الا الاحسان نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى الحديث الحادي والتسعون. عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يرضى وما له من الصفات وكافية في الرد على اهل الباطل سواء اكانوا من المفترين من اهل الكتاب على رب العالمين الذين زعموا ان له ولدا او الذين زعموا ان له كفؤا الحمد لله والو واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصفيه ومشتباه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعد كنا قد وقفنا في كتاب بهجة قلوب الابرار وقرة عيون الاخيار في شرح جوامع الاخبار العلامة السعدي رحمه الله على حديث السابع والثمانين نبدأ على بركة الله ونسأله جل وعلا ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح. نعم بسم الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين يا رب العالمين قال العلامة ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه بهجة القلوب الابرار. وقرة عيون خيار في شرح جوامع الاخبار. الحديث والثمانون عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قل هو الله احد تعدل ثلث القرآن رواه مسلم تكلم اهل العلم على معنى هذا هذه المعادلة وتوجيهها واحسنوا ما قيل فيها ان معادلة لثلث القرآن لما تضمنته من المعاني العظيمة معاني التوحيد واصول الايمان فان المواضيع الجليلة التي اشتمل القرآن عليها اما احكام شرعية ظاهرة او باطنة عبادات او معاملات. واما قصص واخبار عن المخلوقات السابقة واللاحقة واحوال المكلفين في الجزاء على الاعمال. واما توحيد ومعارف تتعلق بالله واسمائه وصفاته. وتفرد وتفرده الوحدانية والكمال وتنزهه عن كل عيب ومماثلة احد من المخلوقات. فسورة قل هو الله احد مشتملة على هذا وشاملة لكل ما يجب اعتقاده من هذا الاصل. الذي هو اصل الاصول كلها. يعني وجه ايراد هذا الحديث في شرح جوامع الاخبار لانه دل بدلالة الايماء والاشارة على اهمية العناية بما يتعلق بالتوحيد والمعارف فيما يتعلق بالايمان بالله لان قل هو الله احد تعدل ثلث القرآن فمعنى هذا اعتنوا بهذا الثلث افهموا هذا الثلث اعتقدوا هذا الثلث واعملوا وفق هذا الثلث وهذا لا يتأتى الا ان نعرف الله عز وجل باسمائه الحسنى وصفاته العليا وما له من الكمالات والجمالات وما ينزه عنه سبحانه وتعالى من النقص والعيب ولهذا قال قل هو الله احد مشتملة على هذا النوع وهو التوحيد ومعرفة الله عز وجل وآآ كان شيخنا ابو زكريا رحمه الله يقول ان قل هو الله احد كاف في الدلالة على جميع ما يتعلق بالتوحيد اما بدلالة المطابقة واما بدلالة التظمن واما بدلالة اللزوم واما بدلالة المفهوم فهذه السورة كافية في اثبات معرفة الحق جل جلاله وهو كاف بالرد على المشركين الذين زعموا انه بحاجة الى الشركاء وهو الصمد كما سيأتي بيان معناه اذا قل هو الله احد تعدل ثلث القرآن صريح في وجوب العناية بهذا الثلث وانه اعظم اثلاث القرآن قرآن ثلاثة اقسام امر ونهي وهذا هو الاحكام الشرعية وقصص واخبار عن المخلوقات الماظية واللاحقة وتوحيد ومعارف عن الله عز وجل هذا هو الثلث المعني الذي جاء في سورة الاخلاص نعم احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى ولهذا امر الله ان نقولها بالسنتنا ونعرفها بقلوبنا ونعترف بها وندين وندين الله باعتقادها والتعبد لله بها فقال قل هو الله احد فالله هو المألوف المستحق لمعاني الالوهية كلها. التي توجب ان هنا هو المعبود وحده المحمود وحده المشكور وحده المعظم المقدس ذو الجلال والاكرام. اذا سمعت اسم الله في القرآن مباشرة تذكر توحيد العبادة تذكر توحيد الالوهية المقلوب المحبوب المرجو على وجه الفردانية بدون شركة فتسجد له وتذبح له تتوكل عليه واذا سمعت اسم الرب فمباشرة تتذكر توحيد الربوبية خلقك رزقك يدبرك يدبر امر السماوات والارض فان التدبر في الثاني يجعلك تؤدي الاول على وجه الاخلاص نعم احسن قال رحمه الله تعالى والاحد يعني الذي تفرد بكل كمال ومجد وجلال وجمال وحمد وحكمة ورحمة وغيرها من صفات الكمال فليس له فليس له فيها مثيل ولا نظير. ولا مناسب وجه من الوجوه. فهو الاحد في اياته وقيوميته وعلمه وقدرته وعظمته وجلاله وجلاء وعظمته وجلاله وجماله وحمده وحكمته ورحمته وغيرها من صفاته موصوف بغاية الكمال ونهايته من كل صفة من هذه الصفات ومن تحقيق احذيته وتفرده بها انه الصمد. يعني اذا سمعت اسم الله الاحد تأمل ان السورة او الاية وردت على وجهين رأتين على قراءتين صحيحتين قل هو الله احد بالظن قل هو الله احد فاذا قلت قل هو الله احد بالتنوين دل كلمة احد على الاحدية الذاتية والاحادية الوصفية والكمال فهو بمعنى الذي لا مثل له ولذلك هو احد وهذا وصف اما على قراءة الظم قل هو الله احد لا احد يكون اسما من اسماء الله عز وجل والاحد من اسماء الله بمعنى الاحد في ذاته والاحد بصفاته الاسم يتضمن الصفة ولا عكس ومن تحقيق احديته انه قال الله الصمد هذا من تحقيق الاحاديث لان الشيء قد يكون واحدا من جهة العدد لكنه ناقص فلم تنفعه الاحدية لكن اذا كان احدا مستغنيا لا نظير له لا مثل له ليس كمثله شيء وهو السميع البصير كانت الاحدية كمالا نعم احسن الله قال رحمه الله تعالى من تحقيق احاديته وتفرده بها انه الصمد. اي الرب الكامل والسيد العظيم الذي لم تبقى صفته كما مال الا اتصف بها ووصف بغايتها وكمالها بحيث لا يحيط الخلائق ببعض تلك الصفات بقلوبهم. ولو ولو تعبر عنها ولا تعبر السنتهم وهو المصمود له المقصود في جميع الحوائج والنوائب. يسأله من في السماوات والارض كل يوم هو في شأن فهو الغني بذاته وجميع الكائنات فقراء اليه بذاتهم. في ايجادهم واعدادهم وامدادهم بكل ما هم محتاجون اليه من جميع الوجوه. ليس لاحد منها غنا عنه مثقال ذرة. في كل حالة من احوالها فالصمد هو المصمود اليه المقصود في كل شيء لكماله وكرمه وجوده واحسانه. ولذلك لم يلد ولم يولد الصمد من اسماء الله عز وجل الدالة على الكمال الذاتي فالصمد اي الذي لا جوف له وهذا يتضمن انه لا يأكل ولا يشرب ليس بحاجة بلا شيء لانه الغني سبحانه وتعالى محتاجة الى شيء فهو فقير لا يحتاج الى هواء ولا الى مكان ولا الى زمان ولا الى طعام ولا الى شراب ولا الى انيس ولا الى ونيس فهو الصمد من معاني الصمدية ايضا السيد الذي بلغ السؤدد في الكمأ السيد الذي بلغ السؤدد في صفات في صفات الكمال ويتضمن معنى قل هو الله احد يتضمن بمفهوم المخالفة نفي النقائص عن الله ايا كانت ويتضمن معنى قوله الله الصمد نفي الحاجة ونفي الفقر فهو سبحانه خلق الخلق لا لحاجة واستوى على العرش لا لحاجة واوجد من يحبهم لا لحاجة فهو الصمد الصمد الغني الغنى المطلق ومن معاني الصمدية ما جاء في نفس الاية في سورة الاخلاص الصمد كمل لم يلد ولم يرد اذا صار عندنا للصمد اربعة معاني الصمد الذي لا جوف له الصمد السيد الذي بلغ السؤدد في الكمال الصمد الغني الغني الصمد الذي لم يلد ولم يولد والمعنى الرابع ان الصمد بمعنى المصمد اليه اي الذي يقصده العباد بحوائجه هذه خمسة معان سلفية ثرية لمعنى كلمة الصمد نعم احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى الصمد هو المصمود اليه المقصود به كل شيء لكماله وكرمه وجوده واحسانه. ولذلك لم يلد ولم ان مخلوقاتي كلها متولد بعضها من بعض وبعضها والد بعض وبعضها مولود وكل مخلوق فانه مخلوق من مادة واما الرب جل جلاله فانه منزه عن مماثلتها في هذا الوصف. كما هو منزه عن مماثلتها في كل صفة نقص يعني لم يلد ولم يولد هذا هو شأن المحدثات المصنوعات فكل مصنوع يولد ويصنع من شيء يعني لو قال لك قائل هذا الورق الذي تكتب عليه متولد من ماذا تقول من مادة الخشب الثوب الذي تلبسه متولد عن ماذا تقول من القطن او من الصوف فكل شيء في الوجود غير الرب تبارك وتعالى فانه اما والد واما مولود بمعنى اخر كل شيء في الوجود وجوده مترتب على اسباب مترتب على ايش اسباب الا الله جل جلاله فليس مرتبا وجوده على شيء وهذا امر عقلي بدني لو دخل علينا رجل فقال هذا المصباح كيف يعمل قلنا له هناك بويرات من الكهرباء السالبة والموجبة مركبة هناك واذا وضعنا الليث او اللمبة فوقها فان السالب الموجب يتواصلان فتضيء اللمبة يقول لا اسألكم عن هذا السبب اسألكم عن السبب كيف وصل الكهرباء هنا قلنا له وصل من طريق بسبب الاسلاك الممدودة من هناك الى مركز الكهرباء قال لا اسألكم عن هذا. اسألكم كيف يعمل وكيف يطفى قلنا له هناك السويتش ها هناك المفتاح قال لا اسألكم عن هذا اسألكم هذه كلها اسباب مصنوعة مجعولة من الذي صنع هذه الاسباب تقول البشر البشر هو الذي صنع هذا السبب فلابد ان تنتهي في السببية الى نهاية. هذه النهاية تسمى الصفر. عقلا تقول اذا كيف من ركب هذه؟ من وضع هذه؟ من سبب هذه؟ على هذه؟ من يضرب السويتش والمفتاح؟ الانسان يأتي نفس السؤال مرة اخرى فحينئذ انتهى كلامه عن الكهرباء لان الانسان لا يمكن ان يدخل ضمن دائرة المصنوع الكهربائي لانه صانع له صح يأتي نفس السؤال الان من الذي صنع المحدثات الموجودات كيف صنع؟ لما يأتي كيف صنع نقول بكذا سهر كذا بسبب النطفة في البويضة كانت كذا وبسبب التزاوج صار كذا بسبب الرطوبة واليبوسة والحرارة صار كذا وكذا وكذا. في النهاية من الذي جعل الاسباب وهو خارج عن هذه الاسباب؟ انه الله جل هذا معنى لم يلد ولم يولد فلا تجري عليه ولادة ولم يجري عليه ولادة. بمعنى لا يجري عليه سبب ولم يجري عليه سبب واضح اذا فهمنا هذا المعنى لا يشكل علينا معنى قوله ولم يكن له كفوا احد فانه لا يقاس بمصنوعاته كما لا يقاس الانسان بمصنوعاته فلو جاء شخص وقال لنا انتم شرحتم لنا كيف جاء الكهرباء كيف ركبتم بعض الاسباب على بعضها حتى كانت هذه الاضاءة لكن ما شرحتم لنا ايش الانسان في هذه الدائرة الكهربائية قلنا له يا اخي انت ما انت بصاحي مو مجنون انت الانسان لا يدخل في الدائرة الكهربائية لانه صانع للدائرة الكهربائية نعم. قال رحمه الله تعالى ولهذا حقق ذلك التنزيه وتمم ذلك الكمال في قوله ولم يكن له كفوا احد. اي ليس له نظير ولا مكافئ ولا مثيل. لا في اسمائه ولا في اوصافه ولا في افعاله ولا في جميع حقوقه التي اختص بها فحقه الخاص امران التفرد بالكمال كله من جميع الوجوه والعبودية الخالصة من جميع الخلق. حقه الخالص امران امر متعلق بذاته واسمائه وصفاته هذا جانب توحيد الربوبية تعتقد انه الرب وحده قلق واحد المالك وحدي له الكمالات المطلقة والجمالات المطلقة والجلالات المطلقة الامر الثاني حقه الخالص اذا علمت هذا ان تؤدي هذا وهو هو هذه افعاله خلقك رزقك ملكك تصرف فيك فهو ينشر العلم يبث العلم ويوزع المال فهذا في اعلى المنازل كما جاء في مسند الامام احمد وسنن ابن ماجة من حديث ابي كبشة الانصاري رضي الله عنه ورجل عنده اوجدك اعدك يعدمك. انت ماذا تفعل؟ تعبده تسجد له تركع له تذبح له تتوكل عليه. لا على غيره نعم احسن قال رحمه الله تعالى فحق لسورة تتضمن هذه الجمل العظيمة ان تعادل ثلث القرآن فان جميع ما في القرآن من الاسماء الحسنى ومن الصفات العظيمة العليا ومن افعال ومن افعال الله واحكامه واحكام صفاته تفاصيل بهذه الاسماء التي ذكرت في هذه السورة. بل كل ما في القرآن من العبوديات الظاهرة والباطنة واصنافها وتفاصيلها. تفصيل تفصيل هذه السورة والله اعلم. اذا كان الشافعي رحمه الله كان يقول ان سورة العصر تكفي الناس في الفلاح والنجاح وبيان سبب الخسران فان سورة الاخلاص تكفي الناس بمعرفتهم لكمالات ربهم تبارك وتعالى وجمالاته وجلالاته. نعم احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى الحديث الثامن والثمانون عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. صلى الله لا حسد الا في اثنتين. رجل اتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ورجل اتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها. متفق عليه. وجه يراد هذا الحديث في جوامع الاخبار انه دال على المملوكات في هذه الدنيا وما يمكن ان يتصف به الانسان فهو اما ان يضاف اليه المال واما ان يضاف اليه ما هو من جنس الحكمة وهو العلم وكل ما يضاف الى الانسان من جهة المال او ما يضاف لي الى الانسان من جهة العلم فاما ان يتصرف في ذلك في الخير ويكون على خير واما ان يكون يتسلط ذلك في الشر فيكون على شر نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى الحسد نوعان نوع محرم مذموم على كل حال هو ان يتمنى زوال نعمة الله على العبد دينية كانت او دنيوية وسواء احب ذلك محبة استقرت في قلبه. ولم يجاهد نفسه عنها او سعى مع ذلك في ازالتها او في اخفائها وهذا اقبح فانه ظلم متكرر وهذا النوع هو الثاني الذي يأكل حسنات كما تأكل النار الحطب. والنوع الثاني ان لا يتمنى زوال نعمة الله على الغير ولكن ان حصول مثلها له او فوقها او دونها. وهذا وهذا نوعان محمود وغير محمود. فالمحمود من ذلك ان يرى نعمة الله الدينية على عبده فيتمنى ان يكون له مثلها فهذا من باب تمني الخير فان قارن فان قارن ذلك سعي وعمل لتحصيل ذلك فه نور على نور. واعظم من يغبط من كان عنده مال قد حصر له من حله ثم السلط ووفق على انفاقه في الحق. في الحقوق الواجبة والمستحبة. فان هذا من عظيم البراهين على الايمان ومن اعظم انواع الاحسان ومن ومن كان عنده ومن كان عنده علم وحكمة علمه الله اياها. فوفق لبذل هذا تعليم الحكم بين الناس فهذان النوعان من الاحسان لا يعادلهما شيء الاول ينفع الخلق بماله ويدفع حاجاتهم وينفق في المشاريع الخيرية. فتقوم وتسلسل نفعها ويعظم وقعها. والثاني ينفع الناس بعلمه ينشر بينهم الدين والعلم الذي يهتدي به العباد في جميع امورهم من عبادات ومعاملات وغيرها. ثم بعد هذين الاثنين تكون على الخير بحسب حاله ودرجاته عند الله. ولهذا امر الله تعالى بالفرح والاستبشار بحصول هذا الخير. وانه لا يوفق لذلك الا اهل الحظوظ العظيمة العالية. قال تعالى قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون. فقال وما الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم وقد يكون من تمنى شيئا من هذه الخيرات له مثل اجر الفاعل اذا صدقت نيته وصمم من عزيمته ان لو قدر على ذلك العمل لعمل مثله كما ثبت ذلك كما ثبت بذلك الحديث. وخصوصا اذا شرع وسعى بعض سعي. واما الغبطة التي غير محمودة فهو تمني حصول مطالب الدنيا لاجل اللذات. وتناول الشهوات كما قال قوم قارون يا يا ليت لنا مثلما اوذي قارون انه لذو حظ عظيم. فان تمني مثل حالة من يعمل سيئاته فهو بنيته. وزرها وبهذا التفصيل يتضح والحسد والمذموم في كل حال والحسد الذي هو الغبطة الذي يحمد في حال ويذم في حال والله اعلم يعني لا شك ان فظل الله عز وجل ورحمته لا تنالوا بكد وجهد فان ذلك محظوظ تفضل منه سبحانه وتعالى ولذلك يسمى فظلها مثلا النبوة النبوة فضل العلم فظل المال فظل لكن بعظ الفظائل قد تدرك ببذل سبب مثل طلب العلم. طلب المال. واحيانا قد لا يجد الانسان السبب فكيف يدرك الفظائل التي ادركها غيره بالسبب يدركها بنيته يدركها بنياتي فرجل عنده علم وعنده مال علم وليس عنده مال فيقول لو كان عندي مال لفعلت مثل الاول قال عليه الصلاة والسلام فهما في الاجر سواء ورجل عنده مال وليس عنده علم فهو يتخبط فيه يسرف تبذر يقطر ينفقه بالاشر والبطر فهو يتخبط في هذا المال كسبا وانفاقا ورجل ليس عنده مال ولا علم ويتمنى لو كان عنده مال ليفعل مثل فلان بتبختر يسافر خربط قال عليه الصلاة والسلام فهما في الوزر سواء ازا اذا لم تدرك فضل الله ورحمته ببذل شيء من السبب فعليك بالنية الطيبة. هذا معنى هذا الحديث لا حسد الا فتنته يعني الغبطة وهو ان تتمنى ان الخير يبقى وانك تنال من الله مثله هذا امر عظيم تدخل المسجد ترى مسجد عائشة يقول لو كان عندي مال لبنيت مسجدا كمسجدها تمشي من جانب عمارة كبيرة تقول لو كان عندي مال لاوقفتها في سبيل الله تمشي في جانب مركز تحفيظ للقرآن الكريم تقول لو كان عندي مال لبنيت مثل هذا المركز وهكذا هذا يدل على ان النيات ها رافعة للدرجات النيات رافعة للدرجات نسأل الله ان يحسن نياتنا واياكم نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى قال رحمه الله تعالى الحديث التاسع والثمانون عن ابن مسعود رضي الله عنه عن ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو فيقول اللهم اني اسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. رواه مسلم هذا الدعاء من اجمع الادعية وانفعها ويتضمن سؤال خير سؤال خير الدين وخير الدنيا فان الهدى هو العلم النافع والتقى العمل الصالح وترك ما نهى الله ورسوله عنه. وبذلك يصلح الدين فان الدين علوم نافعة ومعارف صادقة فهي الهدى القيام بطاعة الله ورسوله فهو التقى والعفاف والغنى يتضمن العفاف عن الخلق وعدم تعليق القلب بهم والغنى بالله وبرزقه والقناعة بما فيه وحصول ما يطمئن به القلب من الكفاية. وبذلك تتم سعادة الحياة الدنيا والراحة القلبية وهي الحياة الطيبة فمن رزق الهدى والتقى والعفاف والغنى نال السعادتين وحصر له كل مطلوب ونجا من كل مرهوب والله اعلم هذا الحديث من جوامع الاخبار لانه يدل الانسان على ما فيه سعادته وسعادة الانسان انما يكون بحصول امرين بحصول صلاح حاله مع ربه وصلاح حاله مع الخلق صلاح حاله مع ربه بالهدى والتقى والهدى هنا العلم والتقى العمل وصلاح حاله مع الناس العفاف فيعف عينه وسمعه لسانه ويده عنهم وبالغنى فيعطي وينفق ويبذل فتجده سعيدا ابدا محمودا ابدا في الدنيا والعقبى نعم احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى الحديث التسعون عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من احب ان يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأتيه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الاخر. وليأتي الى الناس الذي يحب يحب ان يؤتى اليه. رواه مسلم لا شك ان من زحزح عن النار يدخل الجنة فقد فاز قلنا هذه غاية يسعى اليها جميع المؤمنين. فذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث لها سببين. ترجع اليهما جميع الشعب والفروع والايمان بالله واليوم الاخر المتضمن للايمان بالاصول التي ذكر الله بقوله قولوا امنا بالله ومتظمن للعمل للاخرة والاستعداد لها لان الايمان الصحيح يقتضي ذلك ويستلزمه. والاحسان الى الناس وان يصل اليهم من القول والفعل والمال والمعاملة ما يحب ان يعاملوه بها. فهذا هو الميزان الصحيح للاحسان والنصح. فكل امر اشكل عليك مما تعامل به الناس فانظر هل تحب نعاملك بتلك المعاملة ام لا؟ ان كنت تحب ذلك كنت محبا لهم ما ماتوا تحب لنفسك ان كنت لا تحب ان يعاملوك بتلك المعاملة فقد ضيعت هذا الواجب العظيم. فالجملة الاولى فيها القيام بحق الله والجملة فيها القيام بحق الخلق. هذا الحديث من جوامع الخلق من جوامع الاخبار لان فيه بيان كيفية التعامل مع الخالق والمخلوق مع الخالق تقوية الايمان بالله عز وجل ومع المخلوق بان تصنع لهم ما تحب ان يصنع لك وليأتي الى الناس ها الذي يحب الظم وليس بالنصب ان يؤتى اليه مكتوب بالنصب وهذا خطأ وليأتي الى الناس الذي يحب ان يؤتى اليه كيف تريد ان يعاملك الناس بالسلام فكذلك سلم عليه كيف تريد ان يعاملك الناس فيما لو احتجت اليهم فكذلك عامل من احتاج اليك كيف تريد ان يعاملك الناس فيما لو جاورتهم فكذلك عامل من جاورت كيف تحب ان يعاملك الصاحب فكذلك عمله كيف تحب ان تعاملك زوجتك فكذلك عاملها وهكذا هذا ميزان عظيم وفي القرآن الكريم التأكيد على هذا الامر هل جزاء الاحسان هم ثلاثة ويكره ويكره لكم ثلاثا فيرضى لكم ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا. وان تعتصموا بحبل الله جميعا ولا فرقوا ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال واضاعة المال. رواه مسلم. فيه اثبات الرضا من الله ذكري وذكر متعلقاتي متعلقاتها واثبات الكراهة كراهة واثبات الكراهة منه وذكر متعلقاتها فالله جل جلاله من كرمه على عباده يرضى لهم ما فيه مصلحتهم وسعادتهم في العاجل والاجل وذلك بالقيام بعبادة الله وحده لا شريك له واخلاص الدين له بان يقوم الناس بعقائد الايمان واصوله وشراع الاسلام الظاهرة والباطنة وبالاعمال الصالحة والاخلاق الزاكية. كل ذلك خالصا لله موافقا لمرضاته. على سنة نبيه ويعتصموا بحبل الله وهو دينه الذي هو الوصلة بينه وبين عباده. فيقوم به مجتمعين متعاونين على البر والتقوى. المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره. بل يكون محبا له مصافيا واخا معاونا. وبهذا الاصل والذي قبله يكمن الدين وتتم النعمة على المسلمين. ويعزهم الله ذلك وينصرهم لقيامهم بجميع الوسائل التي امرهم الله بها. والتي تكفل لمن قام بها بالنصر والتمكين. وبالفلاح والنجاح العاجل والاجل ثم ذكر ما كره ثم ذكر ما كره الله لعباده مما ينافي هذه الامور التي يحبها وينقصها. فمنها كثرة القيل والقال فان ذلك من دواعي الكذب وعدم التثبت واعتقاد غير الحق. ومن اسباب وقوع الفتن وتنافوا وتنافر القلوب ومن الاشتغال بالامور الضارة عن الامور النافعة. وقل ان يسلم احد من شيء من ذلك. اذا كانت رغبته في القيل والقال. واما قوله وكثرة السؤال فهذا هو السؤال المذموم. كسؤال الدنيا من غير حاجة وضرورة. والسؤال على وجه على وجه التعنت والاعنات وعن الامور التي يخشى من من ضررها او عن الامور التي لا نفع فيها. الداخلة بقوله يا ايها الذين امنوا ولا لا تسألوا عن اشياء ان تبدى لكم تسوءكم. واما السؤال عن العلوم النافعة على وجه الاسترشاد او الارشاد فهذا محمود مأمور به. وقوله واضاعة المال وذلك اما بترك حفظه حتى يضيع او يكون عرضة للسراق والضياع والضياع. والضياع والضياع فتح الضاد. احسنت. عروضة للسراق والضياع واما به ما لعمارة عمارة عقاره. نعم. احسن الله واما بهم عمارة عقارب او الانفاق على حيوانه. واما بانفاق المال في الامور الضارة او غير النافعة فكل هذا داخل في اضاعة المال واما بتولي ناقص العقول لها كالصغار والسفهاء والمجانين ونحوهم. لان الله تعالى جعل الاموال قياما للناس بها لا تقوم مصالحهم الدينية ودنيوية فتمام النعمة فيها فيها ان تصرف فيما خلقت له من المنافع والامور الشرعية الدنيوية ومما كره الله لعباده. فهو يحب منهم ردها ويحب منهم ان يكونوا متثبتين في جميع ما يقولونه. والا كل كل ما سمعوه وان يكونوا متحرين للصدق ولا يسأله الا عن ما ينفع ونحفظ اموالهم ويدبروها وتصرف فيها تصرفات نافعة ويصرفوها في المصارف النافعة. ولهذا قال تعالى ولا تؤتوا السفهاء اموالا ولا تؤتوا السفهاء اموالكم التي جعل الله جعل الله لكم قياما والحمد لله اولا واخرا. طبعا هذا الحديث من جوامع الكلم لان فيه ذكر الامور الثلاثة التي هي اعظم ما به ينال العبد رضى الله عز وجل وذكر الامور الثلاثة التي هي ابواب لنيل مسخوطات الرب تبارك وتعالى او للوقوع فيما يسخط الرب تبارك وتعالى قد يقول قائل ان الله رضي لنا الاسلام كله ورضيت لكم الاسلام دينا فكيف قال في هذا الحديث ان الله يرظى لكم ثلاثة فخص الثلاثة بالذكر قد يقول قائل ان الله ذكر المكروهات في سورة الاسراء ثم قال عقبها كل ذلك كان سيء عند ربك مكروها فلما خص هذه الثلاث فالجواب ان المقصود بقوله يرظى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا الابواب اي اعظم ابواب نيل الرضا عبادته وحده لا شريك له الاعتصام بحبل الله جميعا وهو القرآن والسنة وترك التفرق وهو التحزب وانشاء قوميات وانشاء الوطنيات والفئويات فتتقاتلون ويكره لكم ثلاثا ايوة من اعظم الابواب المؤدية الى السخط وغضب الرب تبارك وتعالى والوقوع في المكروه. القيل والقال تأمل الان القيل والقال كم سيؤدي بك الى سوء المقام بالقيل والقال غيبة بالقيل والقال نميمة بالقيل والقال كذب وبهتان في القيل والقال قذف في القيل والقال تفرقة للكلم بالقيل والقال ربما يكون سبب للخروج على الحاكم بالقيل والقال افتراء على الدين بالقيل والقال افتراء على الرسول وهكذا صعب تنهي الباب هذا لذلك اغلقوا وكثرة السؤال وهذا ايضا عام واضاعة المال وهذا ايضا عام فالاول قيل والقال متعلق بحالك مع نفسك امسك لسانك وكثرة السؤال متعلق بالخلق اياك ان تظهر لهم كثرة المسائل واضاعة المال متعلق بالماء بالاموال اذا جانب شخصي وجانب اجتماعي وجانب مالي فهذه هي الابواب الثلاثة التي من حفظها حفظ ومن فتحها سخط هذه هي الابواب الثلاثة التي من حفظها حفظ ومن ولا او ضيعها سخط نعم السلام عليكم احسن الله قال رحمه الله تعالى الحديث الثاني والتسعون عن عائشة رضي الله عنها قالت دخلت دخلت هند بنت عتبة امرأة ابي سفيان على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله الله ان ابا سفيان رجل شحيح لا يعطيني من النفقة ما يكفيني ويكفي بلية. الا ما اخذته من ما له بغير علمه. هل علي في ذلك كمن من جناح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك ويكفي بنيك متفق عليه اخذ العلماء من هذا الحديث فقها كثيرا ساشير الى ما يحضرني. منها ان المستفتي والمتظلم يجوز ان يتكلم بصدق في من تعلق به استفتاء وتظلم وليس من الغيبة المحرمة. وهو احد المواضع والمستثنيات من الغيبة ويجب ويجمع الجميع الحاجة الى التكلم في الغير فان الغيبة المحرمة ذكرك اخاك بما يكره. فان احتيج الى ذلك كما ذكرنا وكما في النصيحة الخاصة او العامة او لا يعرف الا بلقبه جاز ذلك بمقدار ما يحصل به المقصود ومنها ان نفقة الاولاد واجبة على الاب وانه يختص بها لا تشاركه الام فيها ولا غيرها وكذلك فيه وجوب نفقة الزوجة وان مقدار ذلك الكفاية. لقوله خذي ما يكفيك وبنيك بالمعروف. وان الكفاية معتبرة بالعرف بحسب احوال ناس في زمانهم ومكانهم ويسرهم وعسرهم وان المنفق اذا امتنع او شح عن النفقة اصلا او تكميلا فلمن له فلمن له النفقة او يباشر الانفاق ان يأخذ من ماله ولو بغير علمه. وذلك لان السبب ظاهر ولا ينسب في هذه الحالة الى خيانة يدخل في قوله ولا تخن من خانك. وهذا هو القول الوسط الصحيح في مسألة اخذ من مال من له حق عليه بغير علمه بمقدار وهو مشهور من مذهب الامام احمد انه لا يجوز ذلك الا اذا كان السبب ظاهرا كالنفقة على الزوجة والاولاد والمماليك ونحوهم وكحق الضيف ومنها ان المتولي امرا من الامور يحتاج فيه الى تقدير مالي. يقبل قوله في التقدير لانه ثمن له الولاية له الولاية على ذلك الشيء ومنها ان المستفي ومنها ان المستفتي فتوى لها تعلق بالغير وغلب وغلب على ذلك وغلب على ظن المسؤول صدقه لا يحتاج احضار ذاك الغير وخصوصا اذا كان في ذلك مفسدة كما في هذه القضية فانه لو احضر ابا سفيان لهذه الشكاية لم يؤمن ان يقع بينه وبين زوجه مما لا ينبغي وليس في هذه الادلة على على الحكم على الغائب فان هذا ليس بحكم وانما هو استفتاء يعني هذه هذا الحديث من جوامع الاخبار لان فيه دلالة على كيفية التعامل في تحصيل الحقوق في مسألة الظفر وهي مسألة ان فلان عنده حق عند فلان ويمكن ان يصل الى هذا الحق بدون علمه ومن غير ظرر يلحقه فهل له ان ليتصرف في هذا المال فيأخذ منه بقدر حاجته او ليس له ذلك هذه صورة المسألة ومن هذا الباب فيما لو كانت الحقوق بين ذوي القربى او الجيران مثلا رجل له جار اخذ دابة الغاز وما ردها وبعد ايام هو ذهب واخذ دابة غاز اصفر مشابه له في منفعة ليس هو بعينه نفسها فيجوز ان ينتفع بها باعتباره بدلا وعوضا عن تلك امرأة لا ينفق عليها زوجها ولكنها تستطيع ان تصل الى ما لك فتأخذ منه بالمعروف بقدر العرف السائد من دون ان يتضرر الزوج فله ان يأخذ من المال بقدر ما هو حق لها ولعيالها اذا هذه مسألة ايش تسمى مسألة الظفر قد ذكرها الامام ابن قدامة رحمه الله تعالى وبين ان الصحيح من اقوال اهل العلم انه يجوز اخذ المال المغفور لصاحب الحق لكن بشرط بشرط ان لا يلحقه ظرر ولا يحيف في اخذ الحق هذا هو الشرط. وفي قول عائشة رضي الله عنها ان هند بنت عتبة رضي الله عنها قالت ان ابا سفيان رجل شحيح هذا نوع من انواع الغيبة ولكن هذه الغيبة مباحة لاجل الاستفتاء مباحة لاجل الاستفتاء ولهذا قال الحافظ النووي رحمه الله برياض الصالحين لما ذكر ذم الغيبة والنميمة قال ولا يجوز ولا تجوز الغيبة والنميمة الا في ستة ابواب واستثناه وهي التي جمعها بعضهم في قولهم القدح ليس بغيبة في ستة القدح يعني الذم القدح ليس بغيبة في ستة من هم متظلم هذا واحد ومعرف ومحذري يعني شخص يبي يمشي على الطريق هذا وانت تعلم ان هذا الطريق فيه لصوص تقول له انتبه ترى في لصوص فلان وفلان وفلان سوف يأخذون مالك هذا ما هو غيبة ومحذر تعلم ان فلان مبتدع فتحذر الناس من الحضور اليه مثلا القدح ليس بغيبة في ستة متظلم ومعرف ومحذري ومجاهر فسقى ومستفتن مثل حالة هند ومستفت ومن؟ طلب الاعانة في ازالة منكره. هذه ستة احكام متظلم معرف محذر مجاهر بالفسق يعني انسان معروف انه مغني انه سكير مرابي انت تقول المرابي فلان هذا ما هو غيبة ليش هو مجاهر بهذا الذنب فمجاهر فسقه ومستفتن هذا الخامس ومن طلب الاعانة في ازالة منكره هنا مسألة فقهية هل اذا امكن للانسان الظفر بحقه هل يمكنه ان يأخذ حقه دون الرجوع الى الحاكم او لا اي سورة المسألة الصحيح من اقوال اهل العلم انه يجوز ان يأخذ حقه اذا لم يلحقه في ذلك ظرر ولم يأخذ اكثر مما هو في العرف. اما اذا خشي الظرر او خشي ان يتهم فسبيل ذلك ولي الامر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين