الى يومنا هذا وقد مر على وفاته قرابة الف ومئتي عام لكن الله قد حفظ هذا العلم فلعله بعمل صالح او بخبيئة صالحة او بدعاء والدة. فنسأل الله لنا ولكم ان يكتب لنا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اللهم انا نسألك رحمتك فهي خير مما يجمعون مجلسنا هذا اليوم في شرح الحديث الثالث والاربعين بعد الثلاث مئة من صحيح الامام البخاري علينا وعليه رحمة الله قال الامام البخاري حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا غندر قال حدثنا شعبة عن الحكم عن ذر. عن ابن عبد الرحمن ابن ابزى عن ابيه. قال قال عمار فضرب النبي صلى الله عليه وسلم بيده الارض فمسح وجهه وكفيه اذا ايها الاخوة هذا هو الحديث الثالث والاربعون بعد الثلاث مئة من هذا الكتاب المهم وقد تكرر لنا هذا الحديث في مجال. وقد غاير الامام البخاري في شيوخه وشيوخ شيوخه وذكر بعض المختصرة في اهمية هذا الحديث في هذا الباب فقال البخاري حدثنا محمد ابن بشار وهو المعروف ببندار المتوفى عام مئتين وخمسين ومئتين وهو امام من الائمة وهو مثال لبر الوالدة وقد بر بوالدته فكان سببا في تعلمه العلم. وانتشار علمه هذه الاعمال وان يجعل لنا حسنات باقية قال حدثنا غندر وغندر هو لقب محمد بن جعفر. غريب شعبة بن حجاج توفي عام ثلاث وتسعين ومئة وشعبة هو من اوثق الناس في شعبة حتى قال ابن المبارك اذا اختلف اصحاب شعبة كان كتاب غندر حكم بينهم قال حدثنا شعبة وهو ابن الحجاج ابن الورد العكسي ابو بطان عن الحكم وهو الحكم ابن عتيبة الفقيه الكوفي. عن ذر وهو والد عمر عن ابن عبد الرحمن ابن ابزة وهو سعيد عن ابيه فيه اي عبدالرحمن بن ابدى قال قال عمار فضرب النبي صلى الله عليه وسلم بيده الارض فمسح وجهه وكفيه هكذا ذكر في هذه الرواية اختصار الحديث وقد مر لدينا مطولا وسيأتي باذن الله تعالى في مجالس اخرى وفي هذا الخبر ذكر هنا فضرب النبي بيديه الارض. فالارض التي جعلها الله لنا وعاء وجعلها لنا مهادا وجعلها لنا شفاة احياء وامواتا وخلقنا الله منها ثم نستودع فيها ثم اماته فاقبره يوضع الانسان في هذه الارض ثم يخرج فهذه الارض كما ان الماء ظهور فقد جعل الله سبحانه وتعالى الارض مبيحة لنا للصلاة ورافعة للحدث على رأي جماعة من الفقهاء. قال فمسح وجهه وكفيه. مسح الوجه ومسح الكفين وقد جاء في القرآن الكريم ذكر الارض وذكر السماء وذكر التراب هو ذكر الماء وهي نعم وهذا الحديث هو خادم للقرآن ايها الاخوة مذكر لايات الله بالكتاب القرآن الكريم يبصر الانسان حقيقة الاشياء وحقيقة هذه الدنيا انها حياة فانية ذاهبة. فالقرآن يبصر الانسان حقيقة الاشياء. وحقيقة هذه الدنيا حتى لا تفوتك الدنيا والاخرة فكما قيل لا يدرك النائم انه يحلم الا بعد ما يستيقظ كذلك الغافل عن الاخرة لا يدرك ما ضيع الا بعد ما يأتيه الموت في القرآن ينبه الانسان ويحذره ليجلب له المصالح ويدفع عنه الشر والضرر فلا غنى للانسان عن القرآن ابدا ولا غنى للانسان عن فهم القرآن. واعظم ما يفهم يفسر القرآن حديث من نزل عليه القرآن ايها الاخوة الكرام وايها الاخ الكريم الحبيب القرآن الكريم يحذرك من عدوك ابليس. الذي هو عدو متربص وينهاك القرآن عن اتباع خطواته فكما قيل المعصية باب مغلق ان تجرأت على فتحه مرة فسيسهل عليك فتحه مرات وهي خطوة قد يتبعها خطوات صح اسحنا غسل الخطوة الاولى ولذا تجد ان هذا المعنى قد تكرر مرارا في القرآن. حتى يحوط الانسان نفسه بسياج من فمن ايها الاخوة القرآن الكريم يعلم النفس ويروضها على الصدق مع النسل ومع الناس ليقوى المرء في ذاته. ويقوى المرء مع غيره فقد حث القرآن على التزكية التي ترقي الانسان لتزيينه بالفضائل والعمل على تخليصه من الرذائل من ذلك التخلص من رذيلة الكذب فالكذب مع اظراره البالغة يضعف الانسان في ذاته. قال تعالى ولا تطع كل حلات مهين فالكذاب يكذب بمهانته نفسه ايها الاخوة القرآن يعلم الانسان ان الحياة ليست تعيسة ما البعد النازع عن ذكر الله يجعلها عندهم كئيبة. اما بذكر الله فهي السعادة في الدنيا لان الله اعظم مذكور وبذكره تطمئن النفوس وتنشرح الصدور. قال تعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياته طيبة. ولن لاجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون ايها الاخ الكريم اذا جعلت القرآن جليسك وانيسك وموضع شكواك فانك ستنال كل ما تريد ولن تجمع لنفسك مثل السكينة والراحة والطمأنينة ولن تحرك جارحة من الجوارح الا لله وبالله ومن الله والى الله. اذا جعلت القرآن جليسك وانيسك موظوع شكوى ايها الاخ الكريم القرآن يعلمك افضل العبادة التواضع ومن تواضع في اموره نال مراده والتواضع والتواضع مما امتحن الله به عباده لينظر كيف طاعتهم في هذه القصة العظيمة جاء القرآن الكريم ليقرر علينا النعم الظاهرة والخفية قال تعالى الم تروا ان الله سخر لكم ما في السماوات وما في الارض واسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ومن تلكم النعم من تلكم النعم الماسة نعمة الماء وما يحوطنا فيها من بحار وانهار. فالبحر مالح والنهر عذب وهذا من حكمة الله وقد جعل الله سبحانه وتعالى النهر طهورا والبحر طهورا وجعل الله لنا البذل بهذا التراب ان عددنا الماء من حكمة الله ايها الاخوة ان الانهار التي نستقي مائها قدوة عذبة جارية سائغة للشاربين وقد جعلها الله سارحة تنهر الارض ينزعها سبحانه وتعالى من مكان ثم يسوقها الى ارض اخرى رفقا للعباد وهذه الانهار منها الكبير والصغير حسب مصلحة الناس رزقا لهم وهي رزق للدواب ايضا التي يأكلون. قال تعالى او لم يروا انا نسوق الماء الى الارض الجرز فنخرج به ذرعا تأكل منه انعامهم وانفسهم افلا يبصرون اما البحر المحيط بسائر ارجاء الارض. وما ينبثق في جوانبها وهو مالح الطعم وفي هذا حكمة عظيمة لصحة الهواء ولتبقى الارض صالحة لعيش بني الانسان اذ لو كان البحر المحيط حلوا. لانتن الجو بسبب ما يموت فيه من الحيتان والحيوانات العظيمة ولو كان ذلك كذلك لتفانى بنو الانسان فاذا ايها الاخوة التراب نعمة من النعم يذكرنا بهذه النعمة العظيمة. فيا عباد الله حينما ندرس الماء وندرس عن التراب وندرس التيمم علينا ان ننظر الى هذه النعم وان نفقه الى هذه النعم ونستذكر كيف ان الله قد خلقنا وهو غير محتاج الينا. خلقنا من عدم وامدنا من عدم ويسر لنا النعم التي تضمن لنا حياتنا فبالله الحمد لله الحمد لله الحمد