المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي. اي وللذي خاف ربه وقيامه عليه ترك ما نهى عنه وفعل ما امره به له جنتان من ذهب انيتهما وحليتهما وبنيانهما وما فيهما. احدى الجنتين جزاء على ترك المنهيات والاخرى على فعل الطاعات. ومن اوصاف تلك الجنتين انهما ذواتا افنى آآ اي فيهما من الوان النعيم المتنوعة نعيم الظاهر والباطن. ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ان فيهما الاشجار الكثيرة الزاهرة ذوات الغصون الناعمة التي فيها الثمار اليانعة الكثيرة اللذيذة. اي ذوات انواع واصناف من جميع اصناف النعيم وانواعه جمع فن اي صنف. وفي تلك الجنتين فيهما عينان تجريان عينان تجريان يفجرونهما على ما يريدون ويشتهون فيهما من كل فاكهة من جميع اصناف الفواكه زوجان اي صنفان كل صنف له لذة ولون ليس للنوع الاخر هذه صفة فرش اهل الجنة وجلوسهم عليها. وانهم متكئون عليها اي جلوس تمكن واستقرار وراحة كجلوس الملوك على الاسرة وتلك الفرش لا يعلم وصفها وحسنها الا الله تعالى. حتى ان بطائنها التي تلي الارض منها من وهو احسن الحرير وافخره. فكيف بظواهرها التي يباشرون؟ الجنا هو المستوي اي وثمر هاتين الجنتين قريب التناول يناله القائم والقاعد والمضطجع فيهن قاصرات الطرف اي قد قصرن طرفهن على ازواجهن من حسنهم وجمالهم. وكمال محبتهن لهم. وقصرن ايضا طرف ازواجهن عليهن. من بهن وجمالهن ولذة وصالهن اي لم ينلهن احد قبلهم من الانس والجن. بل هن ابكار عرب متحببات الى ازواجهن. بحسن التبعل والتغنج والملاحم والدلال ولهذا قال وذلك لصفائهن وجمال منظرهن وبهائهن اي هل جزاء من احسن في عبادة الخالق ونفع عبيده الا ان يحسن اليه بالثواب الجزيل والفوز الكبير والنعيم والعيش السليم. فهاتان الجنتان العاليتان للمقربين من فضة بنيانهما وانيتهما وحليتهما وما فيهما. لاصحاب اليمين. وتلك الجنتان اي سوداوان من شدة الخضرة التي هي اثر الري فيهما اي فوارتان فيهما فاكهة من جميع اصناف الفواكه اخصها النخل والرمان واللذان فيهما من المنافع ما فيهما. فيهن خيرات حساب فيهن اي في الجنات كلها. خيرات اي خيرات الاخلاق حسان الاوجه فجمعنا بين جمال الظاهر والباطن وحسن الخلق والخلق اي محبوسات في خيام اللؤلؤ. قد تهيأنا واعددنا انفسهن لازواجهن. ولا ينفي ذلك خروج هن في البساتين ورياض الجنة كما جرت العادة لبنات ملوك المخدرات الخفيرات قبلهم ونجاهم فبأي ربكم متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان متكئين على رفرف خضر اي اصحاب هاتين الجنتين متكأهم على الرفرف الاخضر وهي الفرش التي تحت العالية التي قد زادت على مجالسهم وصار لها رفرفة من وراء مجالسهم لزيادة البهاء وحسن المنظر العبقري نسبة لكل منسوج نسجا حسنا فاخرا. ولهذا وصفها بالحسن الشامل لحسن وحسن المنظر ونعومة الملمس. وهاتان الجنتان دون الجنتين الاوليين. كما نص الله على ذلك بقوله ومن دونهما وكما وصف الاوليين بعدة اوصاف لم يصف بها الاخريين. فقال في الاوليين فيهما عينان تجريان وفي الاخريين عينان ومن المعلوم الفرق بين الجارية والنضاخة. وقال في الاوليين ذواتا افنان ولم يقل ذلك في الاخريين. وقال قال في الاوليين فيهما من كل فاكهة زوجان. وفي الاخريين فيهما فاكهة ونخل ورمان. وقد علم ما بين الوصفين من التفاوت وقال في الاوليين متكئين على فرش بطائنها من استبرق وجنى الجنتين دان. ولم يقل ذلك في الاخريين بل قال متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان. وقال في الاوليين في وصف نسائهم وازواجهم فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان. وفي الاخريين حور مقصورات في القيام. لقد علم التفاوت بين ذلك. وقال في الاوليين هل جزاء الاحسان الا الاحسان فدل ذلك ان الاوليين جزاء المحسنين. ولم يقل ذلك في الاخيرتين. ومجرد تقديم الاوليين على الاخريين يدل على فضلهما. فبهذه الاوجه يعرف فضل الاوليين على الاخريين. وانهما معدتان للمقربين من الانبياء والصديقين عباد الله الصالحين. وان الاخريين معدتان لعموم المؤمنين. وفي كل من الجنات المذكورات ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. وفيهن ما تشتهيه الانفس وتلذ الاعين. واهلها في غاية الراحة والرضا والطمأنينة وحسن المأوى فان كلا منهم لا يرى احدا احسن حالا منه. ولا اعلى من نعيمه الذي هو فيه. ولما ذكر سعة فضله واحسانه قال اي تعاظم وكثر خيره الذي له الجلال الباهر والمجد الكامل والاكرام لاولياءه