والا ما ما يكفي انه يعرف ان هذا ضار وهذا ناظر لابد يكون المعرفة يكون عنده عزم على ترك هذه الاشياء صبر عنها وما هي الا مدة يسيرة حتى ينساها هذه فردية ولكن مظهر الشرك ومظهر الوثنية ومظهر الاصنام هذا طهر الله البيت منهم ولله الحمد. طهر الله البيت منه فلا يوجد الا شيء فلتات من بعض الناس وتعالج والحمد لله بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. شرح كتاب الداء والدواء. الجواب لمن سأل عن الدواء الشافي للامام ابن القيم الجوزية رحمه الله الدرس الرابع والثلاثون. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد قال المصنف رحمه الله تعالى الطريق الثاني المانع من حصول تعلق القلب اشتغال القلب بما يبعده عن ذلك. بسم الله الرحمن الرحيم لما ذكر الشيخ رحمه الله مرض الشهوة الذي يكون في قلب الانسان يترتب على ذلك النظر المحرم الى النساء وغيرها من ما يدعو الى الفتنة وفساد الخروج لما ذكر هذا المرض ذكر العلاج له ان الله جل وعلا ما انزل داء الا وانزل له شفاء فهذا المرض خطير وهو مرض الشهوة له علاج وهو من شيئين. الشيء الاول غض البصر ولهذا قال سبحانه وتعالى قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك ازكى لهم ان الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن ثم امرهن بالحجاب لان الحجاب ايضا وقاية وقاية من هذه الافة اذا تحجبت المرأة لم يبدو منها شيء يفتن الناس واذا لم تتحجب فانها تظهر فتنتها زينتها سواء كانت زينة بدنية او زينة الحلي او زينة اللباس ان الزينة على اقسام زينة البدن والجمال وزينة الحلي الذي تلبسه الانظار وزينة اللباس فهي مأمورة لتجنب هذه الاشياء ان ان تتحجب ان تضفي الحجاب على بدنها بحيث لا يظهر منه شيء يفتن الناس. المحجبة لا يدرى عنها ولا تعرف هل هي جميلة او دميلة وان تستر الحلي الذي عليها وان يكون اللباس الذي تلبسه ليس فيه فتنة ليس فيه جمال ولا زينة وانما يكون ثوبا ساترا ليس فيه تطريز وليس في شيء من التجميل بهذه الطريقة بهذه الطريقة المرأة تسلم ويسلم منها الناس يسلم من الناس هذا الاول. الشيء الاول غض البصر من الرجل والمرأة وتحجب المرأة ولذلك يحرص الشيطان وجنود الشيطان من بني ادم يحرصون على الدعوة الى السفور ويهاجمون الحجاب ويسخرون منه لان الشيطان لعنه الله يعلم ما لكشف الحجاب من الفتن والشرور وكان حاول مع ادم وزوجه من قبل حينما امرهما بالاكل من الشجرة من اجل ظهور العورات ليبدي لهما ما ووري هل هما من سوءاتهم فاكل من الشجرة فبدت لهما سوءاتهما وطفق يحسبان عليه ورق الجنة ثم امر المشركين بان يطوفوا بالبيت عراة ويقول لهم انها الثياب التي عصيتم الله فيها اخلعوا من شدة الورع بزعمه فهو يقصد الفتنة وكانوا يطوفون بالبيت عراة ويعتبرون هذا من الطاعة لله فاذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها اباءنا والله امرنا بها يظنون ان هذا من من الطاعة لله عز وجل. فلهذا النبي صلى الله عليه وسلم لما فتح الله عليه مكة واراد ان يحج تأخر لما فرض الله عليه الحج تأخر في اول سنة لاجل منع هذه الجريمة وارسل من ينادي الا يطوف الا بالبيت عريان لا يحج بعد هذا العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان وذلك لقوله تعالى يا ايها الذين امنوا انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا فمنع المشركين ومنع العراة من الطواف بالبيت واستقر هذا ولله الحمد ومنع الشرك ومنع تعري قول البيت وان كان الان فيه من النساء الفاتنات والشرور من تحاول ان تظهر زينتها عند البيت لكن هذا شيء خفي شيء سرقة شيء سرقة ومسؤوليته على من تبناه وفعل لكن هو من جهة العموم ممنوعة. كذلك الشرك ممنوع من جهة العموم وكون بعض الناس يصدر منه شرك او دعوة لغير الله الشاهد ان هذا علاج علاج الشهوة بامرين الاول غض البصر وقد ذكر الله فوائد غض البصر ذلك ازكى لهم اذا غض بصره فهو ازكى له يعني اطهر له ولقلبه ولسلوكه واخلاقه فغض البصر يتزكى فيه الانسان في قلبه وفي نفسه وفي اعماله واخلاق ولا يجب اليه شهوة وكذلك غض البصر فيه النور الذي يكون في القلب اذا غض بصره القى الله في قلبه نور الايمان واما اذا لم يغض بصره فان قلبه يعمى بمرظ الشهوة وظلمات الشهوة فلا يكون فيه نور هذا الشيء الاول وذكر الشيخ فوايد اه وصلت الى عشر فوائد قرأناها في الدرس الماضي بغض البصر. فوائد غض البصر ذكر منها عشر لكن اهمها الزكاة زكاة النفس والنور الذي يجعله الله في قلب المؤمن الذي يغض بصره نعم الامر الثاني الطريق الثاني المانع من حصول تعلق القلب. اشتغال القلب بما يبعده عن ذلك ويحول بينه وبين الوقوع فيه وهو اما خوف مقلق او حب مزعج نعم. فمتى خلا القلب من خوف ما فواته وضر عليه من حصول هذا المحبوب. نعم. احسن الله اليك. فمتى خلا القلب من خوف ما فواته فظوا عليه من حصول هذا المحبوب او خوف مما حصلوا واضروا عليه من فوات هذا المحبوب او محبته ما هو انفع له وخير له من هذا المحبوب وفواته اضر عليه من فوات هذا المحبوب لم يجد بدا من عشق الصور نعم الثاني من العلاج خوف الله عز وجل ان يخاف المؤمن من الله عز وجل فاذا خاف من الله ملك بصره وملك سمعه ملك جوارحه اذا خاف من الله عز وجل وكذلك المحبة بدل ما تكون محبته للشهوات تكون محبته لله عز وجل وما عنده فاذا رزق الخوف من الله والمحبة لما عند الله فانه يسلم من هذه الافة نعم وشرح هذا ان النفس لا تترك محبوبا الا لمحبوب لم يحب الله عز وجل احب الصور الفاتنة والنظر الى ما حرم الله نعم وشرح هذا ان النفس لا تترك محبوبا الا لمحبوب اعلى منك او خشية مكروه حصوله اضر عليهم اضر عليها من فوات هذا المحبوب وهذا يحتاج صاحبه الى امرين ان فقدهما او احدهما لم ينتفع بنفسه احدهما بصيرة صحيحة يفرقوا بها بين يفرقوا بها بين درجات المحبوب والمكروه ويؤثر على المحبوبين على ادناهم على ادناهما. ويحتمل ادنى المكروهين ليخلص من اعلاهما. وهذا خاصة العقل ولا يعد عاقلا من كان بضد ذلك بل قد تكون البهائم احسن حال منه نعم الثاني قوة عزم وصبر يتمكن به من هذا الفعل والترك فكثيرا ما يعرف الرجل قدر التفاوت. الاول البصيرة ان يكون عند الانسان بصيرة في قلبه بحيث يقارن بين اللذة العاجلة والعقوبة الاجل وخارج بين المضار والمفاسد بينما ضرت الشهوة العاجلة وعقوبتها الاجلة فيقارن بين ذلك هذا يحتاج الى بصيرة لان بعض الناس ينظر الى اللذة العاجلة وينسى العقوبة فيقع في المحظورات ومن وفقه الله نظر النظرة الى الى الى العواقب فترك الشهوة العاجلة خوفا من العقوبة. هذه بصيرة يعطيها الله من يشاء من عباده نعم الثاني قوة عزم وصبر يتمكن به من هذا الفعل والترك اي نعم مع البصيرة يعطيه الله قوة عزم قوة عزم بحيث يترك هذه الاشياء. لانها تركها يحتاج الى عزم اللي ما عنده عزم ما يتمكن ولو كان عنده خوف وعنده وعنده بصيرة لكن اذا لم يكن عنده عزيمة فانه لا يستفيد منه كل هذا لا بد انه يكون عنده عزيمة على ترك هذا الشيء والصبر عنه الصبر الصبر عن مألوفاته وشهواته نعم فكثيرا ما يعرف الرجل قدر التفاوت. ولكن يأبى له ضعف نفسه وهمته وعزيمته على اشياء لا تنفع من خسته وحرصه ووضاعة نفسه وخسة همته نعم كثيرا ما يكون عند الناس معرفة للاشياء وان هذا ضار وهذا نافع ولكن ما عنده عزل على ترك الظال عزيمته ضعيفة فيعرف ان الزنا انه انه قبيح وان له اثارا سيئا ولكن ما يقدر على تركه ما عنده عزيمة فعنده عزيمة ولا عنده صبر يعرف ان مثلا الدخان اللي يشربونه بعض الناس يعرف انه ضار وانه ما في فايدة وانه قبيح وانه منتن وانه لا خير فيه لكن ما يقدر ما عنده عزيمة ولذلك يقع في كثير من المدخنين يعرفون هذا الدخان انه انه مرظ وظرر وشر ويتمنون الخلاص منه لكن ما عندهم عزيمة يتركونها هذا المشكل فيكون عند الانسان عزيمة يترك هذه الاشياء وحتى يبغضها اذا عزم على تركها وتركها فعلا ما هي الا مدة يسيرة حتى تسلو نفسه عنها ويتركها نهائيا يشغلها نعم ومثل هذا لا ينتفع بنفسه ولا ينتفع به غيره اللي ما عنده عزيمة ما ينتفع بنفسه ولا ينتفع به غيره من الناس. نعم وقد منع الله سبحانه امامة الدين الا من اهل الصبي واليقين قال تعالى وجعلناهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون بالصبر واليقين شر واليقين بما عند الله عز وجل من الثواب والعقاب بهاتين الصفتين ينال الانسان الامامة يعني القدوة الامامة يعني القدوة في الدين. هم معنى الامامة هنا انه يكون ولي امر. لا معنى الامامة انه يكون قدوة حسنة لان الامام لها معاني منها القدوة وجعلناهم ائمة يهدون بها يعني قدوة واجعلنا للمتقين اماما. يعني قدوة اجعلنا للمتقين اماما يعني قدوة قدوة حسنة نعم فقال تعالى وبقوله يهتدي المهتدون منهم وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون نالوا هذه المرتبة. الامامة وهي القدوة الحسنة ولهذا يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله بالصبر واليقين تنال الامامة في الدين نعم وهذا هو الذي ينتفع بعلمه وينتفع به الناس. نعم. وضده لا ينتفع بعلمه ولا ينتفع به غيره نعم. ومن الناس من ينتفع بعلمه في نفسه ولا ينتفع به غيره. فالاول يمشي في نوره ويمشي الناس في نوره والثاني قد طفئ النور فهو يمشي في الظلمات ومن تبعه في ظلمته والثالث يمشي في نوره وحده. نعم الناس من يمشي بنور ويمشون الناس على نوره وهو العالم الذي يعمل بعلمه هذا يكون نفعه متعديا نفعه لنفسه ولغيره متعدي مثل القمر والشمس وضيئان للكون وضيئان الكون بعد الاظاءة في انفسهما يظيئان الكون واما والقسم الثاني من من ليس فيه الا ظلم ما فيه نور لا لنفسه ولا لغيره ظلمه مظلم والعياذ بالله والقسم الثالث من فيه ضياء لنفسه ونور لنفسه لكن ما نوره ضعيف نوره قاصر مثل مثل الكوكب مثل الكوكب نوره قاصر عليه ولهذا شبه النبي صلى الله عليه وسلم العلماء شبههم بالقمر قال فظل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب وهذا فرق واضح العالم الذي يعمل بعلمه ينتفع وينفع الناس مثل القمر واما العابد نفعه لنفسه فقط ولا ينفع ولا ينتفع به احد ولكنه احسن حال من المظلم الذي ليس فيه نور. احسن حال نعم فصل اذا عرفت هذه المقدمة فلا يمكن ان يجتمع في القلب حب المحبوب الاعلى وعشق الصور ابدا ما يمكن يجتمع حب الله جل وعلا وحب الصور والفتن الشهوات لا يجتمعون ضدك فاما ان تحب الله وتكره هذه الاشياء واما ان تحب هذه الاشياء ولا تحب الله عز وجل نعم بل هما ضدان لا يتلاقيان. نعم. بل لابد ان يخرج احدهما صاحبه فمن كانت قوة حبه حبه كلها للمحبوب الاعلى الذي محبة ما سواه باطلة وعذاب على صاحبها صرفه ذلك عن محبة ما سواه وان احبه لم يحبه الا لاجله او لكونه وسيلة الى محبته او قاطعا له عما يضاد محبته وينقصها والمحبة الصادقة تقتضي توحيد المحبوب والا يشرك بينه وبين غيره في محبته واذا كان المحبوب من الخلق يأمن من الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله لان محبة المؤمنين لله خالصة ومحبة المشركين لله مشتركة اشترك يحبون الله ويحبون الاصنام فبطلت محبتهم لله اما المؤمنون فيحبون الله حبا خالصا ولهذا يبغضون الاصنام ويبغضون الشرك بالله عز وجل نعم والمحبة من اعلى درجات الدين المحبة من اعلى درجات الدين الحب في الله والبغض في الله محبة الله اولا محبة رسوله ثم محبة اولياء الله وبغض اعداء الله نعم واذا كان المحبوب من الخلق يأنف ويغار ان يشرك معه محبة غيره في محبته ويمقته لذلك ويبعده ولا يحظيه ولا يحظيه بقومه ويعده كاذبا في دعوى محبته. مع انه ليس اهلا في كل قوة المحبة اليه. فكيف بالحبيب الاعلى الذي لا تنبغي المحبة والاله وحده. ولهذا عاتب الله المؤمنين الذين لم يهاجروا ولم يقاتلوا في سبيل الله عاتبهم وان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال تركتموها وتجارة تخشون فسادها ومشاكل ترضون احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بامره فمن قدم محبوباته على محبة الله فهو متوعد بهذا الوعيد اما الذي يقدم محبة الله على محبوبات نفسه هذا هو السعيد لكن هذا يحتاج الى ايمان صبر يقين نعم فكيف بالحبيب الاعلى الذي لا تنبغي المحبة الاله وحده وكل محبة لغيره فهي عذاب على صاحبها ووبال ولهذا لا يغفر الله سبحانه ان يشرك به في هذه المحبة ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فمحبة الصور تفوت محبة ما هو انفع للعبد منها بل تفوت محبة ما ليس له صلاح ولا نعيم ولا حياة نافعة الا بمحبته وحده فليختبر العبد احدى المحبتين فانهما لا يجتمعان في القلب ولا يرتفعان منه بل من اعرض عن محبة الله وذكره والشوق الى لقائه ابتلاه بمحبة غيره ليعذبه بها في الدنيا وفي البرزخ وفي الاخرة فاما ان يعذبه بمحبة الاوثان او بمحبة الصلبان او المردان او محبة النيران او محبة النسوان او محبة الايمان او محبة العشراء والاخوان او محبة ما دون ذلك مما هو في غاية الحقارة والهوان فالانسان عبد محبوبه كائنا من كان كما قيل انت القتيل بكل من احببته فاختر لنفسك في الهوى من تصطفي فمن لم يكن الهه مالكه ومولاه كان الهه كان الهه هواه قال تعالى افرأيت من اتخذ الهه هواه واظله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة. فمن يهديه فمن يهديه من بعد الله افلا تذكرون نعم من احب الله عز وجل فانه يحب ما يحبه الله ويبغض ما يبغضه الله ومن احب غير الله ابتلاه الله جل وعلا بحب اشياء لا تنفعه بل تضره فيحب النظر الى النساء ويحب النظر الى ما حرم الله يحب بل قد يحب عبادة الاصنام المشركون يحبون الاصنام ولهذا يستميتون دونها ويقاتلون ويقتلون انهم يحبونه يحبونه لو هم ما يحبونه ما ما قاتلوا دونها ولا بذلوا انفسهم واموالهم دون لنا انهم يحبون ابتلاهم الله بمحبتهم والعياذ بالله لما تركوا محبة الله ابتلاهم الله بمحبة الاشجار والاحجار والقبور والاضرحة وغير ذلك فضاعوا ولا حول ولا قوة الا بالله ضاعوا في محبتهم وهلكوا عقوبة لهم هذا الفرق بين المحبتين محبة محبة الله ومحبة غير الله. نعم الانسان يحب اولاده ويحب ماله ويحب بلده لكن هذه محبة طبيعية هذي محبة طبيعية ما هي بمحبة عبادة فان قدمها على محبة الله صارت مذمومة. وان كان اباؤكم وابناؤكم الى اخر الاية اما ان قدم محبة الله عليها فهذا دليل على صدقه مع الله سبحانه وتعالى. ولهذا الصحابة تركوا اوطانهم تركوا اولادهم وهاجروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تركوا محبوباتي واثروا محبة الله ورسوله فهاجروا وجاهدوا في سبيل الله وبذلوا انفسهم واموالهم هذه المحبة الصادقة نعم فصل وخاصية التعبد الحب مع الخضوع والذل للمحبوب فمن احب محبوبا وخضع له فقد تعبد قلبه له نعم اصل انك تحب الشيء هذا ما تلام عليه تحب الزوجة تحب الولد تحب المال هذه طبيعية جعلها الله في القلوب والنفوس لمصلحة لكن الكلام هل تدل لهذا الشيء تنقاد له يؤثره على محبة الله هذه عبادة هذا نوع من العبادة الحب الذي معه ذل هذا عبادة اما الحب الذي ليس معه ذل للمحبوب هذا ليس عبادة فرق بين هذا ولهذا العبادة هي غاية الحب مع غاية الذل فمن احب شيئا ولم يذل له فانه لا ليس عابدا له. اما من احبه وذل له فهو عابد له ولهذا قال صلى الله عليه وسلم تعس عبد الدينار تعيس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة تعس عبد الخمينة لنعطي رضي وان لم يعطى لم يرظى سماهم عباد لهذه الاشياء لانهم احبوها واثروها على محبة الله عز وجل نعم بل التعبد احد مراتب الحب ويقال له التتيم ايضا فانه احب لها عشر لها عشر عشر لها عشرة انواع لها عشر انواع اعلاها الخلة اعلى درجات المحبة الخلاء بان يكون المحب لا يحب غير محبوبه. ما يحب معه احد ابد وهذه درجة عالية ما نالها من البشر الا اثنان محمد صلى الله عليه وسلم وابراهيم اتخذه الله خليلا اتخذ الله ابراهيم خليلا فابراهيم يحب الله محبة خالصة ولا يحب معه غيره. كذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبعدها درجات المحبة نعم شنو بل التعبد احد مراتب الحب ويقال له التتيم ايضا فان اول مراتبه العلاقة وسميت علاقة لتعلق المحب بالمحبوب قال الشاعر وعلقت ليلى وهي ذات تمائم ولم يبدو للاتراب من ثديها حجم وقال الاخر اعلاقة ام الوليد بعدما افنان رأسك كالثغام المخلس ثم بعدها الصبابة وسميت بذلك بانصباب القلب الى المحبوب قال الشاعر تشكل محبون الصبابة ليتني تحملتم ما يلقون من بينهم وحدي فكانت لقلبي لذة الحب كلها. فلم يلقها قبلي محب ولا بعدي ثم الغرام وهو لزوم الحب درجات المحبة هذه درجات المحبة اولها العلاقة ثم الصبابة ثم الغرام نعم ثم الغرام وهو لزوم الحب للقلب لزوما لا ينفك عنه ومنه ومنه سمي الغريم غريما لملازمة صاحبه. هم. ومنه قوله تعالى ان عذابها كان غراما. يعني ملازما والعياذ بالله الله عذاب جهنم ملازم لا ينفك عن المعذبين ما يتخلصون منه ابد لا ليل ولا نهار لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا لا يفتر عنهم من عذاب نعم وقد اولع المتأخرون باستعمال هذا اللفظ في الحب. وقل ان تجده في قل ان تجده في اشعار العرب نعم. ثم العشق وهو افراط المحبة ولهذا لا يوصف به الرب سبحانه ولا يطلق في حقه. نعم. ثم الشوق وهو سفه القلب الى المحبوب احس السفر وقد جاء اطلاقه في حق الرب تعالى كما في مسند الامام احمد من حديث عمار ابن ياسر انه صلى صلاة فاوجز فيها وقيل له في ذلك فقال اما اني دعوت في هذا بدعوات كان النبي عليه الصلاة والسلام يدعو بهن اللهم اني اسألك بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق احيني اذا كانت الحياة خيرا لي وتوفني اذا كانت الوفاة خيرا لي اللهم اني اسألك خشيتك في الغيب والشهادة واسألك كلمة الحق في الغضب والرضا. واسألك القصد في الفقر والغنى. واسألك نعيما لا ينفد. واسألك قرة عين لا تنقطع واسألك بغد العيش بعد الموت واسألك لذة النظر الى وجهك واسألك الشوق الى لقائك يغير ضغاء مضيغة ولا فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين هذا دعاء عظيم والشاهد منه الشوق الى لقائك هذا نوع من المحبة الشوق نوع من المحبة نعم وفي اثر اخر قال شوق الاضغار الى لقائي وانا الى لقاء اشد شوقا نعم. وهذا هو المعنى الذي عبر عنه صلى الله عليه وسلم بقوله من احب لقاء الله احب الله لقاءه وقال بعض اهل البصائر في قوله تعالى من كان يرجو لقاء الله فان اجل الله ذات لما علم الله سبحانه شدة شوق اوليائه الى لقائه وان قلوب قلوبهم لا تهتدي دون لقائه ضرب لهم اجلا وموعدا للقائه تسكن نفوسهم به واطيب العيش والذه على الاطلاق عيش المحبين المشتاقين المستأنسين فحياتهم هي الحياة الطيبة في الحقيقة ولا حياة ولا حياة للقلب اطيب ولا انعم ولا اهنأ منها وهي الحياة الطيبة في قوله تعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ليس المراد منها الحياة المشتركة بين المؤمنين والكفار والابرار والفجار من طيب المأكل والملبس والمشرب والمنكح بل ربما زاد اعداء الله على اوليائه في ذلك اضعافا مضاعفة وقد ظمن الله سبحانه لكل من عمل صالحا ان يحييه حياة طيبة وهو صادق الوعد الذي لا يخلف وعده واي حياة اطيب من حياة من اجتمعت همومه كلها وصارت هما واحدا في مرضاة الله ولم يتشعب قلبه بل اقبل على الله واجتمعت ارادته وافكاره التي كانت متقسمة بكل واد منها شعبة على الله فصار ذكر محبوبه الاعلى وحبه والشوق الى لقائه والانس بقومه هو المستولي عليه. وعليه تدور همومه وارادته. وقصوده بل خطرات قلبه فان سكت سكت بالله وان نطق نطق بالله وان سمع فبه يسمع وان بصر فبه يبصر وبه يبطش وبه يمشي وبه يتحرك به يسكن وبه يحيى وبه يموت وبه يبعث كما في صحيح البخاري عنه صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى انه قال ما تقرب الي عبدي بمثل اداء ما افترظت عليه. ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها فبي يسمع ليبصر وبي يبطش وبي يمشي. ولئن سألني لاعطينه. ولئن استعاذني لاعيذنه. وما ترددت في شيء انا فاعله. يتردد عن قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموتى واكره مساءته. ولابد له منه وتضمن هذا الحديث الشريف الالهي الذي حرام الذي حرام على غليظ الطبع كثيف القلب فهم معناه والمراد به حصل اسباب محبته في امرين اداء فرائضه والتقرب اليه بالنوافل واخبر سبحانه ان اداء فرائضه احب ما يتقرب به اليه. المتقربون ثم بعدها النوافل وان المحب لا يزال يكثر من النوافل حتى يصير حتى يصير محبوبا لله فاذا صار محبوبا لله اوجبت محبة الله له محبة اخرى. منه لله فوق المحبة الاولى فشغلت هذه المحبة قلبه عن الفكرة والاهتمام بغير محبوبه. وملكت عليه روحه ولم يشق فيه سعة لغير محبوبه البتة وصار ذكر محبوبه وحبه ومثله الاعلى مالكا لزمام قلبه مستوليا على روحه استيلاء المحبوب على محبه الصادق على محبه الصادق في محبته التي قد اجتمعت هو هو محبة قوى محبة حبه كلها له ولا ريب ان هذا المحب ان سمع سمع بمحبوبه وان ابصر ابصر به وان بطش بطش به وان مشى مشى به فهو في قلبه ومعه وانيسه وصاحبه الباء ها هنا للمصاحبة وهي مصاحبة لا نظير لها. ولا تدرك بمجرد الاخبار عنها والعلم بها. فالمسألة حالية لا علمية محضة واذا كان المخلوق يجد هذا في محبة المخلوق التي لم يخلق لها ولم يفطر عليها كما قال بعض المحبين خيالك في عيني وذكرك في فمي ومثواك في قلبي فاين تغيب وقال الاخر ومن عجب اني احن اليهم فاسأل عنهم من لقيت وهم معي وتطلبهم عيني وهم في سوادها ويشتاقهم قلبي وهم بين اضلعي وهذا الطف من قول الاخر ان قلت غبت فقلبي لا يصدقني. اذ انت فيه مكان السر لم تغب. او قلت ما غبت؟ قال فذا كذب قد تحيرت بين الصدق والكذب فليس شيء ادنى من الحب فليس شيء ادنى الى المحب من محبوبه وربما تمكنت منه المحبة حتى يصير ادنى اليهم من نفسه بحيث ينسى نفسه ولا ينساه كما قال اريد لانسى ذكرها فكأنما تمثل لي ليلى بكل سبيل. فقال اخر يراد من القلب نسيانكم وتأبى الطباع على الناقلين وخص في الحديث السمع والبصر واليد والرجل والرجل بالذكر فان هذه الالات الات الادراك والات الفعل والسمع والبصر يريد ان على القلب الارادة والكراهة ويجلبان اليه الحب والبغض فيستعمل اليد والرجل. فاذا كان سمع العبد بالله وبصره بالله كان محفوظا كان محفوظا في الات ادراكه وكان محبوظا في حبه وبغظه فحفظ في بطشه ومشيه وتأمل كيف اكتفى بذكر السمع والبصر واليد والرجل عن اللسان. فانه اذا كان ادراك السمع الذي يحصل باختياره تارة وبغير اختياره وكذلك البصل قد قد يقع بغير الاختيار فجأة وكذلك حركة اليد والرجل التي لابد للعبد منهما. فكيف بحركة اللسان التي لا تقع الا بقصد واختيار وقد يستغني العبد وقد يستغني العبد عنها الا حيث الا حيث امر بها وايضا وايضا وايضا فانفعال الانسان عن القلب اتم من انفعال سائر الجوارح فانه ترجمانه ورسوله وتأمل كيف حقق تعالى كون العبد به سمعه وبصره وبطشه ومشيه بقوله كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها تحقيقا لكونه مع عبده وكون عبده به في ادراكاته وبسمعه وبصره وحركاته بيده يعني ليس معناه ان الله حال في العبد وانه يكون الله يده ورجله سمعه وبصره وانما معناه ان الله يوفقه ويسدده في هذه الامور وينصره ويكون معه وليس بهذا دليل الحلولية اللي يقولون ان الله حال في العبد قبحهم الله يستدلون بهذا الحديث. الحديث ما هو بدليل على هذا كنت سمعه وبصره ويده ورجله بمعنى ان الله يوفقه في هذه الاعضاء فلا يكتسب بها الا خيرا لا ينظر الا الى خير ولا يسمع الا ما فيه خير ولا يمشي برجله الا العبادة وما فيه خير ولا يأخذ بيده ويعطي الا ما فيه خير يحفظ عليه هذه الاعضاء يحفظها له لان هذه جوارح اما ان تكسب لك خير واما ان تكسب لك الشر هذه جوارح الجوارح يعني كواسب الاجتراح كسب فهي وجوارح بمعنى انه كواسب تكسب لك اما خير واما شر فاذا اطعت الله واحببت الله حفظ عليك هذه الاعضاء فلا تكسب لك الا الخير واذا عصيت الله ضاعت عليك هذه الاعوام وصارت تكسب لك شرا نعم هذا معنى الحديث نعم وتأمل كيف قال فبي اسمع وبي يبصر ولم يقل فلي يسمع ولي يبصر وربما يظن الظان ان اللام اولى بهذا الموضع اذ هي ادل على الغاية ووقوع هذه الامور لله وذلك اخص من وقوعها به وذلك اخص من وقوعها به وهذا من الوهم والغلط اذ ليست الباء ها هنا لمجرد الاستعانة فان حركات الافغان والفجار وادراكاتهم انما هي بمعونة الله لهم وانما الباء ها هنا للمصاحبة اي انما يسمع ويبصر ويبطش ويمشي وانا صاحبه ومعه كقوله في الحديث الاخر انا مع عبدي ما ذكرني وتحركت في شفتاه وهذه هي المعية الخاصة في قوله تعالى لا تحزن ان الله معنا وقول النبي صلى الله عليه وسلم ما ظنك باثنين الله ثالثهما وقوله تعالى وان الله لمع المحسنين. وقوله ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون. وقوله اصبروا ان الله مع الصابرين قوله كلا ان معي ربي سيهدين. وقوله تعالى لموسى وهارون انني معك ما اسمع وارى فهذه الباء مجمعية المعية على قسمين معية عامة بجميع الخلق بمعنى الاحاطة بمعنى انه احاط بهم ويعلم ما يعملون وما يقع منهم المؤمن والكافر هو محيط بجميع عباده معهم بمعنى محيط بهم لا يخفون عليهم هذه معية تحصل للمؤمن والكافر اما المعية الخاصة التي معناها التوفيق والتسديد والاعانة فهذه خاصة بالمؤمنين خاصة بالمؤمنين معية خاصة ان الله مع الذين ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون آآ سبب هذه المعية هو التقوى والاحسان نعم فهذه الباء مقيدة لمعنى هذه المعية دون اللام ولا يتأتى للعبد الاخلاص والصبر والتوكل. يكفي نقف عند ولا يتأدب