باب الاستقامة قال الله تعالى فاستقم كما امرت. وقال تعالى ان الذين قالوا ربنا الله ثم ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة والا تخافوا ولا تحزنوا. وابشروا بالجنة التي كنتم وعدون نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة. ولكم فيها ما تشتهين انفسكم ولكم فيها ما تدعون. نزلا من غفور رحيم. وقال تعالى بنى الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. اولئك اصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون. وعن ابي عمرو وقيل ابي عمرة سفيان بن عبدالله رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله قل لي في الاسلام قولا لا اسأل عنه احدا غيرك. قال قل امنت بالله ثم استقم رواه مسلم وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قاربوا وسددوا واعلموا انه لن ينجو احد منكم بعمله قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله منه وفضل رواه مسلم. فبالله التوفيق بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه. ومن اهتدى بهداه. اما بعد فهذه الايات والكلمات والحديثان في الاستقامة الاستقامة فرظ على كل مسلم يجب ان يستقيم على الحق ويثبت عليه ويحافظ عليه هذا واجب على كل مسلم ومسلمة ان يستقيم والا ينحرف فليثبت على الحق بفعل الفرائض وترك المحارم هذه هي الاستقامة معناها الثبات على الحق وبقى عليه يحب فيه ويبغض فيه ويوالي فيه ويعادي فيه حتى الموت قال تعالى فاستقم كما امرت قال تعالى ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزه الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم عنها. هذا جزاؤهم عن الاستقامة قال تعالى عند الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. اولئك اصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون قال تعالى قل انما انا بشر منكم يوحى الي. انما الهكم الهوى فاستقيموا اليه واستغفروه المؤمن يلزمه ان يستقيم على الحق وان يثبت عليه وان يستغفر الله من ذنوبه ويتوب اليه من سيئاته لانه خطاء كل بني ادم خطاء خير الخطائين التوابون فلا ينبغي لها تشاغل عن ما اوجب الله عليه او الاعراض او التساهم بامر يضره. بل يجب ان يكون محافظا مستقيما ثابتا على الحق يؤدي الواجب ويحذره محرم ويسأل ربه التوفيق والاعانة فكم من غافل ندم غاية الندامة بسبب وقوعه فيما حرم الله وانحرافه عن طريق الصواب لكن مع الملاحظة والعناية و الحذر من التساهل يوفق له ومن يتق الله يجعل له مخرجا فاذا امر الله قلبه الخوف والحذر والمجاهدة للنفس في اداء الحق وترك ما امنه الله عنه هدي الى السبيل يقول صلى الله عليه وسلم ما سئل قال له يا رسول الله قل لي في الاسلام قولا لا اسأل عنه حزن غيره. قال قل امنت بالله ثم استقم يعني امر الله ربك امن الى ربك ويستقيم على طاعته وتوحيده فان العبد خلق ليعبد ربه وامر بذلك فلابد ان يستقيم لا يكون هكذا ترة كذا وترة كذا يمينا وشمالا بل يثبت على الحق على توحيد الله وطاعة الله وترك معاصي الله والوقوف عند حدود الله هذا هو الواجب على كل يوم ان يستقيم ويثبت بخلاف مفرط المتساهل الاثارة مع الطيبين وتارة مع الخبثاء من يستقيم الحق وتارة مع اهل المعاصي هذا مخلط يحذر واجب الحذر يقول صلى الله عليه وسلم سددوا وقاربوا واعلموا ان لا يدخل ليدخل الجنة ان الجنة احد منكم بامله. قالوا ولا انت يا رسول الله؟ ولا قال ولا انا الا ان يتغمد لله برحمته سنعمل ويجتهد في طاعة الله ولا يقول ان عملي مدخل الجنة يعجب بعمله او يمن بعمله لا يدري قد يحبط عمله ولا يشعر ولكن يحذر ويستقيم يجاهد نسأل ربه التوفيق وهذه الاخلاق هي اخلاق اهل الايمان واهل الاستقامة اينما كانوا في ليلهم ونهارهم سرهم وجهرهم شدتهم ورخائهم للثبات على الحق والاستقامة عليه والمحبة فيه والبغضاء فيه والمغالاة فيه والمعاناة فيه حتى يلقى ربه كما قال فاستقم كما امرت قال هل من الذين قالوا رب الله ثم استقاموا ثم ثبتوا على الحق وساروا عليه تتنزل الملائكة يعني عند الموت تقول لهم لا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بجنة التي كنتم توعدون. نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا والاخرة ولكم فيها ما تشتهي وله بها ما تدعون لما تطلبون من ذباب القبور الرحيم والانسان تعرض له الحوادث وتعرض له الاذكار تعرظ له الشواغل لكن يجاهد بجاه نفسه حتى يسلم من شر هذه العوارض وحتى يثبت على الحق ويستقيم عليه الى الامد الذي يحتاج اليه لا يطولن عليه الامد يقسو قلبه ويعرض عن العمل بل يجب ان يكون في جميع احوالك ثابت على الحق مستقيم عليه حذرا من خلافه حتى لقاء ربه ولا سيما ايام الاستقامة ايام الفضائل يكون الانسان فيها اكثر في رمضان وعشر ذي الحجة يقوم بها جهود الانسان اكثر وابلغ ووفق الله الجميع