بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد فهذا مجلسنا الخامس والثلاثون من شمائل النبي صلى الله عليه وسلم في هذا اليوم في يوم الجمعة وهو يوم مبارك يستحب فيه الاكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ونحن الان ربما في الساعة الاخيرة فنسأل الله ان يرحمنا وان يرحم امة محمد صلى الله عليه وسلم اجمعين وان يحفظ الله البلاد والعباد وان يسلم امة الاسلام اجمعين وفي هذا المجلس باذن الله تعالى سنشرح هذا الحديث وهو من رواية الحسن البصري علينا وعليه رحمة الله تعالى وهذا الحديث ابتلاه الترمذي بقوله حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا يحيى بن سعيد عن هشام بن حسان عن الحسن عن عبد الله ابن مغفل قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الترجل الا غبا هكذا الحديث وكأن الحديث قد جعل الاصل هو النهي ويستثنى من ذلك الترجل القليل الترمذي يقال حدثنا محمد بن بشار اللي هو محمد ابن بشار ابن عثمان العبدي المتوفى عام اثنتين وخمسين ومائتين وهو امام من ائمة الحديث والرواية توفي عام اثنتين وخمسين ومئتين والى الطبيب يندار وهو الذي اراد ان يسافر فمنعته امه فبورك له اراد ان يسافر في طلب الحديث فمنعته امه وهكذا ينبغي على الانسان حينما يريد ان يفعل شيء فيعترض ابواه رحمة به ورفقا عليه ان ينظر الى المسألة مسألة احسان مع الوالدين وان لا يتعجل الولد بمخالفة الوالدين قال حدثنا يحيى بن سعيد وهو يحيى بن سعيد بن فروخ ابو سعيد يحيى بن سعيد القطان المتوفى عام ثمان وتسعين ومئة وهو امام من ائمة العلم والخير والفضل عن هشام ابن حسان هذا الراوي هشام بن حسان في الحسن البصري روايته فيها شيء. وهذا يسمى بالتضعيف الضمني ولدينا ايضا في علم العلل التوفيق الضمني وكلاهما ينبغي على البعثة على الباحث ان يرعاهما في جانب الرواية عن الحسن وهو الحسن ابن ابي الحسن يسار المشهور بالحسن البصري وهو امام من ائمة العلم والخير والفضل عن عبد الله ابن مغفل الصحابي الجليل قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الترجل الا غبا هذا الحديث اسناده ضعيف لضعف هشام ابن حسان في الحسن البصري خاصة ولذا قال فيه الامام احمد بن حنبل بعد ان سبر مروياته قال روى احاديث رفعها اوقفوها فانه روى احاديث غيره قد اوقفها وهو قد رفعها وهكذا احفظوا قاعدة يا اخواني ان الحكم على احاديث الراوي سابق للحكم على الراوي فاهل العلم كانوا يصبرون مرويات الراوي ثم يحكمون على الراوي بما يليق به توثيقا او تظعيفا فلما صبر الامام احمد مروياته قال رفع روى احاديث رفعها اوقفوها ولذا قال شيخ الامام احمد بن حنبل اسماعيل ابن ابراهيم ابن مقسم الذي يقال له ابن علية قال ما كنا نعد هشام بن حسان في الحسن شيئا اي ان رواية هشام بن حسان عن الحسن لا تساوي شيء وقد انكر بعض العلماء الاحاديث التي رواها هشام عن الحسن لانه سمعها بواسطة وهو يحذف الواسطة وهنا يبين لك الخلل من اين جاءت هذه الاخطاء؟ الاخطاء انه يروي عن الحسن بواسطة وهو يحذف الواسطة وهذه الواسطة هي التي كان يتأتى الخطأ من قبلها واهل الحديث في مروياتهم ينظرون الى الحديث ينظرون الى الحديث ويبحثون في الرجال ليتخلصوا من خطأ الراوي او كذب الراوي فاذا علمنا ان ثمة ساقطا قد سقط من هنا فهذا امر يجعلنا نتوقف في الرواية فلا نقبلها. لان هذا الساقط لا ندري اكان يخطئ ام لا يخطئ. اكان يكذب ام لا يكذب اذا العلماء قالوا بان هشام ابن حسان حينما يروي عن الحسن يروي بواسطة وهو يحذف الواسطة وهذا الحديث ايها الاخوة حينما بحث عنه اهل الحديث نظروا في اسناده فضعفوهم من حيث الاسناد ولما نظروا في طرقه اعلوا هذا الخبر بطرقهم هذا الحديث معل بالارسال والوقف. الارسال والوقف اما رفعه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يصح ولذا قال الجهبل الكبير المناوي في كتابه النفيس فاذا القدير قال ابو الوليد الباجي هذا وان كان رواته ثقات لكنه لا يثبت لان رواية الحسن عن ابن مغفل فيها نظر وقال المنذري في الحديث اضطراب اذا المناوي ينقل عن ابي الوليد البادي اعلان الخبر بالانقطاع بين الحسن وابن مغفل وهذا قال به جماعة من اهل الحديث ان الحسن لم يسمع لابن مغفل وهناك من يرى انه قد سمع منهم لانه قد جاوره انه قد كان في مدينة واحدة وجاوره سنينا لكن العلة الاخرى التي نقلها المناوي عن المنذري والمنذر ناقد من النقاد قال في الحديث اضطراب اي الاعلان بالارسال والاعلال بالوقف وهذا الخبر رواية هشام بن حسان قد اخرجها المصنف باسنادها ومتنها في الجامع برقم الف وسبع مئة وست وخمسين وقال الترمذي حسن صحيح وهذا اجتهاد منه يرحمه الله تعالى والخبر هو في المسند وعند ابي داوود وعند النسائي وفي الكبرى عند النسائي وعند ابن حبان وعند الطبراني في الاوسط وعند ابي نعيم في الحلية وقد اخرجه ابن عبد البر في التمهيد وهو في شرح السنة المغربية. الرواية الاخرى هي اخرجها النسائي وفي الكبرى من طريق حماد ابن سلمة عن قتادة عن الحسن مرسلا اي ان الخبر قد اعل بالارسال وقلنا ايضا بان الخبر قد اعل باي شيء قد اعل بالوقف وهذه رواية اخرجها ابن ابي شيبة من طريق وكيع عن ابي خزيمة عن الحسن مرسلا اي ذهب وهي مرسلة اذا صار عندنا وقت قتادة عن الحسن المرسل ورواية ابي خزيمة عن الحسن مرسلا واخرجه ابن ابي شيبة من طريق سعيد ابن ابي عروض عن قتادة عن الحسن المرسلة وهذه اقوى الروايات لماذا لان سعيد ابن ابي عروبة اقوى الناس في قتادة ابن دعامة السدوسي. وقتالة قد جعل الخبر عن الحسن مرسلا. فهذه اقوى لانها اوثق لان سعيدا ابن ابي عروبة من اوثق الناس بل هو اوثق الناس في قتادة اذا حديث علة بالارسال واعل الحديث بالوقف فقد اخرجه النسائي وفي الكبرى من طريق يونس ابن عبيد عن الحسن ومحمد قال الترجل غب. اذا الخبر معلول بالوقف على الحسن البصري وبالوقف على محمد ابن سيرين انا قلت هنا موقوف على الحسن ومحمد ولا نرجع الى هذا القول الترجل غب يسمى مقطوع انتم تعلمون ان الخبر اذا رفع الى النبي صلى الله عليه وسلم يسمى المرفوع واذا كان على الصحابي من قوله او فعله يسمى موقوف. واذا كان على التابع يسمى مقطوع. وهذا على التابع يسمى مقطوع لكن اذا قيدناه يقول هذا موقوف على الحسن موقوف على محمد يصح لنا ان نستعمل هذا المصطلح وانا حينما اتي بهذه المصطلحات لابين صحة استعمال هذه المصطلحات ولذلك انا قلت كان النسائي رجح الرواية الموقوفة اذ قال بعد ان ساق رواية هشام المرفوعة ورواية حماد المرسلة خالفه يونس ابن عبيد وذلك لان يونس ابن عبيد احفظ من هشام ابن حسان وحماد ابن سلمة اذا الذي يبدو لترجيح الرواية المرسلة لان روادها اكثر فالخبر هذا اذا فيه علة ولذلك نحن نقول يستحب ترجيل الشعر وصفته طبعا ذهب بعض الحنفية والشافعية والحنابلة قالوا انه يستحب ان يكون غبا اخذا بهذه الرواية وقال اخرون يرجله ما شاء ولو في اليم مرتين طبعا الادلة على تبجيل الشعر كثيرة منها ما اخرجه البخاري قال حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا هشام بن يوسف قال اخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها انها كانت ترجل النبي صلى الله عليه وسلم وهي حائض وهو معتكف في المسجد وهي في حجرتها يناولها رأسه ولذا يقول ابن الجوزي وهذا لا نحتاج اليه والصواب انه لا تعارض بينهما بحال فان العبد يقول ابن القيم فان العبد مأمور باكرام شعره ومنهي عن المبالغة والزيادة في الرفاهية والتنعم والحديث الاخر ايضا ما رواه البخاري قال حدثنا ادم ابن ابي الياس قال حدثنا ابن ابي ذئب عن الزهري عن سهل ابن سعد ان رجلا اطلع من جحر في دار النبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم يحك رأسه بالمجرى فقال لو علمت انك تنظر لطعنت بها في عينك انما جعل الاذن من اجل البصر وحديث اخر ما قال فيه البخاري حدثنا حفص ابن عمر قال حدثنا شعبة قال اخبرني اشعث ابن سليم قال سمعت ابي عن مسروق عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره في شأنه كله وفي رواية وفي شأنه كله طبعا الواو سقطت في بعض الروايات ولم تسقط في بعض الروايات وايضا في شأنه كله جاءت في بعض الروايات اشعس كان يأتي بها احيانا بواسط في شأنه كله وكان احيانا لا يأتي بها كما نص على ذلك شعبة بن الحجاج فيما ذكره البخاري في الصحيح في الموطن الثالث حينما كرر الحديث اذا هذه الاحاديث تدل على ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يرجل شعره وانه كان يحرص على ذلك حتى وهو في معتكفه صلى الله عليه وسلم بعض العلماء قالوا الترجل يكون غبا والتذلل بروايات منها ما روى الامام احمد في مسنده قال حدثنا يونس وعفوان قال حدثنا ابو عوان عن داوود ابن عبد الله الاودي عن حميد الحميري قال لقيت رجلا صحب النبي صلى الله عليه وسلم اربعة كما صحبه ابو هريرة اربع سنين قال نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ان يمتشط احدنا كل يوم وان يبوظ وفي مغتسله وان تغتسل المرأة بفضل الرجل وان يغتسل الرجل بفضل المرأة وليغتلفا جميعا. وهذا الحديث في مسند الامام احمد اسناده صحيح واستدلوا ايضا بهذا الخبر الذي مر عندنا وكما مر ان هشام ابن حسان روايته عن الحسن ظعيفة وقد وقد انفرد برفع الخبر وقد روي موقوف على الحسن ومحمد بن سيرين وروي مرسلا ورواية الارسال هي الصاد واستدلوا ايضا بحديث اخر اخرجه العقيري في الضعفاء الكبير قال حدثناه ابراهيم ابن محمد قال حدثنا محمد ابن موسى الجليل عن قال حديسنا ابن اسماء عن نافع عن ابن عمر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الترجل الا غبا وهذا الخبر اخرجه العقيلي في الضعفاء والعقيلي اذا اراد ان يروي عن راو فيه شيء قد اخطأ في في احاديث او انفرد بالمنكرات ساق الخبر في منكراتهم وايضا سريلا من قال بهذا بما رواه النسائي قال اخبرنا اسماعيل ابن مسعود قال حدثنا خالد ابن الحارث عن كهربة عن عبد الله ابن شقيق قال كان رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عاملا بمصر فاتاه رجل من اصحابه فاذا هو شاعث الرأس مشعان قال ما لي اراك مشعانا وانت امير؟ قال كان نبي الله ينهانا عن الارفاح قلنا وما الارفاه؟ قال الترجل كل يوم. طبعا لا شك في ان المبالغة بالترجل بطريقة تشبه طريقة النساء هذا هو الذي لا يليق بالرجال وذهب اخرون كما قلنا بانه يترجى الانسان ما شاء واستدلوا بالاخبار المطلقة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم طبعا جاء في عون المعبود قال من كان له شعر فليكرمه. طبعا هذا نص حديث في سنن ابي داوود في اسناده مقال اي فليزينه ولينظفه بالغسل والتدهين والترجيل ولا يتركه متفرطا فان النظافة وحسن المنظر محبوب لان هذه ايضا من الطهارة التي هي شطر الايمان كما اخبر النبي في الحديث الصحيح الذي اخرجه مسلم قال الطهور شطر الايمان وهذا خبر صحيح وهناك احاديث بهذا المعنى يتمسك بها الناس مثل ان الله مثل الايمان النظافة تدعو للايمان الاسلام نظيف فتنظفوا هذه الاخبار الثلاثة الاخيرة ليست بصحيحة وتركوا الاحاديث الصحيحة اذا هذه الاحاديث التي جاءت اطلق وبعضها فيه النهي فالانسان يعني يمتشط لكن لا يبالغ طبعا المنذر يقول يعارضه ظاهر حديث التردد الا غربا وحديث البذاذة على تقدير صحتهما باعتبار ان المنزل ممن عل حديث اليوم قال فجمع بينهما بانه يحتمل ان يكون النهي عن الترجل الا غبة محمولا على من يتأذى بادمان ذلك لمرض او شدة برد فنهاه عن تكلف وما يضرف طبعا هذا التأويل ليس بصحيح لانه اذا لم اذا صحت بعظ الاخبار في النهي فهذا معناه على عدم المبالغة حتى لا يتشبه المرء المسلم بالنساء فيكرم شعره ولا يتخذ الرفاهية والتنعم ديدنه بل يترجل الانسان غبا هكذا قال ابن القيم اخذا من مجموع هذه الروايات اذا قبر الباب هو خبر في اسناده مقال وجاءت احاديث مقاربة له في معناه وجاءت احاديث مطلقة تدل على ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعنى عناية حسنة في هذا الباب وايضا جاءت احياء تدل على الدهن والتنعم والتوسع ايضا في هذه الاشياء فيما يتعلق بالطيب فالانسان يطيب نفسه ويرجل شعره ولا يبالغ المرء مبالغة توصله الى حد ينتقد عليه في هذه الساعة الاخيرة من ساعة الجمعة وفي هذا الوقت قبيل غروب الشمس اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يرحمنا وان يرحم امة محمد صلى الله عليه وسلم وان يرحم المسلمين في مشارق الارض ومغاربها وان يهدي الله الشباب وان يهدي الله النساء وان يجعل اعمالهم صالحة خالصة الباقية هو ان يمتعهم الله تعالى بالقرآن الكريم وبسنة النبي صلى الله عليه وسلم وان يهديهم الى الكتاب والسنة قراءة وحفظا وتمعنا وعملا بهما وادعو من تمكن في علم الحديث وتمكن في التفسير ان يحيي مجالس الذكر ومجالس السماع ومجالس فنرى جهلا كثيرا وهذا الجهل لا يدفع الا بالعلم ولا يهلك العلم حتى يصير سرا فيا عباد الله جدوا في بث ما عندكم من الخير وتقووا شيئا فشيئا حتى تتقنوا هذا هذا وبالله التوفيق