اي واستمع بقلبك نداء المنادي وهو اسرافيل عليه السلام حين في الصور من مكان قريب من الخلق يوم يسمعون صيحة اي كل الخلائق يسمعون تلك الصيحة المزعجة المهولة بالحق الذي لا شك فيه ولا المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي يقول تعالى وقال قرينه اي قرين هذا المكذب المعرض من الملائكة الذين وكلهم الله على حفظه وحفظ اعماله يوم القيامة ويحضر اعماله ويقول لقد احضرت ما جعلت عليه من حفظه وحفظ عمله فيجازى بعمله. ويقال لمن استحق النار اي كثير الكفر والعناد لايات الله. المكثر من المعاصي المجترئ على المحارم والمآثم مناع للخير ان يمنع الخير الذي عنده. الذي اعظمه الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله. مناع لنفع ماله بدني معتد على عباد الله وعلى حدوده مريب اي شاك في وعد الله ووعيده فلا ايمان ولا احسان ولكن وصفه الكفر والعدوان والشك والريب والشح. واتخاذ الالهة من دون الرحمن. ولهذا قال مع الله الها اخر فالقياه في العذاب الشديد. الذي جعل مع الله الها اخر اي عبد معه غيره ممن لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا فالقياه ايها الملكان القرينان الذي هو معظمها واشدها واشنعها اه اطغيته ولكن كان في ضلال بعيد. قال قرينه الشيطان متبرأ منه حاملا عليه اثمه ربنا ما اطغيته لاني لم يكن لي عليه سلطان ولا حجة ولا برهان فهو الذي ظل وابعد عن الحق باختياره. كما قال في الاية اخرى وقال الشيطان لما قضي الامر ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فاخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا انفسكم. قال الله تعالى مجيبا لاختصامهم قال لا تختصبوا لا تختصموا لدي اي لا فائدة في اختصامك عندي والحال اني اي جائتكم رسل امتراء ذلك يوم الخروج من القبور الذي انفرد به القادر على كل شيء ولهذا قال يوم تشقق الارض عنهم اي عن الاموات صراع اي يسرعون لاجابة الداعي لهم الى موقف القيامة بالايات البينات والحجج الواضحات والبراهين الساطعات. اقامت عليكم حجتي وانقطعت حجتكم وقدمتم علي بما اسلفتم من الاعمال التي وجب جزاؤها ما يبدل القول لدي. اي لا يمكن ان يخلف ما قاله الله واخبر به. لانه لا اصدق من الله قيلا ولا اصدق بل اجزيهم بما عملوا من خير وشر فلا يزاد في سيئاتهم ولا ينقص من حسناتهم. يوم نقول لجهنم هل امتلأت اقول هل من مزيد؟ يقول تعالى مخوف لعباده يوم نقول لجهنم هل امتلأت ذلك من كثرة ما القي فيها. اي لا تزال تطلب الزيادة من المجرمين العصر الصين غضبا لربها وغيظا على الكافرين. وقد وعدها الله ملأها. كما قال تعالى لاملأن جهنم من الجنة والناس اجمعين حتى يضع رب العزة عليها قدمه الكريمة المنزهة عن التشبيه فينزوي بعضها على بعض وتقول قط قط قد اكتفيت وامتلأت وازلفت الجنة. اي قربت بحيث تشاهد وينظر ما فيها من النعيم المقيم. والحبرة والسرور وانما ازلفت قربت لاجل المتقين لربهم التاركين للشرك صغيره وكبيره. الممتثلين لاوامر ربهم المنقادين له. ويقال لهم هم على وجه التهنئة. اي هذه الجنة وما فيها مما تشتهيه الانفس وتلذ الاعين. هي التي وعد الله كل اواب. اي رجاع الى الله في جميع الاوقات. بذكره وحبه والاستعانة به ودعائه وخوفه ورجائه. حفيظ ان يحافظ على ما امر الله به. بامتثاله على وجه الاخلاص ما لي له على اكمل الوجوه حفيظ لحدوده من خشي الرحمن اي خافه على وجه المعرفة بربه والرجاء لرحمته ولازم على خشية الله في حال غيبه. اي مغيبه عن اعين الناس. وهذه هي الخشية الحقيقية. واما خشيته في حال نظر الناس وحضورهم فقد تكون رياء وسمعة فلا تدل على الخشية. وانما الخشية النافعة خشية الله في الغيب والشهوة شهادة ويحتمل ان المراد بخشية الله بالغيب كالمراد بالايمان بالغيب. وان هذا مقابل للشهادة. حيث يكون الايمان وخشية لا اختياري حيث يعاين العذاب وتأتي ايات الله وهذا هو الظاهر اي وصفه الانابة الى مولاه وانجذاب دواعيه الى مراضيه ويقال لهؤلاء الاتقياء الابرار. اي دخولا مقرونا السلامة من الافات والشرور مأمونا فيه جميع مكاره الامور. فلا انقطاع لنعيمهم ولا كدر ولا تنغيص الذي لا زوال له ولا موت ولا شيء من المكدرات لهن يشاؤون فيها ولدينا مزيد. لهم ما يشاؤون فيها اي كل ما تعلقت به مشيئتهم فهو حاصل فيها ولهم فوق ذلك مزيد اي ثواب يمدهم به الرحمن الرحيم. مما لا عين رأت ولا اذن سمعت. ولا خطر على قلب بشر. واعظم ذلك واجله وافضله. النظر الى وجه الله الكريم والتمتع بسماع كلامه والتنعم بقربه. نسأل الله تعالى ان يجعلنا منهم يقول تعالى مخوف للمشركين المكذبين للرسول وكم اهلكنا قبلهم من قرن اي امما كثيرة هم اشد من هؤلاء بطشا. اي قوة واثارا في الارض ولهذا قال تنقبوا في البلاد اي بنوا الحصون المنيعة والمنازل الرفيعة وغرسوا الاشجار واجروا الانهار وزرعوا وعمروا ودمروا. فلما كذبوا رسل الله وجحدوا ايات الله. اخذهم الله بالعقاب الاليم. والعذاب الشديد اي لا مفر لهم من عذاب الله حين نزل بهم ولا منفذ. فلم تغني عنهم قوتهم ولا اموالهم ولا اولادهم لمن كان له قلب اي قلب عظيم حي ذكي ذكي. فهذا اذا ورد عليه شيء من ايات الله تذكر بها وانتفع فارتفع. وكذلك من القى سمعه الى ايات الله واستمعها استماعا يسترشد به وقلبه شهيد. اي حاضر فهذا له ايضا ذكرى وموعظة وشفاء وهدى واما المعرض الذي لم يلق سمعه الى الايات فهذا لا تفيده شيئا لانه لا قبول عنده. ولا تقتضي حكمة الله في هداية من هذا وصفه ونعته وما مسنا من الغابة. وهذا اخبار منه تعالى عن قدرته العظيمة ومشيئته النافذة التي اوجد بها اعظم المخلوقات السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام. اولها يوم الاحد واخرها يوم الجمعة. من غير تعب ولا انصب ولا لغوب ولا اعياء. فالذي اوجدها على كبرها وعظمتها قادر على احياء الموتى من باب اولى واحرى فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب فاصبر على ما يقولون من الذم لك والتكذيب بما جئت به. واشتغل عنهم واله بطاعة ربك وتسبيحه. اول النهار واخره. وفي اوقات الليل وادبار الصلوات فان ذكر الله تعالى مصل للنفوس مؤنس لها مهون للصبر اي هين على الله يسير لا تعب فيه ولا كلفة فذكر بالقرآن نحن اعلم بما يقولون لك مما يحزنك من الاذى واذا كنا اعلم بذلك فقد علمت كيف اعتناؤنا بك وتيسيرنا لامورك ونصرنا لك على اعدائك فليفرح قلبك اطمئن نفسك ولتعلم اننا ارحم بك وارأف من نفسك. فلم يبقى لك الا انتظار وعد الله. والتأسي باولي العزم من رسل الله اي مسلط عليهم انما منذر ولكل قوم هاد. ولهذا قال والتذكير هو تذكير ما تقرر في العقول والفطر. من محبة الخير وايثاره وفعله. ومن بغض الشر ومجانبته وانما يتذكر بالتذكير من يخاف وعيد الله. واما من لم يخف الوعيد ولم يؤمن به. فهذا فائدة تذكيره اقامة الحج عليه لان لا يقول ما جاءنا من بشير ولا نذير