بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فهذه هي المحاضرة الرابعة والثلاثون في موسوعة فوارق لغتي سلسلة العموم والخصوص وهي بعنوان الضر والضر. توصلنا في المحاضرة السابقة الى ان الفتح كثير في اللغة لان معظم اللغة منصوبات فهو يدل على العموم ومن هنا فكانت كلمات الشر والضر والرشد والسوء والحزن كلها كلمات تدل على العموم كثرة اما الضم فهو قليل في اللغة. لان القليل من اللغة مرفوعات. فهو يدل على الخصوص بالضرورة ومن هنا فكانت كلمات الضر والرشد والسوء والحزن تدل على خصوص النوع. ولنبدأ بالتحليل بالصوت لكلمة الضر الف لام ضاد الضاد مشددة بالضم ثم راء مشددة الضر فيه صوت الراء صوت مشدد. اي مكرر نطقا ابدأوا بصوت الراء الساكنة ثم يليه صوت الراء المتحرك بالضم. الضر ظو الراء الساكنة صوت يحتاج الى مجهود قليل عند النطق به. اما الراء متحركة فهو صوت يحتاج الى مجهود صوتي كبير عند النطق به. الضر وهذا يوحي بان الضر فيه تكرار يبدأ من الضعيف الى القوي اي يبدأ من الاضعف الى الاقوى. ولذلك تأتي الاية اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. واذا مسكم الضر وفي البحر ضل من تدعون الا اياه. فلما نجاكم الى البر اعرضتم وكان الانسان كفورا. سورة اسراء الاية سبعة وستين لاحظ واذا مسكم الضر في البحر. الضر في البحر انما هو الاموات الخاصة المحددة بنوعها المؤدية الى الغرق. والضر فيه تكرار لصوت الراء وهو مناسب للتكرار الذي تتصف به امواج البحر الضو فكانه موج يتتابع بعضه فوق بعض. اذا الضر بالفتح فيه تكرار ايضا بالضرورة. ولما كانت ضار من فتح فيه عموم بانواعه. فانواع الضر كثيرة ومتدرجة ايضا. من الاصغر الى الاكبر او من الاضعف الى الاقوى. فان قال قائل ما علاقة الضر بالعذاب الاجابة. الضر يتساوى مع العذاب. بدليل العامل المشترك بين الايتين التاليتين اذ ان الضر والعذاب جاء في الايتين متلازمين مع الفعل كشفا الاية تقول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر واتيناه اهله ومثله لهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين. سورة الانبياء الاية اربعة وتمانين الاية الاخرى ربنا اكشف ان العذاب انا مؤمنون. سورة الدخان الاية اتناشر لاحظ فكشفنا ما به من ضر. لاحظ ربنا اكشف عنا العذاب. فالعامل المشترك بين الايتين هو الفعل كشف. ومن هنا فالضر هو العذاب في القرآن الكريم. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم. فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يا غش الناس هذا عذاب اليم. سورة الدخان الاية العاشرة والحادية عشرة اذا نوع العذاب تابعونا نوع خاص يوم تأتي السماء بدخان مبين. الدخان هو النوع وخاصم انواع العذاب. فلما دلت هذه الاية على خصوص نوع العذاب وهو الدخان دل ذلك على ان العذاب مناظر للضر بضم الضاد الدال على خصوص النوع ايضا لاحظ ايضا من الادلة الاخرى على ان العذاب يدل على خصوص النوع مثل الضر تماما. الاية التي يقول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. لاعذبنه عذابا شديدا. او لاذبحنه. او ليأتين من سلطان مبين سورة النمل الاية واحد وعشرين لاحظ عذابا يقصد به خصوص نوع العذاب هنا شديدا. والدليل على ذلك ان المفعول المطلق هنا لاعذبني انه عذابا عذابا مفعول مطلق مبين للنوع. لانه منصوف. اذا وصف المفعول المطلق او اضيف نوعه مفعول مطلق مبين للنوع اي لخصوص وهذا دليل اخر على ان العذاب هنا يدل على خصوص النوع مثل الضر تماما. لذلك اذا اذا رجعنا الى ايتي سورة الدخان اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. فارتقب يوم تأتي السماء يغشى الناس هذا عذاب اليم. لاحظ نوع العذاب مذكور في الاية الثانية هذا عذاب اليم. مثلها مثل لاعذبنه عذابا شديد اذا عذابا شديدا كانت مفعولا مطلقا مبينا لنوع العذاب بوصف كلمة العذاب. وهنا الاية العاشرة من من سورة الدخان تقول بدخان مبين هذا هو نوع العذاب ثم تؤكد الاية التالية لها نوع العذاب بقولها هذا عذاب اليم. وصف العذاب هنا فكأنه كأنه يشبه مفعول المطلق المبين لنوع العذاب في قوله لاعذبنه عذابا شديدا. اذا فقد وصلنا الى ان العذاب مثل الضر بالضم يدل على خصوص النوع. فهل يكون العدل باب مثل الضر بالفتح دالا على عموم الانواع وكثرتها؟ الاجابة نعم. فالاية تقول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع. سورة المعارف الاية الاولى والثانية لاحظ بعذاب واقع. بالرغم من ان العذاب هنا موصوف ولكن موصوف بكلمة واقع اي حادث. اي كائن. ولم يوصف بالشدة او الم مثلا هذه نقطة. النقطة الثانية كلمة للكافرين. هذا العذاب الواقع وقع للكافرين الكافرون لفظ فيه عموم وكثرة. فالكافرون اقوام كثيرة. ونلاحظ في القرآن كريم ان الكافرين لا يعمهم نوع واحد من العذاب. فلكل قوم من اقوام الكافرين نوع خاص من العذاب. ولذلك العذاب هنا سأل سائل بعذاب واقع للكافرين العذاب هنا يقصد به عموم الانواع. يعم الكافرين كلهم بانواعهم. وبانواع المختلفة. وهذه هي النقطة الفارقة بين الضر والعذاب. فالعذاب هو مرادف للكلمتين معا في المعنى. بمعنى ان الضر يدل على الخصوص والضر يدل على والعذاب يدل على الخصوص. ويدل على العموم ايضا. نرجع الى الضر الضر فيه تكرار. وقلنا حركة الامواج في الاية التي تقول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. واذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون فانا اياه سورة الاسراء الاية سبعة وستين بما ان الضر فيه تكرار فالعذاب ايضا فيه تكرار والدليل على ذلك الاية التي تقول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. ان الذين كفروا باياتنا سوف نصليهم نارا. كلما مضى يوجد جلودهم بدلناهم جلودا غير عاليذوقوا العذاب. ان الله كان عزيزا حكيما. سورة النساء الاية ست ستة وخمسين لاحظوا العذاب فيه تكرار بدليل بدلناهم جنودا غيرها ليذوقوا العذاب اي ليتكرر عليهم العذاب. اذا العنصر المشترك بين الكلمات الثلاث الضر والضر والعذاب هو التكرار. لان الضر خصوص والضر عموم عذاب عموم وخصوص. اذا العنصر الوحيد المشترك بين الضر والضر والعذاب انما هو وجود التكرار. فاذا سأل سائل فقال هل هناك عنصر اخر مشترك بين هذه الكلمات الثلاث؟ الاجابة نعم. قلنا ان التكرار يبدأ من الاضعف الى الاقوى. بدليل حركة الامواج. واذا مسكم الضر في البحر فهناك درجات في الضر. وهناك درجات في الضر. بمعنى ان هناك درجات في الضر الخاص وان هناك درجات في العام والعذاب ايضا فيه درجات بدليل الاية التي تقول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. ولنذيقنهم من العذاب الادنى دون العذاب الاكبر لعلهم يرجعون سورة السجدة الاية واحد وعشرين لاحظ ان درجات العذاب تبدأ من العذاب الادنى وتنتهي عند العذاب الاكبر. مثلها مثل الضر والضر اللذين يبدأان من الاضعف الى الاقوى كحركة الموج فالموجة تبدأ من الضعف الى القوة بالضرورة. اذا العامل المشترك بين الخاص والضر العام والعذاب الخاص والعام هو عاملان حتى الان والدرجات. فلماذا لم تأتي الضر والضر مكان كلمة العذاب في القرآن الكريم؟ هل الاجابة كل هذه الكلمات فيه تدرج فيه درجات الا ان الضر والضر في القرآن الكريم لم يأتي موصوفين. بينما العذاب في القرآن الكريم جاء موصوفا باكثر من صفة هناك العذاب العظيم. هناك العذاب الاليم. هناك العذاب الشديد. وهكذا تعدد الصفات في العذاب فيه تفصيل لطبيعة العذاب وتخويف اكثر. لذلك لم يذكر الضر والضر بدلا من العذاب في القرآن الكريم. السبب الثاني هو ان الضر فيه بانواعه وان الضر فيه خصوص محدد بنوعه. بينما العذاب كلمة واحدة تجمع وبين العموم بانواعه والخصوص المحدد بنوعه. فالكلمة تتسع للمعنىين معا فهي في انسب من جهة الايجاز. السبب الثالث لعدم وجود الضر او الضر مكان كلمة العذاب زيادة المبنى عدد حروف الكلمة بناء الكلمة زيادته يدل على زيادة المعنى. العذاب اكثر وحروفا فهو اكثر معنى من كلمة الضر واكثر معنى من كلمة الضر. لذلك فهو وممتد بنص القرآن في الدنيا والاخرة اذ تقول الاية اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. لهم عذاب في الحياة الدنيا ولا عذاب الاخرة اشق. سورة الرعد الاية اربعة وتلاتين بينما لم يذكر الضر والضر في الاخرة في القرآن الكريم اطلاقا. ولما كان العذاب ياتي موصوفا باكثر من صفة ويجمع المعنيين معا الضر الخاص بنوعه والضر العام بانواعه ولما كان العذاب هو اقوى في المعنى من الضر والضر لكثرة حروقه فقد جاءت الاية الكريمة. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. واذكر عددنا ايوب اذ نادى ربه اني مسني الشيطان بنصب وعذاب ارقد برجلك هذا مغتسل بارد وشراب. سورة صاد. الاية واحد واربعين. الاية اتنين واربعين. لاحظ اني سمي الشيطان بنصب وعذاب. اي عذاب يوصف باكثر من صفة. اي عذاب يجمع الخصوص بنوعه والعيون بانواعه. اي عذاب اقوى في المعنى من كلمتي الضر الخاصة والضر العامة. وهناك ملحظ اخر في هذه الاية انه لم تأتي الفاء بعد هذا الدعاء كما في الاية اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. وايوب اذ نادى ربه اني مسني الضر وانت ارحموا الراحمين فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر. سورة الانبياء الاية تلاتة وتمانين الاية اربعة وتمانين قالت الاية وايوب اذ نادى ربه ان السمي الضر الضر الخاص بنوعه فجاءت بداية الاية التالية استجبنا له فكشفنا ما به من ضر. لم تأتي الفاء في دعاء نبي الله ايوب صلى الله عليه وسلم وجود كلمة العذاب اني مسني الشيطان بنصب وعذاب. والله لا يعذب انبيائه لذلك لم تأتي الاية التالية فاستجبنا له فكشفنا بل جاءت بالعلاج المباشر بالاخذ بالاسباب ارقد برجلك هذا مغتسل بارد وشراب. نستكمله في المحاضرة التالية باذن الله. شكر الله لكم والسلام عليكم ورحمة الله الله وبركاته