ففي اخرها سجدوا لله عز وجل مع سجود النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين وهنا نفتح كتب التفسير في تفسيرهم لقول الله عز وجل وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا اذا تمنى اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى. الذين يبلغون رسالات الله تونة ولا يخشون احدا الا الله وبعد ايها الاخوة المشاهدون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومرحبا بكم الى حلقة جديدة في موضوعنا حول القرآن الشبهات التي نتحدث عنها اليوم هي الشبهة الاشهر التي يلوكها بعض الناس بالسنتهم وهم يتحدثون عن القرآن شبهة صار عميق تتلخص هذه الشبهة في ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يحدث كفار قريش وكان يقرأ عليهم بعضا من سورة النجم القى الشيطان في امنيته. فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله اياته والله عليم حكيم ذكر المفسرون قصة لا تصح هي قصة الغرانيق. ماذا ذكروا قالوا حين كان الله عز وجل يقول افرأيتم اللات والعزى؟ نقلها النبي صلى الله عليه وسلم فقال افرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى قالوا فقال النبي عليه الصلاة والسلام القى الشيطان في تلاوته عند امنيته يعني في تلاوته تلك الغرانيق العلا وان شفاعتهن لترتجى. فقالوا الغرانيق هي الاصنام فصار كلام الشيطان ما القاه الشيطان متداخلا مع وحي الله عز عز وجل فقالوا اذا القرآن يدخل عليه يدخل عليه وحي الشيطان. طبعا لن قبل ان اتحدث عن قصة عن صحة هذه القصة وضعفها اقول لو تأملنا الاية نفسها لوجدنا انها تقول فينسخ الله اي يزيل الله فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله اياته والله عليم حكيم. فهذا كاف في دفع هذه الشبهة اقول هذه القصة قصة غير صحيحة قصة موضوعة لا تصح بحال وان وردت في كتب المسلمين تنبه الى قضية ليس كل ما يرد في كتبنا صحيح بل ليس كل ما يريده العلماء في كتبهم هم يعتقدون صحته اصلا لا هم يروون الكثير من الصحيح والضعيف والموضوع يرون كل ما جاءهم من العلم الا من اعتقد صحة كتابه من اشترط الصحة في كتابه كالامام البخاري والامام مسلم فهذان لا يدخلان الا ما يصح عندهما. لكن عندما يروي الطبري في تاريخه او حتى في تفسيره فهو لا يشترط الصحة بكل ما ينقل. لذلك علينا ان نقرر قاعدة يقولها ابن الكمال رحمة الله عليه كتب التفسير كلام ابن ابن الكمال. كتب التفسير مشحونة بالاحاديث الموضوعة. من احاديث مش الضعيفة بالاحاديث الموضوعة واضعف هذه الاحاديث قصة الغرانيق هذه قصة الغرانيق لا تروى مرفوعة عن الصحابة. هي في الجملة مروية عن التابعين كسعيد ابن جبير وابو بكر ابن الحارث وابو العالي فهي غير مروية عن الصحابة. لم تتصل الى الصحابة الا من حديثين او من روايتين الرواية الاولى رواية الكلب وهو متهم في دينه وحفظه لا يصح الاستشهاد به عند علماء المسلمين هذه الطريقة الاولى. الكلبي نسبها الى ابن عباس الرواية الثانية رواها البزار من طريق امية بن خالد الى ابن عباس رضي الله عنه مع تنبيهه نفس امية ينبه انه شك في رفعها يعني هو غير متأكد هل هي موقوفة على سعيد ابن جبير؟ او انها مرفوعة الى ابن عباس رضي الله عنه. الراوي نفسه في نفس الرواية في مسند البزار غير متأكد. يقول عن ابن عباس فيما احسب يعني انا ماني متأكد. انا شاكي فهو شاكك في هذه الرواية. يقول البزار هذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم باسناد متصل يجوز ذكره الا هذا. هذا الذي الراوي غير متأكد من رفعه ولم يسنده عن شعبة الا امية بن خالد وغيره يرسله عن سعيد بن جبير اذا هذه الرواية اللي هي افضل الرواية رواية شك كفيها راويها في رفعها والصحيح انها موقوفة على سعيد ابن جبير فبالتالي هي رواية غير مقبولة الامام البخاري والامام مسلم في الصحيحين ذكروا قصة سجود المشركين التي وردت في نفس السياق سورة النجم ولم يذكروا قصة الغرانيق هذه مع ان الرواية تكررت في البخاري وفي مسلم فيما يقرب من ستة او سبعة مواضع. لكن مع ذلك لم يذكروا في واحدة منها هذه الزيادة الزيادة الضعيفة ايضا رواية ابو ابن مسعود رضي الله عنه عند ابي داود ورواية احمد عن المطلب السهمي ليس فيها مع ان هؤلاء ليس فيها هذه الزيادة مع انهم كانوا ممن حضروا هذه الواقعة. بينما ابن عباس رضي الله عنه لربما لم يكن قد ولد حين حصلت هذه الواقعة فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم في مكة اصلا هي غير مرفوعة الى ابن عباس حتى نتحدث عن يعني رواية ابن عباس رضي الله عنه لها هذه القصة ضعيفة من جهة اسنادها ومنكرة من جهة متنها اول من نبه على بطلان هذه القصة ابن اسحاق الذي رواها من رواية هذه القصة ابن اسحاق في سيرته وهو رحمه الله كان يعتقد ضعفها. يقول الامام ابو حيان سئل عنها الامام محمد بن اسحاق جامع السيرة النبوية. فقال الكلام لابن لاسحاق الذي يرويها هذا من وضع الزنادقة هذا من وضع الزنادقة. ويقول ابو حيان وصنف في ذلك كتابا. اذا هون روى القصة في كتابه وله كتاب اخر بالتنبيه على ضعفها. اذا القصاص ليس كل ما يحكونه يعتقدون صحتهم ابن كثير يقول لم ارها مسندة من وجه صحيح ويقول وقد ذكرها محمد بن اسحاق اللي هو صاحب السيرة في السيرة بنحو من هذا وكلها اي كل اسانيدها مرسلة ومنقطعة ما فيها ولا اسناد يصح ابو خزيمة ابن خزيمة رحمة الله عليه يقول انها من وضع الزنادقة. انها من وضع الزنادقة. ابو حيان الاندلس يقول وهو ينقل عن البيهقي هي غير ثابتة من جهة النقل. وقال اي البيهقي ان رواتها مطعون عليهم وليس ففي الصحاح ولا في التصانيف الحديثة شيء مما ذكروه فوجب اطراحه. ولذلك يقول نزهت كتاب عن ذكره فيه. كتابي ما اضع في مثل هذه القصة لتفاهتها ولضعفها. القرطبي يقول وضعف حديثي حديث الغرانيق مغن عن كل تأويل ما يحتاج اي تأويل لان القصة ضعيفة وساقطة ابن حزم يقول والحديث الذي فيه وانهن الغرانيق العلا وان شفاعتهن لترتجى فكذب بحت لم يصح من طريق النقل ولا معنى للاشتغال به. اذ وضعوا الكذب لا يعجز عنه احد هذا كلام علماء المسلمين كلهم رافض لهذه القصة القاضي عياض يقول هذا الحديث لم يخرجه احد من اهل الصحة ولا رواه ثقة بسند سليم متصل. وانما اولع وبمثله المفسرون والمؤرخون المولعون بكل غريب المتلقفون من الصحف كل صحيح وسقيم هذه القصة العلماء مطبقون على ضعف سندها لم اجد من حسن هذه الروايات الا ابن حجر رحمة الله عليه. مع انه نبه الى ان اسانيدها كلها منقطعة لكن قال لتعدد مخارجها يحسنها رحمة الله عليه. مع انه لا يفهمها بالمعنى الذي يفهمها اصحاب هذه الشبهة يقول انما قال الشيطان بين سكتات النبي صلى الله عليه وسلم. فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول افرأيتم اللات والعزى في اثناء سكتاته قال الشيطان لكن هذا القول لم يصدر من النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحسنها لتعدد مخارجها مع اعترافه بان كل اساليبها منقطعة ومعضلة وقد رد عليه العلماء وبينوا ان مثل هذه الاسانيد لا يتقوى بعضها ببعض. فبالتالي تبقى الرواية باجماع اهل العلمي ضعيفة بل موضوعة لا يصح الاحتجاج بها. ومخالفة ابن حجر او غيره لن تمنع مثل هذا الاطباق العظيم لعلمائنا فاصل قصير ولنا عودة باذن الله تبارك وتعالى. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ومرحبا بكم من جديد ما زلنا في قصة الغرانيق وقد ثبت لنا ان هذه القصة مردودة ضعيفة استنكرها العلماء وردوها من جهة اسنادها وسيتبين لنا ايضا ضعفها من جهة متنها روايات الغرانيق ايضا كانت روايات متعارضة ليس فقط انه اسانيدها ضعيفة بل متونها متناقضة ومتعارضة. يقول القاضي بكر بن العلاء المالكي رحمة الله عليه لقد بلي الناس ببعض اهل الاهواء والتفسير وتعلق بذلك الملحدون مع ضعف نقالته واضطراب رواياته وانقطاعه واختلاف كلماته. كلمات مختلفة. فقائل يقول انه في الصلاة كان يقرأ في الصلاة حين حصلت قصة الغرانيق. واخر يقول قول قالها في نادي قومي حين انزلت عليه السورة اي سورة الحج. واخر يقولها قالها وقد اصيبت سنة قد اصابته سنة واخر يقول بل حدث نفسه فيها واخر يقول ان الشيطان قالها على لساني وان النبي صلى الله عليه وسلم لما عرضها على جبريل قال ما هكذا اقرأت. واخر يقول بل اعلمهم الشيطان ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأها الى اخره. فهذه الروايات ليست متوافقة انما هي روايات متعارضة يزيد بعضها الاخر ضعفا لتعاضدها لنفترض ان القصة صحيحة ماذا تعني كلمة الغرانيق ابحث في كتب العرب لن تجد ان الغرانيق تأتي بمعنى الاصنام ابدا قلبت كتب العربية فوجدت ان الغرنوق انما يطلق على اسم لطائر ابيض او اسود طائر مائي يعيش قريبا من الماء ابيض او اسود. ووجدت ان الغنوق يطلق على الشاب الابيض الناعم ويطلق ايضا على النبات اللين وكل ذلك له شواهد في لغة العرب. لكن لم اجد ان الغرنوق تأتي بمعنى الاصنام هذه واحدة بعض المفسرين وهم يحاولون تأويل هذه القصة حتى تناسب الموضع الذي حشروها فيه. قالوا المقصود بالغرانيق العلا اي المرتفعة اي الملائكة وقالوا هؤلاء شفاعتهن ترتجى. النص يقول ان الغراميق العلا يعني الملائكة ان شفاعتهن لترتجى. كما جاء في نفس سياق القرآن في سورة النجم وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعته شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى فاذا اذن الله لهم شفعوا فهؤلاء شفاعتهن ترتجى من بعد اذن الله عز وجل لكن الحقيقة حين نقرأ السياق القرآني نجد انه يرفض تماما تماما فكرة ان توجد كلمة الغرانيم بمعنى الاصنام. لماذا؟ لان النص في السياق كله يقوم بالتشنيع على عبادة الاصنام. افرأيتم اللات والعزى ومنات الثالثة الاخرى الكم الذكر وله الانثى؟ تلك اذا قسمة ان هي الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان ان يتبعون الا الظن وما تهوى الانفس. ولقد جاءهم من ربهم الهدى. ثم تأتي الايات بعدها لتن في عبادة بعض العرب للملائكة ان الذين لا يؤمنون بالاخرة ليسمون الملائكة تسمية الانثى وما لهم به من علم ان يتبعون الا الظن وان الظن لا يغني من الحق شيئا فاعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد الا الحياة الدنيا الى اخرها فالايات تتحدث في تكذيب من يقول بان الملائكة بنات الله ثم المشركون اليس لهم عقول حين يسمعون السياق القرآني وهو يذمهم ويذم الهتهم. الم يستغربوا كيف تمدح الاصنام لو كانت الغراميق وهي الأصنام لماذا لم يعقبوا عليه إنك تركت دينك او مدحت الهتنا؟ لماذا لم يصدر مثل هذا عن المشركين؟ لأن القصة لا تصح الصلاة نأتي الى قضية وهي الربط بين قصة الغرانيق وسورة الحج في قول الله عز وجل وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا اذا تمنى القى الشيطان في امنيته. قالوا اذا تلى القى الشيطان في تلاوته اقول هذه القصة قصة مكية قصة الغرانيق وسورة الحج سورة مدنية فلا علاقة بين ايات سورة الحج وبين قصة الغرانيق التي لا تصح لكن المؤرخون والمفسرون كما يقول القاضي عياض المولعون بكل غريب المتلقفون من الصحف كل صحيح هم من جمع هذه القصة مع ايات سورة مدنية لا علاقة لها بالقصة من قريب او من بعيد لو فرضنا ان القصة حصلت فيكفينا قول الله عز وجل فينسخ الله ما يلقي الشيطان. لو القى الشيطان عند تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم شيئا من الكلام في سكتات النبي صلى الله عليه وسلم فان الله ينسخ ذلك ثم يحكم الله اياته والله عليم حكيم لكن هذا الذي القاه الشيطان كما اخبر القرآن ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم الذين يدفعون بهذه الشبهات ويقولونها في قلوبهم مرض وان الظالمين لفي بعيد هنا قصة الغرانيق تتعارض مع عصمة الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم فلا يمكن ان يقول ما لم يقله الله عز وجل وان كادوا ليفتنونك عن الذي اوحينا اليك لتفتري علينا غيره. واذا لاتخذوك خليلا. ولولا ان الله عز وجل يثبت نبيه صلى الله عليه وسلم ويمنع عليه توارد الموارد السيئة. ولولا ان ثبتناك لقد كدت اتركن اليهم شيئا قليلا؟ اذا لاذقناك ضعف الحياة وضعف الممات. ثم لا تجد لك علينا نصيرا. لكن ذلك لن يحصل لماذا لان الله ثبت قلبه ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم ان يضلوك وما يضلون الا انفسهم وما يضرونك من شيء وانزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما اذا النبي عليه الصلاة والسلام مثبت بالله عز وجل مثبت بايمان يقذفه الله فلا يمكن ان يرد عليه الشيطان بقصة الغرانيق ولا بغيرها فانه معقوم بعصمة الله عز وجل اذا ما معنى الايات التي جاءت في سورة الحج الا اذا تمنى القى الشيطان في امنيته المفسرون في الجملة مولعون بقصة الغرانيق فذكروها وفهموا الاية من خلال هذه القصة. فقالوا الا اذا تمنى الامنية تأتي بمعنى التلاوة. يعني الا اذا تلا القى الشيطان في امنيته يعني القاها في تلاوته حتى تتساوى مع القصة الضعيفة التي اوردوها. لكن لما لا يكون المعنى الامنية بمعنى الامنية بالمعنى الظاهر بمعنى التمني وليس بمعنى التلاوة مع ان المعنى الاخر وارد في لغة العرب وغير مستن لما لا يكون المعنى؟ اذا تمنى يعني اراد شيئا فهو على ظاهره في ان المراد هو الامنية. وهذا الذي قاله بعض اساطير لغة العرب منهم الفراء والكسائي رحمة الله عليه وهو الذي الذي يقوله ايضا الرازي المفسر رحمة الله عليه. يقول اما اذا فسرناها اي قوله اذا تمنى بالخاطر وتمنى القلب فالمعنى ان النبي صلى الله عليه وسلم متى تمنى بعض ما يتمناه من الامور؟ اذا تمنى شيء يوسوس الشيطان اليه بالباطل ويدعوه الى ما لا ينبغي. ثم ان الله تعالى ينسخ ذلك. ينسخ الامنيات التي يقذفها الشيطان. ويهديه الى ترك التفات الى وسوسته. وضربوا في ذلك مثلا في ان النبي صلى الله عليه وسلم عندما جاءه المشركون طمع في اسلامهم فقالوا له من عندك من الصحابة فكأن النبي صلى الله عليه وسلم ولو للحظة فكر في مثل هذا الموضوع. فقال الله عز وجل ولا الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه. لماذا؟ لان هذه الاماني انما هي من الشيطان. والله عز وجل يسدد نبيه صلى الله عليه وسلم فيحكم الله اياته والله عليم حكيم ويبعد ما قذفه الشيطان وما اراده الشيطان اذا تبين هذا تبين ان قصة الغرانيق ضعيفة لا تصح من جهة اسنادها منكرة من جهة متنها فبالتالي لا يجوز الاحتجاج بها ولو كانت موجودة في كتب المسلمين فان في كتب المسلمين الصحيحة والضعيف والموضوع وهذه من الموضوع. فنرجو من الله عز وجل ان يرحمنا وان يبصرنا بالحق وان يجعلنا من اتباعه هو ولي ذلك والقادر عليه والى لقاء يتجدد