المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الفصل الرابع والثلاثون في ذكر مفاتيح الخير ومفاتيح الشر. قال تعالى وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان. وقال تعالى ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. واولئك هم المفلحون. وورد عنه صلى الله عليه وسلم انه قال ان هذا الخير والشر خزائن. ولتلك خزائن مفاتيح وطوبى لمن كان مفتاحا للخير مغلاقا للشر. وويل لمن كان مفتاحا للشر مغلاقا للخير. لا ريب ان الناس في الخير والشر درجات ولكل درجات مما عملوا ولا ريب ان اعلاهم درجة من سعى في الخير لنفسه بغيره. كما ان اسفلهم من هو بالعكس فينبغي للعبد ان يكون مباركا على نفسه وعلى غيره باذلا ما استطاعه في الدعوة الى الخير والترغيب فيه بالقول والفعل والتحذير من الشر بكل طريق. ولا يحقرن من المعروف شيئا. فمن اهم بذلك تعليم الامور النافعة وبثها فانه مفتاح الخيرات كلها. ومن ذلك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر برفق ولين وحلم وحكمة. ومن ذلك انه يسن العبد سنة حسنة ويشرع مشروعا طيبا نافعا يتبعه الناس عليه. وكل من سن سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها. من غير ان ينقص من اجورهم شيء. كما ان من سن سنة سنة سيئة فان عليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة. ومن ذلك بذل النصيحة النافعة في الدين او في الدنيا. فان الناصحين مفاتيح للخير مغاليق للشر وينبغي للعبد عند اختلاطه ومعاشرته لهم ومعاملتهم ان ينتهز الفرصة في اشغالهم بالخير وان تكون مجالسه لا تخلو ومن فائدة او من تخفيف شر او دفعه بحسب مقدوره. فكم حصل للموفق من خيرات وخير وثواب؟ وكم اندفع به من شرور كثيرة. وعماد ذلك رغبة العبد في الخير وفي نفع العباد. فمتى كانت الرغبة في الخير نصب عينيه ونيته مصممة على السعي بحسب امكانه. فاستعان بالله في ذلك كالامور من ابوابها ومناسباتها فانه لا يزال يكسب خيرا ويغنم ثوابا. وضد ذلك عدم رغبة العبد في الخير يفوته خيرا فان كان مع ذلك عادما للنصح للعباد لا يقصد نفعهم بوجه من الوجوه وربما قصد اضرارهم وغشهم لاغراض نفسية او عقائد فاسدة وقد اتى بالسبب الاعظم لحصول المضرات وتفويت الخيرات. وكان هذا الذي يصدق عليه انه مفتاح للشر مغلاق للخير. فنعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. ومن اعظم الاصول فتحا للخيرات واغلاقا للشرور. الايمان التام بالرسول صلى الله عليه وسلم. فاذا امن به ايمانا تامة وفهم كلامه ومراده تحقق ما قاله قطعا. وعلم ان ما ناقض ذلك او خالفه فانه باطل. فماذا بعد الحق الا الضلال فهذا يغلق على العبد ابوابا من الشرور. فتحها اهل الكلام الباطل. عرضوا بها ما جاء به الرسول. ولكن الايمان التام وفهم مراد الرسول تمام يرد كل ما ناقضه. سواء تمكن المؤمن من حل تلك الشبهة التي عرض بها الحق او لم يتمكن فانه قد علم الحق يقينا بلا تردد فمحال مع هذا ان يقوم شيء ينقض هذا الدين وهذا اصل نافع جدا. قرره شيخ الاسلام في مواضع من كتبه. ومن ذلك ما ذكرناه بقولنا