بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اللهم انا نسألك رحمتك فهي خير مما يجمعون اللهم اصلح حال امة محمد يا ارحم الراحمين اللهم الف بين قلوب امة محمد يا اكرم الاكرمين اللهم ادفع البلاء والقتل عنا وعن امة محمد اجمعين اللهم اصلح احوالنا يا الله. اللهم اصلح احوالنا يا الله. اللهم اصلح احوالنا يا الله اما بعد مجلسنا هذا اليوم في شرح الحديث الثاني والاربعين بعد الثلاث مئة من صحيح الامام البخاري علينا وعليه رحمة الله قال الامام البخاري حدثنا مسلم وهو مسلم ابن ابراهيم الفراهيدي قال حدثنا شعبة وهو شعبة ابن الحجاج عن الحكم وهو الحكم ابن عتيبة عن ذر وهو والد عمر ابن ذر اصبح الاب يعرف بالولد لمكانة الولد فجزى الله الولد على عمله وجزى الله الوالد على تربيته. وهنيئا لمن رزقه الله ولدا صالحا يكون امتلالا لحياته عن ابن عبد الرحمن وهو سعيد تقدم قريبا عن عبدالرحمن ابو عبدالرحمن ابن ابزة وهو قدوة قال شهدت عمر فقال له عمار وساق الحديث هكذا ساقه الامام البخاري من باب الروايات السابقة واختصر على قوله قال شهدت عمر فقال له عمار وساق الحديث فاذا هذا الحديث هو من احاديث هذا الباب وهذا الحديث من اهم ابواب التيمم وفيه من الفوائد ولذلك من فوائد هذا الحديث المهمة ان الله سبحانه وتعالى قد جعل التراب مطهرا لنا عند فقد الماء والتراب هو اية من ايات الله وفيه معادن وهذه المعادن موجودة في جسم الانسان فهذا التراب جزء من الكتاب المنظور الذي هو فيه الايات العظيمة وقد دلت سورة الانعام في الاية الثانية على اهمية ان نرى في خلق الانسان للمرة الاولى حينما خلقه الله من ماء وطين وان الامر مستمر فيما يخرج للانسان من الماء والطين ليصبح له غذاء وكما ان القرآن كتاب مسطور. يدل على عظمة الخالق فان الكون بما فيه من التراب وغيره كتاب منظور يدل على عظمة الخالق وتفرده وقد دل القرآن على الهداية عن طريق تأمل الكون قال تعالى ومن اياته خلق السماوات والارض واختلاف السنتكم والوانكم فهذه الاية تشير ان من الدلالات الواضحة على وحدانية الله ووجوب عبادته ورجوع الناس جميعا اليه للحساب والجزاء والقسار وان الامر كله لله. وان الامر كله بيد الله خلق السماوات والارض فخلق السماوات والارض وابداع السماوات والارض وفطر السماوات والارض يدلك دلالة ظاهرة على ان الامر كله له لله وهذه المخلوقات من التربة وغيرها فيها من العجائب والايات الدالة على الله الخالق البارئ المصور ومن تلكم الايات اختلاف الالسنة بحيث لا تلتبس الاصوات على كثرتها وكذا اختلاف اللغات واختلاف الالوان واختلاف البصمات للانامل. واختلاف جبكة العين واختلاف البشرة هذه بيضاء وهذه سوداء فهذه كلها تدل على الخالق الواحد المدبر وقد جاءت دلالات القرآن بذكر ما وافق العلم الحديث ايها الاخوة القرآن الكريم يسوق الانسان الى الربح وعدم الخسارة بل ان فيه ربح الدنيا والاخرة كما قال تعالى ان الذين يتلون كتاب الله واقاموا الصلاة وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور والناس في هذه الدنيا كل يسير وراء تجارته وقارئ القرآن ومتدبر القرآن وخادم القرآن عن طريق الحديث وراء اعظم تجارة وهو ربح خالص وقد بين تعالى من خسر في الدنيا والاخرة فقال تعالى وكان عاقبة امرها خسرا اي وكان الذي اعقب امرهم وذلك كفرهم بالله وعصيانهم اياه كفرا يعني غبنا باعوا نعيم الاخرة ببث من الدنيا زائل اذا القرآن الكريم ايها الاخ الكريم يعطيك ربح الدنيا والاخرة ويقيك خسارة الدنيا والاخرة واي خسارة اكبر من خسارة النفس واي خسارة اكبر من خسارة الايمان واي خسارة اكبر من خسارة اليقين. واي خسارة اكبر من خسارة الطمأنينة واي خسارة اكبر من خسارة السعادة في الدنيا واي خسارة من خسارة الرضوان والنعيم في الاخرة. ثم العذاب الذي يحق على الجاحدين ومن ذلك نعلم حقيقة قول المؤذن حي على الصلاة وهذا في اول صفحة من القرآن بعد سورة الفاتحة اولئك هم المفلحون. فالفلاح الفوز بالمطلوب والنجاة من المرهوب والفوز بسعادة الدنيا والاخرة فايها الاخوة الكرام اعلموا ان هذا الكتاب الخالد سبب السعادة وان فهمه يكون عن طريق فهم هذا الدين ولا يتم فهم الدين الا عن طريق سيد المرسلين وجاءت الكتب والصحاح والشروع وكتب العلل تخدم حديث النبي صلى الله عليه وسلم حتى اوصله لنا العلماء صحيحا نقيا طاهرا وهذه جهود اهل الحديث انما هي جهود خادمة لكتاب الله تعالى كي تتوسط وتتذلل وقد جاءت مبسطة مذللة مخدومة. فيا عباد الله عليكم ان تجدوا فهم القرآن وان تجدوا في فهم السنة وان تسعوا لان تكونوا ضابطين للفقه في الدين فان الفقه في الدين من اعظم الطاعات. وافضل القربات وهو سبب السعادة. وهو سبب النجاة حينما يفهم الانسان مراد رب العالمين. قال تعالى وهذا صراط ربك مستقيما. قد قلنا الايات بقوم يذكرون. لهم دار السلام عند ربهم. وهو وليهم بما كانوا يعملون فالولاية في الدنيا والاخرة بالعلم النافع المؤدي الى العمل الصالح وبالتدبر الصحيح الذي يدفع الانسان الى العمل المستقيم فهذه احاديث النبي صلى الله عليه وسلم قد خدمها العلماء خدمة عظيمة وسهروا فيها الليالي وركبوا البحر وقطعوا القفر فرحمهم الله وجزاهم الله عنا خير الجزاء