فانه يحافظ على بقية الصلاة من باب اولى والصلاة عمود الاسلام من حفظها حفظ دينه ومن ضيعها فهو لباس فظيعة ولهذا علق الله بها احكاما عظيمة لانها هي عم العمود متى حفظ المؤمن هذا العبود واستقام عليه استقام في البقية وصار ايمانه بهذا العمود وحرصه عليه ومحافظته عليه يدعوه الى العناية بالبقية اوامر الله ورسوله ويدعوه ذلك ايضا الى ان ينتهي عما نهى الله عنه ورسوله فان الصلاة تنهى عن المحشاء والمنكر لما فيها من ذكر الله وقراءة القرآن والتسبيح والتهليل والخضوع لله بالركوع والسجود فهي عبادة عظيمة على انواع من العبادة فاذا استحضر فيها المؤمن قلبه وخشع فيها بقلبه اسفر له ذلك انواعا من العبادة من الخضوع والايمان واليقين والتعظيم لله ومحبته والمسارعة الى مراضيه والبعد عن مناهيه فان من اقامها قام دينه ومن اضاعها اضاع ليلة والفجر ايضا لها خصوصية من جهة انها تكون في اخر الليل عند حلاوة النوم عند حلاوة النوم في كن الليل يبرد وطيب النوم وفي الشتاء يشتد البرد فيتناقل الناس عن القيام فاذا حافظ عليها المؤمن شتاء وصيفا ولم يمنعه البرد ولا النوم عن المحافظة عليها صار ذلك من الدلائل على قوة الايمان واليقين وتعظيمه لهذه الشعيرة العظيمة التي يدعوه تعظيمه لها الى ان يعظم بقية الاهرام والنواهي. وفق الله الجميع. امين. امين